آبائيات

عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج2 – د. أنطون جرجس

عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج2 – د. أنطون جرجس

عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج2 - د. أنطون جرجس
عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج2 – د. أنطون جرجس

عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج2 – د. أنطون جرجس

 
نتابع معًا أحبائي سلسلة الإشارات إلى عقيدة التأله بالنعمة في الليتورجية القبطية، حيث نجد إشارة واضحة جدًا إلى عقيدة التأله في طرح واطس للأحد الثالث من الخمسين المقدسة، والذي يتحدث عن المسيح الملك القائم من القبور، عربون التأله، والقيامة الأبدية كالتالي:
“قام الملك المسيح من القبور، عربون التأله*، والقيامة الأبدية، له المجد دائمًا”.
إبصاليات وطروحات الأعياد السيدية والمواسم الكنسية، تقديم: نيافة الأنبا متاؤوس أسقف دير السريان، (وادي النطرون: دير السريان، ٢٠٠٣)، ص ٥٧٥.
 
وهكذا يصلي الكاهن في صلاة تسريح ماء المعمودية في ختام طقس سر المعمودية المقدسة، متحدثًا عن إضاءة المعمدين بنور اللاهوت بعد معموديتهم، أي أنهم اتحدوا بالنور الإلهي، وصاروا يضيئون ببهاء ونور اللاهوت كالتالي:
“أنت يا سيدنا جعلت هذا الماء طاهرًا بنعمة مسيحك، وحلول روحك القدوس عليه، وصار لعبيدك الذين تعمدوا فيه حميمًا للميلاد الجديد، وتجديدًا من الضلالة القديمة، وأضاءوا بنور لاهوتك*”.
صلوات الخدمات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، (القاهرة: مكتبة المحبة، ١٩٧١)، ص ٥٦.
 
ويصلي الكاهن على المعمد أيضًا في صلاة حل زنار المعمدين بوضع يده عليه، بعد التناول من الأسرار المقدسة، متحدثًا عن إضاءة المعمد بنور لاهوت السيد الرب إلهنا، ونواله النور الفوقاني الذي من فوق، النور غير الموصوف، الذي للرب يسوع المسيح مخلصنا كالتالي:
“أيها السيد الرب إلهنا مانح السلام والبركة، ذو الصلاح، وحده محب البشر، الذي باركنا، وقدسنا، وأضاء علينا بنور لاهوته*، الذي جعل عبيده مستحقين أن ينالوا النور الذي من فوق*، غير الموصوف*، الذي لمسيحك يسوع مخلصنا. أنر عليهم بنور البركة، طهرهم. باركهم. جددهم بنعمتك من جهة الصبغة التي نالوها بقوة روحك القدوس المحيي”.
المرجع السابق، ص ٦٩.
 
كما يصلي الكاهن طلبة في تحليل المرأة أثناء إتمام طقس سر المعمودية المقدسة، حيث يتحدث عن اتحادنا الكياني بشخص المسيح في شركة سرية كالتالي:
“من أجل هذا يارب طهرت طبيعتنا، وعتقتنا بالاتحاد في شخصك في شركة سرية*. نسأل ونطلب منك يا محب البشر لكي تتطلع على أمتك (فلانة) حتى يتجدد روح قدسك في أحشائها”.
المرجع السابق، ص ٢٤.
 
وتتحدث قسمة الابن التي تقال في أي وقت عن الاتحاد الكياني في المسيح بالروح القدس، حيث صرنا مسكنًا له بالروح القدس الحال فينا بأقنومه كالتالي:
“وأكملت ناموسك عني، ربطتني بكمالات الشريعة. وعزيتني بلبان العلم من قِبل روحك القدوس، منطقتني بالقوة، واتخذتني لك مسكنًا*”.
إيسيذوروس البراموسي (قمص)، الخولاجي المقدس وخدمة الشماس، مراجعة وتقديم: نيافة الأنبا متاؤوس أسقف دير السريان، (القاهرة: مكتبة مار جرجس بشبرا، ١٩٩٤)، ص ٢٦٤.
 
وتتحدث قسمة تقال للابن في عيد القيامة عن نوالنا لنور قيامة الرب بتجسده وقيامته، وإضاءتنا بشكله المحيي بنور معرفته الحقيقية كالتالي:
“ونحن أيضًا الجلوس في الظلمة زمانًا، أنعم علينا بنور قيامته من قِبل تجسده الطاهر. فليضيء علينا نور معرفتك الحقيقية لنضيء بشكلك المحيي*”.
المرجع السابق، ص ٢٥١.
 
ويصلي الكاهن صلاة خضوع للآب قبل التناول في القداس الكيرلسي، تؤكد على أننا ننال بالتناول من الأسرار المقدسة طهر إنساننا الداخلي كطهر الابن الوحيد كالتالي:
“طهَّر إنساننا الداخلي كطهر ابنك الوحيد، هذا الذي نريد أن نتناوله”.
المرجع السابق، ص ٢٤٢.
 
ويصلي الكاهن في صلاة القسمة للآب في القداس الكيرلسي، ويتحدث عن تناولنا للجمرة الحقيقية المعطية حياة للنفس والجسد والروح، ألا وهي الجسد المقدس والدم الكريم اللذان للمسيح، وهذه الجمرة بالطبع هي جمرة اللاهوت، لأن إلهنا نار آكلة، وبالتالي يدحض هذا القول بأننا نتناول الناسوت فقط في سر الإفخارستيا، وليس اللاهوت المتحد بالناسوت كالتالي:
“تفضل طهر أنفسنا، وأجسادنا، وشفاهنا، وقلوبنا، وأعطنا هذه الجمرة الحقيقية* المعطية حياة للنفس، والجسد، والروح، التي هي الجسد المقدس، والدم الكريم اللذان لمسيحك”.
المرجع السابق، ص ٢٤٠، ٢٤١.
ويصلي الكاهن في صلاة الحجاب لأبينا ق. يوحنا المثلث الطوبى للآب سرًا، في بداية القداس الكيرلسي، ويتحدث عن حلول الروح القدس، النار غير الهيولية (أي غير المادية) فينا، أي يتحدث عن حلول الروح القدس بأقنومه فينا، كالتالي:
“أعطني يارب روحك القدوس، النار غير الهيولية [المادية] التي لا يُفكر فيها، التي تأكل كل الضعفات، وتحرق الموجودات الرديئة”.
المرجع السابق، ص ٢١٩.
 
وهذا ما نصليه أيضًا مخاطبين العذراء القديسة مريم في لبش واطس في باكر سبت الفرح (أو سبت النور) لكي ما ننال الروح القدس لنصير مسكنًا له مثلما حلَّ على العذراء القديسة مريم، وهذا يؤكد الحلول الأقنومي للروح القدس فينا كما حلَّ أقنوميًا على العذراء مريم كالتالي:
“من أجلك أيضًا صرنا مسكنًا للروح القدس الذي حلَّ عليك وقدَّسك”.
ترتيب أسبوع الآلام بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إعداد: مجموعة من الدارسين والباحثين في الطقوس القبطية، تقديم ومراجعة: القس غبريال، (القاهرة: مؤسسة مينا للطباعة، ١٩٩٤)، ص ٦٨٤.
 
ونستنتج من هنا أحبائي أن عقيدة التأله بالنعمة بكافة مفاهميمها، وصورها، وأشكالها متغلغلة ومتجذرة بعمق في ليتورجيتنا القبطية.
 
يمكنكم الإطلاع على المقال السابق عن عقيدة التأله في الليتورچية القبطية في الرابط التالي: عقيدة التأله في الليتورجية القبطية ج1 – د. أنطون جرجس

تقييم المستخدمون: 4.85 ( 2 أصوات)