أبحاث

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم
كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم

المبدأ الإرشادي:

 قم بعمل بحث خاص لمعنى كل كلمة غير واضحة ومهمة.

الكلمات هي وحدات البناء الأساسية لفهم معنى أي مقطع. وفي البحث عن المعنى الذي قصده المؤلف، لا بد أن نفكر في معاني الكلمات الفردية، فإن معانيها في كثير من الأحيان لا تكون دائماً بديهية وواضحة.

مثال على سوء فهم الكلمات جاء على لسان إحدى الطالبات في كلية اللاهوت، التي كانت تتحدث في فترة العبادة عن آية في تكوين 24: 27 “إذ كنت أنا في الطريق هداني الرب إلى بيت إخوة سيدي”.

فقد أخذت تعبير “كنت أنا في الطريق” للإشارة إلى مقاومتها الشخصية لمشيئة الله. فقالت إنها على الرغم من شعورها كثيراً بأنها كانت تعرقل بعناد أغراض الله بكونها عقبة “في الطريق”، إلا أنها شعرت أن الله قادها على الرغم من مقاومتها لأنها كانت ابنته! وهكذا بسبب إساءة فهم معنى الكلمات، توصل المفسر إلى معنى معاكس للمعنى الذي قصده المؤلف.

فقد استنتجت أن الله سيقود الإنسان حتى عندما يقاوم هذا الإنسان مشيئته، بينما الآية تقول إنه سيقوده عندما يتبع وصاياه وتعاليمه.

لماذا تسبب الكلمات مثل هذا الارتباك والمتاعب؟ لأنه نادراً ما يكون لها معنى محدد مماثل في جميع السياقات. بل على العكس، فالكلمات يكون لها مدى واسع من المعاني، بحيث أنه في سياق واحد يختلف التركيز على كلمة ما، أو حتى على معنى ما، عن المعنى الذي يقصده المؤلف باستخدام نفس الكلمة في سياق مختلف. بل أنه حتى في اللغة الأصلية للمرء، يكون فهم الإنسان لشخص آخر هو تدريب مستمر على التفسير.

أما في الترجمة فتصبح المشكلة أكثر تعقيداً وتركيباً، حيث أن الكلمة في إحدى اللغات نادراً ما تعني بالضبط ما تعينه هذه الكلمة في لغة أخرى. على سبيل المثال، عندما يحثنا بولس على الصلاة دائماً، يقول حرفياً “كل وقت” (أفسس 6: 18)، وعندما قال المسيح أنه سيكون معنا دائماً، نجد الكلمات المستخدمة حرفياً هي “كل الأيام” (متى 28: 20).

فبالنسية لفهمنا للمعنى المقصود، ربما كنا سنعكس اختيارنا للكلمات، فإننا نميل إلى التفكير بأن المسيح معنا بدون انقطاع في (كل وقت)، وأننا يجب أن نصلي بصورة يومية، وليس كل الوقت (أي أربع وعشرين ساعة يومياً). لكن حدود الفهم لكلمات بولس “كل وقت” يمكن أن تتراوح ما بين المعنى الحرفي بدون انقطاع إلى معنى يومياً، أو كعادة عامة في الحياة اليومية. لذلك يجب على المفسر أن يميز أي من المعنين المحتملين هو الذي كان يقصده بولس عندما أعطانا هذا الحث والتحفيز.

وهكذا فإن مهمة المترجم هي أن يعرف بأقصى دقة ممكنة معنى الكلمة بالطريقة التي استخدمها بها المؤلف في سياقها المحدد، ثم أن يقوم بعد ذلك بالبحث عن كلمة أو تعبير في لغته الأصلية يعطي نفس المعنى بقدر الإمكان.

وعلى المترجم أن يقوم بذلك بأقصى قدر ممكن من العناية. لكن حيث أن المهمة أساساً هي التفسير، فإن الدارس الجاد للكتاب المقدس يقوم بعمل دراسة مباشرة لكل كلمة جوهرية بالنسبة لمعنى المقطع الذي يقوم بدراسته. ففي بعض الأحيان لا تقوم الكلمة المنفردة في الترجمة بتوضيح المعنى؛ وهنا قد يكون التفسير ضرورياً.

إلا أن قولنا أن هناك حدود للمعنى لا يعني أن المرء يمكنه أن يتعرف على كل حدود المعنى ثم يختار منها أفضل معنى يرغب هو في أن يكون المؤلف قد قاله. كلا، فالمؤلف يقصد معنى محدداً في ذهنه.

ودراسة الكلمة سوف تساعد المفسر على تحديد مدى وحدود المعاني للكلمة الواحدة. ومن خلال الفحص الجيد للسياق، يمكن للدارس أن يتعرف على المعنى المقصود في نص معين. فإن كان الله الروح القدس قد اهتم بأن يوحي بالكلمات بعينها، فلا بد لنا أن نكون مهتمين بالبحث عن قصد المؤلف في اختياره للكلمات.

الكلمات الكتابية المستخدمة بمعنى خاص

حيث أن هذه الكلمات تستخدم بمعنى خاص، فإن كلمات فنية مثل “التبرير”، وكلمات استعارية مثل “الموت”، وكلمات عميقة مثل “الخطية” يجب دراستها باهتمام. فمثلاً المجتمع غير المسيحي لا توجد لديه كلمة تعبر عن المفهوم الكتابي للمحبة.

كما أنه لم تكن هناك مثل هذه الكلمة في زمن العهد الجديد. كانت كلمة “Agapē” تستخدم أحياناً في الكلاسيكيات، وكانت تركز على القيمة العظيمة للشيء أو الشخص موضع المحبة، رغم أنها كانت تميل لأن تكون باردة وفكرية. لكن الروح القدس اختار تلك الكلمة بدلاً من الكلمات Philia, eros, storge، وسكب المعنى الإلهي داخلها. فعن طريق الوصية والوصف والمثال، تم إعطاء معنى جديد لكلمة قديمة.

هناك العديد من العناصر في المفهوم الكتابي للمحبة، لم يكتشفها العالم غير المتجدد على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، يعتمد السلوك المحب على نوعية أو صفات الشخص الذي يقدم الحب، وليس على قيمة أو أهلية الشخص المستقبل للمحبة. مرة أخرى، ينتقل التركيز من “المحبة” كاسم يصف كيف يشعر المرء، إلى الفعل الذي يصف كيف يتصرف الشخص تجاه الآخر. هذا الانتقال الأساسي في المعنى يضع أساساً لحقيقة جوهرية أخرى تختص بالمحبة.

إذ يمكن للشخص أن يتصرف بطريقة بها محبة رغم أن مشاعره قد لا تقوده للتصرف بهذه الطريقة. هناك العديد من العناصر الأخرى في المفهوم الكتاب للمحبة، ولكنها لا يمكن أن تصبح معروفة للمفسر بدون دراسة دقيقة للكلمة.

إن الدارس الجاد للكتاب المقدس يجب أن يجعل هدفه هو الدراسة العميقة لكل الكلمات العظيمة في الكتاب المقدس. وهذا النوع من الدراسة يمكن أن يكون مهمة تستغرق الحياة بأكملها، ولكنها واحدة من أكثر المهام الممتعة والمفيدة في الدراسة الكتابية

الكلمات التي لها أكثر من معنى

قد لا تكون الكلمة مفهومة في الحال أو بصورة تامة لأن المدى الواسع من معانيها قد يمتد لمفاهيم شديدة الاختلاف. فمثلاً كلمة “الموت” يمكن أن تكون مربكة للغاية لأنها تستخدم بمعاني كثيرة مختلفة. ففي مقطع قصير يقع بين كولوسي 2: 12 و3: 5، يتم استخدام هذه الكلمة بأربعة معاني مختلفة. فهي تشير (1) إلى الموت الجسدي للمسيح؛ (2) إلى حقيقة أن الناس “موتى” قبل أن يصبحوا مسيحيين؛ (3) إلى الناس الذين يموتون إذ يصبحون مسيحيين؛ (4) إلى فكرة أن أولئك الذين ماتوا عليهم الآن أن “يميتوا” أعمال الجسد. وهذه هي فقط البداية.

هناك العديد من الاستخدامات الأخرى لكلمة “موت” في الكتاب المقدس. فمثلاً بولس “يموت يومياً”، وهناك “الموت الثاني”. لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن نعرف المعنى المقصود. لقد حل ارتباك عظيم بالكنيسة بشأن كيفية عيش الحياة المسيحية، لأن دارسي الكتاب المقدس لم يهتموا بدراسة المعاني المختلفة للكلمات لتحديد أي معنى هو الذي قصده الكاتب في مقطع معين. لذلك يجب على المرء أن يعرف كل المعاني المحتملة للكلمة لكي يفهم المعنى المحدد المقصود داخل ذلك المقطع.

الكلمات غير الواضحة بسبب مشاكل الترجمة

بعض المشاكل الأساسية تكون متأصلة لأننا لا ندرس الكتاب المقدس في لغته الأصلية. لكن حتى لو كنا ندرسه بلغته الأصلية فإن المشاكل المتأصلة في الترجمة لا تزال موجودة في الأناجيل لأنها ترجع إلى اليونانية أو الآرامية الأصلية التي كان المسيح وتلاميذه يتحدثونها عادة.

الكلمات المختلفة في اللغة الأصلية يمكن ترجمتها بنفس الكلمة الإنجليزية (أو العربية)

ربما تكون الكلمة التي تم ترجمتها “محبة” في يوحنا 21: 15-19 هي أشهر توضيح لهذه المشكلة. فعندما سأل المسيح بطرس إن كان يحبه. أجاب بطرس بكلمة مختلفة. والاختلاف هنا يصعب في الحقيقة ترجمته إلى الإنجليزية (أو العربية)، ونتيجة لذلك، فإنه لا يترجم عادة. لكن من المهم أن ندرس الكلمتان اللتان تم استخدامهما. يشرح ميلتون تيري أن هناك أربعة مجموعات من المترادفات في هذه الأعداد، وليس فقط الكلمات المتعلقة بالمحبة، التي تعتبر شائعة عامة.[1]

فكلمة “جديد” (New) هي كلمة أخرى مهمة تحت هذا التصنيف. ففي النص اليوناني، تشير كلمة neos إلى وجود جديد (مثلاً، علامة تجارية جديدة)، بينما تشير كلمة kainos إلى جانب جديد، إلى عمق جديد، إلى ملء جديد، أو إلى مجال أو هدف جديد. فعندما يقول المسيح، “وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً” (يوحنا 13: 34)، من المهم لفهم ذلك المقطع أن نعرف أن يوحنا استخدم كلمة kainos، بمعنى “جانب جديد” للوصية القديمة.

مثال آخر للصعوبة في الترجمة يكمن في استخدام كلمة “كامل” (perfect). يشعر المرء في الحال بالأهمية اللاهوتية العظيمة لمعرفة أن كلمة “كامل” لا تعني دائماً “عدم وجود أي خطأ أو عيب على الإطلاق”. لكن لكي نحدد ذلك، من الضروري أن ندرس كل الكلمات التي تم ترجمتها “كامل” في الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية (أو العربية). فكر مثلاً في النصوص التالية:

“فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” (مت 5: 48).

“قوتي في الضعف تكمل” (2كور 12: 9).

“أبعد ما ابتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد” (غلا 3: 3).

“تكمل نقائص إيمانكم” (1تس 3: 10).

“لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح” (2تيمو 3: 17).

“لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله” (رؤ 3: 2).

سنجد أن كلمة “كامل” أو “يكمل” في كل من هذه المقاطع يتم ترجمتها من كلمة يونانية مختلفة تماماً. بالطبع سيختلف المعنى اختلافاً بسيطاً مع كل كلمة مستخدمة، رغم أنه قد يكون هناك تداخل في المعنى في بعض الأحيان.

الكلمة في الأصل يمكن ترجمتها بكلمات انجليزية (أو عربية) مختلفة

تماماً كما أن عدة كلمات يمكن ترجمتها “كامل” بالإنجليزية (أو العربية)، فإن الكلمة الواحدة في الأصل يمكن ترجمتها “كامل” في أحد المقاطع، وترجمتها بكلمات مختلفة في مقاطع أخرى. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

“يصلحان شباكهما” (مت 4: 21).

“بل كل من صار كاملاً يكون مثل معلمه” (لو 6: 40).

“آنية غضب مهيأة للهلاك” (رو 9: 22).

“فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة” (غل 6: 1).

وهكذا بقراءة النص الإنجليزي (أو العربي) فقط، سيكون من الصعب أن نتخيل أن الكلمة الواحدة في اليونانية يمكن ترجمتها بكلمات كثيرة مختلفة في الإنجليزية (أو العربية). ومع ذلك فإن هذا الاختلاف هو الذي يحتاج أن ننتبه له لكي نفهم بالكامل معنى الكلمات الفردية.

من الأمثلة الجوهرية الخاصة باللاهوت والدفاع عن الأديان، الكلمة العبرية “yom”، والتي تترجم “يوم” (day) في الآيات القليلة الأولى من سفر التكوين. أولئك الذين يقولون إن أيام الخلق ليست أياماً تحوي أربع وعشرين ساعة، يشيرون إلى أن “yom” تترجم أيضاً “زمن”، “عصر”، “فترة زمنية”، “فصل” في سفر التكوين فقط.

الأكثر من ذلك، فحتى عندما تترجم يوم، فإنها يمكن أن تشير إلى فترة اليوم أي أربع وعشرين ساعة، أو إلى فترة من الزمن “يوم عمل الرب الإله الأرض والسماوات” (تك 2: 4)، أو إلى نقطة محددة في الزمن “لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 2: 17). لكن مهما كانت نتيجة المناقشة المستمرة في الدوائر الإنجيلية، عما إذا كان الله قد خلق في ستة أيام كل منها أربع وعشرين ساعة، أو ستة فترات زمنية، من المهم أن ندرك أن اليوم يمكن أن تكون له معان مختلفة.

باختصار، قد يستخدم الكتاب المقدس كلمات بمعنى خاص، أو قد تستخدم كلمة فردية بمعان متعددة مختلفة. ومرة أخرى، بعض الكلمات تكون غير واضحة بسبب مشاكل الترجمة حيث تترجم كلمات مختلفة في الأصل بنفس الكلمة الإنجليزية (أو العربية)، أو أن كلمة واحدة في الأصل قد تترجم بكلمات مختلفة في الإنجليزية (أو العربية). بسبب هذه العوامل، من الأمور الأساسية أن نصبح ماهرين في التعرف على معاني الكلمات الفردية.

من الممكن القيام بدراسة خاصة للكلمة بدون معرفة كافية باللغات الأصلية. لكن إذا استطاع الدارس المجتهد أن يتعلم بسرعة كل من الحروف الأبجدية العربية واليونانية، وترجمتها القياسية إلى الإنجليزية (أو العربية)، فإنه عندئذ يكون مؤهلاً لأن يستخدم الفهارس والقواميس والشروحات بأكثر فعالية وكفاءة. الإجراء هو إجراء مقترح لتحديد معنى الكلمات المهمة أو غير الواضحة في الكتاب المقدس للذين ليست لديهم معرفة كافية باللغات الأصلية.

استخدام الكلمة في الكتاب المقدس

أولاً، لكي نجد كل الأماكن التي ذكرت فيها كلمة ما، علينا بالرجوع إلى فهرس حصري للكتاب المقدس، مثل فهرس سترونج (فيما يتعلق بترجمة KVJ، انظر الشكل رقم 1)، أو The New American Standard Exhaustive concordance، للتعرف على الكلمة في اللغة الأصلية.[2] وحيث أن هناك أكثر من كلمة واحدة في العبرية أو الآرامية أو اليونانية يمكن ترجمتها بنفس الكلمة الإنجليزية (أو العربية)، كما رأينا، فعلينا أن نهتم بأن نراجع فقط تكرار الكلمة المستخدمة في اللغة الأصلية. ويمكن القيام بهذا الأمر بسهولة بملاحظة الرقم المكتوب في الهامش الأيمن.

ففي حالة كلمة “كامل” في متى 5: 48، نجد الرقم المكتوب هو 5048. فكل الكلمات التي لها نفس هذا الرقم تترجم نفس الكلمة من اللغة الأصلية. فإذا اختلف الرقم، يمكن أن تكون الكلمة في اللغة الأصلية مختلفة تماماً. تشير تلك الأرقام إلى المعجم الموجود في مؤخرة الفهرس، حيث يمكنك أن تجد الكلمة المستخدمة في النص الذي تدرسه. لاحظ كل الكلمات المكررة (التي تم التعرف عليها بواسطة الرقم الصحيح) لتلك الكلمة المدرجة في الفهرس.

بالنسبة لكلمة “كامل”، ستجد نفس الكلمة في يوحنا 17: 23؛ 2كورنثوس 12: 9؛ فيلبي 3: 12؛ وفي كل أنحاء الرسالة إلى العبرانيين ورسالتي يعقوب ويوحنا الأولى. (لاحظ أيضاً أن الكلمات التي لها رقم مختلف في Strong’s Concordance of the Bible يمكن في الحقيقة أن يكون لها نفس الأصل. ويمكن اكتشاف ذلك بسهولة كما هو موضح في حالة كل كلمة في المعجم). من الممكن أن نفحص بسرعة تكرار كلمة ما، وأن نقرأ جزء النص المقتبس في الفهرس.

في معظم الأحيان يكون من الممكن أن نعرف من خلال السياق المختصر للنص المقتبس في الفهرس ما إذا كان استخدام الكلمة في المقاطع الأخرى يتفق مع استخدامه في المقطع الذي تدرسه أم لا. عندما يكون هناك تكرار قليل للكلمة في الكتاب المقدس، كما في حالة كلمة “كامل”، من الحكمة أن نفحص كل المقاطع التي تستخدم هذه الكلمة.

أما عندما يكون تكرار الكلمة كثيراً، ولا يكون عليك أن تجري دراسة حصرية للكلمة، ستحتاج أن تختار فقط تلك المقاطع التي يبدو أن بها احتمال اختلاف بسيط في المعنى أو معان مختلفة. قم بتدوين شواهد تلك المقاطع وافحص السياق الخاص بكل استخدام لها. هذه الدراسة المقارنة البسيطة ستمكنك من معرفة قدر كبير من معنى الكلمة التي تدرسها.

لكنك قد تواجه مشكلة الآن. فكما رأينا، إن الكلمة في النص الأصلي يمكن أن تتم ترجمتها إلى كلمات مختلفة في الإنجليزية (أو العربية) في مقاطع أخرى. فلكي تقوم بدراسة دقيقة للكلمة، تحتاج أن تفحص الكلمة كما يتم استخدامها في تلك المقاطع الأخرى.

دراسة كلمة عبرية. لكي تقوم بدراسة تواجد هذه الكلمة وتكرارها في العهد القديم، تكون أول خطوة هي الرجوع إلى The Englishman’s Hebrew and Chaldee Concordance، أو إلى فهرس دراسة الكلمات. قرب مؤخرة The Englishman’s Hebrew Concordance، ستجد قاموساً انجليزياً يظهر فيه رقم الصفحة التي يمكنك فيها أن تجد الأصل العبري لكلمتك الإنجليزية (انظر الشكل رقم2)[3].

ورغم أنك قد لا تتمكن من قراءة العبرية، يمكنك أن تجد بسرعة الشاهد الكتابي الذي تجد فيه الكلمة التي تدرسها. ففي حالة كلمة “يوم”، ستجد في محاولتك الثانية، صفحة 508، الكلمة التي تسعى لدراستها (انظر الشكل 3).[4] وهذا يقوم بتعريف الكلمة العبرية المحددة، ويمكنك في الحال أن تقارن بينها وبين تكرارها في جميع الأماكن الأخرى في العهد القديم.

دراسة كلمة يونانية. أما بالنسبة لكلمات العهد الجديد، فتكون المهمة أكثر بساطة. فيمكنك أن تذهب مباشرة من الرقم المدون في فهرس سترونج إلى نفس الرقم الموجود في فهرس دراسة الكلمات، وهناك ستجد مدوناً كل تكرار لتلك الكلمة في العهد الجديد (انظر الشكل 4).[5]

في الحقيقة أنه في حالة العهد الجديد، من الممكن استخدام فهرس دراسة كلمات العهد الجديد، والذي فيه يذكر رقم الكلمة اليونانية مباشرة تحت الكلمة الإنجليزية في ترجمة كينج جيمس للعهد الجديد (انظر الشكل 5).[6] هذا الرقم يأخذك مباشرة لذكر الكلمة اليونانية في فهرس دراسة الكلمات (انظر الشكل 4).

عندما يتم استخدام الكلمة عدد محدود من المرات، فإن كل مقطع تستخدم فيه الكلمة يجب دراسته. نتيجة لذلك، يتمكن الدارس من صياغة تعريف تجريبي مشتق من أهم مصدر لتعريف الكلمة، وهو السياق الذي تستخدم فيه الكلمة. يطلق على ذلك “usus loquendi”، أو الطريقة التي كانت تستخدم بها الكلمة في الوقت الذي كتبت فيه. لكن الاستخدام الذي يقدمه مؤلف المقطع هو الأهم، لذلك فإن استخدامه في كل كتاباته يستحق اهتماماً خاصاً.

في بعض الأحيان يتم استخدام الكلمة كثيراً حتى أنه يبدو من غير العملي دراسة كل مقطع تتواجد فيه. في هذه الحالة، من المفيد أن نصنع قائمة بمقطع تمثيلي واحد على الأقل لكل معنى مختلف للكلمة تم اكتشافه من خلال فحص موجز للمقاطع المذكورة في الفهرس، ثم يجب عندئذ دراسة تلك المقاطع.

ليس من المهم فقط دراسة استخدام الكلمة في كل أنحاء العهد الجديد، والتركيز على استخدام المؤلف لها، لكن أي استخدام للكلمة في العهد القديم يستحق الدراسة كذلك، إذ يمكن للكلمة العبرية أن تكون شديدة الأهمية لفهم الكلمة اليونانية، لأن أسلوب التفكير لدى معظم مؤلفي العهد الجديد يتجه إلى العبرية أكثر منه إلى اليونانية.

وبالتالي، فإن استخدام الكلمة عادة ما يصاغ بواسطة التفكير العبري. يمكن تمييز ذلك الأمر فقط من خلال دراسة استخدام العهد القديم للكلمة. وهكذا، فبالنسبة للكلمات اللاهوتية والكلمات الأخرى التي لها أهمية خاصة، يكون من الضروري أن نتتبع المفاهيم حتى أصولها في العهد القديم.

فبدون معرفة باللغات الأصلية يكون من غير الممكن أن نقوم بدراسة مقارنة للكلمات التي لها استخدام محدود. لكن بالنسبة للكلمات الكتابية مثل “المحبة”، والتي تستخدم في كل أنحاء العهدين القديم والجديد، يكون من الممكن عمل دراسة دقيقة للكلمة باستخدام فقط ترجمة انجليزية وفهرس سترونج. وبدراسة استخدام كل من العهد القديم والعهد الجديد، سيتضح العهد الجديد أكثر من خلال العهد القديم. كما أن العهد القديم قد يزداد عمقاً بواسطة استخدام العهد الجديد.

فعلى سبيل المثال، لكي ندرك مفهوم العهد الجديد للإيمان، فإن المرء ينأى عن خطأ كبير وعن فهم أحادي للكلمة إذا دراس مفهوم العهد القديم بجانب مفهوم العهد الجديد لها. فالعهد الجديد يستخدم الإيمان باستمرار في صيغة المفعول، ويمكن ترجمته “أمانة”. فترجمة “البار بإيمانه (بأمانته) يحيا” (حبقوق 2: 4) تركز على المعنى الحقيقي.

وحيث أن بولس قد اقتبس هذا المقطع مرتين، كما اقتبسه كاتب العبرانيين مرة، فإنه أمر شديد الأهمية أن نعرف أنهما لم يستبعدا استخدام العهد القديم، ولكنهما وسعاه بإضافة الاختلاف البسيط في المعنى باليونانية لصيغة الفاعل – بمعنى الاعتماد على الله. ومع ذلك فإن كان فهمنا للإيمان في العهد الجديد محدود بحالة الفاعل فقط، فإن المفسر يكون قد ضل كثيراً عن واحد من المفاهيم اللاهوتية الأساسية، ويكون قد قام بذلك بتجاهل العهد القديم، الذي أتى منه ذلك المفهوم.

البحث في كلمة

بعد أن يستكمل الدارس دراسته لكلمة معينة، يجب عليه أن يتجه إلى المعاجم ودوائر المعارف والمعاجم اللاهوتية والتفاسير والترجمات الخاصة بالكتاب المقدس. لكن الدراسة الشخصية الأولية مهمة للحصول على الحكم الشخصي المستقل، إن حدث والتقى الدارس بتفسيرات مختلفة. إن الترجمات، من ناحية، هي شروحات لمعنى النص حيث أنه من المستحيل الترجمة بدون القيام بنوع من التفسير. لذلك فإنه من المهم أن نفحص أكبر قدر ممكن من الترجمات الإنجليزية.

تتبع تاريخ كلمة

تتبع تاريخ كلمة يمكن أن يساعد الشخص على فهم معناها. ومعاني الأصول قد تكون مفيدة في إلقاء الضوء على معنى الكلمة في الوقت الذي استخدمت فيه في الكتاب المقدس، لكن اشتقاق الكلمة يمكن أن يكون شديد التضليل في حد ذاته. فعلى سبيل المثال، كلمة “كنيسة” بالإنجليزية تعني، حرفياً، “مدعوين”.

لكن هذا لا يساعدنا إلا قليلاً في فهم الطريقة التي يستخدم بها هذا المصطلح في العهد الجديد. فالمرء لن يعتقد مطلقاً أن الكلمة تعني جماعة مدعوة من الله”. قد يكون هذا صحيحاً لاهوتياً، لكن الكلمة، وليس في معناها الأصلي أو في اشتقاقها. وكلمة Agapē هي مثلا آخر لكلمة تقود دراسة الاستخدام الكلاسيكي لها المرء بعيداً تماماً عن فهم استخدام العهد الجديد لكلمة “محبة”.

وكلمة “توبة” في معناها الأصلي قد تشير إلى تغير بسيط في الفكر، لكن، هل هذه هي الطريقة التي يستخدمها العهد الجديد؟ بعض الوعاظ المعاصرين والمفسرين السطحيين يسيئون فهم الكلمات الكتابية العظيمة مثل “يعترف” و”رب”، بالاستخدام المبسط للأصل التاريخي، دون السماح للنص الكتابي نفسه بأن يعرف المعنى.

لكننا يمكن أن نلقي الضوء على معنى كلمة بالبحث عن اشتقاقها ومعناها الأصلي، بشرط أن يستخدم هذا المنهج بحيطة وحذر كبيرين. فمثلاً، دراسة المعنى الأصلي للكلمات المتنوعة التي تترجم “مجد”، و”مجيد”، و”يمجد”، في العهد القديم، يمكن أن يلقى بالضوء على كل أوجه هذه الصفة الخاصة بالله. ففي العهد القديم العبري، هناك عشرة كلمات مختلفة تأتي من أصول مختلفة تماماً يتم ترجمتها في نسخة كينج جيمس، “مجد”.

هناك كلمة واحدة لها فكرة الأصل الجذري التي تعني “العظمة”، و”المظهر المهيب”، و”الجلال”. وقد جاءت الفكرة في النهاية لتعني “رائع الجمال” أو “روعة وسناء”، وهناك كلمة أخرى مشتقة من جذرها تعني “الثقل النوعي”. في الحقيقة، أن عدداً من الكلمات العشرة لها الفكرة الأصلية لمعنى “الثقل”. وهكذا فإن كرامة ومهابة الله هي الفكرة السائدة في تلك الكلمات.

هناك كلمة أخرى تأتي من الفكرة الأصلية “الوضوح والصفاء”، سواء للصوت أو للون، وقد أتت لتعني “اللمعان”، أو “الاشراق”، أو “مرئي بوضوح شديد” وواضح للغاية. بالمثل، هناك كلمة أخرى لها في الأصل فكرة “النقاء”، وتأتي لتحمل معنى “خالص” أو “صرف”، أو “طاهر” أو “بار”، أو “لامع”. كما أن كلمة مثل “مرتفع” أو “واضح وبارز”، تضمنت بالتدريج فكرة “النصرة والتسبيح”.

فعندما نضع جميع هذه المعاني معاً، يمكن للمرء أن يكتشف أنه لكي يمجد الله فهذا يعني أن يجعل روعته وجماله الباهر ظاهر وواضح بطريقة جلية وبارزة. إن تتبع جذور هذه الكلمات يعطي بعداً أعظم وتأثيراً عاطفياً لتلك الكلمة الكتابية المفتاحية التي تستخدم لوصف الله.

المقارنة بين الفروق الدقيقة في المعنى

من المفيد كثيراً لكي نفهم الفروق الدقيقة في معنى كلمة أن نقارنها بكلمات أخرى، سواء كانت مترادفات أو متضادات. ويمكن القيام بدراسة بسيطة من هذا النوع عن طريق فهرس سترونج. فيمكننا أن نراجع كل الكلمات المختلفة في الأصل والتي تمت ترجمتها بنفس الكلمة الإنجليزية. على سبيل المثال، هناك أكثر من عشرين كلمة مختلفة في العبرية واليونانية والتي تتم ترجمتها “كامل” أو “perfect” في فهرس سترونج (انظر الشكل 1).

وهذا النوع من الدراسة له فائدة إضافية حيث أن الدارس لن يقع في الخطأ من خلال استخدامه بصورة غير نقدية مقطع واحد لتفسير مقطع آخر تستخدم فيه نفس الكلمة الإنجليزية لكن كلمة يونانية مختلفة.

إن مقارنة الكلمات التي لها معنى متداخل مفيدة للتركيز على المعنى الدقيق للكلمة المعينة التي نقوم بدراستها. فمثلاً، كلمتي سلطة وقوة يرتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً وثيقاً في كل من اليونانية والإنجليزية. وقد بنى يسوع مأموريته العظمى على حقيقة أنه قد دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض (متى 28: 18).

كما أنه صحيح أيضاً أن لديه كل القوة والقدرة. ربما نعتقد أن هذا هو الأساس لتحقيق مهمتنا الصعبة في تلمذة جميع الأمم، لكن بمقارنة ودمج الكلمتين معاً، والتي يمكن لكلاهما أن تترجم “power” فإن هذا يعطينا السبب العميق الكامن لثقتنا عندما نطيع أمره ووصيته. فإطلاق يسوع لقوته وقدرته الديناميكية من خلالنا مبني أساساً على سلطته الكاملة على كل شيء وهكذا فإن دراسة المترادفات تساعدنا على تحديد بأكثر عناية مجال المعنى المقصود.

ملخص الخطوات

دعونا إذاً نلخص الخطوات التي يجب على المرء اتباعها في تحديده للمعنى الذي قصده المؤلف بالنسبة لكلمة معينة. فلكي نقرر المعنى المحدد لكلمة معينة، علينا بتحديد الآتي:

1 – السياق المباشر.

2 – تكرار الكلمة في أماكن أخرى في نفس السفر.

3 – تكرار الكلمة في كتابات أخرى بواسطة نفس المؤلف.

4 – استخدام الكلمة بواسطة مؤلفين آخرين.

5 – المفهوم الأصلي في العهد القديم لكلمات العهد الجديد.

6 – الاستخدامات الأخرى خارج الكتاب المقدس.

جميع هذه الخطوات موجهة نحو العثور على استخدامات الكلمة من خلال دراسة السياقات المختلفة التي وردت بها تلك الكلمة. كما أن هناك مصادر أخرى خارج السياق تشمل:

1 – المعنى الأصلي التاريخي الموجود في المعاجم والتفاسير.

2 – المترادفات والمضادات التي يمكن أن تلقي الضوء على حدود استخدام المعنى.

بعد دراسة الكلمة قد يكون من المفيد أن نضع نتائج الدراسة داخل الصياغة التالية:

1 – قم بتعريف الكلمة بأكثر دقة ممكنة. لكن حاول ألا تقع في خطأ تعريف كلمة بطريقة آلية موحدة. فالكلمات الموجودة في الكتاب المقدس، مثلها مثل الكلمات الموجودة في الصحف اليومية، تختلف في ظلال المعنى من سياق إلى آخر. وتتغير في معناها من جيل إلى جيل. لذلك معنى ذلك المقطع في سياق مدى المعنى الذي اكتشفه بأكمله.

2 – اذكر المشاكل التي سيتم حلها بعد ذلك.

3 – قم بذكر مراجع السفر والمادة الدورية التي استرشدت بها في دراسة هذه الكلمة بحيث تتمكن من مراجعة مصادرك والقيام بمزيد من الدراسات عند اللازم.

4 – لاحظ كل الأفكار التعبدية والتطبيقات، والمواد الوعظية، التي ربما تكون قد استخلصتها من دراستك.

نموذج لدراسة كلمة “طماع”: (Covetous)

لكي نقوم بتطبيق الإرشادات أعلاه بطريقة عملية، دعونا نتتبع هذه الخطوات في كلمة “طماع”. إننا لن نقوم بدراسة الكلمة بالكامل، ولكننا سنوضح كيفية استخدام كل من تلك الإرشادات. إذا استخدمت المصادر التي ذكرناها من قبل، فإن هذا الإجراء سيكون شديد النفع.

السياق المباشر

ستكون رسالة كورنثوس الأولى 6: 9-10 هي نقطة الانطلاق في دراستنا لكلمة “طماع”:

“أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.”

نفهم هنا أن المقطع نفسه لا يلقي بالكثير من الضوء على المعنى المحدد للكلمة لأنها مذكورة ضمن قائمة من الكلمات المختلفة التي تصف الشخص غير التقي. لذلك فلا توجد أية إشارة إلى ما تعنيه كلمة “طماع”. لكن هناك شيء واحد يمكننا أن نعرفه من السياق: وهو أن الطماع يكون ضمن رفقة سيئة للغاية! فالخطية التي قد يعتبرها معظم الناس شائعة للغاية وليس شديدة السوء، تذكر بجانب الزنى وعبادة الأوثان ومضاجعة الذكور والسرقة.

بل الأكثر من ذلك، فإن السياق يجعلنا نعرف أن الله يراها باعتبارها شديدة الخطورة: فالشخص الطماع لن يدخل أبداً ملكوت الله. هناك فكرة أخرى من سياق أبعد: وهو أن المقطع كله يتعامل مع أولئك الذين كانوا يرفعون قضايا ضد رفاقهم المسيحيين. فيسأل بولس: “لماذا لا تظلمون بالحري. لماذا لا تُسلبون بالحري”. بكلمات أخرى، فإن الطمع ليس أمراً عرضياً في تلك القائمة المريعة – بل يبدو أنه هو الخطية الأساسية التي كانت في ذهن بولس.

لكن السياق لا يساعدنا على تعريف معنى الكلمة، لذلك يجب أن نبحث عن استخدامها في مكان آخر.

استخدام الكلمة في بقية السفر

والآن دعونا نستعين بفهرس سترونج، ونكتشف أن كلمتنا pleonekēs، هي رقم 4123. وسنجد في الحال أن نفس الكلمة تذكر مرتين في كورنثوس الأولى 5: 10-11. ففي ذلك السياق نجد الآتي:

“وليس مطلقاً زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم. وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعو أخاُ زانياً أو طماعاً أو عابد وثن أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا”.

استخدام بولس هنا في المقطع المجاور يدعم شعورنا بأن خطية الطمع – أياً كان معناها – هي خطية شديدة الخطورة. فهي تدرج هنا في قائمة خطايا مشابهة، وقد حذرنا بولس ألا تكون لنا علاقة بالشخص الذي يدعو نفسه مسيحياً، ولكنه يكون طماعاً. كما أن لدينا فكرة أنه من علامات هذه السمة الخاطئة هو أن يأخذ المسيحي أخاه للمحكمة لكي يعوض خسائره المالية أو المادية.

قبل أن نتجه إلى الخطوة إلى الخطوة التالية، سنلاحظ في فهرس سترونج أن هناك كلمة أخرى (برقم مختلف) تظهر في صيغة (covet) بالإنجليزية، في 1كورنثوس 14: 1 “لكن جدوا للمواهب الروحية”، و”جدوا للتنبؤ” (14: 39).

إننا عادة نتساءل إن كانت كلمة “covetous”، وكلمة “covet”، تأتيان من نفس الجذر. فكلمة covet في هذا المقطع هي رقم 2206، وعندما نفحصها سنجد أن لها جذراً لغوياً مختلفاً – ولا توجد صلة بينهما. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يساعدنا على تعريف كلمتنا، إلا أننا سنتمسك به لاحتمال استخدامه عندما نأتي إلى المترادفات.

استخدامات أخرى بواسطة نفس المؤلف

يستخدم بولس كلمة pleonekēs (رقم 4123) في أفسس 5: 5، والسياق يساعدنا على تحديد معنى هذا المصطلح. فهو يقول إن الشخص الطماع هو عابد أوثان. فالشخص الطماع يعبد شخصاً أو شيئاً غير الله. لا عجب إذاً أن يتعامل بولس مع هذه الخطية بمثل تلك الجدية! ففي نفس هذا المقطع نجد كلمة covetousness ولاحظ أنها رقم 4124 في فهرس سترونج. عندما تفحص الكلمة، ستجد أنها صيغة أخرى لنفس الكلمة، وهكذا فإن ذلك يعطينا مقاطع أخرى لكي نفحصها.

هناك العديد من الأمثلة مثل هذه، مثل كورنثوس الأولى 5-6 (السابقة)، والتي هي عبارة عن قوائم من الخطايا. هناك حقيقة مدهشة يجب أن نلاحظها وهي أن الطمع يظهر عادة في قائمة من الخطايا الجنسية. فربما يكون هناك تلميح فيه للشهوة الجنسية أيضاً. ففي كولوسي 3: 5، نجد مرة أخرى فكرة أن “الطمع هو عبادة أوثان”. الأكثر من ذلك، يوضح هذا المقطع أن غضب الله يأتي على غير المسيحيين لأجل هذا النوع من السلوك (أو الاتجاه؟)، وأن المسيحيين يجب أن يطرحوا عنهم هذه الأمور.

إلا أن بولس يستخدم هذه الكلمة في 2كورنثوس 9: 5 بطريقة غريبة. ففي المقطع الذي يحث فيه المؤمنين على العطاء بسخاء، يخبرهم بأن يعدوا تقدمتهم مقدماً. لماذا؟ لكي العطية كنوع من البركة “bounty”، وليس البخل “covetousness”. يبدو من ترجمة كينج جيمس أن هناك تضاد بين البركة والبخل (أو الطمع).

لكن هذا ليس له معنى، حيث أنه يبدو وكأنه يعني أن الشخص يمكنه أن يعطي الكثير لأنه طماع “covetous” – وهذا عكس المعقول أو المنطقي! لكن الفحص السريع للمعجم اليوناني في فهرس سترونج يعطينا معنى آخر محتمل: هو الابتزاز “extortion”. وبالنظر إلى ترجمات أخرى نجد أن الكلمة تتفق بالفعل مع ما يعنيه بولس هنا: أعطوا بسخاء لأنكم تريدون ذلك، وليس لأنكم مجبرون (كنوع من الابتزاز).

وهكذا فإن الكلمة التي كثيراً ما يتم ترجمتها “covetousness” (أي طمع أو شهوة)، يجب في الحقيقة أن تترجم بطريقة أخرى هنا. فلا تقع في خطأ محاولة استخدام هذا المقطع في تعريف الطمع.

يساعدنا بولس على فهم أن الطمع هو أمر مريع وأنه شكل من أشكال عبادة الأوثان. ويمكننا أن نراه في شخصية الإنسان الذي يحتال على شخص آخر أو يصارع بطريقة خاطئة لكي يحافظ على ممتلكاته أو يستردها. وكثيراً ما ترتبط هذه الخطية بالخطايا الجنسية. لكن، حتى الآن لا يوجد لدينا تعريف لكلمة الطمع.

استخدام الكلمة بواسطة مؤلفين آخرين

عندما نفحص أكثر استخدام العهد القديم للكلمة، سنجد نفس هذا الأمر: قوائم من الخطايا بدون تعريفات. فيبدو أننا في طريق مسدود في محاولة العثور على تعريف لتلك الكلمة. لكن، هل هناك أي ظهور لتلك الكلمة في مواضع أخرى يتم فيها ترجمتها بكلمات إنجليزية أخرى؟ إن كان كذلك، فإنها ستتيه منا في ترجمتنا الإنجليزية، إذ أنها لن تظهر تحت كلمة covetous في فهرس سترونج.

لكن الفحص السريع لفهرس دراسة الكلمات سيظهر أنه لا يوجد هناك ظهور آخر لهذه الكلمة في ترجمة كينج جيمس. وهذا يعني أنه بالنسبة لكلمة طماع “covetous”، إذا كنت تستخدم ترجمة كينج جيمس، فإنك ستتمكن من فحص كل تكرار لهذا الكلمة بواسطة فهرس سترونج. لكن، إذا كنت تستخدم ترجمة أخرى، فإن هناك احتمال أن تحتاج لفحص دراسة الكلمات لكي تجد كل تكرار آخر للكلمة.

عندما نقوم بدراسة المترادفات، سنجد مصادر وفيرة ومتعددة لتعريف كلمة “covetous” من خلال مقاطع العهد الجديد التي تحوي قدراً كبيراً من التفصيل الخاص بمعانيها، ودلائلها، وعواقبها. ففي رسالة بطرس الثانية (2: 14)[7]، نجد تلميحاً مفيداً عن معناها. وهنا نجد قائمة أخرى، ولكن القائمة تكون في سياق مثال بلعام.

يعود بنا بطرس مرة أخرى إلى العهد القديم للحصول على التعريف. فهناك الكثير من أفكار العهد الجديد تأتي من العهد القديم. كان بلعام هو النموذج الأولي للطمع. فصراعاته، وهزيمته، وهلاكه من خلال طمعه هو صورة بيانية واضحة لمعنى هذه الكلمة، ولنتائج هذه الخطية. فدعونا نعود إلى العهد القديم.

استخدام العهد القديم للكلمة

سنجد تعريفات لهذا المصطلح بمجرد أن نعود إلى العهد القديم. فمن بين الوصايا العشر نقرأ: “لا تشته بيت قريبك ولا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك” (خروج 20: 17). ففي كنعان، قال عاخان أنه رأى غنيمة، فاشتهاها، وأخذها (يشوع 7: 26). فنرى هنا تعريفاً يظهر من استخدام الكلمة في العهد القديم – أن تشتهي شيئاً ليس من حقك.

هذا المعنى يتم تدعيمه في استخدامات أخرى في العهد القديم. فنجده مثلاً في “اليوم كله يشتهي شهوة أما الصديق فيعطي ولا يمسك” (أمثال 21: 26). فشهوة الحصول على شيء تتناقض مع العطاء بكرم وسخاء، ولذلك فإن الاشتهاء يتم تعريفه بعكسه وضده. يخبرنا النبي ميخا عن نوع من الاشتهاء، حتى الأمريكيين الماديين يمكن أن يمقتوه:

“ويل للمفتكرين بالبطل والصانعين الشر على مضاجعهم في نور الصباح يفعلونه لأنه في قدرة يدهم فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه” (ميخا 2: 1-2).

وهناك بعد جديد يضاف في مزمور 10: 3. فليس يجب علينا أن نمتنع نحن أنفسنا عن الشهوة، ولكننا يجب أن نشترك مع الله في مقت الذين يشتهون! يثور الأنبياء ضد الطمع والشهوة ويربطونها باستمرار بخطايا أخرى. وهكذا فإن بولس لم يكن يفعل أكثر من اتباع سابقة العهد القديم. ومع ذلك، فعندما نفحص كل الشواهد الواردة في فهرس سترونج لكلمة يشتهي “covet”، فإننا في الحقيقة لن نجد الكثير منها.

فهل من الممكن أن تكون هنا مقاطع أخرى التي فيها تترجم نفس الكلمات العبرية بكلمات انجليزية غير covet؟ لكي نعرف ذلك، لا بد أن نعود إلى Englishman’s Hebrew and Chaldee Concordance. ففي قائمة الكلمات الإنجليزية التي تندرج تحت كلمة covet، سنجد أرقام الصفحات: 29، 263-64، 437.

لقد وقعنا الآن على منجم ذهب! فالكلمة التي ترجمت covet أو يشتهي، في الوصايا العشر، تستخدم في كل أنحاء العهد القديم، وفي معظم الأحيان تقريباً بمعنى جيد: فالعروس في نشيد الأنشاد تقول “تحت ظله اشتهيت أن أجلس” (نش 2: 3)، وكلمة الله هي “أشهى من الذهب” (مز 19: 10)، والله نفسه يشتهي، “الجبل الذي اشتهاه الله لسكنه” (مز 68: 16)، أيضاً خليقته “شهية للنظر وجيدة للأكل” (تك 2: 9).

كما أن هناك أيضاً المعنى السلبي للشهوة الجنسية (أم 6: 25). هناك كلمة أخرى تم ترجمتها “covet” مرتين فقط، يتم استخدامها سبعة وعشرين مرة بمعنى “الشهوة”، أو “الرغبة”، أو “الشوق”. أما ثالث كلمة أساسية تبدو أقرب لاستخدامنا الكتابي فهي كلمة bâtsa (ص 263)، والمذكورة في مزمور 10: 3. في أغلب الأحيان تقريباً يكون لها المعنى السلبي، وتصف مشاعر الله تجاه الطماعين، الذين يسعون وراء كسب المال. وفي بعض الأحيان (لكن ليس دائماً) يتم ترجمتها “كسب غير مشروع”.

إن الدراسة السليمة لاستخدام العهد الجديد للكلمة ودراسة سياق المقاطع المفتاحية، هي أبعد من مجال هذا النموذج الموجز لدراسة كلمة. لكننا بفحص مجرد الفهرس، اكتشفنا المصدر الجذري لمعنى كلمة شهوة أو طمع. فيبدو أن الله يمقت الطمع بقدر ما يمقت عبادة الأوثان والزنى، اللتان تعتبران خطيتان عظيمتان في العهد القديم.

استخدام الكلمة خارج الكتاب المقدس

يقوم معجم A Greek-English Lexicon of the New Testament and Other Early Christian Literature[8]، يقوم باقتباس العديد من المصادر من خارج الكتاب المقدس للكلمة التي تستخدم في رسالة كورنثوس الأولى 6: 9-10، “pleonekēs”. ويبدو فيها أن الفكرة أقوى من استخدامنا الشائع لكلمة الطماع: الجشع، والنهم الذي لا يشبع، والبخيل.

تاريخ الكلمة

يشير فهرس سترونج إلى دمج جذر كلمتين، اللتين تعبران عن فكرة “المزيد”، و”الامتلاك”. لا يوجد هنا الكثير من الفهم الإضافي، إلا في أن الفكرة الجذرية هي أقوى من مجرد الرغبة في الحصول على شيء ما ليس لدى المرء.

المترادفات والمتضادات

باعتبار كل من المترادفات اليونانية والعبرية، لقد ألقينا الضوء بقدر كبير بالفعل على المعنى، والآن بالعودة إلى إشارات سترونج إلى covet, coveted, coveteth, covetous covetousness، فإننا نكتشف مترادفات إضافية شديدة الأهمية. ربما يكون المقطع المفتاحي في كل الكتاب المقدس عن موضوع الطمع هو لوقا 16.

ففيه يوصف الفريسيون بأنهم طماعون ومحبون للمال (رقم 5366؛ في الطبعات السابقة كان الرقم 5566، خطأ مطبعي). فالكلمة نفسها، مثلها مثل المقطع، مفيدة لإظهار المعنى. فجذر كلمة philarguros مركب من كلمتين “محبة” و”الأشياء البراقة”، وقد جاءت لتشير إلى العملات الفضية أو المال. وهكذا فقد كان الفريسيون حرفياً، محبون للمال. يخبرنا لوقا 16 الكثير عن النتيجة النهائية لهذا النوع من الحياة – بل بالأكثر بعكس ما كان يعلمه اللاهوت اليهودي في ذلك الوقت.

وهناك استخدام آخر لهذا الترادف وهو أن يكون هناك alpha في بداية الكلمة (a في اليونانية)، مما يجعلها سلبية: unavaricious. وتعتر هذه واحدة من مؤهلات الأساقفة والشيوخ (1تيمو 3: 3). كما يوجد مرادف آخر لا يستخدم كثيراً، وهو hēdone (رقم 2237). وهذه الكلمة مهمة لأن المقطع المفتاحي الذي يفحص طبيعة ونتائج الطمع يستخدم تلك الكلمة، في يعقوب 4: 1-4.

تتم ترجمة هذه الكلمة شهوة “lust” في نسخة كينج جيمس، لكنها تترجم covet في الطبعة الدولية الجديدة (NIV)[9]. وكما رأينا من قبل، فإن عكس الطمع والشهوة هو العطاء بسخاء. كما يوجد تضاد آخر لها هو “الاكتفاء” أو “القناعة”، “أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة” (1تيمو 6: 6).

الاستعانة بالمعاجم والتفاسير

يخصص أشهر القواميس،[10] The Theological Dictionary of the New Testament ثماني صفحات لكلمة “طماع”. لكننا في مجال دراستنا هنا يمكننا أن نشير فقط إلى أمثلة لتلك المفاهيم. في العالمين اليونانيين غير اليهودي وغير المسيحي، كانت الكلمة تعني في الأصل “الحصول على المزيد”، ثم أتت لتعني بعد ذلك، “تلقي المزيد”، وأخيراً أصبحت تعني “الرغبة في المزيد”.

لقد كانت تعني الرغبة القوية ليس فقط في المزيد من الممتلكات، بل أيضاً في مزيد من القوة؛ والمزيد من الشهرة؛ والمزيد من المتعة، خاصة المتعة الجنسية. كانت الكلمة تستخدم كثيراً في الذهاب إلى ما هو أبعد من الرغبة، إلى أخذ فعلياً ما هو ملك الآخرين. وقد تم اعتبارها أعظم الشرور لأن التوازن والتوافق الداخلي للشخص وللمجتمع الإنساني يقع ضحية للطمع. فالأمر المثالي هو الاكتفاء والاعتدال.

في الأدب اليهودي المكتوب باليونانية، مثل الترجمة السبعينية، تكون الفكرة هي “الكسب غير المشروع”. إن استخدام العهد الجديد لتلك الكلمة اليونانية بالتحديد يتم عادة بواسطة بولس (خمسة عشرة مرة من إجمالي تسعة عشر)، ويكون فيها معنى “الكفاح لأجل الحصول على الممتلكات المادية” محتمل وجوده في كل حالة (بعيداً عن 2 كور 2: 11). فاستغلال الإنسان لأخيه هو بالتأكيد الفكرة الأساسية فيها. أما فكرة عدم الاعتدال والإسراف في الطعام والشراب، فهي تدخل أيضاً ضمن استخدام العهد الجديد.

هناك نقطتان فقدناهما في دراستنا السابقة قد ظهرتا للعيان بواسطة القاموس اللاهوتي للعهد الجديد. ففي رومية 1: 29، نجد أن الشهوة هي “واحدة من الحقائق الأساسية التي فيها تحقق ترك الله الكلي للجنس البشري”.[11] فالحقيقة أن الله تخلى عن الجنس البشري لأن الناس لم يكونوا شاكرين. وهنا نتعرف كذلك عن التركيز الخاص على الشهوة كخطية للقادة المسيحيين. لقد رأينا من قبل أن غياب تلك الخطية كان هو الشرط المسبق لشغل منصب القائد أو الأسقف. لكن بالإضافة إلى ذلك، عانى بولس آلاماً عظيمة لكي يوضح أن دافعه الشخصي لم يكن الطمع أو الشهوة (2كور 7: 2؛ 8-9؛ 1تس 2: 5).

ملخص ما تم اكتشافه

من الدراسة لكلمة شهوة أو طمع، يمكننا أن نستخلص عدة حقائق بشأن تلك الكلمة وعملة دراسة الكلمة نفسها:

1 – التعريف: أن تشتهي يعني أن تسعى للحصول على شيء أو شخص أو منصب أو اعتبار أو متعة ليست هي مشيئة الله بالنسبة لك. لاحظ أنني استخدمت كلمة يسعى، وليس يرغب. بالتأكيد، تبدأ هذه الخطية بالرغبة، ولكنها تنمو حتى تصل إلى الفعل. وهي تكمن في جذور كل أنواع الخطايا المختلفة (1تيمو 6: 10). فهي ليس مجرد الرغبة في المزيد، ولكنها السعي لتحقيق ذلك واشتهائه والعمل لأجل امتلاكه.

2 – المشاكل المتبقية: المشكلة الرئيسية هي تعريف بالتحديد درجة الشهوة المقصودة عندما يتم ذكرها مع تلك الخطايا الخطيرة التي تمنع الشخص من دخول ملكوت الله. هل هي الرغبة البسيطة في الحصول على شيء ليس لدى المرء؟ هل هي أسلوب حياة جشع ونهم؟ هل هي الاثنين معاً أم شيء ما بينهما؟

3 – المراجع: المصادر التي استرشدت بها مذكورة في كل أنحاء نموذج دراسة الكلمات السابق.

4 – التطبيق: كما يمكن أن نرى في مسار هذه الدراسة، فإن التطبيقات متعددة. ولكي نذكر القليل من الأمثلة نقول أن الشهوة هي خطية شديدة البشاعة حتى أنها تفصل الشخص عن الله، وتدمر المجتمع، وتكسر الشركة في الكنيسة، وهي الموضوع العادل لتأديب الكنيسة، كما أنها تأتي بغضب الله على البشر في هذا الزمن وبغضبه على الطماعين في الأبدية. إنها إغراء خاص للخادم المسيحي، وهي تحرمه، عن حق، من الخدمة. إنها شكل من أشكال عبادة الأوثان، عن طريق استبدال الله الحي بأشياء أخرى.

إن الرغبة في الحصول على أشياء والاستمتاع باللذة، والنجاح ليست شراً في حد ذاتها. ولكن تشويه تلك الرغبات التي أعطاها لنا الله، والسعي لما هو ليس مشيئة الله تجاهنا هو خطية مريعة ومدمرة. تصبح روح الشهوة والطمع مرئية في الأشخاص الذين يسرقون ويشهرون بالآخرين، ويشتهون شهوات جنسية، ويتشاجرون مع إخوتهم المسيحيين لأجل استرداد خسائر مادية.

كما تسود روح الطمع كذلك أولئك الذين يخططون للحصول على مكاسب ظالمة وغير مشروعة، والذين يسعون لنوال التقدير والاعتبار، والذين يعطون بشح وتذمر. لا عجب إذاً أن يتعامل الكتاب المقدس مع الشهوة والطمع بمثل هذه القسوة!

لقد غطينا في هذا الفصل تقرير عملي لدراسة كلمة بصورة فعلية، وسجلناه خطوة بخطوة. ولكنه ليس منتج كامل بنتائج نهائية، إنه مجرد نموذج لدراسة كلمة يمكنك أن تقوم به الآن بالأدوات التي لديك. فإذا اتبعت الإرشادات، ستجد دراسة كلمات الكتاب المقدس واحدة من أكثر الأشكال الممتعة والمثيرة لدراسة الكتاب المقدس.

 

مراجع مختارة لمزيد من الدارسة

– بالز، هورست، وشنيدر، جيرهارد، محرران. Exegetical Dictionary of the New Testament المجلد الأول، ترجمة فيرجيل بي هوارد وجيمس دبليو تومسون. Grand Rapids: Eerdmans, 1990.

– بوترويك، جي جوهانز، وهيلمر رينجرين، محرران. Theological Dictionary of the Old Testament 6 مجلدات. ترجمة جون تي ويليز Grand Rapids: Eerdmans 1978.

– بروان، كولين، محرر. Word Meanings in the New Testament. Grand Rapids: Baker, 1986.

– جودريك، إدوارد دبليو، وجون آر كولينبرجر، NIV Exhaustive Concordance. Grand Rapids: Zondervan, 1990.

– هاريس آر إل، جليسون آرشر، وبروس كي ولتيك، محررون. Theological Workbook of the Old Testament مجلدان. Chicago: Moody, 1980.

– كيتل، جيرهارد، وفريدريك جيرهارد، محرران. Theological Dictionary of the New Testament 10 مجلدات. ترجمة جيوفري دبليو بروميلي. Grand Rapids: Eerdmans, 1964.

– كولينبرجر، جون، محرر. The Expanded Vine’s Expository Dictionary of New Testament Words. Minneapolis: Bethany House, 1984.

– The New American Standard Exhaustive Concordance of the Bible. Nashville: Holman, 1981.

– روبرتسون، إيه تي. Word Pictures in the New Testament. 6 مجلدات. Grand Rapids: Baker, 1982.

– تيري، ميلتون إس. Bible Hermeneutics. أعيد طبعه عام 1909. Grand Rapids: Zondervan, 1974.

– ويجرام، جورج في، ورالف دي وينتر Word Study Concordance. Pasadena, Calif: William Carey Library, 1978.

– وينتر، رالف دي، وروبرتا إتش وينتر. Word Study New Testament. Pasadena, Calif. William Carey Library, 1978.

– ويست، كينيث، Wuest’s Word Studies of the New Testament. 4 مجلدات Grand Rapids: Eerdmans, 1966.

[1] ميلتون إس تيري، Biblical Hermeneutics (معاد طبعه 1909؛ Grand Rapids: Zondervan, 1974) صفحة 200.

[2] جيمس سترونج، Exhaustive Concordance of the Bible طبعة منقحة (Nashville: Abingdon, 1980) وThe New American Standard Exhaustive Concordance of the Bible (Nashville: Holman, 1981). بالإضافة لذلك يوجد أيضاً، The NIV Exhaustive Concordance (Grand Rapids: Zondervan, 1990) تخدم نفس الهدف بالنسبة لمن يستخدمون ترجمة الطبعة الدولية الجديدة.

[3] Englishman’s Hebrew and Chaldee Concordance (Grand Rapids: Zondrvan, 1976).

[4] نفس المرجع السابق.

[5] جورج في ويجرام ورالف دي وينتر، Word Study Concordance (Pasadena, California: William Carey Library, 1978).

[6] رالف دي وينتر وروبرتا إتش وينتر، Word Study New Testament (Pasadena, Calif.: William Carey Library, 1978).

[7] جيمس بار، Semantics of Biblical Language (New York: Oxford U., 1961)، ص 107.

[8] ويليام إف ارنت ووليبور إف جينجريتش، A Greek-English Lexicon of the New Testament and Other Early Christian Literature (Chicago: U. of Chicago, 1952).

[9] The Holy Bible: New International Version (Grand Rapids: Zondervan, 1984).

[10] جيرهارد كيتل وجيرهارد جينجريتش، The Theological Dictionary of the New Testament. 9 مجلدات (Grand Rapids: Eerdmans 1964).

[11] نفس المرجع السابق 6: 272.

كيفية دراسة كلمة من كلمات الكتاب المقدس بشكل سليم