يهوديات

المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي

المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي

المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي
المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي

المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي

منقول من صفحة المسيح في التراث اليهودي

تك 1: 1 [في البدء خلق الله السموات والأرض]

يبدأ الوحي بذكر خلق الله للسموات والأرض، والمتأمل جيداً يجد أن الله قد صنع علامتين (آيتين)، أحدهما في السماء والأخرى في الأرض وكلاهما يشيران الى مجيئي المسيح وعمله المُتوقع فيهما.

 

– ما هي العلامتين؟ ولمن تم توجيههما؟ وما هو مغزاهما؟

– متى نرى المسيح محققاً لتلك العلامات؟ وكيف؟

 

❶ علامة العذراء من الأرض

(أشعياء 7: 14) [.. يعطيكم السيد نفسه (علامة/آية) -אות- ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل]

 

◆ لمن وُجِهت العلامة، وما هي ظروف وتاريخ تلك العلامة:

العلامة وُجِهت لأمة إسرائيل (تخص بني يعقوب) – حوالي 720 ق.م

هذه العلامة (الميلاد العذراوي) أعطاها الله لآحاز كعلامة طمأنينة ورحمة (أشعياء 7: 3-9)، في وقت خوف ورعب شعب يهوذا من أن يُبادوا من تحالف جيش رصين الآرامي وفقح بن رمليا الإسرائيلي. فكان الوعد الإلهي بأنه سيولد ابناً ويُدعى لقبه (معنا الله) وهي علامة أن نسل يهوذا لن يُقطع بل سيستمر وان الشعب سيبقى آمناً.

 

◆ المسيح والعلامة:

تكلمت النبوات عن مجيء المسيح الأول وشبهته بــ”الغصن النابت من الأرض” بمعجزة.

(أشعياء 11: 1) “.. يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن (نتسر- נצר) من أصوله”

(زك 6: 12) “.. هوذا الرجل، “الغصن” اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب”

أيضاً (أشعياء 4: 2)، (ارميا 23:5، 33: 15)، (زكريا 3: 8)

 

✤ تحققت تلك العلامة بمجيء للمسيح الأول بكراً من رحم الأرض [1].

جاء المسيح مولوداً من عذراء أي دون زرع بشري بمعجزة إلهية (مت 1: 18)، وعاش في مدينة الناتسرة ولهذا دُعي اسمه ناتسرياً أي غصنياً (متى 2: 23)، وجاء مُرسلاً الى الأمة اليهودية -أولاً- لأنهم هم من تلقوا العلامة (يوحنا 1: 11، مت 15: 24)، وقد قام بعمله الكهنوتي -لاحظ أن الكهنوت لم يُعرف إلا لأمة إسرائيل- (يوحنا 3: 16).

 

✤ أُعطيت العلامة سابقاً لأمة يهوذا لطمأنينتها من الشر القادم عليها من ملك آرام والملك الشمالي، وهكذا فإن رسالة المسيح في مجيئه الأول كانت رسالة سلام مع الله وطمأنينة من الشر الموجود في العالم والوعد بانتهائه قريباً (أي في مجيئه الثاني).

(متى 16: 18) “.. على هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” أيضاً (متى 10: 28)

 

❷ علامة القوس في السماء

(تكوين 9: 13-15) [قوسي أعطيت في السحاب فتكون (علامة/آية) -אות- عهد بيني وبين الأرض.. فلا تكون أيضا المياه طوفاناً لتُهلك كل جسد]

 

◆ لمن وُجِهت العلامة، وما هي ظروف وتاريخ تلك العلامة:

العلامة وُجِهت لكل أمم العالم (تخص بني نوح ونسلهم من بعدهم) – حوالي 2350 ق.م

هذه العلامة (قوس قزح) أعطاها الله لبني نوح كعلامة طمأنينة ورحمة، في وقت خوف ورهبة نوح وبنيه من أن يُعاد مشهد خراب الأرض بالطوفان مرة أخرى إذا ما عصوا وأخطأوا كمن هلكوا بالطوفان. فكان الوعد الإلهي بالطمأنينة أن الدينونة الشاملة بالماء (تكوين 7: 4) لن تتكرر مرة أخرى وكانت علامة هذا العهد هو قوس قزح الذي يظهر في السحب بعد نزول الأمطار، وكأن الله يقول إن المطر لن يكون لهلاك الأرض مرة أخرى.

 

◆ المسيح والعلامة:

تكلمت النبوات عن مجيء المسيح الثاني وشبهته بــ”الكوكب الظاهر في سحب السماء” وكأنه قوس قزح..

(عدد 24: 17) “أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبا. يبرز كوكب من يعقوب..”

(دانيال 7: 13) “كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء.. “

أيضاً (ملاخي 4: 2)

 

✤ ستتحقق تلك العلامة بمجيء للمسيح الثاني بكراً من رحم السماء [2].

سيجئ المسيح مُمجداً ولامعاً ككوكب سماوي من وسط سحب السموات، هكذا اعلن المسيح ذاته وهكذا اعلن رسله

(متى 24: 30) “وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير”

(فيلبي 3: 20) “فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضا ننتظر مخلّصا هو الرب يسوع المسيح”

(رؤيا 14: 14) “ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن إنسان له على راسه إكليل من ذهب وفي يده منجل حاد.”

 

✤ سيجئ المسيح وسيكون قوس القزح السماوي ظاهراً حوله كعلامة أنه هو صاحب عهد السلام.

(رؤيا 10: 1) ” ثم رأيت ملاكا آخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة وعلى راسه قوس قزح ووجهه كالشمس..”

 

✤ وفي مجيئه الثاني والذي لن يكون موجهاً لأمة معينة بل لكل بشر العالم، فإن دوره سيكون دور ملوكي عالمي –لاحظ أن لغة المُلك والقوة هي اللغة الوحيدة التي تعرفها أمم العالم منذ القديم-.

(فيلبي 2: 9-11) “لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”

 

✤ أُعطيت العلامة سابقاً كعلامة عامة لكل أمم العالم (بني نوح) لطمأنينتها من أن الدينونة لن تكون شاملة للجميع كما حدث ولن تكون بالماء، وهكذا فإن رسالة المسيح في مجيئه الثاني ستكون رسالة سلام مع الله وطمأنينة لشعبه، ودينونة غير شاملة وإنما فقط مُنحصرة على الأشرار (غير المؤمنين) وستكون دينونته نارية كما أعلنت النبوات وكما أكد العهد الجديد.

(متى 16: 27) “فان ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله”

 

✚ أما ختاماً لهذا الموضوع فليس أطيب من أن نعرض كلمات المسيح عن نفسه وأنه هو مُحقق العلامتين، هو الغصن الذي من أصل داود وهو النجم الساطع الذي سيظهر من وسط السحب في آخر الأيام.

(رؤيا 22: 16)

 

[أنا يشوع .. أنا أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير.]

* مُرفق رسم توضيحي لملخص الموضوع

__________________________________

[1] المقصود أن الجسد الذي أخذه مخلوق وهذا الجسد فانه يتكون كباقي أجساد البشر من عناصر التُرابية التي منها خُلِق آدم (تكوين 2: 7، عبرانيين 2: 14).

[2] المقصود هو مجيئه في جسد مُمجد نوراني (ذو طبيعة سماوية وليست ترابية) لأننا نعرف أنه سيأتي بجسده المُمجد الذي قام به من الموت، ومن المُنتظر أن ننال نحن هذا الجسد عند مجيئه (فيلبي 3: 21).

المسيح هو بكر السموات والأرض في الفكرة اليهودي