سؤال وجواب

هل لعن الله حواء وآدم عقب السقوط؟

 382- هل لعن الله حواء وآدم عقب السقوط؟

يقول ” جيمس فريزر“.. ” ولما علم (الله) من الزوجين الخجولين أنهما قد عصيا أمره وأكلا من شجرة المعرفة ثارت ثورة غضبه ولعن الحيَّة، وحكم عليها بأن تزحف على بطنها، وأن تأكل التراب، وأن تكون عدو للإنسان إلى الأبد، ولعن الأرض وقضى عليها أن تنبت الشوك والحسك، ولعن المرأة وحكم عليها أن تلد أولادها في ألم، وأن تكون خاضعة لزوجها. ولعن الرجل وقضى عليه أن يستخرج خبز يومه من الأرض بعرق جبينه، وأن يعود في نهاية حياته إلى التراب، كما خُلِق من التراب. وخفت ثورة غضب الرب بعد أن نطق بهذه اللعنات المتعددة”(1).

ج:

1- ما يذكره ” جيمس فريزر ” يثبت أمر من أثنين، أولهما: مدى سطحية قراءاته، لأن الله لم يلعن حواء ولا آدم، وهوذا الكتاب المقدَّس بكامله من التكوين إلى الرؤيا، فليثبت لنا فريزر أو غيره لعنة الله لحواء أو آدم، والأمر الثاني: أن ” فريزر ” يعلم الحقيقة ويتغافل عنها، وهنا يُحسب أنه متجنيًا على الحقيقة، وسواء الأمر الأول أو الثاني فإن ” فريزر ” يقف مديونًا أمام العدل الإلهي”.

2- هناك فرق بين العقوبة واللعنة. نعم عاقب الله حواء فصارت تعاني آلام الحبل وأوجاع الولادة، ولكنه لم يلعنها قط، لأنه سيتجسد من نسلها، فكيف يتجسد من نسل ملعون؟!، وأيضًا عاقب الله آدم فصار يأكل خبزه بعرق وجهه، ويعود إلى الأرض التي أُخذ منها، ولكن الله لم يلعنه قط.. لقد سبق الله وبارك آدم وحواء، فكيف يعود مرة أخرى ويلعنهما، وكأن المستقبل قد أُخفي عليه، فلم يعلم قبل أن يخلقهما أنهما سيسقطان..!! الله عالِم بكل شيء والمستقبل لديه مثل الماضي والحاضر، ورغم علمه أنهما سيسقطان إلاَّ أنه باركهما عن علم فكيف يعود ويلعنهما؟!!

3- عندما أخطأ الإنسان دعاه الله باسمه: آدم أين أنت؟ ليفتح معه مجالًا للحديث، فلم يكن الله في ثورة غضب كما يصوَّره “فريزر”، وحتى عندما أوقَّع عليه العقوبة لم ينطق بها بعصبية وغضب، بل ولم ينزع رحمته قط عن الإنسان، بل كان كأب يؤدب ابنه هكذا أدب الله الإنسان، وبين السطور منحه الرجاء إذ أعطاه الوعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحيَّة، فلم يكن الله قط في ثورة غضبه، وإن هذه الثورة قد هدأت بعد النطق بالعقوبات، والحقيقة أن مشكلة ” فريزر ” الرئيسية ومن نسج على منواله، أنهم لم يلتقوا بأبوة الله للإنسان، فنظرة فريزر الخاطئة لله تقف خلف هيجانه وثورته العارمة ضد الله وكتابه المقدَّس.

4- يقول قداسة البابا شنودة الثالث ” اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين:

أولًا: لأن الله كان قد باركهما قبلًا (تك 1: 28) وهبات الله بلا ندامة (رو 11: 9) ولا يرجع فيها مهما حدث. إنها لا تتوقف على أمانتنا، بقدر ما تتوقف على جوده هو وكرمه.

ثانيًا: لأنه لو لعن آدم وحواء، لكانت اللعنة قد أصابت الجنس البشري كله، الموجود في صلبهما، كما لعن فيما بعد كنعان فلعن كل نسله، وكذلك قايين وكل نسله، ولا يمكن أن يلعن الجنس البشري كله، ومنه سيأتي أنبياء وأبرار يباركهم الله ويكونون بركة.. بل من نسل آدم سيأتي السيد المسيح -حسب التجسد- الذي سيسحق رأس الحيَّة، وبه {تتبارك فيه جميع قبائل الأرض} (تك 22: 18)”(2).

_____

(1) ترجمة د. نبيلة إبراهيم – الفولكلور جـ 1 ص 142، 143.

(2) شخصيات الكتاب المقدَّس 1- آدم وحواء ص 34.

 382- هل لعن الله حواء وآدم عقب السقوط؟