أبحاث

الزوجات في الكتاب المقدس – المرأة في الكتاب المقدس ج6

الزوجات في الكتاب المقدس - المرأة في الكتاب المقدس ج6

الزوجات في الكتاب المقدس – المرأة في الكتاب المقدس ج6

 

الزوجات في الكتاب المقدس - المرأة في الكتاب المقدس ج6
الزوجات في الكتاب المقدس – المرأة في الكتاب المقدس ج6

 

 

إن كلمة زوجة بصيغتي المفرد والجمع قد وردت في الكتاب المقدس أربعمائة مرة – والكتاب يبين أيضاً أثر الزوجة الصالحة والزوجة الشريرة… ولهذا السبب تكررت توصية الله لشعبه بعدم الزواج من بنات الأمميين كي لا يضل عن الإيمان…. وفي شعائر الزواج يترنم القارئ بما قيل في المزمور ” امرأتك تكون كالكرمة المخصبة في جوانب بيتك” (مز 128: 3)…. ومثل هذه  الصورة تملأ النفس سلاماً وطمأنينة لأنها تتضمن الظل الظليل الذي يستطيع المتعب أن يستريح تحته وفي الوقت عينه يستمتع بالثمر اللذيذ الناتج من خصب الكرمة.

     وسنبــدأ بالحديــــث:

أولا: 1 – عن زوجات لم يذكر الكتاب المقدس أسمائهن لكل منهن مكانة أعلنها الكتاب المقدس ووجب التأمل فيها…

وإن كـان مـا ورد عنهـن جـزء ليـس بالكثيـر:

ونبدأ بالحديـث عـن زوجـة نـوح التي ورد ذكرها خمس مرات (تك 6،  7) والتي دخلت مع زوجها الفلك في رضى وعاشت معه خلال الطوفان هي وأولادها وزوجاتهم – فهي وكناتها الأمهات للجنس البشري الذي عاش بعد الطوفان،  ولما خرجت معه من الفلك شاركته رفع الذبيحة وشكر الله على حفظ عائلتها من فتك الطوفان.

وهناك زوجة وثنية أثبت الكتاب المقدس حكمتها هي زوجة نعمان السرياني،  فلو لم تكن هذه الزوجة رقيقة الإحساس تحسن معاملة أهل بيتها وحتى عبيدها وإمائها لما أبدت البنت اليهودية الأسيرة شفقتها عليها في محنتها ولما نصحتها بمطالبة نعمان بالذهاب إلى أليشع النبي – فقد علمنا الكتاب المقدس أن ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد،  إذاً فلا بد أن تكون زوجة نعمان  قد زرعت المحبة التي أدت في النهاية إلى شفاء زوجها من البرص.

2 – وفي الفترة السابقة على سقوط أورشليم نقرأ عن اثنتين من زوجات الأنبياء:

الأولى: زوجة أشعياء النبي:

الذي يصفها هو بكلمة ( نبية ) – وليس بغريب أن ينتقي نبي عظيم كأشعياء امرأة لها استعداد روحي خاص يجعل منها نبية.

الثانية: زوجة حزقيال  النبي:

ويقول الكتاب المقدس عنها أنها ( شهوة عينه ) – وحزقيال جمع بين النبوة والكهنوت،  ومع هاتين الكرامتين صدر حكم عليه من الله،  نراه قاسياً للغاية ولكنه تقبله منه في رضى تام – ذلك أن الله أنبأه بأن زوجته ستموت في المساء وشفع هذا الخبر بالأمر له بأن لا يبكي ولا ينوح بل يستمر في تأدية رسالته نحو الشعب.

وقام النبي في ذلك اليوم وترك زوجته التي كان يعلم أنها ستفارقه بعد ساعات وخرج إلى الشعب ينذره بخراب أورشليم إن لم يرجعوا ويتوبوا.

              (حز 24: 15 – 26 )

ثانيا: وهناك زوجات سواء ذكر الكتاب المقدس أسمائهن أو لم يذكر،  ولكن القلم السماوي للكتاب المقدس رأى أنه من المناسب أن يصور بدقة،  ليس فقط الأخيار بل أيضاً الأشرار،  لكي نعرف حقيقة الطبيعة البشرية بما فيها من خير وشر مثل:

عادة وصلة زوجات لامك – زوجة لوط – زوجة فوطيفار – أسنات – صفورة – أليشابع – ياعيل  – زوجة جدعون  – زوجة جلعاد  – دليلة  –  فننة  – امرأة فينحاس – أخينوعم – زوجة يربعام – حفصيبة – زوجة أيوب  – جومر – زوجة بطرس الرسول.

والآن لنتتبع قصة حياة كل منهم بالتفصيل وذلك على جزأين:

الآن مع جزء منهن

 

زوجــة نــوح وزوجــات أبنائــه

 

 

الشواهد الكتابية: ( تك 6: 18،  7: 1 و7 و 13،  8: 16 و 18 )

على الرغم من أنه لم يُذكر شيء عن استقامة زوجة نوح،  التي لا نعرف اسمها،  إلا أن أبناءه الثلاثة الذين ذكرت أسماؤهم وزوجاتهم اللواتي لم ترد أسماؤهن،  لا بد أن جميعهم اشتركوا في البر الذي امتدحه الله في نـوح (7: 1)،  وإلا ما خلصت نفوسهم بالماء (1 بط 3: 20). لم يتسرب الفساد إلى أجسادهم،  وكانوا ضمن من شملتهم دعوة الله ” أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك ” , وإذ كان نوح يبلغ 600 سنة عندما جاء الطوفان (7: 6)،  فقد كان له زمن طويل يسير مع الله. لقد تحمل كثيراً من الاحتقار على يد الأشرار وهو يمضي في بناء الفلك،  ويكرز بالبر،  وهو يدعو الأشرار للتوبة قبل الدينونة.

وخلال كل سنوات التجربة هذه،  وفي أثناء تلك المغامرة العظمى بالدخول إلى الفلك بكل ما فيه من كائنات حية،  لا بد أن زوجة نوح كانت مصدر تشجيع عظيم له. لقد وجد في أبنائه زوجاتهم من تعاطفوا تعاطفاً تاماً مع إيمانه وشهادته،  وهكذا أصبحوا أساساً لجنس جديد يعيشون فوق أرض مطهرة. إن كل أمم الأرض قد جاءت من نسل زوجات سام وحام ويافث اللواتي بلا اسم واللواتي ولدن أطفالاً بعد أن استقروا مرة أخرى في الأرض.

                                           ( تك 9: 8 و 9 )

امـــرأة نعمــان

 

الشاهد الكتابي: ( 2 مل 5: 2 – 4 )

في حين أن رئيس جيش ملك سوريا الذي كان مرفوع الوجه،  وكانت له حظوة كبيرة لدى الملك،  وكان جبار بأس،  كان يدعى – نعمان – إلا أن زوجته لم يذكر اسمها.

كان نعمان مصاباً بالبرص مع أن حالته لم تكن خطيرة بالدرجة التي تقعده عن الخدمة العسكرية،  ولا بد أن هذه الحالة قد سببت لزوجته كثيراً من القلق،  وعندما أخبرتها خادمتها بالنبي الذي يصنع المعجزات من السامرة الذي يستطيع أن يشفي زوجها من مرضه الكريه،  وكانت شغوفة بتجربة أي شيء يمكن أن يريحه،  أخبرته عما قالته خادمتها،  من الواضح أن شهادة الخادمة اليهودية الصغيرة كانت تبدو مقنعة،  لأنه عندما كررتها زوجة نعمان وعرف بها ملك سوريا،  تم ترتيب الاتصال بأليشع.

كم تكون الزوجة محظوظة عندما يكون لديها خادمة مخلصة كخادمة نعمان.

 

 

زوجــــة أشعيـــاء  

 

الشاهد الكتابي: ( أش 8: 1 – 4 )

بغض النظر عن حقيقة أن أشعياء،  النبي الإنجيلي،  كان ابن آموص،  فنحن لا نعرف شيئاً عن نشأته.

إن اسمه يعني ” المعونة من الله ” أو ” الله يقدم العون ” قد أُعطي له بلا شك من قبل أبوين قد اختبرا العون الإلهي في حياتهما،  ولا شك أن أشعيـاء نفسه قد عرف الله كمعينه الذي لا يتخلى عنه أبداً،  ونحن نعـرف أن زوجته كانت نبية وأن الولدين اللذين أعطيا له قد أعطيا كآيات وعجائـب (8: 18 )،  وكنبية كانت تمتلك مواهب نبوية لكي تستغل في خدمة الله.

كان أشعياء وزوجته التي لم يذكر اسمها متفقين في فهم أفكار الله ومشوراته،  كانت حياتهما المتناغمة مختلفة عن حياة التبتل التي أرميا،  والبؤس الذي عاناه هوشع في حياته المنزلية ( 1: 2 )،  والخسارة الكبيرة التي عاناها حزقيال ( 24: 16 – 18 ).

أول اسم لولديهما هو شآربإشوب الذي كان كبيراً بما فيه الكفاية لمقابلة آحاز ( 7: 3 )،  والذي يعني اسمه ” عودة البقية “،  وهي نبوة عن العودة الحرفية والروحية لإسرائيل،  وكان أشعياء وزوجته موهبة النبوة،  فقد أسميا ابنهما اسماً له دلالة نبوية مبشرة بالأمل.

والابن الثاني كان له اسم غامض له مدى بعيد وهو مهير شلال حإش بز،  أي ” السرعة،  التقدم ” ويعني أنهم ( الأشوريون ) يسرعون إلى الغنيمة – ويأخذون سوريا والسامرة – إنهم يتقدمون نحو الفريسة ” فمثل هذا الاسم،  فيه إشارة نبوية للهروب اليائس للجيشين السوري والسامري أمام غزاتهم،  وكان يُعتقد أنه لغز غامض ومبهم في أورشليم. وقد تمت النبوة في عام 732 ق. م عندما استولى تلغث فلاسر الثالث على دمشق. لابد أن النبي التقي كان ممتناً لزوجته التي شاركته الرؤى النبوية.

زوجـــة حزقيـــال  

 

          الشاهد الكتابي: ( حز 24: 15 – 27 )

إن كثيراً من أعمال الله تبدو لعقولنا المحدودة صعبة الفهم. ” فنحن ننظر الآن في مرآة في لغز “. ” كانت زوجة حزقيال محبوبة جداً “،  فقد أخذ الله شهوة عينيه بضربة من الزوج الذي كان يحبها. ومما زاد من حدة هذا الانفصال المأساوي ،  أن حزقيال أُمر بأن لا يبكي عليها ولا يشترك في المدة المقررة للنوح عليها، بل أن يعمل كما لو لم يكن قد حدث شيء على الإطلاق.

ألم تكن الزوجة تستحق الدموع ؟ هل كانت امرأة فاسدة ضالة وتستحق الهجر دون أن تكون مرغوبة ؟ كلا،  فزوجة حزقيال كانت أفضل النساء ذات وجه جميل ونفس أكثر جمالاً،  وكانت مواسية حقيقية لزوجها النبي في مهمته الصعبة المؤلمة،  ومع ذلك فقد أُمر حزقيال بعدم البكاء عليها ووداعها الوداع الأخير.

والسبب المقدم لهذه التجربة المريعة أن حزقيال في خسارته هذه كان آية لما سوف يحرم الله شعبه منه بسبب بعدهم عنه.

لقد ماتت كآية،  وفي صباح اليوم التالي لوفاتها،  أطاع النبي بحزن دفين في قلبه الأمر الإلهي،  وعندما وُبخ بعنف من قبل الذين عرفوا كيف أنه هو وزوجته يحب كل منهما الآخر،  قال لهم أن التجربة الحزينة ما هي إلا رمز للحزن الأعظم الذي كان عليهم أن يتحملوه،  وأنه عندما يبتلعهم الحزن ” أن يتحلوا بشجاعة الرجال،  ولا يغوصون في حمأة اليأس،  ولكن بالشجاعة والتوبة يُعدون الطريق لصحوة قومية في المستقبل البعيد “

إن الحقيقة الجلية لقلوبنا في التضحية التي طُلب من حزقيال أن يقدمها أنه ” تأتي أوقات في حياتنا يتعاظم فيها دور الحب والواجب ” إن حبنا الطبيعي ورغباتنا يجب أن تخضع لحب أعظم.

زوجــــات لامـــك  

 

عـــادة وصلـــة زوجــات لامــك

الشاهد الكتابي: ( تك 4: 19 – 23 )

   عــــادة­

معنى الاسم: الزينة والجمال والمتعة،  والاسم العبري الأصلي اسم مركب مكون من كلمتين عدايا ” التي يزينها يهوه ” ومعدايا ” زينة من يهوه ”

عادة والزوجة الأخرى صلة أول امرأتين يطلق عليهما أسماء بعد حواء،  فلا ذكر لزوجة قايين ولا البنتين الأخريين لآدم وحواء،  وكانت عادة إحدى زوجتي لامك الذي كان من الجيل السابع من آدم.

وكانت عادة أماً لولدين يابال ويوبال،  أصبح يابال راعي غنم شهير، وأباً لساكني الخيام وقبائل البدو،  وكان يوبال أول شخص يُدخل فن الموسيقى الرفيع في العالم ” أباً لكل ضارب بالعود والمزمار.

 

ولا شـك أن العالـم يديـن بفضـل كبيـر لابنـي عـادة،  وبنـوع خاص لموسيقـى يوبـال.

لم يكن لامك أباً لولدين فقط من عادة،  قدما للعالم الشيء الكثير،  ولكنه كان أيضاً أول شخص متعدد الزوجات في الكتاب المقدس،  إن بيت لامك الذي كان أول بيت به أكثر من زوجة،  كان يضم أول عائلة يدب الحقد والغم والحزن بين أفرادها،  فبسبب موافقة عادة وصلة على أن تصبحا أول زوجتين لرجل واحد،  فقد خضعتا لنظام حط من كرامة المرأة ودنس وصايا الله وجلب تعقيدات ومضاعفات خطيرة،  عن طريق الخطية،  على الجنس البشري. لأن لامك يجب أن يحتمل وزر دمار الحياة الأسرية الحقيقية.

وقصيدة لامك الشعرية التي يمتدح فيها نفسه ويهديها لزوجتيه،  جديرة بالاهتمام، . إنها أقدم قصيدة شعرية في الكتاب المقدس وهي تعرف باسم ” نشيد لامك المرعب “

  • اسمعا قولي يا امرأتي لامـــك وأصغيـــا لكلامـــي
  • فإنـــي قتلـــت رجــــــلاً لجرحـــي وفتـــى لشدخـــي
  • إنه ينتقم لقايين سبعة أضعـــاف
  • وأمـــا لامـــك فسبعـــة وسبعيــــــن

وبأسلحة أخرى اخترعها ابن آخر هو توبال قايين يسر لامك بالانتقام العنيف الذي يستطيع أن يواجه به كل من يهاجمه،  وهكذا يختتم المؤرخ سجل نسل قايين بهذه القصيدة المتألقة التي تمتدح الدفاع المسلح وإراقة الدماء جنباً إلى جنب مع ما يدل على حياة الترف والمتعة.

 

 

 

   زوجــة لامـك الأخــرى صلـة

معنى الاسم: الظل القاتم أو الحماية

كانت أم ” نعمة ” أول ابنه ذكرت في الكتاب المقدس ويعني اسمها ” جمال “،  كانت صلة أم توبال قايين الذي كان مؤسساً للحرف القديمة كالتعدين والحدادة،  ليس هناك دليل على علاقته بالله أو خدمته في سجل لامك وعائلته، والأسماء التي أعطاها هو وزوجته لأبنائه ” تدل على تزايد الرفاهية التي كانت تُميز أسرة قايين،  لقد كانت فترة الانتقال إلى الفنون وأعمال الفكر جنباً إلى جنب مع الشرور التي كانت منتشرة في تلك الأوقات.

زوجــــة لــــوط  

 

الشاهد الكتابي: ( تك 13: 10 )

لا يذكر الكتاب شيئاً عن حياة هذه المرأة قبل أن تتزوج لوط،  لكن الرأي الأرجح أنها لم تكن من أهل سدوم وعمورة،  وإنما جاءت مع لوط من أرو الكلدانيين لأن لوط قضى في سدوم وعمورة ما يقرب من عشرين عاماً،  وهذه المدة لا يمكن أن تكون كافية ليتزوج فيها وينجب ويصاهر،  ويبقى معه في البيت أصغر ابنتين غير متزوجتين،  وتصلحان للحياة الزوجية.

إذن فهذه المرأة جاءت مع إبراهيم وسارة ولوط،  فهي أعضاء القافلة العظيمة المقدسة التي خرجت من أرو الكلدانيين،  تنشد غاية من أعظم الغايات التي وضعت أمام الإنسان في الأرض،  ولم يكن خروج إبراهيم من أرو الكلدانيين بدافع الظن أو الوهم أو الخيال،  بل على العكس كان مدفوعاً برؤيا حقيقية ومجيدة أو كما يقول استفانوس: ” ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو فيما بين النهرين “

وما من شك بأن هذه الرؤيا،  لم تسيطر على إبراهيم وحده،  بل استولت على الذين كانوا معه،  ومن بينهم امرأة لوط،  فالمرأة بهذا المعنى،  كانت تنتسب إلى عائلة،  لا شبهة في أنه لم يكن هناك على ظهر الأرض في ذلك الوقت من هو أسمى منها وأعظم وأقدس.

ومن المتصور جداً أن المرأة استمعت مع لوط زوجها إلى الكثير من التعاليم من أبينا إبراهيم،  بل من المتصور أيضاً أنها أخذت الكثير من مبادئ سارة ومُثلها وأفكارها وعواطفها،  هذا إلى جانب شركتها،  كواحدة من العائلة في تقديم المحرقات والذبائح التي كان إبراهيم يقدمها على المذبح أمام الله.

كانت المرأة إذن ذات بداءات واضحة في الرؤيا والإيمان والتعليم والعبادة والخدمة والحق.

المرأة والتجارب الزاحفة:

على أنه إلى جانب هذه كلها،  كانت هناك سلسلة من التجارب تزحف على قلب المرأة،  وتأخذ سبيلها إلى هناك لتسكن وتبقى وتتأصل وتترعرع،  وهــي:

1 – الحســـــد:

إذ ترى إبراهيم ينمو في كل شيء،  ويتضاءل لوط بجانبه،  ولا يكاد يظهر / فثروة إبراهيم،  ومركزه،  ومجده،  وعظمته لا تكاد في تصورها،  تعطي لابن أخيه شيئاً من هذا القبيل،  ومهما أخذ لوط فانه يقع على الدوام في الظل،  أو الظلام.

وويل للإنسان إذا بدأ قصته بالحسد،  إذ تختل فيه كل الموازين ولا يستطيع أن يحكم على شيء واحد حكما صادقاً سليماً.

2 – وقد جر الحسد إلى نفس هذه المرأة وزوجها رذيلة الطمع:

التي أوجدت المخاصمة بين رعاة مواشي إبراهيم ورعاة مواشي لوط – ولم تكن عين لوط وحدها هي التي رأت كل دائرة الأردن أن جميعها سقي كجنة الرب كأرض مصر – بل لعل لوط أطل على الأرض من خلال عيني زوجته أو على الأقل وجد منها تشجيع ومساعدة لنقل خيامها إلى سدوم،  بهدف الوصول إلى الثروة التي إن لم تكن أعظم من ثروة إبراهيم،  فلا يمكن أن تكون أقل بحال من الأحوال،  وقد صدق الكتاب عندما ربط بين الطمع وعبادة الأوثان في قول الرسول بولس ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “

والطامعون في العادة لا يقفون عند حد ولا يقبلون أن يكون المال هو الشيء الوحيد،  فقد كانت المرأة تطمع في شيء آخر،  المجد والشهرة والمركز العالمي،  وهي لهذا لا تقبل أن تقف على أبواب سدوم،  بل لا بد أن تدخل داخل أسوارها،  وهي لا تقف غي الطرف من سدوم،  بل لا بد أن يكون بيتها في أفضل مكان هناك،  وقد تم للمرأة ما طلبت إذ ظلت وراء زوجها تدفعه خطوة فخطوة حتى أصبح يجلس على باب سدوم.

هل رأيتم بعد هذا كله زحف الحسد،  والطمع،  وحب الشهرة،  والمركز،  وحياة الترف إلى قلب هذه المرأة،  التي لم تدخل إلى سدوم لتسكن فحسب،  بل دخلت سدوم بأكملها في قلبها،  وأصبحت هي وسدوم شيئاً واحداً في الطبيعة والمصير.

المرأة والخسارة الفادحة:

  • لعلى أولى الخسائر كانت الراحة المفقودة، لقد أخذت كل شيء ولكنها مع ذلك لم تأخذ الراحة.
  • كما أن امرأة لوط خسرت شيئاً آخر وهو نفسها، سواء كان ذلك بسبب الشك الذي تسرب إلى نفسها،  أو لأنها امتلأت بالحزن والحنان والأسى على ما تركته هناك في المدينة من أحياء وأموال،  أو لأنها لم تستطع أن تدرك أن للحياة معنى بعد أن فقد كل شيء. 

سواء كان الشك أو الحنان أو اليأس،  أو جميعها مجتمعة معاً،  فإن المرأة لم تنتفع على الإطلاق بما سارته من شوط طال أو قصر في طريق الخلاص،  وتساوت مع أهل سدوم،  رغم البداءات الحسنة في سيرها.

هل لنا بعد ذلك كله،  أن نذكر أن المرأة،  وقد أفزعت زوجها وابنتيها،  وهي تتحول فيما يشبه الصاعقة أمام عيونهم،  إلى عمود ملح،  يرنو بعينين فقدتا النور والضياء،  إلى مدينة سدوم.

هل لنا أن نذكر،  بأنها قد جُعلت بهذا المعنى عبرة لجميع الأجيال،  كما أضحت سدوم وعمورة سواء بسواء وأنها ستبقى هكذا حتى يأتي السيد المسيح حسب قوله الصادق الأمين المبارك: ” هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان في ذلك اليوم من كان على السطح وأمتعته في البيت فلا ينزل ليأخذها والذي في الحقل كذلك لا يرجع إلى الوراء “…. اذكروا امرأة لوط.

زوجـــة فوطيفـــــار  

 

 

الشاهد الكتابي: ( تك 39 )

  • هي نموذج لامرأة فاسدة وثرية وجميلة تشتهي واحداً من أطهر الرجال يوسف الصديق.
  • إذ يخلط البعض بين الحب والشهوة، ولكم يمكن التمييز بين الحب كعطاء والشهوة كأخذ
  • كمثال ما حدث غي حياة يوسف الصديق وامرأة فوطيفار
  • تُرى من أحب الآخر يوسف أم امرأة فوطيفار ؟

لو كانت المرأة المصرية أحبت يوسف الصديق بصدق فكيف قبلت أن تضره وتؤذيه ؟ وكيف قالت عنه أنه ” شتمني وحسبني زانية وأخطأ إلى زوجي وازدرى بكل من في البيت وخانه أمام الله ” إنها كلمات عدو ليوسف وليس إنسان محباً له… لهذا ألقته في السجن… وكان من الممكن أن يبقى حياته كلها في السجن لولا عناية الله به.

ولكن العجيب أن يوسف هو الذي كان يحب امرأة سيده ولكنه لم يكن يحبها الحب الشيطاني الذي أحبته إياه… بل أحبها محبة حقيقية إلهية لهذا حذرها من الخطية بروح الحب ” هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت ” فأراد أن يوقظ ضميرها لكي تعرف مركزها ومركز من تعشقه.. إنها سيدته وكأنه يقول لها عار عليكي أن تشتهي عبداً… وإذ لم تخجل قال لها ” كيف أصنع هذا الشر العظيم “.

  القصـــــة:

  • نال يوسف ثقة سيده فرعون مصر فوطيفار ووجد نعمة في عينيه من لطف الله الذي أنجحه في خدمته في بيت فوطيفار – كان يوسف باراً وقد أنعم الله عليه بالكثير من المزايا.
  • كان لسيده زوجة شريرة – وكان يوسف شاباً جميلاً وحيداً وفي أرض وثنية، ولم تكن هناك شريعة وكانت هذه الزوجة تلح عليه لعمل الخطية ولكن يوسف كان عنده التصميم الحاسم ألا يخون سيده الذي اعتمد عليه تماماً.
  • ثم كان هناك تقدير يوسف لما كانت هذه الزوجة تحضه دائماً على فعله، كان يدعو خطية الزنى ( الشر العظيم ) فقد تعلم يوسف في بيته العبراني قدسية الزواج،  ولهذا حصل يوسف على القوة التي جعلته يحفظ نفسه طاهراً.
  • ولكن من أهم الأسباب التي جعلته لا يخطئ رغماً من الإغراء الذي تعرض له، إيمانه واعترافه بوصايا الله ” كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله “.
  • عندما دخل يوسف البيت ليعمل عمله ورأته زوجة فوطيفار فأمسكت بثيابه وقالت له ” اضطجع معي ” فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ماله دفعه ليدي، ليس في البيت من هو أعظم مني،  ولم يمسك عني شيئاً غيرك لأنك امرأته،  فكيف أصنع هذا الشر العظيم “.
  • وقد استطاع يوسف أن يحرر نفسه من قبضتها وهرب تاركاً بعض ملابسه الممزقة في يدها.
  • لقد طرأ في رأسها فكرة شيطانية، لقد تحولت رغبتها ليوسف إلى كراهية،  وتحولت الشهوة إلى كذب واتهام،  ثم دعت الخدم وأرتهم البقايا الممزقة من ثوب يوسف،  منتهزة هذا الدليل الذي ساقته الظروف للإدعاء الكاذب بأن يوسف حاول أن يجبرها على الخطية.
  • لقد حاولت هذه المرأة تشويه سمعته ودعت يوسف باحتقار ” هذا العبراني ” الذي جاء به زوجها إلى البيت ليداعبنا “
  • عندما عاد فوطيفار، أرته زوجته بقايا ثوب يوسف الممزق،  وكررت أكاذيبها،  وكم تأثر قلب يوسف الطاهر بهذا الاتهام الدنس،  عندما اتهمه سيده الذي كان يحبه بارتكاب الخطية التي كان يمقتها بشدة ولم يرتكبها أبداُ.
  • لقد ازداد غضب فوطيفار اشتعالاً بسبب حقد زوجته وأكاذيبها، وعانى يوسف من عقاب السجن غير العادل،  ولكن حتى في السجن عرف يوسف أنه من الأفضل له أن يبقى هناك بضمير غير ملوث عن أن ينجح في قصر إذا كان النجاح يعني الانحطاط الأخلاقي.
  • ومع ذلك فقد كان الرب مع يوسف في السجن لأنه كان الحافظ الأمين للسجين الطاهر، آخرون وجهوا اللوم بدون وجه حق ليوسف،  ولكنه كان مستريح الضمير يثق أن الله الذي رفض أن يخطئ إليه سوف يدافع عنه كما فعل ذلك.

ويمكن أن نتصور أن زوجة فوطيفار قد باتت مؤرقة في كثير من الليالي وهي تفكر في يوسف في زنزانته الضيقة في السجن بسبب شهوتها وكذبها،  ولكن مما يُحسب ليوسف أنه ليست لدينا كلمة مدونة تفوه بها دفاعاً عن نفسه أو ضد تلك المرأة الشريرة التي تسببت في إذلاله.

يد الله كانت هناك،  وقوته ونعمته وحكمته كانت تعمل طوال الوقت خلف الستار على أنها عندما أعطت الجزاء العادل لم تُعطه خفياً بل كان علانية أمام الكل وخرج يوسف من السجن لا ليرد اعتباره وحريته وشرفه فحسب بل ليصبح العبد سيداً والمرءوس رئيساً.

لقد أعطى الرب نعمة ليوسف في عيني سيده حتى أنه قال عنه لعبيده ” هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ” ثم قال فوطيفار ليوسف ” ليس بصير وحكيم مثلك،  أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي “.

 

(  طوبى للرجل الذي نصرته من عندك يا رب )

 

 

زوجـــة يوســـف أسنـات  

 

      الشواهد الكتابية: ( تك 41: 45 – 50،  46: 20)

أسنات أسم مصري نُطقه في اللغة المصرية ( نسي – نيت ) أي المنسوب إلى الإله نيت إله الحكمة بسايس.

ذكرت أسنات ثلاث مرات في الكتاب المقدس بأنها ابنة فوطي فارع كاهن معبد الإله أون إله الشمس،  وكان هذا المعبد من أكبر المعابد في مصر في هيليوبوليس.

تزوج يوسف أسنات وكان هو المتسلط على أرض مصر والمدبر لأحوالها،  وقبل أن تأت سني الجوع،  ولدت أسنات ولدين ودعا يوسف اسم البكر منسى قائلاً ” لأن الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي “،  ودعا اسم الثاني افرايم قائلاً ” لأن الله جعلني مثمراً في أرض مذلتي” ( تك 41: 45 – 50).

إن تقديم فرعون ليوسف أسنات ابنة فارع كاهن أون زوجة يكشف لنا فكر فرعون وهو أن يصبغ يوسف بالصبغة المصرية فيحيا حياة مصرية صميمة.

لقد كان يوسف عظيماً في أرض مصر،  والثاني بعد فرعون،  والمدبر لأحوالها وحوّطه فرعون بإكرام متزايد من الشعب المصري بزواجه من أسنات ابنة أكبر كهنة مصر،  لقد استخدمت بنت فرعون نفس طريقة أبيها عندما ربت موسى فهذبته بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال ( أع 7: 22 ).

استطاع يوسف بزواجه من أسنات أن يستوعب منهج طائفة الكهنة المصريين،  واختلط يوسف بأرقى الطبقات المثقفة في مصر،  واكتسب طبعها ور اها،  وذاب في الجنسية المصرية فكان ابناً لفوطي فارع كاهن أون.

