سؤال وجواب

هل أشارت الأسفار المقدَّسة في العهد القديم إلى دورة المياه في الطبيعة؟

 179- هل أشارت الأسفار المقدَّسة في العهد القديم إلى دورة المياه في الطبيعة؟

س179: هل أشارت الأسفار المقدَّسة في العهد القديم إلى دورة المياه في الطبيعة؟ وما رأيك في قول ” ليوتاكسل”.. ” وإذا كان كل قارئ يعرف اليوم أن المطر ما هو إلاَّ الماء المتبخر على الأرض، فقد اعتقدوا في زمن ما، أن المطر هو الماء الذي ينساب من التجمع المائي العلوي، عبر فتحات صممت لهذا الغرض بالذات، لكن هذا الذي يثير السخرية اليوم، صمد طويلًا جدًا في أذهان الناس، ففي القرون المسيحية الأولى أقرَّه علماء اللاهوت كلهم”(1).

ج: لقد أوضح الكتاب المقدَّس دورة المياه في الطبيعة التي تربط بين المياه التي تحت الجَلَد والمياه التي فوقه، فقال سليمان الحكيم بالوحي الإلهي ” كل الأنهار تجري إلى البحر والبحر وليس بملآن. إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة” (جا 1: 7) فكل عام تصب الأنهار كمية 286000 ميل مكعب من المياه في البحار، والبحار لا تمتلئ.. لماذا؟ لآن المياه تتبخر لتعود وتسقط أمطارًا تملأ الأنهار وتفيض، وبالرغم من أن هذه الدورة كانت مجهولة أيام سليمان الحكيم، ولكن الكتاب المقدَّس دونها لنا، وليست هذه الآية الوحيدة التي تحدثنا عن هذه الحقيقة، بل هناك آيات عديدة قبل سليمان وبعده تتناول هذا الموضوع مثل:

” يصرُّ المياه في سُحبه فلا يتمزَّق الغيم تحتها” (أي 26: 8).

” هوذا الله عظيم ولا نعرفه وعدد سنيه لا يُفحص. لأنه يجذب قطار المطر. تسحُّ مطرًا من ضبابها. الذي تهطله السُحب وتقطرهُ على إناس كثيرين” (أي 36: 26 – 28).

” المُصعِد السحاب من أقاصي الأرض. الصانع بروقًا للمطر. المُخرِج الريح من خزائنه” (مز 135: 7).

” يهب بريحه فتسيل المياه” (مز 147: 18).

” إذا امتلأت السُحب مطرًا تريقه على الأرض” (جا 11: 3).

” الذي يدعو مياه البحر ويصبَّها على وجه الأرض يهوه اسمه” (عا 5: 8).

وتحدَّث أيضًا الكتاب المقدَّس عن ارتباط المياه الجوفية بالأمطار فقال ” تأتي ريح شرقية ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه وييبس ينبوعه” (هو 13: 15) فالريح الشرقية في بلاد فلسطين لا تحمل مطرًا، وعدم سقوط الأمطار يؤدي لجفاف الآبار والعيون والينابيع.

أما عما قاله ليوتاكس، فهو يعتبر شهادة للكتاب المقدَّس الذي تحدث عن دورة المياه في الوقت الذي كان يجهلها الناس حينذاك، وحتى لو اعتقد رجال اللاهوت في القديم بما كان سائدًا في عصرهم مثل اعتقادهم يومًا بأن الأرض هي مركز الكون، فإن هذا لا يعيب الكتاب المقدَّس الذي ذكر الحقائق، ولكن الإنسان في زمن طفولة العلم لم يلتفت إليها.

_____

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 6.