عام

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه
الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

 

هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟

الفصل الخامس

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

من أهم أسباب القول بتحريف الإنجيل هو الإيمان بلاهوت المسيح وصلبه وفدائه للبشرية بدمه، وتصور البعض أن هذه العقائد أُدخلت إلى المسيحية في القرنين الثاني والثالث للميلاد بعد الاضطهادات الشديدة التي عانت منها المسيحية على أيدي الرومان واستشهاد معظم قادة المسيحية وفقدان الإنجيل الحقيقي، الذي أحرقه الأباطرة الرومان، وانضمام أعداد كثيرة من الوثنيين إلى المسيحية وإدخال عقائدهم إليها!! وادعوا أن الإنجيل وبقية أسفار العهد الجديد أُعيد صياغتها وكتابتها من جديد بعد توقف الاضطهادات في القرن الرابع!!

 

والسؤال الآن: ما حقيقة هذه المزاعم والادعاءات؟ وهل تغير الإيمان المسيحي في القرون الأولى؟ وهل فقدت كل نسخ الإنجيل وأعيد صياغتها وكتابتها مرة ثانية في القرن الرابع؟ هل حُرف الإنجيل بعد انتقال الرسل وخلفائهم من العالم؟ وللرد على ما سبق من مزاعم وادعاءات كاذبة نقدم الحقائق التالية:

 

1 – إيمان آباء الكنيسة في القرنين الأول والثاني(*):

 كان إيمان هؤلاء الآباء هو الإيمان الذي تسلموه من تلاميذ المسيح ورسله، وكان جوهره هو الإيمان بلاهوت المسيح وصلبه وفدائه

للبشرية بدمه:

 

V قال القديس أكليمندس الروماني (95م)؛ ” الذي هو بهاء مجده، صار أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أفضل منهم. فقد كتب … ” يقول الرب عن ابنه ” أنت ابني أنا اليوم ولدتك … ويقول له أيضا ” اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت قدميك “(رسالته ف36).

V وجاء في كتاب الدياديكية (100م) ” وبعد أن تعلّموا كل ما سبق عمدوا كما يأتي ” باسم الآب والابن والروح القدس بماء جار “(1:7).

V وجاء في رسالة برنابا (من 90 – 100م) ، قوله ” يا أخوتي إذا كان السيد قد احتمل أن يتألم من أجل نفوسنا وهو رب المسكونة ..  فكيف قبل أن يتألم على أيدي الناس … ولكي يبطل الموت ويبرهن القيامة من الأموات ظهر بالجسد وأحتمل الآلام ” (5:4،6).

V ويقول القديس أغناطيوس (35-107م) تلميذ بطرس الرسول في رسالته إلى روما ” وإلهنا كلنا يسوع المسيح ” (53:3) ، وفي رسالته إلى سميرنا ” المسيح إلهنا ” (1:107). ويختم رسالته إلى بوليكاربوس بقوله ” وداعا في إلهنا يسوع المسيح ” (1:1).

V ويؤكد على حقيقة تجسده وصلبه فيقول ” المسيح يسوع الذي من نسل داود والمولود من مريم، الذي وُلد حقا وأكل حقا وشرب حقا، وصلب حقا على عهد بيلاطس البنطي، ومات حقا أمام السمائيين والأرضيين ” (ترالس 9).

V ويقول يوستينوس (100-165م) مكتوب في الأناجيل ” أنه ابن الله، ولأننا ندعوه الابن، فقد أدركنا أنه ولد من الآب قبل كل الخلائق بقوته وإرادته … وصار إنسانا من العذراء “.

V ويقول أريناؤس (12—202م) ” تسلمت الكنيسة … من الرسل ومن تلاميذهم هذا الإيمان [فهي تؤمن] بإله واحد الآب القدير خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، وبيسوع المسيح الواحد، ابن الله الذي تجسد لأجل خلاصنا “.

2 – شهادة الوثائق اليهودية والرومانية واليونانية:

شهد المؤرخون والكتاب اليهود والرومان واليونانيون أن المسيحيين في القرن الأول الميلادي كانوا يؤمنون بلاهوت المسيح ويعبدونه كإله وأنه صلب على الصليب في عهد الوالي الروماني بيلاطس البنطي:

 

(1) شهادة التقليد اليهودي:

V يوسيفوس المؤرخ والكاهن المعاصر لتلاميذ المسيح (35 – 100م): قال في عادياته التي كتبها بعد دمار الهيكل عن صلب الرب يسوع المسيح وقيامته من الأموات ” في ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يُدعى يسوع اشتهر بحسن السلوك وبالتقوى، فتبعه عدد غفير من بين اليهود والأمم الأخرى. غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً. أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم له. وادعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه حيّ. وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذي عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبة “(1).

V التلمود: جاء في نسخته التي نشرت في أمستردام عام 1943، ص 42 قوله ” لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد(2).

V وقال يوحنا بن زكا تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري ” إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله … وأنه الله “(3).

V وقال الحاخام اليهودي جوزيف كلاونز الذي عاش في القرن التاسع عشر في كتابه يسوع الناصري بعد فحص الإشارات إلى يسوع في التلمود معترفا دون محاباة قائلا ” لم ينكر شيئاً في الأناجيل!! فقد جري تحريفها (في التلمود) فقط إلى مصدر لوم واستهزاء “(4).

 

(2) شهادة التاريخ الروماني والوثائق الوثنية:

V كورنيليوس تاسيتوس (55-125م)، وهو مؤلف روماني عاصر ستة أباطرة ولُقب بمؤرخ روما العظيم. وقال عنه ف. ف بروس F.F.Bruce أنه، تاسيتوس، كان، بحكم علاقته بالحكومة الرومانية، مطلعاً على تقارير حكام أقاليم الإمبراطورية وسجلات الدولة الرسمية. وقد أشار إلى المسيح في كتابيه ” الحوليات والتواريخ ” ثلاث مرات أهمها قوله في الحوليات الجزء الثالث ” لكي يتخلص نيرون من التهمة (أي حرق روما) ألصق هذه الجريمة بطبقة مكروهة معروفة باسم المسيحيّين، ونكَّل بها أشد تنكيل. فالمسيح الذي اشتق المسيحيون منه اسمهم، كان قد تعرض لأقصى عقاب في عهد طيباريوس على يد أحد ولاتنا المدعو بيلاطس البنطي(5).

V لوسيان اليوناني: كان هذا أحد مؤرخي اليونان البارزين في مطلع القرن الثاني الميلادي قال عن إيمان المسيحيين ساخراً ” إن المسيحيين، كما تعلم، ما زالوا إلى هذا اليوم يعبدون رجلاً – وهو شخصية متميزة، استنّ لهم طقوسهم الجديدة وصُلب من أجلها .. 0ومنذ اللحظة التي اهتدوا فيها (إلى المسيحية) وأنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب، استقرّ في عرفهم أنهم إخوة “(6).

U كلسوس الفيلسوف الأبيقوري (مولود 140م): وكان من ألد أعداء المسيحية، وقد هاجمها في كتابه ” الخطاب الحقيقي ” بشدة وعنف وزعم أن المسيح كان شخصية ساحرة استحق أن يعلق على الصليب ويموت على خشبة العار، وقال ساخراً عن صلب المسيح ” احتمل المسيح آلام الصلب لأجل خير البشرية(7).

U الرواقي مارا السوري (73 – 160): كتب في رسالة له لابنه سيرابيون، كتبها من السجن، عن يسوع باعتباره ملك حكيم كسقراط وفيثاغورس قائلاً ” أية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم لم يمت هذا الملك الحكيم إلى الأبد لأنه عاش من خلال تعاليمه التي علم بها “، ولكن الله أنتقم له ” بتدميرهم وتشتيتهم في كل مكان “(8).

 وهكذا شهد التاريخ اليهودي والروماني واليوناني لحقيقة الإيمان المسيحي، في القرن الأول، بلاهوت المسيح وصلبه.

3 – ترجمات العهد الجديد القديمة:

تُرجم العهد الجديد في القرن الثاني وبداية القرن الثالث، من المخطوطات القديمة التي ترجع للقرنين الأول والثاني، إلى اللغات السريانية واللاتينية والقبطية، وترجم بعد ذلك إلى لغات كثيرة جداً. ويوجد لهذه الترجمات القديمة، حاليا، حوالي 20,000 مخطوطة، منها أكثر من 10,000 مخطوطة لاتينية و350 مخطوطة سريانية وأكثر من 100 مخطوطة قبطية. وترجع بعض مخطوطاتها للقرنين الثالث والرابع، مثل مخطوطة الترجمة القبطية الصعيدية التي تحتفظ بالعهد الجديد كله وترجع لسنة 300م ومخطوطة إنجيل يوحنا في الترجمة القبطية البحيرية والتي توجد في مكتبة بودمير وترجع للقرن الرابع. ومن ثم تبرهن لنا هذه الترجمات ومخطوطاتها على عصمة وصحة ودقة انتقال العهد الجديد عبر العصور واستحالة تحريفه.

4 – أهم مخطوطات القرون الخمسة الأولى للعهد الجديد:

يوجد لدينا الآن حوالي 20,000 مخطوطة للعهد الجديد في بلاد كثيرة ومن عصور متنوعة، ويتكون هذا العدد من 5,507 مخطوطة باللغة اليونانية التي كتبت بها أسفار العهد الجديد، وحوالي14,500 مخطوطة للترجمات الأخرى وفيما يلي أهم المخطوطات اليونانية التي ترجع إلى القرون الثلاثة الأولي:

أولاً: أهم المخطوطات التي ترجع للقرنين الأول والثاني:

(1) مخطوطتا الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا:

1 – بردية الإنجيل للقديس متى: من أحدث وأروع الاكتشافات الحديثة فهو الخاص بالإنجيل للقديس متى حيث زعم البعض أن كاتبه ليس هو القديس متى ولا أحد الرسل الآخرين!! فقد وجدت البردية (P64) والتي تتكون من ثلاث قصاصات من الإنجيل للقديس متى في كنيسة بالأقصر سنة 1901م واستقرت بعد ذلك في كلية مجدالين Magdalen Collage بأكسفورد، وكانت تؤرخ على أنها قد كتبت فيما بين سنة 150 -200 م. ثم أعاد عالم البرديات الألماني البارز كارستن ثيد Thiede Carsten اكتشافها وبعد دراسات عديدة معقدة اكتشف أنها ترجع بكل تأكيد لسنة 65م وأن كاتب الإنجيل لا بد أن يكون أحد رسل المسيح وأن كاتب المخطوطة نفسها لابد أن يكون أحد الذين شاهدوا المسيح شهادة عيان.

 

وأثار هذه الخبر ضجة في العالم وحطم كل النظريات المضادة للكتاب المقدس والعقيدة المسيحية. ونشر الخبر في الصحف ووكالات الأنباء العالمية سنة 1994م، ثم نشرت الخبر جريدة الديلى ميل البريطانية في 23 مارس 1996م تحت عنوان “ هل هذه شهادة شاهد عيان تبرهن على أن يسوع عاش على الأرض ” في صفحتين كاملتين معلنة نهاية مزاعم وادعاءات النقاد الذين زعموا أن الأناجيل قد كتبت بعد فترة طويلة من صعود المسيح وأكدت على أن ناسخ هذه البردية لا بد وان يكون أحد الذين شاهدوا السيد المسيح واستمعوا إليه (وتصور الصورة أعلاه الأجزاء المكتشفة والترجمة الإنجليزية لها كما نشرتها الجريدة)(9).

2 – بردية الإنجيل للقديس لوقا، وتوجد هذه البردية (P4) والتي تضم أجزاء من الإنجيل للقديس لوقا في المكتبة القومية في باريس وكانت تؤرخ على أنها ترجع للقرن الثالث الميلادي، وبعد الدراسات الحديثة التي تمت مؤخراً أعلن العلماء ومنهم العالم الألماني كارستين ثيد، أيضاً، في كتابه ” Jesus Papyrus ” أن هذه البردية كانت جزءًا من نفس مجلد بردية الإنجيل للقديس متى وترجع لنفس تاريخ نسخها، أي قبل سنة 68م، ويرى البعض أنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني على الأكثر.

(2) مخطوطة جون رايلاندز (P5) والتي اكتشفت بصحراء الفيوم بمصر سنة 1935والمحفوظة بمكتبة جون رايلاندز في مانشستر بإنجلترا وعندما قام روبرتس C H Roberts خبير البرديات في أوكسفورد بدراستها واستشارة علماء البرديات الأكثر خبرة منه وجدوا أنها ترجع لما بين 117 و135م، ويرى بعض العلماء أنها ترجع لما بين 85 و95م. وتحتوي على (يوحنا 31:18-33).

 وقد برهنت هذه المخطوطة على بطلان ادعاءات النقاد الذين زعموا أن القديس يوحنا لم يكتب الإنجيل المعروف باسمه وإنما الذي كتبه هو أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في القرن الثاني!! ولكن بعد اكتشاف هذه المخطوطة انهارت هذه النظرية تماماً وتأكد لهم صدق ما سلمته لنا الكنيسة بالتقليد وأن كاتب هذا الإنجيل بالروح القدس هو القديس يوحنا الرسول.

(2) مخطوطة أكسفورد (p90) وتشتمل على جزء من الإنجيل للقديس يوحنا (36:18-7:19) ومحفوظة بمتحف اشمولين بأكسفورد وترجع لحوالي سنة 150م.

(3) مجموعة بودمير التي اكتشفت بمصر سنة1950م ومحفوظة بمكتبة بودمير بجنيف بسويسرا وتضم خمس مخطوطات تحتوى على جزء كبير من العهد الجديد، أهمها:

أ – مخطوطة (P66) موجودة في مجلد مكون أصلاً من 146 ورقة ويوجد منها الآن 100ورقة وبعض الأوراق القليلة في مكتبات أخرى، وتشتمل على الإنجيل للقديس يوحنا بالكامل باستثناء بعض الأجزاء التي تلفت صفحاتها. وترجع حسب أحدث الدراسات لما بين سنة 125 و150م.

ب – مخطوطة (P72) وتشتمل على رسالتي بطرس الرسول الأولى والثانية وترجع لسنة 200 م.

ج مخطوطة(P75) وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا. وترجع لحوالي سنة 180م ونصها شبيه تماماً بنص المخطوطة الفاتيكانية والتي ترجع للقرن الرابع وهى بذلك تبطل بصورة حاسمة وقاطعة مزاعم النقاد الذين ادعوا أنه حدثت مراجعة للعهد الجديد في القرن الرابع وتثبت سلامة نصوص وآيات العهد الجديد عبر كل العصور.

(4) مجموعة تشستر بيتى المحفوظة في مكتبة تشستر بيتى في دبلن والتي ظهرت أيضا بمصر سنة 1930 / 1931م وتلي مجموعة بودمير مباشرة من حيث الزمن أو المحتوى:

أ – مخطوطة (P45) وتحتوى على أجزاء كبيرة من الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل. ولهذه البردية جزء آخر موجود في المكتبة الوطنية بفيينا يحتوى على جزء من الإنجيل للقديس متى (41:25-39:26)، وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة 200م، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لسنة 150م.

ب – مخطوطة (P46) وتحتوي على جزء كبير من تسع رسائل لبولس الرسول (رومية و1كورنثوس و2كورنثوس وغلاطيه وأفسس فيلبى وكولوسى و1تسالونيكى وعبرانيين)، وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة200م. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لحوالي سنة 85م، أي أنها نسخت في حياة القديس يوحنا.

ثانيا: أهم مخطوطات القرن الثالث والرابع والخامس:

(1) مخطوطة (P47) وتحتوي على ثلث سفر الرؤيا (10:9-2:17) في عشر ورقات وترجع لحوالي سنة 280م. ويوجد منها ثلاثون ورقة في جامعة ميتشجان بامريكا.

(2) المخطوطة السينائية (ألف عبري 01) وكان قد اكتشفها العالم الألماني قسطنطين فون تشندروف في دير سانت كاترين بسيناء سنة 1844م، وترجع لسنة 340م وتضم العهد الجديد كاملاً ونصف العهد القديم (الترجمة اليونانية السبعينية) وتمثل النص الأصلي بدقة شديدة. وهي محفوظة الآن بالمتحف البريطاني.

(3) المخطوطة الإسكندرية (A02) وتضم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كاملاً عدا أجزاء من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس يوحنا و2كورنثوس، وترجع لسنة 450م ومحفوظة في المتحف البريطاني إلى جانب المخطوطة السينائية.

(4) المخطوطة الفاتيكانية (B03)؛ ومحفوظة بمكتبة الفاتيكان، وهي مكتوبة في الإسكندرية، وترجع لما بين 325 و350 م وتضم معظم العهد الجديد والعهد القديم، وهي مثل المخطوطة السينائية تمثل النص الأصلي بدقة شديدة وتتفق مع البردية P75 التي ترجع لحوالي سنة 180م.

(5) المخطوطة الأفرايمية (C04)؛ وترجع لسنة 450م وتضم أجزاء كبيرة من كل أسفار العهد القديم والعهد الجديد وتمثل النص الأصلي بدرجة كبيرة وهي محفوظة في المكتبة القومية في باريس.

(9) المخطوطة البيزية (D05) وترجع لسنة 450م وتضم الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل ومكتوبة باللغتين اليونانية واللاتينية على صفحتين متقابلتين ومحفوظة في مكتبة جامعة كامبردج.

4 – مخطوطات قمران والعهد الجديد(10):

 

1- مخطوطة (7Q5) والإنجيل للقديس مرقس؛ بعد اكتشاف مخطوطات قمران في كهوف وادي قمران بالبحر الميت وجد في كهف 7 مجموعة من المخطوطات باللغة اليونانية وعند دراسة العالم الأسباني جوسي آو كالاجان O Callagghan وجد بها بعض القصاصات بها آيات من العهد الجديد، وبعد الدراسة توصل للآتي؛

(1) أن كهف 7 هو الكهف الوحيد في كهوف قمران الذي وجد به نصوص يونانية.    

(2) أقفل الكهف نهائياً سنة 68 م عندما استولت الكتيبة الرومانية العاشرة على المنطقة في ذلك التاريخ، وبالتالي فكل ما بالكهف مكتوب قبل سنة68م.

(3) المخطوطة(7Q5) تحتوي على الآيات (52:6-53) من الإنجيل للقديس مرقس.

(4) بعد دراسة اللغة وأسلوب الكتابة توصل إلى أن التاريخ المحتمل لهذه المخطوطة يرجع لسنة 50 م. ويجب أن نضع في الاعتبار أن وجود جزء من الإنجيل في مغارة متعبد يهودي يعنى أنه قد توصل إليها بعد انتشارها في الأوساط المسيحية بعدة سنوات، وبما أن الكهف قد أغلق سنة 68 م فلابد أن يكون قد حصل عليها قبل ذلك بفترة وبعد أن كتب الإنجيل واستدار وأنتشر بعدة سنوات. وهذا يعنى أن هذه المخطوطة قد كتبت في الوقت الذي كان فيه القديس مرقس ومعظم الرسل أحياء.

 

2 – مخطوطات قمران وبقية اسفار العهد الجديد؛ كما وجد أيضاً في نفس الكهف 8 قصاصات أخرى غير (7Q5) تتطابق مع بعض فقرات العهد الجديد منها ثلاثة من الإنجيل للقديس مرقس، وهي كالآتي:

 7Q6 = مر28:4    7Q7 = مر17:12       7Q6= أع38:27   7Q9 = رو11:5- 12

7Q4 = 1تى 16:3-3:4 7Q8 = يعقوب 23:1-24

7Q10 = 2بط15:1   7Q15 = مر48:6      

 وكان منطقه في ذلك هو؛ ما دام هناك نصوص في الكهف من العهد الجديد فمن الطبيعي أن يكون هناك نصوصاً أخرى منه. وقد تبين له أن الأربع قصاصات المأخوذة من الإنجيل للقديس مرقس نسخها أربعة نساخ مختلفين.

 وفيما يلي جدول بأهم وأقدم الوثائق والمخطوطات التي وجدت في القرنين الأول والثاني الميلاديان والتي تؤكد وجود مخطوطات العهد الجديد في نهاية القرن الأول وبداية الثاني وصحة العقائد المسيحية كما سلمها لنا رسل المسيح وتلاميذه:

المخطوطة

محتوياتها

تاريخها

كتابة كل أسفار العهد

الجديد بالروح القدس

45 – 95

بردية الكلية المجدلية P64

متى:726- 8 10و14-15

و21-23و31

قبل سنة 66م

مخطوطة قمران 7Q5

مرقس52:6-53

ما بين سنة 50 و68م

مخطوطة قمران 7Q4

1 تيموثاؤس 16:3-3:4

قبل سنة68م

مخطوطة برشلونة P67

متى 9:3،15؛

متى 20:5-22 ,25-28

قبل سنة 66م

مخطوطة باريس P4

لوقا 23:3؛ 38:5

قبل سنة 66 م

مجموعة رسائل ق. بولس

10 من رسائل القديس بولس

سنة 85 م

أكليمندس الروماني

أقتبس من متى ومرقس ولوقا و1كورنثوس وأفسس و1تيموثاؤس وتيطس وعبرانيين.

95م

الدياديكية

أشار إلى الإنجيل ككل وأقتبس كثيرا من متى.

حوالي 100م

رسالة برنابا

اقتبست من متى و1و2تيموثاؤس.

حوالي 100م

أغناطيوس

أقتبس من متى ويوحنا وأعمال ورومية وأفسس وكولوسي و1تسالونيكي.

توفي 107م

بوليكاربوس

اقتبس من متى ومرقس ولوقا وأعمال 1و2كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبي و1و2تسالونيكي و1و2تيموثاؤس وعبرانيين و1يوحنا.

108م

بابياس

تحدث عن كتابة متى ومرقس بواسطة الرسولين

110م

جون ريلاندز P52

أقدم مخطوطة ليوحنا وتحتوي على يوحنا 31:18 – 33 و37و38

ما بين سنة 100 – 125 م

ماركيون الهرطوقي

استخدم إنجيل لوقا وعشر من رسائل بولس.

140م

مجلد يوحنا P66

معظم الإنجيل للقديس يوحنا

ما بين 125 و150 م

P45

11 من رسائل القديس بولس

سنة 150 م

P77

متى 30:23-39

سنة 150 م

P87

فليمون 13 – 15 و24 – 25

سنة 125 م

P90

يوحنا36:18 – 7:19

سنة150 م

P77

30:23 -39

سنة 150م

P1

متى 1:1-9 و12 و14 – 20

حولى سنة 100 م

P90

يوحنا 36:18 -7:19

ما بين 125 – 150 م

يوستينوس الشهيد

شهد لقراءة الأناجيل الأربعة أيام الأحد وأقتبس منها جميعاً ومن معظم رسائل بولس والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا.

150م

تاتيان السوري

يضم الأناجيل الأربعة في إنجيل واحد أسماه الدياتسرون أي الرباعي.

160م

P32

تيطس 11:1-15؛ 3:2-8

سنة 175 م

إريناؤس

أكد وحدة الأناجيل الأربعة وأقتبس 1,819 مرة من كل أسفار العهد الجديد، عدا فليمون وعبرانيين و2بطرس و2و3يوحنا ويهوذا.

180م

الوثيقة الموروتارية

تضمنت الأناجيل الأربعة و12 من رسائل بولس و1و2يوحنا ويهوذا ورؤيا.

200م

المخطوطة السينائية

كل العهد الجديد

سنة 340 م

المخطوطة الإسكندرية

كل العهد الجديد

سنة 450 م

 مما سبق يتبين لنا أنه كان من المستحيل على الأباطرة الرومان، برغم كل قوتهم وجيوشهم، أن يجمعوا كل نسخ الإنجيل التي كانت مع المؤمنين، في عشرات الدول ومئات المدن وآلاف القرى وعشرات الألوف من المنازل والكنائس والكهوف والمقابر ومغارات الجبال التي كان يصلي ويختبئ فيها المسيحيون؟ أو التي كانت مدفونة في الرمال.

5 – اقتباسات آباء الكنيسة من أسفار العهد الجديد:

أقتبس هؤلاء الآباء، تلاميذ رسل المسيح وخلفائهم، والذين عاشوا في بلاد مختلفة في الشرق والغرب والشمال والجنوب وتكلموا بلغات مختلفة، آلاف الاقتباسات من الأناجيل الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد. وكانت هذه الاقتباسات كثيرة جداً لدرجة أن أحد العلماء نجح في إعادة العهد الجديد بالكامل، عدا إحدى عشرة آية فقط، وذلك من الاقتباسات التي اقتبسها آباء ما قبل مجمع نيقية (سنة 325م) والتي بلغ عددها 32,000 اقتباساً. ويصل عدد الاقتباسات بإضافة ما اقتبسه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (المتوفى سنة 430م) 38,000 اقتباسٍ. كما وجد العلماء أن عدد الاقتباسات التي اقتبسها آباء الكنيسة، في كتاباتهم وتفاسيرهم وعظاتهم، حتى سنة 440م يزيد عن 200,000 اقتباساً يمكن منها استعادة العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة بدون الحاجة إلى مخطوطات النص ذاته.

وفيما يلي جدول بعدد ما أقتبسه بعض آباء الكنيسة في الشرق والغرب، في كتاباتهم التي وصلت إلينا، في القرنين الثاني والثالث:

الكاتب

الأناجيل

أعمال

رسائل بولس

الرسائل العامة

رؤيا

الإجمالي

يوستينوس

268

10

43

6

3

330

إريناؤس

1,038

194

499

23

65

1,819

أكليمندس الإسكندري

1,017

44

1,127

207

11

2,406

أوريجانوس

9,231

349

7,779

399

165

17,922

ترتليان

3,822

502

2,609

120

205

7,258

هيبوليتوس

734

42

387

27

188

1,378

يوسابيوس

3,258

211

1,592

88

27

5,176

المجموع

19 ألف و368

ألف و

352

14 ألف و35

870

664

36 ألف و289

وهكذا تبرهن لنا صحة كتابة العهد الجديد في القرن الأول وعصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه ووصوله إلينا سالماً بدون زيادة أو حذف كلمة واحدة. ويمكننا أن نقول مع فريديك كنيون المتخصص في علم البرديات ” إن نصوص الكتاب المقدس أكيدة في مادتها … والعلماء مقتنعون أنهم يمتلكون صورة النص الحقيقي … ويمكن للمسيحي أن يمسك بالكتاب المقدس كله في يده ويقول بدون خوف أو تردد أنه يمسك بكلمة الله الحقيقية التي سُلمت عبر القرون من جيل إلى جيل بدون أن يفقد شيئاً من قيمتها “.

 

(*) أنظر كتابنا ” هل آمنت الكنيسة الأولى بلاهوت المسيح؟ ” ج 6 من سلسلة ” أسئلة عن المسيح “.

(1) Antiquities 18. 3,3 (63-64).

(2) Josh McDowell & Bill Wilson. He Walked Among Us p. 64.

(3) عوض سمعان ” قضية الغفران ” ص 108 وبقولا يعقوب غبريال ” مباحث المجتهدين ” ط 6 ص 76.

(4) W.T. Bib. Is The Bible The Word of God? p. 65.

(5) The Verdict of History, by Gary R. Habermas, pub. by Thomas Nelson Publication, Nashville, Tn, 1982, pp. 87-88.

(6) The Verdict of History, p. 100 & He Walked Among Us p. 53,54..

(7) عوض سمعان ” قضية الغفران ” 109.

(8) He Walked Among Us p. 54.

(9) See also ” The Jesus Papyrus: The Most Sensational Evidence on the Origins of the Gospels Since the Discovery of the Dead Sea Scrolls
Carsten Peter Thiede & Matthew D’ Ancona.

(10) Charisten Peter Thiede “The Earliest Gospel Manuscript? 7Q5 Qumran Fragment And Its significant For The New Testament studies”.

 

الوثائق التي تثبت صحة العهد الجديد وعصمته واستحالة تحريفه

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !