الردود على الشبهات

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.
اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.
سلام المسيح رب المجد

يتناول البعض من غير المسيحين بالسباب بكلمة جحش الفرا بدون معرفة بمعني اصلا لفظ جحش الفراء او بما قاله الكتاب المقدس او حتي ادني علم بمن قائل هذا الكلام ولماذا قيل او حتي سياق الكلام فهم كالعادة يتخذون النص من سياقة مقتطفين اياه متهللين بجهل شديد

لكن من محبتنا لشخصهم سنعلمهم حتي لا يضحك علي عقولهم احد فهم بسطاء وواضح من كلامهم
بداية
اول شيئ يجب ان نعرفة جيدا

في سفر ايوب نجد حوار بين ايوب واصدقائة الثلاثة المسمين: اليفاز التيماني, وبلدد الشوحي, وصوفر النعماني

 

+ أليفاز التيماني: لاهوتي متدين أشبه بالفريسيين استنبط براهينه من دروس تعلمها في حلم أو رؤيا

 

+ بلدد الشوحي: اعتمد علي أمثال قديمة (8: 2 – 13)

 

هام + صوفر النعماني: ظن أنه صاحب معرفة وحكمة، اعتمد علي خبرته وتفكيره العقلي

 

وبكدة عرفنا فكرة مبسطة عن موضوع الاصحاح

قبل ان ابدء في الرد علي الاية

 

هنا نتسال عدة اسالة ثم نذهب الي عمق الشبهة

من قائل كجحش الفرا ؟!
و هل الرب ؟!
أم أيوب البار ؟!

أم أحد الانبياء ؟!

ليجاوب الاصحاح عن نفسة فقال احد الاباء عندما سالة احدهم قوم دافع عن الكتاب المقدس قال الاب انا لا ادافع عنة فالكتاب يدافع عن نفسة هل ادافع عن اسد ام اطلقة يدافع عن نفسة فبنفس المبدء سنري عدم فهم المعترضين من الكتاب نفسة
احب ان نقرا الاصحاح

11: 1 فاجاب صوفر النعماتي و قال

 

11: 2 اكثرة الكلام لا يجاوب ام رجل مهذار يتبرر

 

11: 3 اصلفك يفحم الناس ام تلخ و ليس من يخزيك

 

11: 4 اذ تقول تعليمي زكي و انا بار في عينيك

 

11: 5 و لكن يا ليت الله يتكلم و يفتح شفتيه معك

 

11: 6 و يعلن لك خفيات الحكمة انها مضاعفة الفهم فتعلم ان الله يغرمك باقل من اثمك

 

11: 7 االى عمق الله تتصل ام الى نهاية القدير تنتهي

 

11: 8 هو اعلى من السماوات فماذا عساك ان تفعل اعمق من الهاوية فماذا تدري

 

11: 9 اطول من الارض طوله و اعرض من البحر

 

11: 10 ان بطش او اغلق او جمع فمن يرده

 

11: 11 لانه هو يعلم اناس السوء و يبصر الاثم فهل لا ينتبه

 

11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان

 

11: 13 ان اعددت انت قلبك و بسطت اليه يديك

 

11: 14 ان ابعدت الاثم الذي في يدك و لا يسكن الظلم في خيمتك

 

11: 15 حينئذ ترفع وجهك بلا عيب و تكون ثابتا و لا تخاف

 

11: 16 لانك تنسى المشقة كمياه عبرت تذكرها

 

11: 17 و فوق الظهيرة يقوم حظك الظلام يتحول صباحا

 

11: 18 و تطمئن لانه يوجد رجاء تتجسس حولك و تضطجع امنا

 

11: 19 و تربض و ليس من يزعج و يتضرع الى وجهك كثيرون

 

11: 20 اما عيون الاشرار فتتلف و مناصهم يبيد و رجاؤهم تسليم النفس

 

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

 

نجد افتتاحية الاصحاح

 

