سؤال وجواب

كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟

كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟

كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟

كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟
كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟

 

 150- كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟

ج: نتيجة الأبحاث العظيمة التي قام بها العلماء في مجال الفضاء كشفوا النقاب عن كواكب مجموعتنا الشمسية، فأمكن التوصل إلى معلومات غزيرة نذكر منها القليل بهدف التعرف على هذه الكواكب:

عطارد – الزهرة – الأرض [اللب أو النواة (اللب الداخلي – اللب الخارجي)، الوشاح أو المانتل، القشرة (طبقة السيما – طبقة السيال)] – المريخ – المشترى – زحل – أورانوس – نبتون – بلوتون

1- عطارد: هو اسم إله التجارة واللصوص والمسافرين عند الرومان، فهو “مركور” Mercure ابن الإله جوبتر، ويبلغ حجمه خمس حجم الأرض، ويبعد عن الشمس بمقدار 58 مليون كيلومتر، ولا يتبعه أية أقمار، ويدور حول الشمس مرة كل 88 يومًا من أيام الأرض، ويعادل يومه 59 يومًا من أيامنا الأرضية، ونهاره شديد الحرارة، وليله قارص البرودة، فتصل درجة الحرارة نهارًا 360 ْم، وليلًا – 170م(13) ويصعب رؤية هذا الكوكب بسبب قوة ضوء الشمس الذي يحيط به.

2- الزهرة: ويمثل هذا الكوكب ” فينوس ” إلهة الحب والجمال والفن لدى اليونان، وتدعى باليونانية ” أفروديت ” ويقارب حجمه حجم الأرض، ويبعد عن الشمس 108 مليون كيلومتر، ويدور حول الشمس مرة كل 225 يومًا من أيامنا الأرضية، ولا يتبعه أية أقمار، ويحيط به غلاف من الغازات السامة، ويصعب رؤية أرضه لأن السحب الكثيفة تحجز هذه الأرض عن أنظارنا إذا ما تطلعنا في المعدات الفلكية، وتجتاح كوكب الزهرة العواصف العاتية التي تبلغ أضعاف أقوى الأعاصير الأرضية، كما أن البروق والرعود لا تنقطع عن هذا الكوكب، بمعدل يصل إلى عشرين مرة في الدقيقة الواحدة، ودرجة حرارة كوكب الزهرة مرتفعة جدًا أكثر من عطارد، لأن الغلاف الجوي يحبس حرارة الشمس (مثل الصوبة) وتكثر الجبال الشامخة، والأودية العميقة، والبراكين النشطة على سطح كوكب الزهرة.

3- الأرض: جاء في تقرير القمر الصناعي ” كوب ” COBE بتاريخ أبريل 1992م أننا نسكن ” في كوكب ضئيل على أطراف مجرة متواضعة تضم 100 ألف مليون نجم، هي أيضًا على أطراف الكون ضمن 100 ألف مليون مجرة على الأقل”(1) وتبعد أرضنا عن الشمس 93 مليون ميل، ويتبعها قمر واحد، وتدور حول نفسها مرة كل 23 ساعة و56 دقيقة و48 ثانية، بسرعة 1670 كم / ساعة، وتدور حول الشمس مرة كل 365 يومًا و6 ساعات و9 دقائق بسرعة 5ر18 ميل / ثانية، وتدور الأرض حول الشمس بينما يتجه أحد قطبيها (الشمالي أو الجنوبي) نحو الشمس تقريبًا، ثم يتغير الوضع ويتجه القطب الآخر نحو الشمس، وبذلك تتعاقب الفصول الأربعة بنظام ثابت لا يتغير ” مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال” (تك 8: 22).

والقشرة الأرضية ليست ثابتة جامدة، لكنها تتكوَّن من 11 قطعة ضخمة من الصفائح أو الألواح الصخرية المنفصلة عن بعضها البعض، ويبلغ سمك كل منها نحو 200 كم، وعندما يحدث احتكاك بين هذه الألواح التي تتحرك أحيانًا تحدث الزلازل، فالحقيقة أن اليابسة في حالة حركة، والمسافات بين القارات في ازدياد مطرد، بل أن كثير من العلماء يعتقد أن اليابسة ككل كانت في البداية تشكل قارة واحدة هائلة دعوها باسم ” بانجيا ” أي ” أم القارات ” فكان شرق أفريقيا متصلًا بغرب أمريكا الجنوبية، وعندما درس ” الفريد فيجيز ” في أوائل القرن العشرين الحفريات في كلا النقطتين وجد نفس بقايا الحيوانات والنباتات، كما أن جبال الكاب في جنوب أفريقيا تبدو كما لو كانت متصلة في الماضي بجبال جنوب بوينس أيريس في الأرجنتين، ومازالت المسافات بين القارات تزداد، وهو ما يُطلق عليه ظاهرة انجراف القارات.

ويبلغ متوسط كثافة القشرة الأرضية 6ر5 من كثافة الماء، والقشرة الأرضية تحت المحيطات أقل سمكًا وأزيد كثافة من القشرة الأرضية للقارات، وبينما يبلغ سُمك الأرض نحو 6400 كم، فإن أقصى عمق وصل إليه الإنسان هو 12 كم بواسطة الحفارات الضخمة في روسيا، ويمكن تقسيم سمك الأرض إلى ثلاث طبقات:

1- اللب أو النواة Core: وتبلغ سمك هذه الطبقة نحو 3500 كم، وتحتوي على العديد من المعادن والصخور الثقيلة التي يغلب عليها الحديد والنيكل، وهذه الطبقة تنقسم إلى طبقتين:

أ – اللب الداخلي Inner Core: وتبلغ سمك هذه الطبقة 1300 كم وحرارتها نحو 4800 درجة مئوية وتتكون من حديد ونيكل في حالة صلبة (متوسط الكثافة 17 جم / سم3).

ب- اللب الخارجي Outer Core: وتبلغ سمك هذه الطبقة 1300 كم وحرارتها نحو 4000 درجة مئوية، وتتكوَّن من الحديد والنيكل في حالة سائلة (متوسط الكثافة 8ر11 جم / سم3).

2- الوشاح أو المانتل Mantle: وهي طبقة سميكة تحيط باللب أو النواة، ويصل سمكها إلى 2900 كم، ويغلب على تكوينها عناصر الحديد والمغنسيوم والسيليكا، وتبلغ درجة حرارتها عند أعمق نقطة 2200 درجة مئوية مما يجعل الحديد بل الصخور في حالة انصهار (متوسط الكثافة 5ر4 جم / سم3).

3- القشرة Crust: يتراوح سمكها من 3 – 50 كم ويمكن تقسيمها إلى طبقتين:

أ – طبقة السيما Sima: متوسط سمكها نحو 11 كم بما فيها الماء، وتحتوي على نسبة عالية من الحديد والسليكون والمغنسيوم، وتكثر بها صخور البازالت (متوسط الكثافة 3 جم / سم3).

ب- طبقة السيال Sial: متوسط سمكها 35 كم وتقع أسفل القارات، وتحتوي على نسبة عالية من السليكون، وتكثر بها صخور الجرانيت(14) ويحيط بالكرة الأرضية غلافًا جويًا يتحرك معها يبلغ ارتفاعه 500 – 600 ميل، ويتكوَّن من خليط من النيتروجين والأكسجين بنسبة 4: 1 بالإضافة إلى كميات قليلة من ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى وبخار الماء. كما يحيط بكوكب الأرض مجالًا مغناطيسيًا يمنع الأشعة الكونية والرياح الشمسية من إختراق الغلاف الجوي، وفي سنة 1950م تم اكتشاف أحزمة ” فان ألين ” Van Allen التي تبدأ من ارتفاع 650 كم وتمتد إلى ارتفاع 40 ألف كم(15).

والحقيقة أن استدارة الأرض لم يرها أحد إلاَّ سنة 1947م عندما التُقِطَت لها بعض الصور الفوتوغرافية بواسطة صاروخ كان على ارتفاع 162 كم، والناظر للكرة الأرضية من الفضاء الخارجي يراها زرقاء اللون بسبب المحيطات والبحار التي تصل مساحتها إلى 72 % من مساحة الأرض، كما يرى اليابسة بنية اللون مغطاة ببعض السُحب الدوامية البيضاء، وهذه الكرة الزرقاء تسبح في سماء حالكة الظلام.

وعندما نتأمل في وضع الأرض بالنسبة للشمس والقمر، ونسبة المياه لنسبة اليابس، والغلاف الجوي الذي يحيط بها ونسبة الأكسجين به.. إلخ يأخذنا العجب إذ نقف مبهوتين أمام العقل الإلهي الذي أبدع كل هذا:

  • من ضبط المسافة بين الشمس والأرض بهذه الدقة التي تتيح الحياة على هذا الكوكب..؟! لو كانت هذه المسافة أقصر أو أطول لانخفضت أو ارتفعت درجة الحرارة، ولاستحالة الحياة على هذه الأرض.
  • من ضبط سرعة دوران الأرض حتى تدور حول محورها بسرعة 1000 ميل / ساعة مرة كل 24 ساعة فيتعاقب الليل والنهار..؟! لو أبطئت الأرض في دورانها، وسارت بسرعة 100 ميل / ساعة لطال الليل والنهار إلى 240 ساعة، ولاستحالة الحياة.
  • من ضبط سير الأرض بزاوية مائلة قدرها 5ر23 درجة..؟! لو لم يحدث هذا لصار كل من القطب الشمالي والجنوبي في ظلام دائم، ولتكونت قارات من الجليد.
  • من ضبط المسافة بين الأرض والقمر (238 ألف ميل) بهذه الدقة..؟! لو كان القمر على بعد 50 ألف ميل لغمرت المياه كل الأراضي التي تقع تحت منسوب الماء مرتين يوميًا، بقوة دفع تزيح الجبال، ولأحدث المد أعاصير كل يوم.
  • مَنْ ضبط حجم الهواء بنسبة 1: 1000000 من كتلة الأرض؟! ومن ضبط سمك الغلاف الجوي بهذه الدقة ليسمح بمرور الأشعة التي يحتاج إليها النبات، فتقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات، ولا تضر الإنسان..؟! ومن وضع دورة التنفس بين النبات من جانب، والإنسان والحيوان من جانب آخر، فثاني أكسيد الكربون الذي يطرده الإنسان والحيوان يحتاج إليه النبات، والأكسجين الذي ينتجه النبات يحتاج إليه الإنسان والحيوان؟!!
  • من ضبط نسبة الأكسجين في الهواء الجوي بنسبة 21 %..؟! لو زادت هذه النسبة لتلفتا رئتا الإنسان، وأدت إلى كثرة الحرائق وشدتها، ولو قلت النسبة لأدت لضيق في التنفس.. ومن ضبط نسبة النيتروجين بنحو 79 % مع نسبة بسيطة من ثاني أكسيد الكربون..؟! لو أختلت هذه النسبة لحدثت كوارث رهيبة.ويقول د. حليم عطية سوريال ” وإذا درسنا خواص الغازات المُكوَّن منها الهواء الجوي ونسبتها – ولو درسًا سطحيًا – نرى حكمة وعقلًا في مزجها فالهواء الجوي مكوَّن من أكسجين ونيتروجين وثاني أكسيد الكربون وكمية قليلة من البخار المائي، وهذه الغازات مُزِجت بنسب معينة، فالأكسجين ضروري للتنفس الحيواني وبدونه تموت جميع الحيوانات في دقائق معدودة، ومن خواصه أيضًا أنه قابل للالتهاب ولو كانت كميته الموجودة الآن أكثر مما هي، لكثرت الاحتراقات في الأرض، ولكن وجود النيتروجين معه بنسبة كبيرة يخفف من قابليته للاحتراق. أما النيتروجين فإنه غاز جامد ضعيف القابلية للإتحاد مع المواد الأخرى وهو لازم للنباتات التي تأخذ منه حاجتها لصنع المواد الأزوتية التي تتغذى منها الحيوانات وتبني أجسامها كما أنه بجموده يخفف من قابلية الأكسجين للاحتراق كما ذكرت.

أما ثاني أكسيد الكربون فإنه ضروري للنباتات كما ذكرنا وهي تأخذه من الكمية الموجودة في الهواء الجوي فتمتصه أوراقها الخضراء بمساعدة أشعة الشمس وتحتفظ بالكربون وتفرز الأكسجين الذي يتنفسه الحيوان، ويتجدد تكوين ثاني أكسيد الكربون من التنفس الحيواني ومن الاحتراق ومن تخمر الفضلات العضوية، أعني أن هنالك تبادلًا وتوازنًا بين الحيوان والنبات، لأن النبات يغذي الحيوان بما يصنعه من المواد النشوية والسكرية والأزوتية، والحيوان يغذي النبات بصنعه ثاني أكسيد الكربون”(2)

  • من نظم تركيب العناصر..؟! ” فذرات الكربون إذا رُكّبت في جملة بسيطة من جمل الخليقة بطريقة معينة داخل الشبكة البلورية لصار لنا ما نسميه “الماس”،كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بينما لو ارتبطت بطريقة أخرى لصار لنا “الجرافيت” وشتان بين الاثنين. أما لو دخلت ذرات الكربون مع ذرات غيرها من العناصر في جملة مركَّبة لحصلنا على كل المُركَّبات العضوية، وما أكثر أعداد هذه المُركَّبات! فهي حوالي نصف مليون مُركَّب”(3).. ” ومنذ مائة سنة تقريبًا رتب العالِم الروسي ” مندليف ” العناصر الكيماوية، تبعًا لتزايد أوزانها الذرية، ترتيبًا دوريًا، وقد وُجِد أن العناصر التي تقع في مجموعة واحدة تؤلف فصيلة واحدة ويكون لها خواص متشابهة. فهل يمكن إرجاع ذلك إلى مجرد الصدفة؟

بل قد تمكَّن مندليف عند ترتيبه للعناصر في الجدول أن يتنبأ عن وجود بعض عناصر لم تكن قد اكتشفت بعد، وترك لها خانات خالية في الجدول. بل وقد أمكنه أن يتنبأ بخواص تلك العناصر المجهولة وتحديدها تحديدًا دقيقًا. ثم صدقت نبوءاته في جميع الحالات، فقد جاء بعده علماء اكتشفوا هذه العناصر المجهولة، وجاءت صفاتها مطابقة كل المطابقة للصفات التي توقَّعها، ووضعها العلماء في خاناتها التي تركها لها مندليف. فهل يبقى بعد ذلك مكان للاعتقاد في أن أمور هذا الكون تجري على أساس المصادفة”(4).

  • من ضبط حجم المياه ليغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض، فيلعب دورًا أساسيًا في ضبط حرارة الأرض؟! ومن أعطى المادة خاصية الإذابة، فتسمح للمواد الغذائية في التربة أن تنتقل إلى النباتات..؟! ومن أعطى الماء خاصية نقص الكثافة عندما يتجمد؟! والتي يترتب عليها أن يطفو الجليد فوق سطح الماء، فيكوّن طبقة عازلة ويحتفظ الماء تحته بدرجة حرارة تسمح للكائنات البحرية أن تعيش، وعندما ترتفع درجة الحرارة يذوب الجليد؟ بينما لو كانت كثافته تزيد بالتجمد لغاص في قاع المحيطات، وأثر على الكائنات البحرية!!.

ويقول د. حليم عطية سوريال عن المياه “ولا يفوتنا أن نشير إلى مادة حيوية أخرى (غير الهواء) وهي الماء الذي على وجوده يتوقف عالم الحياة كله.. إن وجودها بكميات كبيرة من أدلة العناية الإلهية. كما أن من خواصها التبخُر المستمر وامتصاصها للحرارة وإطلاقها لها متى تجمدت، فتخفف بذلك حدة الضوء الشمسي والبرودة الشديدة وبذلك تعدل درجات الحرارة المختلفة، وإنها بتجمدها فوق قمم الجبال تُغذي مجاري الأنهار. وبسقوطها أمطارًا تخترق تربة الأرض وتتسرب إلى المجاري الواقعة تحت سطح الأرض إلى نواحي متعددة، ولكن أغرب خواصها على الإطلاق -تلك الخاصية الغريبة التي تدل على موافقة غريبة للحياة- وهي أنها متى تجمدت بسبب البرودة يخف ثقلها وكلنا يعلم أن الثلج يعوم على وجه المياه ولقد وُجِد أن ثقل الماء النوعي يبلغ أعظمه عند درجة 4 فوق الصفر وعلى هذه الصفة الغريبة يتوقف كيان الحيوانات المائية، لأن المعلوم أن الثلج مادام عائمًا على سطح الأنهار والبحار يمنع تسرب البرودة إلى طبقات الماء السفلى وبذلك يمنع تجمد الأسماك والحيوانات المائية التي لا يمكنها أن تعيش في الماء المتجمد”(5).

والآن نتابع الحديث عن بقيم كواكب المجموعة الشمسية:

4- المريخ: يبلغ حجمه نصف حجم الأرض، ويبعد عن الشمس 228 مليون كم، ويتبعه قمران أكبرهما هو ” فوبوس ” Phobos أي ” الخوف ” ويبلغ عرضه 24 كم، وأصغرهما ” ديموس ” Deimos أي ” الهَول ” ويبلغ عرضه 13 كم، وهما يمثلان ابني الإله ” مارس ” كما دعتهما الثيولوجيا الرومانية، ويبلغ قطر المريخ 6794 كم، ويومه قريب من يوم الأرض، حيث يدور حول نفسه مرة كل 24 ساعة و37 دقيقة و23 ثانية، ويدور حول الشمس في مدة 687 يومًا أرضيًا، ويمر المريخ بفصول مختلفة مثل الأرض، ولكن مدة كل منها تبلغ ضعف مدة الفصل على الأرض.

وإن كان كوكب الأرض يُدعى بالكوكب الأزرق فإن كوكب المريخ يُدعى بالكوكب الأحمر، نظرًا لأنه مُغطى بحجاب من الغبار الأحمر بسبب مُركَّبات الحديد التي تكوّن أرضه، ويقول أ.د مسلم شلتوت ” يُعزى اللون الأحمر لكوكب المريخ لوجود أكاسيد الحديد بنسبة عالية في تربته، ونظرًا لأن اللون يُماثل لون الدم فقد أُعتبر المريخ إله الحرب في كثير من الحضارات القديمة، وأسماه الإغريق والرومان القدامى مارس وهو يركب عجلة حربية يجرها حصانان هما فوبوس (الخوف) وديموس (الرعب) وقد أُطلق هذان الاسمان على القمرين الطبيعيين للمريخ، فالقمر Phobos يدور حول المريخ على مسافة حوالي 9 آلاف كيلو متر.. بينما Deimos يدور حول المريخ في مدار ثابت على مسافة 24 ألف كيلو متر دورة كاملة في 3ر30 ساعة”(6).

ويقول الأستاذ ميشيل تكلا ” ومن الغريب أن قمر المريخ فوبوس يدور حول الكوكب بأسرع ما يدور الكوكب ذاته على محوره، ونتيجة لذلك يشرق القمر فوبوس من الغرب ويغرب من الشرق”(7) والمريخ له غلاف جوي بسيط يتكوَّن من أثار الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى، والغلاف الجوي ينظم درجة الحرارة على ظهر الكوكب، فتصل نهارًا إلى 22 درجة مئوية، وليلًا إلى – 75 درجة مئوية فقط، وتحيط بالكوكب سحب زرقاء وبيضاء كثيفة، ورغم أن الغلاف الجوي الذي يحيط به أقل سمكًا من الغلاف الذي يحيط بالأرض، إلاَّ أنه يمكن أن يوفر الحياة على سطح المريخ، وتجتاح الكواكب عواصف عاتية وبراكين نشطة، حتى إن أحد هذه البراكين يبلغ ارتفاعه ثلاثة أضعاف جبل إيفرست.

ويشك البعض أن الأنهار كانت تجري على سطح المريخ في غابر الزمان، لأنه يوجد فيه أودية تشبه الأنهار الجافة ” إن وجود قطبين جليديين وشعب جبلية شبيهة بمجاري أنهار ناضبة يبرز الاعتقاد بأن الماء السائل كان قديمًا متوفرًا بغزارة على المريخ”(8) ولكن الإنسان للآن لم يستدل على أية أثار لوجود حياة سابقة على سطح المريخ، ويوجد على سطحه أيضًا بعض الفوهات التي يصل اتساعها أحيانًا إلى مئات الكيلومترات، ويصل عمقها إلى 25 كم.

وقد تم إرسال مركبة الفضاء ” فايكنج ” إلى المريخ يوم 19 يونيو 1976م، وهبطت على سطحه يوم 20 يوليو 1976م في العيد السنوي السابع لأول هبوط على سطح القمر، وقامت السفينة بتجميع بيانات كثيرة عن سطح المريخ وغلافه الجوي، ودارت حوله 1400 دورة، وانتهى الاتصال بها في 13 نوفمبر 1982م، بينما انطلقت السفينة الثانية ” فايكنج 2 ” في 9 سبتمبر 1975م، وأخذت مسارها في مدار حول المريخ يوم 7 أغسطس 1976م، وسجلت قراءات عن غلافه الجوي، كما أجرت تجارب على تربته، وأخذت 16000 صورة قبل أن ينتهي الاتصال بها في 25 يوليو 1978م.(9).

وقد شهدت الأرض حدثًا هامًا بالنسبة للمريخ في 27 أغسطس 2003م، فيقول الدكتور ” علي مهران هشام”.. ” في يوم الأربعاء الموافق السابع والعشرين من شهر أغسطس لهذا العام الساعة الثانية عشر ظهرًا تجمع الملايين في جميع بقاع الأرض حول المراصد والمراكز العلمية والفضائية وكذلك المناطق المرتفعة وقمم الجبال والساحات المكشوفة وذلك لمشاهدة ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 60 ألف سنة، وهي اقتراب كوكب المريخ إلى أقرب نقطة له من كوكب الأرض وهي مسافة 8ر55 مليون كيلو متر، ويرى الباحثون أنه لن يقترب مرة أخرى بهذا القدر إلاَّ في عام 2287م”(10).

وكتب الدكتور ” أحمد محمد عوف ” يقول ” فجأة كانت أنظار العالم مشدودة إلى السماء حيث شاهد الآلاف كوكب المريخ الأحمر.. شاهدوه وهو يتلألأ متوهجًا ليقترب من الأرض في رحلته حول الشمس في زيارة لها بعد ابتعاد عنها دام 60 ألف سنة.. وهذا الاقتراب ما بين الكوكبين ظاهرة فلكية تحدث كل 600 قرن.. ولما اقترب كوكب المريخ من الأرض توهجت السماء وغطى الكوكب بنوره ظلمتها ولم يُرَ فيها سواه بنوره الأحمر ومعه نور القمر وكوكب الزهرة كأنما كانا في استقباله صباح الأربعاء الساعة التاسعة وواحد وخمسين دقيقة بتوقيت جرينتش يوم 27 أغسطس الماضي، وأصبح الكوكب الأحمر يرنو للأرض من على بعد 56 مليون كيلو متر حيث كانت هذه المسافة أقل ما يمكن أن يصل إليها في عمره”(11).

5- المشترى: ويدعى ” جوبتر ” بحسب الاسم اللاتيني، وفي الميثولوجيا الرومانية يعتبر جوبتر أب الآلهة وسيدها، والمشترى عبارة عن كرة ضخمة من سائل، تحيط به سحب كثيفة من الغاز، ويبدو كأنه نجمًا لم يُكتمل، لأنه يتكوَّن من غاز الهيدروجين المتجمد الذي يأخذ شكلًا معدنيًا، وغاز الهليوم، ولو أن حجمه أكبر من هذا، لتفاعل الهيدروجين نوويًا ولصار نجمًا، ويعتبر المشترى أكبر وأثقل جميع الكواكب، بل أن كتلته تساوي سبعة أعشار المجموعة الشمسية بالكامل باستثناء الشمس، ويبعد عن الشمس 778 مليون كيلو متر، ويدور حولها مرة كل 86ر11 سنة من سنى الأرض، كما يدور المشترى حول نفسه بسرعة كبيرة، فيقطع دورته خلال 86ر9 ساعة من ساعات الأرض، وتبلغ درجة حرارته – 125 درجة مئوية، وتبلغ جاذبية المشترى 64ر2 مرة من جاذبية الأرض، فالشيء الذي يزن 50 كجم على الأرض يصل وزنه إلى 130 كجم على سطح المشترى، ويتبع الكوكب 16 قمرًا يدعى أكبرها ” السَّاقي ” واثنان منهما يفوقان حجم عطارد، أما أصغر هذه الأقمار فهو أقل حجمًا من بعض جبال الأرض.

6- زحل: وهو آخر الكواكب التي عرفها القدماء، لأنه آخر ما يُرى بالعين المجردة، فدعوه باسم ” ساتورنوس ” وهو اسم لاتيني، وبحسب الميثولوجيا اليونانية فإن جوبتر كبير الآلهة قد طرده من السماء، وهو إله المزارعين والشعراء والسلام، وكوكب زحل عبارة عن كرة ضخمة تتكوَّن من الهيدروجين السائل، ويعتبر ثاني أكبر كواكب في المجموعة الشمسية بعد المشترى، ويبلغ قطره 120 ألف كيلو متر، وهو ما يقرب من عشرة أمثال قطر الأرض، ويبعد الكوكب عن الشمس 1400 مليون كيلو متر، ويدور حولها مرة كل 2946 سنة من سنى الأرض، ويدور حول نفسه بسرعة كبيرة مرة كل عشر ساعات و40 دقيقة من ساعات الأرض. ويتميز كوكب زحل بالحلقات التي تحيط به، فيُعرف بالكوكب ذو الحلقات ” والحلقات على الأرجح هي بقايا قمر تابع لزحل أقترب منه كثيرًا وتفتت تحت تأثير جاذبية الكوكب”(12).

7- أورانوس Uranus: وهذا الاسم مشتق من كلمة يونانية تدل على إله السماء، ويتكوَّن من كرة من غاز الهيدروجين وغاز الهليوم، وفي قلبه كتلة صخرية تحيطها الثلوج، ويبلغ قطره 49 ألف كيلو متر، ويبعد عن الشمس 3000 مليون كيلو متر، ويدور حولها مرة كل 48 سنة من سنى الأرض، ويدور حول نفسه مرة كل 16 – 18 ساعة، ويتبعه خمسة أقمار، وله غلاف جوي من الهيدروجين والهليوم، وتنخفض درجة حرارته لبعده عن الشمس إلى – 220 درجة مئوية، ويتميز كوكب أورانوس بمداره الشاذ حول الشمس، ويدور حول نفسه في الاتجاه المعاكس للكواكب الأخرى مما يجعل الفصول تتغير مرة كل 21 سنة أرضية.

8- نبتون Neptune: وهو يماثل كوكب أورانوس فيتكون من كرة من غازي الهيدروجين والهليوم، وفي قلبه كتلة صخرية تحيطها الثلوج، ويبلغ قطره 49 ألف كيلو متر، ويبلغ حجمه أربعة أضعاف حجم الأرض، ويبعد عن الشمس 4500 مليون كيلو متر، ويدور حولها مرة كل 165 سنة من سنى الأرض، ويدور حول نفسه مرة كل 20 ساعة، ويتبعه قمران.

9- بلوتون Pluton: وهو أصغر حجمًا من الأرض، بل أصغر الكواكب التسعة، إذ يصل قطره إلى 3000 كم، حتى أن بعض الفلكيين اعتقدوا أنه كان يمثل قمرًا تابعًا لنبتون، ثم استطاع أن يتحلَّل من جاذبيته، ويبعد عن الشمس 6000 مليون كيلو متر تقريبًا، ويدور حولها مرة كل 7ر247 سنة من سنى الأرض، ويدور حول نفسه مرة كل ستة أيام من أيامنا، ويتبعه قمر يدعى ” شارون”.

_____

(1) جلال عبد الفتاح – الكون ذلك المجهول ص 23.

(2) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 125 – 127.

(3) برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 38.

(4) المرجع السابق ص 39، 40.

(5) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 133، 134.

(6) مجلة العلم عدد 325 – أكتوبر 2003م ص 26.

(7) جريدة وطني في 30/4/1995م.

(8) الموسوعة العلمية – نوبليس لبنان – المجلد 3 النظام الشمسي ص 47.

(9) راجع مجلة العلم عدد 325 – أكتوبر 2003م ص 28.

(10) مجلة العلم عدد 325 – أكتوبر 2003م ص 62.

(11) المرجع السابق ص 64.

(12) الموسوعة العلمية – نوبليس لبنان – المجلد 3 النظام الشمسي ص 61.

(13) راجع الموسوعة العلمية – نوبليس لبنان – المجلد 3 النظام الشمسي.

(14) راجع أ.د. محمود أحمد عبد المنعم وآخرون – مقدمة في علوم البحار ص 143 – 145.

(15) راجع الموسوعة العلمية – نوبليس لبنان – المجلد 3 النظام الشمسي.

 

كيف ترى السفن الفضائية كواكب المجموعة الشمسية التسعة؟