أبحاث

اللاهوت الليبرالي ف3 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي

اللاهوت الليبرالي ف3 - بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي

اللاهوت الليبرالي ف3 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي

اللاهوت الليبرالي ف3 - بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي
اللاهوت الليبرالي ف3 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي

 

الفصل الثالث:  اللاهوت الليبرالي

          يُعد مذهب اللاهوت الليبرالي وليد مدرسة النقد الأعلى ، وهو لاهوت التحرُّر الذي يتحرَّر من كل العقائد والثوابت والحقائق الإيمانية ، ويطعن في كل شئ ، ويحطم كل شئ ، فلاهوت التحرُّر في جوهره هدم للكتاب المقدس كلمة الحياة ، ولاهوت التحرُّر له خطورته ، ولاسيما أنه بدأ ينتشر في بلادنا المصرية على أيدي بعض القسوس البروتستانت ، والكاثوليك ، حتى أنه بدأ يصل إلى البسطاء في قرى مصر 00 حكى لي أحد الأباء الكهنة بالمنيا أن أحد الشباب جاء إليه منزعجاً عندما سمع عظة لأحد الأباء الكاثوليك يقول فيها لم يكن هناك آدم ولا حواء ، لكنها مجرد قصة رمزية تعبر عن سعادة الإنسان في قربه من الله ، وشقاءه في بُعده عنه 00 إنه لاهوت التحرُّر 00 وعكس الليبراليين ( المتحررين ) المحافظين أو الأصوليين0

ويقول الشيخ رأفت زكي ” وُلِد علم اللاهوت الليبرالي وأصبح الطراز أو النمط الحديث لكنائس أوربا وأمريكا والكنيسة في مصر أيضاً 0 تسرب العالم اليوم داخل الكنيسة بطرق متنوعة 00 إن الشيطان يتمشى بين صفوف الكنيسة الإنجيلية يبحث عن مجندين جدد لينضموا إلى جيشه ” (1)

كما يقول أيضاً ” يجب أن نفتح أعيننا جيداً لأخطار الليبرالية التـــي تخترق العديد من الكنائس الإنجيلية في مصر ” ( مقال عن لجنة الكرازة المشتركة )0

وكان من المفروض أن تعقد ندوة في الأسكندرية يوم الجمعة 12 نوفمبر 2004م تحت إشراف الدكتور القس عاطف مهني مدير كلية اللاهوت الإنجيلية ، ويتحدث فيها :

د0 ق أندريه زكي عن مفهوم الليبرالية والفكر العلمي0

د0 ق إكرام لمعي عن الوحي المقدس0

د0 ق فايز فارس عن المعجزات والمواهب

          ولكن أحد الأشخاص الغيورين الذي يعرف اتجاهات المتكلمين إتصل برئيس الطائفة د0 القس صفوت البياضي يبلغه بالمعارضـة الشديدة لهذه الندوة 00 إتصل القس صفوت بالقس أندريه الذي رد عليه : إطمئن ياجناب القس أنا مش حطعن في الكتاب المقدس 00 وعندما ذهبنا إلى مكان المحاضرة فُوجئنا بأنها أُلغيت0

               دعونا ياأبائي وإخوتي نتعرف على نظرة لاهوت التحرر لله 1– للسيد المسيح 2– للمعجزات 3- للكتاب المقدَّس 5– للإنسان :        

1- نظرة لاهوت التحرُّر لله :

أ –  يهاجمون الإهتمام بمعرفة الله : يقولون ” إن معرفة الله أمر ليس له أهمية 00 ليس من المهم أن يكون عندك فكرة واضحة عن الله ، وليس من المهم أن تصل إلى حقيقة قاطعة من جهـة من هو الله0 لا تضيع جهدك في محاولة أن تعرف من هو الله 0 إذ أن في هذا قتل لحياتك الروحية 0 إن المهم هو أن تشعر بحضوره 0 أنتم بعقولكم المحدودة تتصوَّرون أنكم تعرفون الله غير المحدود ! ” (1) وبذلك يتحوَّل الله بالنسبة للإنسان من إله كائن إلى فكرة مجردة 0 ويتغافلون كلام الكتاب المقدس :

  • ” لا يفتخرن الحكيم بحكمته 0 ولا يفتخر الجبار بجبروته 0 ولا يفتخر الغني بغناه0 بل بهذا ليفتخرن المفتخر بأنه يفهم ويعرفني إني أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلاً في الأرض لأني بهذه أسر يقول الرب ” ( أر 9 : 23 ، 24 )0
  • ” رأس الحكمة مخافة الرب 0 ومعرفة القدوس فهم ” ( أم 9 : 10 )0

ب – وحدة الوجود : يخلطون بين الله والوجود ، فيقولون ” إسم الله يُطلق على هذه العملية العظمى والجبارة التي وجدنا أنفسنا جزءاً منها 0 هذه العملية العظمى التي تُظهر نفسها في أصغر الأشياء كالخلية ، وفي أعظم الأشياء كالنجوم الجبارة 0 الله ليس شخصاً مُتميّزاً عنا بل حياتنا جزء منه 00 إن الإنسان والله واحد ، فحتى خطية الإنسان هي جزء من حياة الله ” (1) 00 الله القدوس الخطية جزء منه !!!

” هل تظن أن الله جاء في شخص إسمه يسوع المسيح ؟ وهل تظن في مكان ما شخص إسمه الله 00 الله لا يُحد ولا يُحيَّز 00 دي كانت أفكار مبدئية يقدمها الناس لبعضهم أيام ما كتبوا الكتاب المقدس وتتناسب في طفولتهم وسذاجتهم الفكرية 00 لكن نحن في عصر ما بعد الحداثة الآن 0 كيف نقبل هذه الأفكار الآن إن الله فرد شخص علم قائم بذاته 0 الله هو هذه العملية الجبارة التي أسمها الحياة 00 الحياة تجعل الزهرة تشق الصخور ، وتجعل الخلية تتكاثر وتطبع نفسها ، وتجعل النجوم تدور في أفلاكها ” (1)0

2- نظرة اللاهوت الليبرالي للسيد المسيح :

يقولون عن السيد المسيح ” هو تجلي عظيم للحياة الإلهية 0 أنت تجلي للحياة الإلهيـة ، وأنا تجلي ، والدودة تجلي ، والزهرة تجلي 0 لكن ما أعظم تجلي زهرة المسيح “0

وقد أنكروا الميلاد العذراوي للسيد المسيح ، وقالوا أن القيامة حدثت في التاريخ المقدس ، أي أنها لم تحدث على أرض الواقع ، ولكن الإنجيليين هم الذين تصوَّروا هذا0

ودعى الدكتور القس إكرام لمعي بدعة أريوس بأنها اجتهاد منه يستحق عليـه أجراً ، واعتبر قانون الإيمان أنه يمثل مشكلة في قبول الآخر ، فقال في جريدة المصالحة عدد فبراير 2003 ” اجتهاد أريوس الذي سُمي ببدعة أريوس مما أدى إلى كتابـة قانون الإيمان 0 طالما تحوَّل الإيمان إلى قوانين مكتوبة هناك المشكلة مع الآخر 00 وتصبح الصياغة هي إدارة لتحريم ورفض وتكفير الآخر “0

وعندما إعترض عليه أحد الأشخاص ( مارتن جرجس ) في عدد أبريل 2003 ، وقال له : وما رأيك في اجتهاد ” إلن هوايت ” التي قالت عن السيد المسيح الملاك ميخائيل ؟ واجتهاد هارناك الذي أعتبر المسيح مجرد معلم ورائد ، واجتهاد ” ماري بيكر ” مؤسسة مذهب العلم المسيحي التي أعتبرت المسيح فكرة وليس إنساناً 00 إلخ وتوجه للقس إكرام بسؤالين :

س1 : هل تؤمن بقانون الإيمان ؟ أم لا تؤمن به لتتفادى المشكلة مع الآخر ؟

س2 : ما هو موقفكــم مــن بدعــة أريــوس التـــــــــــي أسميتموها ( اجتهاد ) ؟ هل المسيح هو الله أم مخلوق ؟

ورد القس أكرام وقال عن مجمع نيقية الذي وضع قانون الإيمان ” كما تعلمون تاريخياً أنه عُقد بأمر الإمبراطور قسطنطين عام 325م وكان عدد الحضور 2048 من الأباء الروحيين ، وكانت أهم قراراته ” القول بالوهية المسيح ونزوله ليصلب تكفيراً عن خطيئة البشـر ” 00 ثم تم فض الاجتماع واستبعاد 1730 أسقفاً 0 ثم أُعيد بحضور الأمبراطور قسطنطين والأعضاء القائلين بالتثليث ولاهوت المسيح وعددهم 318 ” 0

وهذا كلام خطير ، لأن معناه أن 318 أسقف هم الذين آمنوا بالتثليث والوهة المسيح ، بينما أُستبعد 1730 أسقفاً لأنهم لم يؤمنوا بهذا !!! والكل يعرف أن الذين حضروا مجمع نيقية كان عددهم 318 أسقفاً فحسب فمن أين أتى بالعدد 2048 ؟!! وإن كان المؤرخون قد ذكروا كل تفاصيل المجمع الكبيرة والصغيرة ، فهل يخطئون في عدد الحاضرين إلى هذا الحد ؟!! لماذا التشكيك في الثوابت ؟!!