ويطفو في الفكر هذا السؤال: هل رفض يوسف بادئ ذي بدء الزواج من أسنات الوثنية الديانة كما رفض سابقاً الاتصال بامرأة فوطيفار متمسكاً بديانته اليهودية ؟

وللرد على ذلك نقول: إن استجابة يوسف لطلب امرأة فوطيفار الزواج منه كان فيه خيانة لأمانته لبيت فوطيفار وهذا يخالف الزواج من أسنات.

الزواج الأول يعتبر زنى أما الزواج الثاني فقانوني،  لقد أوضح يوسف لفرعون ديانته،  وأنه يتعبد لله خالق السماء والأرض،  وعائلته وأجداده يتعبدون للإله الحقيقي،  لذلك قدم يوسف والده واخوته لفرعون عند حضورهم لأرض مصر،  إنه لم ينس إلهه في عبوديته وقال: ” كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ” فكيف ينساه وهو في حريته.

إن يوسف ظل عابداً للإله الواحد الحقيقي،  لكن زواجه من أسنات الوثنية جعل الدم الوثني يجري في عروق ابنيه منسى وافرايم،  وكان لهذا أثر في انتشار عبادة الأوثان وسط الأجيال المتعاقبة من نسل إسرائيل،  إن المجد الذي ارتقى إليه يوسف قد أُبيد ومجد يعقوب انحصر في سبط يهوذا فقط،  وإذا سألت عن السبب يرد الوحي الإلهي أن يوسف تزوج أسنات ابنة فوطي فارع الكاهن لأون إله الشمس.

وهذا الرد يوافق ما قاله الوحي على لسان بولس الرسول: ” لا تكونوا تحت نير غير المؤمنين،  لأنه أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأي اتفاق للمسيح مع بليعال،  وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن وأي موافقة لهيكل الله مع الأوثان ” ( 2 كو 6: 14 – 16 ). 

 

 

زوجــة موسـى النبـي: صفــورة  

 

 

الشواهد الكتابية: ( خر 2: 21،  22 )

  • اسـم مديانـي معنـاه عصفـورة
  • صفـورة واحـدة مـن سبـع بنـات لثيـرون الكاهـن المدياني ويسمى أيضاً رعوئيل ( خر 2: 18 )

ذهب موسى إلى هذا البيت وهو في سن الأربعين،  هارباً من وجه فرعون،  وسكن أرض مديان،  وجلس عند البئر،  كان لكاهن مديان سبع بنات فأتين واستقين وملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن،  فأتى الرعاة وطردونهن،  فنهض موسى وأنجدهن وسقى غنمهن،  فلما أتين إلى رعوئيل أبيهن قال ما بالكن أسرعتن في المجيء اليوم ؟ فقلن رجل  مصري أنقذنا من يد الرعاة،  وأنه استقى لنا أيضاً،  وسقى الغنم.

دعى يثرون موسى ليأكل طعاماً،  فارتضى موسى أن يسكن مع الرجل،  فأعطى يثرون موسى صفورة أكبر بناته فولدت ابنان،  دعا اسم الأول جرشوم لأنه قال ” كنت نزيلاً في أرض غريبة ” واسم الآخر اليعازر لأنه قال: ” إله أبي كان عوني وأنقذني من سيف فرعون “.

صفورة المديانية لم تشارك موسى في مبادئه وحياته الروحية،  لذلك قاومت ختان ابنها الثاني،  وفيما كانت العائلة مسافرة إلى مصر،  حدث في الطريق أن الرب إلتقاه،  وطلب أن يقتله لأنه لم يختتن ابنه،  فرجعت صفورة عن رأيها لأن حياة موسى كانت في خطر وأخذت صفورة صوانه وقطعت غرلة ابنها،  ومسحت رجليه،  فقالت لموسى إنك عريس دم لي فإنفك عنه،  حينئذ قالت عريس دم من أجل الختان.

ولما شفي موسى وتكاملت صحته،  ذهب إلى مصر حسب أمر الرب الذي ظهر له في العليقة،  لكن صفورة رجعت مع ولديها إلى بين أبيها في مديان،  هذا هو المظهر الثاني لمعارضة صفورة لمنهج موسى الروحي،  وحدث انقسام في أسرة موسى رجل الله،  المرأة الحكيمة هي التي تعبُر مع زوجها دروب الحياة الشاقة.

ولما صار موسى قائداً لبني إسرائيل،  وعبر بالشعب الإسرائيلي البحر الأحمر،  استقر في سيناء،  وتسلم الشريعة من الرب،  سمع يثرون حمو موسى كل ما صنع الله إلى موسى وإلى إسرائيل شعبه،  وأن الرب أخرج إسرائيل من مصر.

فأخذ يثرون حمو موسى صفورة وابنيها جرشوم واليعازر،  وكان موسى نازلاً عند جبل الله فخرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله.

سأل كل واحد صاحبه عن سلامته،  ثم دخلا الخيمة وقص موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين من أجل إسرائيل،  وكل المشقة التي أصابتهم في الطريق وكيف خلصهم الرب،  ففرح يثرون،  سمع موسى لصوت حميه،  وفعل كل ما قال له… ثم صرف موسى حماه فمضى إلى أرضه.

موسى رجل الله لم يعاتب حميه ولا صفورة على تركه إياه في البرية،  وذهابه وحيداً إلى مصر،  ولكن رجل الله المحب نسي كل شيء،  ورحب بهما،  وتم قول الرب ” لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير “

لم نسمع بعد ذلك شيئاً عن صفورة،  ونقول لو تجاوبت صفورة مع زوجها موسى،  وشاركته حياته الروحية العالية ككليم الله،  لتركت أثاراً طيبة في سجل تاريخ الأمة الإسرائيلية.

لم تكن صفورة شخصية ملهمة بين نساء الكتاب المقدس،  ولم تكن تمثل الشخصية النبيلة،  ولم تقدم القدوة التقية في قائمة تاريخ حياة نساء الكتاب المقدس.

هذه القصة كتبت لنتعلم نحن كل السيدات كيف ينظرن إلى أفضال أزواجهن،  وأن يعشن معهن في تجاوب،  وترابط،  في المبادئ والأهداف،  ويعبرن معهم دروب الحياة الشاقة.

 

أليشابـــع  

 

 

الشاهد الكتابي: ( خر 6: 23 )

معنى الاسم: يمين ( قسم الله )

إن هذا الاسم هو الصيغة العبرية من أليصابات،  وقد يكون إشارة لوعد الله العظيم لإبراهيم المُثبت بقسم،  وربما يكون الاسم تذكير بذلك القسم في شدة الفتور القومي والحزن لأنه لابد أنها قد ولدت قرب انتهاء فترة العبودية في مصر.

كانت أليشابع ابنة عميناداب وأخت نحشون القائد في جيش يهوذا،  وأصبحت زوجة هرون رئيس الكهنة وأخي موسى،  وبهذا الزواج ربطت بين السبطين الملكي والكهنوتي.

ولد لهرون وأليشابع: ناداب وأبيهو وألعازر وإيثامار (خر6: 23 )  وهكذا أصبحت أليشابع المؤسسة لكل الكهنوت اللاوي.

 

 

 

 

زوجة جابر القيني ياعيل

 

                                      الشاهد الكتابي: ( قض 4: 17 – 22،  5: 6 و 24 – 27 )

ياعيل = اسم سامي معناه ” وعل ” أو ” كبش جبلي ” أو ” غزالة ” وهو اسم مناسب لزوجة بدوية قدم زوجها من صخور النخود حيث تقطن الظباء.

هذه السيدة زوجة جابر القيني البدوي،  تدربت على صنع الخيام وخياطتها ونصبها بعد دق أوتادها،  استخدمت خبرتها في عمل نافع،  فكان في يدها وتد،  وفي اليد الأخرى مطرقة ( مدق )،  وضربت الوتد في صدغ سيسرا فنفذ إلى الأرض وهو متثقل في النوم ومتعب فمات.

  • كيف نصف ونبرر هذا التصرف ؟

هل يعتبر ما فعلته سيسرا خيانة لمبادئ البادية في عصر ياعيل ؟ إن مبدأ ضيافة الغرباء وحماية الملتجئين كان عرفاً التزم به سكان الصحاري خاصة العبرانيين. وهل خيانة ياعيل لسيسرا كسر لهذا المبدأ ؟

الملابسات التي أدت لهذا التصرف هو أن إسرائيل كانت مستعبدة ليابين ملك الكنعانيين،  فقامت دبورة قاضية إسرائيل مع باراق وعشرة آلاف مقاتل وحاربوا جيش يابين،  وتدخل الله مع جيشه وأزعج جيش يابين وكان سيسرا قائداً لهذا الجيش.

سقط المُضطهد لشعب الله وسار على قدميه،  ودخل بيت المرأة،  هرب سيسرا إلى خيمة جابر القيني وقابلته زوجته وقالت له مل إلي لا تخف،  فمال إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف،  ولما طلب أن يشرب لأنه عطشان فتحت وطب اللبن وسقته ثم غطته.

بهذا التصرف طمأنته أنها ستكون حامية له من أي تعقب،  قال لها: ” قفي بباب الخيمة ويكون إذا جاء أحد وسألك أهنا رجل أنك تقولين لا “. فلما تصقل في النوم قاربت إليه وضربت الوتد في صدغه فنفذ إلى الأرض.

لقد التجأت إلى الخداع فقابلت سيسرا بوجه مبتسم ومبتهج،  كانت نية قتله في قلبها لأنه عدوها وعدو شعبها.

ولما كانت ياعيل سيدة مهذبة رقيقة فكانت محتاجة إلى شجاعة فائقة لتقف أمام سيسرا ففكرت بسرعة في وسيلة لقتله،  فقتلته بطريقة غير شرعية وشنيعى.

إن قتل سيسرا يشبه ما فعلته يهوديت التي من بتوليا،  كيف أكدت لليهود أن الله سينقذ مدينتهم ثم أغوت القائد وبحيلتها قطعت رأسه،  إذ كان بغيبوبة سكره وترنحه،  وبهذا أنقذت اليهود من شـره وقسوتـه

( سفر يهوديت 1: 13)

لم تقتل ياعيل سيسرا كما قتل داود جليات.

حارب الله مع دبورة وباراق وانتصرت دبورة،  أي أن غضب الله حل على سيسرا،  فلو انتظرت ياعيل حتى يعين الله وسيلة لعقابه لأمات سيسرا بطريقته الخاصة،  إحقاقاً للحق: أن ياعيل شعرت بدافع في نسفها لم تستطع مقاومته وهو إبادة هذا العدو اللدود والذي أذل عشيرتها سنيناً طويلة،  لذلك قامت وقتلته.

إن شجاعة ياعيل غطت على خيانتها بقتل سيسرا وموته لذلك عبّرت دبورة عما فعلته ياعيل ومدحتها في تسبحتها وقالت: ” تبارك على النساء ياعيل امرأة جابر القيني،  على النساء في الخيام تبارك،  كلت ماء فأعطته بناً،  في قصعة العظماء قدمت زبدة،  مدت يدها إلى الوتد ويمينها إلى مضراب العملة،  وضربت سيسرا،  وسحقت رأسه،  شدخت وخرقت صدغه،  بين رجليها انطرح وسقط،  حيث انطرح هناك سقط مقتولاً “.

( قض 5: 14 – 27 )

إن دبورة مدحت إيمانها وشجاعتها وإقدامها،  ولم تكر خيانتها،  لم تتهم دبورة قاضية إسرائيل والمنفذة لأقوال الله بالطريقة التي استخدمتها ياعيل لقتل سيسرا لأنها رأت أن هذا تصرف حرب فلم تقتل ياعيل سيسرا لحقد ضده في قلبها،  ولكن إنقاذاً لشعبها من سطوته واضطهاده وقسوته.

لقد عرفت أن المعركة تحولت ضد الكنعانيين،  وأن الطبيعة حاربت مع جيش العبرانيين المستعمر والمستعبد،  وآمنت أن تصرفها هذا تنفيذاً للمشيئة الإلهية لإبادة المستعمر لأرض الموعد،  والمستعبد لشعبها،  أنها أمنت أن سيسرا لا بد وأن يقتل لإحلال السلام للشعب،  لذلك تصرفت تصرفاً حسناً،  أنجحت به رسالة دبورة القاضية والنبية،  فمدحتها دبورة وقالت أنها محبة لشعبها.

زوجــات جدعـــون  

 

 

الشاهد الكتابي: ( قض 8: 29 – 31 )

على الرغم من أن جدعون كان جديراً بالاحترام من نواح عديدة،  إلا أنه أظهر جانب رديء في شخصيته،  عن طريق تعدد الزوجات الذي مارسه ( قض 8: 30 ) محاكاة للآخرين،  لقد نسى ناموس موسى فيما يتعلق بالحياة الزوجية لملك وقاض: ” ولا يُكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضة وذهباً لا يكثر له كثيرا ” ( تث 0 17: 17 )ً.

كان لجدعون زوجات كثيرات،  ولا يُعرف كم عددهن ومـن كُن،  ومن هذه الزوجات المجهولات جـاء سبعون ابناً،  جميعهم قتلهـم ابن آخـر ( 9: 56 )،  وطبقاً للتقاليد الشرقية لا يوجد ذكر لبناته،  وتُدعى سرية جدعون باحتقار ” أمته ” ( 9: 18 )،  وقد ذُكرت على وجه الخصوص كأم لأبيمالك،  الذي أصبح امتداداً رديئاً لأبيه،  وقد كان يمتلك شجاعته ونشاطه ولكنه كان يمتلك القليل جداً من فضائله.

وبينما يترك الكتاب المقدس أم أبيمالك دون تحديد لهويتها،  إلا أن يوسيفوس يطلق عليها الاسم ” دروما “. وعلى الرغم من أن جدعون مات في سلام وفي سن متقدم،  إلا أن النسل الشرير الذي أنجبه،  طرح ثمراً مراً في الجيل التالي ( قض 9).

زوجــــة جلعـــاد

 

الشاهد الكتابي: ( قض 11: 1 – 3 )

         هناك امرأتان مختلفتان في حياة جلعاد،  حفيد منسى. أولهما الزانية المجهولة الاسم التي ولدت له يفتاح الجلعادي الذي أصبح قاضياً لإسرائيل.

وهناك زوجة جلعاد المجهولة الاسم التي ولدت لزوجها العديد من الأولاد الذين كبروا وطردوا يفتاح من بيت أبيهم لأنه كان ابن زانية , ومثل هذا العمل كان يتفق تماماً مع الناموس ومع التقاليد العائلية

(تك 21: 10،  25: 6،  تث 23: 2 و 3 )

لقد كان الطرد قاسياً على يفتاح الذي لم يستطع أن يفعل شيئا إزاء شرعيته – والعار يقع هنا على الوالدين اللذين أنجباه بطريقة غير شرعية.

 

 

 

دليلة: المرأة التي خانت زوجها حباً للمال

 

الشاهد الكتابي: ( قض 16: 24 )

دليلـة اسـم عبـري معنـاه  “معشوقة” أو “مدللة” أو “رقيقة “

اسم دليلة يُعبر عن الرقة والجمال،  فهو اسم محبوب عند النساء ولكن القليلين تسموا به،  أما في الكتاب المقدس فلم يتسم به أحد غيرها نظراً لأفعال هذه السيدة الشريرة.

لم يذكر الكتاب المقدس خبراً عن أصلها وعائلتها سوى أنها امرأة فلسطينية من واديسورق الممتد من قرب أورشليم ويصل إلى البحر الأبيض المتوسط،  مدخل الوادي جميل ومزين بأزهار ذات رائحة عطرة.

دليلة سيدة عديمة العواطف القلبية سعت لهد زوجها الجبار من أجل حبها للمال،  ذكر الكتاب المقدس قصتها في 18 آية بطريقة تصويرية بديعة،  وشرع تفاصيل خداعها،  وخيانتها،  وسقوط زوجها في أيدي أعدائه،  وعبوديته،  واسترقاقه ثم موته.

استخدمت دليلة مفاتنها الجسدية وسحرها وجمالها لغواية وإغراء وهدم روحيات زوجها وإنسانيته.

لقد ظهرت كأحقر سيدة في الكتاب المقدس،  فهي يهوذا العهد القديم،  كانت سيدة تملك قوة المخاتلة والخداع والتضليل الشيطاني،  وتتمتع بمفاتن وجمال جذاب،  وإدراك فكري جبار،  وضبط للنفس،  والقدرة على إخفاء مشاعرها وأغراضها بأعصاب هادئة،  استخدمت كل المواهب لغرض واحد هو المال.

لم تقتن الحب النسائي الشريف،  وكان وراء وجهها الجميل قلباً أسود من الجحيم ملآن بالخيانة والغدر.

إن شرها الأبرز ليس في خيانة شمشون وتسليمه لأعدائه، بل لأنها تسببت في انتهاكه لإيمانه ومبادئه ونذره.

لقد ضللت شمشون وخدعته وأوهمته أنها تحبه وباعته للعمى والعبودية والموت،  البساطة التي بها خدعت زوجها تشبه البساطة التي خدع بها الشيطان حواء.

الشيطان للآن يستخدم طريقة البساطة مع وجود غرض الخيانة لخداع أولاد الله.

مـاذا نتعلـم مــن قصــة شمشـون ودليلـــة ؟

الكتاب المقدس مرآة لخفايا النفس:

الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة التي تمثل فيها دليلة الخيانة،  ومحبة الذات،  والمال،  كما تتجسم في شمشون سبطة شهوة الجسد على الروح،  واستهتار الإنسان المنذور للرب بأوامر الله ونذره.

نقرأ في هذه القصة عن إنسان كان نذراً لله،  ذي قوة جسمية خارقة،  وحيوية ذهنية  وكان صاحب فكر صائب، إنسان ناجح في علاقته بالله وتأمله بقوة الله،  رجل صارت كلماته حكمة تنطق بها الألسنة إلى مدى الدهور ” من الآكل خرج أكلاً ومن الجافي حلاوة ” ( قض 14:14 )،  كيف تختار زوجة لا أخلاق لها،  ولا تناسبه فقد كانت أممية وعابدة أوثان وزانية.

لقد ساق الروح القدس كاتب سفر القضاة أن يقول الحق والصدق ويكتب قصة شمشون بهذا التفصيل موضحاً حياة شمشون الماجنة والمذرية،  والكتاب المقدس تعتبر كتاب نافع لتهذيب الإنسان وإرشاده لحياة القداسة لأنه يوضح بمرآته الناصعة البياض مداخل النفس.

فالكتاب المقدس يعلم بوضوح من هو الإنسان،   وسر ضعفه،  وكيف يسقط،  وطرق السقوط،  وكيف يتوب ويرجع إلى الله،  لذلك أوضح في هذه القصة المواهب الإلهية التي كان يتمتع بها شمشون،  وكيف هدم شمشون نفسه لأنه لم يلجم شهواته العاطفية فزنى،  كما أظهر أن دليلة انتهت عندما أكملت خدعتها واستلمت الثمن،  وصار للاثنين عنوان هو:

عندما يهدم الإنسان قداسته فقد قوته،  فارقه مدخره الروحي،  وذخيرته،  وانحدر إلى الجسديات.

لقد تزوج شمشون سيدة ليست من عشيرته، وتتعبد لآلهة وثنية،  هذا العمل محرم من الله لأنه ضد شريعة السماء،  لذلك دفع شمشون ثمن اختياره الخاطئ.

لذلك قال سليمان الحكيم عن المرأة الأجنبية في أمثاله: ” شفتي المرأى الأجنبية تقطران عسلاً وحنكها أنعم من الزيت  لكن عاقبتها مرة كالإفنستين حادة كسيف ذي حدين،  قدماها تنحدران إلى الموت، خطواتها تتمسك بالهاوية… ابعد طرقك عنها ولا تقترب إلى باب بيتك تعطي زهرك لآخرين… وتكون أتعابك في بيت غريب،  فتنوح في أواخرك عند فناء لحمك وجسمك،  فتقول كيف أني أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيخ ولم أسمع لصوت مرشدي . ليكن ينبوعك مباركاً وافرح بامرأة شبابك… الشرير تأخذه آثامه وبحبل خطيته يُمسك،  إنه يموت من عدم الأدب ” ( أم 5 ).

