سؤال وجواب

هل تحول زوجة لوط إلى عمود ملح يعد أسطورة؟ | هل كان الملاكان يشبها المتسكعين الذين ينقلبون إلى قتلة؟

 472- هل تحول زوجة لوط إلى عمود ملح يعد أسطورة؟ | هل كان الملاكان يشبها المتسكعين الذين ينقلبون إلى قتلة؟

س472:

أ – هل تحوُّل زوجة لوط إلى عمود ملح يعد أسطورة؟

يتساءل الخوري بولس الفغالي ” هل انطلق الكاتب من وجود نُصب صخرية بيضاء فصدق الأسطورة القائلة بأن هذه النُصب هي امرأة لوط”(1).

ج:

1- ما سجله موسى النبي بالوحي الإلهي هو ما يمثل الحقيقة التي لا يشك فيها إلاَّ من يشك في أن التوراة كلام الله، وقد كتب موسى النبي سفر التكوين في صحراء سيناء، فهو لم يعبر إلى أرض الموعد، ولم يرَ منطقة سدوم وعمورة. أما قول الخوري بولس الفغالي بأن الكاتب قد عاين النُصب الصخرية البيضاء فيرجع إلى اعتقاده بأن موسى لم يكتب التوراة، وإن أقدم جزء منها كتب في القرن العاشر قبل الميلاد، وهذا ما سبق مناقشته وظهر بطلانه.

2- جاء ذكر هلاك امرأة لوط في القرآن، فالملائكة الذي استضافهم إبراهيم ” قالوا إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين. إلاَّ آل لوط أنا لمنجوهم أجمعين. إلاَّ امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين” (الحجر 58 – 60).

ب – هل كان الملاكان يشبها المتسكعين الذين ينقلبون إلى قتلة؟

يقول ” جوناثان كيرتش“.. ” والملائكة في التوراة العبرية كما رأينا في قصة لوط وابنتيه، لا يشبهون أبدًا الملائكة الأطفال الأبرياء السمان في فن النهضة، أو الملائكة الرسل الذين نغني لهم ترانيم عيد الميلاد. والواقع أن الملاكين اللذين ظهرا عند بوابات مدينة سدوم كانا يشبهان زوجًا من المتسكعين يهيمان في المدينة، ثم ينقلبان إلى قاتلين للناس”(2).

ج:

1- عجبًا.. هل يدافع جوناثان عن أهل سدوم الأشرار..؟! هل يتهم هذان الملاكان بالتسكع والقتل ويبرئ هؤلاء القوم الذين صعد شرهم إلى السماء..؟! هل يؤيد هؤلاء السدوميّين في فجورهم..؟! هل يدين العدل الإلهي إذا أخذ مجراه وعاقب من يستحق العقوبة؟!.

2- يقول أحد الآباء الرهبان بدير القديس أنبا مقار ” وهنا أيضًا بدأ الضيفان في إظهار الهدف من زيارتهما للوط، وسألاه إن كان له أصهار أو بنين أو بنات أو أي أقرباء في المدينة لكي يدعوهم للخروج من المدينة قائلين ” لأننا مهلكان هذا المكان. إذ قد عظم صراخهم أمام الرب فأرسلنا الرب لنُهلكه “ ولكن شر سدوم كان عظيمًا وجرحهم بلا شفاء حتى أن نداء لوط في وسط أصهاره الآخذين بناته كان بلا جدوى ” فكان كمازح في أعين أصهاره ” إلاَّ أن لوطًا لم يكف عن محاولة إقناعهم حتى طلوع الفجر، مظهرًا شفقته عليهم رغم سخريتهم منه ومحاولتهم اقتحام بيته في المساء مع باقي أهل المدينة الأشرار. فهذه هي طبيعة الأبرار الذين يتشبَّهون بأبيهم السماوي ” الذي لا يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع ويحيا” (راجع حز 18: 23)(3).

_____

(1) المجموعة الكتابية – سفر التكوين ص 257.

(2) ترجمة نذير جزماتي – حكايا محرَّمة في التوراة ص 65.

(3) تفسير سفر التكوين ص 258.

 472- هل تحول زوجة لوط إلى عمود ملح يعد أسطورة؟ | هل كان الملاكان يشبها المتسكعين الذين ينقلبون إلى قتلة؟