آبائياتأبحاث

اختيار شريكة الحياة ج1 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

اختيار شريكة الحياة ج1 - ق. يوحنا ذهبي الفم - د. سعيد حكيم يعقوب

اختيار شريكة الحياة ج1 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

اختيار شريكة الحياة ج1 - ق. يوحنا ذهبي الفم - د. سعيد حكيم يعقوب
اختيار شريكة الحياة ج1 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

 

اختيار شريكة الحياة

ضمن عظة بعنوان ”مديح لمكسيموس”

(في المخطوط اليوناني)

للقديس يوحنا ذهبى الفم

 

مقدمة

          بدأ القديس يوحنا ذهبي الفم هذه العظة بمدح شريكه الخادم الذي قدم لشعبه خدمة الوعظ في غياب القديس يوحنا وشريك الخدمة هذا الذي يمدحه القديس يُدعى مكسيموس.

          وبعد أن أشار القديس يوحنا إلى عظته السابقة بدأ يكمل حديثه في هذه العظة بذكر الشروط الهامة والضرورية التي يلزم توافرها لتحقيق زواج ناجح ومستقر.

 

          وبعد ذلك يتحدث عن كيفية اختيار الزوجة. ويوجه حديثه بشكل أساسي للرجال ويشرح أهمية الزواج. ويطلب منهم ألاّ يركزوا اهتمامهم على الأمور العالمية وألاّ يكون سعيهم إلى طلب المال والجمال الجسدي فهذه أمور زائلة، بل يكون سعيهم هو لطلب النفس الفاضلة المملوءة بالحكمة والتعقل والوقار، لكي يتمتعوا بالسلام والهدوء العائلي، ويكونوا مؤهلين لتربية أولادهم تربية صالحة.

 

          ثم بعد ذلك يُقدّم نموذج زواج اسحق من رفقة الوارد بسفر التكوين كمثال للزواج الناجح، لأن الله كان هو الوسيط في هذا الزواج، مؤكدًا على أهمية الصلاة إلى الله لكي يسير أمامنا ويرشدنا ويعضدنا في اختيار الزوجة الصالحة. مشيرًا إلى الحكمة والبصيرة التي أظهرها ابراهيم عندما أراد أن يأخذ زوجة لابنه اسحق، فهو لم ينظر إلى أموال أو نسب معروف أو جمال جسدى أو أى شئ آخر، بل طلب فقط النفس المزينة بالفضيلة. هذه النفس تستطيع أن تأسر زوجها بمحبتها وتجعل من بيتها واحة للهدوء والسلام والفرح.

 هذه العظة موجودة في باترولوجيا Migne اليونانية تحت عنوان:

مديح لمكسيموس

PG51, 225-242

 

          فليبارك المسيح إلهنا في هذا الكتاب لبنيان شعبه بشفاعة العذراء مريم وصلوات جميع الآباء القديسين والقديس يوحنا ذهبي الفم وصلوات قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث.

          والمجد والتسبيح والسجود للآب والابن والروح القدس الإله الواحد، الآن وإلى الأبد آمين.

المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية

 

اختيار شريكة الحياة

(أو مديح لمكسيموس)

 

          لقد حزنت بسبب تغيبي عن اجتماعكم السابق، ولكن بما أنكم تمتعتم بمائدة غنية، فقد سبّب هذا لي فرحًا عظيمًا، لأن شريكي في هذه الخدمة قد قام بنفس عملي، وألقى البذار بكلام دسم وخدم باهتمام كبير في حقل نفوسكم. فقد رأيتم اللغة النقية وسمعتم الكلمة الرصينة وتمتعتم بماء ينبع إلى حياة أبدية، رأيتم ينبوع تتحرك منه أنهار من ذهب. ويُقال إن هناك نهر يحمل نخالة ذهب لكل من  يسكنون حوله من البشر، لا لأن طبيعة الماء تنتج ذهبًا، لكن لأن منابع النهر تخترق الجبال التي تحمل في باطنها هذ المعدن (الذهب)، ومن بين هذه الجبال، يندفع النهر إلى أسفل، فيسحب معه الطين المُحمل بالذهب، فيصير كنزًا لكل الساكنين حوله، فيفيض عليهم بالغنى. لقد تمثل هذا المعلم (مكسيموس)، بذلك النهر، في الاجتماع السابق، إذ أنه نهل من الكتب المقدسة كما من جبل ملئ بالذهب، حاملاً إلى نفوسكم المعاني، التي هي أثمن من الذهب. وأنا أعرف طبعًا أن ما تحتاجونه اليوم هو ما أحتاجه أنا أيضًا، لأن من يتمتع عادة بمائدة فقيرة، إذا حدث في إحدى المرات أن جلس على مائدة غنية، ثم عاد بعد ذلك مرة أخرى إلى مائدته الفقيرة، حينئذٍ سيدرك جيدًا، النقص الشديد في محتويات هذه المائدة الفقيرة.

          لكن هذا السبب لن يجعلني أبدأ العظة اليوم بفتور، لأنكم تعرفون، وقد تعلمتم من الرسول بولس، أن تشبعوا، وأن تجوعوا، وأن يفضل عنكم، وأن تُحرموا، وأن تُعجبوا بالأغنياء، وألاّ تزدروا بالفقراء. وكما أن أولئك الذين يحبون النبيذ، يقبلون النبيذ الجيد، إلاّ أنهم لا يحتقرون النبيذ الأقل جودة. هكذا أنتم أيضًا، فإذ تشتهون سماع الكلمة الإلهية، فأنتم تقبلون المعلمين الأكثر حكمة، لكنكم تُظهرون أيضًا شوقًا ورغبة لسماع المعلمين الأقل حكمة. فالكسالي والفاسدون يشمئزون حتى أمام المائدة الغنية، أما من لديهم شهية ورغبة ويقظة روحية ـ فلأنهم جياع وعطاش إلى البر، فهم يركضون باشتياق كبير حتى نحو المائدة الفقيرة أيضًا. وما أقوله ليس تملقًا، فهذا ما أظهرتموه بأكثر مما ينبغي، في العظة السابقة التي قدمتها لكم.

          ففي تلك العظة كلمتكم كثيرًا عن الزواج، وأظهرت أنه إذا طلق الرجل امرأته، وأخذ امرأة مُطلقة، بينما زوجها السابق على قيد الحياة، فهذا يُعد زنى حقيقي. وقد قرأت لكم وصية المسيح التي تقول: ” من طلق امرأته إلاّ لعلة الزنى يجعلها تزنى ومن يتزوج بمطلقة فإنه يزنى” (مت32:5). وقد رأيت كثيرين يُنكسون رؤوسهم إلى أسفل، ويلطمون وجوههم، ولا يستطيعون بعد أن يرفعوا رؤوسهم. ثم بعد ذلك يرفعون عيونهم إلى السماء. فقلت، لتكن أنت مباركًا يا إلهي لأنني لا أكلم آذانًا صماء، لكن كل ما أقوله يحدث تأثيرًا قويًا في أذهان السامعين. طبعًا من الأفضل ألاّ يخطئ أحد مُطلقًا. لكن ينبغي على الخاطئ أن يحزن حزنًا عميقًا ويدين نفسه، ويقبل تأنيب ضميره ويحاسب نفسه بتدقيق، وهذا ليس بأمر هين من جهة خلاصه لأن هذه الإدانة للذات تقود إلى التبرير، وتؤدى بنا بالتأكيد في الاتجاه الذي يجعلنا لا نخطئ. ولهذا فإن القديس بولس بعدما حزن من أجل هؤلاء الذين سقطوا في الخطية، فرح، لا لأنه أحزنهم، لكن لأن حزنهم قادهم إلى التوبة، فقد فرح قائلاً: ” الآن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم بل لأنكم حزنتم للتوبة. لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شئ. لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو9:7ـ10). وسواء كنتم تحزنون لأجل خطاياكم، أو لأجل خطايا الآخرين، فإنكم تستحقون كل مديح. لأنه عندما يحزن أحد لأجل خطايا الآخرين، فإنه يُظهر بهذا، أن له قلب رقيق مثل الرسول بولس، هذا الإنسان القديس الذي يقول: ” من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب” (2كو29:11)، فلنتشبه به. فهو من جهة الأمور الخاصة به لم يتكلم، والعقوبة التي انتظرته، من جهة كل ما تجرأ وصنعه (أي اضطهاده للكنيسة) حتى وقت أي تحوله للمسيح، قد مُحيت، ومن جهة الأمور المستقبلة، فإن هذا الحزن ولّد عنده يقينًا شديدًا. ولهذا أنا أراكم تُنكسون رؤوسكم إلى أسفل، وتتنهدون، وتلطمون وجوهكم، ولذلك فرحت جدًا وصرت أفكر في الثمر الذي سيأتي من وراء هذا الحزن.

ولهذا فإنني سأحدثكم اليوم في موضوع الزواج ـ حتى أن كل من يرغب في التقدم للزواج عليه أن يبدى اهتماماً به في أوانه. فعندما يتعلق الأمر بشراء عبيد أو بيوت، فإننا نفحص بعناية أولئك الذين يبيعون وأيضًا نفحص العبيد أنفسهم الذين ننوى شراءهم وحالتهم النفسية والجسدية، وإذا تعلق الأمر بأحد المبانى فإننا نفحص حالة المبنى ومواصفاته بكل تدقيق.

فبالأحرى كثيرًا جدًا إذا تعلق الأمر باختيار زوجة، فإنه يجب علينا أن نبدى مثل هذا الاهتمام بكل عناية وتدقيق. لأنه إن كان البيت معيب يمكن الرجوع فيه، والخادم إذا ثبت أنه غير نافع يمكن رده لبائعه. لكن إذا تعلق الأمر باختيار زوجة، فإنك لن تستطيع أن تردها إلى أهلها مهما حدث. فقط إذا وقعت في خطية الزنا، تستطيع أن تنفصل عنها بحسب وصية الله. وإذا كنت تنوى اختيار زوجة لك، لا تقرأ فقط شرائع هذا العالم، لكن عليك قبل أن تلجأ إلى هذه الشرائع أن تطّلع على تعاليم الكنيسة. لأنك ستدان بهذه التعاليم في يوم الدينونة وليس بقوانين هذا العالم. إن تجاهل قوانين هذا العالم عادة ما يسبب ضرر مادى، أما تجاهل تعاليم الكنيسة فإنه يؤدي لعقوبات شديدة.

 

أهمية التدقيق في اختيار الزوجة:

وإذا أراد الإنسان إختيار زوجة له، نجده يُسرع نحو مُشرّعي هذا العالم ويفحص بكل تدقيق الأمور المتعلقة بالزواج، ويسألهم عن النتائج التي يمكن أن تحدث في حالة موت الزوجة التي لها أولاد، أو ماتت ولم تنجب؟ وكيف يكون الأمر لو كان والدها مازال على قيد الحياة؟ وما هو حجم الميراث الذي يؤول إلى أخوتها وحجم الميراث الذي يؤول الى الزوج، ومتى يكون له كل الحق في الميراث ومتى يخسر كل شئ؟ وأمور أخرى كثيرة يطلب معرفتها من مُشَرَّعى هذا العالم حتى يتأكد أن كل ممتلكات الزوجة تؤول إليه، ولا يذهب منها حتى ولو جزء صغير إلى أحد أقاربها.

 

صفات يجب توفرها عند الاختيار:

كيف لا يكون إذن، أمرًا غير منطقى أنه إذا تعلق الأمر بالأموال التي ستنتهي، أن نبدى كل هذا الاهتمام، أما بالنسبة للنفس، التي هي أثمن من كل شئ لا نوليها أى اهتمام ولو بجملة واحدة؟، بينما يجب علينا وقبل كل شئ أن نعرف كل ما يتعلق بالنفس من كل جوانبها. لذلك فإنى أنصح كل من يرغب في الزواج أن يقرأ ما كتبه القديس بولس، فيما يتعلق بوصايا الزواج الموجودة في رسائله. لكي يتعلم منها ماذا يجب عليه أن يفعل قبل أن يُقدْم على الزواج. فهل تستطيع أن تَقبل زوجة سيئة النية، خبيثة، مدمنة للخمر، غير متعقلة ولسانها غير مُنضبط؟ فإن كان غير مسموح أن تتخلص من الزوجة حتى ولو كانت تحمل كل هذه النقائص، إلاّ في حالة الزنا فقط كما تأمر الوصية، فعليك أن تفحص الأمر بالتدقيق وتبحث عن كل الطرق التي تضمن لك أن تختار زوجة مؤمنة لها فكر مستقيم وعلى جانب من التواضع. فلهذا عليك أن تختار بين أمرين، وهو أمر لا مفر منه، إما أن تأخذ لك زوجة سيئة وتحتملها، وإما أن ترفض احتمالها، وتتخلص منها فتقع في خطية الزنا. فالرب يقول: ” وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى ومن يتزوج مطلقة يجعلها تزنى” (مت 32:5).

فلو أنك فكرت في هذه الأمور جيدًا وأدركت أهمية هذه الوصايا، تستطيع أن تختار زوجة مناسبة وموافقة لحياتك.

 

المحبة للزوجة:

فلو عثرنا على الزوجة المناسبة، فلن ننفصل عنها أبداً وستكون محبوبة جداً لدينا. والرسول بولس يقول: ” أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم ذاته لأجلها” (أف25:5). فهو لم يتوقف عند عبارة أحبوا نساءكم، بل أعطى معياراً للمحبة وهو كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم ذاته لأجلها.

إذن، لو احتاج الأمر أن تموت من أجل زوجتك لا تتردد.

لأن السيد الرب قد أحب عبدته حتى أنه قدم نفسه لأجلها، فبالأولى جداً يجب أن تحب من هي شريكتك في العبودية. لكن ربما جمال العروس وفضيلة نفسها هي التي جذبت انتباه العريس. لا نستطيع أن نقول هذا. لأنها كانت قبيحة ودنسه، لأن الرسول بولس يقول: ” وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مظهراً إياها بغسل الماء بالكلمة” (أف26:5).

 

تمثل بالمسيح في معاملة زوجتك:

وطالما قدسها، أظهر أنها كانت دنسة وملوثة من قبل. هذا بالطبع لم يكن مصادفة، بل كانت نجسة بجملتها. ومع هذا لم يأنف من قبحها ولم يتقزز، وأعاد تشكيلها وأصلحها وغفر لها خطاياها. وأنت أيضاً يجب عليك أن تسير في خطى سيدك. فإذا أخطأت الزوجة من نحوك، فعليك أن تغفر لها وتسامحها عن هذه الخطايا. ولو أنك تزوجت وكانت زوجتك سيئة، أصلحها برقتك ووداعتك، كما أحب المسيح الكنيسة. لأنه لم يمسح عنها فقط دنسها، بل أعاد لها أيضاً شبابها، وحررها من الإنسان العتيق الذي شكّلته الخطية. لذلك يقول الرسول بولس “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف27:5). لأنه لم يجعلها فقط جميلة، بل جديدة، لا بحسب الطبيعة الجسدية، بل بحسب حرية الاختيار.

ليس هذا فقط ما يستحق الإعجاب، أنه أخذها قبيحة، بذيئة لكنه أسلم ذاته للموت، وأعاد صياغتها وصار لها جمال لا يعبر عنه.

وعلى الرغم من كل هذا، فمرات كثيرة يرى النفس تتسخ وتتلوث، ومع كل هذا لم يتركها، ولم ينفصل عنها، لكنه ظل بالقرب منها مداويًا لأوجاعها ومصححاً لمسيرتها.

لأن كثيرين أخطأوا بعد أن آمنوا. ومع هذا لم يتأفف منهم.

على سبيل المثال عندما وقع عضو من كنيسة كورنثوس في خطية الزنا لم يُقطع، ولكنه أُصلِحَ وعاد إلى وضعه الطبيعى. كل كنيسة الغلاطيين تقسّت ووقعت في التهود. حتى هذه لم يعزلها، لكنه شفاها بواسطة بولس، وأحضرها مرة أخرى لعلاقتها السابقة معه.

فكما أنه عند ظهور مرض ما في أحد أعضاء الجسد، فنحن لا نلجأ لبتر هذا العضو، بل نقاوم المرض. هكذا لابد أن نعامل الزوجة.

فلو بدا عليها أى خطأ، لا تُطلق، لكن يُقوّم هذا الخطأ.

مع الوضع في الاعتبار أن تقّويم الزوجة أمر ممكن، بينما العضو الجسدى عندما يفسد تماماً، لا نستطيع علاجه. ومع هذا، وعلى الرغم من التأكد من أن هذا العضو غير قابل للشفاء، فإننا نبقى عليه ولا نلجأ إلى قطعه. فهناك كثيرون مبتورى الرجل أو اليد أو ذوى عيون كفيفة، فلا العين يخلعها ولا الرجل يقطعها ولا أيديهم يلقونها عنهم. على الرغم من أنهم متأكدون أنه لا نفع من هذه الأعضاء، إلاّ أنهم مستمرون في معاملتها برفق بالنسبة لسائر الأعضاء.

 

لا طلاق:

كيف لا يكون أمرًا غير منطقي إذن ـ طالما لا يمكن إعادة حيوية العضو المريض والذي انعدمت منه كل منفعة ـ أن نجد مثل هذه الرعاية، وكيف لا يحدث الشفاء عندما يكون هناك رجاء مجيد ويوجد الأمل في التغيير؟ لأن الاختيارات غير المناسبة يمكن تصحيحها وتقويمها. ولو قلت لى أن حالتها لا يمكن علاجها، حيث عوملت برفق وعناية، ومع هذا لم تُغير من أسلوب حياتها، أجيبك بقولى إنه على الرغم من كل هذا لا يجب أن تُطلق، فكما أشرنا أن العضو غير القابل للشفاء لا يُقطع، والزوجة أيضًا عضو من أعضائك كقول الكتاب:”ويكونان جسداً واحداً” (تك24:2). فحتى ولو كانت مستعصية العلاج، يكفيك المجازاة العظيمة لصبرك واحتمالك الكثير. لأن مخافة الله تجعلنا نصبر ونحتمل بكل وداعة سوء حالة الزوجة. فهي كعضو من أعضائنا يجب أن نحبها، الأمر الذي علّم به الرسول بولس قائلاً: ” كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه” (أف28:5ـ30). ويقول: كما أن حواء أتت من جنب آدم هكذا نحن من جنب المسيح ـ وهذا معنى الكلام من لحمه ومن عظامه. إن خروج حواء من جنب آدم هذا أمر نعرفه جميعًا وأكده الكتاب بوضوح، بأن أوقع الله ثبات على آدم وأخذ واحد من أضلاعه وبنى المرأة.

 

اختيار شريكة الحياة ج1 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)