الردود على الشبهات

لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ – ترجمة ايفت سابا

لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ - ترجمة ايفت سابا

تقييم المستخدمون: 3.65 ( 1 أصوات)

لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ – ترجمة ايفت سابا

لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ - ترجمة ايفت سابا
لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ – ترجمة ايفت سابا

كثيراً ما يخبرني أصدقائي ومعارفي من المسلمين بأن الإنجيل لا يعتبر كتاباً ذا مصداقية لأن أسماء آباء كتبة الاناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا غير معروفة. فنحن نجهل أسماء عائلاتهم. وبناء عليه، فمن المستحيل أن نعرف من كان هؤلاء الأشخاص وبالتالي فان مصداقيتهم غير مثبتة، وبالتالي لا يمكن الوثوق بشهاداتهم عن حياة يسوع وتعاليمه.

الداعية خالد ياسين يقدم الحجج على ذلك ونلحظ أنه ارتكب الكثير من الأخطاء الواضحة والخطيرة التي سأقوم ببحثها وبشكل مفصل فيما بعد.

ويضيف أصدقائي المسلمون بانه يمكن إثبات من الأدلة الداخلية في الانجيل بأن متى أو مرقس أو لوقا أو يوحنا لم يكونوا شهود عيان على حياة يسوع أو تعاليمه وبناء عليه فان شهادتهم غير موثوقة.

سأثبت في هذا المنشور، أن الاناجيل كتبت على أيدي انسان ثقة كشهود عيان عن يسوع الذين شهدوا حياة يسوع وايضاً منهم من قام بتجميع عدد من شهادات شهود عيان وبان هوية كتبة الاناجيل معروفة وان شهادتهم موثوق بها.

لم يكن اليهود يستخدمون أسماء العائلات في القرن الأول.

أولا، ان عدم استخدام كتبة الاناجيل أسماء عائلاتهم يعود لسبب بسيط ان المجتمعات اليهودية في ذلك الوقت لم تكن تستخدم أسماء العائلات على الاطلاق فكانوا في العادة يحددون المرء بإسم الأب أو اسم الأم.

(ابن أو ابنة فلان)..

بدا اليهود باستخدام أسماء العائلات عندما أجبرتهم على ذلك السلطات غير اليهودية في الامم التي تشتتوا اليها بعد ان قامت الجيوش الغازية بإجلائهم عن اسرائيل. ولم يظهر استخدام إسماء العائلات بين اليهود الا في القرن العاشر.

وبالتالي فان أقوال المسلمين بأن هوية كتبة الانجيل مجهولة لأنهم لم يذكروا اسماء عائلاتهم تنم عن جهلهم بتقاليد اليهود بالتسمية.

إن أصر المسلمون على أقوالهم بأن غياب اسم العائلة يجعل شهادة الانسان غير موثوق بها، فعليهم ان ياخذوا نقاشهم إلى الله الذي اختار أن يوحي بالتوراة والزابور والانجيل (أي التوراة والمزامير والعهد الجديد) وجميع أسفار الانبياء اليهود الذين لم يكن لهم اسم عائلة ومع ذلك كتبوا الكتاب المقدس. في حين أنه في كثير من الأحيان يتسمون باسم الأب ولكن هناك أسماء أخرى سنذكرها في هذا المقال.

يمكن ان يُدعى اليهود باسم الأب (فلان ابن فلان) وبعدة طرق أخرى كما يوضح ذلك هذا المقال ممكن حسب القبيلة أو المهنة أو مكان الميلاد أو مكان السكن أو الشهرة أو اللقب مثل (يسوع المسيح) أو بوصف تشريفي. ونضرب مثالا على هذا هو كاتب الإنجيل الاخير يوحنا الذي كان يسمى مع اخيه يعقوب (أولاد الرعد) بسبب شخصيتهم. أو ريتشارد ملك إنجلترا فأصبح اسمه ريتشارد قلب الاسد بسبب شجاعته.

John Son Of Zebedee Matthew 4:21-22 (Patronymic

 

في بعض الأحيان كانوا يعطون أسماء مختلفة عن اسم الولادة حتى.  وكان من يغير الاسم الاساتذة أو المعلمين أو مجتمعهم أو هم أنفسهم فيقون باتخاذ اسما جديدا للإشارة إلى تغيير في مصيرهم أو ظروفهم أو تصرفاتهم.

إضافة الى ذلك، في القرن الأول لإسرائيل، كان من الممكن تحديد هوية اليهود بإسمين، اسم عبري يعطي لهم عند الميلاد وإسم يوناني يتخذونه لتيسير أمور حياتهم في المجتمع الذي يغلب عليه الرومان في ذلك الوقت والزمان.

كانت هذه الأساليب المتعارف عليها في التسمية منتشرة في كل الشرق الأوسط القديم وفي عدة أماكن في الأزمان السابقة. فلم يكن هناك حاجة إلى أسماء العائلات في العديد من المجتمعات وحتى عندما تم استخدام اسم العائلات، كان هناك طرق أخرى للتعريف بهوية شخص معين وتستخدم للتعريف كمحددات للهوية مميزة واقصد بذلك الاسم.

واليكم أسماء كتبة الاناجيل

متى هو لاوي ابن حلفي (مرقس (2: 14)

 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.

 

اسم جديد تم تبنيه أو منحه

مرقس،

يوحنا مرقس أعمال (15:37)

فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضًا يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ

 

اسماء يهودية يونانية مجتمعة،

 ابن خالة الرسول برنابا (كولوسي 4:10 الذي كان يرافق بولس الرسول

سَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ.

 

 (اعمال 14:14)

 فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ، بَرْنَابَا وَبُولُسُ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا، وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ وَقَائِلِينَ:

 

تعريف إضافي بواسطة مرافقين موثوق بهم.

لوقا الطبيب الحبيب (كولوسي 4: 14)

 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ، وَدِيمَاسُ

 

تم التعريف به حسب المهنة

يوحنا إبن زبدى (متى 4: 21 -22)

ثمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.

 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.

 

هنا تحدد الشخص حسب الاب.

وحتى هذه الأسماء غير مطلوبة لتحديد كتبة الأناجيل لأنهم معروفون بأكبر شرف على الإطلاق بأنهم كتبة روايات الأناجيل ومرافقين ليسوع أو انهم الخدم المؤتمنون وتلاميذ اصحاب يسوع.

عندما يذكر شخصاً اسم متى في سياق الكتاب المقدس فالجميع يعرف ان الاشارة هي لمتى تلميذ يسوع. هكذا تم التعريف بمتى بانه أول أتباع يسوع منذ البداية. متى التلميذ والرفيق هو اسم كاتب الإنجيل والذي تحدده بصفة منفردة بين كل من يحمل اسم متى.

فعندما يذكر شخص ما اسم متى أو مرقس في سياق الاناجيل

فالمقصود متى واحد أو مرقس واحد متى رفيق يسوع أو مرقص رفيق بطرس اللي كان رفيق يسوع.

فاسم واحد يكفي لأن السياق واضح جدا.

وهذه حقيقة تثبتها سلسلة من الشهادات الموثوق بها منذ زمن المسيح كما سنرى في القسم الذي يحمل العنوان هوية كتبة الاناجيل موثوقة بشهادات موثوق بها.

نجد في القران، انه يتم الاشارة إلى محمد بشكل متكرر دون الإشارة الى اسم عائلته؟ فهل سيسأل المسلمون من هو محمد المقصود؟؟

يقول القرآن بأن الكتاب المقدس كتاب موثوق به.

اذن، فالمسلمين مأمورون بأن يقبلوا ان العهد الجديد أو الانجيل كما يدعونه المسلمين موثوق وهذا جاء من أعلى مصدر سلطة عندهم وهو القرآن.

سورة يونس 94

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾

تأمر المسلمين ان يتأكدوا من صحة القرآن بمقارنته مع الإنجيل أو العهد الجديد والتوراة أو أسفار موسى الخمسة. ومن البديهي ان نقول انه ان كان الانجيل غير موثوقا لكان من المستحيل مصادقة القران بالإنجيل وهذا ما يطلب من المسلمين القيام به وبناء عليه نفهم أن القرآن يقول بأن العهد الجديد موثوق.

اما سورة المائدة آية 47 فهي تأمر المسيحيين ان يعيشوا وفق العهد الجديد. وبالطبع لن يقول القران هذا الكلام إن كان العهد الجديد غير موثوق ولكن هذا ما تقوله الآية:

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الآيات الأخرى التي تضاف إلى هذه القائمة التي تشهد على مصداقية كتبة الانجيل والكتاب المقدس ككل.

التحقق من كتبة الأناجيل بواسطة شهادات موثوق بها.

يعتمد هذا الجزء بشكل كبيره على مقال بعنوان

 

 

من كتب الأناجيل؟ أدلة داخلية وخارجية للتأليف التقليدي للكاتب كيث ثومسون

أعطيت شخصية كتبة الاناجيل في الكتاب المقدس نفسه وتم المصادقة عليها بشهادة المسيحيين الأوائل ليسوع الذين عرفوا يسوع وأصحابه الاثني عشر (التلاميذ أو الرسل الاثني عشر) الذين تلقوا تعاليم يسوع مباشرة. وهذا يعني ان تأليف كتبة الاناجيل مشهود له بشهادات موثوقة وصولا إلى المصدر الأصلي بنفس الاسلوب الذي يقول المسلمون انهم يتثبتون من خلاله من صحة الأحاديث حسب كتب الأحاديث.

ترد شخصية متى في الآيات التالية من الكتاب المقدس

وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.

 

مرقس 2: 14

بَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي».

 فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ.

 وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ.

لوقا 5: 27 – 29

وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.

 

متى 9:9

فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُ

 

متى 10: 3

هذا التاليف يشهد له الاتباع الأوائل مثل بابياس الذي قال عن متى

قام متى بتجميع اقوال (كلام المسيح) باللغة العبرية.

عاش بابياس تقريبا بين عامي 70 و 163 ميلادي ويتابع حديثه قائلاً بانه حصل على معلوماته من أشخاص عرفوا أصحاب يسوع الاثني عشر بشكل مباشر.

اذن، اذا جاء أحد من اتباع الاوائل كنت أساله فيما يتعلق بكلمات الاوائل أي ما قال بطرس أو اندراوس أو ما الذي قاله فيليبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أي تلميذ أخر من تلاميذ الرب. وما هي أقوال اريستيون والشيخ يوحنا من تلاميذ الرب. لانني لا اعتقد ان ما ساخلص اليه من الكتب يساوي ما ساستفيده من الصوت الحي والدائم.

بالمختصر، يقول بابياس أن إنجيل متى قد كتبه متى أحد تلاميذ يسوع وأنه حصل على هذه المعلومة من إناس عرفوا متى بشكل مباشر وعرفوا أصحاب يسوع مثل اريستيون والشيخ يوحنا.

لو كانت اقوال بابياس التي ذكرتها حديثا على الطريقة الاسلامية سيكون كما يلي

حدثنا اريستيوس قال ان متى تلقى تعليمه من يسوع مباشرة. وأضاف بابياس ان اريستيوس قال ان متى كتب تعاليم يسوع باللغة العبرية.

ساترك للقاريء مهمة قراءة مقال تومبسون ليرى دليل التحقق من تأليف يوحنا لإنجيله وهو كاتب الانجيل الأخر وأحد أصحاب يسوع الاثني عشر وشاهد عيان على حياة يسوع وموته وقيامته كما تلقى تعاليمه مباشرة من يسوع.

بالمختصر، فان تأليف كتبة الاناجيل مثبت بسلسلة لا تنقطع من الشهود المعتمدين تصل إلى المصدر الأصل. وبما ان هذه هي الطريقة التي يثبت فيها المسلمون تقاليدهم وأحاديثهم فعليهم ان يقبلوا نفس الأسلوب كما لدى المسيحيين.

وكما أظهرنا أعلاه فان الذي يقول به المسلمون بأن كتبة الأناجيل غير موثوق بهم لانهم لم يذكروا أسماء عائلاتهم فهذا يستند على جهل لان المجتمع اليهودي لم يستخدم أسماء العائلات ولكن كان يستخدم بدلا من ذلك أسلوب ذكر الأباء.

وعلى أي حال، فان القرآن نفسه يشهد على مصداقية الانجيل أو العهد الجديد الذي يجعل قبول مصداقية الكتاب المقدس إجبارية للمسلم.

أما مرقس ولوقا فهما ليسا من أصحاب يسوع.

والمسلمون محقون في قولهم أن كاتبي الانجيلين لوقا ومرقس ليسوا من أصحاب يسوع. ولكن وبالرغم من ذلك فان لهذين الانجيلين نفس أهمية الإنجيلين الأخرين لانهما كتبا تحت إشراف أصحاب يسوع اللذين عاشوا مع يسوع وكتبوا لنا تعاليم إنجيل يسوع المقدسة.

إضافة الى ذلك، رغم ان مرقس لم يكن من أصحاب يسوع الاثني عشر ولكن من المحتمل ان مرقس كان تلميذاً ليسوع في الدائرة الخارجية فقد عاش في أورشليم وكان شاهداً على إعتقال يسوع ومحاكمته وصلبه. وسأضع التفاصيل في الاسفل

كتب مرقس إنجيله وفقاً لتعاليم بطرس أحد أصحاب يسوع الاثني عشر. عاش بطرس مع يسوع وتتلمذ مباشرة على يده. أصبح مرقس مساعداً لبطرس وعاش معه بينما كان بطرس ينشر رسالة الانجيل.

أما يوحنا الشيخ الذي عرف أصحاب يسوع الاثني عشر، فقد أخبر بابياس بأن مرقس قد كتب بدقة تعاليم بطرس الذي إستلمها بنفسه من يسوع.

وهذا ما قاله يوحنا الشيخ ايضا بأن مرقس بعدما اصبح مترجما لبطرس فقد كتب بدقة كل ما تذكره وان لم يكن بالترتيب كل ما قاله المسيح أو فعله.

لو كان هذا الكلام حديثا فكان سيكون

قال بابياس أن يوحنا الشيخ قال ان العديد من الاصحاب الاثني عشر قالوا ان مرقسا قد كتب بدقة تعاليم بطرس التي إستلمها من يسوع.

اذن لدينا شهادة معتمدة لإنجيل مرقس عن يسوع من خلال بابياس.

ولهذا على المسلمين قبول مصداقية إنجيل مرقس لأنه مثبت ومصادق عليه وصولا للمصدر الاصلي بنفس أسلوب الأحاديث الاسلامية.

مرقس كان تلميذا وشاهد عيان:

وهناك ملاحظة إضافيه، رغم أن مرقس نفسه لم يكن من أصحاب يسوع ولكن من المحتمل انه كان شاهد عيان على بعض الأحداث الهامة في حياة يسوع بما في ذلك إعتقال يسوع ومحاكمته وصلبه. أقول هذا بناء على تحديد هوية مرقس على إنه التلميذ الذي إعتقله الحراس عند إعتقال يسوع ولكنه نجا بنفسه وهرب.

بناء على تحديد الهوية هذا، فاننا نعلم ان مرقس قد عاش في أورشليم في وقت حياة يسوع وزيارات يسوع إلى أورشليم استطاع أن يشهد اعتقال يسوع ومحاكمته ومن ثم صلبه أيضا وعليه فمن المنطقي أيضا أن نعتقد انه شهد أعمال اخرى ليسوع.

ولأن مرقس كان من سكان أورشليم فلابد انه كان يعرف شخصياً العديد من الامور عن تاريخ يسوع مثلا استجابة الجموع لتعاليم يسوع وأقواله والأحداث التي كانت تجري في المدينة.

تأليف ومصداقية انجيل لوقا

ان صلاحية ومصداقية انجيل لوقا تأتي من كون لوقا تلميذا لبولس الذي تلقى تعليمه مباشرة من يسوع.

ويؤكد المسلمون أنه لا يمكن اعتبار بولس موثوقا لأن بولس لم يعرف يسوع. وهم بهذا يناقضون كتب الله المقدسة.

يقول العهد الجديد بأن بولس عرف يسوع وتتلمذ له مباشرة بعد صعود يسوع الى السماء.

وقد ظهر المسيح شخصيا وبشكل مباشر لبولس وقام بتعليم بولس بالوحي المباشر. وفيما بعد قدم بولس تعاليمه إلى أصحاب يسوع الاثني عشر الذين صادقوا على ان تعاليم بولس صحيحة وأن يسوع لأعطى تعاليمه مباشرة إلى بولس وانه يجب اعتبار بولس من أصحاب يسوع (رسول) وان له ذات مكانتهم ومؤهلا لتعليم وحي الانجيل المقدس. هذه الأحداث موجودة في الرسالة الى اهل غلاطية 1:13 – 2:9 واعمال 9، 1 كور 15 و2 بطرس 3 14 – 16.

وبما أن الرسل الاثني عشر قبلوا بولس رسولا له نفس مكانتهم وأكدوا ان تعاليمه هي تعاليم الانجيل المقدس لجميع شعب الرب وعليه فاننا نقبل تعاليم بولس ونصدق عليها.

لو وضعنا هذه الاقوال بشكل حديث اسلامي فستكون

قال بطرس صاحب يسوع ويوحنا صاحب يسوع ويعقوب صاحب يسوع ان بولس يعلم اإجيل يسوع الصحيح والمقدس وان له نفس مكانتهم.

يعلم العهد الجديد في مواضع عيديدة ان لوقا كان تلميذا لبولس.

ومرة اخرى اطلب من القاريء العودة الى مقال تومبسون للتثبت.

وكما حصل مع بقية الأناجيل فلقد نال إنجيل لوقا شهادة موثقة وصولا إلى المصدر الأصلي حيث صادق ايرانيوس على انجيل لوقا قائلا

ولوقا صديق بولس سجل ايضا في كتاب الانجيل الذي يبشر به.

كان ايرانيوس تلميذا لدى بوليكارب الذي كان تلميذا ليوحنا تلميذ المسيح.

ولو قمنا بتحويل الجملة السابقة الى حديث اسلامي فسنقرأ

قال ايرانيوس ان بوليكارب قال ان يوحنا تلميذ يسوع قال ان لوقا تلميذ بولس الي كان تلميذا ليسوع سجل تعاليم يسوع في كتاب

مرة أخرى نجد شهادة على مصداقية انجيل لوقا وصولا للمصدر الاصلي بسلسلة غير منقطعة من النقل.

وبما أن هذه هي الطريقة التي يقوم فيها المسلمون بتصحيح الأحاديث وقبولها فعليهم ان يقبلوا نفس الشهادة عندما يتعلق الأمر بالكتاب المقدس

تلخيص

يقول المسلمون ان كتبة الاناجيل ليسوا بشهود موثوقين لأنهم لم يذكروا اسماء عائلاتهم في كتاباتهم. ويتابعون أقوالهم بأن هذا يعني أنه لا يمكن التحقق من هويتهم وعليه يجب اعتبارهم غير موثوقين.

ان قول المسلمين هذا غير صحيح ويستند على الجهل. فانه في الحقيقة انه في القرن الاول لم يكن استخدام أسماء العائلات معمولا به عند اليهود. فكانوا يستخدمون أسلوب الأباء قلان إبن فلان. فان اشتكى المسلمون بأن شهادة شخص تعتبر غير موثوقة بسبب عدم وجود اسم العائلة فعليهم الرجوع في شكواهم إلى الرب فهو الذي إختار ان يوصل التوراة والزابور والانجيل اي التوراة والمزامير والعهد الجديد وكل اسفار انبياء اليهود الذين كتبوا دون ذكر اسماء عائلاتهم ومع ذلك كتبوا الكتاب المقدس.

ويضيف المسلمون ان كتبة الاناجيل غير موثوقين حيث انهم لم يكونوا شهود عيان على حياة يسوع وتعاليمه

في الحقيقة أن إنجيلين قد كتبهما شهود عيان على حياة المسيح أما الانجيلين الأخرين فقد كتبهما تلاميذ أولئك اللذين كانوا شهود عيان وتتلمذوا مباشرة منه ومن أصحاب يسوع.

تم التحقق من موثوقية الأناجيل من خلال سلسلة غير منقطعة من الشهادات لشهود موثوقين وصولا إلى المصادر الأصلية. وبما ان هذه هي الطريقة التي يقر بها المسلمون ويقبلون الحديث الإسلامي، فيجب على المسلمين قبول نفس الشهادة والإثبات عندما ينطبق ذلك على الكتاب المقدس.

المرجع

We Don’t Know The Family Names Of Matthew, Mark, Luke and John David Byrne

https://indifferencegivesyouafright.wordpress.com/2016/06/15/we-dont-know-the-last-names-of-matthew-mark-luke-and-john/

لماذا لم تُكتب أسماء عائلات كتبة الاناجيل وانسابهم؟ متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وهل هذا يؤثر على موثوقية النص؟ – ترجمة ايفت سابا