يوضح لنا من هو المتكلم

 

11: 1 فاجاب صوفر النعماتي و قال

 

لاحظ عزيز القارئ الايات فستجد ان اللون الاحمر يصف صوفر النعماني قدرات الله واللون الاخضر ليوضح مدي عظمة الله ومدي عدم استيعاب الانسان لهذة العظمة

 

لعل المعترض يقول اليس جميع الكتاب موحي به من الله نعم موحي به لكن ما هو مفهوم الوحي عندك كل كلمة موجودة في الكتاب بسماح من الله فنجد الكتاب ذكر كلام الشيطان نفسة وتجربتة لحواء وادم وهذه الجملة على لسان النعماتي ولا بعارض الوحي لانه ايضا الشيطان تكلم وغيرة

 

و هنا نلاحظ ان الآيات كلها هى مقارنة بين قدرات الإله و قدرات جنس الانسان أجمع

 

فقد استعرض صوفر النعمانى عٍظَمْ قدرات الإله و بعد أن انهى تمجيده لقدرات الإله الخالق ايلوهيم قال اما الرجل ( و المعنى جلى واضح هو جنس الانسان Man Kind ) ففارغ عديم الفهم ( بالمقارنة بقدرات الإله الخالق إيلوهيم ياهوا ) فهذا الانسان عند ولادته يكون عاجزا حتى عن الكلام و التفكير و كانه جحش ( الجحش هو الحمار الوليد الرضيع عند ولادته – فوليد الحار الرضيع لا يطلق عليه حمارا الا اذا اصبحبالغا يافعا )

 

بخصوص اية

 

11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان

اولا ملاحظة نجد الكتاب المقدس قال كجحش وليس جحش كجحش الفرا يولد الانسان

حتي بالعودة الي النص الانجليزي

King James Bible

 

For vain men would be wise, though man be born like a wild ass’s colt.

 

American King James Version

 

For vain men would be wise, though man be born like a wild ass’s colt.

 

American Standard Version

 

But vain man is void of understanding, Yea, man is born as a wild ass’s colt.

 

Douay-Rheims Bible

 

A vain man is lifted up into pride, and thinketh himself born free like a wild ass’s colt.

 

Darby Bible Translation

 

Yet a senseless man will make bold, though man be born like the foal of a wild ass.

 

English Revised Version

 

But vain man is void of understanding, yea, man is born as a wild ass’s colt.

 

Webster’s Bible Translation

 

For vain man would be wise, though man is born like a wild ass’s colt.

 

World English Bible

 

An empty-headed man becomes wise when a man is born as a wild donkey’s colt.

طبعا في ترجمات كثيرة ليس هذا موضوعنا

فصوفر صاحب ايوب قال كجحش الفرا بيكلم صديقة

يقارن مجازيا بين علم ايوب وبين علم الله واى مقارنه هذة الذى تجمع بين الله الكلى المعرفة وبين ايوب الأنسان البسيط

من هو جحش الفرا:هو مولود الحمار الوحشي كما جاءة ايضا في الترجمات العربية

(ALAB)يصبح الأحمق حكيما عندما يلد حمار الوحش إنسانا.

(2SVD)أما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفرا يولد الإنسان.

(GNA)أيصير فاقد العقل عاقلا، أم يولد حمار الوحش إنسانا؟

(JAB)بذلك يتعقل الجاهل وكجحش الحمار الوحشي يولد الإنسان.

وايضا قاموس المحيط

الجَحْشُ، كالمَنْعِ: سَحْجُ الجِلْدِ وقَشْرُهُ من شيءٍ يُصِيبُهُ، أو كالخَدْشِ، أو دونَهُ، أو فَوقَهُ، وولدُ الحِمارِ

الفَرَأْ،كَجَبَلٍ وسَحَابٍ: حِمارُ الوَحْشِ، أو فَتِيُّهُ،

فصوفر قال ان الانسان عندما يولد يكون مثل مولود الحمار الوحشي في المعرفة الذي منتشر في البيئة المحيطة الصحراوية

طيب لماذا مولود الحمار الوحشي بالذات

نرجع بالزمن لعصر ايوب

وصوفر قبل ان نتكلم في شيئ لا نفهم فية اين كان يسكن ايوب ؟!

 

في أرض عوص

 

Lamentations 4:21 (Arabic Bible (Smith & Van Dyke))

 

21 اطربي وافرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص. عليك ايضا تمر الكاس. تسكرين وتتعرين

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان. File:Edomاما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان. 470705831

http://en.wikipedia.org/wiki/File:Edom.png

http://en.wikipedia.org/wiki/The_Land_of_Uz

 

فنجد ان المنطقة في ارض عوص صحراوية فاستعان صوفر بمثل جحش الفرا اي مولود الحمار الوحشي الذي من المعروف انة ينتشر في البيئة الصحراوية فاستعان بمثل بما كان متوفر بكثرة امامة وبما راه

 

ولعلنا نرجع ايضا للتاكيد من سفر ايوب اصحاح 39 سنجد انه كان يعيش في صحراء

 

39: 5 من سرح الفراء حرا و من فك ربط حمار الوحش

 

39: 6 الذي جعلت البرية بيته و السباخ مسكنه

 

39: 7 يضحك على جمهور القرية لا يسمع زجر السائق

 

39: 8 دائرة الجبال مرعاه و على كل خضرة يفتش

 

39: 9 ايرضى الثور الوحشي ان يخدمك ام يبيت عند معلفك

 

39: 10 اتربط الثور الوحشي برباطه في التلم ام يمهد الاودية وراءك

 

39: 11 اتثق به لان قوته عظيمة او تترك له تعبك

 

39: 12 اتاتمنه انه ياتي بزرعك و يجمع الى بيدرك

 

39: 13 جناح النعامة يرفرف افهو منكب راوف ام ريش

 

39: 14 لانها تترك بيضها و تحميه في التراب

 

39: 15 و تنسى ان الرجل تضغطه او حيوان البر يدوسه

 

39: 16 تقسو على اولادها كانها ليست لها باطل تعبها بلا اسف

 

39: 17 لان الله قد انساها الحكمة و لم يقسم لها فهما

 

39: 18 عندما تحوذ نفسها الى العلاء تضحك على الفرس و على راكبه

 

فهذة البيئة التي نشا فيها ايوب وصوفر صديقة فعندما كان يتكلم صوفر كان يكلم ايوب كصديق واستعمل اسلوب هذة البيئة في كلامة لايوب ان الانسان عندما يولد فيكون اشبهة بمولود الحمار الوحشي الذي عادتا يتميز بعدم الفهم

ايوب 11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان.
اولا المتكلم هنا هو رجل اسمه صوفر النعماني, وهذا السفر هو حوار بين ايوب واصدقائه الثلاثة: اليفاز التيماني, وبلدد الشوحي, وصوفر النعماني كما وضحنا
بالرغم من هذا ليس كلام الله بوحي اليه كما اوحى لانبيائه
ولكن ان كلامه يعني ان الانسان يولد بلا معرفة كالحيوان ولولا بلوغه بين البشر مثله لما عرف ولما تعلم ولما تكلم !
فنستنتج

  1. ان قائل الجملة هو رجل اسمة صوفر صديق ايوب اعتمد علي تفكيرة وحكمتة الشخصية

  • ان هذا تشبية كجحش الفرا وليس جحش الفرا وبالترجمات الانجليزية ايضا

  • ان قائل هذا الكلام ليس تشريع من الله او نبي ينقل كلام الله بل شخص عادي كتب كلامة كما كتب كلام غيرة بسماح من الله فالكتاب ايضا ذكر كلام الشيطان

  • ان الرجل كان يقصد ان الانسان عندما يولد يكون كمولود الحمار الوحشي لا يفهم شيئ في اي علوم من الحياة وهذا حقيقي فاين منا عندما يولد يعلم شيئ في كافة علوم الطبيعة او الحياة

  • ونلاحظ ايضا انو بفكرة الشخصي قال لما يولد مقلش انو هيبقي كدة طول حياتة لا دية في ساعة ولادتة

تفسير القمص انطونيوس فكري

 

الأيات 7-12:- “االى عمق الله تتصل ام الى نهاية القدير تنتهي، هو اعلى من السماوات فماذا عساك ان تفعل اعمق من الهاوية فماذا تدري، اطول من الارض طوله واعرض من البحر، ان بطش او اغلق او جمع فمن يرده، لانه هو يعلم اناس السوء ويبصر الاثم فهل لا ينتبه، اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان”.
هنا شهادة طيبة من صوفر عن الله. ثم عن غرور الإنسان وحماقته أإلي عمق الله تتصل= الله لا يمكن إدراكه فهو لا نهائي وغير محدود، ومداركنا المحدودة لا تدركه، لذلك نعجز علي الحكم علي مشورته وأعماله، وعندما ننتقد تصرفات الله فنحن نتحدث عما لا نفهم. أم إلي نهآية القدير تنتهي= حسب الترجمة الإنجليزية “أتستطيع بالبحث أن تكتشف الله، أتستطيع أن تكتشف القدير اكتشافا كاملاً فإذا كانت العين لا تدرك نهآية المحيط أفندرك أعماق الله. فالله أعلي من السموات. . . = ولنلاحظ أنه حتي الأن لم يكتشف الإنسان السماء والأرض والبحر اكتشافاً كاملاً. وهنا صوفر يستخدم ألفاظ (أعلي/ أعمق/ أطول/ أعرض) لإثبات أن طبيعة الله غير مدركة ولا نهائية، وبولس الرسول في أف 18:3، 19 إستخدم نفس الألفاظ لندرك أن محبة الله غير محدودة وغير مدركة ولا نهائية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والله له السلطان المطلق. . . إن بطش= بأن يسمح بموت إنسان أو أذيته. أو أغلق= أي سجن إنسان أو سمح بوضع إنسان في شبكة مصائب كما يقبض الصياد علي فريسته (ولقد سبق أيوب وإشتكي بأن الله كأسد وقد إصطاد أيوب)
أو جَمَع= مترجمة في ترجمات أخري “جَمَع قضاته” ليحكموا علي المذنب فمن يرده= أي من يمنعه. لأنه هويعلم= نحن لا نعلم سوي القليل عنه لكنه هو يعلم كل شئ. ومعرفته كاملة. والعكس. . . أما الرجل ففارغ عديم الفهم= ما هو الإنسان بالمقارنة مع الله. ولقد خلق الله آدم وله الحكمة النسبية ولكنه بالخطية فقد كثيراً من حكمته وكلما إزداد الإنسان حمقاً في طريق الخطية يفقد حكمته بالأكثر ويصير مخلوق عنيد مثل حمار الفرا وهو حيوان بري يتميز بأنه لا يمكن إخضاعه. وقوله كجحش الفرا يولد الإنسان= صحيح ويدل علي الطبيعة المتمردة للإنسان “بالخطية ولدتني أمي” ولكن الله قادر علي تغيير طبيعتنا (موسي الأسود) جحش الفرا = حمار الوحشي ومع طبيعة الإنسان الفارغة فهو متكبر. . . وهل يصلح لمثل هذا الإنسان أن يناقش الله.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

