أبحاث

ايمان المرأة الكنعانية – ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب

ايمان المرأة الكنعانية – ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب

ايمان المرأة الكنعانية - ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب
ايمان المرأة الكنعانية – ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب

ايمان المرأة الكنعانية – ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب

بيار نجم

المقدمة

بعد جدال يسوع مع الفريسيين والكتبة في مرقس 7 : 1 – 23 ,احس يسوع أن ابواب العالم اليهودي موصدة في وجهه.اتري تنفتح امامه ابواب العالم الوثني ؟

مرقس 8 : 24 – 30

“وانتقل من هناك الي نواحي صور. “

جاء يسوع الي منطقة محاذية للجليل ,منطقة باكثرها وقنية وهي صور .

اهمية منطقتي صور وصيدا: عبارة لاهوتية أكثر منها جغرافية .انها تدل علي المناطق الوثنية. فمنذ حملت ايزابال ديانة البعل الي مملكة اسرائيل (مملكة الشمال مع ملكها آحاب ),صارت هذه المنطقة منبع العبادة الوثنية في ارض الرب. ذكر ألانبياء اشعياء ,ارميا ,يوئيلوزكريا في نبواءاتهم صور وصيدا أنما من الناحية السلبية. همشعب غضب الله عليه وهاتان المدينتان ستدمران مثل سدوم وعامور.كان المنطق اليهودي ينص علي عدم الاحتكاك بهذه الشعوب فالشر ياتي منها ومن اليهود المقيمين في ضواحي صور وصيدا كأهل الجليل والسامريين ( الجليل كان يُسمي جليل الامم أو جليل الوثنيين رغم وجود عدد كبير من اليهود المقيمين فيه ).بحسب انبياء هذه المنطقة كانت بعيدة عن الله بسبب عبادة الاصنام.وبالتالي كانت تشكل خطر علي اليهود المقيمين خارج الحدود اليهودية الرسمية أي مملكة الجنوب (اورشاليم واليهودية ) .

علي ايام يسوع المسيح كان الرومان قد بنوا في الجليل قيصرية فيلبس وكانت كلها رومانين ويونانين وكان يوجد خطر الاشراك بعبادة يهوه الاله الاوحد الذي له وحده يليق وتحق العبادة بالنسبة لليهود .

كان المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس يقول: كان اهل صور وصيدا هم من ألد اعدائنا.

هذه الاختلاف ليس فقط دينياً بل ايضاً سياسياً وعسكريا لان مدينتي صور وصيدا كانتا علي مر التاريخ تتحالفان مع القسم الشمالي لاسرائيل أي مع مصر ضد مملكة الجنوب أورشاليم واليهودية .

كان يهود الجنوب يلقبون يهود الشمال بالنجسين والغير طاهرين لانهم يتعارضون مع قداسة الله وقداسة شعبه .

يسوع المسيح خرج من بيئة الشمال في الناصره (جليل الامم) : “أمن الناصرة يخرج شئ صالح ؟ “

كان جواب يسوع للمرأة قاسياً جدا فيسوع المسيح أراد أن يحقق ثروة تغيير لهذا المنطق اليهودي .ويجب ان نقرأ هذا النص من هذا المنطلق.

  • اليهود كان لديهم نفس نظرة يسوع بالنسبة الي هذه المرأة, يسوع يُشرك نفسه في هذا النص ,فاعتباره من يهود الجليل لا يمكنه أن يكون طاهراً بحسب يهود الجنوب .
  • هذا النص كُتب بعد موت وقيامة يسوع المسيح بواسطة مرقس وجماعته بسبب حاجة الكنيسة,التي كانت آنذاك تمر بمشاكل ,ان تفهم ماذا كان يسوع المسيح يقول لها .في هذه الفترة من كتابة انجيل مرقس كان هناك مشكلتين :بين اليهود والمسيحين من جهة وداخل الكنيسة نفسها بين المسيحين الذي من اصل يهودي والمسيحين الذي هم من اصل وثني من جهة اخري.مرقس هو تلميذ بولس وبولس كان يلقب نفسه برسول الامم ورسول الوثنيين في رسالته الي أهل غلاطية .

حدثت مشكلة بين بولس من جهة وبطرس ويعقوب ويوحنا من جهة اخري حول هويتهم اليهودية : بالنسبة الي الرسل يسوع المسيح جاء كتتمة لنبوات العهد القديم لان الله وعد شعبه من خلال الآباء ابراهيم , اسحاق ويعقوب.بأنه سياتي المخلص المسيح من الدين اليهودي وقد آمن الرسل أن الخلاص يجب ان يكون للكون كله ليس فقط لليهود انما علي أساس أن يبقوا علي هويتهم اليهودية .

بولس كان يهودياً بنتمي الي المجتمع الفريسي وكان تلميذاً لجملائيل ( من اهم اساتذة اللاهوت عند اليهود ) .تتلمذ بولس علي مبدأ الفكر الفريسي وفاق أترابه بالمحافظة علي الشريعة اليهودية  وكان بولس يضطهد المسيحيين لانهم لم يحافظا علي الناموس كما هو .بولس لم ير يوما يسوع في حياته ,رغم ذلك ,بعد لقائه بيسوع المسيح علي طريق دمشق وُلد بولس من جديد واصبح انسانا مختلفاً. منخلال بولس لم يصل الخلاص لليهود والكون بكامله فقط,انما اصبح هناك فصل بين اليهود والمسيحين.

كان يعقوب,بطرس ويوحنا صيادي اسماك من الجليل.كانوا معتادين علي رؤية وثنيين ومعتادين أيضا أن يُعتبروا أدني مستوي من يهود الجنوب.بعد موت يسوع المسيح, بقوا مصرين علي المحافظة علي شريعة موسي (السبت والختان ) مع أنهم يؤمنون بيسوع المسيح.

بولس كان علي تناقض مع أفكارهم ومرقس كان رفيقه وهو شخص وثني كان يبشر جماعة وثنية تقيم في روما ويبشر أيضا جماعة مسيحية في روما وهي ليست من أصل يهودي وبالتالي ليس من مصلحة مرقس ان يذكر ما قاله يسوع عن الوثنيين بأنهم كلاب ,اذن هناك تفسير أبعد من الذي قاله يسوع .

ستعيش الكنيسة هذه الصعوبة بين بولس من جهة وبطرس ويعقوب ويوحنا من جهة أخري وسينعقد مجمع أورشليم لتفتح الطريق واسعة أمام تبشير الوثنيين .في هذا المجمع تقرر عدم المحافظة علي الناموس

موسي وأي شخص يمكن أن يصبح مسيحيا دون أن يمر بالدين اليهودي ودون أن يُختتن ,الوثني الذي يتعرف علي يسوع المسيح يصبح مباشرة مسيحيا.

كتب مرقس انجيله الي كنيسة روما التي كانت تواجه مشكلة بين جماعتين:

جالية مسيحية من أصل وثني وروماني .

جالية مسيحية من أصل يههودي.

المسيحيون من أصل يهودي يقولون عن المسيحيين من أصل وثني أنهم غير مختتنين وبالتالي غير طاهرين وانهم هم الافضل لان لديهم ناموس موسي,والرومانيون يشددون علي كونهم تعرفوا علي يسوع المسيح وقد اصبحوا مسيحين ومن هنا نشأت الخلافات .

يذكر الانجيلي في هذا النص حدثا قد جري مع يسوع المسيح لكي يوصل رسالة الي جماعة اليهود الموجودة في روما بأن لا تعتبر المسيحيين من أصل وثني بانهم كلاب .الكلب في العهد القديم هو رمز للشئ النجس ورغم ذلك يقول يسوع كلب صغير أي الاليف الذي يعيش في المنزل وليس الكلب المتوحش الموجود في الصحراء والذي يأكل الجثث.

يعلن مرقس من خلال هذا النص للمسيحين من اصل يهودي المتفاخرين بأنفسهم بأن يسوع المسيح قلب المنطق اليهودي وكان الي جانب تلك المرأة .

“فدخل بيتاً “

لقد اجتاز يسوع حدود الجليل ودخل أحد البيوت .كلما أراد مرقس أن يوصل رسالة مهمة ,يضع يسوع في البيت لان البت معناه الكنيسة.في كل العهد الجديد لم تُبني الكنائس,كان بطرس وبولس يجتمعون من المؤمنين في البيت ويقيمون الذبائح الالهية وبالتالي ارتبط اسم البيت بمفهوم الكنيسة.الكنائس الاولي بٌنيت سنة 311 بعد الميلاد في ايام قسطنطين الكبير.

“وكان لا يريد ان يعلم به أحد “

هذا هو السر المسيحاني في انجيل مرقس . بحسب مرقس’يسوع لا يصنع المعجزات لكي يؤمن به الشعب .أراد مرقس أن يوصل رسالة الي جماعة روما والي المسيحين اليوم:لا يجب ان نؤمن بيسوع بسبب معجزة بل يجب ان نتعرف علي يسوع المسيح المصلوب .الجماعة ستتعرف عليه من خلال المائدة حيث يُكسر الخبز والتي هي المذبح.

مرقس يوصل تعليم لاهوتي الي تلك الجماعة:هذا النص كُتب عندما بدأت الكنيسة تستعمل الافخارستياً,كان المسيحين من اصل وثني والمسيحيون من أصل يهودي يجتمعون علي هذا الهيكل نفسه وعلي هذه المائدة نفسها حيث  ُيكسر الخبز,جسد يسوع المسيح.كان المسيحيون من اصل يهودي يعارضون المناولة مع المسيحيون من أصل وثني.

في نص سفر الاعمال 6 : 1 – 7 : اقامة المعاونين السبعة,أخذ اليهود اليونانيون يتذمرون من المسيحيين من اصل يهودي مدعين أن اراملهم ُيهملن علي المائدة (الافخارستيا )فقرر الرسل اختيار سبعة شمامسة لأن ليس لديهم الوقت لكي يخدموا علي الموائد .(كان لدي الارامل وظائف ليتورجية في الكنيسة كالراهبات اليوم.وظيفتهم أن ُيعمدوا النساء ويُكمل الرسل بوضع الايدي وبقبولهم في الكنيسة )

كان مرقس يعيش هذه المشاكل مع الجماعتين ويوجه رسالة الي الجماعة المسيحية من أصل يهودي أن لا تعامل الجماعة لاخري بازدراء حتي لو الخلاص أتي من الشعب اليهودي ,لان الله في العهد القديم عندما دخل في عهد مع شعبه من خلال الآباء ابراهيم ,اسحق ويعقوب,قال لابراهيم سيصبح نسلك بعدد نجوم السماء ورمل البحار وبنسلك تتبارك الامم كلها ,بمعني أن الخلاص سيصل الي الشعوب كلها وكل الشعوب ستتعرف علي الله وتدخل في عهد معه.الكنيسة أصبحت اسرائيل الجديدة لانها تمثل الشعب الذي دخل في علاقة حب مع الله بغض النظر عن جذوره ,اذا كان وثنيا او يهوديا, كل شخص يدخل في علاقة مع الله ُيصبح من شعب الله المختار .المعمدون اليوم هم شعب الله المختار وليس عليهم ان يكونوا أعلي مستوي من غيرهم أنما ان يكونوا في خدمة يسوع المسيح وفي خدمة الشعوب كلها لكي تتعرف الشعوب من خلالهم علي يسوع المسيح.

المرأة المنعوتة بالكلب,اعلان صارخ من مرقس ان هذه المرأة ليست بكلب ,والنتيجة انها وصلت الي الخلاص .يسوع المسيح لم يصنع اعجوبة هنا ولكن قلب هذه المرأة منفتح علي الله جاهز للقبول بما يقدمه لها .قال لها يسوع :”من اجل قولك هذا ,اذهبي ,فقد خرج الشيطان من ابنتك”مع يسوع,انفتحت مائدة الملكوت للوثنيين وانتهت مملكة الشيطان .الايمان أوصل هذه المرأة الي الخلاص وبالتالي هنا كل محور النص.الرسالة الموجهة الي اليهود هي ان هؤلاء الاشخاص قد آمنوا ,تذكروا أن ابراهيم آمن فحسب له ذلك برا.هذه المرأة تعرف محدوديتها, اعترفت بأنها أدني من اليهود لانها لم تكن من شعب الله المختار القديم ولأن عهد ابراهيم لم يصل اليها كما وصل الي اليهود,وهي ُتقر انها ادني منهم لانها لم تعبد يهوه وبالتالي فقد اعلنت ايمانها بيهوه بدخولها عهدا مع الله بواسطة يسوع المسيح .

البقايا أو الفتات المتساقطة علي طاولة البنين

انه اعلان مسيحاني وكرستولوجي .رب المائدة هو يسوع المسيح,انه فيض الخلاص المسيحاني الذي تحدث عنه اشعياء وهذه المراة الوثنية تستشهد بأشعياء بطريقة غير مباشرة , هذا الفيش لا يقف عند حدود الشعب اليهودي ,سيفيض للأمم كلها.

مرقس هو رفيق مار بولس لذلك نجد في انجيل مرقس نفس محتويات رسائل مار بولس اللاهوتية.بولس يقول في رسائله الي أهل غلاطية : الخلاص يأتي من اليهود لكن علي الشعب اليهودي أن يكون الأداة التي تصل من خلالها كلمة الله الي الكون بأجمعه .خيانة الشعب اليهودي لله هي عندما وضع حدودا لهذه الكلمة ,عندما نعت الشعوب المجاورة بالكلاب .هذه المرأة آمنت واعلنت وتبعت.

بُعد هذا النص هو بُعد مسيحاني والبعد الجامع للكنيسة كلها,الكنيسة تتخطي حدود اسرائيل.اننا نؤمن بكنيسة جامعة ,مقدسة ورسولية .الجامعة هي التي تجمع كل الاقطار والافكار والتقاليد والثقافات .وتُتصبح الكنيسة باختلافها الحضاري والثقافي جسد يسوع المسيح.

مرقس ُيعلن بشارة فرح لهؤلاء الاشخاص,لأهل فينيقيا الذين اصبحوا في روما وايضا للرومانيين.يُعلن مرقس ان يسوع المسيح اتي ليخلص كل البشر .استعمل مثلا شائعا عند اليهود (دعي البنين اولا يشبعوا…) ليثبت خطأ هذا المثل ولكي ينفيه.

“فسقطت عند قدميه “

جات هذه المرأة ووقعت علي قدميه في وضع توسل , هي امرأة وثنية تسجد له,علي مثال يائيرس اليهودي الذي خر علي قدميه وباتهل اليه بالحاح ان يشفي ابنته بحسب مرقس 5 : 21 . لم يذكر مرقس الحاح هذه المرأة بل عنادها ,فهي لم تتراجع علي رغم كلام يسوع الذي بدا في ظاهره وكأنه يرفض طلبها.

الارتماء عند القدم ليس هو فقط علامة الخضوع انما هو اعلان أن يسوع هو المعلم.مار بولس يقول : وتتلمذت عند قدمي جملائيل فمن عادة المعلم الفريسي أن يجلس والتلاميذ حول رجليه .

استعمل مرقس شخصيتين:

يائيرس رئيس المجمع وهو من سلالة ابراهيم والذي يعتبر نفسه أعلي من الشعوب كلها,ارتمي عند قدمي يسوع.الديانة اليهودية وصلت الي الاعتراف بيسوع المسيح .المسيحيون من اصل يهودي اعلنوا علي لسان يائيرس ان يسوع هو المخلص ,المعلم والحقيقة.

المراة الكنعانية,الفينيقية ارتمت عند قدميه وبالتالي اعلنت الجماعة الكنسية من أصل وثني أن يسوع المسيح هو المعلم .

نص المرأة الكنعانية هو أبعد بكثير من مجرد حادثة تاريخية ,هذا النص متصل بحدثين مهمين هما مثلان اعطاهما يسوع في اول وآخر انجيل:

مرقس 4 , 1 مثل الزارع

مرقس 12 : مثل الكرامين القتلة

نجد علامات مشتركة بين مثل الزارع ومثل الكرامين القتلة يربطها مرقس بهذه الحادثة:الخلاص للجميع,انما هنا وضع مرقس اليهود في الخارج وأدخل الوثنيين.

مرقس 3 : 21 “وبلغ الخبر ذويه فخرجوا ليمسكوه ,لانهم كانوا يقولون انه ضائع الرشد .الترجمة اليونانية :انه واقف خارج نفسه.

مرقس 3 :22 الكتبة قرروا ان يقتلوا يسوع .

مرقس 3: 31 “وجاءت امه واخوته فوقفوا في خارج لدار “مرقس كان بعكس يوحنا يشدد علي دور الام التلميذه ليسوع المسيح,الام التي مشت مسيرة الايمان كلها مع التلاميذ وصولاً الي الايمان عند قيامة يسوع المسيح,مريم اصبحت الرمز لكيفية التتلمذ ليسوع المسيح.

شدد مرقس أيضا علي الفكرة التالية (بما انه كان يتوجه الي جماعة وثنية تعرفت علي يسوع ):القرب من يسوع المسيح هو ليس قرب جسدي ,بالايمان انتسب الي يسوع المسيح وبالتالي همش مرقس دور البعد الجسدي علي حساب البعد الروحي ليقول لهؤلاء الاشخاص الذين لا تربطهم أي علاقة جسدية او اثنية بيسوع المسيح ,انكم انتم أيضا وصلتم ألي الخلاص,الايمان بيسوع المسيح ليس حكر علي الشعب اليهودي.

مثل الكرامين القتلة

في سفر اشعياء,الكرمة هي الشعب الاسرائيلي والله هو الكرام.

نشيد الكرمة في سفر اشعياء :كان لحبيبي كرم نقبه ونفي حجارته وغرس فيه افضل كرمة .انتظر أن يُثمر عنبا فاثمر حصرما برياً.والآن يقول حبيبي : أي شئ  يُعمل للكرم وما عملته لكرمي ؟فاعلموا ما افعل بكرمي:ازيل يسياجه واهدم جدرانه فتدوسه الاقدام أجعله بورا لا يُفلح ولا يُزرع . “

اشعياء كان يوجه رسالة قاسية الي الشعب اليهودي:انا الذي صنعت منكم شعبي الخاص ,اين الثمار التي اعطيتموها؟

يوحنا المعمدان كان يصرخ قائلاً : توبوا واثمروا ثمار تليق بتوبتكم.

الكرامين هم الذين أوليوا الاهتمام بشعب اسرائلي,بالكرمة ,انما رب الكرمة هو الله , أرسل أول عبد ليأخذ المحصول فضربوه ,أرسل لهم ثاني عبد فشجوا رأسه وأهانوه,فأرسل آخر ثم قتلوه ,ثم ارسل كثيرين ,منهم من ضُربوه ,وارسل لهم ثاني عبد فشجوا رأسه واهانوه ,فارسل آخر ثم قتلوه,ثم أرسل كثيرين ,منهم  من ضربوا ومنهم من قُتلوا (يوحنا المعمدان ) .ثم أرسل ابنه الحبيب علهم يخافونه لانه الوارث,فقال أولئك هذا هو الوارث هلم نقتله فيكون الميراث لنا .فامسكوه وقتلوه والقوه خارج الكرمه( الكرامين هم السلطات اليهودية التي كانت تعرف بحسب الانبياء انه سياتي المخلص من نسل داود ورغم ذلك رفضته ) .

متي يقول في انجيله :فاخرجوه خارج الكرمة وقتلوه وكان يقصد اخرجوه خارج المدينة الي الجلجثة خارج حدود اورشاليم وقتلوه هناك .

مرقس اصر علي انهم قتلوه ثم رموه خارج الكرمة.مرقس لا يتحدث عن الجلجلة انما يقصد ان جسد يسوع المسيح اصبح مُلقي خارج اسوار اورشاليم .الشعب اليهودي الذي كان خارج البيت اعتبر نفسه داخل البيت ورمي يسوع الي الخارج.عندما لم يستطع الشعب اليهودي ان يدخل منطق يسوع ,رفضة ورماه خارجا ملكا للوثنيين وللامم كلها .

الخلاصة

المرأة الكنغانية الوثنية هي محطة من محطات خروج يسوع المسيح من داخل جماعة اسرائيل الي الامم كلها . لا يحق للعشب اليهودي أن يحتكر المسيح لان يسوع المسيح اضحي جسداً ملقي في الخارج وهذا الجسد هو الافخارستيا انه رمز الكنيسة يقول القديس بولس الكنيسة هي جسد يسوع المسيح والمسيحيون المعمدون هم اعضاؤه,علي مثال القديس بولس ذكر مرقس جسد يسوع المرمي خارج حدود اورشاليم .رفض اليهود ليسوع اهطي الخلاص للامم كلها.

جواب يسوع لهذه المرأة هو اعلان ان هذه الوثنية التي اصبحت في الداخل والاشخاص الذين هزئوا بها هم الذين اصبحوا في الخارج.مرقس كان يعلن رسالة خلاص للوثنيين ومتي أكمل وأعلن أن اليهود هم اصحاب الميراث ,والخلاص ياتي من اليهود انما هذا الخلاص هو بحاجة الي الايمان.بمجرد انك ابن ابراهيم وبالجسد فقد نلت الخلاص ولكن اين هو ايمانك؟عندما تعلن ايمانك ,تنتقل من حالة الشخص البعيد عن مائدة الابناء.الذي لا يحق له الاشتراك بخبز البنين ,لتصبح ضمن عائلة يسوع المسيح ولك الشراكة التامة علي مائدته .

ايمان المرأة الكنعانية – ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب