أبحاث

الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة

الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة

الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة

الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة
الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة

الدفاع الأول للقدّيس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة

 بالرغم من أنّه أحسن لنا أن نشعر بعدم استحقاقنا وان نعترف بخطايانا أمام الله، إلاّ أنّه من الجيد والضروري أن نتكلّم عندما يتطلب الوقت ذلك.لأنّي أري الكنيسة التي أساسها الله على أساس الرسول والأنبياء وضعًا يسوع المسيح حجر الزاوية لها، تلقى في بحر هائج، وتخبّط بالمواج المتلاطمة، تهز وتضطرب من هجمات الأرواح الشرّيرة.

والرجال عديمي التقوى يحاولوا يقسّموا رداء المسيح الغير محاك وأن يقطعوا جسده إلى قطع: جسده الذي هوكلمة الله والعادات القديمة للكنيسة. لذلك فأنا اِعتبرها عدم مسئولية أن أظل صامت وان أمسك لساني، متذكّرا تحذير الكتاب المقدّس “وإن ارتدّ، لا تُسرّ به نفسي” (عب10: 38). وأيضًا “فإن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم بحذّر الشعب… أما دمه فمن يد الرقيب أطلبة” (حز 33: 6) الخوف يدفعني للكلام؛ الحقيقة أقوي من قوّة الملك. لقد سمعت داود أصل الله يقول: “وأتكلّم بشهادتك قدام ملوك ولا أخذى”(مز 119: 49). لذلك أنا تحركت لأتكلّم بشدة أكثر، لأن أو امر الملك يجب أن تكون مهابة من شعبة. وإلى الآن قليون هم الذين يعلمون ما يكفي ليحتقروا القوانين الشرّيرة للملوك، بالرغم من أن سلطتهم الأرضيّة لم تأتي من أعلي.

  1. أول شيء سوف أهتم بتعليم الكنيسة الذي من خلاله يٌزرع الخلاص فينا، كأساس وأعمدة. سوف أجعل معنى هذا التعليم دليل، لأنّه هوخط البداية وخط النهايه للسباق؛ هي اللجام للحصان. أنا اري أنّها خطيّة عظيمة أن تتراجع الكنيسة إلى الأركان الروحيّة الضعيفة الحقيرة بعد أن كانت تتقدّم في عظمة وتوقير القدّيسين. وأن تخاف عندما لا يوجد شيء تخاف منه. أنّها كارثة لو اِفترض نا أن الكنيسة لا تعرف الله كما ينبغي أن تعرفه؛ أنّها وقعت في الوثنيّة، لأنّها لو رفضت كلمة واحدة من كمالها فهذا سوف يكون مؤامرّة ضد وجهةا الكامل، وسوفي يحطم هذا جمال الكل. الشيء الصغير ليس بصغير عندما يقود إلى شيء كبير، وأنه ليس شيء صغير أن نترك عادات الكنيسة القديمة التي احتفظ بها هؤلاء الذين دُعوا قبلنا، الذي يجب علينا أن نلاحظ تصرّفاتهم، ونقلّد إيمانهم.
  2. في المكان الأول قبل أن أتكلّم معكم توسّلت إلى الله الذي يفتح أمامه كل شيء أن يبارك كلمات فمي، لأنّه هويعلم تواضع هدفي وصدق نيتي، ليساعدني هوعلى أن أُلجم فمي وأوجهة إليه وأن أمشي في الطريق المستقيم، وأن لا أنحرف إلي اليمين مهما كان هذا يبدوا مقنعًا، وأن لا أعرف أيّ شيء عن اليسار. ثانيًا أطلب من شعب الله، الشعب المقدّس والكهنوت الملكي، معًا معه هو الذي دعي ليرعي القطيع بكهنوت المسيح في شخصه، أن يقبلوا رسائلي بكرم. يجب إلاّ يفكروا في عدم استحقاقي، ولا أن يتوقّعوا فصاحة، لأنّي أنا عالم بضعفي. ولكن عليهم أن يأخذوا في الاِعتبار قوّة الأفكار نفسها. ملكوت السموات لا تتكون من كلمات، ولكن من أفعال. هدف ليس هوالسيطرة ولكن أن أرفع اليد التي تحارب للحقيقة – اليد التي يساعدها ارشاده هوالقوي. سوف أبدأ رسالتي معتمدًا على الحقيقة التي لا تقهر كمساعد لي.
  3. اسمع لكلماته هو الذي لا يخدع: ” الرب إلهنا رب واحد” (تث6: 4) وأيضًا “الرب إلهك تتقي وإياه تعبد ولا تسير وراء آلهة أخرى” (تث 6: 13). “لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا، ولا صورة ما ممّا في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت” (خر 4: 20). “يخزى كل عابدي تمثال منحوت، المفتخرين بالأصنام” (مز 97: 7). ومرّة أخرى “الآلهة التي لم تصنع السموات والأرض تبيدُ من الأرض ومن تحت السماء” (إر 10:11). بهذه الطريقة وباساليب مماثلة تكلّم الله في الزمن الماضي إلى الآباء عن طريق الأنبياء، ولكن أخيرًا في هذه الأيام تكلّم معنا عن طريق ابنة الوحيد، الذي به صنع الدهور. هو يقل ” هذه هي الحياة الأبديّة، أن تعرفوا الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسله”. أو من بإله واحد، مصدر كل الأشياء بدون بداية، غير مخلوق، غير مائت، لا يمكن مهاجمته، أبدي، دائم، غير مفهوم، لا شكل له، أو من بكائن فوق الاساسي، الله أعظم من فهمنا للأهوت، في ثلاث أقانيم: أب وابن وروح قدس وأعظمه هو وحده. أعبد إله واحد، ألوهيّة واحدة، ولكنّي أعظم ثلاث أقانيم الله الآب، الله الابن المتجسّد، والله الروح القدس، إله واحد. لا أعظم المخلوق أكثر من الخالق، ولكنّي أعظم الذي أصبح مخلوق، الذي كُون مثلما كونت، الذي ألبس نفسه في مخلوق بدون ضعف ولا اِنفصال عن اللآهوت، الذي يمكنه أن يرفع طبيعتنا في المجد ويجعلنا شركاء في الطبيعة الإلهيّة. هوملكي، وإلهي وأبي، أعبدة هو الذي ألبس نفسه أرجوانًا ملكيًا من جسدي، ليس كرداء يمكن خلعة، ولا أن تجسّد الر كون أقنوم رابع للثالوث- لا سمح الله! ولكن الجسد الذي أخذه أصبح إلهي وتحمل بعد ما أخذه. الطبيعة الجسديّة لم تفقد عندما أصبح الجسد جزء من الألوهيّة، ولكن في حين أن الكلمة أصبح جسد فقد ظل أيضًاظص الكلمة، وكذلك الجسد أصبح الكلمة ولكنّه ظل جسد، واتّحد مع أقنوم الكلمة. لذلك بجرئة أرسم صور لله الغير مرئي، وليس الغير مرئي، ولكن بعدما أصبح مرئي من أجلنا بأخذة الجسد والدم.(عب 2: 14). أنا لا ارسم صورة لله غير المائت، ولكنّي أرسم صوؤة الله الذي أصبح مرئي في الجسد، لأنّه لو كان من المستحيل أن نرسم الروح فكم بالحري الله المعطي الحياة للروح؟
  4. الآن البعد يقول أن الله أمر موسى معطي الناموس: ” الرب الهك تعبد وله وحده تسجد، ولا تصنع لانفسك صور منحوته، أو شبيه ممّا في السماء أو تحت الأرض”. حقا أن هؤلاء مخطئين، لأنّهم لا يعلمون الكتاب، ولا يعلمون أن الحرفيّة تقتل ولكن الروح تعطي حياة. فهم لا يجدوا في الكلمات المكتوبة المعني الروحي المختبئ فيها. يمكنني بالحق أن أقول لهؤلاء الناس: الذي علمكم هذا سوف يعلمكم الآتي. اسمعوا إلى تفسيرمعطي الناموس، الذي تقرئوه في سفر التثنيّة: “فكلّمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام. ولكن لم تروا صورة بل صوتًا”(تث 4: 12) وبعدها أضاف “فاحتفظوا جدًا لأنفسكم. فإنّكم لم تروا صورة ما يوم كلّمكم الرب في حوريب من وسط النارلئلاّ تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتًا، صورة مثال ما، شبه ذكر أو أنثى، شبه بهيمة ما ممّا على الأرض، شبه طير ما ذي جناح ممّا يطير في السماء.” (تث4: 15-17) وأيضًا ” ولئلا ترفع عينيك إلى السماء، وتنظر الشمس والقمر والنجوم وكل جند السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها” (تث4: 19)
  1. هل ترى أن الهدف الوحيد هو أن الأشياء المخلوقة لا يمكن أن تعبد بدل من الخالق، ولا يمكن أن نعبد أيّ شيء إلاّ هو وحدة. لذلك فلكي نعبده دائمًا يجب أن نقدم له التوقير. لأنّه يقول “لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا صورة ما ممّا في السماء من فوق وما في الأرض من اسفل وما في الما من تحت الأرض لا تسجد لهم ولا تعبدهن، لأنّي أن الرب إلهك”(تث5: 7-9) وأيضًا ” وتهدمون مذابحهم، وتكسرون انصابهم، وتحرقون سواريهم بالنار، وتقطعون تماثيل آلهتهم، وتمحون اسمهم من ذلك المكان”(تث12: 3) وأيضًا “لا تصنع لنفسك آلهة مسبوكة”(خر 34: 17).
  2. هل تري أنّه حرم صنع الصور بسبب الوثنيّة، ولأنّه لا يمكن أن تُصنع صورة لله للذي لا قياس له، غير محدّد، وغير مرئي. “وأنتم سامعون صوت كلام، ولكن لم تروا صورة بل صوتًا” (تث4: 12). هذه كانت شهادة بولس عندما وقف وسط أريوس باغوس: “فإن نحن ذريّة الله، لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر صناعة واختراع إنسان”(أع29: 17).
  3. هذه الوصايا أعطيت لليهود بسبب ميولهم للوثنيّة. ولكن من ناحيّة أخرى أعطيت لنا كما يقول جرجوري اللآهوتي، لنتفادى الخرافات، ونأتي إلي الله في معرفة الحقيقة؛ لكي نعبد الله وحدة، لنتمتّع بملئ معرف الهوت، لنصل إلي الإنسان الكامل، لكي لا نعود لنكون اطفال، ندفع الي الأمام والخلف ونحمل بعيدًا مع كل ريح للعقيدة.(أف4: 13-14). لأنّنا لسنا بعد تحت مُؤدب(غلا3: 25) ولكنّنا أخذنا من الله القدرة على التفريق بين ما يمكن تمثيلة والغير محدود. الكتاب يقول: “لا تقدروا أن تروا وجهي” (خر33: 20). ما الحكمة التي يملكها معطي الناموس! كيف يمكن للغير مرئي أن يرسم؟ كيف للمرء أن يرسم الغير مفهوم؟ كيف يمكن أعطاء شكل لمن لا شكل له؟ كيف يمكن رسم من لا جسد له؟ كيف لك أن تصف الغامض؟. من الواضح أنّه عندما تفهم أن الله أصبح إنسان وقتها يمكنك أن ترسمه لابسًا الشكل البشري. عندما يصبح الغير مرئي مرئي للجسد، وقتها يمكنك رسم شبه له. هذا الذي بدون جسد وبدون شكل، غير مقاس في عدم حدود طبيعتة، موجود في شكل الله، أخلي نفسه واخذ شكل العبد (في2: 6-7) في المادة والحالة ووجد في الجسد، وقتها يمكنك أن ترسم صورته وتعرضها على أيّ إنسان يرغب في النظر إليها. نرسم تواضعة العظيم، ميلاده من العذراء وعماده في الأردن، تجليه في طابور وعذابه الذي حرّرنا من الآلام، موته، معجزاته التي هي علامة لطبيعته الإلهيّة، حيث أنّه قام بهم من خلال قوته الإلهيّة ولكن في الجسد. أعرض صليبه المخلّص، القبر، القيامة، الصعود إلي السموات. استخدم كل وسائل الرسم، الكتابة، الألوان. لا تخاف، لا تقلق؛ فرق بين أنواع العبادة. إبراهيم سجد لبني حث، الرجال الذي ليس لهم إيمان ولا معرفة الله، عندما اشتري المغارة ليجعلها قبر.(تك23: 7). يعقوب أحنى رأسه إلي الأرض أمام عيسو، أخيه، وأيضًا أمام عصي ابنه يوسف. سجد ولكنّه لم يعبد. يشوع ابن نون ودانيال سجدا في تبجيل أمام ملاك الله (يش5: 14) ولكنّهم لم يعبدوه. لأن العبادة شيء، وما يقدّم للتكريم شيء آخر.
  4. حيث أنّنا نتكلّم عن الصور والعبادة، دعونا نحلل المعني الدقيق لكل منهم. الصورة تكون فيها صفات النموذج الأصلي، ولكن مع الفرق. أنّها ليست كالنموذج الأصلي في كل شيء. الابن هوالصورة المرئيّة لله غير المرئي، حاملا الآب بالكامل في داخله، مساويًا له في كل شيء، إلاّ أنّه مولود منه. أنّها طبيعة الآب أن يسبب، والابن يؤثّر. الآب لا يتبع الابن ولكن الابن يتبع الآب. الآب الذي أنجب هوكذلك بسبب الابن، ومع ذلك ليس في المكان الثاني بعدة.
  5. وأيضًا يوجد في صور الله ومثال أعمالة الآتية، هذه الأشياء التي هي إرادته الأبديّة التي تكون دائمًا بدون تغير. الذي يكون إلهي يكون غير متغير. ليس فيه اختلاف ولا ظل تغير. “ديونسس المقدّس ” الذي له معرفة عظيمة بأشياء اللآهوت، يقول أن هذه الصور وهذه النماذج كانت محدّدة من قبل وقتها، لأن الله بإرادته يرتّب كل الأشياء التي لم تحدّث بعد، ويجعلهم غير قابلين للتغير قبل أن يصبحوا في الواقع، كما يفعل الإنسان الذي يرغب في بناء بيت فهو يضع خطة عمل ثم يعمل بعد ذلك حسب الترتيب.
  6. مرّة ثانية، الأشياء المرئية هي نماذج دنياويّة توفر فهم بسيط للأشياء الغير ملموسة. الكتابات المقدّسة تصف الله الملائكة كما لو كان لهم شكل موصوف، ونفس “ديونسيس المقدّس” يعلمنا لماذا. وأي إنسان يمكن أن يقول أن عدم قدرتنا على توجيه افكارنا الي التأمّل في الأشياء العالية، يجعل من الضروري استخدّام المواد اليومية المتعارف عليها لأعطاء شكل مناسب لمن لا شكل له. ولنستطيع رسم من لا يمكن أن نراه، وذلك لكي نستطيع أن نكون توافق مفهوم. فإن كان كلمة الله – وهويوفّر لنا كل احتياجاتنا- قدم لنا الغير ملموس بوضعه في جسد. إلاّ ينبغ أن نكمل هذا بعمل صورة مستعملين ما هومعروف للطبيعة فنحضر قريبًا منّا هذا الذي نتوق إليه ولكن لا نستطيع أن نراه؟ الفهم يحدث في العقل نتيجة للإحساس الجسدي، الذي يتحول بعد ذلك مجموعة من التميّز، تضيف إلى كنز المعرفة شيء لم يكن هناك من قبل. جريجوري الفصيح يقول أن العقل الذي يتعمد أن يتجاهل الأشياء الدنياويّة سوف يجد نفسه في ضعف واضطراب. منذ بداية العالم وأشياء الله غير المنظورة ترى عن طريق الصور. نرى صور في الخليقة، وهي تكون مجرّد نور خافت ولكنّها تذكّرنا بالله. مثلاً عندما نتكلّم عن الثالوث الأبدي، فنحن نستخدم صورة الشمس، والضوء والشعاع. أو صورة نافورة الماء، أو النهر الممتلئ، أو العقل والكلام والنفس في داخلنا؛ أو شجرة ورد والوردة والرائحة العطرة.
  7. الصورة تعلن عن شيء لم يحدث بعد، شيء مختبئ في الظلال. مثلاً تابوت العهد كان رمز للعذراء الثيئوطوكوس، وكذلك عصا هارون ووعاء المنّ. والحيّة البرنزيّة رمز للصليب وهذا الذي شفي العضّة الشرّيرة للثعبان بتعليقه على الخشبة. نعمة العماد تمثّل بالسحب وماء البحر (1كو10: 1).
  8. وأيضًا الأشياء التي حدثت بالفعل تذكّر عن طريق الصور، سواء كان ذلك للألهام بالتعجّب، أوللتكريم، أوللعار، أولتشجيع هؤلاء الذين ينظرون إليها لعمل الخير والبعد عن الشر. هذه الصور تكون من نوعين: أما كلمات مكتوبة في الكتب، كما نقش الله الوصايا على اللوحين ورغب في أن تسجّل حياة الرجال المقدّسين. أو تكون صور ماديّة، مثل وعاء المن، وعصا هارون، الذي كانا يوضعا في تابوت العهد للتذكّرة. لذلك فعندما نسجّل أحداث الماضي والأعمال العظيمة نستخدم الصور. فأما أن نزيل هذه الصور كليا، ونرفض سلطة هذا الذي أمر بعملهم، أو أنّنا نقبلهم بالأسلوب والاحترام الذي يستحقوّة. ونحن نتكلّم عن الأسلوب دعنا نفصح مسألة العبادة.
  9. العبادة هي الوسيلة التي عن طريقها نظهر البر والتكريم. دعنا نفهم أن هناك درجات مختلفة من العبادة. أول شيء يوجد العبادة، التي نقدمها لله المستحق وحدة للعبادة، وبعد ذلك من أجله هوالمستحق للعبادة بطبيعته، نكرم أصحابة وشركائه، مثلما سجد يشوع ابن نون، ودانيال للملاك، أو كما بجل داود أماكن الله المقدّسة، عندما قال”لندخل إلى مساكنه. لنسجد عند موطئ قدميه” (مز 123: 7)­. أو مثلما قدم شعب إسرائيل التقدمّه والعبادة في خيمته، أو عندما أحاطوبالمعبد في أورشليم، مثبتين نظرهم عليه من كل ناحيّة ومتعبدين كما أمرهم الملك، أو كما سجد يعقوب إلى الأرض أمام عيسو، أخيّة الأكبر، وأمام فرعون صاحب السلطة المعطاة له من الله (تك47: 7). وأخوته يوسف وقعوا أمامه إلى الأرض (تك50: 18). عبادة أخرى تقدّم للتعبير عن الاحترام، كما كان الحال مع إبراهيم وبني حث. فأما أن نلغي العبادة بالكامل أو أن نقبلها بالأسلوب والاحترام المناسب.
  10. أجب على هذا السؤال: “هل هناك إله واحد؟ ” سوف تجيب، نعم، اعتقد أن هناك معطي واحد للناموس. لماذا إذا يأمر بأشياء متعارضة؟ الشاروبيم ليس من خارج الخليقة، فكيف يسمح للشاروبيم المنحوت بالأيدي أن يمثل كرسي الرحمة؟ أليس من الواضح حيث أنّه من المستحيل عمل صورة لله الغير محدود، الغير قابل للتمثيل، فإن المخلوقات لا يجب أن تعبد مثل الله؟ ولكنّه سمح لصورة الشاروبيم المحدود، أن يظهروا ساجدين في تعبد أمام عرش الإله، كأعلأن لكرس الرحمة، لأنّه من المناسب أن تعلن صور الخدّام السمائيّين عن الأسرار الإلهيّة. أيمكنك القول أن تابوت العهد أو كرسي الرحمة، أو العصا لم تكن مصنوعة بأيدي؟ أليس هي من أعمال صنعة الإنسان؟ إلاّ يدينوا ببقائهم لما تسمينه بالمادة التافهه؟ ماذا تكون خيمة الاجتماعات نفسها، أن لم تكن صورة؟ ألم تكن نوع وشكل؟ اسمعوا إذا لكلامات الرسول عن هذه الأشياء التي من الناموس! “الذين يخدمون شبه السماويّات وظلها، كما أو حي إلى موسى وهومزمع أن يصنع المسكن. لأنّه قال: انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل‘” ولكن الناموس لم يكن صورة، ولكن ظل صورة، لأن نفس الرسول قال “لأن الناموس إذ له ظل الخيرًات العتيدة لا نفس صورة الأشياء” (عب10: 1) لو حرم الناموس الصور، بالرغم من أن هورائد الصور فماذا نقول؟ لو كانت خيمة الاجتماع ظل وصورة لصورة، كيف يمكن أن تكون حقيقة أن الناموس لا يحرم عمل الصور؟ ولكن هذه ليست هي الحالة، لأنّه لكل شيء زمان، ولكل امر تحت السماء وقت. (جا3: 1).
  11. في الماضي الله الذي بلا شكل أو جسد، كان لا يمكن رسمه. ولكن الآن عندما نظر الله يتحدّث مع البشر، أصنع صورة لله الذي أرى. لا أعبد المادة؛ أعبد خالق المادة الذي أصبح مادة من أجلي، الذي أراد أن يسكن في المادة؛ الذي عمل على خلاصي من خلال المادة. فلن أتوقّف عن تكريم المادة التي شكّلت خلاصي! أكرمها ولكن ليس مثل الله. كيف يمكن لله أن يولد من أشياء ليس لها وجود في نفسها؟ جسد الله هو الله لأنّه اشترك معه في الآقنوم بوحدة لا تنفصل. الطبيعة الإلهيّة بقيت كما هي؛ الجسد خلق في الوقت ولكنّه أحيي بالنفس المتعقّلة. بسبب هذا أُحيي كل البقايا الماديّة ببر واحترام، لأن الله ملئةا من نعمته وقوته. بمن خلالها جاء إلى خلاصي. ألم تكن خشبة الصليب الثلاثي البركه مادة؟ ألم يكن جبل الجلجثة مادة؟ ماذا عن الصخور الحاملة للحياة والقبر المعطي للحياة نافورة القيامة، ألم تكن مادة؟ أليس الحبر في معظم الكتب الدينية مادة؟ إلاّ يصنع المذبح المعطي للحياة من المادة؟ منه نأخذ خبز الحياة! أليس الذهب والفضة مادة؟ الذي منه نصنع الصلبان، والطبق والكأس المقدّسين! وفوق وقبل كل هذا ألم يكن جسد ربّنا مادة؟ أما أن تلغوا تبجيل والتكريم الذي تستحقّه كل هذه الأشياء كلّها أو أن تقبلوا عادات الكنيسة وتبجيل الصور. احترام الله وأصدقائه يأتي من وحي الروح القدس. لا تحتقر المادة، لأنّها غير محتقرة. الله لم يخلق أيّ شيء محتقر، هذا التفكير مانوي. فقط هذه الأشياء التي ليس مصدرها الله هي محتقرة- التي هي من اختراعنا، أردتنا في أختيار أن نتجاهل قانون الله وهذه هي الخطيّة. لو أنّك تحتقر وترفض الوصيّة لعمل صور لأنّها أشياء ماديّة، فكر في كلمات الكتاب المقدّس” وكلّم الرب موسى قائلاً: انظر. قد دعوت بصلئيل بن أو ري بن حور من سبط يهوذا باسمه، وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة، لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس، ونقش حجارة للترصيع، ونجارة الخشب، ليعمل في كل صنعة. وما أنا قد جعلت معه أخوليآب بن أخيسامالك من سبط دان. وفي قلب كل حكيم القلب جعلت حكمة ليصنعوا كل ما أمرتك” (خر31: 1-6). ومرّة أخرى “وكلّم موسى كل جماعة بني إسرائيل قائلاً: هذا هوالشيء الذي أمر به الرب قائلاً: خذوا من عندكم تقدمّه للرب. كل من قلبه سموح فليأت بتقدمّه الرب: ذهبًا وفضة ونحاسًا، وأسمانجونيًا وأرجوانًا وقرمز وبوصًا وشعر معزي، وجلود كباش محمرّة وجلود تخس وخشب سنط، وزيتًا للضوء وأطيابًا لدهن المسحة وللبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة وكل حكيم القلب بينكم فليأت ويصنع كل ما أمر به الرب”. (خر35: 4-10) انظروا إلى تعظيم المادة التي تحتكروها! ماذا يمكن أن يكون أقل من جلد الماعز الملون؟ أليس الأزرق والأحمر والبنفسجي هي مجرّد ألوان؟ انظروا إلى عمل صنعة الإنسان يصبح شبيه للشاروبيم! كيف لكم أن تجعلوا الناموس هوسبب رفضكم لما أمر به الناموس نفسه؟ لو استعنتم بالناموس في احتقاركم للمادة فلكم أيضًا أن تحفظوا السبت وتمارسوا الختان. ولكن من المؤكد أنّه “أن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا! لكن أشهد أيضًا لكل إنسان مختتن أنّه ملتزم أن يعمل بكل الناموس. قد تبطّلتم عن المسيح أيّها الذين تتبرّرون بالناموس. سقطتم من النعمة.(غل5: 2-4) إسرائيل قديمًا لم ترى الله” ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بواجه مكشوف” (2كو3: 18)
  12. نستخدم كل حواسنا لننتج صورة مستحقة له، ونقدّس أنبل الأحاسيس إلاّ وهى النظر. لأنّه كما تثقف الكلمات الأذن، كذلك الصور تنبّه العين. فكما الكتاب بالنسبة للمتعلّم كذلك الصورة بالنسبة لغير المتعلّم. كما تتحدّث الكلامات للأذن كذلك تتحدّث الصور إلى البصر؛ تعطينا فهم. لهذا السبب أمر الله أن يصنع تابوت العهد من للخشب الذي لا يفسد، وأن يكون مذهب من الداخل والخارج، وأن يوضع لو حي الشريعة بداخلة مع عصى هارون والقسط الذهبي الذي به المنّ، لكي يوفّر لهم ذكري من الماضي وصور من المستقبل، من يستطيع القول أن هذه ليست صور؟ رسول يتكلّم من بعيد؟ لم يوضعوا جانبًا في خيمة الاجتماع، ولكن أحضروا إلى الأمام في مرئي من كل الشعب، الذي نظر إليهم واستخدمهم ليقدّموا التسبيح والعبادة لله. من الواضح أنّهم لم يوقروا من أجل أنفسهم، ولكن من خلالهم استطاع الشعب أن يتذكّر عجائب الماضي ويعبودوا الله، صانع العجائب. كانوا صور تخدم على أنّها نصب تذكّريّة، لم يكونوا آلهة، ولكنّهم ساعدوا على تذكّر قوّة الله.
  13. الله أمر أن يأخذ اثني عشر حجر من الأردن وفسر السبب ” إذا سأل بنوكم غدًا آبائهم قائلين: ما هذه الحجارة؟ تعلمون بنيكم قائلين: على اليابسة عبر إسرائيل هذا الأردن” (يش4: 21- 22). وبهذا أُنقذ تابوت العهد وكل الشعب. فهل يجب علينا أن لا نسجّل الآلام المخلّصة ومعجزات ربّنا يسوع، لكيما عندما يسألني ابن ما هذا؟ استطيع أن أقول أن هذا هو الله الكلمة الذي أصبح إنسان، ومن خلاله ليس فقط إسرائيل هي التي عبرت الأردن، بل البشريّة كلّها استعادت فرحها الأول من خلاله، ارتفعت الطبيعة البشريّة من الأعماق الي أقدس المرتفعات، وفيه جلست على عرش الآب.
  14. البعض يقول لنرسم صورة للمسيح مع والدته الثيؤطوكوس وهذا يكفي. ياللحماقة! كلماتكم عديمة التقوى تثبت إنّكم بالكامل تحتقرون القدّيسين. من الواضح إنّكم لا تحرمون الصور، ولكن ترفضوا تكريم القدّيسين. تصنعون صور للمسيح لأنّه هوالممجّد، ومع ذلك تحرمون القدّيسين من المجد المستحق لهم، وتدعون الحقيقة نفاق. الرب يقول: “أمجّد الذين يمجّدونني” الله يوحي للرسول بالكتابة “إذًا ليس بعد عبدًا بل ابننا، وإن كنت ابنًا فوارث لله بالمسيح” (غل4: 7) وأيضًا “فإن كنّا أولادًا فإنّنا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنّا نتألّم معه لكي نتمجّد أيضًا معه”. إنّكم لا تشنّون الحرب ضد الصور، ولكن ضد القدّيسين أنفسهم. القدّيس يوحنا اللآهوتي، الذي اتكئ على صدر يسوع، قال “لأنّه إذا ظهر نكون مثلة” (1يو3: 2) كما أن أيّ شيء متصل بالنار يصبح نار ليس من طبيعته ولكن بالاتّحاد، والحرق، والاختلاط مع النار، كذلك أيضًا بالجسد الذي أخذه ابن الله. بالاتّحاد مع أقنومه، اشترك الجسد في الطبيعة الإلهيّة وبهذا الأتصال أصبح الله غير متغير، ليس فقط بعمل النعمة الإلهيّة، كما هو الحال في حالة الأنبياء، ولكن أيضًا بمجيء النعمة نفسه. الكتاب المقدّس يسمي القدّيسين آلهة، عندما يقول “الله قائم في مجمع الله. في وسط الآلهة يقضي” (مز 82: 1). القدّيس جريجوري يفسّر هذه الكلمات على أنّها: [الله قائم في مجمع القدّيسين يحدّد المجد المستحق لكلاهما. كان القدّيسين في خلال حياتهم الأرضيّة مملوئين من الروح القدس، وعندما تم مسارهم، الروح القدس لم تترك أنفسهم ولا أجسادهم في القبر، ولا من شبهم وصورة المقدّسة. ليس بطبيعة هذه الأشياء ولكن بقوّة النعمة.]
  15. أخبر الله داود أنّه من خلال ابنه سوف يبني المعبد،، وأن مكان راحته سوف يُعد. كما يخبرنا سفر الملوك، سليمان، عندما كان يبني المعبد وأيضًا الشاروبيم ” وغشي الكاروبيم بالذهب. وجميع حيطان البيت في مستديرها رسمها نقشا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل وخارج” (1مل6: 28-29). أليس من الأفضل أن نزين بيت الرب بصور وأشكال مقدّسة، بدل من الحيوانات والنباتات؟ ماذا حدث لهذا الناموس الذي يعلن “لا تصنع لنفسك منحوتات”؟ أعطي سليمان موهبة الحكمة، وبني المعبد، صورة السماء. صنع شبه للثور والأسد، وهذا يحرّمه الناموس. الآن لو صنعنا صور للمسيح وصور للقدّيسين ألن يزيد هذا برنا؟ كما أن المعبد والشعب كانا يتطهّر بدم تيوث وثيران وبرش دم عجلة، (عب9: 13) نحن أيضًا نتطهّر بالمسيح، الذي اعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي (1تي6: 13) وهو أيضًا مثال الاستشهاد. لقد أسّس كنيسته على دم القدّيسين. في الماضي كانت صور وحوش ليس لها حياة تزين المعبد. الآن نستعمل صور حيّة معقولة.
  16. نحن نرسم المسيح ملكنا وربنا، إذا لا يجب أن نجرّده من جيشه. لأن القدّيسين هما جيش الرب. لو أن الإمبراطور الأرضي يرغب في أن يجرد الرب من جيشه، دعه إذا يصرف كتائبة أيضًا، لو رغب في طغيانه أن يرفض تكريم هؤلاء القاهرين للشر بحماس، فعليه أيضًا أن يترك الأرجوان.لأنّه لو كان القدّيسين ورثة الله وشركاء ورثة المسيح (رو8: 17) فأنّهم أيضًا سوف يشتركون في المجد الإلهي والمملكة الإلهيّة. لو شاركوا في آلام المسيح، وهم أصدقائة، أليس لهم الحق في مجد الكنيسة على الأرض؟ “لا أعود أدعوكم عبيد بل دعوتكم أصدقاء يقول الرب” فهل نخلع عنهم المجد المُعطى لهم من الكنيسة؟ ما هذه الجراءة؟ وما وقاحة العقل هذه، أن نحارب الله، رافضين أن نتبع وصاياه! أنت الذي ترفض شان تنحني أمام الصور ترفض أيضًا أن تنحني أمام ابن الله الذي هوصورة الله الغير المرئي، وشبهه الغير متغير. أنا أسجد أمام صورة المسيح، الله المتجسّد؛ وصورة سيّدتنا الثؤوطوكوس ووالدة ابن الله، وأيضًا لصور القدّيسين، الذين اهم أصدقاء الله. في الكفاح ضد الشرّ سفكوا دمهم، وتمثّلوا بالمسيح الذي سفك دمه من أجلهم بسفك دمائهم من أجله. أنا اكتب سجّل لآلام هؤلاء الذين تبعوه، واحترق لأتمثّل بهم في حماس. القدّيس “بازل” يقول: ” التكريم الذي يعطى للصور يمر إلى النموذج الأصلي لها” لو كنت تبنّي كنائس لتكريم القدّيسين فعليك أن تصنع لهم الصور أيضًا. المعبد في العهد القديم لم يبنى على اسم أيّ قدّيس، ولم يكن موت الأبرار سبب للاحتفال، ولكن للدموع. الذي كان يلمس ميتًا كان يعتبر نجس، (عد 19: 11) حتى لو كان الميّت هوموسى نفسه. ولكن الآن ذكري القدّيسين تحفظ بفرح. كان هناك نحيب في موت يعقوب، ولكن في موت إستفانوس كان فرح. لذلك أما أن تبطلوا احتفالات القدّيسين المفرحة، حيث أنّهم ليسوا جزء من الناموس القديم، أو أقبلوا الصور التي تقولون أنّها معارضة للناموس. ولكنّه من المستحيل أن لا نحتفظ بذكري القدّيسين بفرح، لأن خورس الروسل والآباء الحاملين الله يصمّموا على هذا. منذ الوقت الذي أصبح فيه الله الكلمة إله، هومثلنا في كل شيء ما خلا الخطيّة، وشريك في طبيعتنا بدون اختلاط ولا أمتزاج. لقد عظم طبيعتنا للأبد، وطهرنا بتسليم إلوهيّته لجسدنا بدون اختلاط. ومنذ الوقت الذي اختار فيه الله – ابن الله – الغير متغير بسبب لاهوته، أن يتألّم بإرادته، محى ديونانا، بدفعة عنا أغلي وأحب فديّة. أصبحنا كلنا أحرار من خلال دم الابن، الذي توسط لنا عند الآب، وبهبوطه إلى القبر، عندما ذهب وكرز للرواح التي في السجن(1بط3: 19) وأعطي الحريه للمأسورين، والنظر للعميان، ويربط الأقوياء. لقد قام بعظمة قوته. محتفظًا بالجسد الغير مأت الذي خلصنا من الفساد عن طريقة. ومنذ الوقت الذي ولدنا فيه ثانيًا من الماء والروح، أصبحنا أبناء الله وأعضاء في أهل بيته. لهذا السبب يدعوالقدّيس بولس المؤمنين قدّيسين. ولذلك فنحن لا نحزن بل نبتهج على موت القدّيسين. نحن لم نعد تحت الناموس ولكن تحت النعمة، بعد أن تبرّرنا بالإيمان، وراينا الله الواحد الحقيقي. لأن الناموس لم يعطى للبار(1تي1: 9) ولا نخدم مثل الأطفال، خاضعين للناموس، ولكنّنا بلغنا حالة النضوج، ونطعم من الغذاء الصلبووليس على هذا الذي يوضع للوثنيّين. الناموس كان جيد مثل مصباح اضاء في الظلام حتى بزوغ الفجر، وظهور نجم الصباح في قلوبنا… المياه الحيّة للمعرفة اللآهوت أبعدت بحار الوثنيّة، والآن الجميع يعرف الله. الخليقة القديمة ذهبت وكل شيء صار جديد. (2كو5: 17) الرسول المقدّس بولس قال لأمير الرسول بطرس: “إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميًّا لا يهوديًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهوّدوا؟ ” (غلا2: 14) وكتب للغلاطين: “لكن اشهد أيضًا لكل إنسان مختتن أنّه يلتزم أن يعمل بكل الناموس” (غلا 5: 3).
  17. في الماضي كان الذين لايعرفون الله يستعبدوا للذين ليسوا بالطبيعة آلهة.(غلا 4: 8) ولكن الآن وقد عرفنا اللهوأوبالأكثر عرفنا الله، فكيف لأي شخص أن يرجع إلي الأركان الضعيفة الفقيرة للنفس ويستعبد لها مرّة ثانية؟ (غلا 4: 9) لأنّي رأيت الله في شكل إنسان وخلصت نفسي. لذلك انظر إلى صورة الله كما فعل يعقوب (تك 32: 30) ولكن بطريق مختلفة. لأنّه هورأى فقط بالبصيرة الروحيّة الذي وعد أن يأتي في المستقبل، في حين أن ذاكرته هو الذي أصبح مرئي في الجسد تشتعل في نفسي. ظل بطرس ومناديل وعصائب أخذت من جسد بولس وكانت تشفي الأمراض وتخرج الأرواح (أع 5: 15) فهل يجب أن لا نمجّد صور القدّيسين؟ أما أن ترفضوا أن تعبدوا أيّ مادة، أو أن تتوقفوا عن التجديد. لا تزيلوا تخم أقامها آبائكم (ام 22: 28).
  18. عادات الكنيسة لا تنقل فقط عن طريق الوثائق المكتوبة، ولكن كانت دائمًا تعطى بشكل غير مكتوب. من الفصل السابع والعشرين من كتاب القدّيس بذل الذي يحتوي على ثلاثون فصل والمكتوب “لأمفيلوكيس” بخصوص الروح القدس، يقول: “من ضمن تعليم وعقائد الكنيسة، المحروسة بشدة، هناك بعض التعليم استلمناه على شكل وثائق مكتوبة، في حين أن البعض الآخر استلمناه سرًا، حيث أنّه سلم لنا من عادات الرسل. كلا المصدرين لهم قوّة متساوية ليقودنا إلى البر. لا أحد يُقدر النظام الموسمي للكنيسة يستطيع أن يختلف على هذا، لأنّنا لو أهملنا العادات الغير مكتوبة بسبب أن ليس لها نفس القوة، فبذلك ندفن الكثير من الإنجيل الذي له اهمية حيويّة.” هذه هي كلمات بازل العظيم. كيف كان لنا أن نعرف مكان الجلجثة المقدّس أو القبر المعطي للحياة؟ لا يوجد أيّ وثائق مكتوبة سلّمت من أب لابنه. لأنّه مكتوب أن الرب صلب في مكان الجمجمة، ودفن في قبر نحت في الصخر عن يوسف (مت 27: 60) ولكن من العادات الغير مكتوبة عرفنا موقع هذه الأماكن، ونعبد هناك الان. هناك أمثله أخرى. ما هوأصل الثلاث تغطيسات في العماد أولماذا نصلّي في اتّجاه الشرق، أو أسلوب الاحتفال بالتناول. لذلك يقول الرسول المقدّس بولس “فأثبتوا إذا أيّها الاخوة وتمسكوا بالتعاليم التى تعلمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا” (2تس: 2: 15). لذلك حيث أن الكثير من التعليم الغير المكتوب سلم للكنيسة ومازلنا نحافظ علية فلماذا إذا تحتقرون الصور؟
  19. لو كنتم تتكلّمون عن مساوئ الوثنيّين، هذه المساوئ لا تجعل تبجيلنا للصور كريه. يمكنكم أن تلوموا الوثنيّين الذين جعلوا من الصور آلهة! مجرّد أن الوثنيّين استخدموها بطريقة خطأ هذا ليس سبب لاعتراضكم على تدريبنا التقي. السحرة يستعملون التعاويذ، والكنيسة تصلي على الموعوظين، هم يطلبون الشيطان وأما الكنيسة تطلب من الله أن يبعد الشيطان. الوثنيّين يصنعون صور للشيطان ويدعونة الله، ولكن نحن نصنع صور لله المتجسّد، وخدّامه وأصدقائه. وبهم نبعد جيوش الشيطان.
  20. لو كان اعتراضكم أن القدّيس ” ابفإنّيس ” العظيم حرم بالكامل الصور، في المكان الأول هذه الكتابات محل النقاش مفترضة وغير موثقة. أنّه عمل أحد الأشخاص الذين استخدموا اسم أبيفإنّيس، وهذا شيء مألوف. ثانيًا نحن نعلم أن أثناسيوس المبارك اعترض على وضع رفات القدّيسين في صناديق وكان يفضل لها أن تدفن في الأرض وكان يتمنّى بهذا أن يمحوا عادة المصرين المقذذة في عدم دفن موتاهم بل عرضهم على أسره. دعنا نفترض أن أبيفإنّيس العظيم حقًا كتب هذا العمل، متمنّيا أن يصحح سوء استعمال كالسابق بتحريمة لعمل الصور. مع ذلك إثبات أنّه لا يرفض الصور يأتي من كييسته التي نجدها مزينه بالصور إلي يومنا هذا. ثالثًا، استثناء واحد لا يمكن أن يصبح قانون للكنيسة، ولا أغية عصفورة واحدة تعني أن الربيع قد آتي، كما يقول جريجوري اللآهوتي ومعلّم الحقيقة. ولا يمكن لرأي واحد أن يغيّر عادات الأغلبية للكنيسة كلّها، التي أنتشر إلي آخر الأرض.
  21. لذلك أقبلوا تعليم الكتاب المقدّس. لو قال الكتاب: “أصنام الأمم فضة وذهب، عمل أيدي الناس” (مز 153: 15) فهو لا يحرم السجود أمام الأشياء الغير متحركة، ولا عمل أيدي الإنسان، ولكن فقط أمام هذه الصور التي هي عمل الشيطان.
  22. لقد رأينا أن الأنبياء سجدوا أمام ملائكة، ورجال، وملوك، وهؤلاء الذين لم يعرفوا الله، وحتى أمام عصا. داود يقول”… ونسجد عند موضع قدميه” (مز 99: 5) وإشعياءء يتكلّم عن اسم الله “السماء هي عرشي والأرض موضع قدماي” (إش 66: 1) أنّه من الواضح للجميع أن السماء والأرض من المخلوقات. موسى وهارون وكل الشعب تعبدوا أمام أشياء مصنوعة بالأيدي. بولس صوت الكنيسة الذهبي قال في الرسالة إلى العبرانيّين ” لأن المسيح لم يدخل إلي أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقة، بل إلي السماء عيّنها” (عب 9: 24) بمعني أن الأشياء المقدّسة القديمة، الخيمة، وكل شيء فيها كانت مصنوعة بأيدي، ولا يمكن لأحد أن ينكر أنّها كانت مبجّلة.

الدفاع الأول للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة