آبائياتأبحاث

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 – د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 - د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 – د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 - د. وليم سليمان قلادة
رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 – د. وليم سليمان قلادة

 

(56)

          1 ـ فلنتوسل[275] ـ نحن أيضًا ـ من أجل المذنبين بأية خطية[276]، كى تُمكَّن لهم الوداعة والتواضع، فيخضعوا ـ لا لنا ـ بل لإرادة الله. وبهذا يكون ذكرنا[277] الشفوق لهم أمام الله والقديسين[278]، مثمرًا لديهم وكاملاً. 2ـ فلنقبل أيها الأحباء التأديب الذي يجب أن لا يتكدر أحد بسببه[279]؛ فإن النصائح التي ننبه بها بعضنا البعض جيدة ونافعة جدًا لأنها توحدنا مع إرادة الله. 3 ـ فإنه لهذا تقول الكلمة المقدسة: ” تأديبًا أدبنى الرب وإلى الموت لم يسلمنى[280]، 4 ـ لأن من يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله”[281]. 5 ـ ويقول أيضًا: ” فليؤدبنى الصديق برحمة ويوبخنى،، أما زيت الخطاة فلا يدهن رأسى ” [282]. 6 ـ وفي موضع آخر: ” طوبى للرجل الذي يؤدبه الرب؛ فلا ترفض تأديب القدير لأنه هو يجرح ويعصب 7 ـ يسحق ويداه تشفيان. 8 ـ في ست شدائد ينجيك وفي السابعة لا يمسك سوء. 9 ـ في الجوع يفديك من الموت، وفي الحرب من حد السيف. 10 ـ من سوط اللسان يخبئك، فلا تخاف من الشرور إذا انقضت عليك. 11 ـ تضحك على الأثمة والأشرار، ولا تخشى من وحوش الحقل. 12 ـ لأن الوحوش تسالمك. 13ـ حينئذ تبصر السلام يملك في بيتك، وتهليل خيمتك لا يعثر. 14 ـ بل ترى نسلك يكثر، وأولادك كعشب الحقل. 15ـ وحين تذهب إلى القبر تكون كالحنطة الناضجة في ميعادها، أو كرفع الكُدس[283] في أوانه “[284].

          16 ـ وهكذا ترون أيها الأحباء أن الأمن مكفول للذين يؤدبهم السيد؛ إنه كأب صالح لا يقومنا إلاّ لكي نختبر رحمته بواسطة تأديبه المقدس.

 

(57)

          1 ـ وأنتم يا من وضعتم أساس الشقاق؛ ” اخضعوا أنفسكم للشيوخ”[285] مقتبلين التقويم بروح التوبة، حانين ركب قلوبكم[286]. 2 ـ تعلموا الطاعة، طارحين التكبر المتشامخ المتجبر الذي للسانكم، فإنه خير لكم أن تكونوا صغار المقام ولكن تحسبون في قطيع المسيح، من أن تستعلوا فتُرفضوا من رجاء شعبه. 3ـ لأنه هكذا تقول الحكمة[287] الكلية الفضيلة: “هاأنذا أفيض عليكم من كلمات روحى وأعلمكم أقوالى. 4ـ لأنى دعوت فلم تسمعوا، وأعطيتكم أقوالى فلم تبالوا؛ بل جعلتم مشورتى بلا قيمة، ولم تذعنوا لتأديباتى ـ لهذا أنا بدورى أضحك عند بليتكم. نعم، وابتهج حين ينتباكم الخراب، ويباغتكم الاضطراب المفاجئ، ويأتى الانقلاب كالعاصفة، أو حين يحدق بكم الضيق والاضطهاد. 5 ـ حينئذ تدعوننى فلا أسمعكم، ويبحث عنى الأشرار فلا يجدوننى ـ لأنهم ابغضوا الحكمة ولم يختاروا مخافة الرب، ولم ينصتوا لمشورتى بل احتقروا تأديبى. 6 ـ لذلك يطعمون ثمار طريقهم، ويتخمون من شرورهم[288] … 7 ـ وكعقاب لأجل المعاثر التي أتوها في حق الأطفال سيُلقون للموت. إن الفحص يورد الأشرار الموت. أما المستمع لى فيستريح في الرجاء ولن يقلقه الخوف من أى شر ” [289].

