الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها

 

41 – هل جـاء المسـيح لهداية جميع الناس أم أنه جاء لفئة معينة منهم؟

إجابة هذا السؤال تشرح لنا شيئاً عن شخصية السيد المسيح الفريدة، والهدف الذي من أجله جاء إلى العالم. ولا بد من الإشارة إلى أن السيد المسيح لم يكن مجرد نبي من الأنبياء الذين جاءوا كبشر لحمل رسالة الهداية للناس فحسب، بل كان الإله الذي ظهر في الجسد. فهو روح الله، والكلمة المتجسد الذي جاء ليكشف للناس مقدار محبة الله لهم. لقد كان المسيح إلهاً وإنساناً في آن واحد.

صحيح أن المسيح جاء معلماً وكارزاً وهادياً. ولكنه بالإضافة إلى ذلك كان فادياً، وبهذا يختلف عن كل من جاء قبله أو بعده من الأنبياء والرسل. إذ أنه جاء لفداء الناس من الخطية والموت، فمات بدلاً عن الخطاة على خشبة الصليب، حتى أن كل من يؤمن به يحصل على الحياة الأبدية. والجدير بالذكر أن تعاليمه وهدايته وفداءه لم تقتصر على فئة معينة، ولكنها لجميع الناس دون استثناء.

* حدثني عن موضوع الفداء لجميع الناس، وإذا أمكن أن تؤيد حديثك بآيات من الكتاب المقدس؟

– السيد المسيح، الإله المتجسد، هو الوحيد الذي جاء إلى العالم حاملاً رسالة “الخلاص والفداء” وتتلخص فكرة الخلاص والفداء في إظهار محبة الله القدوس للبشر الخطاة. فشريعة الله العادلة تقضي بأن يعاقب الخاطئ على خطئه، لأن النفس التي تخطئ موتاً تموت. ولكن كل البشر خطاة بدون استثناء، ولذلك جاء المسيح القدوس ليكون وسيطاً بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، وبمجيئه أتم عمل المصالحة، ومات هو على الصليب بدلاً من الخطاة.

فبدلاً من أن يعاقب الإنسان الخاطئ، عوقب المسيح وبذلك افتدى المسيح الناس بواسطة موته عنهم على الصليب. فموت المسيح على الصليب معروف بأنه “موت المسيح الفدائي”. وهو لم يمت عن فئة واحدة، بل عن كل الخطاة بدون استثناء. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد ما يلي: “ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا” (رومية 5: 8). ويقول أيضاً: “لأنه إن كنا ونحن أعداء، قد صالحنا مع الله بموت ابنه (أي المسيح) فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة” (رومية 5: 10-11).

ويذكر الكتاب المقدس أنه كما أن الخطية دخلت إلى العالم بإنسان (وهو آدم)، فإن المصالحة مع الله تمت بواحد هو المسيح، فيقول: “لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً… حتى كما ملكت الخطية إلى الموت، هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح” (رومية 5: 19-21).

أما فيما يختص بموت المسيح الفدائي، وفيما إذا كان هذا الفداء ينحصر بفئة معينة، يقول الكتاب المقدس: “لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم” (يوحنا 3: 17). فمحبة الله هي لكل العالم، وهو يريد الهداية لكل الناس كما أن الخلاص بواسطة المسيح هو لكل العالم أيضاً.

والجدير بالذكر أن الخلاص من الخطية هو بواسطة الإيمان بالمسيح المخلص حيث يقول الكتاب المقدس: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16). ويقول السيد المسيح أيضاً: “أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6). وبهذا نرى أن المسيح جاء لهداية وفداء وخلاص الجميع دون استثناء.

42 ما معنى الغفران في المسيحية؟

كلمة الغفران في الكتاب المقدس، تعني تغطية الخطايا، أو سترها أو التكفير عنها. وقد استعملت لأول مرة في سفر التكوين (14: 6) بمعنى “طلي” ثم تطورت بالمعنى، حتى استعملت للغطاء في قدس الأقداس. وفي العهد الجديد، استعلمت للتكفير عن الخطايا بدم المسيح. إذن فالغفران هو ستر خطايانا بدم كفارة المسيح.

في الواقع أنه حين نتأمل في موضوع الغفران من خلال الكتاب المقدس، يتضح لنا أن المسيح، هو علة غفران خطايانا، لأنه كفر عنها، بموته على الصليب. هذه الحقيقة تكشفت للرسول يوحنا، فكتب لنا شهادته، إذ قال: “إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً” (رسالة يوحنا الأولى) أيضاً جاءت كلمة غفران بمعنى رفع الخطايا، كقول يوحنا المعمدان: ” هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (الإنجيل بحسب يوحنا 29: 1).

وثمة سائل يقول: لماذا لا يغفر الله بدون كفارة؟ والجواب هو:

  1. لأن الله حاكم أدبي على جميع البشر، ومن مستلزمات عدالته وبره، أن يحترم الشريعة. والشريعة تقول: “أن النفس التي تخطئ هي تموت”.
  2. أنه لصالح جميع البشر، أن تحترم الشريعة. لأن احترام الشريعة، ضمان الأمان والطمأنينة.

  3. كان يجوز للبشر أن يتقدموا بهذا السؤال، الذي فيه شيء من الاعتراض، لو كانوا هم أنفسهم مطالبين بتقديم الكفارة. أما وقد قد الله نفسه هذه الكفارة، فمن الواجب أن “يستد كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله” (رومية 3: 19). ولكن الله، الذي هو غني في الرحمة، فلأجل مسرته، يبررنا مجاناً بنعمته بالفداء، الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة، بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 24-25).

الإنسان والغفران:

من المسلم به، أن الذين يشعرون بشناعة خطاياهم، يحاولون إرضاء الله بوسائل مختلفة لكي يغفر لهم:

  1. بالأعمال الحسنة: الأعمال الصالحة، لها قيمة طيبة في حد ذاتها، ولكنها لا تستطيع أن تنال غفران الله عن الخطايا السالفة. هذه الحقيقة أعلنت لنا على لسان أشعياء النبي، حين قال قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا (أشعياء 46: 6) وهذه الحقيقة نفسها كشفت للرسول بولس، فكتب لنا وصيته الملهمة بالروح القدس: “ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد، لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أفسس 2: 9-10).

    ونفهم من قول الرسول المغبوط، أن الأعمال الطيبة التي يقوم بها الإنسان، لا يمكن أن تنيله الغفران. لأن لا فضل له فيها، إذ هي من الواجبات الضرورية، التي وضعت عليه. والمسيح نفسه، أشار إلى هذه الحقيقة حين قال: “متى فعلتم كل ما أمرتكم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا” (الإنجيل بحسب لوقا 17: 10). فكأن المسيح، يذكرنا بالوصية الأولى والعظمى في الناموس: “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك” وهذه الوصية تعني أن محبتنا للرب يجب أن تقترن بخدمته وعمل الصالح قدام عينيه.

    ولعل أروع مثل نتعلمه في سيرة داود، الذي حين قدم هو ورجاله كمية ضخمة من الذهب لبناء الهيكل قال: “من أنا ومن هو شعبي، حتى نستطيع أن ننتدب هكذا” لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك، أيها الرب إلهنا كل هذه الثروة، التي هيأناها، لنبني بيتاً لأسم قدسك، إنما هي من يدك ولك الكل”.

صحيح أن الأعمال الصالحة ضرورية جداً نظراً لتوافقها مع أفكار الله، لكن الأعمال الصالحة، لا يمكنها أن تشتري الغفران، وإلا لحذفت كلمة نعمة من معاجم اللغة.

  1. الصلاة: الصلاة أيضاً، ليس بوسيلة غفران فالخاطئ قد أساء إلى الله، وليس باستطاعته أن يعوض عن الإساءة بمجرد التوسل والابتهال. وكذلك لا يستطيع بالتوسل والابتهال، أن يحظى برحمة الله لأن رحمة الله مقترنة بكماله المطلق في العدل.

وكذلك الخاطئ لا يتمتع بشفاعة الروح القدس، الذي يجعل نفس الإنسان متوافقة مع الله، وبالتالي يشفع في صلاته، ويجعلها مقتدرة كثيراً في فعلها.

وثمة من يسأل: من يستطيع أذاً أن يصلي؟ الجواب: الذي قبل المسيح، ونال غسل خطاياه بدم صليب الفادي. لذلك فالصلاة، ليست وسيلة للحصول على الغفران. وإنما هي علاقة طيبة يتمتع بها الإنسان مع الله، بعد غفران خطاياه.

  1. الصوم: الصوم مظهر من مظاهر التذلل وكسر النفس، إلا أن ممارسته لا تكفي للتعويض عن الإهانة الموجهة إلى الله بسبب الخطية. وبالتالي، لا يتيح للخاطئ الغفران. وقد عرف بالاختبار أن الذين يصومون، طمعاً في ثواب الله، هم في الواقع لا يؤدون بصومهم عملاً نافعاً لله وللناس، يستحقون من أجله جزاء. فقد قال الله: “لما نحتم وصمتم، هل صمتم صوماً لي؟ ولما أكلتم وشربتم، أفما كنتم أنتم الآكلين، وأنتم الشاربين؟” (زكريا 5: 7).
  2. الشفاعة: ليس في الكتاب المقدس تعليم يقول إن شفاعة الأولياء والقديسين، الذين سبقونا، تغفر الخطايا. وقد جاء في التعليم الرسولي أنه “يوجد إله واحد ووسيط واحد، بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة” (1تيمو 2: 5) وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسماً آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص (أعمال الرسل 4: 12).

  3. التوبة: ما أجمل التوبة! إنها تحول دوي ارتكاب الكثير من الخطايا. ولكنها مع جمالها لا تستطيع غفران ما سلف من الخطايا… إن قاتلاً، ارتكب جريمة قتل، ولكنه في أثناء المحاكمة يقطع وعداً بالكف عن ارتكاب الجرائم. فهل يجد القاضي في وعده سبباً للعفو عنه؟ كلا إطلاقاً، لأن القاضي الذي أقيم حارساً على القانون، لا يمكن أن ينقضه. فإن كان القاضي الأرضي، لا يجيز لنفسه كسر العدالة، فكم بالحري يكون قاضي السماء والأرض الذي قال: النفس التي تخطئ تموت (حزقيال 18: 20).

كيف نحصل على الغفران إذاً؟

هذا سؤال، تردد على لسان كل خاطئ استيقظ ضميره من سبات نوم الموت، في كل جيل وعصر. والجواب عليه: بالفداء. إذ يقرأ في رسالة كولوسي هذه التسبيحة الرائعة: “…شاكرين الآب، الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين من النور، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا” (كولوسي 1: 12-14).

هذه الحقيقة كشفت لرجال الله، فكتبوا لنا شهاداتهم بما أعلن لهم. منهم أشعياء النبي الذي نقل لنا إعلان الله القائل: “من تعب نفسه يرى ويشبع، وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. لذلك أقسم لهم بين الأعزاء، ومع العظماء يقسم غنيمة، من أجل أنه سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة. وهو حمل خطية كثيرين، وشفع في المذنبين” (أشعياء 35: 11-12). ومنهم يوحنا المعمدان، الذي كشف عن بصيرته فعرف أن يسوع هو المسيح فادي الخطاة، فقال: هو ذا حلم الله، الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 1: 29).

في الواقع إن معلنات الله في الإنجيل المقدس، تؤكد لنا أن غفران الخطايا، هو نتيجة الفداء الأولى. وقد أشار المسيح إلى ذلك، حين رسم العشاء الرباني، إذ قال: “هذا هو دمي، الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 28).

والغفران، ينال بالنعمة، المسيح هو وسيط النعمة، لأن فيه اختارنا الآب للحياة الأبدية، وفيه تبنانا، وفيه باركنا بكل بركة روحية في السماوات.

بالفداء العظيم، صار المسيح وسيط صالحنا مع الله. وثمرة الفداء، هي غفران الخطايا. وكمية الغفران ليست محدودة، لأن الله غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة.

أما نتائج الغفران فهي:

  1. ارتداد غضب الله عن الخاطئ وتدفق الرضوان الإلهي عليه بحسب غنى نعمته، التي أنعم بها علينا في المحبوب يسوع.
  2. كسر شوكة الآلام المبرحة، التي ينشئها نخس الضمير المحتج في قلب الإنسان.
  3. رفع العقاب الذي يستحقه الإنسان بسبب خطاياه، وشفاء ضميره من أعمال ميتة ليخدم الله الحي.

فشكراً لله لأجل غفرانه.

أسئلة يسألها المسلمون ج11 والرد المسيحي عليها