الرد على أحمد سبيع

“ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا” ما بين بولس وجهل أحمد سبيع (كورنثوس الاولي 7: 25!)

“ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا” ما بين بولس وجهل أحمد سبيع (كورنثوس الاولي 7: 25!)

الرد على شبهة "ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا" ما بين بولس وجهل أحمد سبيع (كورنثوس الاولي 7: 25!)
“ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا” ما بين بولس وجهل أحمد سبيع (كورنثوس الاولي 7: 25!)

“ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا” ما بين بولس وجهل أحمد سبيع (كورنثوس الاولي 7: 25!)

 

كالمعتاد طالعنا المعترض بشبهة قديمة تبقي في جبينه الأكاديمي كوصمة للجهل فيقول جاء في كورنثوس الأولى 7: 25 وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهنّ، ولكني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أميناً». بولس يعطي رأيًا فأين هو الوحي وما دخلنا برأي بولس؟

لفهم النص ينبغي أن نطلع على ما جاء في كورنثوس الاولى 7: 10 وأما المتزوجون، فأوصيهم، لا أنا بل الرب: ألا تفارق المرأة رجلها. 11 وإن فارقته، فلتلبث غير متزوجة، أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها.
يميز هنا الرسول بولس كلامه عن كلام المسيح خلال خدمته الأرضية لذلك يقول بشكل مباشر في العدد 10 إنه سيتكلم بكلام المسيح وليس كلامه.

ثم سيميز كلامه عن كلام المسيح بقوله فأقول لهم أنا لا الرب. لكن لماذا أراد بولس قول هذا؟ لأن في هذه الكنيسة نشأت مشاكل لم تكن واردة في ايام خدمة المسيح الأرضية فلم يتناولها الرب يسوع المسيح في كلامه عن الزواج. فلم تكن هذه المشاكل واردة لكن بعد ذلك حينما امتدت الكنيسة للأمم طرأ أمور جديدة هذه الأمور لم تكن أيام خدمة المسيح الأرضية.

يقول كتاب:

The NKJV Study Bible. 2007 (1 Co 7:25-40). Nashville, TN: Thomas Nelson.

يميز بولس الرسول بين كلماته وكلمات المسيح.

ويقول كتاب:

Bruce, F. F. (1979). New International Bible commentary. “Formerly titled New international Bible commentary and The international Bible commentary”–T.p. verso. (1363). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.

المسيح لم يتكلم بشكل محدد حول هذه المسألة، هذا النص لا يشير إلى أن بولس متشكك في كلامه بل هو يتكلم بالروح القدس بحسب العدد 40 من نفس الأصحاح فالأمر لا ينبغي أن يأمر الرسول بولس لأنه جعل على الأفراد هم من يقررون بأنفسهم من عدة خيارات.

هل قال بولس إني لا أتحدث بالروح القدس! هل إذا تكلم طبيب في موضوع مستجد طبياً وفرَّق بين الأمر الأصلي والأمر المستجد! يدل أن هذا لا يمتهن مهنة الطب!

فقد علَّم الرب يسوع في خدمته الأرضية عن الزواج. ورسالة كورنثوس كُتبت في وقت مبكر. فإذا نشأت مسائل جديدة تحتاج لحلول في الكنيسة؛ فبولس أراد أن يوضح أن هذه المسائل لم تكن معالجة من خلال كلام الرب يسوع في خدمته الأرضية إذ لم تكن موجودة. فأظهر تباين بين ما تكلم عنه وما تكلم عنه الرب يسوع. فلم يقل بولس أنا أعطي رأيي بدون الروح القدس فبقراءة النصوص بدقة تتضح الرؤية.

كانت كنيسة كورنثوس تمر بمشاكل وضيقات شديدة تتعلق بالزواج، فمشاكل خاصة بإيمان زوج دون زوجته وإيمان زوجته دون زوجها. مما نشأت حالة من الاضطهاد والضيق في هذه الكنيسة فهذه الأسئلة هي وليدة زمن الضيق يجيب عنها بولس. فهل يتزوج الشخص بسبب الضيقات الحالية؟

يقول لنا كتاب:

Toppe, C. (1987). 1 Corinthians. The People’s Bible (70). Milwaukee, Wis.: Northwestern Pub. House.

كان المسيحيون في كورنثوس يعانون من الاضطهاد وكانت أوقات عصيبة عليهم. لذلك من الأفضل تأخير الزواج. فالذين سيتزوجون سيلاقون مشاكل كثيرة. فتكلم بولس كمن رحمه الله مظهرًا أنه أمينًا وجديرًا بالثقة. أي يمكن الوثوق بما يقوله.

 

في كورنثوس الأولى 7

٢٥‏وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا.

٢٦‏فَأَظُنُّ أَنَّ هذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ، أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هكَذَا:

٢٧‏أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.

٢٨‏لكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلكِنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.

 

يقول لنا كتاب:

Beet, J. A. (1999). Beet’s Commentaries: 1 Corinthians (electronic ed.) (1 Co 7:25). Albany, OR: Ages Software.

يقول كتاب:

Wesley, J. (1999). Wesley’s Notes: First Corinthians Wesley’s Notes (1 Co 7:25). Albany, OR:

 

نحن نعلم أن الرسل لم يكتبوا أي شيء بعيدًا عن الروح القدس. فكان لديهم إلهام خاص ووصايا خاصة، فكتبوا على ضوء النور الإلهي. من خلال كنز الله الدائم. فلم يكن لهم آراء شخصية بل أمور الهية.

 

رفض بولس التكلم بسلطانه الرسولي. بحسب كلام المرجع أي إنه بتواضع شديد وليس بذاتٍ قال هذا.

ويقول بولس إنه سيتكلم في هذه المسألة ليعالجها لأنها لم تكن واردة في خدمة المسيح الأرضية. ويتكلم بأمانة وبالروح القدس ويقول كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا. وإذا تعب المعترض نفسه واطَّلع على الأصحاح لعَلِم أن بولس يقول نصاً إنه يتكلم بالروح القدس! لكنه لا يكلف نفسه عناء القراءة.
كورنثوس الاولي 7: 40 وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.

يقول كتاب:

Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures (2:519). Wheaton, IL: Victor Books.

ويقول كتاب:

Calvin, J. (1998). Calvin’s Commentaries: 1 Corinthians; Calvin’s Commentaries (1 Co 7:25).

لم يتكلم بولس في أمر مشكوك فيه لكنه يتكلم بنوع من اليقين. فالكلمة اليونانية γνώμη لا تعني مجرد رأي بل رأي حاسم.

كان بولس يتكلم بالروح القدس وكلامه موثوق منه مثل كلام المسيح بحسب العدد 40 من نفس الأصحاح.

 

فيتحدث بولس هنا بلغة أدبية ساخرة، فكان أهل كورنثوس معتقدين أن لهم درجة روحانية عظيمة لدرجة أنهم كانوا يعتقدون أن لديهم مواهب روحية عظيمة فوق الجميع. فبولس يتحدث بلهجة ليجعلهم يفهمون هل هم يتكلمون بروح الله أم هو؟! مميزاً نفسه عنهم. فلم يقل أتكلم بروح الله بل أظن أنني أتكلم بروح الله ليميز نفسه عن ادعائهم التحدث بالروحيات. لذلك عندما نرجع لرسالة كورنثوس الأولى 2: 13 يقول القديس بولس نفس الامر 13الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.

هنا يؤكد بولس أنه يتكلم بالروح القدس وليس بالحكمة الإنسانية ويقول قارنين الروحيات بالروحيات.
لذلك قال الرسول بولس أيضا في كورنثوس الأولي 14: 37 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْسِبُ نَفْسَهُ نَبِيًّا أَوْ رُوحِيًّا، فَلْيَعْلَمْ مَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكُمْ أَنَّهُ وَصَايَا الرَّبِّ. 38 وَلكِنْ إِنْ يَجْهَلْ أَحَدٌ، فَلْيَجْهَلْ! فبولس يؤكد انه يتكلم بوصايا الرب!

 ويقول بولس الرسول إنه يمكنه أن يتكلم في القضايا التي لم تكن في زمن المسيح. لأنه يتكلم بروح الرب القائم من بين الأموات وهو ما جاء في تسالونيكي الاولي 2: 13‏مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ.

ويقول في تسالونيكي الاولي 4: 1 إنه يعطيهم وصايا الرب يسوع المسيح بنفسه١‏فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ. ٢‏لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَيَّةَ وَصَايَا أَعْطَيْنَاكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. وفي نفس الاصحاح يقول ٨‏إِذًا مَنْ يُرْذِلُ لاَ يُرْذِلُ إِنْسَانًا، بَلِ اللهَ الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا رُوحَهُ الْقُدُّوسَ. فبولس يعلم تماماً أنه يتكلم تحت قيادة الروح القدس وسلطانه. فبولس يعطي خيارات ويقول لهم إنهم لم يجدوا هذا في وصايا المسيح لأنه أمر مستجد على الكنيسة فبعض الإجابات تتطلب خيارات مثلما فعل المسيح في متي 19 : 12‏لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ”.

فإذا رغب الشخص في الزواج يتزوج وإذا رغب في البتولية (إخصاء نفسه لأجل الملكوت) متاح أيضاً فمن يفعل هذا أو ذاك ليس خطية. وهو نفس ما فعله القديس بولس وضع خيارات من يسير عليها ليس عليه خطية. وقد قال في كورنثوس الثانية 13: 3 إن الرب يسوع يتكلم من خلاله. ٣‏إِذْ أَنْتُمْ تَطْلُبُونَ بُرْهَانَ الْمَسِيحِ الْمُتَكَلِّمِ فِيَّ، الَّذِي لَيْسَ ضَعِيفًا لَكُمْ بَلْ قَوِيٌّ فِيكُمْ. بعد ذلك نري أن بولس لا يقدم رأي غير موحى به أو غير ملهم من الروح القدس. أو آراء تحتمل الصواب والخطأ. بل يتكلم بالروح القدس كأمينًا أي كجدير بثقة كمن رحمه الله.

ليكون للبركة.