أبحاث

سر التجسد

سر التجسد

سر التجسد في الكتاب المقدس وعند آباء الكنيسة

سر التجسد

الله الكلمة الكائن منذ الازل في أحضان الآب أظهر نفسه في نهاية الازمنة لاجل أن يرفع عنا لعنة الموت ويعطينا سُكني الروح القدس كما وعد الله في سفر (يوئيل 2: 28)، ويُعطينا البنوة لله بأن يُمجد طبيعتنا البشرية فيه حيث أتحد بها وصار واحداً معها بغير امتزاج ومتحداً بها حقا بغير إنفصال. ولكي يُحقق الله الكلمة تدبير الخلاص هذا نزل من السماء وهو المولود من الآب ميلاد أزلي غير جسدي قبل كل الدهور، ولد من إمرأة –والتي صارت هيكلاً لللاهوت- خالقاً فيها بالروح القدس جسد بشري حقيقي كامل وجعلهُ واتحد به منذ اللحظة الاولي للحبل به.

ونتيجة هذا الإتحاد ولأن هدف المسيا المُخلص أن يمجد طبيعة البشر (كما نقول في القداس: باركت طبيعتي فيك)، فقد وهبَ لجسده كل صفات لاهوته وكل ما هو فائق وخاص بالله. ولهذا نجده يقول: أنتم من اسفل اما انا فمن فوق (يو 8: 23)، وليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان (يو3: 13).

وعلى ما سبق فنحن لا نعبد إنساناً، لإنه ليس إنساناً مثلنا تشرف بنعمة اللاهوت او نال حلول الله فيه كهبة، بل نؤمن أنه الله الذي خلق لنفسه جسداً تحت حكم الناموس والموت مثلنا بالطبيعة، واحتواه متحداً به، ولكنه ظل الله، لإنه عندما اتخذ جسداً لم يففقد خواصه الإلهيه بل ظل هو الله الكلمة المُتجسد.

فيقول القديس كيرلس عمود الدين:

ونحن لانعلم بان الكلمة عندما تجسد وصار انساناً كاملاً اصبح محدوداً فهذا هو الغباء بعينه. وانما نحن نعلم بانه يملأ السموات والارض وما تحت الارض، لان الله يملأ كل الاشياء لان طبيعته ليست مادية ولذلك لاتتجزأ. وعندما اخذ جسداً اصبح ذلك الجسد، جسد الكلمة، ليس على النحو الذي ننسب فيه الضحك للرجل أو الصهيل للحصان، وانما على نحو آخر مختلف تماماً. لإنه اتحد بالجسد اتحاداً حقيقياً وجعله آداة لاتمام مقاصده في حدود امكانيات الجسد -ماعدا الخطية. (تجسد الابن الوحيد،ف 27)،

ويقول ايضاً القديس أثناسيوس الرسولي

لأن الله لا ينتقل من مكان إلى آخر مثلنا نحن، حينما يُظهر نفسه فى شكل تواضعنا أثناء وجوده فى الجسد. لأنه كيف يسكن منحصرًا فى مكان ذلك الذى يملأ السموات والأرض؟ ولكن بسبب حضوره فى الجسد، فإن الأبرار قد تكلموا عن إرساليته. (ضد الاريوسيين . 4 . ف 36)

هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

سر التجسد