آبائياتأبحاث

يوسابيوس القيصري وقانونية العهد الجديد – القمص عبد المسيح بسيط

يوسابيوس القيصري وقانونية العهد الجديد – القمص عبد المسيح بسيط

يوسابيوس القيصري - من هو يوسابيوس القيصري المؤرخ الكنسي ؟ 
يوسابيوس القيصري

يوسابيوس القيصري وقانونية العهد الجديد – القمص عبد المسيح بسيط

المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (264-340م):

  أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325م. وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين، وهو نفسه يعتبر حجة في تاريخ الكنيسة في عصورها الأولى وكان واسع الإطلاع في كتب الآباء والتي كان لديه منها الكثير جداً واستقى معلوماته منها، ولذا فقد جمع في كُتبه أهم ما كتبه آباء الكنيسة من نهاية القرن الأول والقرن الثاني والثالث إلى بداية القرن الرابع. وقد نقل لنا الكثير من أقوال الآباء في الأناجيل وبقية أسفار العهد الجديد. ويكتب لنا عن وحي وقانونية الأناجيل الأربعة كما يلي:

  يقول في الفصل الثالث من الكتاب الثالث تحت عنوان ” رسائل الرسل “: ” أن رسالة بطرس الأولى معترف بصحتها. وقد أستعملها الشيوخ (οἱ πάλαι πρεσβύτεροι) الأقدمون في كتاباتهم كسفر لا يقبل أي نزاع (ὡς ἀναμφιλέκτῳ). على أننا علمنا أن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الآن ليست ضمن الأسفار القانونية. ولكنها مع ذلك إذ اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار[1].

  أما ما يسمى ” أعمال بطرس “[2] والإنجيل[3] الذي يحمل اسمه والكرازة[4] والرؤيا[5] – كما سميت – فإننا نعلم أنها لم تقبل من الجميع لأنه لم يقتبس منها أي كاتب حديث أو قديم[6].

  على أنني سأحرص أن أبين في مؤلفي التاريخي – علاوة على التسلسل الرسمي (القانوني) ما أعتاد كتاب الكنيسة اقتباسه من وقت لآحر من الأسفار المتنازع عليها، وما قالوه عن الأسفار القانونية المقبولة. وعن غيرها.

  أما الأسفار التي تحمل اسم بطرس فالذي اعرفه هو أن رسالة واحدة فقط قانونية ومعترف بها من الشيوخ الأقدمين.

  وأما رسائل بولس الأربع عشرة فهي معروفة ولا نزاع عليها. وليس من الأمانة التغاضي عن هذه الحقيقة وهي أن البعض رفضوا رسالة العبرانيين قائلين إن كنيسة روما تشككت فيها على أساس أن بولس لم يكتبها. أما ما قاله الذي سبقونا عن هذه الرسالة فسأفرد لها مكانا خاصا في الموضع المناسب[7]. أما عن أعمال بولس[8] فلم أجده بين الأسفار غير المتنازع عليها.

  ولكن نظرا لأن نفس الرسول في تحيته الواردة بأخر رسالة رومية (رو16 :14)، ذكر – ضمن من ذكرهم – هرماس الذي ينسب إليه السفر المسمى ” الراعي ” فيجب ملاحظة أن هذا السفر أيضاً متنازع عليه ولا يمكن وضعه حتى ضمن الأسفار المعترف بها، مع أن البعض يعتبرونه لا غنى عنه لاسيما عند من يريدون تعلم مبادئ الإيمان. وعلى أي حال فنحن نعرف أنه يقرأ في الكنائس. كما تبنيت أن البعض من أقدم الكتاب اقتبسوا منه “[9]. 

  ” يبدو من اللائق عند هذه النقطة أن نُلخص كتابات العهد الجديد التي بالفعل ذُكرت. في المقام الأول يجب وضع الأناجيل الأربعة المقدسة وسفر أعمال الرسل الذي تلاها. بعد ذلك لابد أن تُحسب رسائل بولس[10], تليها في الترتيب الرسالة السابقة الموجودة ليوحنا, مثلها رسالة بطرس لابد أن تُعرف. بعد هذه لابد أن نضع, لو بدا ذلك صحيحا, رؤيا يوحنا والذي بخصوصه يجب أن نُعطى الآراء المختلفة في الوقت الصحيح. هذه هي الكتب التي تنتمي للكتابات المقبولة (ομολογουμενοις).

  أما الأسفار المتنازع عليها (αντιλεγομενων), والمعترف بها من الكثيرين بالرغم من هذا, فبين أيدينا الرسالة التي تسمى رسالة يعقوب, ورسالة يهوذا[11]; وأيضاً رسالة بطرس الثانية; والرسالتان اللتان يطلق عليهما رسالتا يوحنا الثانية والثالثة، سواء انتسبتا إلى الإنجيلي أو لشخص آخر بنفس الاسم “.

  وضمن الأسفار المرفوضة (ἐν τοῖς νόθοις) يجب أن نعرف أيضاً أعمال بولس[12], وما يسمى بسفر الراعي, ورؤيا بطرس ويضاف الي هذه, رسالة برنابا التي لا تزال باقية. وما يسمى تعاليم الرسل. وإلى جانب هذا كما قدمت رؤيا يوحنا إن كان ذلك مناسباً، التي يرفضها البعض كما قدمت ولكن آخرون يضعونها ضمن الأسفار المقبولة (ομολογουμενοις).

  ومن ضمن هذه يضع البعض إنجيل العبرانيين[13] الذي يجد فيه لذة العبرانيين الذين قبلوا المسيح. وكل هذا يصحح اعتبارها ضمن الأسفار المتنازع عليها.

  على أننا مع هذا نرى أنفسنا مضطرين لتقديم قائمة عن هذه أيضاً لإمكان التمييز بين تلك الأسفار التي تعتبر، وفقاً للتقاليد الكنسي، حقيقية وقانونية ومقبولة، وتلك الأخرى والتي أن كانت متنازع عليها وغير قانونية، إلا أنها في نفس الوقت معروفة لدى معظم الكتاب الكنسيون، أننا نرى أنفسنا مضطرين لتقديم هذه القائمة لنتمكن من معرفة كل هذه الأسفار وتلك التي يتحدث عنها الهراطقة تحت اسم الرسل، التي تشتمل مثلاً أناجيل توما[14] وبطرس ومتياس[15] وخلافهم، وأعمال أندراوس[16] ويوحنا[17] وسائر الرسل، هذه التي لم يحسب أحد من كُتاب الكنيسة أنها تستحق الإشارة إليها في كتاباتهم.

  وعلاوة على هذا فأن أسلوب الكتابة يختلف عن أسلوب الرسل، ثم أن تيار التفكير في محتوياتها والقصد منها يختلفان كل الاختلاف عن التعاليم المستقيمة الحقيقية، مما يبين بكل وضوح أنها من مصنفات الهراطقة. ولهذا فلا يضعونها حتى ضمن الأسفار المرفوضة، بل يجب نبذها ككتابات سخيفة ماجنة.  “[18].

  ” أولئك الرجال العظام، اللاهوتيون حقاً، أقصد رسل المسيح، تطهرت حياتهم وتزينوا بكل فضيلة في نفوسهم، ولكنهم لم يكونوا فصحاء اللسان. وكانوا واثقين كل الثقة في السلطان الإلهي الذي منحه لهم المخلص، ولكنهم لم يعرفوا – ولم يحاولوا أن يعرفوا – كيف يذيعون تعاليم معلمهم بلغة فنية فصحى، بل استخدموا فقط إعلانات روح الله العامل معهم وسلطان المسيح الصانع العجائب الذي كان يظهر فيهم، وبذلك أذاعوا معرفة ملكوت السموات في كل العالم، غير مفكرين كثيراً في تدوين الكتب.

  ويقول عن رسائل القديس بولس والإنجيل للقديس متى: ” وهذا ما فعلوه لأنهم وجدوا معونة في خدمتهم ممن هو أعظم من الإنسان. فبولس مثلاً الذي فاقهم جميعاً في قوة التعبير وغزارة التفكير، لم يكتب إلا أقصر الرسائل رغم انه كانت لديه أسرار غامضة لا تحصى يريد نقلها للكنيسة، لأنه قد وصل إلى مناظر السماء الثالثة، ونقل إلى فردوس الله وحسب مستحقاً أن يسمع هناك كلمات لا ينطق بها 000 لأن متى الذي كرز أولاً للعبرانيين كتب إنجيله بلغته الوطنية، إذ كان على وشك الذهاب إلى شعوب أخرى وبذلك عوض من كان مضطراً لمغادرتهم عن الخسارة التي كانت مزمعة أن تحل بهم بسبب مغادرته إياهم “[19].

  ويقول عن الإنجيل للقديس مرقس: ” أضاء جلال التقوى عقول سامعي بطرس لدرجة أنهم لم يكتفوا بأن يسمعوا مرة واحدة فقط ولم يكونوا قانعين بالتعليم غير المكتوب للإنجيل الإلهي، بل توسلوا بكل أنواع التوسلات إلى مرقس أحد تابعي بطرس، والذي لا يزال إنجيله بين أيدينا، لكي يترك لهم أثراً مكتوباً عن التعاليم التي سبق أن وصلتهم شفوياً. ولم يتوقفوا حتى تغلبوا على الرجل، وهكذا سنحت له الفرصة لكتابة الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس “[20].

  ويضيف مكملاً عن الإنجيل للقديس مرقس: ” ويقولون أن بطرس عندما علم، بوحي من الروح القدس بما حدث، سرته غيرة هؤلاء الناس، وأن السفر نال موافقته لاستعماله في الكنائس، وقد أيد هذه الرواية أكليمندس في الكتاب الثامن من مؤلفة ” وصف المناظر “، وأتفق معه أيضاً أسقف هيرابوليس المسمى بابياس، ثم أننا نرى بطرس يذكر مرقس في رسالته الأولى التي يقال أنه كتبها في روما نفسها، كما يوضح هو عندما يدعو المدينة رمزياً ” بابل ” في الكلمات التالية: تسلم عليكم الكنيسة التي في بابل المختارة معكم، ومرقس ابني “[21].

  ” أما لوقا فهو نفسه في بداية إنجيله يبين السبب الذي دعاه إلى كتابته 000 ودون في إنجيله وصفاً دقيقاً لتلك الأحداث التي تلقى عنها المعلومات الكاملة، يساعد على هذا صداقته الوثيقة لبولس وإقامته معه، ومعرفته لسائر الرسل “[22].

  ويتحدث عن القديس لوقا ككاتب الإنجيل وسفر أعمال الرسل فيقول: ” ويتحدث لوقا أيضاً عن أصحابه في سفر الأعمال، ويذكرهم بالاسم 000 أما لوقا الذي كان من أبوين أنطاكيين، وكان يمتهن الطب، والذي كان صديقاً حميماً لبولس ومعروفاً من سائر الرسل، فقد ترك في سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحي التي تعلمها منهم، أما أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذي يشهد بأنه كتبه كما سلمه إليه الذين كانوا منذ البدء شهود عيان وخدام للكلمة، والذين قد تتبعهم من الأول بالتدقيق، كما يقول، وأما السفر الثاني فهو أعمال الرسل الذي كتبه لا بناء على رواية الآخرين بل بناء على ما رآه هو بنفسه.

  ويقال أن بولس كلما قال ” بحسب إنجيلي ” إنما كان يشير إلى الإنجيل بحسب لوقا كأنه يتحدث عن إنجيل كتبه هو “[23].

  ويشهد يوسابيوس على أن الأناجيل الثلاثة الأولى، المتماثلة، قد انتشرت في كل مكان في نهاية القرن الأول، وكانت مع القديس يوحنا الرسول الذي شهد لوحيها وصحتها، ثم كتب الإنجيل الرابع مكملاً لها، فيقول: ” وبعدما نشر مرقس ولوقا إنجيلهما يقولون أن يوحنا الذي صرف كل وقته في نشر الإنجيل شفوياً، بدأ أخيراً يكتب للسبب التالي: أن الأناجيل الثلاثة السابق ذكرها إذ وصلت إلى أيدي الجميع، وإلى يديه أيضاً، يقولون أنه قبلها وشهد لصحتها، ولكن كان ينقصها وصف أعمال المسيح في بداية خدمته “[24].

  وفيما يلي ملخص لما جاء في شهادة يوسابيوس عن أسفار العهد الجديد:

أ – مجموعة الأسفار المقبولة من الجميع والتي لا نزاع حولها وتضم 20 سفراً من اسفار العهد الجديد وقد قبلتها الكنيسة منذ كتابتها؛ وهي الأناجيل الأربعة؛ التي للقديسين متى ومرقس ولوقا ويوحنا وسفر الاعمال ورسائل القديس بولس؛ إلى رومية و1و2 كونثوس وغلاطية وأفسس وكولوسي و1و2 تسالونيكي و1و2 تيموثاوس وتيطس وفليمون، ورسالتا بطرس الاولى ويوحنا الاولى.

ب – الأسفار التي تأخرت بعض الكنائس، سواء في الشرق أو الغرب[25]، في قبولها والتي تضم 7 اسفار، هي؛ يعقوب وبطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة ويهوذا، وكان حولها نزاع، خاصة من جهة الكنائس التي لم ترسل إليها مباشرة وتأخر وصولها إليها، والرسالة إلى العبرانيين التي كان الجميع يؤمنون بوحيها، باعتبار أن كاتبها هو إما القديس بولس نفسه وقد قام بترجمتها القديس لوقا إلى اليونانية، أو أحد تلاميذه الذي دون أفكاره وتعاليمه، أو برنابا أو أبلوس أو أكليمندس أسقف روما، مع رفض الأغلبية للخروج عن دائرة القديس بولس. فقد تم الاعتراف بوحيها وكان الخلاف حول من هو كاتبها. ورؤيا يوحنا التي تأخر قبولها في إنطاكية. وقد تأخر قبول هذه الاسفار في بعض الكنائس لعدة اسباب لكن تأكدت قانونيتها لاحقا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش: 

[1] استخدمت الرسالة كسفر قانوني بشكل واسع منذ أيام اوريجانوس فصاعداً، واستخدمها كذلك أوريجانوس وفرمليان وكابريان وهيبوليتوس وميثوديوس 00 وغيرهم.  

[2] ذات أصل هرطوقي وتنتمي إلى مجموعة الأعمال التي يضمها قانون المانيين. ANF. Vol. VIII. p. 477.. وترجع إلى ما قبل سنة 190م، وقد بنيت في الأساس على تقاليد حقيقية فقد ذكر أكليمندس الإسكندري في نصين موقفين نجد لهما صدى في هذا الكتاب الأبوكريفي؛ فقد أشار إلى أن بطرس وفيليب أنجبا أطفالاً (Strom. III. 6,32) وأن بطرس شجع زوجته للمضي في طريق الاستشهاد(Strom. VII. 2,63). وكلا النصين موجودان في التقليد الشفوي المسلم للكنيسة. كما ذكر هيبوليتوس رواية استلمها من التقليد الشفوي تصف وصول سيمون الساحر إلى روما.

[3] وقد ذكر هذا الكتاب سرابيون وقال عنه يوسابيوس القيصري: ” ومؤلف آخر أيضاً كتبه (سرابيون) عما يسمى إنجيل بطرس، وقد كتب هذا المؤلف ليفند الأباطيل التي تضمنها ذلك الإنجيل، نظراً لأن البعض في إيبارشيته روسوس (أحدى مدن سوريا شمال غرب إنطاكية) قد انجرفوا في أراء كفرية بسببه. ويحسن اقتباس بعض فقرات موجزة من مؤلفه لإظهار آراءه عن الكتاب. وقد كتب ما يلي: ” لأننا أيها الأخوة نقبل كلا من بطرس وسائر الرسل كرسل المسيح، ولكننا نرفض بشدة الكتابات المنسوبة إليهم زوراً، عالمين أن مثل هذه لم تسلم إلينا 000 لأننا إذ حصلنا على هذا الإنجيل من أشخاص درسوه دراسة وافية، أي من خلفاء أول من استعملوه الذين نسميهم دوسيتيين (الذين اعتقدوا أن المسيح لم يكن له جسد حقيقي بل شبه جسد)، فقد استطعنا قراءته ووجدنا فيه أشياء كثيرة تتفق مع تعاليم المخلص الصحيحة، غير أنه أضيفت لتلك التعاليم إضافات أشرنا إليكم عنها فيما بعد ” (يوسابيوس ك 6 ف 12).

[4] كرازة بطرس Kyrygma Petrou، يرجع هذا العمل للنصف الأول من القرن الثاني وقد أشار إليه بعض الآباء مثل أكليمندس الإسكندري وأوريجانوس وثاوفيلس الأنطاكي ومضمونه أقرب للفكر الكنسي والتقليد الرسولي لذا ظن البعض أنه يرجع لبطرس تلميذ المسيح. New Testament Apocrypha Vol. 2. p. 94,95.

[5] ترجع رؤيا بطرس إلى ما قبل 180م، وتختلف عن رؤيا بطرس الغنوسية. وقد لاقى هذا الكتاب بعض الاعتبار سواء وقتياً أو محلياً في بعض الجهات. وقد ورد ذكرها في الوثيقة الموراتورية مع التعليق عليها بأن البعض لا يؤيدون قراءتها في الكنيسة.

[6] ويشير إلى رؤيا بطرس أيضاً في كتابه السادس باعتبارها من الكتب المزيفة (يوسابيوس ك 6 ف 14 :1).

[7] يوسابيوس ك 6 ف 14و20و25.

[8] تعتبر هذه الأعمال واحدة من الأعمال الرئيسية في أبوكريفا العهد الجديد وترجع إلى نهاية القرن الثاني وقد أشار إليها ترتليان، ووصفها بالمزيفة فقال: ” إذا كان هؤلاء الذين يقرأون الكتب المزيفة التي تحمل اسم بولس يقدمون المثال بتكلا ليحصلوا على حق المرأة في التعليم والعماد، فليعرفوا أن القس الذي من آسيا الذي ألف هذه الوثيقة من نفسه وتصور أنه يقدر أن يضيف أي شيء من نفسه لتكريم بولس أعترف أنه فعل ذلك حبا في بولس قد حُرم وطرد من وظيفته ” (The Baptism 17). كما يشير إليها كل من هيبوليتس وأوريجانوس (New Testament Apocrypha Vol. 2. p322, 323).

[9] يوسابيوس ك 3 ف 3.

[10] والتي يضع يوسابيوس من ضمنها الرسالة إلى العبرانيين، مؤكداً بوضوح، كرسالة للقديس بولس (أنظر ف 24).

[11] ويجب أن نضيف هنا ما قاله يوسابيوس عن رسالتا يعقوب ويهوذا مؤكداً قرائتهما في الكنائس منذ البدء: ” هذا ما دون عن يعقوب (الذي يدعى أخا الرب) كاتب أول رسالة في الرسائل الجامعة. ومما تجدر ملاحظته أن هذه الرسالة متنازع عليها، أو على الأقل فأن الكثيرين من الأقدمين لم يذكروها في كتبهم، كما هو الحال أيضاً في الرسالة التي تحمل اسم يهوذا، التي هي أيضاً إحدى الرسائل الجامعة السبعة. ومع ذلك فنحن نعلم أن هاتين الرسالتين قُرئتا علناً مع سائر الأسفار في كنائس كثيرة ” (يوسابيوس ك 2 ف 23 :25).

[12] يوسابيوس ك 3 ف 3.

[13] إنجيل العبرانيين: ترجم هذا الكتاب القديس جيروم في القرن الرابع ونقل عنه فقرات عديدة في كتاباته. وترى الأغلبية العظمى من العلماء أنه كُتب في نهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني، وأنه شبيه بالإنجيل للقديس متى للدرجة التي جعلت أغلبهم يرى أنه هو نفس الإنجيل الذي للقديس متى مع حذف الإصحاحين الأول والثاني الخاصين بميلاد المسيح ورحلة الهروب إلى مصر. وأيضاً به الكثير من التعديلات التي تناسب فكر هؤلاء، خاصة الأبيونيين مثل قوله: ” عندما رغب الآب الصالح في مجيء المسيح إلى الأرض لإتمام الخلاص، نادى من بعيد قوة أسمها ميخائيل، وأوصاها بالسهر على المسيح خلال مهمته. وجاءت القوة إلى العالم ودُعيَتْ مريم، وحل المسيح سبعة أشهر في أحشائها إلى أن ولدته، ثم كَبَر واختار رُسلُه، صُلِبَ ورفعه الآب ” (Apocryphal New Testament , Newly Translated By Montague Rehodes James. P. 5).

[14] وهو غير إنجيل الطفولة لتوما، ويرجع إلى القرن الثاني وقد ذكره كل من القديس هيبوليتوس والعلامة أوريجانوس، وقد اكتشفت نصوصه كاملة ضمن مجموعة نجع حمادي. وهو عبارة عن مجموعة من الأقوال السرية المنسوبة للرب يسوع المسيح. ومن نفس نوعية الكتب الغنوسية التي تقول بتعدد أشكال للمسيح لأنه من وجهة نظرهم ظهر، كإله، في هيئة ومنظر وشبه جسد، شبح.

[15] لم يتبق لنا منه شيء سوى بعض الفقرات التي أحتفظ لنا بها أكليمندس الإسكندري في (Strom. II. 9, Strom. III. 4 and Strom. VII. 13). كما ذكره أوريجانوس (Hom. in Lucam I) وجيروم (Præf. in Matt.) وبعض الكتاب غيرهما.

[16] وتسمى أيضاً بإنجيل أندراوس، وترجع إلى ما قبل القرن الرابع، وقد خرجت من دوائر الهراطقة، وأشار إليها أيضاً ابيفانيوس (403م) عدة مرات وقال أنها مستخدمة عند مذاهب هرطوقية كثيرة ممن يتمسكون بالزهد الشديد حتى الامتناع عن العلاقات الزوجية. وقد جاء فيها قول القديس أندراوس لغريمه: ” أن أمنت بالمسيح ابن الله الذي صلب سأشرح لك كيف أن الحمل الذي ذبح سيحيا بعد أن صلب “(64). وينسبها الكتّاب الأوائل خطاً إلى ليوسيوس الذي قيل أيضاً أنه مؤلف أعمال يوحنا. (New Testament Apocrypha Vol. 2. p323).

[17] جاءت أول إشارة لأعمال يوحنا في كتابات أكليمندس الإسكندري الذي أشار إلى أحد أفكارها في القرن الثاني، بقوله: ” أنه عندما لمس يوحنا جسد يسوع الخارجي ووضع يديه بقوة فيه لم تقاومه صلابة الجسد بل جعلت مساحة ليد التلميذ ” (New Testament Apocrypha Vol. 2. p. 189). ولكن أول من أشار إليها بشكل مباشر هو يوسابيوس القيصري هنا في موضوعنا هذا.

[18] يوسابيوس ك 3 ف 25 : 1 – 7.

[19] يوسابيوس ك 3 ف 24.

[20] يوسابيوس ك 2 ف 15.

[21] يوسابيوس ف 2.

[22] يوسابيوس ك 3 ف 24 .

[23] يوسابيوس ك 3 ف 4 :5 و6.

[24] السابق .

[25] فقد قبلت بعض هذه الأسفار في الشرق وتأخر قبولها في الغرب، والعكس.

يوسابيوس القيصري وقانونية العهد الجديد – القمص عبد المسيح بسيط