أبحاث

القضية الخالق – تجميع نهائي 1 – لي ستروبل

القضية الخالق – تجميع نهائي 1 – لي ستروبل

القضية الخالق - تجميع نهائي 1 - لي ستروبل
القضية الخالق – تجميع نهائي 1 – لي ستروبل

القضية الخالق – تجميع نهائي 1 – لي ستروبل

التجميع للقضية …. الخالق

“إن الأسرار الغامضة الكثيرة الموجودة في الكون يجب أن تؤكد إيماننا بخالق الكون. وأجد صعوبة في فهم عالم لا يعترف بوجود قوة عاقلة خارقة للطبيعة وراء وجود هذا الكون تماماً مثلما يصعب عليّ فهم عالم لاهوت ينكر التقدم العلمي”.

ويرنر فون براون، أب علم الفضاء[1]

“الإيمان لا يتضمن ولا يعني انغلاقاً، بل عقلاً منفتح. تماماً كنقيض العمى، يُقدر الحقائق الروحية العظيمة التي يتغاضى عنها ويهملها الماديون عندما ينحصرون فيما هو مادي فقط”.

السير جون تيمبيلتن [2]

كان واقفاً بجرأة أمام أجهزة الإعلام الوطنية، كملاكم مستعد للانقضاض، أشار النائب العام المزهو بنفسه بإصبعه في وجه خمس كاميرات تصوير تلفزيونية وعنف محامي الدفاع المشهور وليم إف. نيل.

وأعلن قائلاً: “أنا أتحدى السيد نيل إذا كان بإمكانه أن يوقف السيارة بينتوّ!”، وتحولت كلماته إلى صيحات عالية متحدياً نيل ليبرهن أن السيارة فرود بينتو التي كان بها ثلاث فتيات مراهقات قد توقفت على الطريق السريع بولاية أنديانا قبل أن تكون قد ضُربت من الخلف بشاحنة تشيفي.

كانت لحظة درامية مؤثرة في محاكمة خطأ ناجم عن الفرامل الأرضية للسيارة. وكانت تلك القضية الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، التي أدان النائب العام وفاة الفتيات متهماً شركة فرود للسيارات بالقتل الطائش بسبب تصميم سيارة معرضة للانفجار حتى وإن كانت تسير بسرعة منخفضة أو متوسطة.

ولو كانت السيارة ولو كانت السيارة بينتو آمنة، لكانت الثلاث فتيات أُنقذوا من هذا الصدام البسيط. ولكنهم، هكذا قالوا، بسبب خزان الغز الموضوع في مكان سريع التأثر وقابل للعطب، تحولت السيارة إلى كرة من اللهب قتلتهم جميعاً.

وكانت قسوة الاصطدام هو القضية المحورية والهامة. ودافع نيل بأن السيارة بينتو توقفت على الطريق السريع والشاحنة كانت تسير بسرعة 50 ميل في الساعة. وقال نيل للمحلفين: “كيف يمكن لسيارة صغيرة أن تتحمل صدام شاحنة نقل في هذه الحالة”.

وقال المدعي العام إن السيارة بينتو كانت تسير في نفس اتجاه الشاحنة، وهذا يعني أن قوتها أضعف بكثير. وفي الحقيقة، شهد بضعة شهود عيان بأن السيارة كانت تتحرك، بالرغم من أن تفسيراتهم اختلفت وأثناء استجوابهم حاول محامي الدفاع نيل أن يثير الشكوك حول الأماكن التي شاهدوا منها السيارة بينتو.

ثم قدم المدعي العام نجم الشهود، وهو سائق الشاحنة وكان عمره 21 عام أشعث الشعر والذي لم يُتهم بجريمة صدام السيارة وكان متعاوناً مع الادعاء. وشهد بأن السيارة بينتو كانت تسير ما بين 15-20 ميل في الساعة عندما حدث الاصطدام. سخر نيل مما سمعه وأشار إلى أن السائق رأى السيارة في سُدس من الثانية قبل صدامها. ولكن السائق، الذي سجلت له خمسة مخالفات مرورية في مدة ثلاث سنوات، تمسك بما قال.

وأمام وهج الكاميرات التلفزيونية، كان المدعي العام مهتاجاً ومتحمساً. ولأنه كان واثقاً من صحة تحقيقاته، ومتأكداً من عدم استطاعة نيل أن يقدم أي شهادة مضادة، تحداه بقوة إذا كان بإمكانه أن يوقف السيارة بينتو.

ومع ذلك فإن تبجح المدعي العام لم يستمر طويلاً. فبعد أيام قليلة ولدهشة الادعاء، استخدم نيل أدلة سلبية وإيجابية لكي يحقق ما اعتقد المدعي العام وعدم قدرته تحقيقه.

أولاً، قوض نيل شهادة سائق شاحنة النقل. فالطبيب الذي عالج جروح السائق الطفيفة قال إن السائق أخبره بأن السيارة البينتو توقفت. وكان هذا مدمراً للادعاء.

ثم قدم نيل شهادتين مدهشتين قائلاً بأن الشرطة أحياناً تهمل في تحقيقاتها. ثم قال إن اثنين من عمال المستشفى شهدا بأن سائقة السيارة البينتو أخبرتها على انفراد قبل موتها أنها أوقفت السيارة على الطريق السريع 133 عندما صدمتها الشاحنة.

وذهل المدعي العام. وبكل سرعة غيرت هاتين الشهادتين غير المتوقعتين زخم المحاكمة كلها. وقال المدعي العام باهتياج: “لا أحد يعلم أي شيء عنهما ولا من أين جاءا”.

وكان نيل خارج قاعة المحكمة منتشياً، وقال: “لقد تحدانا المدعي العام أن نوقف السيارة البينتو. وها قد أوقفناها مرتين”.

والمدعي العام الذي كان واثقاً من نفسه سابقاً، شعر بالارتباك أمام الجميع، وحاول الدفاع عن نفسه عندما امطره الصحفيون بالأسئلة عن سبب فشل معلوماته التي حصل عليها لإبطال شهادة الشهود. وبعد العديد من الأحكام القضائية التي أبطلت ما قاله المدعي العام، صوت المحلفون على تبرئة شركة صنع السيارات.

إن دفاع نيل الذي وثقته في كتابي “القتل الطائش” كان من بين أفضل أنواع الدفاع التي رأيتها خلال سنوات عملي في الشؤون القانونية بصحيفتي[3]. لم يكن نجاحه كنتيجة لمناورات قانونية أو مجادلات ذكية. ورغم سهولته وبساطته، فقد كان من النوع القديم، عمل كالبوليس السري الذي كشف عن الشهود المدهشين المفاجئين. إن محققي الدفاع سألوا أسئلة صعبة لم يتطرق إليها الآخرين، وتفوقوا على تحقيقات الشرطة، وساروا وراء مفاتيح القضية حيثما قادتهم.

بعد سنوات، فهمت تماماً كيف كان شعور المدعي العام في ذلك اليوم. فقد كنت في يوم من الأيام مليء بالثقة بالدارونية التي بررت إلحادي. وكنت أشعر بأنني بحثت في هذه القضية بما فيه الكفاية، فدرست الأحياء، والكيمياء، والجيولوجيا، وعلم الإنسان، وعلوم أخرى في المدرسة وقرأت كتباً أكدت معتقداتي. ولم أشك في هذا – إن الاصطفاء الطبيعي الذي يعمل في تغييرات عشوائية أبعد الله عن كل هذا الموضوع.

وعندما تحدث إليّ المسيحيون عن دليل إيمانهم كنت جريئاً مثلما كان المدعي العام في تلك المحاكمة. وكتاب “أصل الأنواع” كان يفوق الكتاب المقدس، في نظري. والتفكير النقدي للعلماء تفوق على التفكير الرغائبي لدى المؤمنين بوجود إله. فبالنسبة لي كانت القضية قد أغلقت.

ولكن، بدافع التغيرات الإيجابية في زوجتي بعد اتباعها ليسوع، بدأت أستبعد جانباً تحيزي، وسألت أسئلة لم أسألها من قبل، وأسير وراء مفاتيح العلم والتاريخ حيثما تقودني. وبدلاً من أن أجعل مبدأ الطبيعة يحدد بحثي انفتحت تماماً على كل الاحتمالات. وبصراحة لم أكن مستعداً لما سيحدث.

ومثل الدليل السلبي الذي قوض شهادة سائق الشاحنة في قضية السيارة البينتو، قوضت حقائق العلم على أسس نظري داروين في التطور حتى أنها لم تقو على تدعيم ثقل استنتاجاتي الإلحادية. وفجأة بدأت تنهار الأسس العقلية لشكوكي.

ولم يكن هذا مربكاً بدرجة كافية. ولكنه شبه آنذاك – الشهود المفاجئين الذي حولوا الزخم فجأة في محاكمة أنديانا – كان بحثي الواسع النطاق يبني تأكيداً غير متوقع لوجود الخالق.

نعم، قد ذهلت؛ وشعرت وكأن رياحاً تجتاحني، وفقدت شجاعتي ولم أتمكن من الصمود أمام المعاني التي اكتشفتها. ولكنني أقسمت بأن أتتبع الحقائق بأي ثمن حتى وإن كان الثمن هو أن أفقد اكتفائي بذاتي المتعجرف.

فحـص جـديـد للأدلـة

تذكرت محاكمة السيارة بينتو وأنا جالس في غرفة مكتبي بالمنزل ولمحت الكتاب الذي كتبته عن هذه القضية. وعندما بدأت الاستغراق في ذكرياتي عما حدث في المحكمة أثناء نظر القضية، اندفعت افكاري إلى المشاعر التي انتابتني في 8 نوفمبر 1981.

وفي هذا اليوم، بعد حوالي سنتين من البحث المركز، جلست منفرداً في غرفتي وكتبت الدليل الهام الذي اكتشفته أثناء بحثي عن مدى مصداقية المسيحية. وكثير من هذه الأدلة كان يختص بالحقائق الخاصة بحياة، وتعاليم، ومعجزات، وموت، وقيامة يسوع الناصري، كما وصفته في كتابي “القضية …. المسيح” والإجابات على “الثمانية اعتراضات الكبيرة” على المسيحية كما رويتها في كتابي “القضية …. الإيمان”.

وكانت الحقائق العلمية الموثقة هي من الأشياء الهامة للغاية في ذلك الوقت. وبالرغم من وجود أدلة قليلة مما هو متاح اليوم فقد كان يوجد ما يمكنك من الوصول إلى حكم معين. وبإمكاني أن أتذكر تحليل البحث العلمي والوصول إلى الاستنتاج المذهل بأن معلومات العالم المادي تشير بقوة إلى وجود خالق.

وما كان يبدو مستحيلاً قبل سنتين بدا الآن ليس ممكناً فقط، بل واضحاً أيضاً. ومثل المدعي العام في قضية السيارة بينتو فقد فزعت وارتبكت، ولكن في نفس الوقت شعرت بالثقة والارتياح لما توصلت إليه.

والآن، وبعد أن أمضيت أكثر من عام في إعادة تقييم وتحديث القضية …. الخالق بعقد لقاءات مع خبراء في أحدث الاكتشافات العلمية، جلست في مكتبي مرة أخرى وراجعت أحدث دليل واجهته.

واندهشت عندما عرفت كيف أن الاكتشافات الحديثة في الفيزياء وعلم الفلك، والكيمياء الحيوية، بالإضافة إلى مجالات أخرى كثيرة جداً إلى المعرفة العلمية. وبينما أفكر في هذه الأدلة، حاولت أن أفاضل أي الافتراضات – الدارونية أو التصميم – هو الأفضل ليفسر لنا أحدث الملومات العلمية.

إقرأ أيضًا: 

[1] Quoted in Cal Tohomas, “Gone Bananas,” World (September 7, 2002).

[2] John M. Temmpleton, The Humble Approach, 115..

[3] See: Lee Strobel, Reckless Homicide: Ford’s Pinto Trial (Sound Bend, Ind.: And Books, 1980).

القضية الخالق – تجميع نهائي 1 – لي ستروبل