وقال عن الإجتهاد ” الإجتهاد كما عرفه مجمع اللغة العربية { بذل غاية ما في الوسع ليحصل على ظن بحكم شرعي } وكلمة ” ظن ” هنا توضح أن المجتهد يمكن أن يخطئ ويمكن أن يصيب 0 فإن أصاب له أجران ، أجر الإجتهاد وأجر الإصابة 0 وإن أخطأ له أجر واحد هو أجر الإجتهاد 0 لذلك فكلنا نتفق على أن هناك من يجتهدون ويخطئـون ” يعني أن أريوس يستحق أجر الإجتهاد !!

ثم يقول في نهاية المقال عن الكنيسة ” وقفت ترفض هذا وتحرم ذاك ، لذلك بقيت وحدها ، وفي النهاية أهمس في أذنك قائلاً لو أن الكنيسة ياصديقي العزيز إستوعبت أريوس ، وقالت له أن اجتهادك خاطئ ، وتعال لنعلمك كأباء وأحباء لك ، وتوجهت الكنيسة إلى شعبها وفتحت الكتاب المقدَّس وعلمتهم تُرى هل كان يمكن لأريوس أن يكون له كل هذا السلطان اليوم ؟! وليتنا تعلمنا من الدرس ، فنحن في كل يوم نصنع أريوساً جديداً ، ونقوم بتحريمه وإرساله إلى الجحيم وباسم من ؟ باسم يسوع المصلوب لأجله وباسم قانون الإيمان المكتوب لتعليمه0 ألست معي أن هذا حق يراد به باطل ” ( المصالحة أبريل 2003 )0 وتغافل القس إكرام لمعي أن بداية إنحراف أريوس كانت أيام البابا بطرس خاتم الشهداء الذي علمه وأرشده فرفض ، فاضطر إلى قطعه ، وعندما أراد أريوس بمكر أن يعود إلى شركة الكنيسة وهو لم يرجع عن أفكاره في إنكار الوهية السيد المسيح رفض البابا بطرس قبوله ، لأنه وهو في السجن يستعد للإستشهاد ، رأى السيد المسيح وثيابه مشقوقة ، فقال له : من شق ثيابك ياسيدي 0 فقال له السيد المسيـح : أريوس ، لأنه فصلني عن أبي 0 فلا تقبله في شركة الكنيسة 00 عجباً السيد المسيح يرفض أريوس الهرطوقي الذي يصر على هرطقته والقس إكرام يمدح أريوس ويعتبره إنساناً مجتهداً 00 هل إلى هذا الحد إنقلبت المعاييـر ؟!! 00 نعم إنه لاهوت التحرُّر 0 ثم هل يقل لنا القس إكرام : أين هو سلطان أريوس اليوم ؟!

ويجب أن نلاحظ أن أصحاب لاهوت التحرر دائمـاً يركزون على قبول الآخر ، يقول د0ق صموئيل رزفي عن الفكر المسكوني :

” الفكر المسكوني يساعدنا أن ندرك كبشر أننا خليقة الله ، والله لا يفرق بين البشر نتيجة الجنس أو الدين أو العرق 0 فالله أكبر من أن تمتلكه طائفة أو دين ، فالله يمتلك الكل ، ولا يُمتلك من أحد 0 إن الدين عند الله هو حب الآخر 00 هو التسامح 00 هو فعل الخير لمن يحتاجه 00 هو أن لا تكفر غيرك وتبرر نفسك 00 هو أن لا تدين أحد فتترك الدينونة لله 00 هو أن ترى الحق في الأديان الأخرى كما تراه في دينك 00 هو أن لا تنظر إلى نفسك على أنك تمتلك الحق وغيرك يمتلك الباطل المطلق ” (1)0

كما يقول د0 ق صموئيل رزفي أيضاً ” إننا نحتاج أن ندرك وندرس الحق في الديانات الأخرة ، ليس فقط في الأديان الموجودة في العصر الحديث بل وأيضاً في العصر القديم في بداية نشأة الديانات في العالم ” (2) 00 ” إن فتحنا عيوننا سنرى قيمَّاً في الأديان الأخرى تستحق الدراسة ” (3) ” التعددية الدينية ليست شراً ، بل هي سبب من أسباب إزدهار وانتشار الدين ( أي دين كان ) فمن يرى أن الدين الحق هو دينه هو ، وباقي الأديان باطلة يحتاج أن يراجع فكره الديني 0 ومن يرى أن طائفته هي الحق وباقي الطوائف باطلة يحتاج إلى أن يراجع فكره مع الآخرين ، لأن الله قبل الآخرين وسمح لهم بالوجود في هذا العالم 0 بل هو الذي خلقهم وهو الذي يرعاهم ” (1) 00 وتغافل القس صموئيل رزقي الله الديان العادل الذي سيفصل بين الحنطة والزوان 00 الذي سيكافئ الأبرار بالملكوت ويعاقب الأشرار بالعذاب الأبدي0

” قبل يسوع المذاهب الدينية التي كانت موجودة في وقته رغم الاختلافات اللاهوتية التي كانت بينهم ” (2) 00 إذاً لماذا قال للصدوقيين : تضلون إذ لا تعرفون الكتب ؟ 00

ويقول د0ق اكرام لمعي ” لـو كان المسيح بيننا اليـوم لاعتبروه لاهوتياً ليبرالياً ” ( مجلة المصالحة أبريل 2003 )0

3- نظرة اللاهوت الليبرالي للمعجزات :

          يعرض القس أندريه زكي في كتابه ” المسيح والنقد التاريخي ” فكر أصحاب لاهوت التحرر فـي معجزات السيد المسيح :

الصنف الأول : استطاع يسوع إجراءها عن طريق بصيرته الروحية الدينية القوية وعمقه الروحي 00 رأى المشكلة وأعطى العلاج بنفس طريقة أطباء العصر الحديث0

الصنف الثاني : مثل سير يسوع فوق المياه ، وهذه يمكن تفسيرها لى أنها خطأ في الإدراك الحسي للتلاميذ 0

الصنف الثالث : معجزات جاءت من الخيال الديني للمسيحيين الأوائل حيث كان لديهم رغبة قوية في جعل يسوع المحقق لبعض النبؤات الواردة في العهد القديم0

أما الصنف الرابع : فهي تلك التي تُركت دون تفسير ، لأنها كانت غير معجزية بالمعنى المفهوم 0 ( راجع ق0 أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 13 )0

معجزة الخمس خبزات والسمكتين : يقول رأفت زكي في مقاله ” حتى متى أيها الليبراليون المتحررون ” 00

          ” يقف قس ( هكذا يُطلق عليه ) على المنبر في إحدى المؤتمرات ليطعن الكتاب المقدَّس في مصداقيته ، فمثلاً يقول { أن معجزة السمكة والخبز مجرد خرافة من خيال التلاميذ ، فمعروف أن الجموع ستتوجه إلى الجبل لسماع يسوع ، وأعدَّت كل زوجة لزوجها غذاءه في منديل ، ولما فرغ المعلم من خطابه أمر التلاميذ أن يجلسوهم ليأكلوا ، ففتح كل منديله وأخذ يأكل الطعام الذي سبق وصرته له زوجته !!

          يقف آخر ليعلن أنه لا يوجد شيطان أو شيطانة ؟ فقد قصَّ المسيح للتلاميذ إنطباعاته وأفكاره أثناء وحدته في البرية ، وبعد مرور بعض الوقت سطرها التلاميذ على أنها حقيقة صحيحة لتجسد الشيطان0

          قسيس ثالث يقف ليطعن في صدق معجزة مجنون كورة الجدريين ، وأنه لا يوجد مس شيطاني ، ويتباكى على قطيع الخنازير ما ذنبه ؟ ثم يعلي شأن العقل ( عقله هو ) بقوله الرجل كان مريضاً تنتابه حالة من العصاب والصراع والتشنج أفزعت الشياطين فسقطوا إلى أسفل0

          ويقف رابع ليقول لا يوجد شيطان ، وما كُتب في الإنجيل كان ترديد لفكر خرافات ، كانت تنتشر في فلسطين في ذلك الوقت ، ولكنها أمراض نفسية وهو بذلك يطعن الكتاب المقدَّس فيما كتبه عن ذلك في العهدين القديم والجديد !!

معجزة مجنون كورة الجدريين : يقص الحكاية القس سامي حنين في كتابه : سكنى الشيطان للإنسان 00 حقيقة أم خرافة ؟ “

  • هذا الرجل تعرض للتعذيب من قبل كتيبة عسكرية رومانية تقدر بـ 6000 جندي ” لجيئون ” فأصيب بمرض نفسي هو العته الهستيري { لو كل واحــد ضربه قلم كانت حياته إنتهت }0
  • ظن الناس حينذاك بأن الشياطين سكنت فيه ، وأشاعوا ذلك ، وهو صدق بالإيحاء ، فبدأ يتصرف على هذا الأساس0

الشياطين تسكن القبور 00 سكن هو القبور

الشياطين تجعل الإنسان يصرخ ويصيح ويقطّع جسده بالأحجار ويقطع القيود والسلاسل 00 هكذا فعل هذا الإنسان0

  • من الخطأ محاولة إقناع هذا المريض بغير ما يقتنع به 0

المسيح الطبيب الأعظم أخذه على هواه 00 إسمك إيه ؟ 00 لجيئون 00 لأننا كثيرون 00 تظاهر أنه صدقه وقال : أخرج من الإنسان أيها الروح النجس0

المريض تكلم : أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها 0

كان المريض يحتاج إلى دليل مادي ، والسيد المسيح وفر له هذا الدليل فهيج المسيح الخنازير ، والرجل صدق أن الشياطين خرجت منه فعاد إلى هدوئه ، ولاسيما أن اليهود كانوا يعتقدون أن الشياطين تغرق فـي المياه العميقة ، وحول الدفة إلى بركة حسدا 0 الذي يغطس في البركة يُشفى 00 لماذا ؟ لأنه يعتقد أن الأرواح الشريرة تغرق في المياه0

  • كيما يقنع القارئ قال لو هناك مريضاً نفسياً ذهب للطبيب يشكو من آلام في المعـدة لأن ثعباناً دخل إلى جوفه 00 ماذا يفعل الطبيب ؟ يجري له عملية جراحية ، ويكون محضَّر تعبان 00

وتغافل القس سامي حنين :

  • من أين جاءت القوة للرجل ليقطع القيود والسلاسل ؟
  • كيف عرف المجنون يسوع من بيـن ثلاثة عشر رجلاً على الأقل ؟
  • ولماذا سجد له ؟
  • ومن أين علم أن يسوع هو إبن العلي :

               ودعونا يأأحبائي ننصت لقليل من الفقرات التي دونها الشيخ رأفت زكي في مجال حديثه عن تأثر الوسط البروتستانتي المصري بمذهب اللاهوت الليبرالي :

            ” لقد خدعوا أنفسهم ( أصحاب مذهب لاهوت التحرُّر ) بتصوُّرهم أن مذهبهم الليبرالي هذا نوع من التطور الطبيعي للعصر في الكنيسة ، بينما حاول هؤلاء تصوير فكر المحافظين على حرفية وقدسية فكر الكتاب ، أنهم أصوليون ( مقفولون ) غير مواكبين للحضارة المتطورة وخاصة نحن على مشارف القرن الواحد والعشرين 00 ولكنهم بذلك قد نبذوا الإيمان القويم وسقط عن وجهم قناع الحياء حتى على منابر المؤتمرات وفي بعض كليات اللاهوت ، وهكذا كان تطورهم موجة عارمة ضد الكنيسة وفكرها 0 إذ ردّد – بدءاً من الثمانينات – بعض الخدام كالببغاء هذه الأفكار  ” لا توجد أرواح شريرة أو شياطين ، وما تم في عصر المسيح – له المجد – إنما هو معالجة سيكولوجية للمرضى المصابين بالأمراض العصبية 00 “

خلاصة معتقدات الليبراليين :

  • أن الكتاب المقدَّس غير معصوم – وحي من أساطير0
  • الإنسان صالح في أساسه ، ليس بخاطئ – لم يرث الخطية الأصلية0
  • ليست هناك معجزات فوق الطبيعة – فإن كل شئ يحدث طبقاً لقوانين الطبيعة التي لا يمكن أن تُكسر ولا أن يحدث ما يخالفها ، لذلك فميلاد المسيح العذراوي ثم قيامته لا يمكن أن نحكم عليهما كأحداث تاريخية تمت ، بل أن كل شئ يجب أن يخضع للعقل والمنطق والتحليل0

ومن ثم يجب أن نفتح أعيننا جيداً لأخطار الليبرالية التي تخترق العديد من الكنائس الإنجيلية في مصر “0

( وقد تم مناقشة الفكر الليبرالي بخصوص المعجزات بشئ من التفصيل في كتابنا : مدارس النقد والتشكيك والرد عليها جـ 2 ص 10 – 99 )0

4- نظرة اللاهوت الليبرالي للكتاب المقدَّس :

1- أنكروا عصمة الكتب المقدسة الكاملة والوحي المطلق ، وقالوا أن العصمة تشمل الأمور ( اللاهوتية والعقائدية والروحية والتعليمية ) الإيمانية والعملية ، دون الأمور التاريخية والجغرافية والعلمية0

ويقـول القس فايز فارس ” فالعبرة إذاً ليست في المعلومات التاريخية أو العلمية ، إنما في مضمون الرسالة الروحية في الكتاب المقدَّس 00 لا يزعجنا إذا وجدنا اختلافات أو شبه تناقضات في هذه النصوص ، ولا يضعف من إيماننا اختلاف روايات أسفار الكتاب المقدَّس في بعض الحقائق التاريخية ، أو تشابهها مع ما ورد في ثقافات أخرى مثل أساطير بعض الديانات أو كتابات بعض الحضارات الأخرى كبابل أو مصر0

ولا يضيرنا إذا كان موسى قد استفاد من حكمة المصريين التي تعلمها في بعض ما كتبه 0 أو إذا كانـت نصوص كاملة في المزامير موجودة في كتابات وصلوات أخناتون ، أو كانت بعض الأمثال موجـودة بالنص في حكم وكتابات بعض الحكماء في مختلف الحضارات ” (1) 0

2-  قالوا أن الكتاب المقدَّس أخذ من أساطير الأولين ، وأن الكاتب إبن عصره ، فهو ينقل فكر وخبرة عصره ، فيقول الشيخ رأفت زكي :

          ” يقف قس ( بروتستانتي ) ليُدّرس لتلاميـذه أن الكتاب المقدَّس به وحي من أساطير ، وأنه يربط ما بين الفكر الكلداني والبابلي ومحلمة جلجامش ، كما يربط أقاويل لبعض الفراعنة وبعض المزامير 0

يُردّد الليبراليون أنهم يُقرّون تقدم العلوم والاستنارة وإعلاء شأن العقل !!

أي عقل هذا الذي يتحدثون عنه ؟ يصل في مستواه أن يناقش ويفحص كتاب الدهور ؟ وأي استنارة تلك ؟! 00

               عندما يقول الكتـاب { قـال الرب }  فلتصمت كـل الشفاه لأن الله هو الذي يتكلم وقد كتب كلامه إناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ” (1) 00 برافو شيخ رأفت زكي0

3- قالوا أن كلمــات الكتــاب المقدَّس مجرد كلمات بشرية ، تتحوَّل إلى كلمات إلهية فقط عندما يستخدمها الروح القدس في تغيير النفوس 00

خلطوا بين عمل الروح القدس في الوحــي ، وعمله في الاستنارة 00

جعلوا القارئ شريك في الوحي ، فهو الذي يُحدّد ما هو معصوم وما هو غير معصوم؟0

4-  قالوا أن تكرار بعض الفقرات في الكتاب المقدَّس يسقط عنها العصمة ( أش 37 مع 2 مل 19 )

5-  قالوا أن أخطاء بعض الأنبيـاء جعلـت بعض كتاباتهـم بعيدة عن العصمة ، ويقول ” هيرمان صموئيل ريماروس ” يقول ” كيف يصل الوحي الإلهي إلى رجل قاتل مثل موسى ، أو رجل زاني مثل داود ، أو رجل مضطهد الكنيسة بإفراط مثل بولس الرسول ؟ “

وقال آخر ” القائلين بعصمة الكتَّاب إما يقولون أو يفترضون أن فريقاً كبيراً من الناس أعني كاتبي الأسفار في الكتاب كانوا معصومين عندما دوَّنوا كلماتهم 0 من الأسهل أن يؤمن الإنسان بعصمة فرد واحد ( بابا روما ) عن أن يؤمن بعصمة فريق كبير من الناس عاشوا على مدار عدة قرون “0

6-  نادوا بفكرة التاريخ المقدس ، أي أن الكاتب عبّر عما بداخله مـن خلال قصص تخيَّلها ، فقصة آدم وحواء ، ونوح والطوفان ، وأيوب 00 ليست حقيقية ، ولكنها تُعبّر عن فكر الكاتب فالمقصود بالفكر المقدَّس ” قصص توصف فيها الأحداث في العالم الروحي في لغة الوقائع الأرضية ” فهي أحداث روحيَّة في صورة قصص واقعية ، فمثلاً عندما أراد الكاتب أن يوضح لقاء الدينونة بين الله والإنسان صوَّر لنا قصة الطوفان ؟ لكن في أرض الواقع لم يحـدث طوفــان ، ولا بُني فلك ، ولا تجمعت حيوانات ، ولا أحد غرق ، ولا أحد تبلَّلت قدمه 00 قس على ذلك قصة آدم وحواء وجنة عدن والسقوط ودانيال في جب الأسود والثلاث فتية في أتون النار ، فلم يهتم الكتَّاب بأن تكون القصص حقيقية أم لا ؟ 00 لكنهم إهتموا بالهدف الروحي من هذه القصص ، وتعتبر فكرة التاريخ المقدَّس وليدة فلسفة ” إيمانويل كانط ” الذي قال ” أن حقائق التاريخ هي مجرد رموز للحق الإلهي ” (1)

7-  قالوا المهـــم أن الكتاب المقدَّس حوى الحق الإلهي ، ولا نهتم إذا كان مُوحى به ومعصوم أم لا00 كتب الحساب فيها الحق 00 هل هي مُوحى بها ؟!

          وعندما أعلن المحفل العام للكنيسة المشيخية في أمريكا ” أن الروح القدس أوحى وأرشد وحرك كتَّاب الكتاب المقدَّس وصانهم من الخطـأ ” إحتج عليه المتحررون ، وأصدروا ” تصريح أوبرن ” وجاء فيه :

          ” ليس هناك تأكيداً من الكتب المقدسة أن كتَّابها قد حُفظوا من الخطأ ” (2) 0

8-  قالوا أن لوثر أحلَّ عصمة وسلطان الكتاب المقدَّس بدلاً من عصمة وسلطان كنيسة روما 00 والآن حان الوقت لإحلال سلطان المسيح بدلاً من سلطان الكتاب المقدَّس 00 يقولون أنتم أهل الكتاب أما نحن فأهل المسيح 00 أنتم تعبدون الكتاب وتُسيّدون الكتاب 0 أما نحن فنعبد ونُسيّد المسيح ، ويقول وليم نبيل ” عندما أطلق الإصلاح القط بين الحمام الكنسي ، كان من المحتوم ألا ينقضي وقت طويل حتى يأخذ الكتاب نفس المكان الزائف الذي كان للكنيسة من قبل ( إعادة إكتشاف الكتاب طبعة 1954 ) (1)0

يقول القس فايز فارس ” فكثيرون من المسيحيين متأثرين بأفكار غريبة عن المسيحية عن الوحي والنصوص الكتابية ، وبعض الناس أصبحـوا يعبدون الكتاب المقدَّس أكثر من عبادتهم لله ” (2) 0

9-  يقولون عن وحدة الكتاب ” العصر الديني في الكتاب المقدَّس يتجلى في نظرة الكتاب الشاملة للحياة أن ميزاته الفريدة كأدب وكشهادة للوحي تنبع من كليته ، بما في ذلك من شعره الإباحي والكلام البذئ الذي يحتويه “0

( وقد تم مناقشة هذا الموضوع الخاص بمفهوم عصمة الكتاب المقدَّس فـي كتابنا : مدارس النقد والتشكيك جـ 2 ص 100 – 165 )0

 

 

5-  نظرة لاهوت التحرر للإنسان :

ينادون بصلاح الإنسان ، ولا يعترفون بموضوع الخطية ، بل يدعونها عدم تكيف مع الظروف ، ويسخرون من فكرة الخطية الجدية 00 يدَّعون أن فكرة الخطية من صياغة رجال الدين ، فطالما الإنسان يشعر أنه خاطئ يلجأ إليهم0

ويقولون أن الإنسان ليس جانياً يُؤمر من الله بالتوبة 00 لا مكان للتوبة في لاهوت التحرر 00 التركيز كل التركيز على :

قبول النفس 00 حب النفس 00 إكتشاف الذات 00 تحقيق الذات 00 التكيف مع الظروف 00 قبول الآخر 0

ولذلك تجدهم يركزون على آية مثل ” لا تدينوا لكي لا تدانوا “ ويقولون أن الأمور نسبية ، بمعنى ما هو خطأ في نظرك في نظر الآخر هو صواب والعكس0

وكل التعاليم صحيحة لأنها عبارة عن اجتهادات ووجهات نظر 00 أثناسيوس صح وأريـوس صـح 0 0 أثناسيـوس لـه أجرين أجر الاجتهاد وأجر الصواب ، وأريوس ( ياخسارة ) له أجر واحد هو أجر الاجتهاد 00 يالخطورة اللاهوت الليبرالي !!!

 

 

موسوعة اقرأ وافهم

وتشمل الآتي :

أولاً : سلسلة إيمان كنيستنا

تهتم بتوضيح الإيمان المسيحي لسن إعدادي وثانوي ، وتجيب على تساؤلات وهجوم الآخرين وتشمل :

  • الكتاب المقدس 00 هل يُعقل تحريفــــــــه ؟
  • إنجيل برنابا 00 هل يُعقــــل تصديقـــــه ؟
  • التثليب والتوحيد 00 هــل ضــد العقـــــل ؟
  • التجسد الإلهي 00 هــل لـــه بديــــــل ؟
  • ألوهية المسيح 00 من يخفــي الشمـــــس ؟
  • الصليب 00 هــل ننجـــو بدونـــــــه ؟
  • الخـروف الضــال 00 وكيــف يضـــــل ؟
  • أوان الحقيقة 00 من يخفــــي النـــــور ؟
  • الدرهم المفقود 00 مـــن يجــــــــده ؟

جـ 1 الإدمان 00 أسبابــــه وآثــــــــاره

جـ 2 الإدمان 00 الوقايــــــة والعـــــلاج

  • بين الحركة الكارزماتيكية 00 واللاهوت الليبرالي

ثانياً :  سلسلة دراسات إيمانية

تهدف لرفع المستوى العقيدي للشباب والخدام وتشمل :

الكتاب الأول :     1- أسئلة حول صحة الكتاب المقدس

                    2- أسئلة حول إنجيل برنابـــــا

الكتاب الثاني :    3- أسئلة حول التثليث والتوحيـــد

                    4- أسئلة حول التجسد الإلهــــي

الكتاب الثالث :    جـ 1 5- أسئلة حول الوهية المسيح

                    جـ2 6- أسئلة حــول الصليــب

ثالثاً  :  سلسلة روايات إيمانية

تناسب المرحلة الثانوية والشباب ، وتناقش مواضيع إيمانية من خلال الرواية وتشمل :

1- غـــــــروب                     5- كنز قمـــــــــران

2- في النم نـــــام                 6- البحار المغامر (تح التجهيز)

3- هزيمة ملك الأهـوال           7- جبال طرسوس (تحت التجهيـز)

4- أيام في نجــــران               8- هناك كنــت معـــــه

رابعاً : سلسلة كتابنا المقدس

تهدف لشرح وتوضيح الأسفار المقدسة آية آية من الناحية الروحية والعقائدية ، وصدر منها :

عهد قديم

1- عزرا 2- نحميا          3- ملاخي

عهد جديد

1- أفسس         2- فيلبي          3- كولوسي       4- فليمون

5- تسالونيكي الأولى

خامساً  :  سلسلة إستقامة كنيستنا

وتهدف لتوضيح البدع والهرطقات التي واجهتها وتواجهها الكنيسة خلال العشرين قرن الماضية وتشمل :

  • البدع والهرطقات في الخمس قرون الأولى ( تحت التجهيز )
  • ياإخوتنا الكاثوليك 00 متى يكون اللقاء ؟

جـ 1 : في الماضي

جـ 2 : أضواء على آراء

  • يا أخوتنا البروتستانت 00 هلموا نتحاور

جـ 1 :  في الماضي

جـ 2 : طوائف شتى محتجة

جـ 3 : إحتجاجات وردود ( تحت التجهيز )

  • الأدفنتست 00 ظلمة الموت
  • شهود يهوه 00 هوة الهلاك
  • المذاهب الحديثة المنحرفة

سادساً :  سلسة مدارس النقد والتشكيك والرد عليها

وتهتم بالرد على النقد الكتابي المنبثق عن مدرسة النقد الأعلى والذي يستغله الآخرون عبر شبكة الإنترنت ، وقد صدر منها :

  • مدارس النقد والتشكيك جـ 1
  • مدارس النقد والتشكيك جـ 2

والجزءان عبارة عن مقدمة للنقد الكتابي ، يتبعها الرد على المشكلات المثارة في الكتاب المقدس ، وسيتم إن شاء الله تناول هذا الموضوع سفراً سفراً0

(1)   المذاهب المنحرفة جـ 3 ص 47 – 50

(1)  شريط كاسيـــت – إلى الشريعة وإلى الشهادة – يوسف رياض – ماهر صموئيل ( يفضح لاهوت التحرُّر )

(1) شريط كاسيــــت – إلى الشريعة وإلى الشهادة – يوسف رياض – ماهر صموئيل ( يفضح لاهوت التحرُّر )

 

(1)  شريط كاسيـــت – إلى الشريعة وإلى الشهادة – يوسف رياض – ماهر صموئيل ( يفضح لاهوت التحرُّر )

 

(1)   تجديد الفكر الديني في المسيحية ص 180 ، 181

(2)  المرجع السابق ص 30

(3)  المرجع السابق ص 29

(1)  تجديد الفكر الديني في المسيحية ص 27

(2)  المرجع السابق ص 34

(1) حول أزمة الدين والأخلاق في المجتمع المعاصر ص 78

(1)  حتى متى أيها الليبراليون المتحررون ؟ عن الشهادة الخمسينية عدد مايو 2002 ص 16 – 19

 

(1)   صموئيل كريج – ترجمة باقي صدقة جرجس – المسيحية الحقيقية ص 55

(2)  أصالة الكتاب المقدَّس – ترجمة القس الياس مقار ص 62

(1)  أورده القس الياس مقار في ترجمته لكتاب أصالة الكتاب المقدس ص 123 0

(2)  حول أزمة الدين والأخلاق في المجتمع ص 78

اللاهوت الليبرالي ف3 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي