الردود على الشبهات

شبه لهم – ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل

شبه لهم - ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل

شبه لهم – ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل

شبه لهم - ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل
شبه لهم – ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل

هل معنى قول المسيح ستطلبونني ولا تجدونني أن الرب قد رفعه وصلب آخر بدلاً عنه؟

«فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34 سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». 35فَقَالَ الْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ هَذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لاَ نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ الْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ الْيُونَانِيِّينَ؟ 36 مَا هَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَ: سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». (يوحنا33:7-36)

الرد

قول السيد المسيح ستطلبونني ولا تجدونني، بالرجوع إلى الكتاب المقدس نجد أن المسيح قال هذا القول أو ما يماثله عدة مرات: فقاله لليهود (يو21:8) وقال لتلاميذه أيضاً: وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني (يو5:16). وفي مرة أخيرة قال: خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب (يو28:16).

وهنا نرى:

1 – السيد المسيح يتحدث عن ذهابه إلى الأب، وهو لم يحدد الوسيلة التي بها سوف ينطلق من هذا العالم، لذلك فنحن هنا أمام احتمالين:

أ – الاحتمال الأول: موت المسيح على الصليب، وقيامته وصعوده إلى الآب.

ب – الاحتمال الثاني: هو رفع المسيح حياً بالجسد، عند محاولة القبض عليه.

وحيث أن قواعد التفسير تفرض علينا ألا نفسر نصاً بمعزل عن الكتاب كله، لذلك، فالرجوع إلى النصوص الأخرى، نجد أن السيد المسيح قد سبق وأخبر عديداً من المرات عن موته صلباً وبالتالي نجد أن الاحتمال الأول هو الاحتمال الوحيد، أي أن المسيح مضي إلى الآب عن طريق موت الصليب.

– إذ نكمل قراءة بقية النص – بعيداً عن الطريقة الاختزالية التي اتبعها الكاتب – نجد ما يؤكد هذا الحق. ففي (يو28:8) قال السيد المسيح لليهود متي رفعتم ابن الإنسان وهنا يعلن السيد المسيح عن صلبه، وهذه ليست المرة الأولي، فقد سبق وأعلن السيد المسيح في حديثه مع نيقوديموس وكما رقع موسي الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو14:3-15).

3 – إن طلب اليهود للمسيح هنا ليس محاولة القبض عليه لصلبه، وعند ذلك لا يجدونه لأن الرب قد رفعه، بل هذا الطلب سوف يتم بعد صعود المسيح وعدم وجوده على الأرض، بدليل قول المسيح متي رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو (يو28:8) فاليهود بعد صلب المسيح وقيامته من الموت، عرفوا أن يسوع هذا هو المسيح، وعندما طلبوه أو اشتهوا أن يروه بات هذا الأمر محالاً لأن المسيح ليس على الأرض بل في السماء فطلبهم هنا لشعورهم بالاحتياج إلى السيد المسيح.

ومن المحتمل أن السيد المسيح يتحدث هنا عن الضيقات التي سوف تحل باليهود في وقت الحصار الروماني لأورشليم، وفي ضيقاتهم يطلبون مسيحهم المنتظر الذي ينقذهم من هذه الضيقات إلى تحيق بهم، ولكنه طلب بعد فوات الفرصة؛ فهم قد رفضوا يسوع المسيح لأنه لم يأت وفقاً لأمالهم المادية، وعندما شعروا بحاجتهم إليه وطلبوه لم يجدوه لأنه ترك الأرض إلى السماء.

4 – عندما قال السيد المسيح هذه الأقوال كانت عسرة الفهم، ليس على كهنة اليهود فقط بل وعلى التلاميذ أيضاً، لاعتقادهم بأن المسيح سوف يحيا ويملك على الأرض إلى الأبد. لذلك تساءلوا: إلى أين سيذهب المسيح؟ لذلك لا نتعجب إن كان البعض حتى اليوم يسئ فهمها، وإذا كانت صادقة. فنحن نقدم هنا المفهوم الصحيح.

5 –المسيح قال لتلاميذه: بعد قليل لا يراني العالم أيضاً أما أنتم فسترونني (يو19:14). وهذا ما حدث بعد موت المسيح وقيامته، فقد ظهر لتلاميذه وأتباعه فقط. وبذلك تحققت نبوة المسيح عن قيامته ثم رؤية تلاميذه له. وحيث أن نبوءة المسيح وقيامته كانت دائماً مقترنة بصلبه وموته، وإتمام الثانية يستلزم بالضرورة إتمام الأولي، من هنا يتأكد لنا أن المسيح قد مات على الصليب. ولم يكن المقصود بقوله ستطلبونني ولا تجدونني أن الرب قد رفعه وصلب آخر بدلاً عنه.

شبه لهم – ستطلبونني ولا تجدونني – د. فريز صموئيل