(58)

          1 ـ فلنقدم الخضوع لاسمه المجيد الكلى القداسة كى نهرب من التهديدات المنذرة التي توجهها الحكمة ضد المتمردين، وفي ثقة نطمئن إلى اسم عظمته القدوس. 2 ـ تقبلوا مشورتنا فلا تعودوا تندمون؛ لأنه حى هو الله، وحى هو الرب يسوع المسيح والروح القدس[290] ـ إيمان المختارين ورجاؤهم[291] ـ إن من يتمم الوصايا والأوامر المعطاة من الله، في تواضع ووداعة راسخة، بلا تراجع ـ هذا يُضم ويُعطى اسمًا ضمن أولئك المخلَّصين بيسوع المسيح، الذي فيه له المجد إلى أبد الآبدين آمين.

(59)

          1 ـ ولكن إن كان البعض يعصون الكلمات التي يوجهها الله لهم بواسطتنا، فليعلموا أنهم يجلبون على أنفسهم إثمًا وخطرًا عظيمًا. 2 ـ أما نحن فسنكون أبرياء من هذه الخطية. ولكننا نطلب مثابرين بصلواتنا وتضرعاتنا ـ أن يحفظ خالق الكل العدد المحصى[292] لمختاريه سالمًا في العالم كله، بابنه الحبيب[293] يسوع المسيح. الذي فيه دعانا من الظلمة إلى النور[294]، ومن الجهالة إلى معرفة مجد اسمه[295].

3 ـ رجاؤنا في اسمك، الأصل الذي يخرج منه كل مخلوق.

لقد فتحت عيون قلوبنا لمعرفتك، [296]

أنت وحدك ” العلى في أعلى السموات،

” القدوس الذي يسكن وسط القديسين، [297]

” أنت الذي تضع تجبر العتاة، [298]

” تبطل مؤامرات الأمم [299]،

” ترفع المتضعين

” وتضع المستكبرين؛ [300]

أنت الذي ” تغنى وتفقر، [301]

” تميت وتحيى، [302]

الصانع وحده الخير للأرواح،

وإله كل جسد ؛ [303]

” الناظر الأعماق “،

الفاحص أعمال البشر،

معين الذين في المخاطر

” والمُخلّص في اليأس ” [304]

خالق جميع الأرواح وراعيها ![305]

أنت الذي تكثر الشعوب على الأرض

وقد اخترت من وسطهم من يحبونك

في يسوع المسيح ابنك الوحيد

الذي به علمتنا، وقدستنا، ومجدتنا.

(4) إننا نتوسل إليك أيها السيد:

كن عوننا، وسندنا [306]

المتضايقين عزهم،

المتضعين تراءف عليهم، [307]

الساقطين أقمهم،

المحتاجين أشرق عليهم،

المرضى اشفهم،

الضالين من شعبك ردهم،

الجياع أشبعهم،

خلص من منا في القيود،

الضعفاء شددهم،

صغيرى القلوب عزهم،

فلتعترف جميع الشعوب

بأنك الإله وحدك ” [308]

وأن يسوع المسيح ابنك،

وأننا ” شعبك وغنم رعيتك ” [309]

(60)

1 ـ أنت الذي بأعمالك [310]

أظهرت التنسيق الأبدى الذي للعالم، [311]

أنت، يارب، الذي خلقت الأرض،

أنت تدوم أمينًا في كل الأجيال،

عادلاً في أحكامك،

عجيبًا في قدرتك وعظمتك،

بالحكمة خلقتَ،

وبالفهم ثبَّت الأشياء التي صُنعت،

أنت صالح في الأشياء المنظورة. [312]

أمين نحو الذين لهم الثقة فيك،

” رءوف ورحيم ” [313]

اغفر لنا أخطاءنا وآثامنا،

وسقطاتنا وتعدياتنا [314].

2 ـ لا تحسب خطايا خادميك وخادماتك،

بل طهرنا بنقاء حقك، [315]

و ” اهد خطواتنا [316]

” كى نسير في قداسة القلب [317]

” ونعمل الصالح والمرضى في عينيك ” [318]

وقدام حكامنا.

3ـ نعم يا سيد، ” فليضئ علينا وجهك ” [319]

” للخير ” [320] في السلام،

احمنا ” بيدك القادرة ” [321]

حررنا من كل خطية ” بذراعك الرفيعة ” [322]

ولتنجنا من الذين يبغضوننا ظلمًا [323]

4 ـ امنحنا الألفة والسلام، ولجميع القاطنين على الأرض،

كما وهبت لآبائنا [324]

عندما طلبوك

” باستقامة ” [325] في الإيمان والحق.

اجعلنا نخضع

لاسمك القادر والمجيد.

(61)

1 ـ لرؤسائنا ولجميع الذين يحكموننا على الأرض ـ

أنت أيها السيد أُعطيت السلطان والمُلك،

بقدرتك المجيدة غير المنطوق بها،

كى ـ إذ نعرف المجد والكرامة اللذين وهبتهما إياهم،

نصير خاضعين لهم،

ولا نعارض إرادتك.

امنحهم يارب صحة وسلامًا ووفاقًا وثباتًا،

كى يمارسوا بلا عائق السلطان الذي سلمته لهم.

2 ـ لأنك أنت أيها السيد ملك الدهور[326] السمائى،

الذي تعطى لأبناء البشر

المجد والكرامة والسلطة على الأشياء التي على الأرض.

اهدِ يارب مشورتهم حسب ما هو صالح،

كما هو مُرضٍ أمام عينيك [327]،

كى إذ يمارسوا ـ بتقوى

وفي سلام ورفق ـ

السلطة التي أعطيتها لهم،

يكونوا موفقين.

3 ـ أنت وحدك القادر على أن تفعل هذا

وأن تصنع [328] معنا أيضًا خيرات أعظم.

نحمدك بواسطة رئيس الكهنة [329]

وحامى أرواحنا، يسوع المسيح،

الذي به لك المجد والعظمة،

الآن [330]

ومن جيل إلى جيل

وإلى دهر الدهور. آمين [331].

(62)

          1 ـ كتبت إليكم في هذه الرسالة أيها الرجال الاخوة بمقدار كافٍ عن الأمور التي تتعلق بديانتنا، والتي هي نافعة جدًا لحياة الصلاح لأولئك الذين يريدون أن يسلكوا بالتقوى والبر. 2 ـ فقد عرضنا في كل فقرة للإيمان والتوبة والمحبة وضبط النفس والهدوء والصبر، مذكرين إياكم أنه ينبغى أن تكونوا مرضيين لله القدير، بالقداسة، في البر والحق والاحتمال. ولكم فكر واحد في المحبة والسلام واللطف، غير متذكرين الإهانات ـ على مثال آبائنا[332] الذين سلف ذكرهم. الذين وجدوا باتضاع أفكارهم نعمة أمام الآب، الإله الخالق، وأمام كل البشر. 3 ـ ونحن بكل سرور نذكركم بهذه الأمور، إذ نحن واثقون أننا نكتب إلى رجال أمناء ذوى صيت حسن، قد تعمقوا تعليم وحى الله.

(63)

          1 ـ يليق بنا إذن أن نقتدى بهذه المثل الصالحة المتعددة، وأن نحنى رءوسنا متممين واجب الطاعة، كى بدون أن نضطرب بانقسام باطل، نصل بلا لوم إلى الغرض الموضوع أمامنا في الحق. 2 ـ وإنكم ستملأوننا فرحًا[333] وابتهاجًا، لو أنكم أطعتم النصائح التي أعطيناكم إياها في الروح القدس [334]، واستأصلتم ثورة تنافسكم غير المشروعة، بحسب الوساطة التي صنعناها في هذه الرسالة من أجل السلام والوحدة.

          3 ـ وقد أرسلنا إليكم رجالاً أمناء وحكماء، عاشوا بيننا بلا لوم منذ الحداثة إلى الشيخوخة ؛ هؤلاء سيكونون شهودًا بينكم وبيننا.

          هذا قد فعلناه لكي تعلموا أن كل اهتمامنا كان ولا يزال ـ أن تعودوا إلى السلام سريعًا.

 

(64)

          1 ـ والله الذي يرى الكل، ” سيد جميع الأرواح ورب كل جسد “[335]، الذي اختار ربنا يسوع المسيح ونحن فيه لنكون شعبه[336] الخاص ـ فليمنح كل نفس تطلب اسمه المجيد والقدوس، الإيمان والمخافة والسلام والصبر والاحتمال وضبط النفس والطهارة والعفة، كى تستطيع أن ترضى اسمه ـ في رئيس كهنتنا وحامينا يسوع المسيح. الذي به لله المجد والعظمة، القدرة والكرامة ـ الآن وفي دهر الدهور. آمين.

(65)

          1 ـ أعيدوا إلينا سريعًا بسلام وفرح مبعوثينا إليكم ـ كلوديوس ايفيبوس، وفاليريوس بيتو مع فرتناتوس [337]. لكي يبشرونا بالسلام والألفة اللذين نرغب رغبة حارة ونشتاق أن يكونا بينكم، ولكي نفرح بأكثر سرعة عندما نعلم أن النظام الحسن قد عاد فاستتب وسطكم.

          2 ـ نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معكم ومع جميع الذين في كل مكان دعاهم الله بيسوع المسيح. الذي به لله يكون المجد والكرامة والقدرة والعظمة والملك الأبدى من الأزل إلى أبد الأبد[338]. آمين.

 

[275] رو27:8،34، 2:11، عب25:7.

[276] غل1:6، برنابا4:19.

[277] رو9:1، أف16:1، في3:1، 1تس6:3، 2تى3:1. قارن في العهد القديم التذكارات التي تُوضع أمام الله خر38:28، 16:30، إش18:23 وأنظر أع4:10.

[278] 1تس13:3.

[279] عب7:12، أف4:6.

[280] مز8:118.

[281] أم12:3، عب6:12، رؤ19:3.

[282] مز5:141.

[283] الكُدْس جمعها أكداس وهو الحَبْ المحصود المجموع (قاموس المنجد).

[284] أيوب17:5ـ26.

[285] 1بط5:5، ما سبق3:1.

[286] صلاة منسى، المراسيم22:2.

[287] يقصد كتاب الأمثال فهكذا كان الكُتاب المسيحيون القدامى يسمونه. يوسابيوس تاريخ8:22:4، سترومات136:22:2، المربى27:2:2.

[288] من هنا يبدأ نقص نسخة الأسكندرية.

[289] أم23:1ـ33.

[290] يورد القديس باسيليوس هذه الجملة ابتداءً من حى.. أنظر الروح القدس29. ونلاحظ أن الكاتب يذكر أقانيم الثالوث؛ قارن ما سبق6:46. والصيغة التي نقرأها هنا تذكر بما كان العهد القديم يتضمنه 1صم39:14، 3:20، 16:26، 6:29، 1مل21:17.

[291] أى أن إيمان المختارين ورجاءهم هو الثالوث.

[292] قارن رؤ4:7،5.

[293] إش1:42، مت18:12، استشهاد بوليكاربوس1:14ـ3، المراسيم5:8، 39، 41.

[294] 1بط9:2.

[295] أف5:1،6. هذا وتورد المراسيم22:8 الفقرة2:59، 1:60 من هذه الرسالة.

[296] يو3:17.

[297] إش17:57.

[298] إش11:13.

[299] مز10:33.

[300] أى1:5، حز24:17.

[301] 1صم7:2، لو53:1.

[302] تث39:32، 1صم6:2، 2مل7:5.

[303] عد22:16، 16:27، إر27:32.

[304] يهوديت11:9.

[305] أسقفها. أى12:10، حكمة6:1.

[306] مز14:119.

[307] 1تس14:5.

[308] 1مل60:8، 2مل19:19، حز23:36، يو3:17.

[309] مز13:79، مز7:95، 3:100.

[310] حكمة 17:7، المراسيم22:8.

[311] رو20:1.

[312] حكمة1:13، ما سبق2:35.

[313] يوئيل13:2.

[314] أنظر ما سبق 2:59 هامش295

[315] يو17:17.

[316] مز133:119.

[317] 1مل4:9.

[318] تث18:13.

[319] مز2:67، مز3:80،7،19، عد25:6، المراسيم37:18:8.

[320] إر10:21، تك20:50، إر6:24، عاموس4:9، تث9:30.

[321] إش16:51.

[322] تث34:4، حز1:6، 15:5، حز33:20و34.

[323] مز17:18، 19:38، يوستينوس الاحتجاج الأول3:14.

[324] أى لرؤساء الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب قارن ما سبق 8:4، 7:30، 2:31، ما يلى 2:62.

[325] مز18:145.

[326] طوبيا6:13،10، 1تى17:1، رؤ3:15.

[327] تث18:13.

[328] أسلوب عبرى قارن لو72:1، 37:10، مز65:119.

[329] ما سبق1:36/ ما يلى64، 1بط25:2.

[330] ما يلى 64

[331] مز44:119، 1:145،2،21.

[332] ما سبق 17ـ19،30،31،15:60.

[333] لو14:1، مت22:5، رؤ7:19.

[334] قارن ما سبق 1:56، 1:59، أع28:15.

[335] عد22:16، 16:27.

[336] تى14:2.

[337] أنظر 1كو17:16.

[338] قارن استشهاد بوليكاربوس21.

 

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج5 – د. وليم سليمان قلادة

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !