كتب

كتاب المغالطات المنطقية – عادل مصطفى PDF

كتاب المغالطات المنطقية - عادل مصطفى PDF

كتاب المغالطات المنطقية – عادل مصطفى PDF

كتاب المغالطات المنطقية - عادل مصطفى PDF
كتاب المغالطات المنطقية – عادل مصطفى PDF

كتاب المغالطات المنطقية – عادل مصطفى PDF

أهمية دراسة المغالطات المنطقية

قلنا إنَّ اهتمام المنطق غير الصوري كان متركزا في البداية على مبحث المغالطات، وكان التعريف التقليدي للمغالطات هو تلك الأنماط من الحجج الباطلة التي تتخذ مظهر الحجج الصحيحة»، ولعل من الأصوب أن نقول إنها أنماط شائعة من الحجج الباطلة التي يمكن كشفها في عملية تقييم الاستدلال غير الصوري.

لمنطق المغالطات آباء قدامي، يأتي في مقدمتهم أفلاطون في محاورة «يوثيديموس» Euthydemus وأرسطو في كتابه on sophistical refutations، ويلحق بهما في القرون التالية فلاسفة كثيرون من أبرزهم جون لوك وواتلي، وشوبنهاور، وجون ستيوارت مل، وجريمي، بنتام، وما يزال مبحثُ المغالطات يُثير اهتمام كثير من المناطقة حتى اليوم، غير أن هذا الاهتمام بدأ ينحسر بعض الشيء مع تطور المنطق غير الصوري وارتياده آفاقًا جديدة من البحث.

وقد ذهب بعض المناطقة، وبخاصة منهم من تأثر بنظرية التواصل، إلى أن دراسة المغالطات ليست بديلًا عن دراسة مبادئ الاستدلال الصحيح، فما دامت المغالطات هي انحراف عن القواعد الضمنية التي تحكم شتى أصناف التداول الحواري فإن الأجدر بنا أن نركز على دراسة هذه القواعد وألا نقنع بدراسة الانحرافات، يرى هؤلاء أن دراسة المغالطات لا تكفي لإجادة التفكير الاستدلالي مثلما أن معرفة الأخطاء في لعبة كرة القدم مثلا لا تكفي لإجادة اللعب، إنما ينبغي أن نتجه مباشرةً إلى دراسة قواعد الجدل الصحيح ومعايير الاستدلال الصائب.

 

ورغم وجاهة هذا الرأي فإن تَفَشّي المغالطات المنطقية في واقعنا اليومي، وطغيانها على تفكيرنا كله حقيق بأن يَرُدَّ إلى نظرية المغالطات أهميتها الأولى ويُعيدها إلى الصدارة من جديد، يقول مالبرانش: «لا يكفي أن يقال إن العقل قاصر، بل لا بدَّ من إشعاره بما هو عليه من قصور، ولا يكفي أن يقال إنه عرضة للخطأ، بل يجب أن نكشف له عن حقيقة هذا الخطأ.

وهذا قول صادق، إذ لا يكفي من أجل تمييز الحق أن نحدد شروطه فحسب، بل لا بدَّ أيضًا لكي يكون التمييز واضحًا كل الوضوح أن نُبَيِّنَ أين يكون الغلط حتى يظهر الحقُّ أجلى وأوضح، كالنور يكون أجلى بجوار الظلمة منه لو أخذ وسط فيض آخر من النور، ثم إن الأضداد إن لم تكن واحدة كما يقول هيجل

فهي على الأقل مرتبطة تمام الارتباط سواء من الناحية العقلية ومن الناحية الوجودية ؛ ولهذا كان العلم بالأضداد كما يقول أرسطو علمًا واحدًا، فإذا كان تمييز اليقين في التفكير الإنساني موضوع المنطق، فكذلك تمييز الخطأ فيه يدخل في بابه، يؤثر عن الإمام الشافعي قوله: «مَثَلُ مَن يطلب العلم جُزَافًا كمثل حاطب ليل يقطع حزمة حطب فيحملها، ولعل فيها أفعى تلدغه وهو لا يدري.»

ويقول شوبنهاور: «يتوجب على مَن يدخل في مناظرة أن يعرف ما . هي جيل الخداع، ذلك أن من المحتم عليه أن يصادفها ويتعامل معها. عليك إذن أن تلم إلماما جيدًا بالمغالطات المنطقية حتى يتسنى لك أن تتجنب الطرق المسدودة أثناء الحوار وتتعرف على «النقلات الخاطئة» في الجدل، وأن تُظهر خصمك على الخطأ الاستدلالي الذي ارتكبه، بل أن تُقيض لهذا الخطأ اسما؛ لكي يعلم الخصم أنك تجيد التفكير، وتفهم حجته ربما أكثر منه! كما أن كشف المغالطة وتسميتها وتحليلها من شأنه أن يُقصِي الحجة الباطلة من ساحة الجدل إقصاء نهائيا ولا يكتفي بإضعافها أو تحجيمها، ذلك أن الخصوم المتمرسين بالجدل والمراء لديهم من الخبرة والمهارة ما يُمكِّنهم من إنعاش حجتهم الجريحة وإعادة تجنيدها في حلبة الصراع.

 

فن التعامل مع المغالطات

 

غير أنَّ النَّاس – الخصم الفكري أو السياسي، والقضاة، وجمهور الحاضرين ليسوا جميعًا مناطقةً ملِمِّين بفقه المغالطات وسُبُل كشفها وإقصائها؛ ومن ثم فإن عليك أن تتقن فن التعامل مع المغالطات وكشفها وإقصائها؛ حتى لا تفشل حملتك وتأتي بعكس المرجو منها وتجعلك غرَضًا للتهكم والسخرية، عليك باختصار أن تجعل ردَّك جزءًا من مساق الحديث

غير ناشز أو مُستغرَب، عليك أن تُسمِّي المغالطة باسمها، بالعربية واللاتينية إن استطعت، وأن تبادر بتبيان ما تعنيه المغالطة، ولماذا هي مغالطة، وأن تفعل ذلك بليونةٍ وخِفَّة وإيجاز، دون أن تعلوك سيماء التعالم والتكلف والحذلقة، عليك أن تَذْكُر اسم المغالطة وفحواها كما لو كنت تعيد على مسامع القاضي الذكي شيئًا بسيطًا يعرفه من الأصل، ثم تُثني بمثال بالغ الوضوح يَزِيد مقصدك جلاء وسطوعًا، ثم تختم حجتك وكأنك تداوي خصمك وتفتح له طريقًا آخر للجدل غير مغالطته البائدة

 

 

قل شيئًا كهذا: «إن توجهك يا سيدي يتكى بشدة على التأييد الشعبي وعلى فوزه الساحق في الاستفتاء الأخير، لقد صَوَّت أغلب الناس لهذا التوجه نعم وهذا حقهم في بلد ديمقراطي يتولى فيه الشعب حكم نفسه وعلى مسئوليته، غير أنه لا يجعل من الرأي السائد حقا بالضرورة، إنه خطأ.. «الاحتكام إلى عامة الناس ad populum كما تعلمون إن عدد الأصوات المؤيدة ليس معيارًا للحق ولا يجعل الرأي حقًا بالضرورة

فالحق والباطل لهما معايير أخرى تعرفونها، لقد قفز هتلر إلى السلطة من صناديق الاقتراع، وقاد ألمانيا إلى الهاوية بتأييد شعبي عارم، لقد حَظِي الرِّقّ يومًا ما بتأييد الأغلبية في بعض الولايات الأمريكية، لقد كانت الأرضُ ذاتَ يوم هي مركز الكون في اعتقاد الجميع عدا جاليليو، دعنا إذن من هذه الحجة المغالطة، ولننصرف الآن عن التفكير بصندوق الاقتراع إلى التفكير بالعقل، يبقى أن حجتك الأكثر وجاهة وسدادا هي…”

 

محتوى الكتاب

  • الإهداء
  • مُقدِّمة
  • المصادرة على المطلوب
  • مغالطة المنشأ
  • التعميم المتسرع
  • تجاهل المطلوب (الحَيْد عن المسألة)
  • الرنجة الحمراء
  • الحُجَّة الشخصية (الشخصَنة)
  • الاحتكام إلى سُلطة
  • مناشدة الشفقة (استدرار العطف)
  • الاحتكام إلى عامة الناس
  • الاحتكام إلى القوة (منطق العصا، اللجوء إلى التهديد)
  • الاحتكام إلى النتائج
  • الألفاظ الملقمة: الألفاظ المشحونة (المفَخَّخَة)
  • المنحدر الزلِق (أنف الجَمَل)
  • الإحراج الزائف (القسمة الثنائية الزائفة)
  • السبب الزائف (أخْذُ ما ليس بعلةٍ عِلةً)
  • السؤال المشحون (المركَّب)
  • التفكير التشبيهي (الأنالوجي الزائف)
  • مهاجمة رجلٍ من القش
  • مغالطة التَّشييء
  • انحياز التأييد (التأييد دون التفنيد)
  • إغفال المقَيِّدات
  • مغالطات الالتباس
  • مغالطة التركيب والتقسيم
  • إثبات التالي
  • ذَنْبٌ بالتداعي
  • مغالطة التأثيل
  • الاحتكام إلى الجهل
  • سرير بروكرست (البروكرستية)
  • مغالطة المقامر
  • المظهر فوق الجوهر
  • الاحتكام إلى القديم (الاحتكام إلى التقاليد)
  • النبوءة المحقِّقة لذاتها
  • الخطأ المقولي (خلط المقولات، خلط الأوراق)
  • الأنثروبومورفيزم
  • الأمن المنطقي

عن المؤلف

عادل مصطفى: كاتبٌ وفيلسوفٌ مصري، انصبَّ اهتمامُه الفكري على الفلسفة كتابةً وترجمةً، له حوالي ثلاثين كتابًا في فروعٍ متنوِّعةٍ من العِلم.

وُلِد «عادل مصطفى محمد حسن» في القاهرة في نوفمبر ١٩٥١م. حَصَلَ على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب جامعة القاهرة في يونيو ١٩٧٥م، وعلى درجة الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة في مايو ١٩٧٩م، وبذلك أُتِيحَ له أن يتلقَّى الفلسفةَ على النحو الذي كان يُحبِّذه الدكتور فؤاد زكريا؛ أيْ أن تكون الفلسفةُ دراسةً عُليا يَشرَعُ فيها الطالبُ على نُضْجٍ، بعدَ أن يكونَ قد أتمَّ دراسةَ فرعٍ مَعرفيٍّ آخَر. وفي قسمِ الفلسفةِ تَتَلْمَذَ على يدِ جيلٍ من كِبار الأساتذة، مثل: الدكتور توفيق الطويل، والدكتور يحيى هويدي، والدكتورة أميرة مطر، والدكتور حسن حنفي، والدكتور عاطف العراقي، والدكتور عبد الغفار مكاوي، والدكتور أبو الوفا التفتازاني، والدكتور محمد مهران.

حصل على درجة الماجستير في الطب النفسي وطب المخ والأعصاب من كلية الطب جامعة القاهرة. شارَكَ في الثمانينيات في تحرير مَجلةِ «الإنسان والتطور» التي كانت تَصدُر عن دارِ المقطم للصحةِ النفسيَّة.

قدَّمَ للمكتبةِ العربيةِ ثلاثين كتابًا، تأليفًا وترجمةً، منها: «المغالطات المنطقية»، و«المغالطات اللغوية»، و«دلالة الشكل»، و«الفن».

حازَ على جائزةِ أندريه لالاند في الفلسفة، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة لعام ٢٠٠٥م، ودِرْع الإبداعِ عن مُجمَلِ أعمالِه من السفارةِ المصريةِ بالكويت عامَ ٢٠١٦م.

 

تحميل الكتاب PDF

 

الكتاب مسموع كاملًا

تقييم المستخدمون: 3.89 ( 8 أصوات)