أبحاث

صور التطور – لي ستروبل

صور التطور - لي ستروبل

صور التطور – لي ستروبل

صور التطور - لي ستروبل
صور التطور – لي ستروبل

صور التطور – لي ستروبل

 

“المشكلة هي أن تقنع الناس برفض التفسيرات اللاعقلانية والفوق طبيعية للعالم، والشياطين التي تعيش فقط في خيالاتهم، وأن يقبلوا جهازاً اجتماعياً ومعرفياً، وهو العلم، كالمصدر الوحيد للحق”.

ريتشارد لونتن (أخصائي علم الوراثة بجامعة هارفارد) [1]

“العلم…. أصبح مرادفاً لفلسفة تعرف بالمادية أو الطبيعية العلمية. وهذه الفلسفة تصر بأن الطبيعة هي كل ما لدينا، أو على الأقل الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نستقي منه أية معرفة. ويتبع ذلك أن الطبيعة اضطرت لخلق ذاتها، ووسيلتها لهذا الخلق لا بد ألا تشتمل على أي دور لله”.

فيليب جونسون (ناقد نظرية التطور) [2]

 

عد بالتاريخ إلى العام 1966. كان البرنامج الإذاعي الأشهر هو البرنامج الغنائي “Michelle” لبول مكارتني. وفي العرض التلفزيوني I Spy، صار بيل كوسبي أول إفريقي أمريكي يشارك بالبطولة في حلقات درامية، كان الرغيف سعره 19 سنتاً، وسيارة الفورد من طراز Fairlane سعرها 1600 دولاراً.

حين كنت في الرابعة عشرة من عمري، تلميذاً في المرحلة الأولى في مدرسة Prospect الثانوية في ضاحية شيكاغو الشمالية، كنت أجلس في فصل العلوم بالدور الثالث، الذي يطل على ساحة انتظار. كنت في الصف الثاني من النافذة، والمقعد الثالث من الأمام، حين سمعت لأول مرة المعلومات المتحررة التي دفعتني لحياة الإلحاد.

لقد راقت لي حقاً حصة الأحياء التمهيدية تلك. كانت تناسب تماماً أسلوبي المنطقي للتفكير في العالم، وكان هذا بمثابة مدخل يدفعني نحو ميادين الصحافة والقانون. كنت بطبعي فضولياً أبحث دائماً عن إجابات، وأحاول باستمرار معرفة كيف تعمل الأشياء.

في طفولتي، أهداني والدي قطاراً كهربائياً كهدية الكريسماس. وبعد فترة وجيزة وجدني أبي في الجراج وأقذف بقوة هذا القطار على الأرضية الصلبة كي أفتحه. ولم أفهم لماذا انزعج للغاية. فقد شرحت له بهدوء أن كل ما كنت أفعله هو معرفة ما الذي كان يجعل القطار يدور.

ولهذا السبب أحببت العلم. وقد شجعني المعلم بالفعل للقيام بتشريح ضفدعة حتى أعرف كيف تعيش. أهداني العلم مبرراً أن أطرح كل أسئلة “لماذا؟” التي كانت تنتابني، وأن أجرب إجراء تجارب جينية بتربية ذباب الفاكهة، وأن أقوم بإزالة القشة عن النباتات لأعرف كيف تنمو. كان العلم بالنسبة لي يقدم الحقائق الثابتة الأكيدة التجريبية المبرهنة بالتجربة. تعمدت ان أرفض كل شيء آخر كونه مجرد رأي أو تخمين أو خرافة أو إيمان بلا عقل.

وأردد هنا ما كتبه الفيلسوف مورلاند بعد عدة سنوات، حين قال إن كلمة “علمي” بالنسبة لكثير من الناس معناها شيء “جيد، وعقلاني” وحديث” في حين أن ما هو غير علمي هو شيء عتيق، ولا يستحق إيمان من يفكرون[3].

تشكلت ثقتي بالعلم إثر نشأتي في أمريكا ما بعد سبوتنك Sputnik، حيث تم الإعلاء من قدر العلم والتكنولوجيا لدورهما في الإمساك بمفاتيح بقاء بلادنا. وقد حثت إدارة الرئيس ايزنهاور الشباب للبحث عن العمل في حقل العلم، حتى تلحق أمريكا بل وتتفوق على غريمنا السوفيت الذي أذهلوا العالم في العام 1957 بإطلاق أول قمر صناعي في مدار بيضاوي حول الأرض.

وفيما بعد – عندما بدأت أمتنا تحل الكثير من الألغاز في الستينات وبدأت المواثيق الاجتماعية تنقلب رأساً على عقب، وبدأت النسبية وأخلاقيات الموقف تخلق إطاراً هشاً من الأخلاقية، وإذ بالتقاليد تنهار الواحد تلو الآخر، رأيت العلم هو الثابت الباقي، أساساً، ملاذاً، والحصن المنيع في منهجه، بينما في نفس الوقت يتقدم للأمام باستمرار في التفكير في روح الإرادة الأمريكية.

هل يمكن أن تضع إنساناً على سطح القمر؟ لم يشك أحد أننا سنفعل ذلك. فالتكنولوجيا الجديدة، من الترنزستور إلى التلفون، جعلت مستوى الحياة في أمريكا أفضل وأفضل. هل يمكن أن يكون علاج السرطان بعيد المنال؟

ليس من قبيل الصدفة أن اعجابي بالتفكير العلمي كان ينمو، وفي نفس الوقت تضعف ثقتي بالله. عندما كنت في مدارس الأحد ودروس تثبيت الإيمان وأنا بالمرحلة الثانوية، فإن أسئلتي الكثيرة “لماذا؟” لم تكن تلقى الترحيب المستمر. فبينما بدا أن التلاميذ الآخرين يقبلون الحقائق الكتابية بطريقة أوتوماتيكية، كنت أنا بحاجة لأسباب تدفعني للإيمان بها. لكن كثيراً ما كان بحثي عن إجابات يقابل بالصد. وبدلاً من ذلك، طالبوني بقراءة وحفظ الآيات الكتابية، وكتابات مارتن لوثر، ولاهوتيين آخرين من الماضي البعيد لا يبدو أن لهم علاقة بالموضوع.

من كان يهتم بما آمن به هؤلاء المتحمسين الذين ماتوا منذ زمن؟ لم أكن أهتم بالقضايا “الساذجة” للإيمان والروحانيات، بل بالحري كنت منجذباً نحو الحقائق “الأكيدة” للعلم. وكما قال يوجين سكوت من المركز القومي للتعليم العلمي: “لا يمكنك أن تضع إله كلي القدرة في أنبوبة اختبار”[4]. إن لم يكن هناك أي دليل علمي أو عقلي للإيمان بمثل هذا الوجود، فلا يهمني الأمر.

ولهذا، ففي هذا اليوم المشهود في درس الأحياء في العام 1966، بدأت أتعلم عن الاكتشافات العلمية التي – كما قال عالم الحيوان البريطاني ريتشارد داوكنز – “التي جعلت من الممكن أن تكون ملحداً مكتفياً من الناحية المعرفية”[5].

 

صور التطور

أميل لأكون مفكراً مرئياً. فالصور تلتصق بذهني لفترات طويلة من الوقت. فعندما أستعيد ذكريات أيام الدراسة الثانوية، وما تعلمته في الفصل، ومن خلال انكبابي على الكتب الخارجية، يمكنني أن ألخص هذا كله في سلسلة من الصور:

الصورة الأولى: أنابيب اختبار، وقوارير، وأقطاب كهربية في تجربة ستانلي ميلر

كانت هذه الصورة هي أقوى الصور جميعاً – جهاز المعمل الذي استخدمه ستانلي ميلر، ومن بعده طالب في السنة النهائية في جامعة شيكاغو، في العام 1953، لكي ينتج بطريقة صناعية القوالب البانية للحياة. بإعادة إنتاج بيئة الأرض البدائية، ثم تصوير شرارات كهربية من خلالها لإنتاج البرق، تمكن ميلر من إنتاج مادة لزجة حمراء تحتوي على أحماض أمينية.

عندما علمت بنجاح ميلر، سطع في ذهني التضمين المنطقي: إذا كان من الممكن تفسير أصل الحياة من خلال عمليات طبيعية، فالله إذاً لا وجود له! وفي النهاية، لا حاجة لنا لإله إذا كانت الكائنات الحية بإمكانها أن تخرج من تلقاء نفسها من حساء بدائي، ثم التطور طبعياً بالأيونات إلى كائنات أكثر وأكثر تعقيداً – وهو سيناريو سوف تشرحه الصورة الثانية من التطور.

الصورة الثانية: “شجرة حياة” دارون

عندما قرأت “أصل الأنواع” لتشارلز دارون، صُدمت لوجود تفسير واحد: رسم تخطيطي وصف فيه تطور الحياة كشجرة، مبتدئاً من سلف قديم في أصل الشجرة، ثم تزهر إلى أعلى حتى الأطراف والفروع والأغصان، كما تطورت بتنوع وتعقيد متزايد.

وكما شرح كتاب حديث، فإن الدارونية تعلم أن كل أشكال الحياة “ترتبط من خلال سلالة جاءت من نموذج أصلي مجهول عاش في الماضي البعيد[6].

بدا من الواضح لي أن ظاهرة مثل التطور المجهري او التنوع داخل الأنواع المختلفة من الحيوانات موجودة حقاً. واستطعت أن أرى هذا مشروحاً في المنطقة المجاورة لي؛ فقد كانت لدينا عشرات الأنواع من الكلاب. لكني كنت مفتوناً بتأكيد التطور الكبير macroevolution الأكثر طموحاً – وهو أن الاختيار الطبيعي الذي يعمل في تنوع عشوائي يمكنه أن يوضح كيف أن الخلايا البدائية قد تحولت خلال فترات طويلة من الزمن إلى كل أنواع الكائنات، بما فيها البشر. وبمعنى آخر، تحولت الأسماك إلى برمائيات، ثم تحولت البرمائيات إلى زحافات، والزحافات إلى طيور وثدييات، والبشر لهم نفس السلف كالقرود.

بينما كان يبدو أن ميلر ينادي بأن الحياة ربما تكون قد نشأت تلقائياً في المحيطات الكيميائية للأرض العتيقة، تكون نظرية دارون قد فسرت كيف أن ملايين كثيرة من أنواع الكائنات تطورت ببطء وبالتدريج على مدى فترات طويلة من الزمن. ثم جاء تأكيد آخر لسلالتنا المعروفة، كما ستوضحه الصورة الثالثة.

 

الصورة الثالثة: رسومات الأجنة لأرنست هايكل

قدم عالم الأحياء الألماني أرنست هايك – الذي يمكن أن توجد رسوماته للأجنة في كل الكتب التي درستها عن نظرية التطور تقريباً – دليلاً أقوى على أن كل أنواع الحياة لها نفس السلف. عندما وضع هايكل رسومات لسمكة جنينية، وسلمندر، وسلحفاة، وكتكوت، وخنزير، وعجل، وأرنب، وإنسان بجانب بعضها البعض، صرح بطريقة تصويرية بأن هذه الكائنات قد ظهرت متشابهة بصورة مدهشة في مراحلها الأولية من التطور. وفيما بعد أصبحت مختلفة بدرجة مميزة.

بينما فحصت عيني الصف الأعلى من رسومات هايكل، والتي كانت تمثل المرحلة المبكرة من تطور الأجنة، اندهشت؛ فكيف أن هذا الفقاريات – التي ستنمو أخيراً لتصير متمايزة تماماً عن بعضها البعض – كان لا يمكن تمييزها أصلاً؟

من كان يمكنه أن يفرق بينها؟ كان الجنين الإنساني يمكنه بسهولة أن يكون أي من هذه المخلوقات الأخرى. من الواضح أن دارون كان على صواب حين قال: “علينا أن نعترف بصراحة” بالسلف الكوني المشترك. وبالتأكيد، فإن التسلسل العنيد نحو التعقيد المتزايد باستمرار يمكنه أن يتضح في الصورة التالية.

الصورة الرابعة: الحلقة المفقودة

إن الحفرية مذهلة حتى أن أحد علماء الباليونتولوجي Paleonotologist* دعاها “أثر مقدس من الماضي أصبح رمزاً قوياً لعملية التطور ذاتها”[7]. إنها أشهر حفرية في العالم؛ والتي تسمى “الطائر الأول archaeopteryx”**؛ وهي مخلوق يرجع تاريخه إلى 150 مليون سنة. هذا المخلوق له أجنحة وريش وعظم الترقوة التي لطير، ولكن له ذيل كذيل السحلية، ومخالب في أجنحته، واعتبروه الحلقة المفقودة بين الزواحف والطيور الحديثة.

نظرة واحدة لصورة هذه الحفرية تطارد أية شكوك حول إذا كان سجل الحفرية يدعم نظرية دارون. فها نحن نرى نصف طائر، ونصف زاحفة، ولم أعد بحاجة لمزيد من البحث لأصدق أن علم الباليونتولوجي قد دعم دارون. في الحقيقة، بعد اكتشاف “الطائر الأول” في ألمانيا بعد نشر كتاب “أصل الأنواع” على الفور، فقد “ساعد هذا بشكل كبير في الإقرار بمصداقية الدارونية وتكذيب المشككين” كما قال جونسون[8].

كانت هذه الصور مجرد بداية تعليمية لنظرية التطور. فبمجرد أن أكملت دراستي في هذا الموضوع، أصبحت مقتنعاً تماماً أن دارون قد استبعد أية حاجة لله. وهي ظاهرة رأيتها مراراً.

لم أعد أذكر عدد المتشككين الروحيين الذي قالو لي أن بذور شكوكهم قد زرعت في المرحلة الثانوية او الجامعية عندما درسوا الدارونية. في العام 2002، عندما قرأت عن طرد عضو من فريق كشافة Eagle Scout لأنه رفض تعظيم الله، لم أندهش عندما اكتشفت “أنه أصبح ملحداً بعد أن درس نظرية التطور في الطف التاسع”[9].

قال عالم التطور في جامعة أكسفورد داوكنز “كلما ازداد فهمك لأهمية التطور، كلما ابتعدت عن اللا أدرية واتجهت نحو الإلحاد”[10].

دارون ضد الله

ومع ذلك، لا يعتقد كل إنسان بأن نظرية دارون تتناقض مع الله. فبعض العلماء واللاهوتيين لا يرون تعارضاً بين الإيمان بتعاليم دارون وتعاليم المسيحية.

عالم الأحياء كريستيان دي دوف الفائز بجائزة نوبل أصرّ على القول بأنه “لا معنى في أن الإلحاد مجبر ومفروض بالعلم”[11]، بينما أعلن أستاذ الأحياء كينيث ميلر من جامعة براون أن نظرية التطور “ليست ضد الله”[12]. وأجاب الفيلسوف مايكل روز، وهو عالم متحمس للتاريخ الطبيعي، على السؤال: “هل يمكن لمن يؤمن بنظرية دارون أن يكون مسيحياً؟” بالرد: “نعم، بكل تأكيد!”، وقال: “لم تثر حجة سليمة توضح أن الدارونية تشير إلى الإلحاد”[13].

وعالمة الأحياء جين بوند، التي درست سابقاً في كلية ويتوورث تصف نفسها مفتخرة بصفتها “عالمة، ومؤمنة بنظرية التطور، ومعجبة جداً بدارون، ومسيحية”[14]. وشرحت ذلك بالقول “إن إيماني بأن التطور قد حدث – أي إن البشر وكل المخلوقات الحية الأخرى مرتبطة كجزء من شجرة عائلة الخلق العملاقة، وأنه من الممكن أن تكون الخلية الأولى قد نشأت بالعمليات الطبيعية للتطور الكيميائي – لا يتطلب أو حتى يستوجب وجهة نظر إلحادية عالمية”[15].

ومع ذلك، فأنا شخصياً لم أستطع ان أفهم كيف أن الدارونية التي تعلمتها تركت أي دور ذي معنى لله. لقد قيل لي إن عملية التطور غير موجهة، وبالنسبة لي، كان هذا يستبعد أوتوماتيكياً إله فوق الطبيعة يشد الخيوط خلف الستار.

كانت هذه النقطة واضحة للغاية في كتاب صدر حديثاً “يجمع التنوع الغير موجه والذي بلا هدف لعملية الاختيار الطبيعي المعتمة، جعل التفسيرات اللاهوتية أو الروحية لعمليات الحياة غير ضرورية”[16]. كما تؤكد كتب أخرى بأن التطور “عشوائي وغير موجه”، وأنه “بلا خطة أو هدف”، وأن دارون “أعطى علم الأحياء أساساً علمياً قوياً عندما نسب تنوع الحياة لأسباب طبيعية أكثر منه لعملية خلق فوق طبيعية”[17].

إن كان العلماء يعرفون الدارونية هكذا، فقد بدا لي أن الله قد طرد بالفعل. ومحاولة إيجاد دور غامض له يبدو أمراً تافهاً، والذي يقول عنه ويليام بروفاين من جامعة كورنيل “توجد الآن رؤية لاهوتية واسعة الانتشار تقول بأن الله قد خلق العالم، وهو يدعمه، ويعمل من خلال قوانين الطبيعة بمهارة فائقة، حتى إن عملها لا يمكن اكتشافه، ولكن مثل هذا الإله لا يختلف في الواقع بالنسبة لذهني عن الإلحاد”[18].

بكل تأكيد، سوف يقول المسيحيون إن الله ليس إلهاً محتجباً او غير مهتم يخفي نشاطه تماماً، بل إنه بالحري قد تدخل بقوة في العالم حتى إن الكتاب المقدس يقول “لأن منذ خلق العالم ترى أموره المنظورة وقدرته السرمدية ولاهوته مدركة بالمصنوعات حتى أنهم بلا عذر”[19]. قال فيلسوف العلم ستيفن مير الذي تعلم في جامعة كامبردج، ومدير مركز العلوم والثقافة في معهد الاستكشاف في سياتل:

يصرح العديد من علماء الأحياء المؤمنين بالتطور بأن العلم لا يمكنه بشكل مطلق أن يستثني إمكانية ان نوعاً من الألوهية من الممكن أن يزال موجوداً. ولا يمكنهم أن ينكروا احتمالية وجود مصمم إليه يحجب نشاطه الخلاق في عمليات طبيعية ظاهرة للتهرب من الفحص العلمي. ومع ذلك، فبالنسبة لمعظم العمليين الماديين، فإن مثل هذه الكينونة غير المكتشفة من الصعب أن تستحق التقدير والاعتبار[20].

ورغم ذلك، فقد أكد مير على أن “الدارونية المعاصرة لا ترى التغير الناتج عن نظرية التطور عملية يقودها الله”[21] وينوه بملاحظة شهيرة لعالم الأحياء الراحل والمؤمن بالدارونية جورج جايلورد سمبسون، والذي يقول بأن الدارونية تنادي بأن “الإنسان هو نتيجة لعملية طبيعية لا هدف لها لم تحسب له حساباً”[22]. وبالنسبة لماير، فإن التشعبات واضحة، إذ يقول: “إن القول بأن الله يقود عملية طبيعية غير موجهة فطرياًن أو أن الله قد صمم تقنية طبيعية كبديل لتصميمه أمر متناقض بوضوح”[23].

نانسي بيرسي – التي كتبت بتوسع عن العلم والإيمان – تصر على القول “إما أن تختار الله أو الاختيار الطبيعي، وليس الاثنين”[24] وأشارت إلى أن دارون نفسه أدرك ان حضور إله كلي القدرة سيقوض نظريته بالفعل. وقالت “إن اعترافنا بوجود الله في العملية، كما جادل دارون، فإن الله سيؤكد أن مجرد “التنوعات الصحيحة قد حدثت… وأن الاختيار الطبيعي سيكون غير ضروري”[25].

أما أستاذ القانون فيليب جونسون، مؤلف الكتاب ذائع الصيت لنقد الدارونية “محاكمة دارون Darwin On Trial“، فيوافق أن “الهدف كله من الدارونية هو إظهار أنه لا حاجة إلى خالق يسمو فوق الطبيعة لأن الطبيعة يمكنها أن تقوم بعملية الخلق من تلقاء نفسها”[26].

في الحقيقة كثيرون ممن يؤمنون بنظرية التطور الذين شعروا بلدغة نقد جونسون يجدون أنفسهم متفقين معه في هذه النقطة تحديداً. فمثلاً العالم البيولوجي التطوري أرنست مير أكد أن “الجوهر الحقيقي للدارونية” هو الاختيار الطبيعي، الذي “يسمح بتفسير التكيف… بالوسائل الطبيعية، بدلاً من التدخل الإلهي”[27].

تطوري بارز آخر، وهو فرنسيسكو آيالا، رُسما قساً دومينيكياً قبل عمله بالعلوم، ومع ذلك، رفض في لقاء أخير أن يؤكد ما إذا كان لا يزال يؤمن بالله[28]، قال “كان أعظم إنجاز لدارون” هو أنه أوضح أن “الكائنات الحية يمكن تفسيرها بصفتها نتيجة عملية طبيعية، واختيار طبيعي، دون أدنى حاجة للجوء إلى خالق، أو أي عامل خارجي آخر”[29].

عندما سأل أحد المحامين روفاين الصريح ما إذا كان هناك “وضع تطوري مسيحي أمين من الناحية المعرفية… أم علينا ببساطة أن نترك عقولنا على أبواب الكنائس”، كانت إجابة بروفاين صريحة: “عليك أن تترك عقلك”[30] فقد كان من الواضح بالنسبة له أن مصطلح “مسيحي مؤمن بالتطور” يجمع لفظتين متناقضتين.

كان ادوارد ويلسون – عالم الأحياء الاجتماعي، والفائز بجائزة بولتزر – عنيداً تجاه هذه القضية، حيث قال “إذا كانت البشرية قد تطورت طبقاً لنظرية دارون في الاختيار الطبيعي، فإن الفرصة الجينية، والضرورة البيئية، وليس الله، هي التي خلقت الأنواع”[31]. وهذا كلام لا غموض فيه.

وقد لخصت مجلة Time الأمر كله ببراعة “لم يرد تشارلز دارون أن يقتل الله وهو يصيغ نظرية التطور، لكنه قتله”[32].

حمض دارون العالمي

لم أكن واعياً بمثل تلك الملاحظات عندما كنت طالباً. فقد كنت أعرف بالبديهة أن نظريات دارون قد منحتني أساساً عقلياً لرفض أسطورة المسيحية التي حاول والدي فرضها عليّ عندما كنت صغيراً.

أتذكر قراءتي موسوعة World Book التي أعطاها لي والداي كهدية عيد ميلادي لترد على أسئلة “لماذا” التي كنت أزعجهم بها دائماً. وقد أسهمت قراءتي عن التطور في تدعيم إحساسي بتعارض المسيحية ونظرية دارون.

ذكرت الموسوعة “في الكتاب المقدس، يعامل الله بصفته الخالق، والداعم، والهدف النهائي لجميع الأشياء. يؤمن كثير من المسيحين بأنه من المستحيل الموافقة بين هذا الاقتناع بفكرة ان النمو التطوري حدث نتيجة قوى طبيعية موجودة في الحياة العضوية”[33].

بالنسبة لي، وُضع كل شيء في مكانه. وكان تقديري هو أنك لست بحاجة إلى خالق إن كانت الحياة بإمكانها أن تخرج بدون أية مساعدة من الطين البدائي للأرض المبكرة، وأنك لست بحاجة إلى الله لكي يخلق البشر على صورته إن كنا مجرد نتاج لقوى مجهولة بالاختيار الطبيعي. وباختصار، أنت لست بحاجة للكتاب المقدس إن كان لديك كتاب “أصل الأنواع”.

كنت أختبر شخصياً ما قاله الفيلسوف دانيال دينيت: الدارونية “حمض كوني يلتهم تقريباً كل مفهوم تقليدي، ويترك ورائه وجهة نظر عالمية تؤمن بالتطور”[34].

وقد خضعت شخصياً لنظرية التطور؛ ففي تفاؤلي الشبابي لم أكن على استعداد لفحص بعض التضمينات المحيطة لفلسفتي الجديدة. تجاهلت بارتياح الصورة المؤلمة التي رسمها الملحد البريطاني برتراند رسل، الذي كتب عن كيفي أن العلم قدم لنا عالماً “بلا هدف” و”خالي من المعنى”[35]:

ذاك الإنسان هو نتاج الأسباب التي لم تكن لها رؤية سابقة للغاية التي كانت تسعى لتحقيقها. فأصله، ونموه، وآماله، ومخاوفه، ورغباته، ومعتقداته هي مجرد نتيجة تنظيمات عرضية للذات. لا نيران، ولا بطولة، ولا حدة تفكير أو مشاعر يمكنها أن تحفظ حياة فرد بعد الموت. فكل جهود العصور، وكل التكريس، وكل الوحي، وكل وهج العبقرية الإنسانية مقدر لها الانقراض… وكل هيكل إنجاز الإنسان لا بد أن يُدفه حتماً. كل هذه الأمور مؤكدة تماماً بلا جدال، حتى إنه لا توجد فلسفة ترفضها يمكنها أن ترجو البقاء. وبقبول هذه الحقائق، وعلى الأساس الراسخ ليأس لا يستسلم، يمكن أن يُبنى سكنى النفس في أمان”[36].

بدلاً من مواجهة هذا “اليأس الذي لا يستسلم” الذي يتضمنه عالم بدون الله، وجدت متعتي في حريتي الجديدة التي حققتها من الانتقاد الأخلاقي لله. بالنسبة لي، كانت الحياة بدون الله معناها ان أعيش لنفسي بنسبة 100%. وحيث كنت قد تحررت من أن أحاسب بوماً على أفعالي، أطلقت العنان لنفسي للحصول على السعادة والمتعة الشخصية مهما كان الثمن.

كانت الثورة الجنسية في الستينات والسبعينات قد بدأت في الظهور، وكنت متحرراً للانغماس في الملذات بأقصى ما يمكن، دون أن أعمل حساباً لرقابة الله الذي لا يوافق على هذا. وبصفتي صحفي، تحررت من الأغلال للمنافسة دون أن أضطر دائماً للخضوع لمثل تلك القوانين والقواعد الأخلاقية المزعجة. لم أسمح لشيء أو لشخص أن يحول بيني وبين طموحاتي.

ومن كان يبالي ما إذا كانت المادية العلمية تعلم بأنه لا شيء سوى المادة، ومن هنا لن يتمكن إنسان من تجنب الموت. كنت صغيراً جداً للعبث بتضمينات هذه الأمور. وبدلاً من ذلك، أسرعت وراء الخلود الذي يمكنني تحقيقه بترك بصمتي كصحفي ناجح تدعم تحقيقاته ومقالاته التشريع الجديد والإصلاح الاجتماعي. أما بالنسبة لحقيقة الموت المطلقة، فقد كان لديّ الكثير من الوقت لكي أفكر فيها فيما بعد. كان هناك الكثير جداً الذي سأعمله في ذلك الوقت.

وهكذا زُرعت بداخلي بذور الإلحاد وأنا شاب عندما بدا ان السلطات الدينية غير مستعدة أو غير قادرة على إجابة أسئلتي عن الله. وازدهر عدم إيماني بعد اكتشافي أن الدارونية تستبعد الحاجة إلى إله. واكتمل ازدهار إلحادي عندما درست يسوع في الكلية، وقيل لي إنه لا إنسان يتمتع بالتفكير العلمي يمكنه أن يؤمن بما يقوله العهد الجديد عنه.

طبقاً لأعضاء الجناح اليساري في سيمينار يسوع*، فإن نفس الدافع الذي حفز العلم التجريبي “الذي سعى لوضع كل المعرفة تحت اختبار الملاحظة الدقيقة والمتكررة”، دفع جهودهم أيضاً حتى يميزوا أخيراً “الحقيقة من الخيال” في حياة يسوع. وتوصلوا إلى أنه في “عصر العلم هذا”، لا يمكن للمفكرين المحدثين أن يعودوا يؤمنوا بأن يسوع قد فعل أو قال معظم ما يؤكده الكتاب المقدس. وصاغوا الأمر هكذا:

إن مسيح العقيدة والإيمان، الذي كان ثابتاً في مكانه في العصور الوسطى، لم يعد قادراً أن يستحق قبول من رأوا السماوات من خلال تليسكوب جاليليو. لقد أزيلت الآلهة والشياطين القديمة من السماوات بهذه العدسة الهامة. وقد جرد كل من كوبرنيكوس، وكبلر، وجاليليو مقار الآلهة والشياطين الأسطورية، وورثونا سماوات مدنية[37].

عندما وصلت منتصف دارستي بالكلية، كانت اتجاهاتي الإلحادية قد ترسخت حتى صرت لا أحتمل أصحاب الإيمان غير العقلاني كهؤلاء المحتجين الذين كنت سأواجههم لاحقاً في فرجينيا الغربية. لم أتمكن من فهم مقاومتهم العنيدة لوضع معتقداتهم المهجورة في هذا “الحمض الكوني” للفكر العلمي الحديث.

شعرت بالتعالي عليهم. دعهم يظلون عبيداً لتفكيرهم الساذج عن مكان لهم في السماء، وعن الأخلاقية المستقيمة لإلههم الخيالي. أما بالنسبة لي، فسوف أتبع بنزاهة النتائج التي توصل إليها العلماء والمؤرخون، والتي اختصرت أبحاثهم المنطقية المنسقة العالم إلى مجرد عمليات مادية.

بداية التحري

لو كنت قد توقفت عن توجيه الأسئلة لبقيت في مكاني. ولكن بخلفيتي الصحفية والقانونية، كانت المطالبة بإجابات منسوجة في طبيعتي. ولهذا، بعد خمس سنوات من مغامرتي في فرجينيا الغربية، عندما أعلنت زوجتي ليزلي أنها قررت أن تتبع يسوع، كان أمراً عادياً أن تكون أولى كلماتي في صورة استفسار.

ولم أوجه استفساري بطريقة مهذبة، لكنه بدلاً من ذلك وجه بنغمة اتهامية حادة “ماذا حل بك؟” ببساطة، لم أستطع أن أفهم كيف يمكن لشخص عاقل أن يؤمن بعقيدة دينية ملفقة وغير منطقية من التفكير الساذج والتصديق والأسطورة.

ومع ذلك، ففي الشهور التالية عندما بدأت شخصية ليزلي في التغيير، وبينما مرت قيمها بتحول، وبينما صارت أكثر حباً ورعايةً وصدقاً، بدأت أسأل نفس السؤال، ولكن هذه المرة بنغمة أكثر نعومة صدقاً في اندهاش حقيقي “ماذا حل بك؟” شيء ما، أو كما أعلنت، شخص ما كان يغيرها للأفضل دون جدال.

بصراحة، كنت بحاجة لتحري ما كان حدث. ولهذا بدأت أسأل أسئلة أكثر، وكانت غالبيتها عن الإيمان والله والكتاب المقدس. وصممت على الذهاب إلى حيث تقودني الأسئلة، رغم إنني بصراحة لم أكن مستعداً تماماً لما ستسفر عنه النتائج.

استمر هذا البحث الروحي حوالي عامين. وفي كتاب السابق القضية …المسيح، الذي استفاض في هذه الرحلة، ناقضت الإجابات التي تلقيتها من 13 خبيراً بارزاً عن البرهان التاريخي المؤيد ليسوع الناصري[38]. وفي كتابي التالي القضية … الإيمان*، تتبعت إجابات الأسئلة “الثمانية العنيدة” حول المسيحية، وهي من نوعية القضايا التي كانت تؤرقني في حداثتي، ولم أجد من كان مستعداً لإجابتها[39].

ومع ذلك، في هذين الكتابين المبكرين لمست بعداً هاماً آخر لبحثي. فلأن العلم لعب دوراً مؤثراً في دفعي نحو الإلحاد، فقد كرت أيضاً وقتاً طويلاً لطرح أسئلة عما تقوله آخر الأبحاث عن الله. بذهن منفتح بدأت أتساءل؟

  • هل مقدر لكل من العلم والإيمان أن يظلا في حرب دائمة؟ هل كنت على صواب في تفكيري بأن الإنسان ذي التفكير العلمي يجب أن يتجنب المعتقدات الدينية؟ أم أن هناك أساساً طريقة مختلفة لرؤية العلاقة بين ما هو روحي وما هو علمي؟
  • هل الأدلة العلمية الأخيرة تميل لتأييد ام معارضة وجود الله؟
  • هل ما زالت صور التطور تلك التي دفعتني للإلحاد صالحة في ضوء أحدث الاكتشافات العلمية؟

عندما بدأت في استكشاف تلك القضايا للمرة الأولى في بداية الثمانينيات، وجدت أنه كان هناك قدر كاف من الأدلة يمكنه أن يرشدني لخاتمة أكيدة. ومع ذلك، فقد تغير الكثير منذ ذلك الوقت. فالعلم يتقدم للأمام دائماً، وقد أضيفت الكثير من البيانات والاكتشافات في مستودع المعرفة العلمية خلال السنوات العشرين الأخيرة.

وقد دفعني كل هذا لأن أطرح سؤالاً جديداً: هل هذا الكم الأعمق والأثري من البحث العلمي المعاصر يعارض أم يؤيد النتائج التي توصلت إليها منذ عدة سنوات؟ والسؤال بطريقة أخرى: إلى أين يشير سهم العلم: نحو دارون أم نحو الله؟

قال لينوس باولنج الحاصل على جائزة نوبل مرتين: “العلم هو البحث عن الحقيقة”[40]. وهذا ما قررت عمله: رحلة استكشافية جديدة توسع وتجدد البحث الأصلي الذي قمت به في مجال العلم منذ عقدين من الزمن.

سيكون أسلوبي في هذا هو استجواب قيادات في فروع علمية عديدة حول أحدث المكتشفات في حقول أبحاثهم. وعند اختياري لهؤلاء الخبراء، بحثت عن الأساتذة حاملي درجات الدكتوراه، ولهم خبرات أكيدة، ولديهم القدرة على التواصل مع الآخرين، ويرفضون أن يحصروا أنفسهم في مجرد إطار عالم الطبيعة أو المادية اللائق اجتماعياً. سيكون الأمر بلا معنى إن استبعدت أية فرضية في البداية. أردت الحرية لتتبع كل الإمكانيات.

آثرت أن آخذ موقف المتشكك، طارحاً الموضوع من كافة جوانبه، وموجهاً أقسى الاعتراضات المثارة. والأهم من كل ذلك، قررت أن أسأل الخبراء نفس الأسئلة التي عصفت بتفكيري عندما كنت ملحداً. وفي الحقيقة، ربما تكون هو نفس الموضوعات التي واجهتك أنت في رحلتك الروحية. وربما تكون قد تساءلت أيضاً ما إذا كان الإيمان بإله خارق للطبيعة يتناغم مع ما كشف عنه العلم عن العالم المادي.

إذا كان الأمر هكذا، أرجو ان تشاركني بحثي. تخلص من مفاهيمك المسبقة بقدر ما تستطيع، واجعل ذهنك مفتوحاً بينما تنصت إلى محادثاتي مع هؤلاء العلماء والفلاسفة المتدربين بالعلم الرائعين. وفي النهاية، يمكنك أن تقرر بنفسك ما إذا كانت إجاباتهم وتفسيراتهم يمكنها أن تواجه الفحص.

ومع ذلك، دعني أحذرك بأنه يصعب علينا التغلب على انحيازنا، على الأقل كان هذا بالنسبة لي. ففي احدى المرات، كان لدي دافع قوي لأن أظل ملحداً. لم أكن أريد أن يكون هناك إله يحملني مسؤولية أسلوب حياتي اللا أخلاقي. وبصفتي محرر للشؤون القانونية في أقوى صحيفة، كنت معتاداً التعامل مع الناس باستخفاف، ولا أخضع نفسي لأي سلطة روحية خفية.

تدربت ألا أطرح فقط أسئلة، بل أذهب إلى حيث تقودني الإجابات. وأثق أن لك نفس الاتجاه. وأرجو أن تكون مستعداً لتحدي ما تعلمته سابقاً في المدرسة – معلومات ربما تكون الاستكشافات العلمية الحديثة قد حجبتها.

سيقول لك العلماء بأنفسهم بأن هذا أمر مناسب تماماً. قال مصدر ليس أقل شأناً من الأكاديمية الوطنية للعلوم: “إن كل المعرفة العلمية – أساساً – عرضة للتغيير كلما تتاح أدلة جديدة”[41].

ما الذي يوضحه هذا الدليل الجديد؟ هيئ نفسك للدهشة بل والذهول بالتقرير الجديد المذهل الذي كان العلم مشغولاً بكتابته طوال العقود القليلة الأخيرة.

كتب عالم الطبيعة النظري جورد ستانشيو، وفيلسوف العلم روبرت أوجر: “إن القصة القديمة للعلم هي المادية العلمية التي تنادي بأن المادة وحدها هو الموجودة، وأن كل الأشياء يمكن شرحها من خلال المادة وحدها”[42]. لكنهم قالوا إنه في السنوات الأخيرة “اجتاز العلم سلسلة من الثروات الدرامية غيرت المفهوم الحديث للإنسان ومكانه في العالم”[43].

إن “القصة الجديدة للعلم” المدهشة هذه – بحبكتها المثيرة، وشخصياتها الآسرة – تنكشف في الصفحات القادمة بدءً بمقابلة تعيد كتابة الكتب التي قادتني من قبل إلى الإلحاد.

 

 

[1] Review of Carl Sagan. The Demon-Haunted World: Science as a Candle in the Dark (New York: Ballantine, 1997) in the New York Teview of Books (January 9, 1997). Emphasis in original.

[2] Phillip E. Johnson, “The Church of Darwin”. Wall Street Journal (August 16. 1999).

[3] J. P. Moreland, Christianity and the Nature of Science (Grand Rapids, Mich: Baker. 1989), 19.

[4] Eugenie Scott, “Keep Science Free from Creationism”. Insight (February 21, 1994).

[5] Richard Dawkins, The Blind Watchmaker (New York: Norton, 1986), 6.

[6]Neil Campbell, Jane Reece, and Lawrence Mitchell, Biology (Menlo Park, Calif: Benjamin/Cummings, 1999), 419.

* علم يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية القديمة.

[7] Alan Feduccia, The Origin and Evolution Of Birds (New Haven: Yale University Press 1996), 38.

** طائر بدائي منقرض شبيه بالزحافات

[8] Phillip E. Johnson, Darwin on Trial, 80.

[9] Dean E. Murphy of the New York Times, “Eagle Scout Faces Ultimatum over Atheism,” Orange County Register (November 3, 2002).

[10] Richard Dawkins, “On Debating Religion,” The Nullifidian (Deccember 1994).

[11] Quoted in Gregg Easterbrook, “The New Convergence,” Wired (December 2002).

[12] Quoted in Holly J. Morris, “Life>$ Grand Design,” U.S. News and World Report (July 29, 2002).

[13] Michael Ruse. Can a Darwinian Be a Christian? (Cambridge, England: Cambridge University Press. 2001), 217, 128.

[14] Richard F. Carlson. Editor, Science and Christianity: Four Views (Downers Grove, III.: InterVarsity Press, 2000), 81,

[15] Ibid., 187.

[16] Douglas Futuyma, Evolutionary Biology (Sunderland, Mass.: Sinauer, 1986), 3.

[17] William A. Dembski and James M. Kushiner, editors, Signs of Intelligence (Grand Rapids, Mich.: Brazos. 2001). 44.

[18] Quoted in Michael Ruse, Can a Darwinian Be a Christian? 98.

[19] Romans 1:20.

[20] Richard F. Carlson, editor, Science and Christianity: Four Views, 139.

[21] Ibid., 118.

[22] George Gaylord Simpson, The Meaning of Evolution (Cambridge, Mass: Harvard University Press, 1967), 345.

[23] Richard F. Carlson, editor, Science and Christianity: Four Views, 118.

[24] Nancy Pearcey, “Design and the Discriminating Public: Gaining a Hear-ing from Ordinary People.” In William A. Dembski and James M. Kushiner, editors, Signs of Intelligence. 44. Emphasis in original.

[25] Ibid., quoting Gertrude Himmekfarb, Darwin and the Darwinian Revo-Lution (Garden City, N.Y.: Doubleday Anchor, 1959), 329-30.

[26] Phillip E. Johnson, quoted in World (July/August 2002)

[27] Erast Mayr, foreword to Darwinism Defended, by Michael Ruse (New York: Addison-Wesley, 1982, xi-xii.

[28]See: Gordy Slack, “A Good Life,” UCI Journal (Spring 1999). Available al: www.today.uci.edu/journal/99spring/12html (January 2, 2002).

[29] John H. Campbell and J. William Schopf, editors, Creative Evolution?! (Boston: Jones and Barlett, 1994). 4-5.

[30] William Provine, “Scientists Face It! Science and Religion Are Incompatible,” The Scientist 2 (1988).

[31] Edward 0. Wilson, On Human Nature (Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1978), I. Emphasis added.

[32]”Lconoclast of the Century: Charles Darwin (1809-1882), ” Time (December31, 1999).

[33] World Book Encyclopedia, volume 5 (Chicago: Field Enterprises Edu-cational Corp., 1962 edition), 334.

[34] Quoted in: Phillip E. Johnson, “The Intelligent Design Movement: Chal-lenging the Modernist Monopoly on Science,” in: William A. Dembski and James M. Kushiner, editors, Signs of Intelligence, 34.

[35] Bertrand Russell, Why I Am Not a Christian (New York: Simon & Schuster, 1957), 106.

[36] Ibid., 107.

* يتناول الكتاب أفكار هذه الجماعة بالتفصيل في كتابه “القضية المسيح”، لي ستروبل، مكتبة دار الكلمة، 2007.

[37] Robert W. Fund, Roy W. Hoover, and The Jesus Seminar, The Five Gospels (San Francisco: HarperSanFrancisco, 1993), 2.

[38] See: Lee Strobel, The Case for Christ (Grand Rapids Mich: Zondervan. 1998).

* صدرت ترجمته العربية عن مكتبة دار الكلمة، ترجمة حنا يوسف، القاهرة 2007.

[39] See: Lee Strobel, The Case for Faith (Grand Rapids, Mich: Zondervan, 2000).

[40] Linus Pauling. No More War! (New York Dodd, Mead & Co, 1958), 209.

[41] Available at Search nap. Edu/readingroom/books/evolution98/evol4.html (January 5, 2003).

[42] Robert M. Augros and George N. Stanciu. The New Story of Science (New York: Bantam, 1986), xiv.

[43] Ibid., xv.

صور التطور – لي ستروبل