سؤال وجواب

كيف غطى الطوفان وجه الأرض بينما بعض الحضارات لم تنقطع؟

 422- كيف غطى الطوفان وجه الأرض بينما بعض الحضارات لم تنقطع؟

ويتساءل علاء أبو بكر كيف يكون الطوفان عالميًا، مع أن الحضارة المصرية لم تنقطع، ويقول دكتور موريس بوكاي ” كيف يمكن اليوم تصوُّر أن كارثة عالمية قد دمرت الحياة على كل سطح الأرض (باستثناء بركات السفينة) في القرن 21 أو 22 ق.م؟ ففي ذلك العصر كانت هناك على نقاط عدة من الأرض حضارات قد ازدهرت وانتقلت أطلالها إلى الأجيال التالية. وبالنسبة لمصر، على سبيل المثال، كان ذلك في الفترة الوسطى التي تلت نهاية الدولة القديمة وبداية الدولة الوسطى. وبالنظر إلى ما نعرف من تاريخ هذا العصر فإنه يكون مضحكًا القول بأن الطوفان قد دمر في ذلك الوقت كل الحضارات”(1).

وأورد د. محمد قاسم تاريخ الحضارات المصرية(2):

الأسرة الأولى 3300 – 3047 ق.م. – الطوفان طبقًا للتوراة اليونانية 3072 ق.م.

الأسرة الثانية 3047 – 2780 ق.م. – الطوفان طبقًا للتوراة السامرية 2972 ق.م.

الأسرة الثالثة 2780 – 2723 ق.م.

الأسرة الرابعة 2723 – 2563 ق.م. (بناة الأهرام).

الأسرة الخامسة 2563 – 2423 ق.م. – الطوفان طبقًا للتوراة العبرانية 2507 ق.م.

الأسرة السادسة 2423 – 2263 ق.م.

ج: جاء في دائرة المعارف الكتابية ” هناك دلائل كتابية على وجود فجوات واسعة بين الأجيال المذكورة في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين، مما يسمح لنا بالقول بأن الطوفان قد حدث قبل عصر إبراهيم بزمن طويل جدًا.

وأول كل شيء، لا يذكر الكتاب المقدَّس مجموع السنين بين الطوفان وإبراهيم، مثلما يذكر -مثلًا- مدة تغرب بني إسرائيل في مصر (خر 12: 40).. لو أنه لا توجد فجوات بين الأجيال في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين، لكان معنى ذلك أن كل الآباء بعد الطوفان بما فيهم نوح نفسه كانوا مازالوا على قيد الحياة عندما كان إبراهيم في الخمسين من عمره، بل يكون ثلاثة ممن وُلِدوا قبل انقسام الأرض (عقابًا على محاولة بناء برج بابل) وهم سام وشالح وعابر، قد ظلوا أحياء بعد موت إبراهيم نفسه، بل إلى ما بعد سنتين من وصول يعقوب إلى فدان آرام عند خاله لابان، ولكن يشوع يذكر أن آباء إبراهيم {سكنوا في عبر النهر منذ الدهر} وأنهم عبدوا آلهة أخرى (يش 24: 2، 14، 15) مما يعني أن نوحًا وساما – وغالبية الآباء المذكورين في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين – كانوا قد ماتوا منذ زمن بعيد..

يزعم البعض -بناء على عدم إدراك الفجوات بين الأجيال المذكورة في سفر التكوين- أن الطوفان حدث حوالي 2460 ق.م. أي بعد بناء الهرم الأكبر بعدة قرون. إن كلمة ” وَلَدَ ” كثيرًا ما تدل -في لغة الكتاب المقدَّس– على معنى ” جاء من نسله”.. والهبوط المفاجئ بين عمر عابر وعمر فالج (تك 11: 16 – 19) يحمل على الظن بوجود فجوة كبيرة بين جيل عابر وجيل فالج.. والخلاصة أنه يمكن القول بأن الطوفان قد حدث قبل ميلاد المسيح بنحو ستة أو سبعة آلاف سنة(3).

_____

(1) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 245.

(2) راجع التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 548.

(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 135، 136.

كيف غطى الطوفان وجه الأرض بينما بعض الحضارات لم تنقطع؟