يهوديات

صليب المسيح ومحلة إسرائيل

صليب المسيح ومحلة إسرائيل

صليب المسيح ومحلة إسرائيل
صليب المسيح ومحلة إسرائيل

صليب المسيح ومحلة إسرائيل

 

منقول من صفحة المسيح في التراث اليهودي

العهد القديم هو العهد الجديد مخفيا، والعهد الجديد هو العهد القديم مشروحا. هما مثل اليد والقُفاز او مثل المفتاح والقفل، فكلاهما بمثابة فصلان لكتاب واحد.

أهم حدث في العهد القديم والركيزة التي يرتكز عليها هو حادثة خروج اليهود من مصر أرض عبوديتهم بيد قوية. عندما خرج الشعب من مصر وابتدأوا رحلتهم في البرية نُفاجأ بما يبديه اليهود من تمرد مبكر ضد الله نفسه (خر 16: 3). واستمر هذا التمرد الذي كان يحدث كل حين حتى موت موسى النبي، وقد عاقبهم الله بأن لا أحد من ذاك الجيل سيدخل أرض كنعان سوى شخصان فقط (عدد 26: 64-65)!

أثناء فترة تمرد إسرائيل أمر الله موسى بأن يضع الشعب حول خيمة الاجتماع بشكل وتنظيم وترتيب معين (عدد 2، 3). إن تأملنا هذا الشكل وما يحويه من تفاصيل نرى 4 أسرار عجيبة.

❶ الالتزام بالاتجاهات

(انظر الشكل 1، 2) الأمر الإلهي كان بالتجمع شرق وغرب وشمال وجنوب الخيمة، والمعروف عن اليهود هو تنفيذهم للأوامر بشكل حرفي وربما أكثر من اللازم، ولهذا فلم توجد جموع في الجهة الشمالية الشرقية او الشمالية الغربية او.. الخ. كان التجمع فقط في الأربع جهات. والناتج عن هذا هو شكل ليس مجرد أربع أضلاع وإنما هي أبعاد صليب المسيح.

❷ شكل صليب المسيح

هو مكون لا من أحجار وإنما من شعب إسرائيل نفسه، وهنا المفارقة فمن نسل هذا الشعب قد جاء الجيل الذي حكم على المسيح بالموت وهم الذين قالوا “اصلبوه”. أيضا لاحظ أن كل الشعب الذي كان في المحلة مات قبل أن يصل لأرض الموعد كعقاب إلهي عدا اثنان، واحد من سبط يهوذا وواحد من سبط أفرايم.

❸ راية الأسباط

كان لكل جهة سبط رئيس تُسمى المحلة على اسمه ولكل سبط كان هناك راية توضع هي خاصة بالسبط الرئيس، بحسب التقليد اليهودي وما أعلنه أيضا المفسر الجليل ابن عزرا، فان يهوذا كان يحمل راية الأسد وأفرايم كان يحمل راية الثور ورأوبين كان يحمل راية الإنسان ودان كان يحمل راية النسر.

 وهذا نص كلمات ابن عزرا [1]

[قدمائنا قالوا انه كان لعلم رأوبين صورة إنسان لأجل قصة اللفاح (تك 30: 144)، ولعلم يهوذا صورة أسد لان منه متسلطي (ملوك) يعقوب (تك 49: 10)، ولعلم أفرايم صورة ثور لأجل بكر الثور (تث 33: 17)، ولعلم دان صورة نسر، مشابهة للكاروبيم التي رآها حزقيال النبي (حز 1: 10).]

❹ المسيح في المحلة

عندما تتأمل أسامي الأسباط ورايتهم وتاريخهم ستكتشف أربع أوجه المسيح في مجيئيه الأول والثاني، المسيح الملك والكاهن، ابن الإنسان وابن الله. فكيف نرى المسيح في محلة إسرائيل وماذا قال اليهود عن المسيح في هذا الصدد!

صليب المسيح ومحلة إسرائيل
صليب المسيح ومحلة إسرائيل

◄ جهة الشرق:

جهة الشرق شملت (يهوذا ويساكر وزبولون) وكان سبط يهوذا (יהודה) هو الرئيس، وهذا السبط حمل راية الأسد، لأجل نبوة يعقوب الأخيرة للسبط والتي بدأت هكذا (تك 49: 9) “يهوذا جرو أسد”.

ومن هذا السبط خرج ملوك إسرائيل (داود وسليمان وحزقيا..) وكان مُنتظر من اليهود أن يأتي المسيح بن داود من هذا السبط (تك 49: 10). وبالفعل منه جاء الملك المسيح.

هذا السبط يشير لجانب المسيح الملوكي والذي سنراه في مجيء المسيح الثاني. إذ سيأتي ملكاً على الجميع (في 2: 10) ” وستجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء وعلى الأرض ومن تحت الأرض”، لاحظ أن يهوذا كان الى جهة الشرق من المحلة وهذا يذكرنا بنبوة زكريا النبي عن المجيء الثاني المسيح وظهوره من ناحية الشرق (زكريا 14: 4). ولاحظ أن اسم السبط يهوذا (יהודה) وهو اسم عبري بمعنى يحمد أو يشكر.

وهو لا يشير فقط لمجيء المسيح الأول لإنه أبطل سلطان إبليس (رؤ 5: 9) “مستحق.. لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك”، ولكن أيضا الى مجيئه الثاني حيث سنشكره أيضا عندما سيأتي ملكا ويبطل آخر عدو لنا وهو الموت (1كو 15: 26).

◄ جهة الغرب:

 جهة الغرب شملت (أفرايم ومنسى وبنيامين) وكان سبط أفرايم (אפרים) هو الرئيس، وهذا السبط حمل راية الثور أو العجل، لأجل نبوة موسى عن هذا السبط (تثنية 33: 17) “بكر ثوره زينة له.. هم ربوات أفرايم وألوف منسى”

هذا السبط هو أول الأسباط التي أعلنت الانشقاق التام عن إسرائيل بقيادة يربعام بن نباط الأفرايمي (1مل 12: 19-20)، وأصبح هذا السبط بعدها مركزا للشر والمعصية. وتنبأ الأنبياء أن هذا السبط سيقوم من موته الروحي وسيتحد مرة أخرى بيهوذا (أشعياء 11: 13، حزقيال 37: 16-17).

هذا السبط يشير لجانب المسيح الكهنوتي، فهو الكاهن الذي كان بلا خطيه (عب 4: 15) ولكنه حمل الخطية عنا وصار لعنة لأجلنا (غلا 3: 13) ومات على الصليب ثم قام من الموت منتصراً (أعمال الرسل 2: 24). لاحظ أن اسم السبط أفرايم (אפרים) ويعني “مثمر” والمسيح تكلم عن نفسه وقال “إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير” (يوحنا 12: 24).

ملحوظة: هناك عقيدة يهودية خاطئة بان من هذا السبط سيأتي مسيح آخر قبل المسيح بن داود ودعوه المسيح بن يوسف أو المسيح بن أفرايم أو مسيح الآلام وهو سيجمع إسرائيل من الشتات ثم يموت ويقوم من الموت. وما لا يدركه يهود اليوم أن المسيح قد جاء فهو يشوع الناصري الذي عاش حياة مأساة من يوم ولادته في مزود البقر ونهاية بموته الكفاري، هو مات وقام من الموت، وسيأتي مرة أخرى في مجيئه الثاني ملكا ولكي يملك على الجميع.

◄ جهة الجنوب:

 جهة الجنوب شملت (رأوبين وشمعون وجاد) وكان سبط رأوبين (ראובן) هو الرئيس، وهذا السبط حمل راية الإنسان لإنه بكر كل إسرائيل (تك 49: 3) “رأوبين أنت بكري”، أيضا لأجل قصة اللفاح (تك 30: 14)

هذا السبط هو أول مواليد إسرائيل (تك 29: 32) وهو البكر الجسدي من بين كل الأسباط (تك 49: 3)، وكان الأول في كثير من الأمور، فهو أول من تاب من أخوته (تك 37: 29) وهو أول من استلم الميراث في الأرض (عدد 32: -33)، وأول من ذُكِرت أرضه كملجأ للهاربين (تثنية 4: 43)، وغيره.

هذا السبط يشير لجانب المسيح الإنساني، فبالرغم من انه جاء بعد آلاف السنين من بداية البشرية إلا انه بالحق بكر كل البشرية (رو 8: 29)، هو البكر الروحي لجميع البشر فهو لم يرتكب خطية واحدة (عب 4: 15)، هو البكر الذي سينال ميراث أبوه السماوي (مزمور 2: 7-8)، هو البكر الذي به الخلاص فلا نجاه للهاربين من الموت إلا به وفيه (يوحنا 3: 16). هو أيضا البكر من الأموات (رؤ 1: 5).

لاحظ أن اسم السبط هو رأوبين (ראובן) وهو اسم عبري مُركب بمعنى “رؤية الابن”. وبهذا يرمز للمسيح الابن الذي رأيناه في الجسد (1يو 1: 1) “الذي كان من البدء، الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه”، وفيه رأينا الآب غير المنظور (يوحنا 1: 18) “الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر”.

ملحوظة: ورد في الكتب اليهودية التراثية القديمة أن المسيح سيأتي بكرا، وفسروا كثير من الآيات التي تذكر لفظة “البكر” على المسيح المُنتظر مثل (لا 27: 26)، وكذلك فسروا كلمة “الأول” مثل (أشعياء 41: 27) على الملك المسيح، بل إنهم حتى وضعوا اسم “ريشون-רִאשֹׁון” أي الأول كاسم من أسامي المسيح المُنتظر!

◄ جهة الشمال:

جهة الشمال شملت (دان وأشير ونفتالي) وكان سبط دان (דן) هو الرئيس، وهذا السبط كان يُرمز له بالثعبان بسبب نبوة يعقوب (تك 49: 17) “دان حية على الطريق”، ولكن أهل هذا السبط استبدلوا رايتهم الى هيئة نسر يحمل ثعبان في فمه. من يتأمل تاريخ هذا السبط يكتشف انه من أعجب وأغرب الأسباط على الإطلاق.

عندما تكلم يعقوب بالروح عن مصير هذا السبط قال انه حية على الطريق، ولكنه لم يتوقف هنا وإنما استطرد وقال لخلاصك انتظرت يا رب. هنا بوضوح نرى الربط بين الشر (الحية) وبين الخلاص منه (الله). وكأن يعقوب بالروح يقول إن الله سيدين الشر الخارج من هذا السبط.

سبط دان لم يكن يشارك بقية إسرائيل في كثير من الحروب (قض 5: 177)، وهو أول سبط ابتعد عن عبادة الله الحي بشكل شبه كامل وبنوا تمثالا لصنم وبعدها تعرض لدينونة الهيه قوية (قض 18)، وهو السبط الوحيد الذي لم يُذكر من المُخلصين (رؤيا 7)، ومن هذا السبط مُقدر أن يخرج ضد المسيح، وعلامة ضد المسيح هي انه سيجدف على الله (رؤ 13: 6)، ويسجد له الناس باعتباره هو الله (رؤ 13). ومن جهة الشمال (التي هي محلة دان) مُقدر أن يأتي جوج ومأجوج لإقامة حرب آخر الزمان (حز 38). وهذا الشر العظيم الآتي سيجلب دينونة الله السريعة للقضاء وانتهاء العالم!

هذا السبط يرمز للجانب القضائي والإلهي في المسيح، والذي هو مقدرا أن يأتي سريعا ليقضي على شر هذا العالم. لاحظ أن اسم دان (דן) اسم عبري والأصل هو (דון) بمعنى دان وهي من الدينونة، فلنتذكر كلمات المرنم عن دينونة الابن (مزمور 2: 12) “قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه”.

ملحوظة:

1- يحكي لنا التقليد اليهودي انه عندما همّ يعقوب ليتنبأ عن مصير هذا السبط، رأى أمامه بالروح شمشون الجبار (الاتي من سبط دان) راكبا على فرس، ظن يعقوب أن هذا هو المسيح القادم للخلاص، ولكن عندما رأى أن الحية التي ظهرت أوقعته أرضا، خاف يعقوب وقال لخلاصك انتظرت يا رب (تك 49: 17)، إذ انه أدرك في نهاية الرؤيا أن شمشون ليس المسيح. ويا للمفارقة، فما تفكر به يعقوب سيتفكر به أبنائه.

ففي آخر الأيام عندما سياتي ضد المسيح من سبط دان وبسبب تسلطه وقوته سيتعبه كثير من اليهود باعتباره هو المسيح الملك المُنتظر وهذا لمح له المسيح نفسه (يو 5: 43)، ولكن سرعان ما سيدركون خطأهم وسيترجون الله للخلاص، وحينئذ يأتي الله الديان، المسيح الحق في مجيئه الثاني وينقذ الباقية المتبقية منهم.

2- غيَّر أهل السبط رايتهم من شكل الثعبان الى شكل النسر الماسك بالثعبان في فمه، وربما هذا قد حدث بسماح إلهي للتنبُئ عن مصير هذا السبط، فمن هذا السبط سيأتي الوحش والذي هو ابن الحية (يو 8: 44) وستعطيه الحية كل قوتها (رؤ 13: 2-4)، وسيؤمن به الكثير من اليهود في البداية ولكن سرعان ما يستعرفوا على حقيقته ويطلبون المسيح الحقيقي ابن الله (رمز النسر) لكي ما ينقذهم من تلك الحية، وسيكون للناجي منهم نصيبا في النهاية (حز 48: 1).

_______________________

[1] קדמונינו אמרו שהיה לדגל ראובן צורת אדם מכח דרש דודאים, ובדגל יהודה צורת אריה כי בו המשילו יעקב, ובדגל אפרים צורת שור מטעם בכור שור, ובדגל דן צורת נשר, עד שידמו לכרובים שראה יחזקאל הנביא

القديسة مريم العذراء – دراسة في الكتاب المقدس

تاريخ النور المقدس والرد على الأسئلة والتشكيكات المُثارة ضده | بيشوي مجدي