قرأنا لك

قرأنا لك كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه – موسى بن ميمون – بيشوي طلعت

قرأنا لك كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه – موسى بن ميمون – بيشوي طلعت

قرأنا لك كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه - موسى بن ميمون - بيشوي طلعت
قرأنا لك كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه – موسى بن ميمون – بيشوي طلعت

قرأنا لك كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه – موسى بن ميمون

كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه من أن يكون جسما أو قوة في جسم من دلالة الحائرين – للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون

لقراءة الكتاب كاملًا: كتاب المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزهه

المقدمة

علم الفلسفة لا يقتصر فقط على مجرد قول بعض الجمل المنطقية أو العميقة بل هو علم له فروع وكان الهدف الرئيسي منه هو السؤال عن كيف نشاء العالم وطبيعة الخلق وأيضًا الخالق وكان يصل الأمر إلى نقد النصوص الدينية مثل نقد أفلاطون للملاحم الهوميرية ورفض وضع بعض تعاليم الشاعر هوميروس مؤلف الإلياذة والاوديسة ورفض أن تكون في مدينته الفاضلة وكذلك أرسطو الذي كان رائد في التحليل والمنطق وانتقد فكرة الخلق وقال بأزلية العالم.

وليس فقط في اليونان القديمة بل كان أيضًا في مصر القديمة كان هناك فلاسفة وأيضًا في المسيحية فكان أباء الإسكندرية فلاسفة من الطراز الرفيع وكان العلامة أوريجانوس زميل أفلوطين (رائد المدرسة الأفلاطونية الحديثة) في الدراسة وأيضًا هناك من التاريخ الكنسي من ليسوا مشهورين أمثال جون فيلوبونوس الفيلسوف السكندري في القرن الخامس الذي كان يرد على نقد أرسطو وهناك الكثير في التاريخ المسيحي وتاريخ العالم القديم من المصريين أو بلاد فارس أو الشام والإغريق الذين حملوا راية الفلسفة

وكان أيضًا لليهود حظ في الفلسفة ولدينا كتاب من أحد هؤلاء الفلسفة اليهود المعروف باسم موسى بن ميمون وكان من فلاسفة القرن الثاني عشر وكتب كتاب عنوانه المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيه من أن يكون جسما أو قوة في جسم من دلالة الحائرين

 

ملحوظة مهمة: شرح تلك المقدمات الفيلسوف بن محمد التبريزي في القرن الثالث عشر الميلادي

وليس شمس الدين التبريزي الذي كان المعلم لجلال الدين الرومي هذا شاعر والآخر فيلسوف.

 

ما معنى أن الله واحد؟

في البداية ينظر للواحد على انه رقم عدد أي حين نقول واحد يخطر في أذهاننا أن يكون الواحد محصور في رقم فقط يزاد عليه وينقص منه مثال على ذلك قولنا ١ + ١ = ١ أو ١ – ١ = صفر ولكن في المفهوم الفلسفي الواحد لا يقتصر فقط على أن يكون رقم بل له معنى كثيرة.

 

يذكر الفيلسوف موسى بن ميمون في الصفحة رقم 29 تعريف الواحد كالآتي:

بيان أنه تعالى واحد. واعلم أن لفظة الواحد لها معان كثيرة، إلا أنا تريد منها في هذا الموضع ثلاثة فالأول: أنه تعالى واحد بمعنى أن ذاته غير قابلة للقسمة إذ ليس له أجزاء تجتمع فتتقوم بها ذاته ؛ لا أجزاء كمية، ولا أجزاء معنوية، سواء كانت كالمادة والصورة، أو كالجنس والفصل، وبالجملة على وجه يكون أجزاء القول الشارح لمعنى اسمه، يدل كل واحد منها على شيء هو في الوجود غير الآخر، والثاني: أنه تعالى واحد في نوعه أي ليست حقيقته حاصلة لغيره، والثالث: أنه تعالى واحد في وجوب الوجود أي ليس في الوجود موجود آخر غيره، يكون واجبا لذاته، بل ليس ولا يمكن أن يكون موجود آخر في رتبة وجوده، وهي رتبة الواجبية، فالواجب لذاته هو لا غير.

 

إذا تعريف أن الله واحد عند الفيلسوف موسى بن ميمون يختصر في (أن الله لا ينقسم أي ليس مكون من أجزاء كمية أو معنوية، الله متفرد بطبيعته لا يوجد شبيه له، الله هو الوحيد الواجب الوجود)

 

ومن هنا نستفيد أن الرد على مسألة كيف يكون الله واحد في ثالوث أو كيف ١ + ١ + ١ = ١ هو أن المتكلم بمثل هذه المسألة يحصر المعنى الواحد فقط في رقم ولكن في الفلسفة الواحد له أكثر من معنى غير عملية الجمع البدائية التي يطرحها الحائرين.

 

لماذا الله ليس له جسد؟

في التاريخ القديم نجد أن وصف الآلهة مشابه جدا لوصف الكائن البشري أن لها جسدًا وتحارب وتموت وتأكل وتتناسل الخ… ولكن كان للفلاسفة أيضًا نقد لمثل هكذا صورة أمثال الفيلسوف بارمينيدس فيلسوف يونان من قبل الميلاد (بارمينيدس 515 – 440 ق. م) الذي تتلخص أفكاره في أن الوجود واحد وهو أرفع الموجودات السماوية والأرضية، إنه ليس مركباً على هيئتنا أو مفكراً مثل تفكيرنا، لا متحركاً بل ثابتاً يحرك الكل بعقله (راجع كتاب تطور الفكر الفلسفي – عبدلله شمت – ص 59)

 

وأيضًا الفلاسفة المسيحيين أمثال القديس أثناسيوس الذي قال: لا يمكنهم أن ينسبوا للآلهة آراء البشر، كما لا يستطع أحد أن ينسب للماء خاصيات النار، لان النار تحرق بينها طبيعة الماء بالعكس باردة (رسالة إلى الوثنين – الفصل السادس عشر – الفقرة الثالثة).

وكان على نفس المنوال موسى بن ميمون فنقرأ من الصفحة 45:

لو كانت الأجسام غير متناهية في العدد لكانت غير متناهية في المقدار برهانه أن فساد التالي يدل على فساد المقدم. بيان الشرطية أن كل جسم له مقدار ما فاذا زدنا عليه جسما آخر كان مجموع مقدارهما أعظم مما كان قبل الزيادة.

 

هنا يرفض موسى بن ميمون فكرة أن يكون لله جسد لأنه بكل بساطة لو كان الله جسد كان سيكون له حد ومقدار والله في طبيعته ليس له حد أو مقدار يزاد عليه أو ينقص منه وهذا ما أكده الكتاب المقدس في قوله إن الله روح (يو 4: 24) وأيضًا إن الله غير محدود (مز 139: 7) وهكذا الله ليس له جسد لان الله ليس له حد أو مقدار

 

في أن الله غير متغير

يذكر بن ميمون في صفحة رقم 48 أربع مقولات للتغير:

في مقولة الجوهر، وهذا التغير الكائن في الجوهر هو الكون والفساد. ويوجد في مقولة الكم، وهو النمو والاضمحلال. ويوجد في مقولة الكيف، وهو الاستحالة. ويوجد في مقولة الأين، وهو حركة النقلة، وهذا التغير في الأين يقال له الحركة على الخصوص.

 

ولكن بالنظر لطبيعة الله لا نجدها تتغير حتى نقول إن جوهر الله متغير أو متأثر وهذا ما أكده الرب نفسه بقوله (لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ (ملا 3: 6) إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.” (مز 121: 4) الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.” (يع 1: 17) ولكن لو كان لله جسد ومحدود يصبح متغير من شيء لشيء أخر.

 

طبيعة الله مختلفة عن طبيعة المخلوقات

كان القديس أثناسيوس قد رد مسبقا في رسالته إلى الوثنين على فكرة أن الكون هو الخالق أو طبيعة الله مثل طبيعة المخلوقات واتبع في خطاه أيضًا الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون

ويقول العلامة أثيناغوراس الأثيني 190م: لأننا نستخدم لغة تميز بين الله والمادة وطبيعتي الاثنين. لأننا إذ نعترف بإله وابنه كلمة الله والروح القدس متحدان في الجوهر – الآب والابن والروح لأن الابن هو عقل الآب وعقله وحكمته والروح تدفق، كنور من نار (ANF, Vol 2. P , 315)

 

نجد في الصفحة رقم 85 من الكتاب يقول:

اعلم أن كل ماله سبب فانه باعتبار ذاته ممكن الوجود والعدم لأنه إن لم يكن ممكن الوجود أو العدم نظر إلى ذاته فأما أن يكون واجب الوجود لذاته أو ممتنع الوجود لذاته لأنه لا واسطة بين الوجود والعدم فاذا لم يكن قابلا لما كان أحدهما متعينا إما الوجود أو العدم، فان كان الأول فهو واجب الوجود لذاته، وإن كان الثاني فهو ممتنع الوجود لذاته

 

تعريف ممكن الوجود أي انه لم يكن موجودا ثم وجود وفي النهاية يتجه للعدم مثل الكون، الكون لم يكن موجودا ثم وجود وفي النهاية الكون سينتهي ولكن طبيعة الله مختلفة.

 

فالله واجب الوجود: أي أن من طبيعته أن يكون موجود غير مخلوق سرمدي مثلما قال الرب يسوع عن ذاته (أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ (رؤ 1: 17)

 

او عدم: بمعنى انه غير موجود أصلا وهذا لا ينطبق على الله فهو موجود وسيكون لنا ملخص لاحد الكتب في هذا الموضوع.

طبيعة الله غير مركبة

في الحديث عن الثالوث نجد أن الآباء اجمعوا على أن ولادة الابن من الآب ليست إضافة إلى جوهر الله أو قطع من جوهر الله

 

يقول كيرلس الكبير:

نحن حقاً نكون آباء لأولادنا بالتدفق والتجزئة. المخلوق الذي يولد، يقطع ويكتسب وجوداً مستقلاً يحفظه على الدوام. لكننا لا نقول عن الابن إنه ولد بهذه الطريقة من الله الآب (ضد الذين يتصورون أن الله هيئة بشرية – المقال 18 – ص 92)

 

وهذا أيضًا أكده الفيلسوف موسى بن ميمون في الصفحة رقم 87 من الكتاب:

اعلم أن كل ماهية تكون مركبة من جزأين أو أكثر من ذلك فانه يجب أن تكون ممكنة الوجود والعدم لذاتها، فلا يكون واجب الوجود لذاته مركبا أصلا، بل يجب أن يكون واحداً بسيطا منزهاً عن أنحاء التركيب.

ونعرف معنى المركب هو من يتكون من طبيعيتين مثال السيد المسيح شخص الرب يسوع من طبيعة ناسوتية وطبيعة الهيه مركب من طبيعتين وليس طبيعة واحدة بسيطة مثلما قال يوطيخوس أن اللاهوت ابتلع الناسوت.

ولكن في طبيعة جوهر الله لا يوجد تركيب بل طبيعة الثالوث واحد في الجوهر

يقول العلامة أوريجانوس: ولما كانت هذه الحكمة مماثلة لذاك الذي هو وحده ابن بالطبيعة، فإنها دعيت ابناً وحيداً (المبادئ – ص 89)

أي أن طبيعة الابن والآب وأيضًا الروح القدس من نفس الجوهر وليس أقنوم اكل من أقنوم وهكذا لا يوجد في الله تركيب وكما قال موسى بن ميمون الفيلسوف تظل الطبيعة الإلهية بسيطة

 

الخلاصة

نستطيع القول إن طبيعة الله متفردة وغير محدود غير قابلة للتغير وغير مركبة ولا تتجزأ وغير مخلوقة ولا تحصر في رقم مثل الرقم واحد يضاف إليه وينقص منه.

وللرب المجد الدائم أمين