أبحاث

القضية الخالق – تجميع نهائي 2 – لي ستروبل

القضية الخالق – تجميع نهائي 2 – لي ستروبل

القضية الخالق - تجميع نهائي 2 - لي ستروبل
القضية الخالق – تجميع نهائي 2 – لي ستروبل

القضية الخالق – تجميع نهائي 2 – لي ستروبل

الاحتمـال الأول: فرضـيـة دارويـن

ولكي أبدأ، بدأت أفكر في كيف أن الحقائق تناسب الفرضية التي تقول بأن كل الحياة يمكن تفسيرها بعمليات تقييم طبيعية غير موجهة. وقال عالم الأحياء جوناثان ويلز “مثل كل النظريات العلمية الأخرى، فإن تقييم نظرية داروين في التطور يجب مقارنته باستمرار مع الأدلة. وإذا كان لا يسايرها يجب أن يعاد تقييمه ويُترك – وإلا فلن يكون علماً بل أسطورة[1].

وعندما نظرت إلى مبادئ نظرية داروين، التي دفعتني للإلحاد لعدة سنوات، لم أمض طويلاً لكي أستنتج أنها كاذبة ولا يمكن تصديقها. وأدركت إنني إذا آمنت فعلاً بهذه النظرية فعلي أن أثق فيما يلي:

  • العدم (لا شيء) ينتج عنه كل شيء
  • ما لا حياة فيه يعطي حياة
  • العشوائية ينتج عنها ضبط دقيق
  • الفوضى تعطي معلومات
  • فقدان الوعي ينتج عنه الوعي
  • الخطأ ينتج عنه الصواب

وبناء على كل هذا، كنت مضطراً لأن أستنتج أن نظرية داروين تحتاج إلى الإيمان الأعمى بها، ولم أكن مستعداً ولا راغباً في هذا. وانهارت الأعمدة الأساسية لنظرية التطور عندما تعرضت للتفكير العميق والدقيق.

فمثلاً، فشلت تماماً كل العلميات الطبيعية في تفسير كيف أن المواد الكيميائية غير الحية يمكنها أن تتجمع ذاتياً إلى الخلية الحية الأولى. إذا لا يوجد أية نظريات قابلة للتصديق بل وأيضاً لا توجد نظريات على الإطلاق. وقال عالم الكيمياء الحيوية كلاوس: “كل المناقشات الحالية عن النظريات ذات المبادئ والتجارب في هذا المجال إما انتهت إلى مأزق أو اعتراف بالجهل[2].

وتحدث الكاتب العلمي روبرت روب بريت عن هذه المشكلة فقال: “هل حدث مرة وحلمت بأنك كنت تحاول أن تجري للهروب من وحش وتعثرت قدماك ولم تتمكن للذهاب لأي مكان. إن البحث لمحاول فهم أصل الحياة لا يختلف كثيراً عن هذا الحلم”[3].

وقد أشار ستيفن سي. مير في لقائي معه أنه توجد حواجز لا يمكن تخطيها فيما يختص بأصل المعلومات البيولوجية التي لا يمكن حلها بمزيد من البحث والجهد وبكلمات أخرى، إن العلماء الذين يبحثون في أصل الحياة لم يستيقظوا من الكابوس الذي يعيشون فيه. وبالنسبة لي، فهي تشبه كعب أخيل في نظرية التطور. وكما قال عالم الكيمياء الحيوية مايكل دينتون، إن فكرة العمليات غير الموجهة قد يكون بإمكانها تحويل المواد الكيميائية الميتة إلى كل التعقيدات غير العادية للكائنات الحية فإن هذا بكل تأكيد “لا أكثر ولا أقل من الأسطورة العظيمة للجينات الوراثية الكونية في زماننا”[4].

وبالإضافة إلى هذا، فإن سجل الحفريات رفض بكل إصرار أن يؤكد الادعاءات الكبيرة للتحولات الموجودة في نظرية داروين. وبالرغم من الاكتشافات الكثيرة منذ أيام داروين يقول دينتون: “إن الاكتشافات المتوسطة ظلت محيرة كالعادة”[5]. وبدلاً من أن تندمج في نظرية داروين أصبحت الحفريات نغمات شاذة ومتعارضة حتى أنه لا يمكنها أن تفسر القفزات الأثرية الموجودة في نظرية التطور، مثلاً بين السمك وبين البرمائيات أو بين البرمائيات وبين الزواحف.

أما النقص الخطير في سجل الحفريات فهو الانفجار الهائل البيولوجي والانفجار الكوني. وغالبية، إن لم يكن كل، الأربعين شعبة العالمية، وأعلى فئة في المملكة الحيوانية، قفزت بخطط جسمانية متفردة منذ أكثر من 500 مليون سنة. والظهور المفاجئ لأشكال الحياة الجديدة، قد قلبت شجرة حياة داروين رأساً على عقب.

ومثل المدعي العام الذي كان يثق في نفسه ثقة مطلقة في قضية السيارة بينتو، تنبأ داروين أن اكتشافات جديدة سوف تفسر هذه القفزة في التعقيدات البيولوجية. وفي الحقيقة، فقد ساعدوا على أن تسير كل الأمور إلى أسوء. والعذر في أن المخلوقات الانتقالية كانت لينة للغاية أو صغيرة جداً حتى يمكن أن نجدها في حفرية فإن هذا العذر قد بطل وتبدد عند اختباره. أما النظريات البديلة مثل نظرية “التوازن المرقم” قد تحطمت على صخرة العقل والفكر. إن تقييم داروين ما زال دقيقاً أكثر من قرن ونصف فيما بعد: الانفجار كامبريان الكوني “لا يمكن تفسيره” بحسب فرضياته. وطبقاً لوجهة نظري سيظل هذا نقصاً شديداً.

وعندما فحصت كل هذه الأمور ونقائص أخرى في نظرية داروين بكل موضوعية تأكدت تماماً أن التطور هو حقيقة مؤكدة طالما أن يُعرف على أنه اختلافات تطويرية صغيرة نراها في عالم الحيوان والنبات. وبلا شك، فإن كمية كبيرة من التغيير والتباين حدثت على مدار الزمن. ومع ذلك فهناك أدلة – وإن كانت غير كافية – أوصلتنا إلى استنتاج جوهري يقول بأن انتقالات تطورية كبيرة وعلى نطاق واسع قد حدثت.

ولخص روجر لوين الحاصل على جوائز – وهو محرر سابق في مجلات “العلم، العالم الجديد” – مؤتمر تاريخي علمي عن التطور الضخم: “كان السؤال المركزي هو …. ما إذا كانت الآلية التي وراء التطور الصغير يمكن استقراؤها لتفسر لنا ظاهرة التطور الهائل. وكانت الإجابة الواضحة، كلا”[6].

باختصار، فإن كمية الإيمان التي تحتاجها لكي تُبقي على ثقتنا أمام الادعاءات الكاسحة والمضادة لنظرية داروين، تفوق ما اعتقد ضمانات الأدلة العملية. وفوق كل هذا، فإن مبدأ الطبيعة التي هي مصدر كل شيء لا يمكن تصديق تفسيره عن كيف ظهر الكون في المقام الأول. وهذا الفشل لنظرية مبدأ الطبيعة ونظرية داروين فتح الباب للتفكير في الفرضيات الأخرى وأن كل من الكون والحياة التي فيه هي من نتاج مصمم ذكي.

الاحتمال الثاني: فرضية التصميم

[1] Jonathan Wells, Icons of Evolution, 5.

[2] Klaus Dose, “The Origin of Life: More Questions than Answers,” Inter-disciplinary Science Review 13 (1998).

[3]Robert Roy Britt, “The Year’s Top Ten Space Mysteries,” available at www.msnbc.com/news/851919. Asp?vts=122820022235 (accessed Decem-ber28,2002).

[4] Michael Denton, Evolution: A Theory in Crisis, 358.

[5] Ibid., 162.

[6] Roger Lewin, “Evolutionary Theory Under Fire,” Science 210 (November 1980).

القضية الخالق – تجميع نهائي 2 – لي ستروبل