5. علم الله شامل
لأَنَّهُ هُوَ يَعْلَمُ أُنَاسَ السُّوءِ،
وَيُبْصِرُ الإِثْمَ فَهَلْ لاَ يَنْتَبِهُ؟ [11]
نحن نعرف عنه أقل القليل، أما هو فيدرك كافة أسرارنا حتى الخفية عنا. هو يعرف أناس السوء حتى وإن حسبناهم أو حسبوا أنفسهم أبرارًا، وهو يبصر الإثم الذي نرتكبه خفية. الأشرار مكشوفون أمامه، والشر لا يمكن أن يُخفى عنه. “فهل لا ينتبه؟” أي هل يقف في سلبية أمام الأشرار والشر، حتى وإن غض النظر إلى حين؟
v “لأنه يعلم بطلان البشر، عندما يبصر الإثم أيضًا، فهل لا ينتبه؟” [11]… هنا يلاحظ الترتيب حسنًا، فيصف أولا البطلان أنه يُعرف، وبعد ذلك الإثم أنه يُنتبه إليه. فإن كل إثمٍ هو باطل، وليس كل بطلان هو إثم. فإننا نمارس أمورًا باطلة مادمنا نعمل ما هو زائل. في هذا يزول الشيء من أعين الممسك به، ويقال عنه إنه “باطل”. يقول المرتل: “إنما كخيال يتمشى الإنسان” (مز 39: 6)
البابا غريغوريوس (الكبير)
أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْم،ِ
وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ [12].
يقول صوفر إن الإنسان ذاته صار بعد السقوط فارغًا عديم الفهم، لأنه حرم نفسه من حكمة الله. صار “يشبه البهائم التي تُباد” (مز 49: 20). صار غبيًا كالحمار الوحشي (جحش الفرا) الذي تعود أن يسكن البرية. في غباوته يظن أنه حكيم، فلا يريد أن يخضع لأحكام الله، بل يقاوم، ظانًا أنه يعرف الحق والعدل.
ما قاله صوفر هو حقيقة سقط فيها الإنسان بوجه عام، لكن ما يشوب كلامه أنه يعني أيوب دون أصدقائه، فيحسبه في مرتبة حيوانات البرية الغبية، والتي بلا نفع. لكن إذ يتحدث عن نفسه يحسب نفسه حكيمًا، يقدم مشورة صادقة وفعالة!
v “المائت مولود المرأة كجحش البرية” [12]. يشير بهذه الكلمات إلى أيوب، مساويًا إياه بجحش البرية. إذ قال: “لأن سهام الرب في جسدي… هل ينهق جحش البرية بلا سبب، إن لم يكن باحثًا عن طعام؟” (6: 4، 5). بمكرٍ يقول صوفر: لماذا يتحدث عن مائت مولود من امرأة، بمعني عن رجل من رجل، مادام أيوب نفسه يقارن نفسه بجحش البرية. لهذا يقول صوفر: “عبثا يختفي في تعقلانه” [12]. بهذه الكلمات الباطلة التي لا جدوى منها يحدر أيوب إلى التفاهة، إذ يقول صوفر أنه يجب أن يعوي كثيرًا جدًا ولا يتنهد كثيرًا متجنبًا أن يكون إنسانًا. إنه يقارنه بجحشٍ يتضور جوعًا.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
v “الرجل الفارغ (الباطل) ينتفخ في كبرياء” هذه هي نهاية البطلان. الكبرياء يفسد القلب بالخطية فيجعله متوقحًا بالإثم، حتى بتجاهل إثمها لا تشعر النفس بالحزن على فقدانها براءتها، وتصاب بالعمى كجزاءٍ عادلٍ، وربما تنفصل عن التواضع أيضًا. كثيرًا ما يستعيد القلب لنفسه شهوات شريرة، متخليًا عن نير مخافة الرب، وكأنه يصير في حرية لارتكاب الشر. إنه يصارع ليجعل الشر في حيز العمل متساهلاً مع نفسه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن كان الإنسان قد نزل إلى غباوة بعض الحيوانات بل والحشرات، وذلك بكبرياء قلبه وتشامخه على الله مصدر الحكمة، فإن حكمة الله صار إنسانًا، لكي يرتفع به إلى الحكمة السماوية، يتمتع به ويتحد معه. بالتجسد الإلهي، خاصة بصعود السيد المسيح، ارتفعنا به من انحطاط الحيوانات إلى الحكمة السماوية.
v انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح… ويوضح بولس ذلك إذ يقول: “الذي نزل هو الذي صعد أيضًا”. وأين نزل؟! “إلى أقسام الأرض السفلى” وصعد إلى “فوق جميع السماوات” (أف 4: 9-10).
افهموا من هذا الذي صعد؟!…
إنني أتأمل في عدم استحقاق جنسنا حتى أدرك الكرامة التي نلناها خلال مراحم الرب المملوءة حنوًا. فإننا لم نكن سوى تراب ورماد…
لقد صرنا أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة، إذ صار الإنسان يقارن بالحيوانات غير العاقلة، وقد صار مثلها (مز 48: 21). وإذ يصير الإنسان هكذا مثلها إنما يكون أردأ منها. لأنها هي هكذا بحكم طبيعتها، أما عدم تعقلنا نحن الخليقة المزينة بالعقل فهذا بإرادتنا…
وهكذا عندما تسمع عن الإنسان أنه صار كالحيوانات غير العاقلة، فلا تظن أنه صار مساويًا لها، بل أحط منها. لا بمعنى أنه نزل إلى مستوى أقل منها، بل إذ ونحن بشر صرنا إلى هذه الدرجة الشديدة من الجمود…
هذا ما يعلم به إشعياء بوضوح قائلاً: “الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم” (إش 1: 3).
لكن ليتنا لا نضطرب بسبب معاصينا القديمة، لأنه حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا (رو 5: 20).
لقد رأيتم كيف صرنا أكثر غباء من الحيوانات، فهل تريدون أن تروا كيف صرنا أكثر عدم تعقل من الطيور؟!
“اليمامة والسنونة المزقزقة حفظنا وقت مجيئها. أمَّا شعبي فلم يعرف قضاء الرب” (إر 8: 7).
انظروا كيف صرنا أكثر غباء من الحمار والثور وطيور السماء واليمامة والسنونة، أتريدون أيضًا أن تروا ماذا قد بلغ إليه غباؤنا؟!
إنه يرسلنا إلى النمل لنتعلم منه الحكمة “اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيمًا” (أم 6:6).
لقد صرنا تلاميذ للنمل، نحن الذين خلقنا على صورة الله ومثاله. ولكن لم يكن خالقنا هو السبب، بل نحن السبب إذ لم نرد أن نبقى على صورته ومثاله.
ولماذا أتكلم عن النملة فقط، فإننا قد صرنا أكثر جمودًا من الحجارة؟! هل أقدم دليلاً على ذلك؟ “اسمعي خصومة الرب أيتها الجبال ويا أسس الرب الدائمة. فإن للرب خصومة مع شعبه” (ص 6: 2).
إنه يدين الإنسان مستدعيًا أسس الأرض… لأن الناس صاروا أكثر جمودًا من أسس الأرض.
إلى أي مدى من عدم الحكمة يريدون أن يصلوا بعد؟! إذ صاروا أكثر غباء من الحمار وعدم حساسية من الثور، وعدم فهم من اليمامة والسنونة، وعدم حكمة من النملة، وأكثر جمودًا من الحجارة، بل ويشبهون الأفاعي (راجع مز 58: 5)…
ولماذا أتكلم بعد عن الخليقة غير العاقلة، فإننا قد صرنا (في شرنا) ندعى أبناء إبليس، إذ يقول “أنتم من أب هو إبليس” (يو 8: 44).
ومع ذلك فبالرغم من أننا جامدو الحواس، وناكرو المعروف، وأغبياء وأكثر قسوة من الحجارة، وهكذا صار انحطاطنا وعدم استحقاقنا… لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل الخليقة!
القديس يوحنا الذهبي الفم
إِنْ أَعْدَدْتَ أَنْتَ قَلْبَك،َ
وَبَسَطْتَ إِلَيْهِ يَدَيْكَ [13].
إن كان الله لا يمكن إدراك أبعاده – إن صح التعبير – وهو صاحب السلطان، والعالم بكل شيءٍ، فمن الجانب الآخر لا يدرك الإنسان كمال الله وكمال معرفته، بل ولا حتى الأسرار الخاصة بالطبيعة البشرية. لذا لاق بالإنسان عوض نقد تصرفات الله أن يلجأ إليه بالصلاة، وينزع كل ما هو غريب عن الله من إثمٍ وظلمٍ، فيرفع الله وجهه، ويهبه بركات لا حصر لها.
إِنْ أَبْعَدْتَ الإِثْمَ الَّذِي فِي يَدِكَ،
وَلاَ يَسْكُنُ الظُّلْمُ فِي خَيْمَتِكَ [14].
يطلب صوفر – كما فعل زميلاه من قبل – أن يلجأ أيوب إلى الله بقلبه كما بسلوكه العملي، فلا يحمل رياءً ولا خداعًا، حتى يستجيب الله لصلاته.
قدم نصيحة صادقة عن التوبة، لكن لا نعلم ماذا كانت نية صوفر، هل يطلب فعلاً توبته، أم كان يود تأكيد شر أيوب وريائه.
يطلب منه أن يعد قلبه بالنقاوة وأن يبسط يديه بالمثابرة في الصلاة كمن يريد أن يمسك بالله ولا يتركه حتى يباركه، كما فعل أبونا يعقوب.
يطالبه صوفر بالكف عن الإثم، وطرد الظلم من خيمته. طلب عجيب لإنسان يقطن في مزبلة، يلبسه الدود كرداءٍ، وتحوط به القروح من أخمص قدميه إلى رأسه. أي إثم يمكن أن يمارسه بيدين تنزفان بلا توقف؟ وأي خيمة يطرد منها الظلم وهو يعيش في مزبلة؟
v كل خطية ترتكب إما بالفكر وحده أو بالفكر والعمل معًا. لهذا فإن “الإثم في يدك” هو إثم بالعمل. أما “الشر في الخيمة” فهو الظلم في القلب، فإن قلبنا يُدعى بحق خيمة، فيها نُدفن في داخلنا عندما لا تظهر أنفسنا في الخارج خلال العمل.
كان صوفر صديقًا لشخصٍ بارٍ يعرف ما يجب أن يُقال، لكنه هو نفسه إذ يحمل الشبه للهراطقة، في توبيخه لشخصٍ كهذا، لا يعرف بحق كيف يقدم حتى ما يعرفه. فإنه يأمرنا أولاً أن ننزع الإثم عن اليد، وبعد ذلك نزيل الشر من الخيمة. فإن من يقطع من نفسه كل الأعمال الشريرة الخارجية يلزمه بالضرورة أن يعود إلى نفسه، ويمتحن نفسه بحكمة من جهة قلبه، لئلا الخطية التي لم تعد تمارس بالفعل تبقي متخلفة في الفكر. لذلك حسنا قال سليمان: “هيئ عملك في الخارج، وأعده في حقلك، بعد ذلك تبني بيتك” (أم 24: 27). فإنه ماذا يعني عندما يهيأ العمل حتى يعد الحقل بنشاط في الخارج سوى أن نقتلع أشواك الشر، حتى نعمل حاملين ثمار المكافأة؟ وبعد حرث الحقل ماذا بعد ذلك من العودة إلى بناء بيتنا، سوى أننا غالبًا ما نتعلم من الأعمال الصالحة النقاوة الكاملة للحياة التي يلزم أن نبنيها في أفكارنا.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v تُعطى التوبة للبشرية كنعمةٍ فوق نعمةٍ. التوبة هي ميلاد ثانٍ من الله، ننال عربونه في العماد، ونناله كعطية خلال التوبة.
التوبة هي مدخل الرحمة المفتوح لجميع طالبيها. خلال هذا المدخل ندخل إلى الرحمة الإلهية، وباعتزال هذا المدخل لا يقدر أحد أن يجد رحمة.
إذ “أخطأ الجميع” كقول الكتاب الإلهي، “يتبرّرون مجّانًا بالنعمة” (رو 23:3-24). التوبة هي النعمة الثانية، تولد في القلب كثمر للإيمان والمخافة.
المخافة هي العصا الأبوية التي تقودنا حتى إلى عدن الروحية، لكن ما أن نبلغ هناك تتركنا وترجع.
عدن توجد في الحب الإلهي، حيث فيه فردوس كل التطويبات. هذا هو الموضع الذي فيه نال القديس بولس قوتًا فائقًا للطبيعة. إذ ذاق شجرة الحياة تعجّب قائلاً: “ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعدّه الله للذين يحبونه” (1 كو 9:2)[483].
القديس مار اسحق السرياني
v لا يوجد مرض يمكن أن يصيب النفس إلا وتُقدم له كلمة الرب دواءً. وكما توجد أدوية مركبة يقوم الأطباء بخلطها ومزجها لمعالجة الأمراض الجسدية، هكذا توجد أدوية مركبة يعدها روح الرب لمعالجة شهوات الخطية ومواجهتها، فيقدر من يشعر بالمرض أن يجد الدواء قريبًا منه، ويتمتع بالشفاء.
جميع الأمراض تُشفي بما يضادها، فالأمراض التي تتسبب من البرد تُشفي بالأعشاب الساخنة الحارة، والأمراض التي تتسبب من الحرارة تُشفي بواسطة الأعشاب المرطبة…
تعلَّم إذن من هذا أيها الحكيم، يا من تريد شفاء أمراض نفسك، وأفعل لنفسك ما يصنعه علم الطب مع الجسد. فإن الأمور التي على المستوى الخارجي قد وضعت أمام عيوننا كمثال نحتذي به بالنسبة لما يمس المستوى الداخلي، فتُشفي نفوسنا بنفس الطريقة التي تُشفي بها أجسادنا.
إذن لنُعدّ الدواء المضاد لمواجهة كل شهوة:
ضد الشك: الإيمان،
وضد الخطأ: الحق،
وضد الارتياب: اليقين،
وضد الخبث: البساطة،
وضد الكذب: الصراحة،
وضد الخداع: الصدق،
وضد الاضطراب: الوضوح،
وضد القسوة: الحنان،
وضد الوحشية: الرأفة،
وضد الشهوة الجسدية: الشهوة الروحية،
وضد اللذة: الألم،
وضد فرح العالم: فرح المسيح،
وضد الأغاني: التسابيح الروحية…
وضد الحزن: الفرح،
وضد الإعجاب والفخر بأنفسنا: الرجاء الصادق في الله،
وضد الرغبات الجسدية: الرغبات الروحية،
وضد النظرة الجسدية: النظرة الروحية…
وضد التطلع إلى الأمور المنظورة: التفكير في ما لا يُرى…
وضد الارتباط بالعائلة الجسدية (بالنسبة للراهب): الارتباط بالعائلة السماوية،
وضد الحياة في مسكن أرضى: الحياة والسكنى في أورشليم العليا.
إذًا تُشفي جميع هذه الأمراض وما يشبهها بضدها.
من يشتهي الحياة السماوية يلزمه أن يتنازل عن الأمور الأرضية المادية، لأن اشتهاء أحدهما لا وجود له في داخلنا ما لم يمت الآخر. لا تُولد شهوة الروح في أفكارنا إلا بموت شهوة الجسد، فبموت الواحد يحيا الآخر.
عندما يكون الجسد عائشًا فينا بكل شهواته ورغباته، تكون النفس حينئذ ميتة بكل رغباتها[484].
القديس مار فيلوكسينوس

اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان.

تقييم المستخدمون: 2.67 ( 3 أصوات)