الردود على الشبهات

ما الفرق بين المسيح والإنسان وكل منهما على صورة الله؟

ما الفرق بين المسيح والإنسان وكل منهما على صورة الله؟

ما الفرق بين المسيح، والإنسان وكل منهما على صورة الله؟
ما الفرق بين المسيح، والإنسان وكل منهما على صورة الله؟

ما الفرق بين المسيح، والإنسان وكل منهما على صورة الله؟

“فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ” (تك 1: 27)

 

الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ (كو 1: 15)

 

يسأل عدد كبير: ما الفرق بين كون الإنسان على صورة الله، والمسيح صورة الله؟

 

وللإجابة على هذه الأسئلة، أقول:

أولاً: المسيح هو صورة الله:

 

     عندما ندرس نص الآتي بدقة، نجد أن المسيح هو صورة الله، بينما الإنسان مخلوق على صورة الله. وهناك كلمتان في اللغة اليونانية تترجما صورة: الأولى (مورفي)، وهي الصورة الجوهرية الكاملة لشيء ما، التي لا تتغير، ولا تتبدل، أما الكلمة الثانية؛ فهي (أيقونا) وتعني الظل، أو المثال، وهي تعادل الكلمة العبرية (صَلم) وتصف الصورة الخارجية. وهذه هي الكلمة التي أستُخدِمت عن الإنسان، فلا وجه للمقارنة بين آدم كمخلوق على صورة الله، وبين المسيح الذي هو صورة الله؛ أي ذات الله، أو هو الله بذاته، صورة الله الكاملة، غير الناقصة، المسيح هو (مورفي) (صُورَةُ) بمعنى ذات طبيعة وهو الجوهر الله * صورة طبق الأصل الله ** فهو حوهر الله، وهذا ما توضحه 3 آيات مهمة، وهي:

 

(1) (في 2: 6) “الذي إذا كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً الله”

وتعبير “صورة الله” هنا يرد في بعض الترجمات كالآتي:

(ERV) (WE) He was like God in every way,

كان مثل الله في كل شيء

( MSG) He had equal status with God

كان متساويًا مع الله

(NCV) (EXB) Christ himself was like God in everything

 

المسيح نفسه كان مثل الله في كل شيء

(NIV) (NIRV) Who, being in very nature God,

هو في طبيعته الله

(NLV) Jesus has always been as God is

المسيح دائمًا كلئن مثل الله

(NLT) (TLB) Though he was God,

لذلك هو الله

 

(2) (كو 1: 15) ” الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ “

 

وهذا التعبير ” صورة الله” يرد في بعض الترجمات كالآتي:

 

(NIV) In The Very Nature of God

في طبيعة الله ذاته

(CEV) Christ is exactly like God, who cannot be seen

المسيح هو بالضبط مثل الله، الذي لا يمكن رؤيته.

(ERV) No one can see God, but the Son is exactly like God.

لا يمكن لإنسان أن يرى الله، ولكن الابن هو بالضبط مثل الله.

(Murdock) who is the likeness of the invisible God,

الذي هو شبيه الله غير المنظور

 

(3) (عب 1: 3) الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ (أي نحت جوهره أو شكل جوهره)، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ

 

وتعبير (رسم جوهره) يرد في بعض الترجمات كالآتي:

(NIV) and the exact representation of his being

التمثيل الدقيق لكيانه

(BBE) the true image of his substance

الصورة الحقيقة لطبيعته

(CEV) and is like him in every way

ومثله في كل شيء

(EMTV) and the exact expression of His substance

التعبير الدقيق لوجوده

(ERV) He is a perfect copy of God’s nature,

وهو نسخة كاملة من طبيعة الله

(ESV) and the exact imprint of his nature

البصمة الدقيقة لطبيعته

)GNB) and is the exact likeness of God’s own being

ومثاله بالضبط في وجوه الخاص

(GW) (ISV) and the exact likeness of God’s being

الشبهه الدقيق لوجود الله

الخلاصة، هي أن المسيح له نفس طبيعة وجوهر الله، هو (صورة الله) أي المُعَبَّر عن الكيان الجوهريّ للذات الإلهية، لذلك قال المسيح له المجد عن نفسه لفيلبس: “الذي رآني فقد رأى الآب” (يو 14: 9) فالمسيح بين لنا طبيعة الآب، حتى قال مصور إيطالي: “المسيح هو أفضل صورة أُخِذَت الله على الإطلاق” المسيح له شكل جوهر الآب، وهو الجامع لكل صفاته، وبه يُعرَف الآب، هو الأزلي الأبدي، الذي لا بداية له، ولا نهاية، كقول الوحي” يسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَد( عب 13: 8)، قول الرب يسوع المسيح عن نفسه “ِأنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِر (رؤ 22: 13) وقال أيضًا:” أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يو 10: 30)

 

ثانيًا: الإنسان مخلوق عللى صورة الله:

أما بالنسبة للإنسان، فهو مخلوق على صورة الله، وكلمة “صورة” في اليونانية هي “أيقونًا” وقد وردت في العهد الجديد 22 مرة، وهي تعادل الكلمة العبرية (صَلم)، وتعني الظل أو الشبهه أو المثال *3، فَمثلا، قال المسيح للفريسيين “لِمَن هذه الصورة والكتابة؟”

فالإنسان يعكس صورة الله، وشبهه، فقد ميزه الله عن سائر الكائنات الأخرى بالعقل المفكر، والإرادة الحرة، والضمير الحساس، والقدرة على الإبداع، والابتكار، والقدرة على التعلم المستمر، والتواصل مع الآخرين.

وبالقطع نحن نشبهه الله في أمور، ولا نشبهه في أمور أخرى، فنحن نشبهه في الفكر،والعقل، والإرادة، والمشاعر، والخلود، والمسؤلية، ولا نشبهه في الأزلية، ولا محدودية، والقدرة اللا متناهية على فعل الأشياء، كذلك الله روح ساكن في نور لا يدنى منه، أما نحن فروح، وجسد، ونسكن في بيوت من طين، نحن مخلوقون، أما هو فالخالق، نحن مولودون بالخطية، أما هو البار القدوس، نحن قابلون للخطأ، أما هو فغير قابل للخطأ، نحن قابلون للفناء، أما هو فلا يفننى ” الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ (أتي 6: 16)

 

وبالرغم من أن الإنسان مخلوق على صورة الله، فإنه محدود في كل شيء:

  • قدرتنا العقلية محدودة، فلن نصل إلى الحق المُطلق.
  • وقدرتنا الأخلاقية محدودة، فلن نصل إلى الكمال المُطلق
  • وقوتنا الجسدية محدودة، فلن نصل إلى الاكتفاء المُطلق.

ولذلك سنظل نحتاج لغيرنا، ويجب أن نعترف بذلك، ونقبله، فمهما كنا، ومهما كانت مُعلوماتنا وقدرتنا، فمازالنا بشر قدراتنا محدودة جدًا بالنسبة لقدرة الله، وعلمه، ويجب أن نقبل محدوديتنا بلا ضجر، بل بتواضع طالبين معونته، فلولا نعمته، ما استمرت الخليقة، وما عشنا، لذا ما أجمل، وما أروع أن نعتمد بالكلية عليه، لا نبعد عنه؛ فهو سر وجودنا، به نحيا، ونتحرك، ونوجد

ونحن كمؤمنون نعكس جزء من صورة الله وصفاته للعالم، بقدر قربنا وبعدنا منه، وبقدر سعينا، واجتهادنا؛ لنكون مثله، لذلك يجب علينا أن نسعى كل يوم ونجتهد؛ لنكون  شبهه : وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوح (2 كو3: 18)

 

* Word studies in the N. T., v4. p563

** د.ق. وليم باركلي، تفسير رسالة فيلبي، ترجمة القس جرجس هابيل، ص 79

*3 the New International Dictionary of the Bible P239