آبائيات

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية
الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الفصل(25): العبارة في الرسالة إلى أهل رومية

          والآن تأمل بعناية هذه العبارة الكاملة وأنظر هل تتحدث عن شيء يتعلق بالختان أو يوم السبت, أو أي شيء آخر يخص رمز السر المقدس.

فهل لم يصل كل غرضه إلى هذا أن الحرف الذي يمنع الخطية يعجز عن إعطاء الحياة لإنسان بل بالأحرى “يقتله” بواسطة زيادة الشهوة وتهويل الإثم بواسطة التعدي إذا لم تحررنا بالفعل النعمة بناموس الإيمان الذي هو في المسيح يسوع عندما “محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا”؟ (رو5:5) وباستعمال الرسول هذه الكلمات: “حتى نعبده بجدة الروح لا بعتق الحرف” (رو6:7)” واستمر ليسأل: “فماذا نقول. هل الناموس خطية. حاشا. بل لم أعرف الخطية إلا بالناموس.

فإنني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته. ولكن الخطية وهي متخذه فرصة بالوصية أنشأت في كل شهوة. لأن بدون الناموس الخطية ميتة. أما أنا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت أنا. فوجدت الوصية التي للحيوة هي نفسها لي للموت. لأن الخطية وهي متخذه فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني إذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. فهل صار لي الصالح موتا.

حاشا بل الخطية لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية. فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية. لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل. فإن كنت أفعل ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة في. فإني أعلم أنه ليس ساكن فيّ أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد.

لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل. فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة فيَّ. إذاً أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن ولكن أرى ناموسا آخر أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي.

ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت. أشكر الله بيسوع المسيح ربنا. إذا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية”. (رو7:7-25).

الفصل (26):  “ليس ثمر صالح دون أن ينمو من جذر المحبة”

إنه واضحا جدا أن عتق الحرف في غياب جدة الروح بدل أن تحررنا من الخطية تجعلنا مذنبين بمعرفة الخطية. لذلك كتب من جزء آخر من الكتاب المقدس “الذي يزيد علما يزيد حزنا” (جا18:1)ة ليس أن الناموس نفسه شرا ولكن لأن الوصية لها صفتها. الصالحة في إظهار الحرف وليس في مساعدة الروح. وإذا حفظت هذه الوصية خوفا من العقاب وليس حبا في البر فيكون هذا بروح العبودية وليس بروح الحرية ولذلك لا تحفظ أبدا إذ إنه لا تكون ثمرة جيدة لم ينمو من جذر المحبة.

ومع ذلك لو وجد هذا الإيمان الذي يعمل بالمحبة (غلا6:5) فإن الإنسان يبدأ أن يسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن (رو22:7) وهذا السرور هو عطية الروح وليس الحرف, وحتى مع أنه يوجد ناموسا آخر في أعضائنا يحارب ناموس ذهنا تتغير الحالة القديمة وتمر في هذا التجديد الذي يزداد من يوم لآخر. في الإنسان الباطن طالما نعمة الله تحررنا من جسد هذا الموت بربنا يسوع المسيح.

الفصل (27): النعمة التي كانت مختفية في العهد القديم ظهرت في العهد الجديد

في العهد القديم أخفت النعمة نفسها تحت برقع ولكنها ظهرت في العهد الجديد بفضل تدبير الأزمنة المحكمة, وذلك لمعرفة الله لكيفية تدبير كل شيء.

وربما تكون جزءا من هذه النعمة المختفية إنه في الوصايا العشر التي أعطيت على جبل سينا الجزء الذي يتصل فقط بالسبت كان مختفيا في شكل وصية مرموز إليها. يعتبر يوم السبت يوما مقدسا وبدون تفسير إنه بين الأعمال التي أنجزها الله سمع أول صوت للتقديس في اليوم الذي استراح الله فيه من كل أعماله.

وفي الحقيقة لا يجب علينا الآن أن نكثر في الحديث ولكن في نفس الوقت أظن أن هذا كاف للنقطة التي نناقشها الآن إنه لم يكن هناك سببا في أن تجبر الأمة في ذلك اليوم على الكف عن كل الأعمال الذليلة التي بها تعني الخطية ولكن لأن عدم ارتكاب الخطية يتعلق بالتقديس الذي هو عطية الله بواسطة الروح القدس.

وقد وضعت هذه الوصية وحدها في الناموس الذي كتب على لوحين من الحجارة في شكل صورة مرموز إليها التي بها يحفظ اليهود يوم السبت حتى إنه في نفس الحالة يمكن أن تعني إنه كان حينذاك الوقت الملائم لاختفاء النعمة التي كان لابد أن تظهر في العهد الجديد بموت المسيح. كما حدث انشقاق الحجاب (مت20:27) ويقول الرسول: “ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو16:3).

الفصل (28): لماذا يسمى الروح القدس إصبع الله

“وأما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية” (2كو17:3) والآن روح الله هذا الذي بعطيته نتبرر لذلك يحدث إننا نفرح عندما لا نخطئ حيث توجد الحرية, وأيضا عندما نفقد هذا الروح نفرح بالخطية حيث توجد العبودية – هذا الروح القدس الذي به يسكب الحب في قلوبنا الذي هو إتمام الناموس أشير له في الكتاب المقدس “بإصبع الله” (لو20:11).

أليس هذا لأن هذين اللوحين نفسهما كتبا بإصبع الله, وأن روح اله الذي يقدسنا هو أيضا إصبع الله لكي بإيماننا نستطيع أن نعمل أعمالا صالحة بواسطة المحبة؟ من لم يتأثر بهذا التطابق وبهذا الاختلاف في نفس الوقت؟ لأنه كما قدر خمسون يوما من احتفالات عيد الفصح (الذي أمر به موسى بأن يذبح الحمل الرمزي) (مز3:12)..

ليشير في الحقيقة إلى موت المسيح, إلى اليوم الذي تسلم منه موسى الناموس مكتوبا بإصبع الله على لوحي الحجارة (حز18:31) لذلك وبمثل هذه الطريقة, من موت الرب إلى قيامته الذي سيق للذبح كشاه (أش7:53) كانت خمسون يوما كاملة إلى الوقت عندما جمع إصبع الله – الذي هو الروح القدس هؤلاء الذين آمنوا في شركة واحدة.

الفصل (29) مقارنة بين شريعة موسى وشريعة العهد الجديد

        والآن وسط هذه المطابقة العجيبة يوجد على الأقل هذا الاختلاف العظيم في الحالات في ذلك أن الناس في العهد القديم بواسطة الرعب الفظيع منعوا من الاقتراب من المكان الذي أعطى فيه الناموس مع أن في الحالة الثانية حل الروح القدس عليهم الذين اجتمعوا معا في انتظار عطية الله التي وعد بها وهناك اشتغل إصبع الله على ألواح من الحجارة وأما هنا فكانت على قلوب الناس هناك أعطى الناموس ظاهريا حتى يرتعب الشرير (مز16,12:19) وأما هنا فأعطى سرا حتى يتبرروا (أع1:2-47)

لأن هذا: “لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وإن كانت وصية أخرى هي مجموعة في هذه الكلمة أن تحب قريبك كنفسك. المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس” (رو10,9:13) والآن هذا ليس مكتوبا على ألواح من الحجارة ولكن:

“انسكب في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو25:5) لذلك فإن المحبة هي ناموس الله “لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعا لناموس الله لأنه أيضا لا يستطيع” (رو7:8) ولكن عندما تكتب أعمال المحبة على ألواح التنزر اهتمام الجسد فينشأ ناموس الأعمال “والحرف الذي يقتل” المخطئ, ولكن عندما تنسكب المحبة نفسها في قلوب المؤمنين فحينئذ يكون لدينا ناموس الإيمان والروح الذي يعطيه الحياة لكي يحب.

الفصل (30) ناموس العهد الجديد مكتوبا في الداخل

          والآن لاحظ كيف يكون هذا الاختلاف مطابقا لتلك الكلمات التي قالها الرسول التي أشرت إليها في مناسبة أخرى ليست ببعيدة جدا والتي أرجأتها بعد ذلك إلى تأمل مجدِ: “ظاهرين إنكم رسالة المسيح مخدومه منا مكتوبة لا بجد بل بروح اله الحي لا في ألواح حجرية بل هفي ألواح قلب لحمية.” (2كو3:3) انظر كيف إنه أظهر أن الأول كتب بدون إنسان حتى تنذره من الخارج. الثاني من داخل الإنسان نفسه حتى تبرره من الداخل. إنه يتكلم عن ألواح “القلب اللحمية” وليس عن اهتمام الجسد ولكن عن نائب حي له إحساس.

ويعني التصريح الذي جاء فيما بعد. “وليس كما كان موسى يضع برقعا على وجهه لكي لا ينظر بنو إسرائيل إلى نهاية الزائل” (2كو13:3) إن حرف الناموس لا يبرر بل إنه بالأحرى قد وضع برقعا في قراءة العهد القديم إلى أن تتحول إلى المسيح ويزول البرقع وبمعنى آخر, حتى نتحول إلى النعمة ويفهم أن الله يهبنا التبرير الذي به نفعل ما يأمرنا به ولذلك فهو يأمرنا أن نلتجئ إلى معونته لأننا عاجزين من أنفسنا.

وبناءاً على ذلك وبعد حديث متحفظ, “لنا ثقة مثل هذه بالمسيح يسوع لدى الله” (2كو4:3) ويستمر الرسول فيضيف أن التقرير الذي يكون تحت موضوعنا لكي يمنعنا من أن ننسب ثقتنا لأي قوة لنا. يقول: “ليس إننا كفاه من أنفسنا أن نفتكر شيئا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاه لأن نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحي” (2كو6,5:3).

الفصل (31) الناموس القديم يميت, الناموس الجديد يعطي البر

          والآن ولأنه كما يقول في عبارة أخرى: “الناموس قد زيد بسب التعديات” (غلا19:3) تعني الناموس الذي كتب في الخارج للإنسان لذلك فهو بها إلى كل من “خدمة الموت” (2كو7:3) “وخدمة الدينونة” (2كو9:3) ولكن الثانية التي هي ناموس العهد الجديد التي يسميها “خدمة الروح” (2كو8:3) “وخدمة البر” (2كو9:3) لأننا بواسطة الروح نعمل البر وننجو من الدينونة الناتجة عن التعدي. لذلك إحداهما تتلاشى والثانية تبقى لأننا سنستغنى عن المؤدب المرعب عندما تنجح المحبة في أن تخيف.

والآن: “حيث روح الرب هناك حرية” (2كو17:3) ولكن إن هذه الخدمة قد منحت لنا ليس لاستحقاقاتنا ولكن من نعمة الله. وهكذا يعلن الرسول: من أجل ذلك إذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر ولا غاشين كلمة الله” (2كو2,1:4).

          بهذا “المكر” وبهذا “الغش” يجب أن نفهم الرياء الذي به يظن المتعظم أنه أصبح باراً لذلك في المزمور الذي يذكره الرسول ليبرهن على نعمة الله قيل “طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في فمه غش” (مز2:32) هذا هو اعتراف القديسين المتواضعين الذين لا يفتخرون أن يكونوا في حالة ليست لهمن.

وحينئذ يكتب الرسول هكذا في عبادة تالية: “فإننا لسنا نكرر بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربا ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح” (2كو6,5:4) هذا هو معرفة مجد الله الذي به نعرف أن الله هو النور الذي يضيء ظلامنا.

أرجوك أن تلاحظ كيف يصر على استيعابنا نفس هذه النقطة ويقول: “لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية ليكون فضل القوة له لا منا” (2كو7:4) وعندما مضى أبعد من ذلك أوصي في شروط متأججة نفس هذه النعمة في الرب يسوع المسيح في هذه أيضا نئن مشتاقين إلى أن نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء لكي يبتلع المائت من الحياة” (انظر 2كو1:5-4).

          لاحظ ما يقوله: “ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضا عربون الروح” (2كو5:5) وبعد قليل استنتج خلاصة الأمر باختصار هكذا: “لنصير نحن بر الله فيه” (2كو21:5) ليس هذا هو البر الذي به الله نفسه باراً ولكن هذا الذي به يجعلنا أبراراً.

الروح والحرف 6 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية