أبحاث

إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح – القمص عبد المسيح بسيط

إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح – القمص عبد المسيح بسيط

إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح - القمص عبد المسيح بسيط
إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح – القمص عبد المسيح بسيط

إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح – القمص عبد المسيح بسيط

أستغل البعض قول الهراطقة الدوسيتيين الغنوسيين بأن المسيح اتخذ جسدا خياليا، نجميا، روحيا، ولاهوتيا ولم يتخذ جسدا فيزيائيا ماديا طبيعيا، بل كان شبحاً وخيالاً، ولذا فقد كانت عملية صلبه أيضا عمليه خيالية مظهرية، بمعنى أنه صلب ظاهريا، بدا للناظرين مصلوبا على الصليب ولكنه كان نورا ومعلقا أيضا على صليب من نور في آن واحد، وأن بعضهم قال بصلب المسيح الإنسان وعدم صلب المسيح الإنسان، أي صلب الناسوت وصعد اللاهوت.

وقالوا أنه وجدت فرق مسيحية قالت بعدم صلب المسيح، هكذا بعدم فهم، أو كمجرد حجة سوفسطائية (جدلية) يتخذونها على المسيحيين !!!!!

ونقول لهم أن هذه الفرق الهرطوقية التي برهنا في الفصل السابق من أقولهم إيمانهم بتعدد الآلهة، وبالتالي فهي وثنية وليست مسيحية، ولكن قولكم أنها لم تكن تؤمن بأن المسيح قد صلب، هو قول باطل وغير صحيح، لأن غالبيتهم العظمى، مع قلتهم الشديدة، قالوا بأن المسيح علق على الصليب فعلاً ولكن لأنه إله وليس له جسد فيزيائي طبيعي من لحم ودم وعظام، لذا بدا لهم يصلب وبدا ينزف الدم وبدا لهم أنه مات ثم قام من الموت

ومنهم من قال أن المسيح الإله نزل من السماء وحل على يسوع (عيسى) في العماد وفارقه عند الصلب وبالتالي فالذي صلب هو يسوع (عيسى)، أو المسيح الإنسان وليس المسيح الإله. ولم يقل أحد غير شخص واحد هو باسيليدس فقط ومن أتبعوه بصلب بديل للمسيح وذلك بسبب إيمانه بأن المسيح أحد الآلهة العديدين المتصارعين.

وبالرغم من أن كتبهم تركز على ما تسميه بالأقوال السرية الصوفية، ومعظمها عبارة عن مجموعات من الأقوال المنسوبة للمسيح والرسل، كما أن الكثير منها يتكلم عما بعد قيامة المسيح من الموت وظهوره لتلاميذه وأحاديثه معهم، وعنصر الأحداث فيها قليل، إلا أنها كثير منها ذكر أحداث الصلب والقيامة بصورة شبه متطابقة مع ما جاء في الإنجيل بأوجهه الأربعة.

وفيما يلي فقرات من بعض كتب هؤلاء الهراطقة التي أسموها أناجيل ونسبوها للرسل لتلقى رواجا عند العامة، تثبت إيمانهم بصلب المسيح:

(1) إنجيل بطرس(1): ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت نسخته في أخميم في شتاء 1886-1887م، وهو الآن في متحف القاهرة. ويبدأ الجزء الموجود منه بغسل أيدي بيلاطس وهو يبرئ نفسه من دم المسيح ويشتمل على محاكمة المسيح وصلبه وموته وقيامته وينتهي بعد القيامة بحديث يدل على إن له بقية مفقودة والعبارة الأخيرة منه مبتورة. وهذا نصه كاملاً:

“1:1 ولكن لم يغسل أحد من اليهود يديه، لا هيرودوس ولا أياً من قضائه، وعندما رفضوا أن يغسلوا أيديهم قام بيلاطس 2 ثم أمر هيردوس الملك أن يأُخذ الرب وقال لهم: ما أمرتكم أن تفعلوه افعلوه.

3:2 وكان يقف هناك يوسف صديق بيلاطس وصديق الرب، ولمعرفته أنهم كانوا على وشك أن يصلبوه، جاء إلى بيلاطس وألتمس جسد الرب ليدفنه، 4 فأرسل بيلاطس إلى هيردوس وألتمس جسده 5 فقال هيردوس: أخي بيلاطس حتى إذا لم يلتمس الجسد أحد سوف ندفنه، خاصة وأن السبت بدأ يحل لأنه مكتوب في الناموس لا تغرب الشمس على جثه إنسان ميت. وأسلمه للشعب في اليوم الذي قبل الخبز غير المختمر (الفطير)، عيدهم.

6:3 وأخذوا الرب ودفعوه بسرعة وقالوا: لنسوق ابن الله الآن إذ صار لنا الآن سلطان عليه. 7 وألبسوه ثوب أرجوان وأجلسوه على كرسي للقضاء وقالوا لحكم بعدل يا ملك إسرائيل وأحضر واحداً منهم إكليلا من الشوك ووضعه على رأس الرب. 9 وآخرين من الواقفين بصقوا على وجهه، وآخرين لطموه على خديه وآخرين ضربوه بقصبة والبعض سخروا منه قائلين: ” فنكرم ابن الله بمثل هذه الكرامة “.

10:4 وجاءوا بلصين وصلبوا الرب في الوسط بينهما، أما هو فعقد سلامه كما لو أنه لم يشعر بألم 11 وعندما نصبوا (رفعوا) الصليب كتبوا عليه العنوان: هذا هو ملك إسرائيل 12 ونزعوا عنه ملابسه أمامه واقتسموها بينهم واقترعوا عليها. 13 ولكن أحد اللصين وبخهم قائلاً: أننا نتعذب بسبب الأعمال الشريرة التي صنعناها، ولكن هذا الرجل، الذي صار مخلصاً للبشر، ماذا صنع من شر؟ 14 وكانوا حانقين عليه وأمروا أن لا تكسر رجليه حتى يموت بعذابات كثيرة.

15:5 ولما صار منتصف النهار غطت الظلمة كل اليهودية وكانوا قلقين ومضطربين لئلا تغرب الشمس وهو ما يزال حياً، لأنه مكتوب لهم: لا تغرب الشمس على أحد تحت حكم الموت، 16 وقال واحد منهم: أعطوه ليشرب خل مع مر، فمزجوهما وأعطوهما له ليشرب. 17 وأتموا كل شئ وأكملوا مكيال خطاياهم على رؤوسهم، 18 وذهب إلى هناك كثيرون بالمشاعل فقد ظنوا أنه كان ليلاً، فذهبوا للنوم أو تعثروا. 19 ونادى الرب وصرخ: قوتي يا قوتي، أنت تركتني، ولما قال هذا كف. وفي تلك الساعة أنشق حجاب الهيكل في أورشليم إلى أثنين.

21:6 ثم سحبوا المسامير من يدي الرب وأنزلوه على الأرض فتزلزلت كل الأرض وحدث خوف عظيم، ثم أشرقت الشمس ووجدوا أنها الساعة التاسعة. 23 فأبتهج اليهود وأعطوا جسده ليوسف ليدفنه حيث أنه رأى كل ما صنع (يسوع) من خير. 24 وأخذ الرب وغسّله ولفه بكتان ووضعه في قبره الذي كان يُدعى بستان يوسف.

25:7 ثم أدرك اليهود والشيوخ والكهنة مدى الشر العظيم الذي فعلوه لأنفسهم وبدءوا ينوحون ويقولون: الويل على خطايانا، فقد اقتربت الدينونة ونهاية أورشليم. 26 وحزنت أنا ورفقائي ولأننا جرحنا في قلوبنا أخفينا أنفسنا إذ كانوا يبحثون عنا كفاعلي شر وكراغبي إشعال النار في الهيكل. 27 وبسبب كل هذه الأشياء كنا صائمين وجلسنا ننوح ونبكى ليلاً ونهاراً حتى السبت.

28:8 ولكن الكتبة والفريسيين والشيوخ اجتمعوا معاً الواحد مع الآخر عندما سمعوا أن كل الشعب كان ينوح ويقرع صدوره ويقول: إذا كان بموته قد حدثت كل هذه العلامات العظيمة، انظروا كم كان هو باراً. 29 وكان الشيوخ خائفين وذهبوا إلى بيلاطس وتوسلوا إليه وقالوا: 30 أعطنا جنود لنحرس قبره لمده ثلاثة أيام لئلا يأتي تلاميذه ويسرقونه ويظن الشعب أنه قام من الأموات ويفعلوا بنا شراً. 31

فأعطاهم بيلاطس بيتروتيوس قائد المئة مع جنود لحراسه القبر. وجاء معهم إلى القبر شيوخ وكتبه. 30 ودحرج كل الذين كانوا هناك معاً حجراً عظيماً ووضعوه على مدخل القبر مع قائد المئة والجنود. 33 وختموه بسبعه أختام ونصبوا خيمه وحرسوه.

34:9 وباكراً في الصباح عندما كان السب ينسحب جاء جمهور من أورشليم وتخومها ليروا القبر الذي خُتم. 35 ثم في الليلة التي كان ينسحب فيها يوم الرب عندما كان الجنود يقومون بحراستهم اثنان اثنان في كل ساعة رن صوت عظيم في السماء. 36 ورأوا السموات مفتوحة ونزل رجلان من هناك بنور عظيم واقتربوا من القبر. 37 وبدأ الحجر الذي وضع على باب القبر يتدحرج من ذاته وجاء على جانب وفُتح القبر ودخل الشابان.

38:10 وعندما رأى أولئك الجنود ذلك أيقظوا قائد المئة والشيوخ. لأنهم كانوا هناك للمساعدة في الحراسة. 39 وبينما كانوا يعلنون الأمور التي رأوها رأوا ثانيه ثلاثة رجال خارجين من القبر واثنين منهم يساندان واحداً وتبعهم صليب. 40 ووصلت رؤوس الاثنين السماء ولكن رأس ذلك المُنقاد منهم باليد تجتاز السموات. 41 وسمعوا صوت من السماء يقول: لقد بشرت الراقدين. 42 وسُمعت إجابة من الصليب: نعم.

43:11 لذلك أستشار هؤلاء الرجال أحدهما الآخر عما إذا كانوا يذهبون ليخبروا بيلاطس بهذه الأمور. 44 وبينما كانوا يفكرون في ذلك شوهدت السماء تُفتح ثانيه ونزل رجل ودخل القبر. 45 وعندما رأى قائد المئة والذين كانوا معه ذلك أسرعوا ليلاً إلى بيلاطس تاركين القبر الذي كانوا يحرسونه وأخبروا بيلاطس بكل شئ رأوه، وكانوا مضطربين بدرجة عظيمة وقالوا: حقاً كان ابن الله. فأجاب بيلاطس وقال: أنا برئ من دم ابن الله، أنتم الذين قررتم هذا. 47 فاقتربوا منه متوسلين إليه وطالبوه أن يأمر قائد المئة والجنود أن لا يخبروا أحد بما رأوه. 48 لأنهم قالوا: أنه من الأفضل لنا أن نكون مذنبين بالإثم العظيم أمام الله ولا نقع في أيدي شعب اليهود فنرجم. 49 فأمر بيلاطس قائد المئة والجنود أن لا يقولوا شيئاً.

50:12 وباكر في صباح يوم الرب ذهبت مريم المجدلية وهى تلميذه للرب. خوفاً من اليهود لأنهم كانوا متقدين بالغضب، ولأنها لم تفعل عند قبر الرب ما كانت النساء تريد أن يعملنه للموتى الذين يحبونهم أه وأخذت معها صديقاتها وجئن إلى القبر حيث وضع، 52 وخفن أن يراهن اليهود وقالوا: على الرغم من أننا لم نستطع أن نبكى وننوح في اليوم الذي صلب فيه، فلنفعل ذلك الآن على قبره. 53 ولكن من سيدحرج لنا الحجر الذي وُضع على باب القبر، إذ يجب أن ندخل ونجلس بجانبه ونفعل ما يجب؟ 54 لأن الحجر كان عظيماً. ونخشى أن يرانا أحد. وإذا لم نستطع أن نفعل ذلك، دعونا على الأقل، نضع على بابه ما أحضرناه لذكراه ولنبك وننوح حتى نعود إلى البيت ثانيه.

55:13 فذهبن ووجدن القبر مفتوحاً واقتربن ووقفن ورأين هناك شاباً جالساً في وسط القبر جميلاً ولابساً رداء أبيض لامعاً فقال لهن 56 من أين أتيتن؟ من تطلبن؟ أتطلبن الذي صلب” لقد قام وذهب. وإذا لم تصدقن قفن في ذلك المكان وانظرن الموضع الذي كان يرقد فيه، لأنه ليس هو هنا. لأنه قام وذهب هناك حيث أُرسل. 57 ثم هربت النسوة خائفات.

58:14 وكان اليوم الأخير للفطير وذهب الكثيرون عائدين إلى منازلهم حيث أن العيد انتهى. 59 ولكن نحن، الأثنا عشر تلميذاً للرب نحنا وبكينا وكل واحد حزن لما حدث وعاد لمنزله. 60 ولكن أنا سمعان بطرس وأخي أندراوس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر وكان معنا لاوي ابن حلفي الذي الرب… ” دعاه من دار الجباية (؟)… “.

وينتهي هنا الكتاب بصوره مبتورة تدل على أن جزأ قد ضاع منه.

وهذا الكتاب، المدعو ” إنجيل بطرس “، كما نرى، يتفق مع روايات الأناجيل القانونية، الحقيقة، في معظم تفاصيل المحاكمة والصلب ويثبت بدون شك أن كل ما كُتب في القرنين الأول والثاني سواء في داخل الكنيسة وعلى رأسها تلاميذ المسيح ورسله أو حتى في دوائر الهراطقة يؤكد صحة وحقيقة وتاريخية أحداث الصلب والقيامة.

(2) إنجيل الحقيقة(2): ويرجع للقرن الثاني، وقد اكتشف في نجع حمادي سنة 1945، جاء فيه عن صلب المسيح: ” لهذا السبب كان يسوع الرحيم الأمين صبورا في قبوله الآلام حتى أخذ ذلك الكتاب، لأنه يعرف أن موته هو حياة للكثيرين “.

” لهذا السبب ظهر يسوع… وسمر علي الشجرة وأعلن أمر الآب علي الصليب، يا له من تعليم عظيم، فقد وضع نفسه للموت برغم أن الحياة الأبدية ترتديه “.

(3) إنجيل ماركيون الهرطوقي، ويسمى أيضا بإنجيل الرب(3): وقد تكلم عن محاكمة السيد المسيح بكل تفصيلاتها كما جاء في الإنجيل للقديس لوقا ثم صلبه وقيامته وصعوده، وفيما يلي نص ما قاله عن صلبه:

” وفيما هم ذاهبون به امسكوا سمعان القيرواني الذي كان راجعا من الحقل فوضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع.وتبعه جمهور كبير من الشعب ومن نساء كن يلطمن صدورهن وينحن عليه فألتفت يسوع إليهن وقال: لا تبكين علي يا بنات أورشليم، بل أبكين على أنفسكن وعلى أولادكن. ستجيء أيام يقال فيها: هنيئا للواتي ما حبلن ولا ولدن ولا أرضعن، ويقال للجبال أسقطي علينا وللتلال غطينا. فإذا كانوا هكذا يفعلون بالغصن الأخضر، فكيف تكون حال الغصن اليابس. وكان هناك مذنبان آخران ساقوهما للموت، وعندما وصلوا إلى المكان الذي يدعى الجُمجُمة، صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن اليمين والآخر عن اليسار.

فقال يسوع، أغفر لهم يا أبي لأنهم لا يعرفون ما يفعلون. ووقف الشعب هناك ينظرون، ورؤساؤهم يقولون متهكمين، خلص غيره أما نفسه فما خلصها، فليخلص نفسه، أن كان هو المسيح مختار الله. واستهزأ به الجنود أيضا وهم يقتربون ويناولونه خلا ويقولون، خلص نفسك أن كنت أنت ملك اليهود. وكان فوق رأسه لوحة مكتوب فيها بحروف يونانية ولاتينية وعبرية ” هذا هو ملك اليهود “.

وأخذ أحد المذنبين المعلقين معه يشتمه ويقول له: أن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا. فأنتهره الآخر قائلاً: أما تخاف الله وأنت تتحمل العقاب نفسه؟ نحن عقابنا عدل، نلنا جزاء أعمالنا، أما هو فما عمل سوء، وقال ليسوع: اذكرني متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك، اليوم تكون معي.

وكانت حوالي الساعة السادسة وكانت ظلمة على الأرض كلها حتى الساعة التاسعة واحتجبت الشمس وانشق حجاب الهيكل من الوسط. وعندما صرخ يسوع بصوت عال، قال يا أبي في يديك استودع روحي، قال هذا واسلم الروح. فلما رأى قائد المئة ما جرى مجد الله وقال بالحقيقة كان هذا الرجل بارا.

والجموع التي حضرت ذلك المشهد، فرأت ما جرى رجعت وهي ترجم الصدور. وكان كل معارفه والنساء اللواتي تبعنه من الجليل يشاهدون هذه الأحداث عن بعد. وجاء رجلا، من الرامة، مدينة لليهود، وكان هو أيضا ينتظر ملكوت الله، اسمه يوسف وكان رجلا مشيرا وشريفا وبارا لم يوافق على رأيهم ومشورتهم.

هذا الرجل ذهب إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع، وأنزله ولفه بكتان ووضعه في قبر محفور في الصخر، لم يدفن فيه أحد من قبل. وكان يوم الاستعداد والسبت كاد يبدأ. واتت النسوة اللواتي جئن معه من الجليل، تبعنه (أي يوسف) فرأين القبر وكيف وُضع جسده (يسوع) فيه. ثم رجعن وهيّأن طيبا وحنوطا واسترحن في السبت حسب الشريعة “.

ثم يشرح قصة القيامة بالتفصيل كما جاءت في الإنجيل للقديس لوقا. 

صورة لنص ما جاء في إنجيل ماركيون كما نقله القديس أبيفانيوس أسقف قبرص

 (4) إنجيل الأثنا عشر(4): والذي يرى البعض أنه من أقدم الأناجيل الأبوكريفية، وهو قريب جدا من الأناجيل الأربعة معا وقد جاءت فيه أحداث القبض على المسيح ومحاكمته وصلبه وقيامته بالتفصيل، وفيما يلي فقرات من أحداث الصلب والقيامة: ” وبعد أن أطلق لهم باراباس وعندما سخر بيسوع أسلمه إليهم ليصلب…وألبسوه تاج شوك… وكانت الساعة الثالثة عندما صلبوه وأعطوه خلا ممزوج بمرا وعندما ذاقه لم يرد أن يشرب، وقال يسوع آبا آما أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون.

ولما صلب العسكر يسوع اقتسموا ثيابه أربعة أجزاء لكل جندي قسم وأخذوا قميصه أيضا وكان قطعة واحدة لا خياطة فيها منسوجة كلها من أعلى إلى أسفل، فقالوا بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون، فتم الكتاب القائل أقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون.

هذا فعله الجنود وجلسوا يرقبونه. وكانت هناك لوحة مكتوبة فوقه بالحروف اللاتينية واليونانية والعبرية، هذا هو ملك اليهود. وقرأ هذا العنوان الكثيرون من اليهود لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة… وقال أحد المذنبين المعلقين معه أن كنت أنت المسيح خلص نفسك وإيانا، فأجابه المذنب الآخر موبخا أما تخاف الله وأنت تحت الحكم نفسه؟ نحن عقابنا عدل، نلنا جزاء أعمالنا، أما هو فما عمل سوء، وقال ليسوع: اذكرني متى جئت في ملكوتك.

فقال له يسوع الحق أقول لك، اليوم تكون معي في الفردوس… ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة… وفي حوالي الساعة السادسة صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتني… وعندما رأى يسوع أمه تقف مع التلميذ الذي كان يحبه قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك، وقال للتلميذ: هوذا أمك… بعد ذلك كان يسوع يعرف أن كل شيء قد أكمل الآن، وأن الكتاب يجب أن يتم قال أنا عطشان… ثم صرخ يسوع بصوت عظيم آبا آما في يديك أستودع روحي… وقال قد أكمل وأحنى رأسه وأسلم الروح “. ويرد بعد ذلك الأحداث التي حدثت بعد موته ودفنه ثم قيامته بالتفصيل كما هي مذكورة في الأناجيل الأربعة. 

(5) حكمة يسوع المسيح(5): وترجع أقدم مخطوطاته إلى القرن الثالث أو بداية الرابع ويبدأ هكذا: ” بعد أن قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الاثنا عشر وسبعة نساء اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلى الجليل… وهناك ظهر لهم المخلص، ليس في شكله الأصلي ولكن في الروح غير المرئي، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أما شكله فلا أستطيع وصفه… وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم “.

(6) إنجيل فيلبس(6): ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت له مخطوطة ترجع إلى

 القرن الثالث ضمن مجموعة نجع حمادي مترجمة إلى القبطية الصعيدية. وجاء فيه قول منسوب للرب يسوع المسيح علي الصليب: ” الهي الهي لماذا يا رب تركتني؟ قال هذه الكلمات علي الصليب، لأنه انقسم هناك… قام الرب من الموت “.

(7) إنجيل برثلماوس(7): ويرجع للقرون الأولي، وتبدأ مقدمته بالقول ” بعد قيامة ربنا يسوع المسيح من الموت، جاء برثلماوس إلى الرب وسأله قائلا: يا رب أكشف لنا أسرا السموات ” ويدور الحوار بعد ذلك عن السموات.

(8) أبوكريفا يعقوب(8): وجد هذا العمل الابوكريفي في نجع حمادي 1945 وقد جاء به: ” فأجاب الرب (يسوع) وقال الحق أقول لكم لن يخلص أحد إلا إذا آمن بصليبي. والذين آمنوا بصليبي لهم ملكوت الله… سأحضر إلى المكان الذي منه جئت… استمعوا إلى التسابيح التي تنتظرني في السموات لأني اليوم سآخذ مكاني علي يمين الآب… مباركين أولئك الذين ينادون بالابن قبل نزوله “.

(9) حديث بعد القيامة(9): Epistula Apostolorum ويرجع هذا العمل إلى القرن الثاني. جاء فيه ما يسمي بتعليم التلاميذ الاثنى عشر فيما يختص بربنا يسوع المسيح والذي علمهم إياه بعد قيامته من الأموات: ” نحن نعرف هذا، أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح اله. ابن الله الذي أرسل من الله، حاكم العالم كله… رب الأرباب وملك الملوك وحاكم الحكام. السماوي الذي هو فوق الشاروبيم والسرافيم ويجلس عن يمين عرش الأب “.

(9) كتاب الحكمة(10): The Pistis Sophiaويرجع للقرن الثالث. يبدأ الكتاب الأول منه بالحديث عن قيامة السيد المسيح من الموت ” بعد أن قام يسوع من الموت “. ويتحدث في الثاني عن صعود السيد المسيح إلى السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها واضطراب كل قوات السماء. ثم يتحدث عن ظهوره لتلاميذه ” ثم انفتحت السموات… ورأوا يسوع وقد نزل وبهاؤه (أشرافه) ساطع جدا وكان نوره لا يقاس… ولم يستطع البشر في العالم أن يصفوا النور الذي كان عليه “، ثم يروي خوف التلاميذ واضطرابهم لرهبة هذا المنظر ” ولما رأي يسوع، الرحيم والحنان أن التلاميذ في غاية الاضطراب.قال لهم: تهللوا أنا هو لا تخافوا… ثم سحب بهاء نوره، عندئذ تشجع التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخروا معا وسجدوا له بفرح وابتهاج عظيم “.

(10) إنجيل نيقوديموس: ويرجع للقرن الثاني ويقسم إلى جزأين:

(أ) أعمال بيلاطس(11): ويروي محاكمة السيد المسيح وصلبه وموته وقيامته من بين الأموات ‍‍‍! وهذه بعض الفقرات منه: ” قال يسوع: موسى والأنبياء تنبئوا عن موتي وقيامتي (لو44:24-46) ” (ف4:3).

قال السيد المسيح للص اليمين: ” اليوم تكون معي في الفردوس (لو43:23) ” (ف10:2). وقال الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد القيامة وقبل الصعود مباشرة ” اذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالأناجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن، وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة، يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا لن يضرهم ويضعون أيديهم علي المرضي فيبرأون (مر15:16-18). وبينما كان يسوع يتكلم مع تلاميذه رأيناه يصعد إلى السماء.

(ب) نزول المسيح إلى الجحيم(12): يروي نزول المسيح إلى الجحيم أثناء خروج روحه من جسده وإخراجه للأرواح المنتظرة علي الرجاء: ” صاح صوت عظيم مثل الرعد قائلا: افتحوا أيها الحكام أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الداهريات فيدخل ملك المجد ” (ف1:5).

” ومد الملك يده اليمني وأمسك أبينا آدم وأقامه، أتحه إلى الباقين وقال: تعالوا معي يأكل الذين ذقتم الموت بالشجرة التي لمسها الإنسان لأني أقمتكم ثانية بشجرة الصليب… قال الأنبياء والقديسون نقدم لك الشكر أيها المسيح مخلص العالم لأنك خلصت حياتنا من الفساد ” (ف1:8).

(11) إنجيل ماني ” الإنجيل المتوافق “(13): استخدم ماني الهرطوقي ” المبتدع الأناجيل الأربعة الصحيحة إلى جانب دياتسرون تاتيان والأناجيل الأبوكريفية مثل إنجيل فيلبس وكتاب طفولة الرب وجمعها في مجلد واحد، متوافق، شبيه بدياتسرون تاتيان، وهذه فقرة منه عن محاكمة السيد المسيح: ” بالحقيقة هو ابن الله. وأجاب بيلاطس هكذا، أنا بريء من دم ابن الله… “. وفي فجر الأحد ذهبت النسوة إلى القبر حاملات الطيب ” واقتربن من القبر… ولما كلمهن الملاكان قائلين: لا تبحثن عن الحي بين الأموات ! تذكرن كلام يسوع كيف علمكم في الجليل: سوف يسلمونى ويصلبونى وفي اليوم الثالث أقوم من الموت “.

(12) كرازة بطرس kyrygma petru(14): ويرجع هذا العمل للنصف الأول من القرن الثاني وقد اقتبس منه اكليمندس الإسكندري ونسبه للقديس بطرس تلميذ المسيح. وننقل هنا حيدث بطرس في ” الكرازة ” عن الرسل كالآتي: ” لقد فتحنا كتب الأنبياء التي لدينا ووجدنا اسم يسوع المسيح ومجيئه وموته وصلبه وبقية العذابات الأخرى التي أنزلها به اليهود وقيامته وصعوده إلى السماء، البعض بأمثال والبعض بألغاز والبعض بكلمات واضحة ومؤكدة “.

(13) أعمال يوحنا(15): شهد لها اكليمندس الإسكندري في القرن الثاني وتوجد لها مخطوطات عديدة بلغات متعددة أخرها برديات البهنسا، يقول فيها الكاتب عن صلب المسيح: ” وعندما كان معلقا (علي الصليب) يوم الجمعة في الساعة السادسة حدثت ظلمة علي الأرض .

(14) أعمال بطرس(16): وترجع إلى ما قبل سنة 190م، اقتبس منها اكليمندس الإسكندري وأوريجانوس ويوسابيوس القيصري. جاء فيها هذا القول منسوبا للقديس بطرس: ” أيها الواحد الوحيد القدوس، أنت ظهرت لنا، أنت الإله يسوع المسيح، باسمك اعتمد هذا الرجل وتعلم بالعلامة (علامة الصليب) المقدسة “.

(15) أعمال اندرواس(17): وترجع إلى ما قبل القرن الرابع، من عمل الهراطقة أشار اليها يوسابيوس القيصري. وقد جاء فيها هذه الصلاة التي يقال، حسب هذا العمل، أنها لأندراوس قبل استشهاده مباشرة ” لا تسمح يا رب أن اندراوس الذي التصق بصليبك يطلق حر، لا تطلقني أنا الذي تعلقت بسرك (صليبك)… أنا المتعلق بنعمتك… يا يسوع المسيح الذي أنا رأيته والذي أنا ملكه والذي أحبه والذي فيه أنا كائن وأكون. اقبلني بسلام في مساكنك الأبدية “.

(16) أعمال بطرس وبولس(18): وترجع أقدم مخطوطات هذا العمل إلى القرن التاسع وأن كان الكتاب نفسه يرجع لتاريخ أقدم من ذلك فقد أشار أوريجانوس (185 –245 م) إلى إحدى قصصه، السيدة كوفاديس Domine quovadis. وقد جاء في نهايته انه لما أمر نيرون بقطع رأس بولس وصلب بطرس ” ولما جاء بطرس إلى الصليب قال: لأن ربي يسوع المسيح الذي نزل من السماء إلى الأرض رفع علي الصليب ورأسه لأعلي، وتلطف ودعاني إلى السماء أنا الذي من الاراض، لذا يثبت صليبي ورأسي أتسفل لاوجه قدمي للسماء، لأني لست أهلا أن أصلب مثل ربي، فقلبوا الصليب وسمروا رجليه لأعلي “.

(17) أعمال اندراوس(19): أشار إليها أبيفانيوس (403م) وترجع إلى ما قبل ذلك، جاء فيها قول أندراوس لغريمه ” أن أمنت بالمسيح ابن الله الذي صلب سأشرح لك كيف أن الحمل الذي ذبح سيحيا بعد أن صلب “.

(18) رؤيا بطرس(20): وترجع إلى ما قبل 180م. جاء فيها إعلان المجيء الثاني هكذا: ” أجاب ربنا (يسوع ) وقال:… لأن مجيء ابن الله لن يكون مبينا ولكن مثل البرق الذي يظهر من الشرق إلى الغرب، هكذا سيأتي على سحاب السماء مع جمهور عظيم في مجدي، وصليبي ذاهبا أمام وجهي. سآتي في مجدي مع كل قديسى وملائكتي، عندما يضع أبى إكليلا على رأسي لأدين الأحياء والأموات وأجازى كل واحد بحسب أعماله “.

وجاء في مخطوطة أخرى ولكن بصورة أكثر غموضاً وصوفية “ والذي صلبوه هو البكر، وموطن الأرواح والإناء الحجري الذين يسكنون فيه، لإلوهيم، للصليب، الذي تحت الناموس. ولكن الذي يقف قريبا منه هو المخلص الحي، الأول فيه الذي امسكوه وأطلقوه، الذي يقف مبتهجا ينظر إلى أولئك يعاملونه بعنف، حتى انقسموا بين أنفسهم. لذا فقد ضحك على نقص إدراكهم، عالما أنهم ولدوا عميان، لذا فالقابل للألم سيأتي، لأن الجسد هو البديل، ولكن الذي أطلقوه كان جسدي الروحي. ولكني أنا الروح العقلي المملوء بالنور المشع. الذي تراه آتياً إليّ هو ملء اللاهوت العقلي الذي يوحد النور التام مع روحي القدوس “(21)!!

وفي هذا النص يتكلم الكاتب عن المسيح كروح عقلي من نور، وأن الذي صلب لا الروح العقلي النوراني المشع، بل الجزء الجسدي، الذي هو البكر، والبكر هو لقب المسيح في الفكر المسيحي عموماً !! أي أنه يقول أنهم صلبوا الجزء الجسدي منه لكنهم لم يصلبوا الروح العلوي النوراني المشع !!

(19) رؤيا بولس(22): ذكرت في قانون البابا جلاسيوس (496م) وأشار إليها القديس أغسطينوس (430م). جاء فيها ” ثم رأيت ابن الله نازلا من السماء وإكليلا على رأسه وعندما رآه الذين وضعوا في العذاب، صرخوا جميعهم معا: ارحمنا يا ابن الله العلي، فأنت الذي منحت الراحة للكل في السماء وعلى الأرض. ارحمنا نحن أيضا، فقد حصلنا على راحه منذ رأيناك. وجاء صوت الله في كل مكان في العذابات قائلا: ما الذي فعلتموه لتسألوني عن الراحة؟

لقد سال دمى لأجلكم ولم تتوبوا. لبست تاجا من الشوك على رأسي لأجلكم. لأجلكم لطمت على خدي، ومع ذلك لم تتوبوا. علقت على الصليب وطلبت الماء فأعطوني خلا ممزوجا بمر، فتحوا جنبي الأيمن بحربة. لأجل أسمى قتلوا خدامي، الأنبياء والأبرار، أعطيتكم الفرصة في كل هذا للتوبة ولم تريدوا “.

 إقرأ أيضاً:

(1) ) New Testament Apocrypha Vol. 1. p. 184.

(2) The Nag Hammadi Library In English p. 39.

(3) TERTULLIAN: AGAINST MARCION BK. IVCHAP. XLIII &

 http://www.geocities.com/Athens/Ithaca/3827/Gospel6.html

(4) http://www.reluctant-messenger.com/essene/gospel_9.htm

(5) The Nag Hammadi Library In English p. 234.

(6) Ibid. 141.

(7)

(8) New Testament Apocrypha Vol. 1. p. 333-337.

(9) Ibid. 431.

(10)Ibid. p.261-263.

(11) ) Anti Nicene Fathers Vol. 8. pp. 435-450.

(12) Ibid.. pp. 450- 458.

(13) New Testament Apocrypha Vol. 1. p. 352

(14) Clement , Strom. 6:6,48.

(15) New Testament Apocrypha Vol. 2. p. 232.

(16) Ibid. 258.

(17) Ibid. 422

(18) Ante Nicene Fathers Vol.8 p. 484.

(19) Ibid.512.

(20) New Testament Apocrypha Vol. 2. p. 668.

(21)

(22) New Testament Apocrypha Vol. 2. p.788.

إيمان الفرق الدوسيتية بصلب المسيح – القمص عبد المسيح بسيط