عام

اقرأ مقال إبراهيم عيسى بخصوص أميرة فتاة الأقصر

اقرأ مقال إبراهيم عيسى بخصوص أميرة فتاة الأقصر

حق البلد الذي لا يجب أن يأخذه بدراعه
حق البلد الذي لا يجب أن يأخذه بدراعه

اقرأ مقال إبراهيم عيسى بخصوص أميرة فتاة الأقصر

أن يخرج أهالى قرية ليأخذوا ما يعتقدون أنه حقهم بأيديهم بعيدًا عن سلطة القانون تمامًا، وأن يخرج أهالى قرية أخرى لانتزاع مواطنة من بيت أهلها فى القرية بحجة أن شخصًا ما قال لهم إنها تحولت من المسيحية إلى الإسلام، وأن يخرج أهالى قرية ثالثة دون أى احترام للقانون وباستهانة مذهلة بقيم العدالة فيقومون بالاعتداء على منزل وحرق أو قتل شاب داخله متهم باغتصاب فتاة، كل هذا عرفناه فقط من ضمن حوادث كثيرة مماثلة فى أقل من أسبوع مما يعنى أننا أمام ملامح كارثة فى المجتمع.
عندما يقرر المجتمع أن يأخذ حقه أو ما يتوهمه حقه بدراعه يعنى أن الدولة فقدت قدرتها وقوتها وهيبتها.

استعادة هيبة الدولة ليست بمنع التظاهر السياسى ولا انتهاك حقوق الإنسان تحت دعوى محاربة الإرهاب، بل هيبة الدولة لا معيار لها إطلاقًا إلا احترامها هى قبل أى طرف آخر القانون ثم احترام وانصياع الجميع للقانون.
ما نشهده هو إهدار يومى لقيم العدالة وضوابط القوانين من حيث استغلال الدولة لسطوتها ضد مَن تكرهه والتجاوز عن مخالفات وتجاوزات مواليها وتابعيها.
إذن المواطن أدرك أن قوة الدولة وقدرتها موجهة لحماية نظامها وليس لحماية مواطنيها، فعرف أنه ما دام ابتعد عن استهداف مصلحة حكومية أو مؤسسة رسمية أو ضلع ناشف فى الدولة بينما وجّه عنفه وعدوانه إلى غلابة مثله أو مستضعفين أو مواطنين من أقرانه فلا شىء يمنع ولا دولة تمانع!
إذن نحن أمام ظاهرة بشقَّين.

الشق الأول، تفشِّى العنف والعدوان الجماعى.
الشق الثانى، استهتار مشترك بين الدولة والمجتمع بتطبيق عادل وموضوعى ومنصف لقانون عادل وليس قانونًا مطبوخًا ومسلوقًا!
طبعًا أجهزة الدولة مستغرقة تمامًا فى الإعجاب بنفسها وتعظيم جهودها الإعجازية، ومن ثَمَّ تكرر نفس الأخطاء القديمة بذات الحماس والإخلاص والثقة، وهو ما يدفعنى إلى استعادة تصريحات اللواء حبيب العادلى وزير داخلية مبارك، المنشورة يوم 27 يناير 2011، أى بعد مظاهرة خمسة وعشرين يناير وخلال تفاعل المظاهرات نفسها فى السويس والقاهرة قبل جمعة الغضب الشهيرة.

ماذا قال العادلى كى نعرف الانفصال الرهيب عن الواقع والاعتقاد المغتر والمتضخم فى الذات الذى تعانى منه أجهزة دولتنا المصرية دون تفرقة بين مرحلة وأخرى بل هو نفس الداء المقيم؟
يقول العادلى: (إن تظاهرة ميدان التحرير لم تكن مفاجئة وتمت تحت سمع وبصر الداخلية، وهى التى سمحت بها، وكان يمكن أن لا تسمح بها، فالتحركات كلها كانت أمام أعيننا، ومن ثَمَّ تعاملنا معها باعتبارها تعبيرًا عن الرأى، رغم أنه لم يكن مصرحًا بها، ولما خرجت عن القواعد واتجهت إلى التخريب تم التعامل معها بالطريقة الواجبة أمنيًّا وبمزيد من التروى وبعد تنبيهات متكررة).

وعلَّق على البيان الذى أصدرته مجموعة من المعارضين خلال التظاهرة بالقول: (هذا يبين لنا وللجميع مدى بصيرة الذين أصدروا البيان ورؤاهم التى تحتاج إلى تدقيق كبير، وقد أثبت الشارع أنه لن يتجاوب معهم وأن الشعب يدرك حقيقتهم ويعرف طبائع الأمور).

وأكد العادلى أن (نظام مصر ليس هامشيًّا أو هشًّا، نحن دولة كبيرة فيها إدارة تحظى بتأييد شعبى، والملايين هى التى تقرر مستقبل هذا البلد وليس تظاهرة حتى لو كانت بالآلاف… بلدنا مستقر ولا تهزه مثل تلك التفاعلات).
كل كلام العادلى طلع غلط تمامًا بل جرى عكسه فى كل شىء.

وكل كلام خلفاء العادلى فى أجهزة مصر لا يختلف إطلاقًا من حيث الألفاظ والأفكار والثقة المتناهية والعناد المتأصل عما قاله العادلى وطلع غلط!!