أبحاث

صفات الفادي المخلص – الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص

صفات المخلص

صفات الفادي – الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص

صفات الفادي - الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص
صفات الفادي – الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص

صفات الفادي – الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص

نناقش في هذا الفصل مدى صلاحية صفات الفادي الذي سيخلص الطبيعة البشرية ومدى توافر الشروط المطلوبة مجتمعة فيه معاٌ.

1- إن الذي أخطأ هو الإنسان ولذلك فالفادي يجب أن تكون له الصفات الذاتية للإنسان أي تكون فيه عناصر الطبيعة البشرية من روح ونفس وجسد، أي صفات الفادي الذاتية الإنسانية التي تميزه كإنسان كما سبق وأشرنا.

2- إن خطية اَدم صدرت تجاه الله غير المحدود، وبالتالي أصبحت خطية اَدم تستوجب كفارة غير محدودة أيضاً.

3- يجب أن يكون الفادي طاهراً نقياً بلا عيب ولا خطية، لأنه كيف سيُطهّر ويُخلّص اٌدم من خطيته خاطئ مثله؟… لا يصلح لأن الخاطئ لا يُطهّر خاطئ. لأن كل البشرية أصبحت ذات طبيعة خاطئة فاسدة فيها الموت الأبدي. ولذلك وَجَبَ أن يكون الفادي طاهراً بلا خطية وبلا عيب ولا يحمل في طبيعته الخطية الجدية أو الفعلية- أي لم يفعل خطية.

4- وحيث أن طبيعة اَدم البشرية كما أشرنا قد فسدت بخطيته وعصيانه على الله، وأصبحت غير قابلة للخلود في معية الرب، فلقد حُكم عليها بالموت، فدخلها وبدأ يعمل فيها، وبذلك فهي تحتاج إلى من يعيد لها الحياة والخلود من جديد، ولذلك وَجَبَ في الفادي أن يكون خالقاً ويعطي حياة ويعيد لاَدم الخلود.

5- إن الإنسان حكم عليه بالموت، ومن الطبيعي أن الفادي الذي سيخلص الإنسان عليه أن يدفع الحساب والثمن ويتحمل العقاب نيابة عنه، حتى يتم حكم الله العادل المطلق دون خلل، فلابد أن يتحمل النفس القصاص الواقع على الطبيعة البشرية وهو الموت، ولذلك وَجَبَ على الفادي والمخلص أن يموت.

6- ولكن هذا الفادي الذي سيعطي حياة يجب أن ينتصر كليًا على الموت، ولذلك وَجَبّ على الفادي أن يقوم من الموت بعد موته كاسراً شوكة الموت.

7- نعرف أن السماء قد حجبت وجهها عن الإنسان – أي فارق الله الإنسان كما سبق وأشرنا- ولم يعد هناك علاقة حية بين الله والإنسان، لذلك وَجَبَ على الفادي أن يفتح السماء للإنسان الساقط، وهكذا وَحَبَ عليه أن يدخل السماء بالطبيعة البشرية النقية لكي ما يُعِدُّ طريقاً من الأرض إلى السماء لكل المؤمنين الذين يتبعونه.

8- وهكذا حق لهذا الفادي الذي دفع كل هذا الثمن، أن يحكم ويدين كل من لا يسلك في طريقه الذي رتبه هو بنفسه، وحق له أن يطرح الأشرار إلى الظلمة الخارجية والأبرار إلى ملكوته الأبدي.

تلك هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الفادي المخلص للطبيعة البشرية:

أن يكون: إنساناً، غير محدود، بلا خطية، خالقاً، يموت، يقو من بعد الموت، يصعد إلى السماء، يدين ويحاسب كل العالم.

ولو بحثنا عن هذا الفادي المخلص الذي تنطبق عليه هذه الشروط بين البشر جميعاً فلن نجده. لأن كل إنسان محدود، وكل إنسان خاطئ بطبيعته التي ورثها عن اَدم وحواء اللذين سقطا في العصيان، وهكذا قال الوحي المقدس عن فساد الطبيعة البشرية كلها ” إذا الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله” { رومية 23:3 }.

كذلك فإن الإنسان الطبيعي لا يقدر أن يخلق وإن مات لا يقوم إلا في القيامة، ولا يصعد إلى السماء إلا بعد القيامة لو كان بارا حيث القيامة بأجساد نورانية ممجدة. كذلك ليس له الحق في محاسبة العالم وإدانته في يوم القيامة لأنه واحد منهم وخاطئ مثلهم. فواضح إذن أن البشرية بطبيعتها الخاطئة لا يوجد فيها هذا المخلص، فالجميع في الموازين إلى فوق { مزمور 9:12 } لا يصلح أحد.

وكما أن هذه الشروط لا يمكن أن تنطبق على أي إنسان؛ كذلك هي لا تنطبق على عال الملائكة؛ فإذا بحثنا عن هذا الملخص بين الملائكة لن نجده أيضاً لأن الملاك ليس بإنسان وهذا هو الشرط الأول، كذلك فإن الملاك محدود في قوته وفي تأثيره وفي كل إمكانياته مهما كانت. والملاك ليس بخالق، كما أنه لا يموت. لأن الملاك روح، والروح لا تموت حتى البشرية لا تموت، بل بانفصالها عن الجسد تعود إلى ربها والذي يموت هو الجسد، وكذلك ليس للملاك أن يدين العالم.

هكذا؛ فالفادي لا يصلح أن يكون مجرد إنسان كما لا يصلح أن يكون ملاكاً… فيا تُرى ماذا يكون؟؟؟

من ضمن صفات الفادي، هناك صفات من هذه الشروط تنطبق على الله وحده وكذلك هناك صفات المخلص والتي منها تنطبق على الإنسان وحده. والجدول التالي يوضح ذلك.

الله

الإنسان

2- غير محدود

3- بلا خطية

4- خالق

 

 

 

7- يصعد إلى السماء

8- يدين العالم

1- إنسان

—-

—-

—-

5- يموت.

6- يقوم من بعد الموت {سنشرح هذه الإمكانية لاحقاَ. وكيف أن اللاهوت الذي لا يموت والمتحد به، هو الذي أقام الجسد الميت وأعاد له الحياة، وصعد به إلى السماء

—-

—-

هذه هي الشروط الواجب توافرها في الفادي الذي سيخلص الطبيعة البشرية الساقطة والمحكوم عليها بالموت… فالفادي لابد أن تكون له صفات الإله وصفات الإنسان في ذات الوقت؛ وهو الأمر الذي لم يحدث إلا في طبيعة السيد المسيح؛ ولن يتكرر إلى الأبد… والآن لننتقل إلى الفصل التالي لنكمل حديثنا.

صفات الفادي - الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص
صفات الفادي – الشروط الواجب توافرها في الفادي المخلص

انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

مختصر تاريخ ظهور النور المقدس

هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث