آبائياتأبحاثكتب

الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري

الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري

الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري

الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري
الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري

 

الحوار الرابع

في أن الابن غير مخلوق وغير مصنوع

 

براهين ثبتت الولاده حسب الطبيعة للابن وحيد الجنس:

كيرلس: فإن كان هو الله، وقد وُلِدَ بطريقة لا تُوصف من الله الآب فهل من الممكن لشخص ما ألاّ يَضَعْهُ في مرتبة الابن حسب الطبيعة، بل يدعوه مخلوقًا أو مصنوعًا ولا يُحكم على هذا الشخص بعقوبة من اعتادوا أن يعوقوا مجد الله؟ في الوقت الذي تقول فيه الكتب المقدسة المُوحى بها أن “كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلَهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ. وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْماً. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ.[1].

 

إرميا: إني أعتقد أنه لن يقدر أن يهرب من تلك العقوبة التي يستحقها.

كيرلس: وبالتالي فمن الأفضل جداً يا إرميا ألاّ نعتاد أن نرتعب من لغو
الآخرين لأنهم يَعرضون علينا فكراً لا قيمة له، بل أن يكون لنا قانون إيمان يتفق وأقوال الآباء مُعلّمي اللاهوت. لأنه يليق بنا وليس بآخرين، وبالحري بهؤلاء الآباء أن نصفهم ونقول لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.[2].

 

إرميا: بالصواب تتكلّم.

كيرلس: إذن لقد تَعلّم هؤلاء (الآباء) ألاّ يَسجدوا للابن الوحيد كلمة

الله على أنه مخلوق- بمعنى أنه قد خُلِقَ- لكنهم يَشهدون أنه هو ثمرة جوهر الأب، وهو كائن معه أزليًا ويُسمّونه ابن الله الحقيقي وأيضًا الحياة الأبدية. والواقع أن يوحنا اللاهوتي يقول وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَة ًلِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.[3]. لكن يا صديقي، لو أن الابن مع كونه الإله الحقيقي والحياة الأبدية كان أيضًا مخلوقًا ومصنوعًا في الوقت الذي لم ينفصل عن الطبيعة الممّجده، فهل لا يكون هذا سببًا لأن تُلصق نفس هذه التهمة بجوهر الآب لأن لا شيء يمكن أن يَمنعُ هذا الإتهام؟

 

إرميا: وبأي طريقة.

 

كيرلس: ألا يُسمي هو أيضًا إله حقيقي وهل لا يُحيي كل الأشياء طالما أنه بطبيعته هو الحياة؟ لأنه حسبما يقول لنا مُتكلّم حكيم “لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ[4].

 

إرميا: نعم، كلامك حق.

 

كيرلس: لو صح هذا القول فإن الإتهام غير اللائق سيمس الآب أيضًا. وسَيُدعي بأنه مخلوق، لأنه هكذا لن يوجد شيء يمنع الآب من أن يُحسب ضمن المخلوقات طالما أن الإلوهة الحقيقية تأثرت بكون الابن (حسب قولهم) من ضمن المخلوقات، ولا أيضًا يوجد شيء يمنع الحياة الأبدية، ولا أعرف كيف، من أن تَكُف عن أن تكون حياه، بل تكون مختلِطة بالمخلوقات الأخرى مثلما لو كانت مضطرة أن تكون مرتبطة بزمن محددّ، لأن كل ما هو مخلوق ليس هو خارج الزمن أو أعظم من الزمن.

 

أرميا: إن كلامهم هذا، الخالي من كل تقوى، هو أمر رهيب جداً.

 

كيرلس: غير أنه أمر سهل أن تتجنّب هذا الكلام لأنه يمكن لهؤلاء الذين يرغبون أن يبتعدوا بسهولة ويطردوا عنهم كلام المعارضين المُفسد والمُهلك، أن يثقوا بكل تقوي في الغلبة باستخدام أقوال القديسين. لأن الآباء الرُسل لم يكرزوا إطلاقًا بأن الله هو خالق للابن الوحيد بل أنه هو الآب الذي وَلدَه. وهؤلاء الآباء هم الذي كانوا نورًا للعالم وقد استمدوا نورهم من ذلك الذي له نفس طبيعة الله الآب، أعني أنهم استمدوا نورهم من المسيح وذلك لأنه قال لهم مرّة  أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ[5]. وقد جعلهم مُعلّمين ثابتين وحقيقيين لأنه قال لهم “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.”[6] فحيث يكون الآب الحقيقي والولادة، وبالطبع الابن الذي لم يكن ابنًا بالتبني لكن ابنًا من أبيه حسب الطبيعة، هل يمكن أن يكون هناك مكانًا لتخاريفهم وقولهم بأن الابن مخلوق؟

 

إرميا: لا يوجد مكان لها بالمرّة، على الأقل كما أعتقد أنا.

 

كيرلس: وربما يصل بعض هؤلاء الذين يهتمون بالبحث عن ما هو صحيح بصفة عامة، إلى ذلك الحد من الفكر غير المُتدّرِب ويعتقدون أننا نهتمّ بعملية الولادة أكثر من إهتمامنا بجوهر الله الآب، وهم يَحمَّرُون خجلاً من عدم المعرفة معتقدين أن جوهر الله ربما يتأثر من التغيّرات غير الإدارية ويخضع للحاجات الجسدية لأن بعض المخبولين يُقسّمون جوهر الله وطريقة الولادة وَيظْهُرون بذلك أنهم صَاروا إلى الهلاك المبين. فعندما يقال عن طبيعة الله غير الموصوفه والتي تفوق كل عقل أنها تَلِد، فهؤلاء يَعتقدون  إنها تتأثر بعملية الولادة هذه، وهم في هذا يَجهلون تمامًا ماهية الطبيعة غير الجسديّة وماهية طبيعة الأجسام وما هي التغيّرات التي تعانيها الأجساد. لأن ما لا جسم له هو غير قابل للتقسيم على الإطلاق، بمعني أنه غير قابل للاشتقاق والتجزيء الذي يتناسب مع طبيعة الأشياء الماديّة الملموسة، أو لإمكانية أن يتأثر بأي شيء من هذه الأشياء.

إذن عندما يُقال عن الله أنه “وَلَدَ” فيجب أن يُرفض أي شك في أن الله يعتريه تغيّير بل أن يسود الفكر الذي يعطي طبيعة الله ما يليق بها. لأن الله لا يلد كما نلد نحن بل يلد بالطريقة التي تناسبه.

س:لم.

 0أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم

إذن ما يفكر ويستند إليه المعاندون هو نوع من السفسطة التي لا معنى لها. لأنهم وهم يَتظاهرون بأنهم يَخشون من أنه ربما يُصيبُ طبيعة الأب شيء نتيجة الولادة، فأنهم يَحرمونها كرامة عظيمة جداً (أي كرامة إنها لا تتغيّر). لأني أعتقد أن كل حديث يتصف بالحكمة لابد أن يقنعنا أنه يجب أن يُمجد الله الأب بسبب أنه وَلَدَ، لا بسبب أنه خَلَق الابن الوحيد[7]. لأنه بهذه الطريقة يُمجّد اكثر ويُعدّ من بين هؤلاء الذين لهم مكانة ربوبية (أي مع الابن والروح القدس) حيث إنه يعلو بما لا يقارن عنا نحن البشر وأيضًا لأنه يجعل ابن الإنسان في وضع أكثر علواً مما هو فيه.

غير أنه إن كان الله خالق ويقدر أن يخلق بينما في نفس الوقت لا يَلِدُ، فإني أرتعب من أن أقول شيئًا لا يَليقُ به ومشكوك فيه، ومع ذلك فسوف أقوله مع أني لا أرغب في ذلك كثيرًا، وهو أنه إن كان الأمر هكذا فإن الطبيعة الإلهية قد ابتعدت بالفعل عن ما هو أفضل وأوضح، وذلك لأنه بينما يظهر أن للطبيعة المخلوقة إمكانيات متعددّة ومَقِدَره على أن تُشكّل مناظر طبيعية فنيّه، مع مقدرتها على الولادة، الأمر الذي يعطيها عظمة، نجد أن الطبيعة الإلهية لا تتمتع بهذه المقدرة، وهذا أمر مرعب.

 

أرميا: أنك تتكلّم كلامًا حسنًا.

 

كيرلس: إذن يا إرميا، الابن، حسب ما نؤمن، هو وَليد حقيقي لجوهر الله وليس هو نتاجًا لحكمة وثمرًا لصنعةٍ لأننا نقول على الخليقة كلها إنها خُلِقت بهذه الطريقة.

 

إرميا: بالـفعل.

 

كيرلس: ولهذا فالحكيم يوحنا يواجه كل الأكاذيب ويقول بكل وضوح: “وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَة ًصَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ[8]. ويُقلدّ كل من يؤمن بذلك أرفع الأوسمه لأنه يكتب أيضًا: “مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟.[9] وبالإضافة إلى هذا يا صديقي فإن الابن نفسه يوضحّ ويشدّد على محبة الله الأب لنا لأنه يقول: “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”[10]

ومع ذلك، فإن لم يكن هناك ابن، فلما حرص يوحنا على أن تكون غاية كتاباته هو أن يجب أن نعترف بأن الكلمة الذي تجسد هو بالحقيقة ابن الله؟ وكيف يغلب العالم كله مَنْ لا يقبل الإيمان بأن الابن مخلوق؟ وكيف يُكافأ بمثل هذه المكافأه أي غلبه العالم مَنْ له مثل هذه الأفكار الخاطئة؟

لأنه لو لم يكن من الخطر لقلنا إن الله يكرّم ويقبل هؤلاء الذين يؤمنون بإيمان خاطئ وإنه يُكافئ بعضهم بعطايا إلهية، فإني سأقول ومعي كل الحق بأنه يجب أن يُكرمّ وبكل الطرق مَنْ يؤمنون– في ضلال- بأن وحيد الجنس ليس ابنًا لكنه مخلوق ومصنوع حتى ولو قيل عنه أنه وُلد ودُعيّ ابنًا بواسطة الأب نفسه والروح القدس. وعلى عكس ذلك سيكون من الحق والصواب أن يكون من غير اللائق أن نقول هكذا ومن غير التقوى أن نفكر بمثل هذا الفكر. لأن الله يُكافئ الذين يحبون ويؤمنون بالحق أي بالابن الحقيقي وليس بشيء مصنوع لأن الإيمان بأنه مخلوق هو إيمان مريض وغير منطقي. ولهذا فإن الآباء الرُسل قد وصفوا القديس بطرس بأنه مطوّب. ففي الحقيقة عندما سأله المخلّص عندما كان في قيصرية فيلبس: مَنْ يقول الناس عن ابن الإنسان وأي أراء تُقال وتنتشر عنه في بلاد اليهودية. حينئذ ترك بطرس كل ما يقال من سخافات عن ابن الإنسان وقال بكل حكمة ومعرفة أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ.”[11]

ولم يتأّخر الربّ يسوع في مدح الحق الذي نطق به بطرس فقال له: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماًوَدَماًلَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.[12]. ودُعي سمعان “بصخره” لا لأمر أخر إلاّ لأجل ثبات وعدم تزعزع إيمان التلميذ بطرس وعلى هذا الإيمان تثبتتّ وتأسسّت كنيسة المسيح وستبقى إلى الأبد حتى أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. وإيمان بطرس في الابن لم يُعبّر عنه بدون تدقيق ولا نبَعَ من فكر بشرّي، لكنه كان باستنارة سمائية: فالله الآب يوضح مكانه الابن ويلهم كل نفوس المؤمنين الحقيقيين بالإيمان بالابن. لأنه لم يكن من الممكن أن يكون المسيح كاذبًا ولهذا قال: “إِنَّ لَحْما ًوَدَما ًلَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ[13].

إذن طالما أن بطرس قد وُصِفَ بأنه طوباوي وأستحق كل هذا التكرّيم لأنه أعترف بابن الله الحيّ، فكيف لا يكون هؤلاء الذين يُنزلون بذاك الذي هو ثمرة جوهر الله، إلى مرتبة المخلوقات ويَحسبون ذلك الذي هو شريك في الأزليّة ونبع الحياة، بين هؤلاء الذين ليس لهم الحياة في ذواتهم، وكيف لا يكون هؤلاء مملؤين حماقة وجديرين بكل ازدراء وهم الذين لا يعطون اهتمامًا بكل ما يليق بالله الآب وبكل ما هو حق؟ أم أن هؤلاء ليسوا جهلاء جدًا؟

 

ارميا: هم بالفعل جُهلاء.

كيرلس: ولأن إيمانهم في الابن هو ضعيف جداً وغير لائق بالمرّة فهم يشوّهون محبة الله الآب الجديرة بكل تقدير، بمحاولاتهم التفوّه بكلام لا يليق ضد الخصائص الإلهية.

 

إرميا: هل تستطيع أن تقول لي بأي طريقة يفعلون هذا، لأني لا استطيع أن أتابع كلامك؟

 

كيرلس: بكل سرور لأنه لا توجد أي صعوبة في ذلك. ودعني اسأل هل بذل الآب ابنه من أجل حياه العالم؟.

 

إرميا: بالتأكيد.

 

كيرلس: إذن سيكون واضحًا لكل أحد أن المولود هو أرفع مِن ما هو مصنوع بمهارة وحذق حيث إن المولود- من بين البشر- هو ثمرة شخصية لذلك الذي وَلَده بينما ما هو مصنوع هو نتيجة محصله لفكر وحكمه بشريّة.

 

إرميا: وماذا يعني هذا أيضًا؟.

 

كيرلس: ألا تفهم، أن محبة الله للعالم كانت ستُعطَى قيمه أقل لو أنه أرسل لخلاص العالم، ابنه الذي هو جزء من العالم (طالما هو كذلك كما يدّعون)، بينما كانت تلك المحبة ستُقدّر جدًا، وهذا حق، إذا علّمنا أن الله الآب قد بذل ابنه فداء عن حياة العالم ولم يشفق على ثمرته الذي اسلمه للموت بالجسد مفضلاً بذلك أن يهب السعادة لكل البشر؟.

 

إرميا: إني أفهم ذلك.

كيرلس: إني بالتأكيد أعتقد (وأرجو ألاّ يَغضبُ أحد من طريقة حديثي، إنما اضطر لهذا من أجل محبة لله )، أن المسيح كان لا يمكن أن يكون واحد من بين الخليقة أو أن يفدي العالم أو أن يعطي حياته ذبيحة كفارة أو أن يسفك دمه الكريم عنا إن لم يكن الابن هو إله حق من الإله الحقيقي وليس مخلوقًا وجزءً من الخليقة.

 

إرميا: بالصواب تتكلّم.

 

كيرلس: وسأضيف أيضًا أن كانت الخليقة قد خلُصت بدون أن تتلقي من الآب شيئًا بالمرّة أو أنها قد إحتاجت لمساعده قوات السماء. فمِن أين وبأي طريقة استطاعت الخليقة من نفسها وبمفردها أن تَخلُص وأن تَبقْي في حالة السعادة؟ لأنه، كما يقولون إن الابن والذي هو جزء من الخليقة هو مَنْ قد خلَّص الخليقة، فلأي سبب إذن نُعطِي تسبيح الشكر لله؟ وبغض النظر عن هذا، فلماذا لا نسبّح الخليقة بل نأتي لإله الكلّ ونتضرّع له قائلين: بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ[14]. فإن فعلنا هذا فنحن نفعل بالتأكيد ما هو ضد الله بينما لو قدّمنا لله التسبيح فإننا سنصبح حكماء ومؤمنين حقيقيين. إذن فكيف يكون ذلك الذي هو مخلوق وكواحد منا إله من إله وابن حقيقي؟ أم ليس الأمر هو هكذا؟.

 

إرميا: وكيف لا يكون هكذا!!

كيرلس: هيّا إذن إن أردت، كي نضيف شيئًا آخر إلى ما سبق أن وضحّناه ونقول إن الأسماء التي تدلّ على علاقة، تُشير أيضًا إلى طرفي هذه العلاقة لأن المعنى يشمل كل منهما. هكذا سيكون من السهل علي المرء وهو يعرف معنى اليمين- على سبيل المثال هو أن يعرف من خلاله معنى اليسار وسيوافق المرء أيضًا أن العكس صحيح. فالأسم “آب” إذن هو من الأسماء التي تدلّ على علاقة مع آخر[15]، كما أن الأسم “ابن” يدلّ على نفس العلاقة. وبالتالي فإلى أي شيء تدل الأسماء “الآب”، “الابن” وإلى أي علاقة تُشير، وعند استخدامها هل يخرج الحديث عمّا يليق؟.

 

إرميا: وهل هذا الأمر هو غير واضح لأحد؟! لأن الأسم “آب” يقُصد به شخص في علاقته “بابن” وبالطبع “ابن” في علاقته “بأب”.

 

كيرلس: إذن فلماذا يسموّن هؤلاء المجانين والمنحرفين الله “بالآب” ولكنهم يدّعون أن الابن هو مخلوق؟ أم أنه لا يُعتبر جهل وعدم لياقة أن نقول إن “الخالق” يُناظر الآب و”المخلوق” يُناظر “الابن” طبقًا للعلاقة التي توجد بين اثنين؟.

 

إرميا: إنه جهل كبير، لأنه هكذا سيصل الحال أن ندعَو الآب نفسه بأنه “مخلوق” طالما إن له علاقة حسب الطبيعة بشيء من بين المخلوقات وذلك حسب تفكيرهم.

 

كيرلس: إذن لنسمع المسيح نفسه وهو يصرخ قائلاً: “ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً[16]. وعندما سألوا عن سبب توبيخهم أجابهم قائلاً “إن من ينكر الآب ينكر الابن أيضًا ومن ينكر الابن لن يقبل الآب أيضًا[17]. وبالطبع فإنه محق في قوله هذا. لأنه إن لم يكن هناك آب قد وَلَدَ حسب الطبيعة، فإن أحد لن يقبل أن يكون هناك ابن مولود، ولا حتى آب، وهذه طريقة تفكير غير منطقية. لأن الآب يدعي أبًا لأنه وَلَدَ. وبالتالي هو قول حق أن الأسمين أب وابن يُشيران إلى الاثنين وعندما يوجد الواحد، يوجد بالضرورة الآخر وهذا هو السبب فيما يُقال عن كينونة كل منهما[18]. وإلاّ لماذا قال المسيح للشعب اليهودي المُعاند “أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلوني”؟[19] مع أن المسيح بالطبع لا يُسمىَ أبا لنفسه لكن يُسمىَ ابنًا قد وُلِدَ من آب. فكيف يقول إنه قد أتي إلينا باسم الآب؟ أم أنه يجب أن نُفسر لفظ “بإسم” على أنه يدل على مجد الآب وسروره؟ لأن لفظ “اسم” في الكتاب المقدّس يدلّ في بعض الأحيان على المدح والمجد الظاهر لكل أحد كما جاء في سفر الأمثال:  “اَلصِّيتُ[20] أَفْضَلُ مِنَ الْغِنَى الْعَظِيمِ[21]. فهل كفّ قول المخلّص عن أن يكون قولاً حقيقيًا ومملؤ بالحكمة عندما قال بكل وضوح أنه قد أتي إلينا باسم أبيه؟.

إرميا: من الصحيح بالتأكيد، أن أقول إن مَنْ هو حق لا يمكن أن يخطىء في بيان ما هو حقيقي.

 

كيرلس: إذن طالما أننا نتكلّم بالحق، فيجب علينا إما أن نضع الله الآب في منزله المخلوقات حتى لا يظهر بأنه يَتفوّق على الابن في المجد، أو أن نرفع الابن إلى مرتبة تليق بإله أي من جهة طبيعيّة وجوهرة. لأن الله الآب لن يُضار في شيء إن كان الابن له نفس الطبيعة. وسيساعدنا في ذلك يوحنا الحكيم بقوله اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ[22]. وتعبير “من فوق” يعني رِفعّة طبيعة الابن وعلوها وهذا ما يوضحه تلميذ المُخلّص بقوله “كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ[23]. إذن فالابن أتى من الآب، إلينا (على الأرض) كما من نَبعْ وكَنبَت من جذر فوقاني، وبقوله “الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع” فإنه يُظهر من ذاته نفس المجد الذي منه قد جاء وأنه هو فوق الجميع مثله مثل الآب تمامًا. وبقولنا إنه “فوق الجميع” لا نقصد بهذا أنه هو فوق الخليقة من حيث المرتبة والمجد فقط لكن نقصد أن جوهره الفائق يعلو فوق الجميع وهو واحد في الجوهر مع الآب الذي وَلَدَه. إذن طالما هو فوق الجميع، فكيف يمكن أن نفهم أنه واحد ضمن الكلّ؟ لأنه إن كان فعلاً هو مخلوق، فحينئذ يجب أن يُحسب ضمن كل المخلوقات. وكيف يكون مختلفًا عن الكلّ وفوق الجميع إن لم يتفوّق– بحسب الطبيعة – على كل مقارنه بينه وبين كل المخلوقات؟ وكيف يكون مدحنا للابن هو مديح بغير حق إن كنا نعليّ مكانيًا فقط من طبيعته غير المنظورة؟.

 

أرميا: ماذا تعني بهذا؟.

 

كيرلس: هل تريد أن نُعطِي تعبير “من فوق” تفسيرًا مكانيًا ويكون عكس تعبير “من أسفل”. وهي تعبيرات تتعلق بالمسافات؟.

 

إرميا: إن فَعَلنا هذا، فماذا سنفعل بالابن إن وجد في موضع معيّن؟ لأن مثل هذا الوضع هو من خصائص المخلوقات المادية (الجسميّة)!

 

كيرلس: إذن ما نقوله هو صحيح، وهو أن تعبير “من فوق” معناه من عند الآب. لأن الابن يُعرَف أنه فقط من عند الآب وهو وحده الذي يَعرِف الله أبيه. طالما أن الطبيعة (الإلهية) الفائقة غير مرئية وغير معروف ما هي ماهيتها بالضبط لدى أي كائن من الكائنات. لأننا نؤمن بوجود الله، لكنه من غير اللائق أن نبحث في ماهية الله حسب طبيعته الإلهية ولأنه ليس من السهل أن ندرك هذا، إذ أن طبيعة الله هي أبعد من حدود الفكر البشرّي. ثم إن كان الابن هو مخلوق ومصنوع فكيف يمكنه وحده أن يعرف الآب وأن يكون هو وحده أيضًا معروفًا من الآب؟ لأن معرفة طبيعة الله هو أمر مستحيل تمامًا بالنسبة للمخلوقات، بينما أن يُعرَف شيئًا عن تلك المخلوقات، وماهيتها، ليس هو أمر يفوق إدراك العقل حتى ولو كان هذا الأمر صعب قليلا علينا. وبالتالي فطالما أن الابن وحده هو الذي يَعرِف الآب وهو فقط الذي يُعرَف من الآب. إذن سيتلاشى الاتهام بأنه قد خُلِقَ. لأن الطبيعة الفائقة غير الموصوفة هي فقط التي تَعرفُ نفسها ولا يستطيع أولئك الذين خُلقوا أن يقتربوا منها على الإطلاق.

 

إرميا: بالفعل، إن الطبيعة الإلهية لا يُقترب ولا يُدنى منها، لأن الله أعلى من فحص عقلى.

 

كيرلس: إذن كيف يمكن أن نقول إن الابن قد خُلق مع أن الحكيم بولس يبشر بالآتي ويقول: وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرا ًلاَ يَفْرِقُ شَيْئا ًعَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودا ًمِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.[24] بمعنى أنه في كل الوقت الذي كنا نعيش في جهل وكنا قاصرين كنا مُستَعبَدين تحت أركان العالم كنا نَعبدُ الخليقة مع أنه كان يجب علينا أن نقدمّ الكرامة لمن بطبيعته وحده هو الله الحقيقي. وعندما أشرق الابن بيننا، فقد صارت معرفتنا أفضل من جهالة الطفولة، وإذ انتقلنا من الظلمة إلى نور الحق، فإننا- وكما أظن أنَك ستوافقني- قد أُعتقنا من أن نكون مُستَعبَدين تحت أركان العالم. وبخلاف هذا فإن الكتاب المقدّس قد أعلن لنا هذا التعلّيم مرارًا قبل قليل وهو تعلّيم يتصّف بالحكمة والحق وكل من يهتم بما هو سليم سوف يتفق مع ما جاء فيه لأن هذا التعلّيم يعلّن لنا أسرار المسيح.

 

إرميا: أني أتفق معك بالتأكيد.

كيرلس: إذن يا إرميا، هل كل شيء قد أتي إلى الوجود بموافقة الله الخالق، يجب ألاّ نحسبهُ بين أركان هذا العالم، أو طالما أنه هو جزء من العالم فيجب أن يُحسب مع الكلّ؟.

 

إرميا: بكل تأكيد.

 

كيرلس: وهل تحررّنا تمامًا عندما تحررّ عقلنا وفكرنا وعندما رفضنا الرغبة في أن نظل مُستعبدين لأركان هذا العالم؟.

 

إرميا: هكذا أعتقد.

 

كيرلس: إذن فلنقبل الإيمان بالابن على أنه هو الابن الحقيقي، أو كيف يمكن أن يكون خلاف ذلك؟.

 

إرميا: هو هكذا بالفعل.

 

كيرلس: بالتالي لا يمكن أن يكون الابن الوحيد هو مخلوق وكواحد من أركان هذا العالم ويُحسب من ضمن المخلوقات. ونحن مازلنا أطفالاً في أفكارنا ولا نقدر أن نفخر بأن لنا العقل التام، بل بالحري تخدعنا بعض الأفكار غير المجدّية مع أن لدينا بالحقيقة الرجاء الواثق أي الرجاء في الابن. لأنه في أي شيء سيكون الابن قد أفادنا بكونه قد صار انسانًا إن لم يكن قد حررّنا من عباده المخلوقات؟ أم أنه لا يكون ضلالاً إن كنا نؤمن به على أنه مثل أي ابن آخر (مخلوق)؟.

 

إرميا: سيكون بالفعل هكذا لو أن الابن كان مخلوقًا.

كيرلس: ألن تكون شريعة موسى أفضل من شريعة المسيح لو أننا بالفعل نؤمن بشخص مخلوق؟ وفي هذه الحالة يجب أن توضع شريعة موسى القديمة بعد الأناجيل المقدسة؟ وحينئذ كيف يمكن  ” للْبَارُّ أن يَحْيَا َبِالإِيمَانِ [25] طالما أن الناموس لا يقود أبدًا للكمال؟[26] مع أن الإيمان بالابن– كما يقول هؤلاء- يُهلك أولئك الذين يقبلونه بينما الناموس يفيد القدماء.

 

إرميا: إشرح لي بأي طريقة يحدث هذا كما يتصّورون.

 

كيرلس: إن الناموس الذي أُعطيّ للقدماء بواسطة موسى الحكيم قد أوصاهم قائلاً:  “إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ[27] وفي موضع آخر قال لهم: لا تَصْنَعْ لكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ[28] وهو قد ارتقى بهم إلى أعلى بعيدًا عن عباده أركان العالم عندما قال لهم: “لِئَلا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلى السَّمَاءِ وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ كُل جُنْدِ السَّمَاءِ التِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ التِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لهَا وَتَعْبُدَهَا.”[29]، بمعنى أن الناموس قد دعاهم للإيمان بالواحد الذي هو بالحقيقة إله حسب الطبيعة وأعتقهم نهائيًا مما هو خطأ وشر. لأن الناموس لم يطالبهم بضرورة السجود للخليقة بجانب الخالق، لكنه أوصي مَِنْ دعاهم إلى الاعتماد الكلّي على الخالق وهددّ بعقاب الموت لِمنْ لم يرغب في عبادته. فإن كان هذا هو بالتأكيد ما يقوله الناموس، فدعنا نقول إلى أي مدى دعانا كلام الإنجيل. لقد انقضى الناموس الذي كان ظلاً ورمزًا وسطع نور الحقيقية منذ أن قَبِلنَا الإيمان بالابن مع أنه- حسب ما يعتقد المخالفون- هو مخلوق ومصنوع. فهل نحن مجانين إذ قد آمنا إيمانًا أسمى من أولئك الذين آمنوا- وفقًا للناموس- بالواحد الذي هو بالحقيقة إله حسب الطبيعة؟ والأكثر غرابه أن هؤلاء بغير أن يكون قد قبلوا نور الحقيقة فإنهم قد عرفوا الإله بحسب الطبيعة بينما نحن يا من قد أتينا بعدهم ونفتخر أننا قَبِلنَا الحق الذي لم يُستعلن لِمنْ كان قبلنا، فإننا قد انحرفنا عن هذه الحقيقة ونوجد في ظلام لا استنارة رغم وجود النور الإلهي.

 

إرميا: يالها من حجج قوية.

 

كيرلس: إنك لو عرفت أمرًا آخرً، سوف تتعجب بالأكثر.

 

إرميا: وما هو هذا الأمر؟.

 

كيرلس: إن الناموس قد صار مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ [30] وأعتقد أنك تعرف أن هذا قد كتبه بولس الرسول.

 

إرميا: أعرف هذا.

 

كيرلس: يجب إذن أن نفحص بتدقيق إلى أي شيء وبأي كيفية كان الناموس هو مُؤدِّبنَا الذي يقودنا إلى المسيح، بمعنى يقودنا إلى معرفة المسيح وأقواله. فهل سيقودنا إلى معرفة اسمى تتّفوق على المعرفة التي بواسطة الناموس والمخفيّة فيما بين الرموز أَمّ إلى معرفه أقلّ منها؟.

إرميا: بالطبع إلى معرفة اسمى وأوضح.

 

كيرلس: حسنا يا صديقي، لأني أعتقد أن كل حكيم وعارفٍ سيوَافق وسيقول إن الأمر لابد وأن يكون هكذا. إذن فإن كان الناموس الذي هو مؤدّبنا، والذي كَرَزَ بالواحد الذي هو بالحقيقة إله حسب الطبيعة، لمَ يقُدنَا إلى معرفة اسوأ فيما يختص بسرِّ المسيح، حينئذ لا يجب أن يكون الابن مخلوق، حتى لا يظهر الناموس بأنه قد ظَلَمِنا فيما نفعل أو كأنه يُظهر أن معرفة المخلوق أفضل من معرفة الله الخالق وبذلك يُصبح الناموس فخًا ومصيّدة يَستخدمها الشيطان، مع أن الملائكة قد أعلنت أنه أُعطى لنا كي يساعدنا كما قال أحد القديسين: “إن الناموس أُعطى للمساعدة” وطالما أن المسيح هو كمال الناموس والأنبياء، فكيف يمكن أن يكون كلام الكتاب صادقًا وهو ينتهي بنا إلى نتيجة مُضلّه في كل معرفتنا ويجعلنا نعبد الطبيعة المخلوقة بدلا من الله الخالق؟

[1] . لاوين 24: 15- 16.

[2] . مت10-20.

[3] .1يوه:20-21

[4]. أعمال 28:17

[5] .مت14:5

[6]. مت19:28

[7] سبق ان أشار القديس كيرلس إلى هذه النقطة الهامة في حواره الثاني. انظر حوار حول الثالوث ج1، مركز دراسات الآباء، ص  ، وهذا التعليم نجده أيضًا في تعليم القديس أثناسيوس

[8] يوحنا20: 30-31

[9] . 1يوحنا5:5

[10] . يوحنا 16:3

[11] . مت16:16

[12] .مت16 :17-18

[13] . انظر مت 17:16

[14] مز103: 2-4

[15] أنظر القديس غريغوريوس الناطق بالآلهيات في مقالاته اللاهوتية الخمسة.

[16] يوحنا 35:8

[17] انظر يوحنا 22:2-23

[18] سبق أن تناول القديس كيرلس هذه النقطة في الحوار الثاني. راجع: حوار حول الثالوث. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ج1.

[19] يو5: 43

[20] الأسم الممدوح

[21] أمثال1:22(سبعينيه)

[22] يوحنا31:3

[23] يع17:1

[24] غلاطيه 1:4-5

[25] انظر روميه17:1

[26] انظر عب19:7 “إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً

[27] تث 4:6

[28] تث8:5

[29] تث19:4

[30] غلاطيه 24:3

 

الابن غير مخلوق وغير مصنوع – الحوار الرابع ج1 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري