سؤال وجواب

إذا كان الإنسان حتى عصر نوح كان يعيش نباتيًا لا يأكل لحمًا، فلماذا اشتغل هابيل برعي الغنم “وكان هابيل راعيًا للغنم” (تك 4: 2)؟ هل كان هذا من قبيل التسلية؟

 388- إذا كان الإنسان حتى عصر نوح كان يعيش نباتيًا لا يأكل لحمًا، فلماذا اشتغل هابيل برعي الغنم “وكان هابيل راعيًا للغنم” (تك 4: 2)؟ هل كان هذا من قبيل التسلية؟

ج:

1- نعم كان الإنسان منذ آدم وحتى عصر الطوفان نباتيًا لا يأكل اللحوم، ومع هذا فإنه كان يربي الأغنام من أجل تقديمها ذبائح مقبولة لله، وأيضًا كان يستفيد من ألبانها وصوفها وجلودها.

2- يقول القس ميصائيل صادق ” كان الإنسان يرعى الأغنام من قبيل العناية بالبيئة، والاهتمام بالحيوانات، وأيضًا لتقديم أفضل الأنواع منها كذبائح لله”(1).

3- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا ” على الرغم من أن الإنسان لم يأكل لحمًا إلى ما بعد الطوفان، لكنه كان يستخدم الأغنام في أشياء أخرى هامة، فقد ألبس الله آدم وحواء أقمصة من جلد كان مصدرها ذبيحة حيوانية. وكانت تربية الأغنام هامة لأجل تقديم الذبائح الدموية التي تعلم الإنسان منذ البداية أنها تستر خطيته وعريه. ومن جهة التغذية يمكن أن يُؤخذ اللبن من الأغنام”(2).

4- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر ” لم يكن هابيل راعيًا للغنم على سبيل التسلية حسب ما ورد في السؤال، بل كان هذا بهدف هام في علاقته بالرب. لقد كان يربي الغنم ليقدمه قربانًا للرب، فهذا هو القربان الذي هو حسب مشيئة الرب، لذا لما قدم منه {نظر الرب إلى هابيل وقربانه} (تك 4: 4).. وأيضًا من الأغنام يؤخذ الصوف والجلود اللازمة للثياب “(3).

5- يقول أبونا تيموثاوس السرياني ” ليس هذا العمل من قبل التسلية بل ذكرها الكتاب المقدَّس لكي يظهر مسئولة الإنسان وسلطانه {وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به آدم ذات نفس حيَّة فهو اسمها} (تك 2: 19) من هذا النص المقدَّس نكتشف سيادة الإنسان ومسئوليته عن الحيوان، وبشكل أعم سيادته ومسئوليته عن الطبيعة التي تنتمي إليها هذه الحيوانات، وسيادة الإنسان يجب أن تكون على نمط سيادة الله، لأن الإنسان مخلوق على صورة الله (تك 1: 26) وسيادة الله هي سيادة المحبة، فهو يرعى الكائنات بحنان ويحفظها وينميها، ويحترم كيانها الذاتي وطبيعتها ونواميسها، ولا يتحكم فيها على طريقة من يحرك خيوط دُمي المسرح “(4).

6- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس ” جاء في تاريخ الطبري(6) قال بعضهم في ذلك ما حدثني به موسى بن هارون الهمزاني.. وُلد له (لآدم) إبنان يقال لهما قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع، وذكر أيضًا في تاريخ الطبري(7) عن حديث ابن حميد أن هابيل كان راعي ماشية، ويذكر ابن كثير في قصص الأنبياء(8) أن هابيل كان صاحب غنم، وفي تاريخ الطبري(9) عن حديث محمد بن سعد أن أحد أولاد آدم كان راعيًا والآخر حارثًا “(5).

_____

(1) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(2) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(6) جـ1 ص 137.

(7) جـ 1 ص 140.

(8) طبعة دار ابن خلدون ص 38.

(9) جـ 1 ص 141.

إذا كان الإنسان حتى عصر نوح كان يعيش نباتيًا لا يأكل لحمًا، فلماذا اشتغل هابيل برعي الغنم “وكان هابيل راعيًا للغنم” (تك 4: 2)؟ هل كان هذا من قبيل التسلية؟