 

انتظروا الجزء السابع

مع باقي الزوجات في الكتاب المقدس

 

الجزء السابع

مع باقي زوجات الكتاب المقدس

 

 

زوجة القانة والد صموئيل النبي

 

فننة

 

الشاهد الكتابي: ( 1 صم 1: 1 – 7 )

 

فننة هي الزوجة الثانية لألقانة ( والد صموئيل النبي ) وضُرة حنة ( زوجة القانة الأولى ووالدة صموئيل النبي ).

 

فننة اسم عبري معناه: مرجانة…. وقصتها ذكرت في 1 صم 1: 1 – 7

كان لها أولاد من القانة عكس حنة التي كانت عاقراً،  ومن الواضح أن لها أولاد كثيرين فيذكر الكتاب المقدس في 1 صم 1: 4 ” بنيها وبناتها “.

 

صفاتها:

1 – تبتهج بإغاظة الآخرين:

يقول الكتاب المقدس في 1صم 1: 7 ” وهكذا صارت سنة بعد سنة كلما صعدت إلى بيت الرب هكذا كانت تغيظها ” لأن حنة كانت عاقر وظلت على هذا الحال سنة وراء سنة بالرغم من مرور السنوات لكنها لم تمل من إذلال حنة،  فهي كانت تفرح عندما ترى حنة جزينة على وضعها كونها عاقر.

 

2 – غير شاكرة:

كانت فننة عندما تذهب مع زوجها وأولادها كل سنة لشيلوة لتقديم الذبائح للرب والسجود له بدلاً من أن تشكر الله على النعمة التي أعطاها لها وهي الأولاد كانت تسخر من حنة،  فكانت فننة مشغولة عن الشكر لله لإهانة غيرها المحروم من العطية التي أعطاها لها الله.

3 – لا تشعر بالآخرين:

لم يذكر الكتاب المقدس بأن فننة تعاطفت مع حنة عندما كانت حزينة لأنها عاقر،  أو أنها رفعت صلاة من أجلها حتى يرزقها الله بالأولاد مثلها،  وهكذا نجد أن فننة قابلت دموع حنة وحزنها بالسخرية والمعايرة وليس بالحب والتعاطف معها.

 

4 – كلامها يهدم ولا يبني:

كانت فننة بدلاً من أن تشجع حنة وتقويها وتعزيها بكلمات شافية تشفي نفسها كان يخرج من لسانها كلمات مؤلمة جارحة تجرح مشاعر حنة أكثر وأكثر ( 1 صم 1: 6 ).

 

أم غير حكيمة:

بالرغم ا،ه كان لفننة بنين وبنات ولكن لم نسمع عن أحد منهم… ولم يذكر الكتاب المقدس أي شخصية منهم،  فهي لم تهب ابن لله كما فعلت حنة مع صموئيل،  ولم تربيهم في مخافة الله ورضاه لأنه لم يكن لديها الوقت لذلك،  فتخيل معي أولادها يشاهدونها وهي تتعامل بقسوة مع حنة وتكرهها وتحقد عليها في الوقت الذي من المفروض أن تذهب فيه لتقديم ذبيحة الشكر والسجود لله فما هي نتيجة هذا ؟  إن الأم هي دائماً قدوة لأولادها ليس في الكلام فقط ولكن من المهم في التصرفات،  فإذا كانت تصرفات الأم مليئة بالأنانية،  وفي نفس الوقت إهمال في تربية أولادها في مخافة الله،  فما هي الصفات التي ممكن أن يرثوها الأبناء منها ؟

 

النتيجة:

إن امرأة بهذه المواصفات لا يمكن أن يحبها زوجها،  فهي أنانية… حقودة… لا تحت الخير لأحد… تجرح مشاعر الآخرين بدون أن يرمش لها جفن.

 

لذا فالقانة كان يُفضل حنة عن فننة على الرغم من كونها عاقر… وفننة هي التي أنجبت له البنين. فكان ألقانة يحب حنة ( 1 صم 1: 5 ). 

 

لنضع فننة مثال لنا فبالرغم من كل الأولاد التي رزقها الله بها لكن زوجها لم يكن يحبها بسبب طباعها الشرسة.

 

فالمرأة ممكن أن تكون لها ميزات كثيرة ولكن كلها ميزات جسدية وليست روحية لذا احترسي واهتمي أكثر بأن تكون طباعك حلوة وجميلة… اهتمي أن تكوني حساسة تجاه الآخرين عطوفة على غيرك تحبي الخير للجميع لأنك بها تحصلين على محبة زوجك ومحبة الآخرين.

 

وأخيراً:

كم من مرة وهبنا الله من عطايا ولم نشكره عليها،  بل سخرنا من الذين لم يمتلكوها… فعطايا الله لنا كثيرة مثل الصحة… الأولاد… المال… المركز المرموق… وغيره من العطايا التي نمتلكها دون أن نشكره عليها.

 

وكم من مرة كان علينا تشجيع من حولنا وأهملنا ذلك وتركناهم بمفردهم يعانون من الألم والإحباط.

كم من مرة شعرنا أن من حولنا يحتاج أن نصلي لأجله ولم نأبه.

 

كم من مرة جرحنا مشاعر من حولنا وتعمدنا أن نجرحهم مراراً وتكراراً.. كم… وكم ؟؟؟؟

 

دعونا نراجع أنفسنا الآن ونرفع عينانا إلى الله ونصلي له حتى نكون سبب بركة وتشجيع للآخرين وليس سبب حزن وألم… والرب يساعدنا على ذلك.

 

 

 

امرأة فينحاس

 

الشاهد الكتابي: ( 1 صم 4: 19 )

 

” وكنته امرأة فينحاس كانت حبلى تكاد تلد،  فلما سمعت خبر أخذ تابوت الله وموت حميها ورجلها،  ركعت وولدت لأن مخاضها انقلب عليها ” ( 1 صم 4: 19 )

يالها من امرأة على مستوى راق جداً من الحساسية ومن الفطنة الروحية. امرأة تعيش مع شخص مثل فينحاس،  وتحتمله رغم شروره الفظيعة،  بل وأيضاً تحبه حتى أنها عند استماعها خبر موته ينقلب مخاضها وتموت… يا لها من عينة نادرة.

 

صحيح أنها وضعت زوجها في لآخر القائمة،  كأنه أقل الأسباب التي قلبت مخاضها،  ولكن أليس ذكره كأحد الأسباب يدل على رقي مشاعرها. ثم من الذي وضعته قبل زوجها ؟ إنه عالي. ولماذا ؟ ألأنه حموها فقط ؟ كلا،  بل لأنه رئيس الكهنة،  القاضي،  لكن الأهم من كل ذلك لأنه كان تقياً.

 

على أن ما وضعته في المقدمة كان هو تابوت الله.. لقد كان خبر أخذ التابوت هو الخبر الذي فوق طاقة احتمال هذه المرأة التقية.

 

إن المُخبر،  رجل العيان الذي أخبر عالي بالكارثة،  ذكر هروب إسرائيل وكسرتهم أمام الفلسطينيين في المقام الأول،  وكأن ذلك في نظره هو الأكثر أهمية،  وبعد ذلك ذكر موت حفني وفينحاس،  وأخيراً أخذ تابوت العهد ( 1 صم 4: 17 ).

 

ورغم قسوة كل هذه الأخبار،  لكن ما قضي على عالي التقي لم يكن إسرائيل،  ولا حتى أولاده،  بل لما ذكر تابوت الله أنه سقط على الكرسي إلى الوراء فانكسرت رقبته ومات… وفي هذه الروح السامية التي كانت هذه المرأة التي نلاحظ أن الوحي قبل أن ينسبها إلى فينحاس زوجها،  قد نسبها إلى عالي. لقد قالت لها الواقفات عندها: ” لا تخافي لأنك قد ولدت ابناً ” كأنهن أردن أن يقلن أن هذا الولد سيعوضك عن الرجل الذي مات… لكن ما قيمة الرجل،  لا سيما إذا كان مثل فينحاس،  وما قيمة الولد،  بالمقابلة مع التابوت الذي أُخذ… لقد أضيف أحد الأولاد إلى إسرائيل،  لكن في المقابل أخذ التابوت.

 

صحيح كان الولد شيئاً عظيماً عند كل نساء العهد القديم بسبب الوعد الإلهي في تكوين 3: 15 , أما التابوت فقد كان كل شيء عند أتقياء إسرائيل،  لذلك عندما قيل لها ” لا تخافي لأنك قد ولدت ابناً… فلم تجب ولم يُبال قلبها،  ولم تنطق سوى بكلمة واحدة كاسم الصبي ” فدعت الصبي إيخابود قائلة قد زال المجد من إسرائيل لأن تابوت الله قد أُخذ ولأجل حميها ورجُلها.

 

 

 

 

أخينوعم

 

 

الشاهد الكتابي: ( 1 صم 14: 50 )

 

معنى الاسم: أخو المسرات

 

هي ابنة أخيمعص وزوجة شاول،  أول ملك لإسرائيل.

 

أنجبت له ابناً عظيماً هو يوناثان،  الذي ورث خصال أمه الحميدة،  وكانت ابنته الأولى ميرب التي وُعد بها أولاً لتكون زوجة داود،  ولكن ميكال ابنتها الثانية هي التي أصبحت زوجة للبطل الصغير.

 

وكان لشلول ابنان آخران من أخينوعم وهما بيشوي ومكليشوع.

 

إن اسمها يوحي بمعان كثيرة،  فكما رأينا فهو يعني ” أخو المسرات ” بمعنى ” إدخال السرور أو الأخ العزيز.

 

هناك امرأة أخرى تعرف بهذا الاسم في العهد القديم وهي البزرعيلية التي أصبحت إحدى زوجات داود. سيأتي ذكرها في حينه.

 

 

زوجة يربعام

 

الشاهد الكتابي: ( 1 مل 14: 1 – 17 )

 

بسبب الوثنية الجديدة التي أدخلها يربعام إلى بين آيل،  فإنها توصف دائماً بشكل بارز بأنها ” كخطايا يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ ” يطلب المشورة من الله عن طريق وساطة أخيا النبي،  مرض أبيا،  ابن يربعام،  فأمر زوجته التي بلا اسم لتذهب إلى النبي،  متنكرة كامرأة مختلفة عن زوجة الملك.

 

كان أخيا متقدماً في السن وأعمى ولكن حاسته السادسة أخبرته أن صوت الأقدام التي سمعها،  وهي أقدام زوجة يربعام المتحير:  فقال لها: ” لماذا تتنكرين ؟ “.

 

فمن المرجح أن الله الذي أعطى لأخيا الأقوال الصعبة القاسية والمحزنة ليوصلها ليربعام قد كشف أيضاً له شخصية المرأة،  والتي سرعان ما تلقت الإجابة بشأن ما سوف يحدث لابنها المريض.

 

فالنبي أخيا لم يخبرها فقط أن أبيا سوف يموت،  بل أن بيت يربعام الوثني أيضاً سوف يدمر عن آخره،  وسوف يلقى الملك نفسه حتفه بطريقة مهينة.

 

وحالما رجعت زوجة يربعام وعند عتبة بيتها،  مات الولد حسب كلام النبي. لقد كان من رحمة الله أن يموت الولد قبل أن تلوثه طرق أبيه الشريرة،  ويلحق به الهلاك المستحق لأنه طرح وراء ظهره،  ألا نتعلم من هذه القصة المأساوية أن الله لا يخدعه تنكرنا أبداً.

صروية

الشاهد الكتابي: 2 صم 17: 25  و 1 أي 2: 16 )

صروية اسم عبري معناه المعطّر بالميعة.

 

صروية أخت داود الملك وأم أبيشاي ويوآب وعسائيل ( ذ صم 26: 7 و 1 أي 2: 16 )

 

يذكر الكتاب المقدس أسماء أولادها مرتبطة باسمها ويقول: ” ابن صروية ” لذلك ظهر اسمها خمس وعشرون مرة بجوار أسماء أولادها وهذا ذليل كاف أنها كانت أماً ممتازة،  ولها آثارها الملحوظة في حياة أولادها.

 

ولكن ما السبب في غياب اسم والدهم ؟ نذكر ثلاثة أسباب:

الأول: قد يكون والدهم مات في سن مبكرة.

الثاني: أن شخصية صروية كانت شخصية قيادية رائعة أثرت في شخصية أبنائها فاعتزوا بذكر اسم أمهم بجوار اسمهم.

الثالث: فهو إبقاء لتقليد قديم من تتبع القرابة والنسب بالخط النسائي.

 

وبالإجمال كانت شخصية صروية أقوى من شخصية زوجها. ظهرت انطباعاتها على أولادها،  فكان لهم مواقف ظاهرة بارزة ومشرّفة في تاريخ إسرائيل أثناء حكم داود الملك.

 

 

ظبية

الشاهد الكتابي: ( 2 مل 12: 1  و 2 أي 24: 1 )

 

معنى الاسم:

طبية اسم عبري معناه ظبية وهي أنثى الغزال،  ظبية أميرة يهودية اسمها يحمل فكرة الرشاقة والجمال والسمو،  هي امرأة من بئر سبع،  تزوجت ظبية الملك أخزيا،  وأنجبت الملك يوآش ملك يهوذا الذي اُنقذ من الموت في طفولته،  وتربى في بيت الرب،  وصار ملكاً على يهوذا ودام مُلكه أربعون سنة.

 

كل ما ذكره الكتاب المقدس عن ظبية هو اسمها،  لكنه أخبرنا عن ابنها ” عمل يوآش ما هو مستقيم في عيني الرب كل أيامه التي فيها علّمه يهوياداع الكاهن ( 2 مل 12: 2 ). هذا التقرير يوضح أن ظبية عنيت بتربية طفلها في خوف الله،  وأنشأته في طاعة وصايا وتوجيهات رجل الله يهوياداع الكاهن.

 

كم هو محبب للقلوب أن نسمع لكلمات وتوجيهات رجال الله وكهنته الذين تعلموا من الرب،  وأن نربى أولادنا على طاعتهم،  وطاعة أوامر الله وتعاليمه،  والتمسك بمبادئ الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.

 

شمعة

 

الشاهد الكتابي: ( 2 مل 12: 21  و 2 أي 24: 26 )

 

شمعة اسم سامي معناه ” خبر “

 

هذه السيدة عمونية الجنسية وهي أم يوزاكار الذي كان عبداً من عبيد يوآش ملك يهوذا،  قام وفتن على الملك يوآش بينما كان راقداً على سرير مرضه في بيت القلعة وضربه فمات.

 

ظهرت آثار هذه السيدة في تصرف ابنها الشرير إذ لم يحفظ عهد الأمان وثار على سيده الملك يوآش وانتهز فرصة رقاده على سرير مرضه وقام وقتله.

 

يهوعدان

الشاهد الكتابي: ( 2 مل 14: 2 و 2 أي 25: 1 )

يهوعدان اسم عبري معناه ” يهوه ابتهاج “

 

يهوعدان ابنة الملك يهورام زوج عثليا،  وتزوجت يوآش الذي خلصته يهوشبع من الموت وهو في السادسة من عمره.

 

بعدما تولى يوآش الملك أهمل عبادة الله وعزز عبادة الأوثان،  وقتل زكريا بن يهوياداع رئيس الكهنة الذي كان له الفضل في إنقاذه من الموت في طفولته ثم أحسن إليه ونصّبه ملكاً. ابتلى يوآش بأمراض كثيرة،  وقتله عبيده وهو في سرير مرضه.

 

يهوعدان كانت أم أمصيا بن يوآش الذي ملك على يهوذا بعد قتل أبيه،  وعمل ما هو مستقيم أمام الرب،  ولكنه أدخل عبادة الأوثان،  ومات مقتولاً كأبيه.

 

زوجة حزقيا الملك

 

حفصيبة

 

الشاهد الكتابي: ( 2 مل 21: 1،  أش 62: 4 )

 

اسم عبري معناه: ” سروري بها “

 

هذا الاسم الموسيقي الرمز هو اسم زوجة الملك التقي المحب لله حزقيا. ولدت منه منسى ( 2 مل 21: 1 ) الذي ملك على يهوذا.

 

كان منسى بعيداً عن الله مع أن والده حزقيا كان متمسكاً بالله لذلك سلك منسى على الضد لوالده في الحياة في قيادة الشعب.

 

حفصيبة اسم رمزي لصهيون عندما تتجدد برعاية الله وتنعم بسروره.

 

يقول الرب على لسان أشعياء النبي: ” لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة ( أي سروري بها ) وأرضك تدعى بعولة ( متزوجة ) لأن الرب يُسر وأرضك تصير ذات بعل ” ( أش 62: 4 ).

 

كلمتي موحشة ومتزوجة ظهرتا في وعد آخر للرب: ” ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد،  أشيدي بالترنم أيتها التي لم تتمخض لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب ” ( أش 54: 1 )،  وقال أيضاً: ” لأنك امرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلت قال إلهك ” ( أش 54: 6 ).

 

قيلت هذه النبوات في عهد الملك المحب للإله حزقيا واستخدم أنبياء إسرائيل هذه الأسماء الرمزية لنبواتهم.

 

زواج حزقيا الملك البار بحفصيبة رمز لعلاقة السيد المسيح بالكنيسة في العهد الجديد،  وذكر بولس الرسول أن الكنيسة عروس المسيح وبهجته وقال: ” أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها… لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن… بل تكون مقدسة وبلا عيب ” ( أف 5: 25 – 27 ).

ميخايا

 

الشاهد الكتابي: ( 2 أي 13: 2 )

 

معنى الاسم:

ميخايا اسم عبري يعني ” من كيهوه “

يكتب هذا الاسم بتهجئات مختلفة مثل ميخا وميجايا وورد هذا الاسم في الكتاب المقدس اثنا عشر مرة في العهد القديم،  ويطلق على المذكر والمؤنث وسميت ميخايا معكة ( 2 أي 11: 22 ).

 

كانت ميخايا ابنة أوريئيل من جبعة،  تزوجت رحبعام الملك،  وولدت أبيا الذي ملك ثلاث سنوات في أورشليم،  وعاتب علناً بني إسرائيل لتركهم الرب وعبادتهم الأوثان،  حارب يربعام وانتصر عليه،  وتشجع بنو يهوذا في عهده لأنهم اتكلوا على الرب إله آبائهم.

 

ومن كلماته ليربعام:

” يا بني إسرائيل لا تحاربوا الرب إله آبائكم لأنكم لا تفلحون ” ( 2 أي 13: 12 ) وقال: ” أما نحن فالرب هو إلهنا ولم نتركه،  والكهنة الخادمون الرب هم بنو هرون… ويوقدون للرب محرقات كل صباح ومساء،  وبخور وأطياب،  وخبز الوجوه على المائدة الطاهرة. ومنارة الذهب وسُرجها للإيقاد لكل مساء. لأننا نحن حارسون حراسة الرب إلهنا أما أنتم فقد تركتموه. هوذا معنا الله رئيساً ” ( 2 أي 13: 10،  11 ).

 

كانت ميخايا أماً فاضلة فعلّمت ابنها أبيا التمسك بالله،  وتسليم الحياة له،  والإجهار بذلك أمام الأعداء،  والإتكال على الله. في كل الضيقات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زوجة أيوب

 

الشاهد الكتابي: ( أي 2: 9،  10 )

 

أليس من الغريب أنه بينما لدينا أسماء بنات أيوب الثلاث ( أي 42: 14،  15 ) وليس لدينا اسم زوجته التي ظلت إلى جواره طوال تجاربه وآلامه،  ولم يرد عنها سوى بضع كلمات قالتها لزوجها عندما رأته يعاني كثير من الآلام الجسدية والنفسية.

 

ما أصعب الزوجة الجاهلة التي تتكلم بالحماقة وتفقد الحكمة ويتحول لسانها إلى طعنات موجعة لأهل بيتها،  خصوصاً في أوقات الشدائد والمحن.

 

هذا ما فعلته زوجة أيوب حينما سمح له الرب بالتجارب المتوالية في حياته فقالت له في جفاء وجهل واستهزاء: ” أنت متمسك بعد بكمالك،  بارك الله ومت ”  ( أي 2: 9 )

 

وهنا وقعت زوجة أيوب في خطية جهالة مزدوجة:

1 – الاستهزاء بإرادة الله والتذمر عليها.

2 – التهكم على زوجها وتحطيم معنوياته.

 

بخلاف أمر ثالث مؤسف وهو تمني الموت له.

 

 

وسليمان الحكيم يقول أن المرأة ووقارها ” تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سنة المعروف ” ( أم 31: 26 ).

 

ويقول في علاقتها بزوجها ” تصنع له خيراً لا شراً كل أيام حياتها ” ( أم 31: 12 ).

 

إن إيمان أيوب المنتصر يُرى في رده المناسب على زوجته ” تتكلمين كإحدى الجاهلات “

 

عجيب أيوب في صبره،  فقد صبر على أحداث التجربة،  وصبر على جهالات زوجته،  ورد عليها بإجابة حكيمة: ” ألخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل ” ( أي 2: 10 ).

 

كان أيوب عازماً على ألا يخطئ بشفتيه كما فعلت زوجته.

 

لقد أعطى الله النساء قلباً عطوفاً،  وقدرة كبيرة على العطف والشفقة،  يتعين على النساء المؤمنات بالسيد المسيح،  أن يقربن أزواجهن من المسيح ويثابرن على تشجيعهن في أوقات التجارب الكبرى والظروف الصعبة،  بهذه الطريقة فقط يمكن للمرأة أن تحقق قصه الله منها بأن تكون معينة للرجل.

 

 

 

 

 

جومر

 

الشواهد الكتابية: ( هوشع 1: 1- 11،  3: 1 – 5 )

 

معنى الاسم: جومر تعني ” اكتمال ” أي اكتمال معيار الوثنية أو إتمام نضج الشر،  وكان اسمها يدل على الزنا على نطاق واسع.

 

لقد أصبحت زوجة هوشع النبي التقي وكانت بذلك رمزاً لنعمة الله الذي ” أتخذ من عالم قد زنى بعيداً عنه،  كنيسة تقدست بالاتحاد معه في المسيح،  كما تقدست جومر باتحاد مم هوشع النبي ( 1 كو 7: 14 ).

ولد لهوشع ثلاثة أبناء،  تصبح اسماؤهم عديمة المعنى لو تعاملنا مع سجل جومر كمجرد رمز كما يفعل بعض النقاد.

 

والأسماء الرمزية التي أطلقها هوشع وجومر على أبنائهما يدل على الغضب الإلهي من إسرائيل بسبب زناها.

 

يدعى البكر ” بزرعيل ” أي ” الله زرع ” وفيما بعد يظهر نفس الاسم مرتبطاً بوعد الاسترداد وعودة المراحم الإلهية ” يوم بزرعيل عظيم ” “تستجيب بزرعيل،  وأزرعها لنفسي في الأرض ( 1: 11،  2: 22،  23 ) – إن إسرائيل التي دعيت يوماً ” بزرعيل ” كالذين بددهم الله سوف تدعى بزرعيل المغروسة من قبل الرب ( أش 60: 21 ) – عند ولادة ابنه البكر لم يكن هوشع يدرك زنى زوجته.

 

” لورحامه ” تعني ” لن تُرحم ” إن اسم هذه البنت التي تعني ” غير ملائمة ” يعبر عن رفض الله لبيت إسرائيل بسبب سره،  لقد كان أكثر إشفاقاً نحو بيت يهوذا ( 1: 6،  7 ).

 

” لو عميّ ” هذا الاسم للابن الثالث يعني ” ليس شعبي أو أهلي ” – يدل على الحكم بالدينونة على الأمة والمعبّر عنه في الاسمين الأولين.

 

فجومر وأبناؤها يعطونا صورة واضحة لإسرائيل الضالة في علاقتها مع الله – ومع ذلك فكما سنرى،  فالقصة تنتهي بمحبة الله الرائعة وأمانته.

 

كانت الزوجة غير الأمينة للنبي،  ازدادت خطية،  وتركت هوشع وأصبحت أمة لأحد عشاقها ( 3: 1 ) واشتراها هوشع ليستردها بناء على أمر الله بعد أن دفع فيها ثمن عبد عادي.

 

إن ما اختبره النبي في حياته الخاصة كان رمزاً لعدم أمانة إسرائيل،  ولسبيها،  ورمزاً أيضاً لاستعداد الله أن يردها إليه ثانية – إن محبة هوشع لزوجته الضالة لم يتأثر بخيانتها للحب والأمانة.

” اذهب أيضاً أحبب امرأة حبيبة صاحب ( هوشع نفسه ) وزانية ” وهكذا فنتيجة للألم الشديد الذي اجتاز فيه يصل لفهم أعمق لمحبة الله الغافرة.

 

تعلم هوشع طبيعة خطية شعبه من واقع عذابه القلبي،  لقد كانوا يلعبون دور الزانية وهم يبذرون عطايا الله في السلوك الشهواني مع محبين آخرين ونتيجة لهذا العذاب – تعلم كيف أن الله يعاني من خطية شعبه بسبب محبته الأبدية… وبسبب محبة الله،  تولد اهتمام هوشع بجومر ورعايتها – بالطريقة التي رتبها الله له معها،  اكتشف طريقة الله مع إسرائيل،  ومن خلال كل هذا الألم جاءت الثقة الكاملة في الانتصار النهائي للمحبة وبهذا الاستعداد هو يقدم رسائله،  وعن طريقها نستمع لتلك النغمات الشجية عن الخطية والمحبة والرجاء.

 

 

زوجة بطرس الرسول

 

الشاهد الكتابي: ( مت 8: 14 – 18،  مر 1: 29 – 34،  لو 4: 38 – 41 )

 

 

في الإشارة إلى زوجة بطرس الرسول التي لم يذكر اسمها،  يتم التركيز على أمها التي لم يذكر اسمها أيضاً،  ومع أن بعض الناس ينكرون دون وجه حق،  أنه كان للرسول زوجة،  إلا أن الكتاب المقدس واضح في تأكيده أنه كان له زوجة وأن أمها التي كانت تعيش معها،  قد شفاها يسوع.

 

ونعرف من بولس أن زوجته كانت تصحب زوجها في بعض رحلاته التبشيرية،  لتعتني بحاجاته العديدة ( 1 كو 9: 5 ).

 

ونحن لا نعرف السبب في إخفاء،  اسم هذه السيدة النبيلة،  والتي كانت شريكة مخلصة لبطرس يوم أن كان يصطاد السمك للوفاء بمطالب العيش ن ثم خلال السنوات الظوال التي كان فيها رسولاً.

 

إن كتابات بطرس في العهد الجديد كتبت بعد خضوعه الكامل لشخص المسيح،  لكن كان من خلفه،  كما كان من خلف عدد كبير من الرجال الذين حققوا الشهرة والمجد،  امرأة عطوفة حكيمة متفهمة.

 

كان بطرس بطبعه متقدماً في الكلام،  وكان يميل للتوقف عندما تتأزم الأمور،  وعند عودته للمنزل في مثل هذه الحالة لنا أن نتصور كيف كانت زوجته تتناقش معه وتحذره حتى يهدأ قليلاً،  وتشجعه أن يرتفع فوق التجارب والظروف التي تبعث على اليأس،  وفي المرض كانت تعتني به وتخفف عنه الألم،  كما فعلت عندما أصيبت أمها بالحمى.

 

ونحن لا نعرف إن كان هناك أطفال في بيت كفرناحوم أم لا،  فلو كان الأمر كذلك فنحن متأكدون أن زوجة بطرس كانت أفضل أم لهم.

 

وعندما حان وقت كتابة الرسول لرسالتيه،  ووصف فيهما الأم المثالية والزوجة المثالية،  فهل كان يتحدث من واقع خبرته الشخصية عن زوجته،  كالمساوية والخاضعة في نفس الوقت والمستحقة لكل كرامة كالإناء الأضعف ( 1 بط 3: 1 – 12 ) ؟

هل كانت ملهمة لوصف بطرس للمرأة المحتشمة التي تفكر بالأحرى في زينة الروح الوديع الهادئ وليس في المظهر الخارجي ؟ إننا نشعر أنها كانت زوجة جديرة بالاحترام على استعداد لأن تختفي حتى يظهر ويتقدم عمل المسيح الذي كرست نفسها له هي وبطرس.

يقول التقليد أن زوجة بطرس كانت ابنة أرسطوريوس،  حتى إنه في حين أن مرقس يوصف بأنه ” ابن أخت برنابا ” كان أيضاً صهراً لبطرس،  وهناك أيضاً أسطورة مؤثرة فيما يخص المسيحيين في روما الذين لم يكفوا عن أن يحثوا بطرس على الهروب عندما قبض عليه وألقي في غياهب السجون،  حتى يواصل خدمته للكنيسة في كل مكان،  وخضع الرسول لتوسلاتهم وهرب بطريقة ما،  ولكن عندما كان حراً طليقاً في الطريق،  رأى السيد المسيح فسأله بطرس: ” إلى أين ذاهب ؟،  فأجابه الرب الممجد قائلاً: ” أني ذاهب إلى روما لأصلب مرة ثانية ” فإذ شعر بطرس بالخجل،  عاد إلى السجن،  وعندما حان وقت الاستشهاد،  سبقته زوجته إلى الاستشهاد،  وعندما اختيرت لتموت،  واساها بطرس بالقول: ” تذكري الرب ” وعندما جاء الدور على بطرس،  توسل إلى صالبيه أن يصلبوه منكس الرأس،  وهو يشعر أنه لا يستحق أن يموت كسيده.

 

وفي السماء فإن بطرس وزوجته المخلصة،  يلمعان كنجمين ساطعين لأنهما ردا كثيرين إلى البر.

 

انتظروا الجزء الثامن من المرأة في الكتاب المقدس

مع الأرامل في الكتاب المقدس

الزوجات في الكتاب المقدس – المرأة في الكتاب المقدس ج6