آبائياتأبحاث

قانونية الأسفار المقدسة – د. أنطون جرجس عبد المسيح

قانونية الأسفار المقدسة - د. أنطون جرجس عبد المسيح

قانونية الأسفار المقدسة – د.  أنطون جرجس عبد المسيح

قانونية الأسفار المقدسة - د.  أنطون جرجس عبد المسيح
قانونية الأسفار المقدسة – د.  أنطون جرجس عبد المسيح

 

قانونية الأسفار المقدسة

– معنى كلمة قانونية:

– تأتى من الأصل اليونانى كانون Κάνον أو قانون باللغة العربية بمعنى العصا المستقيمة أو المسطرة أو بمعنى المعيار الذي تُقاس به إستقامة الشيء. و تاريخياً تم إستخدام المصطلح للتعبير عن القانون أو القياس، وتم تطبيق مصطلح القانون على قائمة الأسفار المُوحى بها من الله، واستخدم المسيحيون اليونانيون هذا المصطلح فى القرن 4 م للتعبير عن صحة الكتاب المقدس كما جاء فى (غلا6: 16) «فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيل الله» .

قوائم الأسفار المقدسة فى الكنائس والطوائف المسيحية المختلفة

    نبدأ أولاً بعرض قائمة الأسفار القانونية بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، فنجد أسفار العهد القديم ، وتنقسم إلى الأسفار القانونية الأولى و عددها 39 سفر وهى كالتالي: تكوين – خروج – لاوييين – عدد – تثنية – يشوع – قضاة – راعوث – صموئيل أول – صموئيل ثاني – ملوك أول – ملوك ثاني – أخبار الأيام أول – أخبار أيام ثاني – عزرا – نحميا – أستير – أيوب – مزامير – أمثال – جامعة – نشيد الأنشاد – إشعياء – إرميا – مراثى إرميا – حزقيال – دانيال – هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا – ناحوم – حبقوق – صفنيا – حجاي – زكريا – ملاخي. ثم الأسفار القانونية الثانية وهي: طوبيا – يهوديت – تتمة أستير (يوناني) – حكمة سليمان – يشوع بن سيراخ – باروخ – رسالة إرميا – تكملة دانيال (يوناني) – مكابين أول – مكابين ثاني. ثم تأتى بعد ذلك أسفار العهد الجديد و عددها 27سفر وهي كالتالي: متى – مرقس – لوقا – يوحنا – أعمال الرسل – رسائل بولس الرسول (14 رسالة)  : رسالة رومية – رسالة كورنثوس الأولى – رسالة كورنثوس الثانية – رسالة غلاطية – رسالة أفسس – رسالة فيلبي – رسالة كولوسي – رسالة تسالوينكي الأولى – رسالة تسالونيكي الثانية – رسالة تيموثاوس الأولى – رسالة تيموثاوس الثانية – رسالة تيطس – رسالة فليمون – رسالة عبرانيين – رسالة يعقوب – رسالة بطرس الأولى – رسالة بطرس الثانية – رسالة يوحنا الأولى – رسالة يوحنا الثانية – رسالة يوحنا الثالثة – رسالة يهوذا – رؤيا يوحنا .

     ثم نجد نفس قائمة الأسفار القانونية في الكنيستين السريانية الأرثوذكسية (بفرعيها فى أنطاكية والهند) والأرمنية الأرثوذكسية (بفرعيها فى تشازمين بلبنان وفي أرمينيا) وكنيسة أثيوبيا وكنيسة إريتريا كما في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدون أي فرق.

    نأتي إلى الكنيسة الكاثوليكية ونجد أنها تتفق مع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والعائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة دون أي إختلاف.

     نأتي إلى كنيسة الروم الأرثوذكس البيزنطيين بكنائسها الـ 15 (اليونان – روسيا – جورجيا – أوكرانيا – أورشليم – بلغاريا – بولندا – رومانيا – تركيا – أمريكا – اليابان – أنطاكية – كرواتيا – صربيا – قبرص)، حيث تتفق معنا فى نفس قائمة الأسفار ولكنها تعترف بقانونية أسفار أخرى وهي: عزرا الثالث – عزرا الرابع – مكابين الثالث والتي لا تعترف بقانونيتها العائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة. وتتفق العائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة (القبطية – السريانية – الأرمنية – الحبشية – الإريترية – الهندية) مع كل من الروم الأرثوذكس الخلقيدونيين والكنيسة الكاثوليكية في الإعتراف بقانونية المزمور 151.

     ولكن كنيسة أثيوبيا (الحبشة) تعترف بأسفار قانونية أخرى ولا تعترف بنفس أسفار المكابين أول وثاني التي تعترف بها باقي الكنائس فى العائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة، والأسفار الأخرى التى لا تعترف بها باقي العائلة الأرثوذكسية الشرقية القديمة هي: سفر أخنوخ الأبوكريفي – عزرا الثالث – عزرا الرابع – سفر اليوبيل – سفر المكابين الأثيوبي الأول – سفر المكابين الأثيوبي الثانى – سفر باروخ الرابع.

      ولكن على العكس من ذلك نجد الكنائس اللوثرية و البروتستانية (المشيخية والكالفنية والمعمدانية والخمسينية والرسولية والأخوة البلاميس والميثوديست وغيرها)  والكنائس الإنجليكانية تعترف مثلنا بجميع الأسفار ماعدا الأسفار القانونية الثانية وهي: طوبيا – يهوديت – تتمة أستير (يوناني) – حكمة سليمان – يشوع بن سيراخ – باروخ – رسالة إرميا – تكملة دانيال (يوناني) – مكابين أول – مكابين ثاني، ولا تعترف بالمزمور 151 وبالطبع لا تعترف بأسفار الكنيسة الأثيوبية وهي: سفر أخنوخ الأبوكريفي – عزرا الثالث – عزرا الرابع – سفر اليوبيل – سفر المكابين الأثيوبي الأول – سفر المكابين الأثيوبي الثاني – سفر باروخ الرابع.

     وهناك الكنائس الأشورية والكلدانية (النسطورية) فى العراق وإيران والهند تعترف مثل باقي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والروم الأرثوذكس والكاثوليك بالأسفار القانونية الأولى والثانية والمزمور 151 بالإضافة إلى سفر المكابين الثالث الذي يعترف به الروم الأرثوذكس فقط.

قوائم الأسفار المقدسة القانونية فى كتابات الآباء والمخطوطات

1- القانون الموراتوري (170م):

     وهي عبارة عن قصاصات بها قائمة بأسفار العهد الجديد القانونية باللغة اليونانية، وهي تعتبر أقدم قائمة لأسفار العهد الجديد القانونية، حيث تعود إلى سنة 170م ، لأنها تشير إلى البابا بيوس الأول (140- 155م ) بابا روما ، وكانت محفوظة فى المكتبة الأمبروسيوسية فى ميلان،  وقد أكتشفها الأب لودوفيكو أنطونيو موراتوري عام 1740 م، المؤرخ المعروف فى عصره، وهي عبارة عن 85 سطر باللغة اليونانية، [1]تحتوي على الأسفار التالية : متى – مرقس – لوقا – يوحنا – أعمال الرسل – رسائل بولس الرسول (14 رسالة): رسالة رومية – رسالة كورنثوس الأولى – رسالة كورنثوس الثانية – رسالة غلاطية – رسالة أفسس – رسالة فيلبي – رسالة كولوسي – رسالة تسالوينكي الأولى – رسالة تسالونيكي الثانية – رسالة تيموثاوس الأولى – رسالة تيموثاوس الثانية – رسالة تيطس – رسالة فليمون – رسالة عبرانيين – رسالة يعقوب – رسالة بطرس الأولى – رسالة بطرس الثانية – رسالة يوحنا الأولى – رسالة يوحنا الثانية – رسالة يوحنا الثالثة – رسالة يهوذا – رؤيا يوحنا ، ولكن بالإضافة إلى الأسفار التالية أيضاً وهي: رؤيا بطرس الأبوكريفي (كتاب غنوصي) – حكمة سليمان. [2]

 

 

 

2- قانون مخطوطة كلارومونت (D) (400م):

    وهي مخطوطة من القرن 6 م، عبارة عن مجلد لرسائل بولس الرسول باللغتين اليونانية واللاتينية في صفحات متقابلة، وقد تم إكتشافها فى دير كلارومونت بفرنسا، ثم أقتناها دير بيزا فى عام 1570م ، وهي محفوظة الآن فى المكتبة الوطنية فى باريس، وكان يُعتقد أنه يعود للقرن 5 م، ولكن مع التطور فى قياس عمر المخطوطات، يؤكد العلماء إنه يعود إلى القرن 4 م، ويذكر جميع رسائل بولس الرسول الـ 14 بما فيها رسالة العبرانيين، و الأناجيل الأربعة، وسفر الأعمال، والرسائل الجامعة كلها، وسفر الرؤيا، بالإضافة إلى سفر الراعي لهرماس وأعمال بولس الأبوكريفي ورؤيا بطرس الأبوكريفي[3].

3– قانون ق.ميليتوس أسقف ساردس (180 م):

    وهو ميليتوس أسقف مدينة ساردس بمقاطعة ليديا بآسيا الصغرى وواحد من أشهر الآباء فى القرن الثاني الميلادي. ولقد ذكر بوليكراتيس الأفسسي في رسالته إلى البابا فيكتور أسقف روما اسمه من ضمن كواكب الكنيسة في آسيا الصغرى الذين ذهبوا الآن إلى موضع راحتهم ويدعوه ميليتوس البتول (أي غير المتزوج) الذي عاش بالكلية في الروح القدس والذي يرقد في سادرس منتظراً مكافأة السماء عندما سيقوم من الموت. [4]وإلى جانب ما ذُكر في تلك الملاحظة القصيرة. لا نعرف إلا أقل القليل عن حياته. ولقد كان ميليتوس كاتباً غزير الإنتاج وكتب في عدد كبير من الموضوعات المتنوعة في النصف الثاني من القرن الثاني ووجه ميليتوس دفاعاً عن المسيحيين إلى الإمبراطور ماركس أوريليوس. ولم يبق من كتاباته سوى شذرات حُفِظت بواسطة يوسابيوس القيصري المؤرخ، وله قائمة لأسفار العهد القديم حفظها المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري في تاريخه، حيث يقول يوسابيوس مقتبساً عن ميليتوس: «بناءً على هذا فإني لما أتجهت شرقاً ، ووصلت المكان الذى يكرز فيه بهذه الأمور، والذي تُمارس فيه، عرفت بدقة أسفار العهد القديم، فأرسل إليك بيانها كما هو مدون أدناه: أما أسماؤها فهي كما يلي: خمسة أسفار لموسى، وهي التكوين والخروج و العدد واللاويين والتثنية، يشوع وقضاة وراعوث، الملوك أربعة أسفار ، أخبار الأيام سفران ، مزامير داود وأمثال سليمان وأيضاً الحكمة والجامعة ونشيد الأنشاد وأيوب ، الأنبياء إشعياء وإرميا ، الأنبياء الأثنا عشر واحد ، دانيال وحزقيال وعزرا ، ومنها أيضاً قد اقتبست هذه الخلاصة مقسماً إياها إلى ستة كتب». ويعلق يوسابيوس أخيراً ويقول: «هذه هى كلمات ميليتوس». [5]وهنا نجد أنه لم يذكر من الأسفار القانونية الثانية سوى سفر الحكمة مضيفاً إياه إلى الأسفار القانونية الأولى، ويقصد بالملوك أربعة أسفار؛ أي صموئيل أول وثاني، وملوك أول وثاني، ونلاحظ إنه لم يذكر سفر أستير ضمن الأسفار القانونية، كما أنه من الواضح إنه يذكر سفر عزرا مشيراً إلى سفري عزرا ونحميا الاثنين معاً.

4- قائمة ق. إيريناؤس أسقف ليون (130- 202م):

     هو إيريناؤس أسقف ليون بفرنسا، وإن كنا لا نعرف كثيرًا عن حياته لكن كتاباته تكشف لا عن شخصيته فحسب، وإنما عن الفكر الإنجيلي الرسولي الكنسي، إذ يُحسِب أحد رجال الكنيسة العظماء في القرن الثاني، وضع أساس علم اللاهوت المسيحي وتفسير الكتاب المقدس، كما أبرز بوضوح ودقة مفهوم الكنيسة اللاهوتي، لذا دُعي “أبو التقليد الكنسي”. للأسف فُقِدَت أغلب كتاباته، لكن عُثِرَ على الترجمة اللاتينية لخمسة كتب له باسم “ضد الهرطقات”، كما عُثر أخيرًا على ترجمة أرمينية لكتابه “برهان الكرازة الرسولية”. هذان العملان نجد فيهما وحدهما عناصر النظام اللاهوتي المسيحي الكامل. وله قائمة بأسفار العهد الجديد موجودة في الكتابين الثاني والثالث من كتابه الكبير “ضد الهرطقات”، يوردها أيضاً يوسابيوس القيصري المؤرخ الكنسي فى تاريخه، حيث يقول مقتبساً عن ق. إيريناؤس: «نظراً لأننا في بداية هذا المؤلف وعدنا بأن نقدم عند اللزوم، أقوال آباء الكنيسة وكُتَابِها التي فيها أعلنوا ما وصل إليهم من التقاليد بخصوص الأسفار القانونية، ونظراً لأن إيريناؤس هو أحدهم، فأننا سنقدم الآن أقواله، وأولاً ما يقوله عن الأناجيل المقدسة». فيقتبس يوسابيوس من كتاب ضد الهرطقات للقديس إيريناؤس قائلاً: “لقد نشر متى إنجيله بين العبرانيين بلغتهم إذ كان بطرس وبولس يكرزان ويؤسسان كنيسة روما وبعد إرتحالهما نقل إلينا مرقس – تلميذ بطرس ولسان حاله – كتابةً تلك الأمور التي كرز بها بطرس. ودوَّن لوقا – الذي كان ملازماً لبولس – في كتابه الإنجيل الذي أعلنه بولس. وبعد ذلك نشر يوحنا – تلميذ الرب، والذي كان يضطجع على صدره – إنجيله إذ كان مقيماً فى أفسس بآسيا”، ثم يستطرد يوسابيوس قائلاً: “هذا مادوَّنه في الكتاب الثالث من مؤلفه السابق ذكره. أما فى الكتاب الخامس فيتحدث كما يلي عن رؤيا يوحنا وعدد اسم ضد المسيح…. وقد ذكر أيضاً رسالة يوحنا الأولى مقتبساً أدلة كثيرة منها وأيضاً من رسالة بطرس الأولى. وهو لا يعرف كتاب الراعي فقط بل يقبله، وقد كتب عنه…. وهو يستعمل تقريباً نفس كلمات حكمة سليمان قائلاً: “إن معاينة الله تنتج خلوداً “، كما يذكر ق. إيريناؤس سفر إشعياء في سياق حديثه عن الترجمة اليهودية الخاطئة لآية (إش7: 14)، ويتحدث ق. إيريناؤس أيضاً عن الترجمة السبعينية في عصر بطليموس بن لاغوس، ثم يقتبس يوسابيوس من ق. إيريناؤس التالي: “وعاد اليهود إلى وطنهم بعد سبعين سنة، ألهم (الله) عزرا الكاهن الذى من سبط لاوي مدة حكم أرتحشستا ملك الفرس لإستعادة كل كلام الأنبياء السابقين، ويعيد إلى الشعب شريعة موسى” ثم يعلق يوسابيوس المؤرخ أخيراً: “هذه هي كلمات إيريناؤس”. [6]ولقد أقتبس بالفعل ق. إيريناؤس فى كتابه ضد الهرطقات العديد من الآيات من جميع رسائل بولس الرسول الـ 14. ولقد أقتبس أيضاً من مختلف أسفار العهد الجديد والعهد القديم.

