مُترجَم

حوار مع دانيال والاس حول النقد النصي للعهد الجديد

حوار مع دانيال والاس حول النقد النصي للعهد الجديد

حوار مع دانيال والاس
حوار مع دانيال والاس

القراء الأعزاء،معنا اليوم عالم غير عادي، في حوار حصري لخدمة الإيمان العلمي. دانيال ب. والاس هو أستاذ دراسات العهد الجديد بمعهد دالاس اللاهوتي، والمدير التنفيذي لمركز دراسة مخطوطات العهد الجديد. والاس

 

 هو المُحرر العام للعهد الجديد في أحدث ترجمة إنجليزية، الترجمة الإنجليزية الحديثة، والتي يعرفها الكثير منكم إختصاراً بـ NET Bible. والاس يُعتبر أحد أكبر نُقاد النصي، ومن أعلى السلطات حول اللغة اليونانية القديمة والنقد النصي. مقالاته منشورة في العديد من المجلات اللاهوتية والكثير نُشِر في موقع وبشكل ما، يُعتبر والاس المُختار من المجتمع الإنجيلى ليرد على إيرمان. كمايعرف الكثيرون منكم، فقد كتب والاس مراجعات شاملة لكتاب إيرمان “سوء اقتباس يسوع”. يمكنكم قراءة مراجعاته في هذه المدونة. وهو فخر كبير أن يكون معنا بروفيسور والاس اليوم!د. دان، دعنى أولاً أهنئك بالإكتشافات المخطوطية لمركز دراسة مخطوطات العهد الجديد، التى تمت في العامين الماضيين. وأحب أن أشكرك لمساعداتك الكثيرة لنا. نحن المسيحيون العرب سعيدين بوجودك معنا بالحوار اليوم. ودعني أبدأ بطرح بعض الأسئلة الأساسية:

 

1- ما هو الكتاب المقدس؟

 

كلمة “الكتاب المقدس” Bible أتت من الكلمة اليونانية التى تعنى كتاب. لكنها أصبحت تُشير لـ “الكتاب”، وهو الكتاب الذي يستحق أن يُطلق عليه هذا اللقب أكثر من غيره. بهذا المعنى، فالكتاب المقدس هو مجموعة من 66 كتاب، 39 منها كُتِبت بالعبرية أو الآرامية، و27 باليونانية.

 

الكتب العبرية والآرامية معروفة معاً باسم العهد القديم، والكتب اليونانية باسم العهد الجديد. كتب العهد القديم كُتِبت بين الأعوام 1450 و400 قبل المسيح، وكتب العهد الجديد كُتِبت كلها في القرن الأول الميلادى. هذه الكتب معاً هى السلطة النهائية التى تمثل المرشد للمسيحيين بالنسبة للإيمان والممارسة.2- ما الذي تعنيه بأن إيماننا مبنى على المسيح، وليس على الكتاب المقدس؟

 

رغم أننى أؤمن أن الكتاب المقدس هو كلمة الله المعصومة، فهو ليس الله. لكن يسوع المسيح هو الله المتجسد. الكتاب المقدس لم يمت عن خطايانا، لكن المسيح الذي مات عنها. نحن لا نعبد الكتاب المقدس، بل نعبد المسيح. فرغم أن الكتاب المقدس مهم جداً كمرشد لنا في حياتنا، فلا يمكن أن يكون هناك علاقة بيننا وبينه. المسيحيون الأوائل – أولئك الذين سمعوا تعليم الرسل حول المسيح – لم يكن لديهم العهد الجديد، حيث أنه كان مازال في طور الكتابة. وبالنسبة لهم، كانت شهادة الرسل هى التى يعتمدون عليها ليعرفوا عن المسيح. وبالنسبة لهم، كان إيمانهم مبنى على المسيح وليس على الكتاب المقدس. واليوم، فلا يمكننا أن نعرف أى شىء عن يسوع بعيداً عن الكتاب المقدس، بعد قرون كثيرة منذ أن كان على الأرض يعيش بين تلاميذه.

 

3- يعتقد المسلمون أن الله لو أوحى لأحد الرسل أن يكتب كلمته في كتاب مقدس، فيجب عليه أن يحفظ نصه لكل كلمة فيه، أي ألا يكون هناك أي قراءات في النص بكل النسخ، وإذا كان هناك أية قراءات، فهذا يعنى أنه كتاب محرف. هل هذا حقيقى في وجهة نظرك كناقد نصي ومسيحي مؤمن حقيقي؟

 

على الجانب الأول، لا يوجد لاهوتي مسيحي يمكن أن يقول أن هذا الكلام حقيقي. الله لم يحفظ العهد الجديد بنفس الطريقة التى أوحاه بها. كل المخطوطات توجد بها أخطاء، وهذه مهمة النُقاد النصيين أن يحاولوا تحديد النص ذاته الذي كان موجوداً في المخطوطات الأصلية، النص الأصلي، عن طريق مقارنة هذه المخطوطات. وعلى الجانب الآخر، لا يوجد كتاب من العصور القديمة يُوجد له نُسخ مُطلقة. أنا مدرك أن المسلمين يعتقدون فيما قلته، ولكنه ببساطة غير حقيقي. لذا إذا كنا سنقول أن الكتب المقدسة للدين الحقيقي يجب ألا يكون بها أخطاء في نسخها، فلا يوجد إذن أى دين حقيقي. أخيراً، يجب أن أقول أنه حتى لو أن مخطوطات العهد الجديد الأصلى لم تُحفظ، واندثروا في الرمال منذ قرون، فهذا لا يساوي القول بأن النص الذي كان في هذه المخطوطات مفقود اليوم. غالبية نُقاد النص يقولون أنه لا يوجد أية حاجة أبداً لـ “التنقيح الحدسى”، أى التخمين حول ما الذي قاله النص الأصلي دون اللجوء للمخطوطات. وبهذا الشكل، أنا أقول أن الله حفظ بالفعل الكتاب المقدس.

 

4- إذا كان هناك “تغيير” في نص العهد الجديد، في أي من مخطوطاته، فهل هذا يعني أنه كان هناك فرصة لأن تُخترع العقائد المركزية للمسيحية في نقطة ما مظلمة في انتقال النص، كالقرن الثانى مثلاً، من خلال تغييرات “غير معروفة” في النص؟ وبالمناسبة، هذه هي الأجندة الإسلامية.

 

احتمالية حدوث هذا الأمر شبه مستحيلة. فالعقائد الأساسية للإيمان المسيحي منسوجة عبر كتب العهد الجديد بطريقة تجعل افتراض أن هذه العقائد الأساسية لم تكن موجودة في المخطوطات الأصلية من قبل، يعنى أنه كانت هناك مؤامرة مبكرة وواسعة النطاق لوضعهم في المخطوطات. ولكن لا يوجد أى دليل على أن المسيحيين مارسوا هذا النوع من التحكم في المخطوطات. العهد الجديد نُسِخ، تُرجِم، وانتشر سريعاً جداً وبشكل واسع جداً لدرجة أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يتحكم فيه. لقد كان مرتبطاً بحياة الكنيسة. لقد نما الإيمان المسيحي سريعاً جداً لدرجة أنه في خلال خمسة عشر سنة من صلب يسوع، كان على الإمبراطور الرومانى كلاوديوس أن يطرد اليهود خارج روما لأنهم كانوا يثيرون مشكلات مع أتباع المسيح. لقد انتشر الإنجيل سريعاً، وكذلك انتشرت نسخ مخطوطات العهد الجديد. ورغم أنه كان هناك أخطاء كثيرة في المخطوطات خلال القرن الثانى، فإن حقيقة أن هذه الأخطاء نتجت تحت ممارسات نسخ غير مُسيطر عليها، تخبرنا أنه لم يكن هناك مؤامرة.على الجانب الآخر، العهد الجديد تُرجم مبكراً جداً وفى أغلب الأوقات، لدرجة أنه كان أكثر كتاب منتشر في العالم. وقد تُرجم بدقة لأن المسيحيين آمنوا أن فهم العهد الجديد هو أمر ضروري للحياة. دليل آخر على أن العقائد الرئيسية هى جزء من وثائق العهد الجديد الأصلية، هو كتابات الآباء الرسوليين، وهم الذين تعلموا على أيدى الرسل أو على أيدي تلاميذهم. كتاباتهم ترجع إلى أواخر القرن الأول وبدايات القرن الثانى. وهم يثبتون بوضوح إلوهية المسيح. الآن، إذا كان العهد الجديد في أصله لم يعلم بهذا، فمن أين أتوا بهذه الفكرة؟5- أنت وعلماء آخرين قلتم أن إيرمان لديه غرض شخصى. لماذا قلت ذلك؟

 

غالبية اللاهوتيين الليبراليين يأتون من الأصولية الإنجيلية. هم يرفضون الإيمان لاحقاً، ولكن غالباً ما يكون ذلك في الدراسة اللاهوتية الجامعية. الواقع الأليم هو أن الكثير منهم تعلم على يد قساوسة وأساتذة إنجيليين لم يتصارعوا بأمانة مع الأسئلة التى أزعجت هؤلاء التلاميذ. وحينما وجدوا أنه لا يوجد إجابة، رفض هؤلاء التلاميذ الإيمان المسيحي، والكثيرين منهم أصبحوا أساتذة كتابيون ولاهوتيون. شعروا أنهم ضُحِك عليهم، لذا يقضون بقية حياتهم في كشف هذه الأكاذيب. وللأسف، فإن غضبهم هذا مُبرر بالفعل. فالقادة المسيحيون لم يتعاملوا مع الموضوعات المتعددة بشكل كافي. لكن هذا لا يعنى أنه لا توجد إجابات متوفرة! ولكن بالأحرى، يعنى أن القادة المسيحيون كانوا غير مستعدين لفحص البيانات بأنفسهم، أو أنهم اعتقدوا أن تلاميذهم لن يستطيعوا تحمل الإجابات. إيرمان درس على يد واحد من أكبر علماء العهد الجديد في القرن العشرين، د. بروس ميتزجر. ميتزجر كان مسيحي تقي أجاب بصبر على أسئلة تلاميذه، ولم يكن يخجل من أى من الأسئلة الصعبة. وبهذا الشكل، فلا يوجد أى عذر لإيرمان. فقد أصبح ليبرالى لاهوتياً بعكس التعليم الذي تلقاه. وإيرمان يزعم أن الألم الموجود في العالم هو الذي أدى به أخيراً لرفض الإيمان المسيحي. هو الآن لاأدرى، وهذا يعنى أنه غير واثق إذا كان الله موجود، ولكنه واثق أنه لو كان موجود، فهو ليس إله الكتاب المقدس. ولاأدرية إيرمان لا يجب أن تسعد المسلمين، حتى لو كانوا يحبون أن يستشهدوا به كتصديق على رؤيتهم للعهد الجديد على أنه أُفسِد. فلماذا إذن لا يذكر المسلمين أنه لا يؤمن بإله العهد القديم وإله العهد الجديد، وإله القرآن؟

 

6- أخبرنا عن العمل ما بعد الحديث الذي قام به إيب، باركر، وإيرمان، وكيف نجيبهم.

 

ايلدون ايب، ديفيد باركر، وبارت إيرمان، هم من أكبر نُقاد نص العهد الجديد. كل منهم اعتنق رؤية ما بعد الحداثة للحياة في السنوات الحديثة. هذا يعنى أنهم لا يؤمنون بحقائق مطلقة وأنهم غير معنيين بإعادة تكوين نص مخطوطات العهد الجديد الأصلية بشكل خاص. لكن اهتمامهم تحول للنظر لكيفية قيام النُساخ القدامى بتغيير النص، وما الذي يمكن أن تخبرنا به هذه التغييرات عن المجتمعات المسيحية التى حدثت بها هذه التغييرات. أحد مشكلات هذه الرؤية هى أنها تفترض أن صياغة النص الأصلى لا يمكن إعادة تكوينها. كمثال، في كتاب إيرمان اللامع، الإفساد الأرثوذكسى للكتاب المقدس، لكى يقوم بنقد القراءات الثانوية، أى الصياغات الغير أصلية، فعليه أن يعرف ما هي القراءة الأصلية. وتقريباً كل صفحة في هذا الكتاب تضع فرضية أن الصياغة الأصلية يمكن إعادة تكوينها. مشكلة أخرى في طريقة ديفيد باركر: أنه يؤمن أن القراءات مُوحى بها، تماماً كالنص الأصلى. وبالنسبة له، فإن الروح القدس عمل في المجتمعات المسيحية المختلفة بنفس الطريقة التى عمل بها في الرسل الذين كتبوا الكتب المقدسة. لكن هذه الرؤية مخالفة تماماً لما آمن به المسيحيين الأوائل أنفسهم. كمثال، الآباء الرسوليين وضعوا فارق واضح بين سلطة كتاباتهم وسلطة كتابات الرسل.

 

7- هل نحن واثقون أن النص الأصلى للعهد الجديد، يحتوي بوضوح على عقيدة الثالوث ولاهوت المسيح؟ بكلمات أخرى، هل يمكننا التأكد من أن النص الأصلي للعهد الجديد، احتوى على أعداد ونصوص، تعلم بالثالوث ولاهوت الرب يسوع المسيح؟

 

إلى حيث يمكن أن نصل بالثقة التاريخية، فإن الشهادة التى نملكها حول التعليم الأصلي للعهد الجديد، هي راسخة بشدة أكثر من أية وثائق يونانية رومانية أخرى. متوسط نُسخ الكاتب الكلاسيكي اليوناني أو اللاتيني أقل من عشرين نسخة لكتاباته. والبعض له نسخة واحدة أو اثنين. ولكن حتى بفرض وجود عشرين نسخة، فالعهد الجديد له نُسخ أكثر من ذلك بألف مرة، بما فيهم النُسخ المكتوبة باليونانية، اللاتينية، السيريانية، العربية، القبطية…إلخ. ليس هذا فحسب، لكن أقدم نسخ العهد الجديد تأتي في خلال عقود من كتابة العهد الجديد، بينما متوسط أقدم نسخ الكتاب الكلاسيكي تأتي بعد نصف ألفية! وكما قلت بالأعلى، فقد آمن الآباء الرسوليين بلاهوت المسيح، ومن المرجح جداً، أنهم استقوا هذا التعليم من العهد الجديد والرسل، أكثر من فرض وجود نوع ما من مؤامرة سرية أنتجت هذا الإعتقاد. والأمر نفسه ينطبق على الثالوث. حتى بارت إيرمان، اعترف أن هذه الحقائق الرئيسية غير مُختلف عليها في واقع النقد النصي. وهذا يعني أنه من الممكن أن يختلف معهم أى فرد، ولكنه يجب أن يفعل ذلك على أساس التفسير، أو ببساطة فقدان الإيمان فيما يقوله العهد الجديد. وبالمناسبة، حول تفسير بعض من هذه النصوص، يمكن لقراءك أن يعلموا بأنني كتبت كتاب بعنوان: قاعدة جرانفيل شارب وعشيرتها: الدلالات اللفظية والأهمية، والذي نُشِر بواسطة دار بيتر لانج في بداية هذا العام. هذا الكتاب يتعامل مع نصين هامين جداً يرتبطون بلاهوت المسيح. بروفيسور س. ب. د. مول من جامعة كامبريدج أخبرنى أنه اعتقد بأنني قد برهنت بشكل مُطلق في هذا العمل، على أن العهد الجديد يقرر بالفعل لاهوت المسيح. كذلك، لدراسة عامة أكثر حول لاهوت المسيح، فأنصح بالكتاب الرائع حول هذا الموضوع: وضع يسوع في مكانه، بقلم روب بومان وايد كوموزيسويسكى، نُشِر في دار كريجل.

 

8- هل النقد النصي مُضاد للكتاب المقدس؟ هل تعتقد أن النقد النصي يُمكن أن يُستخدم لإثبات أن العقيدة الحالية في العهد الجديد تنحدر من النص الأصلي؟

 

النقد النصي ليس مُضاداً على الإطلاق للكتاب المقدس، بل العكس هو الصحيح! فمهمته هو إعادة تكوين المخطوطات الأصلية، فلو هناك شيء يُقال، فهو كثير جداً لصالح الكتاب المقدس. بالإضافة إلى ذلك، فتجسد المسيح هو المفتاح لأي نوع من النقد الكتابى. فالتجسد يطلب منا بشكل رئيسى أن نسأل الأسئلة التاريخية القاسية عن الكتاب المقدس. وفعل أقل من هذا فهو عدم أمانة للمسيح. فبعكس كل الديانات الرئيسية في العالم الأخرى، فالدين الذي يقدمه الكتاب المقدس يدعو للبحث التاريخى. من السيئ جداً للناس أن يتبعوا الكتاب المقدس بشكل أعمى دون أن يفحصوا حقيقة ادعاءاته، تماماً مثل رفض شهادة الكتاب المقدس عن المسيح والله. هؤلاء الذين يتبعون الكتاب المقدس بشكل أعمى غالباً ما يفقدون إيمانهم حينما يشتد التيار، وأولئك الذين يرفضون شهادة الكتاب المقدس بسبب البحث التاريخي، فهم لم يفحصوا الدليل بعقل منفتح بشكل عام. وحينما نأتي للبحث التاريخي، فإن كلمة “إثبات” Prove، هى كلمة قوية لأبعد الحدود.حسناً، هناك جزء – في الحقيقة جزء كبير – من الإيمان المسيحي كله حول الإيمان. ولكن المسيحية الأصيلة لا تأخذ وثبة عمياء في الإيمان، لكن بالأحرى هى خطوة في الإيمان. لا، أنا لا أعتقد أن النقد النصي يُمكن أن يُستخدم في إثبات أن العقائد الحالية تنحدر من النص الأصلي بثقة مئة في المئة. ولكن أنا أعتقد أن أي رأي آخر يستند على دليل واه، بينما الدليل على أن ما يعلمه الكتاب المقدس اليوم هو نفسه الذي علمته الأصول هو دليل راسخ جيداً. وبشكل جوهري، فبعيداً عن عمل الروح القدس في حياتنا، لن نؤمن، مهما كان الدليل قوى.

 

9- في عام 2002 قمت بتأسيس مركز دراسة مخطوطات العهد الجديد، فأخبرنا عن أهدافه وبعض التفاصيل حول إنجازاته.

 

مركز دراسة مخطوطات العهد الجديد له هدفين رئيسيين. أولاً، أخذ صور رقمية من كل مخطوطات العهد الجديد اليونانية المتوفرة تقريباً. ثانياً، تحليل هذه الصور لتساعدنا في إعادة تكوين صياغة مخطوطات العهد الجديد الأصلية، بأقصى ما يمكن للجهد البشرى. وفى خلال السبع سنوات لوجود المركز، قمنا بأخذ أكثر من 125,000 صورة رقمية. عشرات الآلاف من الصور موجودة على موقعنا

 

كذلك فقد اكتشفنا نحو80 مخطوطة للعهد الجديد، أكثر مما اكتشفه بقية العالم في نفس الوقت. أخبار المخطوطات التى اكتشفناها في ألبانيا في عام 2007 تم التقرير عنها بنحو100 صحيفة حول العالم. وفى مايو 2009، ذكرت جريدة وول ستريت Wall Street، ثانى أكبر صحيفة في أميركا، مركز دراسة مخطوطات العهد الجديد في مقال يتكلم عن تصوير المخطوطات القديمة رقمياً. وفى العام الماضي، زرنا عشرة دول وصورنا أكثر من 60,000 صفحة من المخطوطات.10- كيف نستطيع مساعدة مركز دراسة مخطوطات العهد الجديد في مهمته النبيلة؟

 

أولاً، الصلاة. صلوا أن الرب يفتح لنا أبواب مؤسسات متنوعة لنذهب ونصور مخطوطاتهم. صلوا أن الدعم المالي الذي نحتاجه يتوفر. الأميركيون الذين يتبرعون للمركز بإمكانهم اعتبار تبرعاتهم تسديد لضرائبهم. صلوا أن نجد المزيد من المتطوعين الذين يستطيعون مساعدتنا في مهمتنا. ثانياً، إذا كان هناك أحد من قراءك يعرف عن مخطوطات للعهد الجديد في مكانه، فليخبرنا عنهم. نحن دائماً نبحث عن المخطوطات التى تحتاج للتصوير. ثالثاً، إذا كان هناك أى من قراءك يعرف اليونانية ويحب أن يساعدنا في تحليل المخطوطات، فليراسلنا على

 

نحن دائماً نبحث عن متطوعين أكثر!11- علاقتك بالنقد النصي تمتد لـ 35 عام، كيف أثرت كل هذه السنون من البحث العلمي في إيمانك؟ هل أصبحت أكثر أو أقل إيماناً بالكتاب المقدس؟

 

المعرفة عن كل القراءات النصية قد فتحت عينيّ بالتأكيد. مثل كل المسيحيين، لقد افترضت بحماقة أن الكتاب المقدس قد حُفِظ بطلاقة. وحينما عرفت أن ليس هذا هو الحال بدأت في البحث. وفى الكلية بالذات، تصارعت مع بعض الأسئلة الجادة جداً المتعلقة بنحو ونص العهد الجديد. وما ساقني في دراساتي في العهد الجديد، أكثر بكثير من أى شيء آخر، هو الرغبة في معرفة ما إذا كان العهد الجديد الأصلي قد علّم بالفعل أن المسيح هو الله. وعبر السنين، أصبحت أؤمن أكثر وأكثر أنه يعلّم بالفعل أن المسيح هو الله. إجمالاً، أقول أن أشياء أقل أصبحت مركزية في تفكيري وإيماني عن الكتاب المقدس، ولكنني أصبحت أملك قناعات أقوى عنهم. الإعتقاد بلاهوت المسيح، الخلاص بالإيمان، قيامة يسوع المسيح بالجسد، وآخرين قليلين.

 

12- ما الذي تقوله للذين يحاولون إستخدام كتاباتك، ليقولون أن نص العهد الجديد الحالى يختلف تماماً عن أصله، وأن التعليم الحالي للكتاب المقدس، شاملاً العقائد الجوهرية للمسيحية، ليس أصلياً، ولكنه نتيجة لكيف تغير نص العهد الجديد خلال الـ 2000 سنة الماضية؟

 

أقول أنهم ينتخبون مما أقوله أنا حقاً. يستخدمون كلماتى خارجاً عن السياق أو أنهم يقدمون جزءًا من الدليل الذي أقدمه فقط. هذه ليست أمانة.

 

13- ما الذي تقوله لأي مسيحي قد يكون قلق حول نص العهد الجديد وانتقاله؟ هل هناك أى سبب للقلق حول العهد الجديد، نصه والأخبار السارة به؟

 

أولاً، هذا المسيحي يحتاج أن يقرأ أكثر. اقرأ الدليل المطروح على ناحيتى الإحتجاج معاً. ناقش هذه الكتب مع أصدقاءك، مسيحيين وغير مسيحيين. لا تنظر فقط لجانب واحد من الدليل. قم بواجبك! وفى النهاية، إذا تصارعت حقاً مع الدليل بأمانة، فأنا مقتنع أنك لن تجد أى شىء يثير القلق حوله. إيماننا مبنى على أساس صلب. لقد أعطيت محاضرة حول هذا الموضوع، قُدِمت للمستمعين العامة، بعنوان:”هل ما نملكه اليوم هو ما كتبوه آنذاك”؟ المحاضرة صُوِرت فيديو على دي في دي وهى متوفرة في

 

 بسعر رخيص.14- ما الذي تقوله لأي مسلم متشكك يؤمن بتحريف العهد الجديد؟

 

سوف أقول له نفس ما قلته للمسيحي: أقرأ وجهتي الدليل، وكن متفتحاً لما يشير له. بالإضافة إلى ذلك، هناك كتاب سيصدر خلال عام أو اثنين للدكتور كيث سمول. هذا الكتاب يقارن بين النقد النصي للعهد الجديد مع النقد النصي للقرآن. حينما يصدر هذا الكتاب، اقرأه! وهو مبني على رسالة الدكتوراه لدكتور سمول الذي أكملها فقط هذه السنة. أنه أمر هام جداً للمسلم أن يسأل نفس الأسئلة للقرآن، التى يسألها للعهد الجديد. وإن لم يقم بذلك، فهو ليس أميناً لإيمانه الشخصى ولا تجاه المسيحية.

 

15- أخيراً، ناقشت اختبارك الروحي مع ابنك في كتاب “من يخاف من الروح القدس؟”، وأحب أن أعرف كيف حاله الآن؟

 

آندي بخير، شكراً لسؤالك عليه. لقد تخرج من جامعة كبيرة في الولايات المتحدة عام 2007. رغم أنه رأى العديد من أصدقاؤه المقربين يموتون بالسرطان (الذي أصابه هو أيضاً)، فإن إيمانه قوي. اعتقدنا أننا سنفقده حين أُصيب بالسرطان وهو بعمر ثمانية أعوام. ولكن الرب عمل في حياتي، وذكرني أنه السيد على كل شيء وطيب نحو أبناؤه. هذا لا يعنى أن الله لن يسمح بأشياء سيئة تحدث لنا وأوقات صعبة تمر علينا، ولكنه يعنى أن أهدافه في حياتنا أبعد مما نستطيع أن نرى. ولو أن الرب كان قد أخذ آندي إليه، كنت سأظل أمجده لأننى أعرف أنه هناك المزيد لنحياه أكثر مما يمكن أن يُوجد على هذا الكوكب. آندي يعمل الآن كمنقح أفلام في معسكر الصليب المسيحي.

 

شكراً د. دان لوقتك الذي قضيته معنا. العديد من أعمالك أصبحت مُتاحة للقراء العرب والمزيد قادم. نحن مدينين لك بالكثير من تصريحات دور النشر لترجمة هذه الأعمال وغيرها. صلي من أجل خدمتنا في مصر والشرق الأوسط.

 

القراء الأعزاء، كان هذا هو إيمان أحد أكبر رجال النقد النصي في العالم. دائماً ما يلهمني، ليس في النقد النصي فقط، ولكن حتى في الحياة الروحية. لقد تعرض والاس لتجارب رهيبة يشيب لها الولدان. أُصيِب ابنه بالسرطان وعاش أمر أوقات حياته في ذلك الوقت، وتقابل مع الله. لم يكن يريد نظرية أو فكرة، كان يريد واقع وشخص حي يوجد اتصال به. خرج من هذه التجربة بإيمان قوي وكان السبب في إدراكي أن العلم لن يصل بنا إلى الله. كانت جملته:”الدليل لن يعبر الفجوة التى بيننا وبين الله”، جملة صادمة زلزلت كياني. فمثلي الأعلى في النقد النصي هو الذي يقول ذلك! بعد ذلك بشهور طويلة أدركت ما كان يُشير له هذا الرجل!

 

نحن لنا رجاء أعظم…

 

فادي فهمي

حوار مع دانيال والاس حول النقد النصي للعهد الجديد