عام

خيمة الاجتماع – خيمة الشهادة – مسكن الله مع شعبه

خيمة الاجتماع – خيمة الشهادة – مسكن الله مع شعبه

خيمة الاجتماع – خيمة الشهادة - مسكن الله مع شعبه
خيمة الاجتماع – خيمة الشهادة – مسكن الله مع شعبه

تمهيد

نلاحظ أنه من ابتداء الإصحاح 25 من سفر الخروج يتم سرد تفاصيل عن خيمة تختص بحضور الله وسط شعبه الخاص ليُشاركهم مجده ويتقبل منهم عبادتهم بعد أن أخرجهم بذراع رفيعة من أرض العبودية بخلاص عظيم وأتى بهم إلى البرية ليقدسهم بدم العهد الذي قطعه معهم على جميع الأقوال التي سلمها لهم على يد موسى النبي، لأن من المستحيل أن يسكن الله وسط شعبه ويحدث لقاء حي وسط أرض غريبة، التي تُعبِّر عن أرض العبودية أو وجود ملك آخر ذات سلطان وسيادة غير الله بشخصه وذاته !!!فليس من السهل أن يحل الله وسط شعب من الشعوب، وخاصةً إذا كان لا يعرفه.

 

ولو نظرنا نظرة سريعة متعمقة في عُمق التاريخ وفي تلك الفترة وما قبلها لوجدنا الإنسان عموماً قد أفسدته الخطية التي تسلطت عليه بالموت فأظلمت فكره بالتمام، فصارت متسلطة على كل أعضائه فصارت آلات إثم، حتى أصبحت كل أعماله أعمال فساد تام، حتى أن غرائزه الطبيعية صارت حيوانية مشتعلة بالشهوات فصار جسده متسلطاً على تفكيره وسلوكه، والنتيجة أن قلبه تلوث ولم يعد يقبل الحق المُعلن في الخليقة، وهبط تفكيره وانحط للتراب إلى الدرجة التي فيها خضع وعبد الحشرات والزحافات والبهائم، وبالطبع لم تكن هذه حالة فرادى أو شعب من الشعوب، بل هكذا كان الإنسان:

[لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم. إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم واظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء.

وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات. لذلك أسلمهم الله أيضاً في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم. الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد آمين. لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور أيضاً تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق.

وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. مملوئين من كل إثم وزنى وشر وطمع وخبث، مشحونين حسداً وقتلاً وخِصاماً ومكراً وسوءاً. نمامين، مفترين، مبغضين لله، ثالبين، متعظمين، مُدَّعين، مبتدعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة. الذين إذ عرفوا حُكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت لا يفعلونها فقط بل أيضاً يُسرون بالذين يعملون] (رومية 1: 18 – 32)

 

ولكي يرفع الله الإنسان من هذه الحالة البائسة ويُحرره من سلطان الخطية المُدمرّ للنفس فكان لابد من أن يبدأ بوحدة متجانسة، فيكوَّن شعباً يجمعه تحت قانون خاص ويعزله عن باقي الشعوب، ثم يتعهده بالتعليم مثل الولد الصغير إلى أن يبلغ به إلى المستوى البشري الكامل حتى يتمم تدبير الخلاص، وهذا ما بدأ أن يصنعه الله في العهد القديم بطول أناة وصبر عظيم.

فأخرج إبراهيم من أرضه وعشيرته [وقال الرب لإبرام أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك] (تكوين 12: 1)، وبارك نسله ثم نقلهم لمصر، حتى تعلموا جميع فروع الحياة واكتسبوا شيئاً ليس بالقليل من حضارة المصريين وعرفوا الزراعة والنسيج والصباغة والنحت والبناء والنجارة وطب وحكمة… الخ؛ ثم بعد ذلك عزلهم الله في البرية بعيداً عن كل المؤثرات الوثنية، لأن كيف يُعلِّم الله الشعب وهو وسط أُناس ملوثون بالخطايا: 

 

[فكلم الجماعة قائلاً اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاة ولا تمسوا شيئاً مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم] (عدد 16: 26)

[اعتزلوا، اعتزلوا، اخرجوا من هناك، لا تمسوا نجساً، اخرجوا من وسطها، تطهروا يا حاملي آنية الرب] (إشعياء 52: 11)

[اخرجوا من بابل، اهربوا من أرض الكلدانيين، بصوت الترنم أخبروا، نادوا بهذا، شيعوه إلى أقصى الأرض، قولوا قد فدى الرب عبده يعقوب] (إشعياء 48: 20)

[كيف نُرنم ترنيمة الرب في أرضٍ غريبة] (مزمور 137: 4)

[أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله، فمن أراد أن يكون مُحباً للعالم فقد صار عدواً لله] (يعقوب 4: 4)

[لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد] (1يوحنا 2: 16)

 

لذلك نجد أن الله بعدما أكمل الخطوات التمهيدية بعزل الشعب تماماً وإخراجهم للبرية وبدأ في تربيتهم فيها كما يُربي الأب طفلاً عزيزاً له، وذلك لإعداده لقبول الإيمان الحقيقي بالله ومعرفة الأصول الأولى للخلاص والفداء وتذوق مبادئ الحرية الأولى، أعطاهم أول عطية وأعظمها هي الخيمة، ويُطلق على هذه الخيمة [المسكن]، وذلك لأنها تُعبَّر عن سكنى الله وسط شعبه، ولذلك تم سرد تفاصيل دقيقة عن شكل الخيمة ومواصفتها ومحتويتها وكيفية تصنيعها، فنرى – بوضوح – أن الله أظهر لموسى شكل المسكن ليُقيم مثالاً له:

 

[بحسب جميع ما أنا أُريك من مثال المسكن، ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون … أنظر فاصنعها على مثالها الذي أُظهر لك في الجبل] (خروج 25: 9 و40) وعلينا الآن أن ننتبه جداً بكل يقظة شديدة لهذا الموضوع، فالخيمة لا تُعد بالشيء البسيط أو مُجرد رمز يخص شعب إسرائيل في الماضي ونجمع معلومات عنها لنُزيد من محصلة معلوماتنا التاريخية ونُقدمها كعلم ومعرفة للآخرين، بل هي تخصنا نحن شخصياً بالدرجة الأولى، لأنها تُمثل حضور الله الخاص وسط الشعب المختار ليسكن وسطهم والكل ملتف حوله بنظام وترتيب دقيق.

 

والكل يتهيأ بالقداسة والطهارة والعفة والنقاوة ليصير شعب الله الحقيقي المؤهل لسكنى الله وحلوله في وسطهم، فكل ما يخص هذه الخيمة، لنا أن ننتبه له بشدة وبكل وعي وتدقيق، لندخل لجبل أسرار الله الشامخ لنأخذ من كنز عمله العظيم فنرى ونُبصر، وندخل ونشترك ونشبع من دسم عمل الله كخبرة في حياتنا اليومية !!!والسؤال المطروح على كل إنسان مسيحي حقيقي: ما هو قصد الوحي المقدس من سرد تفاصيل هذه الخيمة التي استغرق وصف التعليمات الخاصة لإعدادها ومراحل بنائها كل هذا الحيز من الأسفار المقدسة؟

 

مع وضع ما يقول الرسول في أذهاننا: [لأن كل ما سبق فكُتب، كُتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء] (رومية 15: 4) فموضع الخيمة عن جد خطير وهام للغاية ويحتاج ذهن مستنير وعيون مفتوحة على مقاصد الله وتدبيره، فالخيمة تخص بداية الخلق بالدرجة الأولى وتعلن تدبيره العظيم لأجل الإنسان، أي أن الله منذ البدء خلق الإنسان ليكون له شركه مقدسة معه، فيكون له إلهاً وهو يكون له شعباً خاصاً:

 

[وأعطيهم قلباً ليعرفوني إني أنا الرب، فيكونوا لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً لأنهم يرجعون إليَّ بكل قلبهم] (إرميا 24: 7)، [وتكونون لي شعباً وأنا أكون لكم إلهاً] (إرميا 30: 22)، ولذلك خلقه على صورته، وكان يلتقي به يومياً عند هبوب ريح النهار كما هو واضح من سفر التكوين، بمعنى أن الله خلق الإنسان ليكون له شعباً وهو يسكن وسطهم كإله حي قدوس محب والإنسان هو محبوبة الخاص!!!

 

وبالرغم سقوط الإنسان وعدم ثبوته فيما أعطاه الله، وفقدانه روح الشركة، ولكن قصد الله الأزلي وتدبيره لا يخيب قط، ومحبته للبشر لا تسقط أبداً، لذلك لم تعجز محبة الله وصلاح عدله أن يعطي وسيلة لخلاص الإنسان وتجديد خلقته، ورده من العبودية تحت سلطان الموت وقوة الحية القديمة التي أفسدت عليه عشرته المقدسة مع الله القدوس الحي، لذلك ظل الله يعمل بقوة وسلطان فائق.

وباستمرار وبلا توقف على مدى الأجيال كلها لأجل تكميل تدبيره في ملئ الزمان: [ حسب مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملئ الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح ] (أفسس 1: 9 و10) فلنا أن نعلم ونتيقن أن الله مستحيل أن يرضى بأقل مما وضعه في قصده الأزلي، بأن يُشرك الإنسان في قداسته ومجده كما طلب ربنا يسوع المسيح من الآب في صلاته التشفعية لأجلنا.

 

[أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم] (يوحنا 17: 24) وهذا هو منتهى قصد الله لنا …فلنا أن ننتبه جداً ونطلب من أن يكشف الله عن أعيننا لنبصر ونُعاين تدبيره الذي كُتب لنا، فأبصروا معي وافتحوا آذان قلوبكم: ها هو الله بعد أن خلَّص شعبه من عبودية مصر وأخرجهم من أرضها بذبيحة كفارة وفداء وعبر بهم بحر الموت لحياة جديدة في البرية

أتى بهم إلى جبل سيناء واستعلن ذاته لهم بمجد فائق عظيم، فرأوا مجده وجبروته، وسمعوا صوته، وأعطاهم ناموسه ووصياه كقانون ودستور حياتهم الجديدة، وقدسهم أي أفرزهم وعزلهم من بين الشعوب وخصصهم بدم العهد الذي قطعه معهم ليكونوا له شعباً مختاراً مكرساً أي مخصصاً لشخصه فقط، وها هو الآن يطلب منهم أن يصنعوا له مقدساً ليسكن في وسطهم، كأب يشتاق أن يُقيم وسط أبنائه الأخصاء الذين أحبهم وأحب آبائهم [إبراهيم وإسحق ويعقوب].

 

وأحب من خلالهم البشرية كلها التي خلقها على صورته ومثاله لكي يسعد بها وتسعد به بعلاقة حب متبادل لا تفتر، إذ جعل شعب إسرائيل مثال للشعوب ليضم إليهم الكل وسطهم ليكونا رعية واحدة لراعٍ واحد، لأن الله لا ينشأ شعوب بل شعب، ولا يصنع فِرق وجماعات بل جماعة واحدة تخصه !!!وطبعاً الله [العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي، كما يقول النبي: السماء كرسي لي، والأرض موطئ لقدميَّ.

 

أي بيت تبنون لي يقول الرب، وأيٌّ هو مكان راحتي؟ أليست يديَّ صنعتْ هذه الأشياء كلها ] (أعمال 7: 48 – 50)، ولكن الله قصد بهذا المقدس [ أمثال الأشياء التي في السماوات ] (عبرانيين 9: 23)، و [ ظل الخيرات العتيدة ] (عبرانيين 10: 1) ، وذلك لكي يكون خطوة في سبيل تحقيق قصده النهائي بتجسُّده وحلوله بيننا في آخر الأيام [ والكلمة صار جسداً وحل بيننا (فينا) (ونصب خيمته فينا) ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً ] (يوحنا 1: 14)

وفي نهاية الدهور يسكننا معه أورشليم السمائية المهيأة كعروس مزينة لرجلها:+ [ هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم …

 

ولم أرى فيها هيكلاً، لأن الرب القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها. والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليَضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها. وتمشي شعوب المخلَّصين بنورها، وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها. ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً، إلاَّ المكتوبين في سفر حياة الخروف] (رؤيا 21: 3 و22 – 37)

 

ويقول القديس إيرينيئوس: [إذاً، فإنه هو الله أيضاً الذي كلَّف الشعب (اليهودي) ببناء الخيمة وتشييد الهيكل، واختيار اللاويين، وتقديم الذبائح والقرابين وسائر مطالب الناموس التشريعية وجميع خدماته الأخرى. مع أن الله نفسه لا يحتاج بالحقيقة لأي شيء منها، لأنه مُمتلئ دائماً بكل صلاح، وينبع منه كل عبيق الجود والسخاء، وكل عطر طيب حتى قبل أن يأتي موسى إلى الوجود.

 

إلاَّ أنه قصد أن يوصي الشعب – الذي كان بطبعه ميَّلاً إلى عبادة الأصنام – مكرَّراً لهم تعليماته بين الحين والآخر لكي يثابروا على عبادة الله، داعياً إياهم إلى الأشياء التي لها الأهمية الرئيسية بواسطة الأمور الثانوية، أعني بذلك جذبهم إلى الأشياء الحقيقية بواسطة ما هو رمزي، وعن طريق الأشياء الزمنية يأتي بهم إلى الأبديات، وبالجسديات يقودهم إلى الروحيات، ومن الأرضيات يرفعهم إلى السمائيات، كما قال لموسى:

 

” أنظر فاصنعها على مثالها الذي أُظهر لك في الجبل ” (خر25: 40)] Against Heresies, Book IV, Chap.XIV,3 عموماً مما فات نُدرك أن الخيمة هي مثال لمسكن الله السماوي، فقد أمر الله موسى أن يصنعها [بحسب ما أنا أُريك من مثال المسكن، ومثال جميع آنيته] (خروج 25: 9)، ثم عاد وقال له “وانظر فاصنعها على مثالها الذي أُظهر لك في الجبل”، وقد رأى إشعياء النبي في رؤياه:

[السيد (الرب) جالساً على كرسي عالٍ ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل (السماوي)] (إشعياء 6: 1)، وكذلك شهد إرميا النبي قائلاً: [كرسي مجدٍ مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا] (إرميا 17: 12)، وحزقيال النبي أيضاً يصور لنا في رؤيته: السماوات مفتوحة، وشبه عرش جالس عليه إنسان وحوله كائنات مُجنَّحة ذات أوجه أربعة.

 

والمنظر كله [مثل منظر نار ولها لمعان من حولها، كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر، هكذا منظر اللمعان من حوله. هذا منظر شبه مجد الرب] (حزقيال 1: 26 – 28)، هذا هو مسكن الله السماوي.

 

ثم نجد ما يؤكد هذه الحقيقة في سفر رؤيا القديس يوحنا الرسول، إذ يقول واصفاً ما قد رآه: [ثم بعد هذا نظرت وإذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء] (رؤيا 15: 5) فالخيمة إذن كانت تصويراً منظوراً للمسكن السماوي الغير منظور والذي أراه الله لموسى في الجبل كمثال، فصنع كل شيء على مثاله بكل تدقيق. وهذا بالطبع يعني شيئاً واحداً وهو أن الله قد أراد أن تكون جميع تفاصيل المسكن ودقائقه ليست أموراً للزينة، بل رمزاً يُعلن حقيقة إلهية مستترة ومخفية كسرّ فائق سيتحقق ويُستعلن في ملئ الزمان بتجسد الكلمة كما سوف نرى في نهاية موضوعنا.

 

وهذا ما جعلني أدخل لهذا السرّ العظيم وأغو ص فيه واكتبه كدراسة متواضعة أقدمها للجميع لكي يغرفوا معي من بحر هذا السرّ العظيم الذي أن كنا ندخله باشتياق لكي يكون لنا شركة معاً في تذوق حلاوة السرّ الإلهي الفائق المذخر لنا فيه…في الجزء القادم سوف نتعرف عن ماهي الخيمة على وجه العموم في تلك الفترة وما هي الأساسات الموضوعة فيها، وذلك قبل أن نتعرف على خيمة الشهادة وأسمائها في الكتاب المقدس وكل محتوياتها لكي نميز بدقة ما بين الخيمة لمسكن الناس والخيمة التي قصدها الله لتُعبر عن سكناه وسط شعبه الخاص.

خيمة الاجتماع – خيمة الشهادة – مسكن الله مع شعبه