5- قائمة العلامة أكليمندس السكندرى (150-215م):

     حيث يذكرها يوسابيوس القيصري المؤرخ قائلاً في تاريخه: “ويستخدم أيضاً في هذه المؤلفات شهادات من الأسفار المُتنازع عليها مثل: حكمة سليمان، وحكمة يشوع بن سيراخ، ورسالة العبرانيين، ورسائل برنابا وإكليمندس ويهوذا…. وفيها يعد أيضاً بكتابة تفسير لسفر التكوين…. وبالإختصار لقد قدم فى مؤلفه “وصف المناظر” وصفاً موجزاً عن جميع الأسفار القانونية دون حذف الأسفار المتنازع عليها، أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى ورسالة برنابا والسفر المُسمى رؤيا بطرس. ويقول أن الرسالة إلى العبرانيين من تأليف بولس، وأنها كتبت إلى العبرانيين باللغة العبرية، ولكن لوقا ترجمها ونشرها إلى اليونانيين، ولذا فإنه يوجد فى هذه الرسالة نفس أسلوب التعبير الذى فى سفر الأعمال. … وفي نفس الوقت أيضاً يقدم إكليمندس تقليد الآباء الأولين عن ترتيب الأناجيل على هذا الوجه التالي: فيقول إن الإنجيلين المتضمنين نسب المسيح كُتِبَا أولاً (يقصد إنجيلي متى ولوقا)، أما إنجيل مرقس فقد كانت مناسبة كتابته هكذا، لما كرز بطرس بالكلمة جهاراً فى روما، وأعلن الإنجيل بالروح، طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله، لأنه لازمه وقتاً طويلاً، وكان لايزال يتذكرها، وبعد أن كتب الإنجيل سلَّمه لمَنْ طلبوه…. وأخر الكل لما رأى يوحنا الحقائق الخارجية قد دُوِنَت بوضوح فى الإنجيل كتب إنجيلاً روحياً بعد إلحاح من أصدقائه وإرشاد من الروح. هذه هي رواية إكليمندس”. [7]

6- قانون العلامة أوريجانوس السكندرى(185-254م):

     ولقد أورده يوسابيوس القيصري المؤرخ فى تاريخه حيث يقول: “وعند تفسيره للمزمور الأول قدم قائمة لأسفار العهد القديم كما يلي: “يجب تقرير أن الأسفار القانونية كما سلَّمها إلينا العبرانيون اثنان وعشرون، وهي تتفق مع عدد حروفهم الهجائية. وبعد ذلك يقول: “وأما أسفار العبرانيين الاثنان والعشرون فهي كما يلي: السفر الذى نسميه التكوين ، ولكن العبرانيون يسمونه بأول كلمة فيه “براشيت” ومعناها “في البدء” – الخروج ، واسمه ولسموث أي “هذه الأسماء” – اللاويون واسمه ويكرا ، أي “ودعا” – العدد ، واسمه امسفيكوديم – التثنية ، واسمه اليادباريم ، أي هذا هو الكلام – يشوع بن ناف، يهوشع بن نون – القضاة وراعوث فى سفر واحد واسمه سفاتيم – الملوك الأول والثاني فى سفر واحد، واسمه صموئيل أي المدعو من الله – الملوك الثالث والرابع فى سفر واحد، واسمه وملش داود، أي مملكة داود – أخبار الأيام الأول والثاني فى سفر واحد، واسمه دبرايمن، أي أخبار الأيام – عزرا الأول والثاني واسمه عزرا، أي مساعد – المزامير، واسمه سفارثليم – أمثال سليمان واسمه ملوث – الجامعة، واسمه كولث – نشيد الأنشاد (لا أنشاد الأنشاد كما يزعم البعض)، واسمه سير هساريم – إشعياء، واسمه يسيا – إرميا مع المراثي والرسالة فى سفر واحد، اسمه إرميا – دانيال، واسمه دانيال – حزقيال، واسمه يزقيال – أيوب، واسمه أيوب – أستير، واسمه أستير. وعلاوة على هذه يوجد سفرا المكابين، واسمهما ساربث سابانيل. هذا ما ذكره فى المؤلف السابق ذكره. وفى كتابه الأول عن إنجيل متى، الذي يبين فيه عقيدة الكنيسة، يشهد بإنه لا يعرف سوى أربعة أناجيل، ويكتب الآتي: “بين الأناجيل الأربعة، وهي الوحيدة التي لا نزاع بشأنها في كنيسة الله تحت السماء، عرفت من التقليد أن أولها كتبه متى، الذي كان عشاراً، ولكنه فيما بعد صار رسولاً ليسوع المسيح، وقد أُعِدَ للمتنصرين من اليهود، ونُشِرَ باللغة العبرية”. “والثاني كتبه مرقس وقد كتبه وفقاً للتعليمات التي تلقاها من بطرس الذي في الرسالة الجامعة يعترف به ابناً قائلاً: تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم، وكذلك مرقس ابني” (1بط5: 13). “والثالث كتبه لوقا وهو الإنجيل الذي أقره بولس، وكُتب من أجل المتنصرين من الأمم. وأخر الكل الإنجيل الذي كتبه يوحنا “. وفي الكتاب الخامس من تفسيره لإنجيل يوحنا يتحدث هكذا عن رسائل الرسل. “أما ذاك الذي جُعِلَ كُفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أي بولس، الذي أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علَّمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التي كُتِبَ إليها. “وبطرس الذي بُنِيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة مُعترف بها، ولعله ترك رسالة ثانية أيضاً، ولكن هذا أمر مشكوك فيه”. “وهل نحن فى حاجة للتحدث عن ذاك الذي اتكأ في حضن يسوع، أي يوحنا الذي ترك إنجيلاً واحداً، رغم أنه أعترف بأنه كان ممكناً له أن يكتب كثيراً جداً مما لا يسعه العالم. وكتب أيضاً سفر الرؤيا، ولكنه أُمِرَ بأن يصمت ولا يكتب الكلمات التي تكلمت بها الرعود السبعة. “وترك أيضاً رسالة قصيرة جداً، وربما أيضاً رسالة ثانية وثالثة، ولكنهما ليسا مُعترفا بصحتهما من الجميع، وهما معاً لا تحتويان على مائة سطر”. وعلاوة على هذا يقرر ما يأتي بخصوص الرسالة إلى العبرانيين في عظاته عنها: “إن كل مَن يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذي أعترف عن نفسه بإنه عامي فى الكلام (2كو11: 6) أي فى التعبير، بل تعبيراتها اليونانية أكثر دقة وفصاحة”. بل لابد أن يعترف كل مَن يفحص النص الرسولي بدقة، أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولية المُعترف بها”. … “أما مَن كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض ممَن سبقونا إن إكليمندس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا، مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال”.[8] وعند فحص قائمة أسفار العلامة أوريجانوس بحسب شهادة يوسابيوس القيصري يتضح أنه أغفل بعض من الأسفار القانونية الأولى مثل: الأنبياء الصغار والأسفار القانونية الثانية مثل: طوبيا ويهوديت وحكمة سليمان وحكمة يشوع بن سيراخ وضم سفر باروخ مع سفر إرميا في الأغلب، وبالتالي أغفل الأسفار القانونية الثانية جميعها فيما عدا سفري المكابين الأول والثاني.

7- قانون يوسابيوس القيصرى (265- 339م):

     قد ذكر يوسابيوس المؤرخ قانونه للأسفار المقدسة فى عدة مواضع من تاريخه، نقتبس منها التالي: “أن رسالة بطرس الأولى معترف بصحتها. وقد استعملها الشيوخ الأقدمون في كتاباتهم كسفر لا يقبل أى نزاع. على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الآن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكن مع ذلك إذ أتضح أنها نافعة للكثيرين، فقد أستُعمِلَت مع باقي الأسفار”. [9]ويستطرد ليقول: “وأما رسائل بولس الأربع عشرة فهي معروفة ولا نزاع عليها”.[10] ثم يذكر قائمة يوسيفوس المؤرخ اليهودي لأسفار العهد القديم، فيقول: “في الكتاب الأول (يقصد كتاب ضد أبيون ليوسيفوس) يبين عدد الأسفار القانونية في العهد القديم، وإذ أستقى معلوماته من التقليد القديم، يبين الأسفار التي قبلها العبرانيون دون أي نزاع. وهاك كلماته: “لذلك لدينا أسفار كثيرة تختلف مع بعضها وتتناقض. بل لدينا فقط اثنان وعشرون سفراً تتضمن تاريخ كل العصور، والمُسلم به بحق إنها أسفار إلهية، من هذه خمسة أسفار كتبها موسى، تتضمن الناموس ورواية أصل الإنسان، ويستمر التاريخ إلى موته، وتشمل هذه الحقبة نحو ثلاثة آلاف سنة، ومن موت موسى إلى موت أرتحشستا، الذي خلف اكزرسيس على عرش فارس، كتب الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى تاريخ عصورهم في ثلاثة عشر سفراً، أما الأسفار الأربعة الأخرى فتتضمن تسابيح لله ووصايا لتقويم حياة البشر”. [11]ثم يذكر يوسابيوس في موضع آخر قائمة الأناجيل الأربعة القانونية، فيقول: “لأن متى الذي كرز أولاً للعبرانيين، كتب إنجيله بلغته الوطنية… وبعد أن نشر مرقس ولوقا إنجيليهما يُقال إن يوحنا الذي صرف كل وقته في نشر الإنجيل شفوياً، بدأ أخيراً يكتب للسبب التالي: إن الإناجيل الثلاثة السابق ذكرها إذ وصلت إلى أيدي الجميع، وإلى يديه أيضاً، يقولون إنه قبلها وشهد لصحتها، ولكن كان ينقصها وصف أعمال المسيح في بداية خدمته”. [12] ثم يسرد في موضع آخر أسفار العهد الجديد المقبولة وغير المقبولة كالتالي: “فمن المناسب أن نحصي كتابات العهد الجديد السابق ذكرها. وأول كل شئ إذاً يجب أن تُوضع الأناجيل الأربعة، يليها سفر أعمال الرسل، بعد هذا يجب وضع رسائل بولس، ويليها في الترتيب رسالة يوحنا الأولى التي بين أيدينا، وأيضاً رسالة بطرس. بعد ذلك تُوضع – إن كان مناسباً حقاً – رؤيا يوحنا، التي سنبين الآراء المختلفة عنها في الوقت المناسب، هذه إذاً هي جميعها ضمن الأسفار المقبولة”. [13]وهكذا نستدل على قانون يوسابيوس القيصري للأسفار الإلهية ونلاحظ إنه أغفل الأسفار القانونية الثانية بلا إستثناء، موضحاً من خلال عرضه لقائمة يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن الأسفار الاثنين والعشرين هي المقبولة قانونياً دون باقي الأسفار القانونية الثانية.

8- قانون ق. كيرلس الأورشليمي (350 م):

      يذكر ق. كيرلس الأورشليمي قانونه للأسفار المقدسة في مقالاته وعظاته للموعوظين، فيقول: “أما بخصوص العهد القديم – كما نقول – أدرس الاثنين وعشرين سفراً التي متى كنت مشتاقاً للتعليم تحفظ أسماؤها كما أتلوها لك: الشريعة، أي أسفار موسى، الأسفار الخمسة الأولى ، التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية. بعد ذلك يشوع بن نون، ثم سفر القضاة وراعوث يُحسب السفر السابع. الكتب التاريخية الأخرى: ملوك الأول والثاني (أي صموئيل الأول والثاني)، وهما عند العبرانيين سفر واحد والثالث والرابع سفر واحد. وبنفس الطريقة أخبار الأيام الأول والثاني سفر واحد. وأيضاً إسدراس (عزرا) الأول والثاني (أي عزرا ونحميا) سفر واحد. أستير هو الكتاب الثاني عشر. هذه هي الكتب التاريخية. أما الكتب الشعرية فهي خمسة: أيوب والمزامير والأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد. وبهذا يكون العدد سبعة عشر سفراً. يأتي بعد هذا الكتب الخمسة للأنبياء وهي: الأثنا عشر نبياً (أي الأنبياء الصغار) وهي تكوَّن سفراً واحداً، ثم إشعياء، وإرميا يحوي باروخ ومراثي إرميا والرسالة (الأصحاح الأخير من سفر باروخ)، وحزقيال، ودانيال. هذه هي أسفار العهد القديم الاثنان والعشرون. يحوي العهد الجديد أربعة أناجيل فقط، أما بقية الأناجيل مزورة… بعد ذلك سفر أعمال الرسل ومعه سبعة رسائل جامعة ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وكخاتم لهذه كلها أخر أعمال التلاميذ، الأربعة عشر رسالة لبولس. أما ما تبقى فهو من الدرجة الثانية. الأسفار التي لا تقرأها الكنيسة، لا تقرأها أنت أيضاً، بل اقرأ ماتسمعه”. [14]وهنا نجد أن ق. كيرلس الأورشليمي لم يذكر الأسفار القانونية الثانية فيماعدا سفر باروخ والرسالة اللذين ضمهما إلى سفر إرميا كسفر واحد، ونجده لا يذكر سفر الرؤيا ضمن قائمة أسفار العهد الجديد.

8- قانون ق. هيلاري أسقف بواتييه (360م):

     نجد قانون ق. هيلاري أسقف بواتييه فى سياق شرحه على سفر المزامير (المزمور 15) ولقد أتبع القديس هيلاري قائمة أسفار العلامة أوريجانوس في العديد من التفاصيل. ونجد كما سبق وذكرنا أن قائمة أوريجانوس كانت موجودة أيضاً في شرحه لسفر المزامير (المزمور الأول) كما جاء فى (تاريخ يوسابيوس ك5: ف25)، مما يؤكد أن ق.هيلاري قد أعتمد على عمل العلامة أوريجانوس فى شرحه للمزامير، ومثله مثل أوريجانوس، يذكر ق.هيلاري أسفار القانون اليهودي فقط، ولكنه يذكر بعد ذلك أن البعض قد أضافوا سفري طوبيا ويهوديت ، حيث يقول: “والسبب في أن عدد أسفار العهد القديم الاثنين والعشرين هو تطابقها مع عدد الحروف العبرية، وتُحسب هكذا بحسب التقليد القديم: أسفار موسى هي خمسة، ثم السفر السادس هو يشوع بن نون، والسفر السابع هو القضاة وراعوث ، والسفر الثامن هو الملوك الأول والثاني، والسفر التاسع هو الملوك الثالث والرابع، والسفر العاشر هو كتابي أخبار الأيام، والسفر الحادي عشر هو الكلام الذي فى أيام عزرا. والسفر الثاني عشر هو سفر المزامير، والأسفار الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لسليمان هي الأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد، والسفر السادس عشر هو الأنبياء الصغار، ثم إشعياء وإرميا (مع المراثي والرسالة) والأسفار دانيال وحزقيال وأيوب وأستير تكمَّل عدد الأسفار الاثنين والعشرين. ويضيف البعض لهذه الأسفار سفري طوبيا ويهوديت ليصلوا إلى أربعة وعشرين سفراً بحسب عدد الحروف اليونانية، وهي اللغة المستخدمة بين العبرانيين واليونانيين المجتمعين في روما “. [15]وهنا نجد أن ق. هيلاري لم يذكر سفري المكابين وأضاف سفري طوبيا ويهوديت بعد ذلك، وغالباً يضم سفر باروخ مع رسالة إرميا.

