أبحاث

النبوة الثانية – العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2

النبوة الثانية - العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2

النبوة الثانية – العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2

النبوة الثانية -  العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2
النبوة الثانية – العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2

الجزء الأول: العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1

مثال التابوت عند الفلسطينيين

مع أن الكتب الإلهية تفيض بأمثلة بشأن هذه الحقيقة يكفينا ـ أعتقد ـ أن نورد هذه الحادثة من الكتاب. ” أخذ الفلسطينيون تابوت الله وأتوا به من حجر المعونة إلى أشدود “، وهناك يقول الكتاب المقدس « أخذ الفلسطينيون تابوت الله وأدخلوه إلى بيت داجون وأقاموه بقرب داجون. وبكر الأشدوديون في الغد إذا بداجون ساقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب… فثقلت يد الرب على الأشدوديين وأخرجهم وضربهم بالبواسير » (1صم 5: 2ـ 10)، وبعد ذلك يقول الكتاب المقدس « تابوت الله أرسل إلى عقرون، والعقرونيون أرسلوا رسلاً وجمعوا كل أقطاب الفلسطينيين، وجمعوا كهنتهم وسحرتهم قائلاً ماذا نصنع بتابوت إله إسرائيل؟ أخبرونا كيف نرسل تابوت الله إلى مكانه … الكهنة والعرافون أجابوا، إذا أرسلتم تابوت إله إسرائيل فلا ترسلوه فارغًا بل ردوا له قربان إثم، وحينئذ تشفون ويعلم عندكم لماذا لا ترتفع يده عنكم ». وبعد ذلك بقليل       « فالآن خذوا واعملوا عجلة واحدة جديدة وبقرتين مرضعتين لم يعلهما نير واربطوا البقرتين مع  العجلة وارجعوا ولديهما عنهما إلى البيت وخذوا تابوت الرب واجعلوه على العجلة وضعوا أمتعة الذهب التي تردونها له قربان إثم في صندوق بجانبه وأطلقوه فيذهب وانظروا فإن صعد في طريق تخمه إلى بيتشمس فإنه هو الذي فعل بنا هذا الشر العظيم وإلا فنعلم أن يده لم تضربنا. كان ذلك علينا عرضًا » (1صم6: 7ـ 9).  فنلاحظ هنا كيف يبحث الكهنة والعرافون عن سبب الشرور التي أصابت الفلسطينيين بحسب علامات تبين إذا كان هذا العقاب من الله الذي أراد أن ينتقم للتابوت، أو بسبب عارض وقالوا: « إذا صعد في طريق تخمه إلى بيتشمس فإنه هو الذي فعل بنا هذه الشرور » (1صم6: 9)، ونتابع القصة: « وبعدما وضعوا تابوت الرب على العجلة، استقامت البقرتان في الطريق إلى طريق بيتشمس وكانتا تسيران في سكة واحدة وتجأران ولم تميلا يمينًا أو شمالاً » (1صم6: 12). من يستطيع أن يقول هنا، بعد تفكير عميق، إنه يعرف أن الاتجاه الذي مرت فيه البقرتان هو من عمل عارض وليس بتدخل الشياطين الذين يخافون من قدرة تابوت الرب التي سببت الويلات وكانت عقابًا للفلسطينيين ولا سيما هذه القدرة التي قلبت التعبد للشياطين بأن طرحت تماثيلهم أرضًا في معابدهم في كل مرة يدخلون تابوت الرب فيها! هكذا تتدخل الشياطين في التنبؤ بالمستقبل، هذا التدخل قد حدث عن طريق بعض الحيل بواسطة الذين وضعوا أنفسهم في طاعة الشياطين والذين يدّعون بالأقدار أو ينادون العرافين، سواء بفحص الأحشاء التي تسمى haruspices، أو بواسطة طلاسم أخرى من نفس النوع؟ يبدو أنهم يصلون بهذا إلى إعلام وذكاء. هذه الحيل عُمِلتْ كثيرًا لإغراء الجنس البشري، حتى إن منسى ابن حزقيا قد ضَّل بهذه الضلالة وبنَّى كما يقول الكتاب المقدس « مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب » (2مل21: 5). جند السماء بحسب الرسول بولس كما أظن هي: « هذه أجناد الشر الروحية في السماويات » (أف6: 12)، فإنه كان لهذه الحيل قدرة عظيمة في الأغراء والتضليل حتى إن ابن أحد الرجال العظام الذي نشأ في ناموس الرب وقع في الضلالة التي ذكرت في كتاب الملوك « إنه مارس الأقدار والعيافة، وإنه عمل ذبائح للأصنام وعبرَّ ابنه في النار، وقد أكثر من السحرة بكثرة “بأنه أكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته » (2مل21: 6). هذه كانت خطاياه، لكن يمكن أن يقال إن هذه الخطايا قد أُرتكبت « بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة » (2تس2: 9)، « حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا » (مت24: 34). حيث الشعب قد ضَّل لدرجة إنه عمل ” ما هو شر أمام عيني الرب، أكثر من الشعب الذي أبادهم الرب أمام أبناء إسرائيل “. في الكتاب الثاني في سفر أخبار الأيام قد ورد كلام مماثل عن كفر منسى.

« عمل سواري وسجد لكل جند السماء وعبدها، وبنى مذابح في بيت الرب الذي قال عنه الرب في أورشليم يكون اسمي إلى الأبد وبنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب، وعبر بنيه في النار في وادي ابن هنوم وعاف وتفائل وسحر واستخدم جانا وتابعة وأكثر الشر في عيني الرب لإغاظته » (2أي 33: 3ـ 6).

كل هذه الممارسات: العيافة، فحص الأحشاء، ذبح كل حيوان وأيضًا كل استخدام السحر، كل انتقال للطيور، للحيوانات، وكل فحص الأحشاء وكل خضوع ـ بدون شك ـ للشياطين التي توجه انتقالات الطيور والحيوانات أو الأحشاء بتتميم علامات علّموها للذين أودعوا لديهم معرفة العرافة، يجب أن يكف عنها نهائيًا. رجل الله الذي « قد أحصى في النصيب الإلهي » (تث3: 9)، ولا يكون له أي علاقة بالأعمال الخفية المنصوبة من الشياطين لئلا يتحالف معهم، ويمتلئ من روحهم ومن قدرتهم ويخضع بعبادتهم. إن إيماننا الإلهي السماوي يرذلهم، وفي سفر اللاويين يذكر ناموس الرب هذا الأمر بدون غموض.

“لا تتفاءلوا ولا تعيفوا”، وأيضًا « لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم. أنا الرب إلهكم » (لا 19: 26، 31)، وأيضًا في سفر التثنية: « متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك لا تتعلم أن تفعل مثل وجه أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو بنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جانًا وتابعة ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب وبسبب هذه الأرجاس طردهم الرب إلهك من أمامك » (تث18: 9ـ 12). بكل الوصايا، يعلمنا الله أن كل إنسان يمارس هذه الممارسات لا يقوم بعمل خلاف استشارة الموتى، والموتى هم الذين ليس لهم نصيب في الحياة لأن  « إلهنا إله أحياء وليس إله أموات » (مت22: 32).

وعلاوة على هذه الوصايا يضيف الرب بأن الذي يريد أن يكون كاملاً يجب ألا يكون تلميذًا لأي شخص آخر خلاف النبي المختار بسلطانه الإلهي ليخدم الشعب حقًا. يقول الكتاب « تكون كاملاً لدى الرب إلهك. إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرافين وأما أنت فلم يسمح لك الرب إلهك هكذا. يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من أخوتك مثلي. له تسمعون حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلاً: لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضًا لئلا أموت » (تث18: 13ـ 16).

الله لا يريدنا أن ندخل مدرسة الشياطين ولا أن نتعلم منهم ما يجب ألا نتعلمه. إنه من الأفضل أن نبقى جهالاً من أن نتعلم من الشياطين، إنه أيضًا من الأفضل أن ندخل مدرسة النبي من أن نستفسر من المتفائلين [التفاؤل حقًا ليس كما نتصوره هبة إلهية لكن يبدو لي إنه أخذ هذا الاسم من السخرية] المتفائلون هم جماعة من الرجال مملؤون من الشياطين. والدين الوثني عندهم يعتبر إلهيًا وهو كل ما صور من أي روح. نحن يمنعنا الله من أن نتعلم أي شئ من المتفائلين خوفًا من أن نشاركهم في سحرهم ونكون قد سُلمنا للعقاب الذي كتب عنه إشعياء النبي « فتتضعين وتتكلمين من الأرض وينخفض قولك من التراب ويكون صوتك كخيال من الأرض ويشقشق قولك من التراب » (إش29: 4). ولهذا السبب لم يقبل ربنا يسوع شهادة الشياطين لكن يقول: « اخرس وأخرج منه » (مر1: 25)، وبولس الرسول إقتدى به عندما « ضجر والتفت إلى روح العرافة وقال : أنا أمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها » (أع 16: 18). ربما تفكر أي “حزن” دفع بولس الرسول حتى يطعن روح عرافة، هل قالت بعض تجاديف؟ حسب الكتاب المقدس، “أن جارية بها روح عرافة استقبلتنا”، واتبعت بولس ورفقاءه وصرخت قائلة « هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص. وكانت تفعل هذا أيامًا كثيرة » (أع16:16ـ18). إذًا يوضح إنه ليس التجديف الذي أحزن بولس الرسول لكنه رأى أنه لا يجب أن تشهد عرّافة لكلامه. فهو لا يرضى أن الشياطين تشهد له أيضًا. الذي أحزنه كما يجب علينا أن “نحزن” برؤيتنا النفوس تضل بواسطة الذين يعتقدون إن روح العرافة هو كائن إلهي، وأن روح الجان روح متفائل، بل هو روح ساحر، روح شيطاني أو أي روح آخر مماثلة من الشيطان. لذلك يقول ” إنه ليس عيافة على يعقوب ولا عرافة على إسرائيل “. لكن ماذا يقول الكتاب المقدس بعد ذلك؟ “في الوقت يقال عن يعقوب وعن إسرائيل ما فعل الله” ماذا تعني “في الوقت؟” متى يكون ذلك؟ عندما يكون ذلك مفيدًا، هذا ما تعنيه “في الوقت”. إذًا عندما يكون لنا مفيدًا أن ندرك المستقبل سيُعلن لنا ذلك عن طريق أنبياء الرب والروح القدس. لكن إذا لم يُعلن، أعلم بأنه غير مفيد لنا أن نعرفه. أما الذين لا يحتملون الانتظار لمعرفة المستقبل ويبحثون عنه بطرق مختلفة منها استدعاء الشياطين، لا يعملون شيئًا سوى البحث لمعرفة ما هو غير مفيد. هنا تحت اسم يعقوب كل إنسان يستطيع أن يدرك أن عليه أن يصارع « مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة هذا العالم» (أف 6: 12)، وتحت اسم إسرائيل يُفهم أن كل إنسان بالطهارة والإيمان وطهارة العقل يحصل على رؤية الله.

لكن يمكننا أن نقول: إذا كان الله هو الوحيد الذي يجب أن يعرّفنا المستقبل، فإذا يجب علينا أن لا نقبل لا ساحرًا ولا عرافًا ولا أي شئ يأتي منهم ولا يجب أيضًا أن نقبل بلعام حيث إن الوصية الإلهية تمنع قبوله. لكن فلننتظر جيدًا لنتذكر ما قد سبق أن قرأناه: ” الرب يقول: وضع كلامًا في فم بلعام “. إننا لا نتعلم هنا هذه الحقائق من بلعام لكن من كلام الرب الذي وضع في فمه الكلام. حيث إن هذا الكلام من الرب فإنه لا يمكن أن يعلن كلمات موسى التي كان هذا الأخير لا يستطيع أن يعرفها إلا بإعلان إلهي حيث إنه كان بعيدًا جدًا عندما قيلت من بلعام لملك بالاق.

ولكي ننتهي من هدم العرافة وكل ممارسات أخرى من نفس النوع، سنضيف أيضًا ملحوظة في هذا الموضوع: كل السحرة استعملوا الطيور أو الحيوانات والتي كانت تهاجم الجنس البشري والمعتبرة دنسة حسب الناموس والثعابين والزحافات (دبابات) اعتبروها مخصصة لخدمة الشياطين، وخدمة أرواح العرافة.

 

أسد وشبل: المؤمنون والمسيح

8ـ وبعد ذلك يقال: « هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد » (عد23: 24). هنا يبدو لي وصف اتكال الشعب الذي يؤمن بالمسيح. فصدق إيمانه وسمو رجائه قد رمز إليها بشبل عندما يقصد الكمال لأنه منشرح ومجتهد، وقد رمز إليه بأسد عندما يكون قد حصل على الكمال فعلاً. ففي الواقع الأسد والشبل لا يخشيان أي حيوان آخر، ولا أي بهيمة أخرى، لكن كل الحيوانات تخضع لهما. كذلك المسيحي الكامل الذي « يحمل صليبه ويتبع المسيح » (مت16: 24)، الذي يستطيع أن يقول « العالم قد صلب لي وأنا للعالم » (عد6: 14)، ويدوس كل شئ تحت قدميه فهو ينتصر على كل شئ… في الحقيقة هو يحتقر ويرذل كل ما هو للعالم ويقتدي بالذي سُمى ” الأسد من سبط يهوذا ” وأيضًا “الشبل” حيث إن المسيح الذي هو “نور العالم” (يو8: 12)، الذي قد أعطى لتلاميذه أن يكونوا هم أيضًا “نور للعالم” (مت5: 14)، بما أنه أسد وشبل فإنه أعطى للذين يؤمنون به اسم الأسد والشبل كما هو واضح، فلنتأمل بأن هذا لم يرد عن الشعب قديمًا، لكن عن الشعب الذي كان سيأتي بعد ذلك. حيث يقول بلعام « هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد » (عد23: 24). الشعب الذي يقوم، هو بكل تأكيد الشعب الآتي فلو كان يتكلم عن الشعب الذي يراه لكان بلا شك قد قال: هوذا الشعب الذي قام كلبوة لكن من المؤكد بأنه كان يتكلم عن الشعب الذي أشار إليه سفر المزامير « ويأتون ويخبرون ببره شعبًا سيولد بأنه قد فعل » (مز22: 31). إذًا هذا الشعب مثل لبوة. فمادام مثل المولود حديثًا « كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش » (1بط2:2) لكن يكون أسدًا مرتفعًا، وعندما يصير رجلاً كاملاً، يبطل ما للطفل (1كو13: 11).

 

أكل جسد وشرب دم كلمة الله

9ـ عن التفسير الحرفي « لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى » (عد23: 24) ما هو المدافع، من هو الشرس الذي إذ يرفض وينفر من رعب الحرف، ولا يلجأ مجبرًا إلى عذوبة المعنى الرمزي؟ كيف أن هذا الشعب الأصيل الجليل الذي لا يكف عن اللهج في كلام الرب، وعن مدحه كثيرًا ويأتي هنا ليشرب من دم القتلى حينما يمنعه الله بقوة بأن لا يأكل من الدم حتى نحن الذين قد دعينا من ضمن “الأمم” قد قبلنا الوصية « أن تمنعوا عن الدم » إن لم يكن « عما ذبح للأصنام » (أع15: 29)، إذًا فليقولوا لنا ما هو هذا الشعب الذي له عادة شرب الدم؟

إنه بسبب هذه الكلمات كما جاء في الإنجيل عند اليهود الذين كانوا يتبعون الرب وقالوا « من يستطيع أن يأكل الجسد ويشرب الدم؟ » لكن الشعب المسيحي، الشعب المؤمن سمع هذه الكلمات وتعلق بها وتبع المسيح الذي قال « إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي فلا يكون لكم حياة  أبدية لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق » (يو6: 54)، والذي يقول هذا قد جُرح فعلاً بسبب الإنسان لأنه         « مجروح لأجل معاصينا » كما يقول إشعياء النبي (إش5:53). وقد قيل لنا بأن ” نشرب دم المسيح “، ليس فقط عندما نأخذه أثناء سر التناول، لكن أيضًا عندما نقبل كلامه في داخلنا حيث تستقر الحياة كما قال هو بنفسه « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة » (يو6: 63). إذًا هو مجروح ذاك الذي “نشرب دمه”، عندما نقبل تعاليمه، وأيضًا هم مجروحون الذين قد بشروا بكلامه، إذ عندما نقرأ كلمات لهؤلاء الرجال، أي كلمات التلاميذ والرسل فإننا نجد معهم الحياة و”نشرب دم المجروح”.

 

الفريسة: ملكوت السموات

« لا ينام حتى يأكل فريسة » (عد23: 24). هذا الشعب الذي قد رمز له بلبوة أو بأسد، سوف لا يرتاح إلا عندما يخطف فريسته بمعنى أن يغتصب ملكوت السموات، حيث « من أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يغصب والغاصبون يختطفونه » (مت11: 12). لكن حتى نفهم أن هذا النص يختص بشعبنا الذي قد أكمل عهد الأسرار عن المسيح، اسمع موسى كذلك « وزبدة بقر ولبن غنم مع شحم خراف وكباش أولاد باشان وتيوس مع دسم لب الحنطة. ودم العنب شربته خمرًا » (تث32: 14). ما قد سُمى دم العنب يختص بالعنب الذي ينمو في هذه الكرمه كما قال المخلص عنها « أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام وأنتم الأغصان » (يو15: 1).

إذًا أنت هو الشعب الإسرائيلي الحقيقي، أنت الذي تعرف ” أن تشرب الدم ” أنت الذي تعلمت أن تأكل جسد كلمة الله وأن تشرب دمه، ومن الأغصان الذي ينقيها الآب. فلنختم هنا رؤية بلعام الثانية. فلنصل إلى السيد المسيح الذي تنازل لأجلنا ليكشف لنا ويعلمنا بقية نبوته، والمعاني الأكثر لمعانًا وأكثر قربًا من الحقيقة حتى أن ما يكون قد أذيع بالروح وما كتب بالروح القدس ينكشف بمقارنة الروحيات بالروحيات”. وهكذا تشرح النصوص بطريقة لائقة بالرب وبالروح القدس الذي قد قبلناه بالمسيح يسوع ربنا الذي له المجد والسلطان إلى الأبد آمين.

 

النبوة الثانية – العظة السادسة عشر من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2