9- قانون (قائمة) شلتنهام أو قائمة مومسين (360م):

     يدعو البعض هذه القائمة للأسفار القانونية بقانون شلتنهام، ويدعوها البعض الآخر بقائمة مومسين، وهي عبارة عن قائمة أسفار الكتاب المقدس تم إكتشافها أولاً بواسطة «ثيؤدور مومسين» في مخطوط لاتيني في مكتبة خاصة ببلدة شلتنهام – إنجلترا، ثم تم إكتشاف نسخة أخرى من نفس القائمة في مخطوط بمكتبة سانت غال، ويحتوي المخطوطان على خلاصات من كتب متنوعة منسوخة أثناء القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، ولكن تشير الملاحظات الكورنوغرافية (الترتيب الزمني) في المخطوطين (وبحسب دليل داخلي آخر في المخطوطين) إلى أن المحتوى المنسوخ فيهما مأخوذ عن مخطوطة في منتصف القرن الرابع الميلادي. وتحتوي المخطوطان على قائمة أسفار العهد القديم كالتالي: تكوين – خروج – لاوييين – عدد – تثنية – يشوع بن نون – قضاة – راعوث – ملوك أول – ملوك ثاني – ملوك ثالث – ملوك رابع – أخبار الأيام أول – أخبار أيام ثاني – مكابين أول – مكابين ثاني – أيوب – طوبيا – أستير – يهوديت – مزامير (151 مزمور) – أسفار سليمان – (الأنبياء الكبار) : إشعياء – إرميا – مراثي إرميا – حزقيال – دانيال – (الأنبياء الصغار الأثنى عشر)  هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا – ناحوم – حبقوق – صفنيا – حجاي – زكريا – ملاخي. وتحتوي على قائمة أسفار العهد الجديد كالتالي: (الأناجيل الأربعة) متى ومرقس ولوقا ويوحنا – رسائل بولس الرسول الثلاثة عشر – أعمال الرسل – رؤيا يوحنا – ثلاثة رسائل ليوحنا – رسالتين لبطرس. [16]وهنا نجد أن هذه القائمة قد أغفلت في أسفار العهد القديم سفر باروخ، أو ربما تضمه مع سفر إرميا، ثم إنها أغفلت في أسفار العهد الجديد رسالة يعقوب ورسالة يهوذا وتُنسبُ إلى بولس الرسول 13 رسالة وليس 14 رسالة.

10- قانون (قائمة) مجمع لاودكية (363 م):

     لقد شكَّك العديد من الباحثين في أصالة هذا المقطع من قانون مجمع لاودكية 363م الذي يحتوي على قائمة الأسفار، بسبب غيابه عن مخطوطات أخرى متنوعة تحتوي على قوانين مجمع لاودكية المكاني، وربما قد تمت إضافة هذه القائمة لاحقاً، حيث لا تذكر هذه القائمة سفر الرؤيا، ويقول قانون المجمع التالي: “إنه من اللائق معرفة الأسفار الكثيرة وهي كالتالي: (أسفار العهد القديم) 1-تكوين العالم 2-الخروج من مصر 3-اللاويين 4- العدد 5- التثنية 6- يشوع بن نون 7- القضاة وراعوث 8- أستير 9- الملوك الأول والثاني 10- الملوك الثالث والرابع 11- أخبار الأيام الأول والثاني 12- عزرا الأول والثاني 13- المزامير (151 مزمور) 14- أمثال سليمان 15- الجامعة 16- نشيد الأنشاد 17- أيوب 18- الأنبياء (الصغار) الأثنى عشر 19- إشعياء 20- إرميا وباروخ والمراثي والرسالة (رسالة إرميا) 21- حزقيال 22- دانيال. وأسفار العهد الجديد هي: أربعة أناجيل بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وأعمال الرسل، سبعة رسائل جامعة، وهي رسالة يعقوب، ورسالتي بطرس، وثلاثة رسائل ليوحنا، ورسالة يهوذا، وأربعة عشر رسالة لبولس، رسالة لأهل رومية، رسالتين لأهل كورنثوس، ورسالة لأهل غلاطية، ورسالة لأهل أفسس، ورسالة لأهل فيلبي، ورسالة لأهل كولوسي، ورسالتين لأهل تسالونيكي، ورسالة للعبرانيين، ورسالتين لتيموثاوس، ورسالة لتيطس، ورسالة لفليمون”. [17]

11- قانون ق. أثناسيوس الرسولي (293- 373م):

    نجد قانون ق.أثناسيوس الرسولي للأسفار المقدسة القانونية موجود في الرسالة الفصحية رقم 39 (وهي الرسالة التي كان يبعث بها أسقف الأسكندرية إلى جميع أساقفة الكنائس في العالم لتحديد موعد عيد قيامة السيد المسيح) ونجده يقول التالي: “وقبلت أن أحضر في القانون تلك الأسفار الإلهية التي سُلِّمت وثبتت في الكنيسة المقدسة، لكي يبكت كل الذين ضلوا مضليهم، والذي ثَبُتَ في نقاوته يبتهج أيضاً لذكر هذه الأسفار، وهم إذاً: أسفار العهد القديم وعدد هذه الأسفار اثنين وعشرين، وهكذا بلغني أيضاً أن أسفار  العبرانيين من المُسلم به إنها بالترتيب وباسم كل واحد منها تكون هكذا، الأول التكوين، وبعد ذلك الخروج، ثم سفر اللاويين، وبعد ذلك العدد، ثم تثنية الاشتراع، ومن بعدهم يشوع بن نون، وبعد ذلك القضاة، ثم راعوث، ثم بعد ذلك سفر الملوك أربعة كتب، الأول و الثاني يُعتبران كتاباً واحداً، ثم الثالث والرابع أيضاً هما كتاب واحد. ثم سفر أخبار الأيام الأول والثاني يُعتبران كتاباً واحداً. وكذلك عزرا الأول والثاني يُعتبران بالمثل كتاباً واحداً، ومن بعد هؤلاء سفر المزامير كتاب واحد. وبعد ذلك أمثال سليمان ثم الجامعة كتاب واحد، ثم نشيد الأناشيد كتاب واحد، ومن بعد هؤلاء أيوب كتاب واحد أيضاً، ثم الأنبياء الأثنا عشر يُحسبون كتاباً واحداً، ثم بعد ذلك إشعياء كتاب واحد، ثم إرميا مع باروخ والمراثي والرسائل يكوَّنون كتاباً واحداً. ثم بعد ذلك حزقيال كتاب واحد، ثم دانيال كتاب واحد، وإلى هنا يتألف العهد القديم. وإنه ليس من الممل التكلم عن العهد الجديد أيضاً. فهذه الكتب هي: أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا ثم أعمال الرسل. وسبعة رسائل وهي كالتالي: ليعقوب رسالة واحدة، ولبطرس رسالتان، ثم ثلاث ليوحنا، وبعدهم واحدة ليهوذا. ثم بعد ذلك أربع عشرة رسالة لبولس مكتوبة بالترتيب كالتالي: الأولى لرومية، ثم لكورنثوس اثنتان. ومن بعدهم واحدة للغلاطيين، ثم بعد ذلك واحدة للأفسسيين، ثم واحدة للفلبييين، ثم واحدة للكولوسيين، ثم اثنتان لتسالونيكي ثم للعبرانيين واحدة، ثم اثنتان لتيموثاوس، وواحدة لتيطس، والأخيرة لفليمون ثم رؤيا يوحنا. وهذه هي ينابيع الخلاص لأولئك العطاش ليشبعوا من كلمات الحياة التي بها وبهذه يُكرز بتعليم مخافة الله، ولا أحد يزيد عليها ولا ينقص منها. فإن ربنا كان يعلن للصدوقيين قائلاً: “تضلون إذ لا تعرفون الكتب” وكان يبكت اليهود قائلاً: “فتشوا الكتب لأنها تشهد لي”، إلا أنني فمن أجل زيادة التأكيد أضيف أيضاً هذه وأكتب للضرورة إنه يوجد أيضاً كتب أخرى غير هذه غير محددة قانونياً، لكن مُعينة من الآباء لكي تُقرأ، وللذين يريدون أن يتقدموا للتعليم والتلمذة بمخافة الله، وهذه هي: حكمة سليمان، وحكمة يشوع بن سيراخ، وأستير، ويهوديت، وطوبيا، وما يُعرف بتعليم الرسل والراعي…. وفي حين يا أحبائي أن أولئك مُحددين قانونياً، فإن هذه الكتب تُقرأ، ولا محل لذكر الكتب السرية التي تُعرف باليونانية “أبوكريفا”، لأن هذه من إختراع الهراطقة”. [18]وهنا نجد ق. أثناسيوس لا يذكر الأسفار القانونية الثانية جميعها بإستثناء سفر باروخ والرسالة ولا يذكر سفر أستير ضمن قائمة أسفار العهد القديم، بل يطلق عليها كتب الكنيسة النافعة للتعليم والتلمذة ولكنها ليست أسفار قانونية على حد تعبيره.

 

12- قانون ق. غريغوريوس النزينزي (380م):

       لقد صرح ق. غريغوريوس النزينزي بهذا القانون في نهاية حياته فى شكل قصيدة عن الأسفار الأصلية للكتاب الإلهي المُوحى به، ومثله مثل ق. أثناسيوس الرسولي لا يذكر سفر أستير ضمن أسفار العهد القديم، ورؤيا يوحنا غير موجود في قائمته لأسفار العهد الجديد، فيقول التالي: “النبوات الإلهية ينبغي تكرارها وترديدها دائماً في اللسان والعقل. لأن الله سيكافئ بالحقيقة هذا الجهد والعمل، لذلك قد تقتني النور من الأمور السرائرية، أو مما يكون أفضل جداً، لكيما تصير بواسطة الله إلى النقاوة والطهارة الأعظم، وثالثاً ينبغي إجتناب الاهتمامات العالمية بمثل هذه الدراسة والبحث. فلا تدع الكتب الغريبة تخدع عقلك، لأنه هناك كتب خبيثة كثيرة قد تم نشرها، لذا أقبل أيها الرفيق هذا العدد الموثوق فيه. حيث هناك أثنى عشر سفراً تاريخياً في الحكمة العبرية الأقدم، هناك أولاً التكوين، ثم الخروج، واللاويين أيضاً، ثم العدد، والاشتراع الثاني (تثنية الاشتراع)، ثم يشوع والقضاة. راعوث هو السفر الثامن، والسفرين التاسع والعاشر هما أعمال الملوك. والسفر الحادي عشر هو أخبار الأيام. وأخيراً لديك سفر عزرا. والأسفار الشعرية هى خمسة: أولهم أيوب، ثم مزامير داود، وثلاثة أسفار لسليمان: الجامعة والأناشيد والأمثال، وهناك أيضاً خمسة أسفار للوحي النبوي، فهناك الأسفار الأثنى عشر المدونة في كتاب واحد: هوشع وعاموس، وثالثاً ميخا، ثم يوئيل ويونان وعوبديا، وناحوم أيضاً، وحبقوق وصفنيا وحجاي، ثم زكريا وملاخي، وكل هذه الأسفار في كتاب واحد. والكتاب الثاني هو إشعياء، ثم الكتاب الأول يُدعى كالطفل إرميا، ثم سفر حزقيال، وعطية دانيال، وهكذا أحصي أثنتي وعشرين سفراً من الأسفار العتيقة بحسب عدد الحروف العبرية، وأحصي الآن أيضاً أسفار السر الجديد، حيث كتب متى عن معجزات المسيح للعبرانيين، ومرقس لإيطاليا، ولوقا لليونان، ويوحنا للجميع، الرسول العظيم الذي سار في السماويات، ثم أعمال الرسل الحكماء. ولبولس الرسول أربعة عشر رسالة، وهناك سبعة رسائل جامعة، والتي تتضمن رسالة واحدة ليعقوب، ورسالتين لبطرس، ثلاثة رسائل ليوحنا أيضاً، والرسالة السابعة هي رسالة يهوذا. وهكذا لديك جميع الأسفار، وإن كان هناك أي أسفار أخرى ما عدا تلك الأسفار، فهي أسفار غير أصلية ومزورة”.  [19]

 

13 قانون أمفلوخيوس أسقف أيقونية (340-395 م):

       هو أحد أبرز الآباء الذين اشتركوا في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية (381م). الذي التأم لدحض هرطقة مقدونيوس مُنكر ألوهية الروح القدس، كما أنجز دستور الإيمان وجعله على الصورة التي نعرفها اليوم. كان أمفلوخيوس قريباً من المعلمين الكبادوكيين الكبار: باسيليوس الكبير، وغريغوريوس اللاهوتي، وغريغوريوس النيصي. ولد في بلدة قيصرية الكبادوك بين العامين 340 و345م من عائلة أرستقراطية. وقد كان القديس غريغوريوس اللاهوتي ابن عمته ومشيره ورفيق جهاده. تلقى من العلم نصيباً وافراً فدرس على المعلم الوثني المعروف ليبانيوس الأنطاكي وأمتهن المحاماة في القسطنطينية ابتداءاً من العام 364م. اشتهر كمحام فذ محبوب ومحب للعدل، حسده الحاسدون وشوهوا سمعته، أصيب بصدمة وترك المهنة. وانصرف إلى الإلهيات. ورغب بالنسك هو وصديقه هيراكليدوس، لكن الوضع الصحي لوالده والمالي جعله أن يؤجل نسكه، في تلك الأثناء تعرف أمفلوخيوس بالقديس باسيليوس الكبير، وفيما كتب إليه عدة رسائل. في عام 370م صار القديس باسيليوس رئيساً لأساقفة قيصرية الكبادوك، فسام أمفلوخيوس أسقفاً على إيقونية سنة 374م وما أن تسلم أبرشيته إلا وأهتم في ضبط أمورها. حارب هرطقة مقدونيوس وأفنوميوس (أشد الآريوسيين تطرفاً). وقد حضر أمفلوخيوس المجمع المسكوني الثاني 381م. عاش أمفلوخيوس حتى أواخر القرن الرابع للميلاد. نجد قانون أمفلوخيوس للأسفار المقدسة هو عبارة عن قصيدة تعليمية وتوجيهية، كانت تُنسب سابقاً للقديس غريغوريوس النزينزي. وهي قصيدة مكوَّنة من 340 مقطع بعنون “الشعر العمبقي إلى سلوقس”، حيث يستعرض أمفلوخيوس قائمته للأسفار المقدسة كالتالي: “ولكن هذا خصيصاً لك من أجل تعليمك، فإنه من المناسب ألايكون كل كتاب هو سليم وموثوق فيه، إلا الذي قد أكتسب الاسم الموقر للكتاب المقدس، لأنه يظهر من وقت لآخر كتب منحولة، والبعض منها قد يكون متوسط أو قريب من كلمات الحق كما يمكن أن يقول أي أحد، بينما يكون البعض الآخر مزيف تماماً، مثل العملات المزيفة التي تحمل نقش صورة الملك، ولكنها بحسب خامتها هي أساساً مزيفة. ولهذا السبب سأعلن لك الأسفار الإلهية المُوحى بها الواحد تلو الآخر، لكيما تعرفهم جيداً. وسأسرد لك أولاً تلك التي فى العهد القديم. التوارة وفيها سفر الخلق، ثم سفر الخروج، واللاويين السفر الأوسط، ثم بعد ذلك سفر العدد، ثم التثنية، ثم أضف إلى هؤلاء يشوع والقضاة ثم راعوث، وسفر الملوك أربعة كتب، وسفري أخبار الأيام، ثم بعد هؤلاء سفري عزرا الأول والثاني، ثم سأسرد لك خمسة أسفار بالعدد وهي: أيوب الذي تكلَّل بعد صراع الآلام الشديدة، وسفر المزامير وهو دواء مريح للنفس، وثلاثة أسفار لسليمان الحكيم: الأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد. أضف إلى ذلك الأنبياء الأثنى عشر: أولاً هوشع، ثم عاموس ثانياً، وميخا، ويوئيل، وعوبديا، وهناك سفر ذاك الذي عانى لمدة ثلاث أيام وهو يونان، وبعدهم ناحوم، وحبقوق، والسفر التاسع هو صفنيا، وحجاي، وزكريا، وهناك الملاك ذو الاسم الثنائي ملاخي، وبعد هؤلاء الأنبياء، تعرّف الآن على أربعة آخرين وهم: إشعياء الشجاع العظيم، إرميا الباكي الرحيم، وحزقيال السري الغامض، وأخيراً دانيال الحكيم جداً في أعماله وأقواله، ومع هذه الأسفار أدرج البعض سفر أستير، وأنه الوقت الآن لأسرد لك أسفار العهد الجديد، حيث أقبل أربعة أناجيل فقط: متى ثم مرقس، وأضف إليهما لوقا كثالث،  وضع في الترتيب الزمني يوحنا كرابع، ولكنه الأول في سمو التعليم، حيث يُدعى بحق ابن الرعد، الذي أعلن بوضوح كلمة الله، وأقبل من لوقا كتاباً ثانياً أيضاً، وهو سفر أعمال الرسل الجامع، وأضف إلى هذه الأسفار أيضاً، الإناء المختار ورسول الأمم، بولس الرسول ، الذي كتب بحكمة أربعة عشر رسالة إلى الكنائس، الأولى لأهل رومية، ثم يُضاف إليها الرسالتين إلى أهل كورنثوس، ثم الرسالة إلى أهل غلاطية، وإلى أهل أفسس، ثم يوجد بعد ذلك رسالة واحدة إلى أهل فيلبي، ثم تلك الرسائل المكتوبة إلى أهل كولوسي ورسالتين إلى أهل تسالونيكي، ورسالتين إلى تيموثاوس، وإلى تيطس وفليمون كل واحد منهما رسالة، ورسالة واحدة إلى العبرانيين، ويدعي البعض أن الرسالة إلى العبرانيين هي مزورة، ولكنهم قالوا أن هذا غير حقيقي، لأن النعمة حقيقية وصادقة، ثم ماذا تبقى بعد ذلك؟ سوى الرسائل الجامعة التي يقول البعض أنها سبعة، ويقول البعض الآخر أنها ثلاثة فقط، فلابد من قبول رسالة واحدة ليعقوب، ورسالة واحدة لبطرس، ورسالة ليوحنا، ولكن هناك من ناحية أخرى ثلاث رسائل ليوحنا، معهم رسالتين لبطرس، ورسالة يهوذا أيضاً، والكتاب السابع هو رؤيا يوحنا، وهناك البعض يقبله أيضاً، ولكن الغالبية يدعون أنه مزور. وهذا هو القانون المعصوم للأسفار الإلهية المُوحى بها”.[20]

14- قائمة القوانين الرسولية (380م):

       هي سلسلة من المقتطفات المكتوبة بواسطة أحد كُتاب ترتيب ونظام الكنيسة السريانية القديمة، ويُسمى بالمراسيم أو القوانين الرسولية، وتوحي الوثيقة كلها بأنها مكتوبة من الرسل، ولكن لا يأخذ أي باحث بهذه الحجة اليوم، ويعتبر هذا العمل بدون شك نافع لإثبات آراء جزء من الكنائس السريانية فى نهاية القرن الرابع الميلادى ، ولقد تمت إضافة قائمة الأسفار القانونية تحت قانون رقم 85 فى حوالى سنة 380 م ، و القانون 85 هو كالتالى : ” قانون 85 : بخصوص الكتاب المقدس ، و لتكن الأسفار التالية مُكرمة و مقدسة من جميعكم ، أى الأكليروس و العلمانيين . أسفار العهد القديم: خمسة أسفار لموسى، التكوين، و الخروج، واللاويين، والعدد، و التثنية، و سفر واحد ليشوع بن نون ، و سفر واحد للقضاة ، وسفر واحد لراعوث ، و أربعة أسفار للملوك ، و سفرى أخبار الأيام ، و سفرى عزرا ، و سفر واحد لأستير ، و سفر واحد ليهوديت ، و ثلاثة أسفار للمكابين ، و سفر واحد لأيوب ، و مائة و خمسين مزمور ، وثلاثة أسفار لسليمان : الأمثال و الجامعة و نشيد الأنشاد ، و ستة عشر سفر للأنبياء ، و نظراً لأن هؤلاء قد آتوا حديثاً إلى التلمذة ، فيطلعون على حكمة سيراخ المعلم  . ولدينا أيضاً أسفار     العهد الجديد وهى الأناجيل الأربعة: متى ومرقس ولوقا و يوحنا، ورسائل بولس الأربعة عشر، و رسالتين لبطرس، و ثلاثة رسائل ليوحنا، و رسالة واحدة ليعقوب، و رسالة واحدة ليهوذا ، و رسالتين لإكليمندس ، و القوانين المُعطاة لكم أيها الأساقفة بواسطتي ، إكليمندس فى ثمانى كتب ، والتى لا يليق عرضها على العامة و أمام الجميع بسبب ما تحويه من أسرار ، و أعمالنا نحن الرسل”. [21]ونلاحظ أن هذه القائمة تغفل بعض الأسفار القانونية الثانية مثل حكمة سليمان وطوبيا وباروخ والرسالة، كما تقول إن سفر المكابين ثلاثة أسفار وليس سفرين، أى أضافت سفر آخر لسفرى المكابين، ولقد أغفلت سفر الرؤيا فى قائمة أسفار العهد القديم.  

15- قانون ق. إبيفانيوس أسقف سلاميس (385م):

        توجد قائمة ق.إبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص فى كتابه الشهير “باناريون ضد الهرطقات أو خزانة الدواء ضد الهرطقات” و هى كالتالى : ” و مع الوقت عاد المسبيون من بابل ، فأقتنى هؤلاء اليهود الأسفار و كتب الأنبياء التالية ، و الأسفار النبوية هى كالتالى : التكوين ، و الخروج ، واللاويين ، والعدد ، و التثنية ، وسفر يشوع بن نون ، وسفر القضاة ، و راعوث ، و أيوب ، وسفر المزامير ، و أمثال سليمان ، و الجامعة ، و نشيد الأنشاد ، و سفر الملوك الأول ، و سفر الملوك الثانى ، و سفر الملوك الثالث ، و سفر الملوك الرابع ، سفر أخبار الأيام الأول ، سفر أخبار الأيام الثانى ، و سفر الأنبياء الأثنى عشر ، و إشعياء النبى ، و إرميا النبى و المراثى و رسائل إرميا و باروخ ، و حزقيال النبى ، و دانيال النبى ، و سفر عزرا الأول ، و سفر عزرا الثانى ، و أستير . وهذه هى الأسفار السبعة والعشرين التى أعطاها الله لليهود، ولكنها تعتبر على الرغم من ذلك اثنين وعشرين سفراً على عدد حروف أبجديتهم العبرية، لأن الأسفار العشرة التى يعتبرها اليهود خمسة هى مضاعفة. ولكننى قد شرحت هذا الأمر بكل وضوح فى موضع آخر، ولديهم أيضاً سفرين آخرين مُتنازع على قانونيتهما، وهما حكمة سيراخ وحكمة سليمان بمعزل عن الأسفار الأبوكريفا الأخرى. ولقد علّمتهم جميع هذه الأسفار المقدسة اليهودية طاعة الناموس حتى مجئ ربنا يسوع المسيح”. [22]وهنا يؤكد ق. إبيفانيوس على تنازع اليهود فيما بينهم على قانونية سفرى حكمة يشوع بن سيراخ وحكمة سليمان، كما لم يذكر من الأسفار القانونية الثانية سفر طوبيا ويهوديت وسفرى المكابين. ثم سنستعرض الآن قائمة ق. إبيفانيوس لأسفار العهد الجديد وهي كالتالى: “وإن كنت قد وُلدت بالروح القدس و تعلّمت بالأنبياء و الرسل، فعليك المرور خلال هذا السجل من بداية تكوين العالم حتى أزمنة أستير فى سبعة و عشرين سفر من العهد القديم، و التى تُعد أيضاً على أنها اثنان و عشرون سفراً. وهناك أيضاً الأناجيل الأربعة المقدسة، و الرسائل الأربعة عشر للقديس بولس الرسول، وتشمل الكتابات التى جاءت من قبل و هذه الأسفار أعمال الرسل فى أزمنتهم، و الرسائل الجامعة ليعقوب و بطرس و يوحنا و يهوذا، ورؤيا يوحنا، وهناك أسفار الحكمة، وأقصد بها حكمة سليمان و حكمة ابن سيراخ، و بإختصار جميع الأسفار الإلهية”.[23]

16- قانون ق. إيرونيموس (جيروم) (390م):

– ولد ق. جيروم بالقرب من أكويلا، وعاش فى روما لمدة، وقضى معظم حياته الأخيرة كراهب فى سوريا وفلسطين. وكان من أكثر رجال الكنيسة ثقافةً وعلماً فى عصره. ولقد رشحه أسقف روما لعمل النسخة اللاتينية الرسمية (الفولجاتا)، و نجد قانون ق. جيروم للأسفار المقدسة فى أكثر من كتاب منها مقدمة سفر اللوك (حوالى عام 391م)، تُعرف هذه المقدمة أيضاً باسم ” المقدمة المخوذة أو اللابسة الخوذة”، وكتبها جيروم حوالى عام 391 م، و لقد ذكر فيها أنه بالنسبة للعهد القديم هناك أسفار عبرية فقط تُعد بحسب التقليد كأسفار مقدسة عند اليهود و تُعتبر قانونية، بينما أسفار الترجمة السبعينية الإضافية تُعتبر غير قانونية و غير موجود بالقانون . حيث يقول التالى: ” يمتلك العبرانيون اثنين و عشرين حرفاً مُثبتة من اللغات السريانية و الكلدانية، لأن أغلبها بحسب اللغة العبرية، و لأنه لديها اثنين و عشرين صوت أولى منطوق بنفس الطريقة، ولكنها مختلفة فى الكتابة. ويكتب السامريون أيضاً توراة موسى (خمسة أسفار موسى) بنفس عدد الأحرف تماماً، مختلفين فقط فى شكل و نقاط الحروف، و بالتأكيد أن عزرا الكاتب و معلم الناموس بعد سبى أورشليم و إستعادة الهيكل بواسطة زربابل، قد أخترع حروف أخرى و التى نستخدمها الآن، لأنه حتى ذلك الزمان كانت الحروف السامرية و العبرية واحدة. بالإضافة إلى ذلك نجد فى سفر العدد تعداد اللاويين والكهنة (عد3: 39)، و الإجمالي نفسه معروف سرياً، و نجد أربعة حروف اسم الرب (القواعد الأربعة) فى الأسفار اليونانية المحددة المكتوبة إلى هذا اليوم بالحروف القديمة. بالإضافة إلى المزمور 37، و المزمور 111، و المزمور 112، و المزمور 119، والمزمور 145 ، فنجدها (أى المزامير السابقة) على الرغم من ذلك مكتوبة بأوزان شعرية مختلفة وجميعها منظومة كقصيدة ذات ترتيب خاص بحسب الأبجدية و نفس عدد الحروف ، و مراثى إرميا و صلاته ، و أمثال سليمان أيضاً حتى النهاية من الموضع الذى نقرأ فيه “امرأة فاضلة مَن يجدها ؟ ” هى أمثلة لنفس عدد الحروف مُقسمة إلى مقاطع. علاوة على ذلك، هناك خمسة حروف هى حروف متضاعفة، أى القوف ס، والميم ם ، و النون ן ، و الفاء פ ، و الصادى ץ ، لأنها فى بداية ووسط الكلمات تُكتب بطريقة و فى أخر الكلمات تُكتب بطريقة أخرى . و بسبب حدوث هذا، يعتبر أغلب الناس خمسة من الأسفار أنها متضاعفة، مثل: صموئيل و الملوك و أخبار الأيام و عزرا و إرميا مع Kinoth ، أى مراثيه . إذاً، كما أن هناك اثنان و عشرون حرف أولى نكتب بهم فى اللغة العبرية كل ما نقول، و يُفهم و يُدرك الصوت البشري فى حدودها، هكذا نعتبر الاثنين والعشرين سفراً مثل أبجدية التعليم الإلهى ، التى ينبغى أن يتعلمها الإنسان البار فى الطفولة الناعمة كما لو كان لا يزال عند الصدر . وأول هذه الأسفار يُدعى “برشيت”، و الذى قد أعطيناه اسم “التكوين”، و الثانى إيلى سموث الذى يأخذ اسم الخروج، و الثالث فياكرا أى اللاويين ، و الرابع فيادابر و الذى نسميه ” العدد” ، و الخامس إيلى أداباريم و المُسمى بـ ” التثنية ” . وهذه هى أسفار موسى الخمسة التى يسمونها بالفعل توراة؛ أى ناموس. و الفئة الثانية تتكون من الأنبياء، و تبدأ بـ ” يشوع بن نون “، و الذى يُدعى بينهم ” يهوشع بن نون ” ثم يأتى فى الترتيب سفر السفوتيم وهو سفر القضاة، و يضمون راعوث إلى نفس السفر ، لأنه أحداثه المروية حدثت فى أيام القضاة  . ثم يأتى صموئيل الذي ندعوه ملوك أول وثانٍ. والسفر الرابع هم ملخيم؛ أى الملوك، الذى يحتوى على أسفار الملوك الثالث و الرابع. و من الأفضل أن نقول ملخيم أى ملوك من مالخوث أى ممالك، لأن الكاتب لايصف ممالك لأمم عديدة، بل مملكة لأمة واحدة و شعب واحد، شعب إسرائيل المكون من أثنتى عشرة سبطاً . السفر الخامس هو إشعياء، والسادس إرميا، والسابع حزقيال، والثامن هو سفر الأثنى عشر نبياً ، الذى يُدعى بينهم ” سارى أسرا ” . وبالنسبة للفئة الثالثة التى تنتمى إلى الجزء الثالث من التوراة Hagiographia أى الهاجيوجرافيا، حيث يبدأ السفر الأول منها بأيوب، و الثانى بداود، و يقسّمون كتاباته إلى خمسة أجزاء، و تجتمع فى مجلد واحد وهو المزامير . و الثالث سليمان فى ثلاثة أسفار: الأمثالالذى يدعونه الأمثلة وهو ماسالوث، و الجامعة وهو قوليث، ونشيد الأناشيد و الذى يعطونه اسم “سيراسيريم”، والسادس دانيال، و السابع دبرى أياميم ، أى أخبار الأيام (أقوال الأيام) ، الذى ندعوه بشكل توصيفى أكثر باسم أخبار التاريخ المقدس كله ، و يُدعى السفر بيننا أخبار الأيام أول و ثانى paralipomenon  أى باراليبومينون (أخبار الوثائق)  ، والثامن عزرا ، الذى ينقسم هو نفسه بالمثل بين اليونانيين و اللاتين إلى سفرين ، و التاسع أستير . وهكذا يوجد أيضاً اثنان وعشرون سفراً للناموس القديم هى خمسة لموسى، و ثمانية للأنبياء، و تسعة للهاجيوجرافيا، رغم أن البعض يضم راعوث و المراثى بين الهاجيوجرافيا، ويعتقدون أن هذه الأسفار ينبغى أن تُعد منفصلة ، و هكذا يكون لدينا اثنين و عشرين سفراً للناموس القديم . و تصور رؤيا يوحنا الأربعة و العشرين شيخاً الذى يعشقون الحمل و يقدمون أكاليلهم بوجه متضع، بينما تقف الأربعة مخلوقات فى حضورهم بأعين أمامية وخلفية، أى تنظر إلى الماضى و المستقبل، و تصرخ بصوت مستمر : ” قدوس ، قدوس، قدوس ، الرب الإله القدير ، الذى كان و الذى يكون و الذى يأتى ” . وهذه المقدنة إلى الأسفار المقدسة قد تخدم كتعليم دفاعى مخوذ (أى اللابس خوذة) لجميع الكتب الى نقلناها من العبرية إلى اللاتينية، وهكذا نؤكد أن ما هو خارجهم لابد أن يُوضع جانباً ضمن الأسفار والكتابات الأبوكريفا. لذا سفر الحكمة المُسمى عامةً باسم سليمان، و سفر يشوع بن سيراخ، و يهوديت، و طوبيا ، والراعى هرماس لا تُعد فى القانون ، و سفر المكابين الأول موجود بالعبرية ، و لكن الثانى موجود باليونانية حيث يمكن إثباته بنفس الأسلوب و الطريقة”. [24]وهنا نجد ق. جيروم يخرج جميع الأسفار القانونية الثانية بلا إستثناء من قانونه للسفار المقدسة مُستشهداً بالتقليد والقانون اليهودى للأسفار المقدسة.  و نجد قانون ق. جيروم للأسفار المقدسة أيضاً فى رسالته رقم (53) إلى بولينوس أسقف نولا، حيث يقول التالى: ” سفر التكوين كما يُقال لنا هو لا يحتاج إلى تفسير، و موضوعاته بسيطة جداً و هى نشأة العالم و أصل الجنس البشرى ….سفر الخروج بلا شك سهل و بسيط أيضاً … سفر اللاويين وهو بالطبع واضح ضمناً… سفر العدد ألا تحمل شخصياته و نبوة بلعام … سفر التثنية ، الناموس الثانى ، أو ظلال ناموس الإنجيل …. سفر أيوب، المثال على الصبر … وسآتى الآن إلى سفر يشوع بن نون، و الذي يرمز إلى ربنا بالاسم و الفعل …. سفر القضاة؛ وكل قائد شعب فيه هو رمز. وسفر راعوث والمؤابية التى تمت فيها نبوة إشعياء النبى … وسفر صموئيل فى موت عالى الكاهن ومقتل شاول …. وسفرا الملوك الثالث والرابع الذي يُدعى بالعبرية ” ملاخيم ” … فكثيراً ما يتكلم سفر هوشع عن أفرايم وعن السامرة و عن يوسف …. وسفر يوئيل بن بتوئيل يصف كيف أن أرض الأثنى عشر سبطاً فسدت …. وسفر عاموس الذي بالرغم من أنه راعٍ وجاني جميز إلا أنه لا يمكن شرحه بكلمات قليلة ….. وسفر عوبديا؛ الذى معنى اسمه عبد الرب … وسفر يونان؛ أجمل حمامة، غرقه كان مثالاً لموت الرب …. وسفر ميخا المورشتي؛ شريك المسيح فى الميراث …. وسفر ناحوم؛ معزى العالم …. وسفر حبقوق؛ مثل مصارع قوى لا يلين….. وسفر صفنيا؛ أى الحارس و كاتم أسرار الله …. وسفر حجي؛ أى الفرح أو السعيد …. وسفر زكريا؛ المُتذكر إلهه ….. وسفر ملاخى؛ أخر الأنبياء …. سوف أوجز العهد الجديد. إن أناجيل متى و مرقس و لوقا و يوحنا هم طاقم الرب الرباعي، الكاروبيم الحقيقيون، أو الممتلئون معرفةً …. القديس بولس يكتب إلى سبع كنائس (حيث أن الرسالة الثامنة التى إلى العبرانيين لا يعتبرها الجميع ضمن الرسائل الأخرى). ويبعث بتوصيات إلى تيموثاوس و تيطس، ويتشفع عند فليمون فى العبد الهارب …. سفر أعمال الرسل، قد يبدو أنه عبارة عن قصص بسيطة تصف بدايات الكنيسة المولودة حديثاً …. الرسل يعقوب وبطرس و يوحنا و يهوذا ؛ لهم سبع رسائل روحية هادفة … أما رؤيا يوحنا ؛ بها الكثير من الأسرار بقدر الكلمات …. أتوسل إليك يا أخي العزيز، أن تحيا بين هذه الأسفار و تلهج فيها. لاتعرف غيرها ولاتبحث عن سواها”. [25]وهنا نلاحظ أن ق. جيروم لم يذكر أى سفر من الأسفار القانونية الثانية فى قائمته للأسفار المقدسة، كما يؤكد أن الجميع لايعتبروا الرسالة إلى العبرانيين ضمن رسائل بولس الرسول الأخرى .

 

 

15- قانون ق. أوغسطينوس أسقف هيبو (397م):

       لقد كان ق. أوغسطينوس أسقف هيبو هو أول شخصية بارزة فى الكنيسة الذى يضع قائمة تحتوى على جميع أسفار العهد القديم المُتنازع عليها بدون أى تمييز بين الأسفار العبرية القانونية تماماً، والأسفار الأقل قانونيةً المأخوذة من الترجمة السبعينية. حيث نجد قائمته للأسفار المقدسة موجود فى كتابه ” التعليم المسيحى ” كالتالى: ” و الشارح البارع جداً للأسفار و الكتابات المقدسة، فهو إذاً مَن قد قرأها جميعاً فى المقام الأول ، وحفظها فى معرفته ، وإن كان حالياً لا يفهمها بالكامل ، و لكنه لا يزال بمثل هذه المعرفة التى تمنحها قراءة جميع هذه الأسفار التى تُدعى قانونية فى الأخير  . لأنه سيقرأ الكتب الأخرى بحرص شديد عندما ينمو فى عقيدة الإيمان، و لذلك لن يستحوذوا أولاً على العقل الضعيف ، ولن يضلوه و يخدعوه بالأخطاء و الأوهام الخطيرة ، مالئين إياه بالأذى و البغضة ضد الفهم السليم . و الآن بالنسبة إلى الأسفار القانونية، ينبغى عليه إتباع حكم الغالبية العظمى من الكنائس الجامعة، و من بينها بالتأكيد ينبغى إعطاء المقام الرفيع لهذه الكنائس التى يُعتقد أنها تستحق أن تكون كرسياً رسولياً و تتسلم الرسائل . و تبعاً لذلك سيحكم بين الأسفار القانونية بحسب المعيار التالى: من أجل تمييز وتفضيل تلك الأسفار التى تسلمتها جميع الكنائس الجامعة على تلك الأسفار التى لم يتسلمها البعض، ومن بينها أيضاً تلك الأسفار غير المُستلمة على الإطلاق، و سيميز و يفضل مثل هذه الأسفار التى لديها إجماع الغالبية العظمى و تلك الأسفار ذات السلطة العظيمة على تلك الأسفار التى يقرها العدد الأقل و التى لها السلطة الأقل . وعلى الرغم من ذلك، لو وجد أن هناك بعض الأسفار تقرها الغالبية العظمى من الكنائس، و أسفار أخرى تقرها الكنائس ذات السلطة الأعظم (و على الرغم من ذلك هذا الشئ نادر الحدوث تماماً) ، فأعتقد أنه فى مثل هذه الحالة تعتبر سلطة كلا الطرفين متساوية و متعادلة . و الآن القانون الكلى للأسفار  و الذى نقول أن حكمه و سلطانه ينبغى إتباعه و التدرب عليه ، يحتوى على الكتب التالية : كل أسفار موسى الخمسة ؛ أى التكوين ، و الخروج ، و اللاويين ، و العدد ، و التثنية ، و سفر واحد ليشوع بن نون ، و سفر واحد للقضاة ، و سفر صغير يُدعى ” راعوث ” ، و الذى يبدو أنه ينتمى إلى بداية سفر الملوك ، يليه أربعة أسفار الملوك ، وسفرين لأخبار الأيام ، و هذه الأسفار الأخيرة لا يتبع أحدهم الآخر ، بل يسيرون بالتوازى كما يمكن القول ، وأنها لتحدث على نفس الأرضية ، و الآن الأسفار المذكورة هى عبارة عن تاريخ يحتوى أحداث مترابطة فى الأزمنة ، و تتبع ترتيب الأحداث ، و هناك أسفار أخرى يبدو أنها لا تتبع ترتيب منتظم و لاترتبط بترتيب الأسفار السابقة ، ولا ترتبط إحدها بالأخرى ، مثل : أيوب ، و طوبيا ، و أستير  ، و يهوديت ، و سفرى المكابين . و سفرى عزرا ، و الذى يبدو بالأكثر أنه يشبه تسلسل تاريخى مستمر و منتظم ينتهى عنده سفرا الملوك و أخبار الأيام ، ويليه الأنبياء ، حيث يوجد سفر واحد لمزامير داود ، وثلاثة أسفار لسليمان ، أى الأمثال و نشيد الأنشاد و الجامعة ، لأنه هناك سفرين الأول يُدعى الحكمة ، و الآخر يُدعى الجامعة الصغير (يشوع بن سيراخ) Ecclesiasticus، وهما منسوبان إلى سليمان من حيث التشابه الواضح فى الأسلوب ، ولكن الرأى الأغلب هو أنهما مكتوبان بواسطة يشوع بن سيراخ ، و لكنهما مازالا يُعتبران ضمن الأسفار النبوية ، حيث يتم تعريفهما و الإقرار بكونهما لهما سلطان . و الأسفار المتبقية هى الأسفار التى تُدعى بكل ثقة بالأنبياء: أثنى عشر سفر منفصل للأنبياء، و لكنها مرتبطة الواحد بالآخر، ولم تكن أبداً غير مترابطة ، لأنها تُعتبر ككتاب واحد ، وأسماء هؤلاء الأنبياء هى كالتالى : هوشع ، يوئيل ، عاموس ، عوبديا ، يونان ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجاى ، زكريا ، ملاخى . ثم بعد ذلك هناك الأربعة أنبياء الكبار وهم: إشعياء، و إرميا، و دانيال ، و حزقيال . تحتوي سلطة أسفار العهد القديم على حدود هذه الأسفار الأربعة والعشرين. وهناك أسفار العهد الجديد أيضاً التى تحتوى على التالى : كل الأناجيل الأربعة بحسب متى ، و بحسب مرقس ، و بحسب لوقا  ، و بحسب يوحنا ، و الرسائل الأربعة عشر لبولس الرسول ، رسالة لأهل رومية ، و رسالتين لأهل كورنثوس ، ورسالة لأهل غلاطية ، و رسالة لأهل أفسس ، و رسالة لأهل فيلبى ، و رسالتين لأهل تسالونيكى ، و رسالة لأهل كولوسى ، و رسالتين لتيموثاوس ، و رسالة لتيطس ، و رسالة لفليمون ، و رسالة للعبرانيين ، رسالتين لبطرس ، و ثلاثة ليوحنا ، و رسالة يهوذا ، ورسالة يعقوب ، وسفر واحد لأعمال الرسل ، و سفر واحد لرؤيا يوحنا .وجميع هذه الأسفار لمَن يخافون الله ، و لديهم الميل نحو الوداعة و التقوى ، ويسعون نحو إرادة الله”.[26]

17- مجمع قرطاجنة الثالث (397م):

–  يبدو أن مجمع هيبو بشمال أفريقيا، الذي عُقد سنة 393م، كان هو أول مجمع يناقش حدود الأسفار القانونية، وقد تكرر نص ما أقره هذا المجمع عن القانونية في مجمع قرطاجنة بشمال أفريقيا سنة 397م، فقد تم قراءة ملخص أعماله في مجمع قرطاجنة والذي أقر بما أقره مجمع هيبو . وكان القديس أغسطينوس أسقف هيبو أحد الذين حضروا المجمعين. وكان لمجمع قرطاج ملحق تم قراءته في سنة 419م و سُمى بعدها بكود أفريقيا، وقد كُتب باللاتينية وشارك فيه القديس اغسطينوس أيضاً؛ وفيما يلي قائمة الأسفار القانونية التي أُقرت في مجمع قرطاجنة ومجمع هيبو وتم التصديق عليها في ملحق أفريقيا :” قانون 24: لا يجب قراءة أي شئ بجانب هذه الأسفار المقدسة في الكنيسة تحت مسمى الأسفار الإلهية المقدسة. علاوة على ذلك فإن الأسفار المقدسة هي هذه: التكوين – الخروج – اللاوييين – العدد – التثنية – يشوع بن نون – القضاة – راعوث – أربعة أسفار الملوك – سفرى أخبار الأيام – أيوب – المزامير – خمسة أسفار لسليمان – أسفار الأنبياء الأثنى عشر – إشعياء – إرميا – حزقيال – دانيال – طوبيا – يهوديت – أستير – سفرى عزرا – سفرى المكابين. أما أسفار العهد الجديد: أربعة أناجيل، أعمال الرسل في سفر واحد، ثلاثة عشر رسالة لبولس الرسول، رسالة لنفس الكاتب إلى العبرانيين، اثنتين لبطرس ، ثلاث رسائل ليوحنا الرسول ، واحدة ليعقوب و واحدة ليهوذا ورؤيا يوحنا. بخصوص تأكيد هذه القانونية، يجب الكنيسة عبر البحار (عبر المسكونة). في أعياد الشهداء فإن أعمالهم يجب أن تُقرأ “.  وقد جاء في كلمات ملحق مجمع قرطاج عام 419م الختامية، كما يقول العالم زاهن الآتي: “…. رؤيا يوحنا، سفر واحد. فليُرسل هذا إلى أخوتنا وزملائنا الأساقفة، بونيفاس (من روما)، وللأساقفة في تلك المناطق لكي يؤكدوا هذه القانونية لتلك الأشياء التي استلمناها من أبائنا لكي تقرأ في الكنيسة” .أن ما تم إقراره في هيبو وقرطاج تأكد في سنة  419 م ، أي أنه تم إقراره في ثلاثة مجامع هي : مجمع هيبو393 م و مجمع قرطاجنة 397 م و مجمع قرطاجنة  419 م .[27]

18- قانون روفينوس الأكويلى المؤرخ (400م):

– هو صديق ق. جيروم، ومثله مثل ق.جيروم ، غادر إيطاليا ليعيش فى الشرق . حيث عاش سنين كثيرة فى أديرة مصر و فلسطين، وأكتسب تعاليم الكنيسة الشرقية ، و عاد إلى إيطاليا قرب نهاية حياته ، و شغل نفسه فى ترجمة أعمال الآباء اليونان الأوائل إلى اللغة اللاتينية . يعد كتابه ” شرح الإيمان ” هو عمل أصيل له، و لكنه يبين تأثره بالكنيسة اليونانية و بالقديس جيروم فى مواضع كثيرة . و فى عرضه لقانون الأسفار المقدسة يتبع الأباء اليونان و جيروم فى إستبعاد أسفار الأبوكريفا من قانون الأسفار المقدسة ، فيقول فى قانونه للأسفار : “فأقول أن الروح القدس هو الذى أوحى الشريعة و الأنبياء فى العهد القديم ، و أوحى بالأناجيل والرسائل فى العهد الجديد ، و لهذا السبب يقول الرسول أيضاً : كل الكتاب مُوحى به من الله و نافع للتعليم ، لذا إنه من المناسب فى هذا الموضع تحديد القائمة المميزة من سجلات و كتابات الآباء ، أى أسفار العهد الجديد و العهد القديم ، و التى نؤمن أنها مُوحى بها من الروح القدس بحسب تقليد أسلافنا ، و أنتقلت و سُلمت إلى كنائس المسيح . لذلك أسفار العهد القديم، و أولهم خمسة أسفار لموسى قد تم تسليمهم وهى : التكوين و الخروج و اللاويين و العدد و التثنية ، ثم يشوع بن نون ، وسفر القضاة مع راعوث ، ثم أربعة أسفار الملوك التى يعتبرها اليهود كتابين، و الباراليبومينون Paralipomenon الذى يُدعى “سفر الأيام ” ، وسفرى عزرا ، اللذين يعتبرهما اليهود سفراً واحداً ، وسفر أستير ، وأسفار الأنبياء : إشعياء و إرميا و حزقيال و دانيال ، بالإضافة إلى الأنبياء الأثنى عشر (الصغار) فى كتاب واحد ، وهناك أيضاً أيوب و مزامير داود كلاً منهما سفراً  ، ولقد أعطى سليمان ثلاثة أسفار إلى الكنائس وهى الأمثال والجامعة و نشيد الأنشاد . وتؤلف هذه الأسفار أسفار العهد القديم. أما أسفار العهد الجديد فهى أربعة أناجيل: متى ومرقس ولوقا و يوحنا، وأعمال الرسل الذى كتبه لوقا، و أربعة عشر رسالة لبولس الرسول، و رسالتين لبطرس الرسول، ورسالة واحدة ليعقوب الرسول أخو الرب، و رسالة واحدة ليهوذا ، وثلاثة رسائل ليوحنا ، ورؤيا يوحنا . وهذه الأسفار هى التى ضمها وضمّنها الآباء فى القانون الذي أسسوا عليه إعلان إيماننا. و لكنه من الضرورى أيضاً أن نعرف أن هناك أسفار أخرى و التى تُسمى بالأسفار غير القانونية، بل يسميها الأسلاف بالأسفار الكنسية، وهى سفر الحكمة المنسوب إلى سليمان، و سفر الحكمة الآخر المنسوب لابن سيراخ، و الذى يدعوه اللاتين باسم  الجامعة الصغير Ecclesiasticus ، و الذى لا يشير إلى كاتب السفر ، بل إلى شخصيته ، و ينتمى سفر طوبيا و سفر يهوديت و سفرا المكابين  إلى نفس الدرجة . وهناك سفر يُدعى الراعى لهرماس يُضم مع العهد الجديد، وذاك السفر المدعو بأسلوبى حكم بطرس، وهذه الأسفار جميعها يمكن قراءتها فى الكنائس، ولكنها لا تبت فى صحة التعليم. وهناك كتابات أخرى تُسمى بالأبوكريفا، والتى لا تُقرأ فى الكنائس. وهذه الأسفار هى التى سلّمها لنا الآباء كما قلت، ولقد أعتقدت أنه من اللائق عرضها وتوضيحها فى هذا الموضع لتعليم هؤلاء الذين يتعلّمون المبادئ الأولى للكنيسة والإيمان،

والتى يعرفون منها ينابيع كلمة الله ويتلقونها للإرتواء “.[28]

19- خطاب إينوسنت الأول أسقف روما (405م):

      هو أسقف كنيسة روما من 22 ديسمبر 401م إلى وفاته في 12 مارس 417 م. و قانونه للأسفار المقدسة هو عبارة عن خطاب يرسله إلى أكسوبريوس أسقف تولوز، حيث يقول التالى : ” و الأسفار المُستلمة حقاً فى القانون ، و فى هذا الملحق المختصر المبين ، لأن هذه الأمور هى التى يُفضل أن تعرفها : خمسة أسفار لموسى ؛ أى التكوين و الخروج و اللاويين و العدد و التثنية ، و يشوع بن نون ، و القضاة ، أربعة أسفار للملوك مع راعوث ، ستة عشر سفر للأنبياء ، خمسة أسفار لسليمان ، و المزامير ، و هناك أيضاً الأسفار التاريخية ، سفر واحد لأيوب ، وسفر واحد لطوبيا ، و سفر لأستير ، و سفر ليهوديت ، و سفرى المكابين ، و سفرى عزرا ، سفرى أخبار الأيام ، وهناك أسفار العهد الجديد وهى أربعة أناجيل ، و رسائل بولس الرسول الأربعة عشر ، و ثلاث رسائل ليوحنا ، و رسالتين لبطرس ، و رسالة يهوذا ، وسالة يعقوب ، و أعمال الرسل ، و رؤيا يوحنا . و لكن الأسفار المتبقية التى توجد باسم متياس أو يعقوب الصغير، أو باسم بطرس و يوحنا (التى كتبها بالطبع لوكيوس)، أو باسم أندراوس ( التى كتبها الفيلسوفان زينوكرايدس وليونيداس ) ، أو باسم توما ، أو أياً كانت الأسماء الأخرى ، فينبغى أن تعلم أنه لا ينبغى رفضها فقط ، بل و حرمها أيضاً”. [29]

20- مرسوم جلاسيوس أسقف روما (550م):

– وهو عبارة عن قائمة تحتوى الأسفار القانونية و تُسمى هكذا، لأنها كانت تُنسب سابقاً إلى البابا جلاسيوس (492 – 496 م)، ولكن الدراسات الحديثة و التنقيحات المتنوعة لنفس القانون تنسبه لزمن مبكر  إلى البابا داماسوس (366- 384 م ) ، أو تنسبه لزمن متأخر إلى البابا هورميسداس (514 – 523 م ) ، أو إلى مجامع ترأسوها ، و لكن فى القرن السابق يتفق معظم الدارسين مع إستنتاج أرنست فون دوبشفتز أن الأشكال المتنوعة لهذا القانون مأخوذة من عمل مستقل لرجل إيطالى مجهول من رجالات الكنيسة فى القرن السادس الميلادى . ويضم القائمة التالية:

1- هنا تبدأ قائمة أسفار العهد القديم: التكوين سفر واحد – الخروج سفر واحد – اللاوييين سفر واحد – العدد سفر واحد – التثنية سفر واحد – يشوع سفر واحد – القضاة سفر واحد – راعوث سفر واحد – الملوك أربعة أسفار – أخبار الأيام سفران – 150مزمور فى سفر واحد – ثلاثة أسفار لسليمان (الأمثال سفر واحد – الجامعة سفر واحد – نشيد الأنشاد سفر واحد) – وأيضاً الحكمة سفر واحد – يشوع بن سيراخ سفر واحد. وأيضاً قائمة أسفار الأنبياء: إشعياء سفر واحد – إرميا ومراثى إرميا سفر واحد – حزقيال سفر واحد – دانيال سفر واحد – هوشع سفر واحد – يوئيل سفر واحد – عاموس سفر واحد – عوبديا سفر واحد – يونان سفر واحد – ميخا سفر واحد – ناحوم سفر واحد – حبقوق سفر واحد – صفنيا سفر واحد – حجاى سفر واحد – زكريا سفر واحد – ملاخى سفر واحد. وأيضاً قائمة الأسفار التاريخية: أيوب سفر واحد – طوبيا سفر واحد – سفرى عزرا – أستير سفر واحد – يهوديت سفر واحد – سفرى المكابين.

2- وبالمثل أسفار العهد الجديد التى تبجلها وتوقرها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية : أربعة أناجيل بحسب متى ومرقس و لوقا و يوحنا – أعمال الرسل – رسائل بولس الرسول 14 رسالة ( إلى أهل رومية رسالة واحدة – إلى أهل كورنثوس رسالتان – إلى أهل أفسس رسالة واحدة – إلى أهل تسالونيكى رسالتان – إلى أهل غلاطية رسالة واحدة – إلى أهل فيلبى رسالة واحدة – إلى أهل كولوسى رسالة واحدة –  إلى تيموثاوس رسالتان – إلى تيطس رسالة واحدة – إلى فليمون رسالة واحدة – إلى العبرانيين رسالة واحدة) – وأيضاً رؤيا يوحنا سفر واحد – وأيضاً الرسائل الجامعة سبعة فى العدد وهى : رسالتان لبطرس – رسالة يعقوب – رسالة يوحنا الرسول – رسالتان ليوحنا الكبير – رسالة يهوذا الغيور . وهنا ينتهي قانون العهد الجديد. [30]

21- خلاصة سكارى للأسفار المقدسة (370 م):

– هى مقالة قديمة كانت تُنسب تقليدياً إلى ق.أثناسيوس ، و لكن معظم الباحثين حالياً يعتقدون أنها كُتبت بواسطة أحد رجال الكنيسة اليونانية ربما فى القرن 6 الميلادى و هو غير معروف ، و نص المقالة كالتالى : ” جميع أسفارنا المقدسة المسيحية مُوحى بها من الله ، وهذه الأسفار غير مجهولة ، بل هى مكرمة و تُلقب بالقانونية ،  و أسفار العهد القديم هى : التكوين الذى يبدأ بـ ” فى البدء خلق الله السموات و الأرض ” ، والخروج الذى يبدأ بـ ” وهذه هى أسماء بنى إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر ” ، و اللاويين الذى يبدأ بـ ” و دعا الرب موسى ثانيةً و كلّمه من خيمة الاجتماع ” ، و العدد الذى يبدأ بـ ” وكلم الرب  موسى فى برية سيناء ، فى خيمة الاجتماع ” ، و التثنية الذى يبدأ بـ ” هذا هو الكلام الذى كلم به موسى جميع إسرائيل فى عبر الأردن ، فى البرية فى العربة ، قبالة سوف ” ، ويشوع بن نون الذى يبدأ بـ ” وكان بعد موت موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلاً ” ، و القضاة الذى يبدأ بـ ” وكان بعد موت يشوع أن بنى إسرائيل سألوا الرب قائلين : ” مَن منا يصعد إلى الكنعانيين أولاً لمحاربتهم؟ ” ، و راعوث الذى يبدأ بـ ” حدث فى أيام حكم القضاة أنه صار جوع فى الأرض ” ، و الملوك الأول و الثانى اللذان يُحسبا كتاباً واحداً ، حيث يبدأ الأول بـ ” كان رجل من رامتايم صوفيم من جبل أفرايم اسمه ألقانة بن يروحام بن أليهو ” ، وحيث يبدأ الثانى بـ ” و كان بعد موت شاول و رجوع داود من حرب العمالقة ” ، و الملوك الثالث و الرابع اللذان يُحسبا بالمثل كتاباً واحداً ، حيث يبدأ الثالث بـ ” و شاخ الملك داود . تقدم فى الأيام . و كانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ ” ، و يبدأ الرابع بـ ” و عصى موآب على إسرائيل بعد وفاة أخاب ” ، و أخبار الأيام الأول و الثانى اللذان يُحسبا كتاباً واحداً ، حيث يبدأ أولهما بـ ” آدم ، شيث ، أنوش ، قينان ، مهللئيل ، يارد ، أخنوخ ، متوشالح ، لامك ، نوح ” ، و يبدأ الثانى بـ ” و تشدد سليمان بن داود على مملكته ، وكان الرب إلهه معه و عظّمه جداً ” ، و عزرا الأول و الثانى اللذان يُحسبا كتاباً واحداً ، حيث يبدأ الأول بـ ” حفظ عيد ذبح خروف الفصح فى أورشليم فى اليوم الرابع عشر من الشهر الأول ” ، و يبدأ الثانى بـ ” و فى السنة الخامسة من حكم كورش ملك فارس عند تمام كلام الرب بفم إرميا ، نبّه الرب روح كورش ملك فارس ” ، و مزامير داود التى تحتوى على 151 مزمور ، حيث بداية المزمور الأول بـ ” طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الأشرار ” ، و أمثال سليمان الذى يبدأ بـ ” أمثال سليمان بن داود ملك إسرائيل : لمعرفة حكمة و أدب ” ، و الجامعة الذى كتبه نفس الكاتب و يبدأ بـ ” كلام الجامعة ابن داود الملك فى أورشليم : باطل الأباطيل …. الكل باطل ” ، و نشيد الأناشيد الذى كتبه نفس الكاتب و يبدأ بـ ” نشيد الأناشيد الذى لسليمان : ليقبلنى بقبلات فمه ، لأن حبك أطيب من الخمر ” ، و أيوب الذى يبدأ بـ ” كان رجل فى أرض عوص اسمه أيوب . و كان هذا الرجل كاملاً و مستقيماً ” ، و الأنبياء الأثنى عشر الذين يُحسبوا كتاباً واحداً ، و منهم هوشع أولاً الذى يبدأ بـ ” قول الرب الذى صار إلى هوشع بن بئيرى ، فى أيام عزيا و يوثام و آحاز و حزقيا ملوك يهوذا ، و فى أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل . أول ما كلم الرب هوشع ” ، ثم عاموس الذى يبدأ بـ ” أقوال عاموس الذى كان بين الرعاة من تقوع التى رآها عن إسرائيل ، فى أيام عزيا ملك يهوذا ، و فى أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل ، قبل الزلزلة بسنتين ” ، و ميخا الذى يبدأ بـ ” قول الرب الذى صار إلى ميخا المورشتى فى أيام يوثام و آحاز و حزقيا ملوك يهوذا ، الذى رآه على السامرة و أورشليم ” ، و يوئيل الذى يبدأ بـ ” قول الرب الذى صار إلى يوئيل بن فنوئيل : أسمعوا هذا أيها الشيوخ ، و أصغوا يا جميع سكان الأرض ” ، و عوبديا الذى يبدأ بـ ” رؤيا عوبديا : هكذا قال السيد الرب عن أدوم ” ، و يونان الذى يبدأ بـ ” وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاى قائلاً : قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ” ، و ناحوم الذى يبدأ بـ ” وحى على نينوى . سفر رؤيا ناحوم الألقوشى ” ، و حبقوق الذى يبدأ بـ ” الوحى الذى رآه حبقوق النبى ” ، و صفنيا الذى يبدأ بـ ” كلمة الرب التى صارت إلى صفنيا بن كوشى بن جدليا بن أمريا بن حزقيا ، فى أيام يوشيا بن آمون ملك يهوذا ” ،  و حجى الذى يبدأ بـ ” فى السنة الثانية لداريوس الملك ، فى الشهرالسادس من أول يوم من الشهر ، كانت كلمة الرب عن يد حجى النبى قائلاً ” ، و زكريا الذى يبدأ بـ  ” فى الشهر الثامن فى السنة الثانية لداريوس ، كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبى قائلاً ” ، و ملاخى الذى يبدأ بـ ” وحى كلمة الرب لإسرائيل عن يد ملاكه ” ، و هذه إذاً الأثنى عشر فى كتاب واحد . و بالإضافة إلى هؤلاء هناك أربعة آخرون الذين لكل واحد منهم سفر واحد : إشعياء الذى يبدأ بـ ” رؤيا إشعياء بن آموص ، التى رآها على يهوذا و أورشليم ، فى أيام عزيا و يوثام و آحاز و حزقيا ملوك يهوذا : اسمعى أيتها السماوات ، و أصغى أيتها الأرض ، لأن الرب يتكلم ” ، إرميا الذى يبدأ بـ ” قول الرب الذى صار إلى إرميا بن حلقيا من الكهنة ” ، حزقيال الذى يبدأ بـ ” كان فى سنة الثلاثين ، فى الشهر الرابع ، فى الخامس من الشهر ، و أنا بين المسبيين عند نهر خابور ، أن السماوات أنفتحت ، فرأيت رؤى الله ” ، دانيال الذى يبدأ بـ ” و كان فى بابل رجل اسمه يوياقيم . تزوج امرأة اسمها سوسنة ابنة حلقيا ، و كانت جميلة جداً و تعيش فى مخافة الرب ” . و هذه هى الأسفار القانونية للعهد القديم و عددها اثنان و عشرون بحسب عدد الحروف فى اللغة العبرية ، لأن لديهم هذه الشهادات الأولية المتعددة ، و لكن بجانب هذه هناك بعض الأسفار الأخرى أيضاً مع العهد القديم و التى لا تُعد قانونية ، بل تُقرأ فقط للموعوظين وهى كالتالى : حكمة سليمان الذى يبدأ بـ ” أحبوا التقوى يا حكام الأرض ” ، حكمة يشوع بن سيراخ الذى يبدأ بـ ” كل حكمة هى من الرب و تبقى معه إلى الأبد ” ، أستير الذى يبدأ بـ ” وفى السنة الثانية من ملك أرتحشستا الأكبر ، فى اليوم الأول من شهر نيسان ، مردخاى بن يائير بن شمعى بن قيس من سبط بنيامين ” ، يهوديت الذى يبدأ بـ ” فى السنة الثانية عشرة من ملك نبوخذنصر الذى حكم الأشوريين فى مدينة نينوى العظيمة ، كان أرفكشاد يحكم على المادايين فى مدينة أحمتا ” ، و طوبيا الذى يبدأ بـ ” طوبيت بن طوبئيل بن حنانئيل بن عدوئيل بن جبائيل من عشيرة عسائيل فى سبط نفتالى الذى كان فى أيام أينماصر ملك أشور ” ، و مرة أخرى هذه الأسفار غير قانونية . و على الرغم من ذلك، بعض من القدماء قد قالوا أنه بين العبرانيين يُعتبر سفر أستير قانونى، و أن راعوث يُضم إلى سفر القضاة ، ولذلك يُضم سفر أستير أيضاً مع سفر آخر ، و بهذه الطريقة مازالوا يكمّلون عدد أسفارهم القانونية إلى اثنين و عشرين . وهذه كانت الأسفار التى تنتمى إلى العهد القديم، و تحتوى على هذه الأسفار القانونية و هذه الأسفار غير القانونية. و هناك بالمثل بالنسبة للعهد الجديد أسفار تُعد قانونية وهى: الإنجيل بحسب متى و الذى يبدأ بـ ” كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن إبراهيم ” ، و بحسب مرقس الذى يبدأ بـ ” بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله ، كما هو مكتوب فى إشعياء النبى ” ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيئ طريقك ” ، و بحسب لوقا الذى يبدأ بـ ” إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الأمور المتيقنة عندنا ” ، و بحسب يوحنا الذى يبدأ بـ ” فى البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله . كل شئ به كان و بغيره لم يكن شئ مما كان ” ، و أعمال الرسل الذى يبدأ بـ  ” الكلام الأول الذى أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله و يعلّم به ” ، و الرسائل الجامعة التى لرسل مختلفين جميعها سبعة و تُحسب فى كتاب واحد : واحدة ليعقوب و التى تبدأ بـ ” يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدى السلام إلى الأثنى عشر سبطاً الذين فى الشتات ” ، و اثنتان لبطرس ، حيث أولهما تبدأ بـ ” بطرس رسول يسوع المسيح ، إلى المتغربين من شتات بنطس و غلاطية و كبدوكية و آسيا و بيثنية ، المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق فى تقديس الروح للطاعة ، و رش دم يسوع المسيح : لتكثر لكم النعمة و السلام ” ، و الثانية التى تبدأ بـ ” سمعان بطرس عبد يسوع المسيح و رسوله إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا ببر ربنا يسوع المسيح ” ، و ثلاثة ليوحنا ، الأولى تبدأ بـ ” الذى كان من البدء ، الذى سمعناه ، الذى رأيناه بعيوننا ، الذى شاهدناه ، و لمسته أيدينا ، من جهة كلمة الحياة ” ، و الثانية التى تبدأ بـ ” الشيخ إلى السيدة المختارة ، و إلى أولادها الذين أنا أحبهم بالحق ” ، و الثالثة التى تبدأ بـ ” الشيخ إلى غايس الحبيب الذى أنا أحبه بالحق ” ، وواحدة ليهوذا التى تبدأ بـ ” يهوذا عبد يسوع المسيح ، و أخو يعقوب ، إلى المدعوين المقدسين فى الله الآب ، و المحفوظين ليسوع المسيح ” ، و أربعة عشر رسالة لبولس الرسول تُحسب ككتاب واحد ، الأولى كانت إلى أهل رومية و التى تبدأ بـ ” بولس ، عبد ليسوع المسيح ، المدعو رسولاً ، المفرز لإنجيل الله ” ، و اثنتان إلى أهل كورنثوس ، الأولى تبدأ بـ ” بولس ، المدعو رسولاً ليسوع المسيح بمشيئة الله ،  وسوستانيس الأخ ، إلى كنيسة الله التى فى كورنثوس ” ، و الثانية تبدأ بـ ” بولس ، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله و تيموثاوس الأخ ، إلى كنيسة الله التى في كورنثوس ” ، والرابعة إلى أهل غلاطية التى تبدأ بـ ” بولس ، رسول لا من الناس ولا بإنسان ، بل بيسوع المسيح و الله الآب ” ، و الخامسة إلى أهل أفسس التى تبدأ بـ ” بولس ، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله إلى القديسين الذين فى أفسس، و المؤمنين فى المسيح يسوع ” ، و السادسة إلى أهل فيلبى التى تبدأ بـ ” بولس و تيموثاوس عبدا يسوع المسيح ، إلى جميع القديسين فى المسيح يسوع ، الذين فى فيلبى مع أساقفة و شمامسة ” ، و السابعة إلى أهل كولوسى التى تبدأ بـ ” بولس ، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله و تيموثاوس الأخ ، إلى القديسين فى كولوسى و الأخوة المؤمنين فى المسيح ” ، و هناك اثنتان إلى أهل تسالونيكى ، بداية الرسالة الأولى هى ” بولس و سلوانس و تيموثاوس إلى كنيسة التسالونيكيين فى الله الآب و الرب يسوع المسيح ” ، و بداية الرسالة الثانية هى ” بولس و سلوانس و تيموثاوس إلى كنيسة التسالونيكيين ، فى الله أبينا و الرب يسوع المسيح ” ، و العاشرة إلى العبرانيين و التى تبدأ بـ ” الله ، بعدما كلم الآباء بانبياء بأنواع و طرق كثيرة ، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه ” ، وهناك رسالتان إلى تيموثاوس ، تبدأ الأولى بـ ” بولس ، رسول يسوع المسيح ، بحسب أمر الله مخلصنا ، و ربنا يسوع المسيح رجائنا إلى تيموثاوس الابن الصريح فى الإيمان ” ، و الثانية تبدأ بـ ” بولس ، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله ، لأجل وعد الحياة التى فى يسوع المسيح . إلى تيموثاوس الابن الحبيب ” ، و الثالثة عشر إلى تيطس و التى تبدأ بـ ” بولس ، عبد الله و رسول يسوع المسيح ، لأجل إيمان مختارى الله و معرفة الحق ، الذى هو حسب التقوى ، على رجاء الحياة الأبدية ” ، و الرابعة عشر إلى فليمون و التى تبدأ بـ ” بولس ، أسير يسوع المسيح ، و تيموثاوس الأخ ، إلى فليمون المحبوب و العامل معنا ” ، و بعد هذه توجد رؤيا يوحنا اللاهوتى كسفر مقبول و متفق عليه من القديسين القدامة و بشهادة روح الآباء ، و الذى يبدأ بـ ” إعلان يسوع المسيح ، الذى أعطاه إياه الله ، ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب ، و بيّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا ” ، إذاً ، هذه هى أسفار العهد الجديد القانونية التى تُعد الباكورات و الأساس الراسخ لإيماننا ، لأنها مُدونة و مُبينة من خلال رسل المسيح الذين يعتبرون كأقربائه و الذين قد تعلّموا بواسطته . و من بين أسفار العهد القديم المُتنازع عليها، والتى قد تحدثنا عنها سابقاً مثل : حكمة سليمان ، و حكمة يشوع بن سيراخ ، و أستير ، و يهوديت ، و طوبيا ، فهذه أيضاً تُحسب هكذا وهى :  أربعة أسفار المكابين ، و الكتب البطلموسية (نسبةً إلى بطليموس الفلكى) ، و مزامير و أناشيد سليمان ، و سوسنة . هذه هى أسفار العهد القديم المُتنازع عليها”. [31]و هنا يعتبر قانون خلاصة سكاري الأسفار القانونية الثانية غير قانونية بلا إستثناء و يجعلها نافعة لتعليم الموعوظين في الكنيسة، كما يؤكد على أن سفر أستير من الأسفار المُتنازع على قانونيتها بين مؤيد و معارض.

22- قانون يوحنا الدمشقي (730م):

       ونجد قانون يوحنا الدمشقي للأسفار المقدسة في كتابه المائة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي كالتالي: “وأعلم أن أسفار العهد القديم اثنان وعشرون، على عدد حروف الأبجدية العبرية، فإن هذه الحروف اثنان وعشرون يُزاد عليها خمسة مضاعفة، فتصبح سبعة وعشرين. والمضاعفة هى القاف والميم والنون والفاء والصاد. لذلك فإن الأسفار المقدسة، والحالة هذه اثنان وعشرون بالعدد وتصبح سبعة وعشرين، لأن خمسة منها مضاعفة. ويلحق العبرانيون راعوث بالقضاة ويدونهما كتاباً واحداً، ويضمون سفرى الملوك الأول والثاني إلى كتاب واحد، وسفرى الملوك الثالث والرابع إلى كتاب واحد، وسفري أخبار الأيام الأول والثاني إلى كتاب واحد، وسفرى عزرا الأول والثاني إلى كتاب واحد. ومن ثم تُقسم الكتب إلى أربعة أخماس ويزيد كتابان ومضمونها هو كالتالي: خمسة تشريعية هى التكوين والخروج واللاويين والعدد وتثنية الاشتراع. هذه هى الخمسة الأولى أو التشريع. بعد ذلك خمسة أخرى تُدعى المكتوبة ويسميها بعضهم الكتابات المقدسة وهي يشوع بن نون والقضاة مع راعوث والملوك الأول مع الثانى – سفر واحد – والملوك الثالث مع الرابع – سفر واحد – وأخبار الأيام الأول الاثنان سفر واحد. وقد تمت بذلك الخمسة الثانية. والخمسة الثالثة هى الأسفار الشعرية: أيوب والمزامير وأمثال سليمان والجامعة – له أيضاً – ونشيد الأناشيد – له أيضاً. والخمسة الرابعة هي النبوية الإثنا عشر نبياً – سفر واحد – وإشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال. ثم عزرا – الاثنان يُعدان سفراً واحداً – وأستير. أما كمال الفضيلة أي حكمة سليمان وحكمة يشوع – السفر الذي قد وضعه أبو سيراخ بالعبرية وترجمه يشوع حفيده وابن سيراخ إلى اليونانية – فهما سفران مملؤان حكمة و شريفان، لكنهما لا يُحسبان و لم يُوضعا فى التابوت. وأسفار العهد الجيد هى الأناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا. وأعمال الرسل القديسين للوقا الإنجيلي. والرسائل الجامعة السبع: واحدة ليعقوب واثنتان لبطرس وثلاث ليوحنا وواحدة ليهوذا. ورسائل بولس الرسول الأربع عشرة ورؤيا يوحنا الإنجيلى. وقوانين الرسل القديسين بواسطة إكليمنضس”.[32] وهنا نجد يوحنا الدمشقي لا يذكر بعضاً من الأسفار القانونية الثانية مثل: سفر يهوديت وطوبيا وباروخ وسفري المكابين، ونراه يضيف قوانين الرسل للقديس أكليمنضس إلى قائمة أسفار العهد الجديد.

23- قانون مار ميخائيل السريانى الكبير (1166 – 1199م):

– هو أحد أهم بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العصور الوسطى حيث قادها في الفترة بين (1166 – 1199م) وأشتهر خاصةً بكتابه لأوسع سجل تاريخي في القرن الثاني عشر باللغة السريانية، حيث يذكر مار ميخائيل الكبير قائمته للأسفار المقدسة كالتالي: “خمسة أسفار موسى. سفر أيوب. سفر يشوع بن نون. القضاة. الملوك 4 أسفار. أخبار الأيام سفران. راعوث. يهوديت. عزرا. طوبيا. مكابين سفران. مزامير. عوبديا. يونان. ميخا. ناحوم. حبقوق. زكريا. حجي. صفنيا. ملاخي. إشعياء. ابن سيراخ. الإنجيل المسجود له أربعة. أعمال الرسل. رسائل بطرس. رسائل بولس أربعة عشر. رسائل يوحنا ثلاثة. رسالة يعقوب. يهوذا. رسائل قليميس (إكليمندس) رسالتان. هذه هى الأسفار التى أمر الرسل أن تُقبل بالإضافة إلى رؤيا يوحنا. ثم كتاب الدسقالية وتلك التى وضعها بعد عهد الرسل ملافنة (معلمون) أفذاذ. وكلها نابعة من ينبوع تعاليم الرسل العذب الواحد. أنتهى”. [33]ونلاحظ هنا إغفال مار ميخائيل بطريرك أنطاكية لبعض أسفار العهد القديم مثل الأمثال و الجامعة و نشيد الأنشاد، و لعله يضمهم ضمن سفر المزامير، كما أغفل أسفار الأنبياء مثل إرميا و حزقيال و دانيال، ولعله يضمهم ضمن سفر إشعياء، كما لم يذكر سفر يوئيل و عاموس و و هوشع ضمن أسفار الأنبياء الصغار ، كما لم يذكر من الأسفار القانونية الثانية سفر باروخ ، و لعله يضمه مع سفر إرميا ، كما كانت تضمه بعض قوائم الأسفار مع سفر إرميا . أما بخصوص قائمة أسفار العهد الجديد، نجده يضيف إليها كتابات أخرى مثل رسالتى إكليمندس وكتاب الدسقولية ويعتبرها من أسفار العهد الجديد القانونية. 

24- قانون الصفى بن العسال للأسفار المقدسة (ق13م):

        أولاد العسال من كبار علماء الأقباط ووجهائهم في القرن الثالث عشر. غالبًا كانوا من سدمنت بصعيد مصر لكنهم نزحوا إلى مصر واستقروا هناك ، عمل بعضهم في الحكومة والآخر تفرغ لخدمة الله ، وكانت لهم منزلة رفيعة في عهد الدولة الأيوبية ، لاسيما أبو إسحاق الذي كان مصاحبًا للأيوبيين في الشام ، وكانت لهم منزلة سامية في الكنيسة ، فأُنتخب منهم الصفي أبو الفضائل في عهد البابا كيرلس بن لقلق (75) ليكون كاتم أسرار المجمع الذي عُقد لفض النزاع الكنسى وقتها .كانت لهم معرفة بعلوم وفنون ولغات كثيرة ، فقد أشتهروا بخطهم العربي الجميل ويُنسب إليهم الخط الأسعدى ، مع تبحرهم في اللغات القبطية والعربية واليونانية والسريانية ، واهتمامهم بالقوانين والشرائع ، ووضع أشعار بالعربية على مستوى رفيع جدًا. ونجد قائمة الأسفار المقدسة الخاصة بهم في كتاب “المجموع الصفوي” وهو القوانين التى جمعها الشيخ الصفي أبي الفضائل ابن العسال كالتالي: “الكتب التى يتخذها المؤمنون فى الكنيسة: كتب العتيقة: التوارة خمسة أسفار. يشوع بن نون كتاب واحد. سفر القضاة كتاب واحد. كتاب راعوث. كتاب يهوديت. أسفار الملوك أربعة: الأول والثاني كتاب والثالث والرابع كتاب. سفر الأيام كتابان (دبري ايامين). كتابات لعزره الكاتب. أستير كتاب. أيوب كتاب. مزامير داؤد كتاب. حكمة سليمان خمسة كتب: الأمثال. قوهلت. سبح التسابيح. الحكمة. حكمة باعوز. (كتب الأنبياء) الستة عشر: الكبار أربعة وهي: اشعيا وارميا و حزقيال و دانيال – و الانبياء الصغار أثنا عشر: هوشع ويوئيل وعاموص و عوبديا و يونان و ميخا و ناحوم و حبقوق و صفنيا و حجاى و زكريا و ملاخيا. وخارجاً عن ذلك: حكمة يشوع بن سيراخ لتعليم الأطفال، وأيضاً كتاب يوسف بن كربون وهو كتاب المقابين. كتب (الحديثة): الإنجيل المقدس لأربعة مبشرين متى ومرقس ولوقا و يوحنا. كتاب واحد الابركسيس. كتاب القاثوليقون سبع رسائل لبطرس رسالتان وليوحنا الإنجيلي ثلث رسائل ويعقوب رسالة ويهوذا رسالة. كتب بولس الرسول أربعة عشر رسالة. كتاب الابوغالمسيس ليوحنا الإنجيلي. وهذه السنن التى أمركم بها”. [34]وهنا نلاحظ أن الصفى بن العسال لم يضع سفر يشوع بن سيراخ وسفر طوبيا وسفري المكابين ضمن قائمة أسفار العهد القديم القانونية، بل جعلها كتب نافعة لتعليم الأطفال فى الكنيسة، ونلاحظ أنه ينسب سفر باروخ إلى سليمان الحكيم.

 26- قانون العلامة القبطى ابن كبر (ق14م):

          يعد شمس الرياسة ابن كبر من علماء الأقباط فى عصر دولة المماليك فى القرن 14 م، و له قانون للأسفار المقدسة، وضعه فى كتابه ” مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة “، و هو كالتالي: ” 1- التوارة خمسة أسفار، 2-الأنبياء الخارجون عمَن ورد: الأسفار  18 , 3- القضاة : سفر واحد ، 4- الملوك و الفضلات ستة أسفار  ،5 – الحكماء : سبعة كتب ( سليمان 5 ، يشوع بن سيراخ 1 ، أيوب 1 ) ، 6- الصديقون : تسعة كتب (عذراء 2 ، المقابين 2 ، يوديت 1 ، رغوث 1 ، أشير 1 ، طوبيت 1 )  ” . ثم يقوم بسردهم بالتفصيل كالتالى : ” 1- سفر الخليقة 2- سفر خروج بنى إسرائيل 3- سفر اللاويين 4- سفر العدد 5- سفر الاستثناء 6- سفر يشوع بن نون (كتاب واحد) 7- سفر القضاة (كتاب واحد)  8- سفر روت (كتاب واحد) 9- سفر يوديت (كتاب واحد) 13- أسفار الملوك (أربعة كتب) 15- سفر فضلات الملوك (كتابان ) 17- سفر عزرا (كتابان) 18- سفر استير (كتاب واحد) 19- سفر طوبيت (كتاب واحد) 22- المقابين (ثلاث كتب) 28- كتب الحكمة الستة ( 1-كتاب أيوب 2- أمثال سليمان 3- حكمة سليمان 4- الجامع 5- قوهلت 6- نشيد الأنشاد) 29- مزامير داود (كتاب واحد) 41- النبوات الأثنى عشر الصغار 1- هوشع 2- يوئيل 3- عاموس 4- عبوديا 5- يونان 6- ميخا 7- ناحوم 8- حبقوق 9- صفونيا 10- حجى 11- زكريا 12- ملاخيا . 45- النبوات الأربعة الكبار: 1- اشعيا 2- ارميا 3- حزقيال 4- دانيال. 46- يشوع بن سيراخ “. ثم يذكر قائمة أسفار العهد الجديد فى زمنه كالتالى: “الكتب الحديثة منذ البشار المحيية المسيحية وعدتها بما فيه من الابركسيس. أولاً – الإنجيل المقدس.  أربع بشائر كتاب واحد. عدد كتب الحديثة على ما ورد قانون 81 من الطلسات: 1- الإنجيل (4) 2- تقلب السليحيين (أعمال الرسل) (1) 3- رسائلهم (7) 4- رسائل بولس (14) 5- رؤيا يوحنا يوحنا الانجيلي (1) 6- رسالتان لاكليمنطس 2 فى جزء واحد. الجملة 28 خارجاً عن الابركسيس”.[35] نلاحظ هنا إضافة ابن كبر الأسفار القانونية الثانية إلى قائمة أسفار العهد القديم، كما نلاحظ إضافته لرسالتى إكليمندس الأسقف إلى قائمة أسفار العهد الجديد.           +++ ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين +++

 

 

[1]  Bart D. Ehrman (2002). “21: Formation of the New Testament Canon”. Lost Christianities. University of North Carolina at Chapel Hill.

[2] “The Muratorian Fragment”. www.bible-researcher.com

[3] F. F. Bruce, the Canon of Scripture (Intervarsity Press, 1988)

[4]Eusebius. Hist. Eccl. 5: 24: 5

[5] تاريخ الكنيسة – ليوسابيوس القيصري، ترجمة: القمص مرقس داود، إصدار مكتبة المحبة، ك 4: ف26: 14، ص189.

[6] المرجع السابق، ك5: ف8، ص 214، 215، 216.    

[7] المرجع السابق، ك6: ف13 ، ف14 ، ص 260 ، 261 ، 262 . 

[8] المرجع السابق، ك6، ف25، ص273، 274، 275، 276 .

[9] المرجع السابق، ك3: ف3: 1، ص 98.     

[10] المرجع السابق، ك3: ف3: 5. ص 98.

[11] المرجع السابق، ك 3: ف9، 10: 5، ا، 2، 3. ص111، 112.

[12] المرجع السابق، ك 3: ف24: 6، 7. ص 125.

[13] المرجع السابق، ك3: ف25: 1، 2. ص 127. 

[14] القديس كيرلس الأورشليمي – حياته ومقالاته لطالبي العماد والأسرار، ترجمة القمص تادرس يعقوب ملطي، طبعة ثانية 2006م، المقالة الرابعة: 35، 36. ص93، 94.  

[15] Tractatus Super Psalmos (15) – Patrologia Latina, Migne

[16] The critical edition of Erwin Preuschen, Analecta: Kürzere texte zur Geschichte der Alten Kirche und des Kanons, zusammengestellt von Erwin Preuschen (Leipzig: Mohr, 1893), pp. 138-40.

[17] B.F. Westcott, A General Survey of the History of the Canon of the New Testament (5th ed. Edinburgh, 1881).

[18] Johannes Kirchhofer, Quellensammlung zur Geschichte des Neutestamentlichen Kanons Bis Auf Hieronymus (Zürich: Meyer and Zeller, 1844), pp. 7-9. 

[19] Gregory of Nazianzus – Migne’s Patrologia Graeca vol. 37, cols. 471-474 (Carmina Dogmatica, Book I, Section I, Carmen XII.)

[20] Iambics for Seleucus (Iambi ad Seleucum-Amphilochius of Iconium, Migne, Patrologia Graeca Vol.37 

[21] Westcott’s General Survey of the History of the Canon of the New Testament (London, 1870).

[22] The Panarion of Epiphanius of Salamis: Book I (Sects 1-46): Translated by Frank Williams (Leiden: Brill, 1994), p. 26.

[23] The Panarion lxxvi.5, Westcott, General Survey of the History of the Canon of the New Testament (London, 1870). F.F. Bruce, The Canon of Scripture (InterVarsity Press, 1988), p. 213.

[24] The Biblia Sacra Vulgata edited by Robert Weber: Biblia Sacra Iuxta Vulgatam Versionem; Adiuvantibus Bonifatio Fischer OSB, Iohanne Gribomont OSB, H.F.D. Sparks, W. Thiele; Recensuit et Brevi Apparatu Instruxit Robertus Weber OSB; Editio Tertia Emendata quam Paravit, etc. (Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft, 1983), pp. 364-66.

[25] خطابات القديس جيروم، الجزء الثانى (الخطابات 23- 53)، تعريب: القس يوحنا عطا، إصدار مدرسة الإسكندرية، طبعة أولى 2019 ، الخطاب رقم 53 : 8-10 ، ص264- 273 .

[26] Nicene and Post-Nicene Fathers of the Christian Church edited by Philip Schaff, vol. 2 (New York: Charles Scribner’s Sons, 1899), Augustine of Hippo -On Christian Doctrine, Book ii, chapter 8. pp. 538-9.          

[27] Cf. the English edition, A History of the Councils of the Church: From the Original Documents by Charles Joseph Hefele, translated from the German and edited by William R. Clark, etc., vol. 2 (Edinburgh: T & T Clark, 1876), p. 468.B.F. Westcott, A General Survey of the History of the Canon of the New Testament (5th ed. Edinburgh, 1881), pp. 440, 541-2.

 

[28] Nicene and Post-Nicene Fathers, series 2, vol. 3. Exposition of the Creed – Rufinus of Aquileia,36-38.

[29] B.F. Westcott, A General Survey of the History of the Canon of the New Testament (5th ed. Edinburgh, 1881), pp. 570.

[30] Ernst von Dobschütz, Das Decretum Gelasianum de libris recipiendis et non recipiendis in kritischem Text herausgegeben und untersucht von Ernst von Dobschütz (Leipzig: J. C. Hinrichs, 1912). 

[31] J.P. Migne, Patrologiae Cursus Completus, Series Graeca, vol. 28 (Paris, 1887; volume 4 of the collected works of Athanasius), cols. 284-93 and 432.

[32] Nicene and Post-Nicene Fathers, Series Two, Volume IX. (Reprint Grand Rapids: Eerdmans, 1955).  “Concerning Scripture” – Exposition of the Orthodox Faith, Book IV, Chapter XVII.

[33] تاريخ مار ميخائيل السريانى الكبير بطريرك أنطاكية – الجزء الأول، عربه عن السريانية: مار غريغوريوس صليبا شمعون، طبعة 1996 م، المقال السادس: الفصل الأول، تحت عنوان الأسفار التى تقبلها الكنيسة. ص 118 .

[34] كتاب المجموع الصفوي – للشيخ الصفي أبي الفضائل بن العسال، الجزء الأول، أعتنى بنشره الفقير إلى الله: جرجس فيلوثاوس عوض، طبعة خاصة لدارسي القانون الكنسي، الباب الثاني، ص 11.

[35] كتاب مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة – لشمس الرئاسة أبو البركات المعروف بابن كبر، الجزء الأول، حققه: الأب سمير خليل اليسوعي، مكتبة الكاروز، طبعة 1971م، الباب السادس ، ص 209 -211 ، ص 249.

قانونية الأسفار المقدسة – د.  أنطون جرجس عبد المسيح

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !