أبحاث

المرأة وخدمة الكنيسة – المرأة في الكتاب المقدس ج10

المرأة وخدمة الكنيسة - المرأة في الكتاب المقدس ج10

المرأة وخدمة الكنيسة – المرأة في الكتاب المقدس ج10

 

المرأة وخدمة الكنيسة - المرأة في الكتاب المقدس ج10
المرأة وخدمة الكنيسة – المرأة في الكتاب المقدس ج10

 

 

مقدمة:

لو تأملنا كل ما قاله بولس الرسول عن خدمة المرأة وحقها في الجهاد والتعب من أجل بنيان الكنيسة, لتيقنا بأنه مسئوليتها تمام الإدراك, فهو قد أعلن في أكثر من رسالة مبدأ المساواة في المسيح لا فرق بين اليهودي واليوناني , العبد الحر , الرجـل والمـرأة (أف 2: 11, 19), (كو3: 11), (أع17: 26).

لو تأملنا خادمات الكنيسة نجد:

1- الوثنيات اللاتى آمن بالسيد المسيح وصارتا خداماً للكلمة:

برسيس – جوليا – أفودية وسنتجى – كلافدية – تريفينا وتريفوسا – مريم التى من روما.

2- سيدات مكرسات في الكنيسة:

مثل: فيبى

3- ومنهن من كانت نواة لكنائس في آسيا وأوروبا وصورة رائعة لعمل الإرساليات وتأسيس الكنائس “تشكرهم جميع كنائس الأمم”.

4- ومنهن الغصن المثمر في كرمة كنيسة كولوسى:

مثل: أبفيه

5- ومنهن من أبلغت بولس الرسول بمشاكل الخدمة في كنيسة كورنثوس: خُلوي

هـلم نذهب معهــن في جولــة مقــدســة

 

 

برسيـــس

الشاهد الكتابى (رو 16: 12)

أمامنا هنا مثال على أسم مأخوذ من بلد أجنبى لأن المعنى اليونانى لكلمة برسيس هو “فارسى” مع أنه لا يوجد دليل على أن هذه المرأة المسيحية العاملة في الكنيسة الأولى في روما كانت فارسية.

وأسمها يتفق مع شخصيتها, فبسبب تعبها الكثير في الرب, لابد أنها انتهزت العديد من فرص الشهادة للمسيح, وبرغم العوائق والصعوبات, جاهدت الجهاد الحسن في الإيمان.

وقد وصفها القديس بولس الرسول بصفتين الصفة الأولى “المحبوبة” والصفة الثانية “التى تعبت كثيراً في الرب”.

وهذا يعنى أنها جاهدت في الخدمة بتضحية وبذل ومحبة وصارت محبوبة من الجميع ومن القديس بولس نفسه وتحملت الاضطهادات والأتعاب بفرح ومسرة.

جــوليـــا

الشاهد الكتابى (رو16: 15).

اسم لاتينى مؤنس كلمة يوليوس وكانت رومانية الجنس ومن عائلة عريقة آمنت بالسيد المسيح, وكانت عميقة في إيمانها وحبها للمسيح ويعتقد أنها من القديسين الذين آمنوا من بيت قيصر(في 4: 22).

ويرجح أنها زوجة أو أخت فيلولوغس لأن اسمه ذكر مرافقاً لأسمها, وقد ذكرت ضمن الذين أرسل إليهم بولس الرسول تحية حارة.

وإذا أضفنا الاسم يوليوس, إلى أسمها يصبح معنى اسمها “الرأس المجعد” (أع 27: 1, 3).

أفوديــة وسنتيخـى

الشاهـد الكتابـى: (في 4: 2)

ربما كان كلاهما ضمن النسوة اللاتي كن يلجأن للصلاة عند شاطئ النهر (أع16: 13- 15) ومن بين النساء الشريفات اللاتي آمن (أع17: 12) ولم يذكر الكتاب المقدس شيئاً عن سلسلة نسب هاتين المرأتين, واللتان أصبحتا بعد تجديدهما عاملتين مع بولس في الإنجيل (في4: 3) ولأنهما كانتا تنتميان لطبقة ثرية, فلا شك أنهما كانتا تخدمان بولس من أموالهما.

وفي فليبى كانت النساء هن أول من سمعن الإنجيل وكانت ليدية أول من آمنت. ولو كانت أفودية وسنتيخى قد آمنتا بالرب هناك, فمن الطبيعى أن يكون لهما دور قيادي في تعليم الإنجيل لسيدات أخريات في مجـال خـاص مـن مجـالات العمـل حالما تكونت الكنيسـة هنـاك (1تى2: 11, 12).

عندما حض بولس هاتين العاملتين البارزتين أن “تفتكرا فكراً واحداً في الرب”, كان يوحى بأنهما كانتا على خلاف, ما سبب الخلاف بين هاتين الشماستن في كنسية فليبى غير معروف. ربما كان لواحدة منهما شخصية أكثر سيطرة من الأخر, كانت الأنظار متجهة إليها دوناً عن الأخرى.

ولذا فقد حثهما على المصالحة ويعيشا في سلام في الرب, إن عدم اتفاق أفودية وسنتيخى قد أزعج الرسول, ولذا فقد حثهما على المصالحة, لأن الذين يعلنون أنهم مفديون يجب أن يعيشوا حياتهم في سلام مجاهدين لإرضاء ذاك الذي خلصهم.

كلافـديــــــة

الشاهد الكتابى (2تى 4: 21)

معنى الأسم:

كلافدية اسم لاتينى معناه “كسيح”

يخبرنا التاريخ الكنسي عن كلافدية أكثر مما ورد في الكتاب المقدس.

فقد كانت هذه السيدة من السيدات الفضليات والنبيلات اللواتى كن وثنيات وآمن بالإنجيل. أنها من أسرة عريقة في روما وشاركت بولس الرسول وأعضاء الكنيسة بروما في إرسال التحية والسلام لتيموثاوس الرسول.

الكثير من المفسرين يؤكدون أن كلافدية هي زوجة يوديس الذي صار أسقفاً لروما فيما بعد. ويقول البعض أن كلافدية هي زوجة بيلاطس التى عرفت باسم كلوديا. ويقول آخرون أنها إنجليزية الجنسية وكانت في رعاية زوجة يوليوس بلونيس فاتح بريطانيا ومنها تعلمت الديانة المسيحية.

تاكيتس المؤرخ الرومانى يذكر في مكتوب وجد في مانشستر يإنجلترا يؤكد أن كلوديا إنجليزية الأصل.

ذكر الكتاب المقدس أن كلافدية إحدى السيدات اللواتى شجعن بولس الرسول في خدمته التبشيرية باسم المسيح الذي احبه.

 

 

 

 

تريفينــا وتريفوســا

الشاهد الكتابى: (رو 16: 12).

تريفينا اسم يونانى معناه لطيفة, وتريفوسا اسم يونانى معناه أنيقة, قد يكونان أختين بالجسد أو أعضاء من عائلة رومانية واحدة.

وأسمهما, وهو وثنى على نحو مميز, في تناقض مع مدلوله.

كانت لهما خدمة نشيطة في كنسية رومية حتى أن بولس الرسول وصفهما “التاعبتين في الرب” (رو16: 12). وهو هنا يتكلم في صيغة الحاضر في حين أنه استعمل صيغة الماضى قبل ذلك, يوضح لنا ذهبى الفم ذلك بقوله: إن بولس يعنى مازالتا في جهاد, وهما لا يجاهدان فحسب بل يتعبان فوق ذلك.

هاتان العاملتان النشيطتان قد احتلتا مكاناً في معرض بولس لصور القديسين, إن هذين الاسمين النسائيين موجودان ضمن النقوش المسيحية الأولى على المقابر المخصصة أساساً لخدام الإمبراطور, وهكذا يمكن التعرف عليهما أنهما ضمن “القديسين في بيت قصير” (في4: 22) كم نشكر الله من أجل السجل الناصع لهؤلاء “النسـاء الشريفات” الأوائـل (أع17: 12).

 

 

 

 

مريـم التى من رومــا

الشاهد الكتابى: (رو16: 6)

في معرض صور بولس الرسول للقديسين في كنيسة روما, هناك شخصية كان يدين لها بالشكر وقد أرسل إليها تحياته الحارة, أنها مريم أخرى لها ذكرى مكرمة وكل ما نعرفه عنها موجود في التحية الشخصية لبولس الرسول حيث يقول ” سلموا على مريم التى تعبت معنا كثيراً” (رو16: 6) ومن بين العشرين قديساً الذين حددهم الرسول بالاسم.

تعتبر مريم الوحيدة التى تحمل اسماً يهودياً, ومن المرجح أن هذه السيدة الرومانية قد أطلقت على نفسها  هذا الاسم, بما فيه من مدلولات مقدسة, عند تجديدها ومعموديتها, ومثل هذا العمل يمثل كيف تستطيع المسيحية أن تجمعنا كلنا لنكون في رابطة واحدة من الشركة.

ونحن لا نعرف كيف تعبت مريم وعملت بنشاط لأجل بولس الرسول ورفاقه. من الواضح أنها كانت تتميز بمقدرة خاصة مما خفف العبء عن الرسول, وبالتالى فقط عملت على رفع راية الإنجيل. وحيث أنها أن هناك امرأة رومانية أخرى, وهي برسيس قد ذكرت في قائمة النساء, وقيل عنها أنها “تعبت كثيراً في الرب” ويظن البعض بأن مريم وبرسيس كانتا كارزتين تعملان لنشر الإنجيل.

 

 

فيبــى

“أوصى إليكم باختنا فيبى” (رو 16: 1)

فيبى ومن هي ؟

الكلمة فيبى تعنى “بهية” أو “لامعة” أو “مضيئة” وهي أشبه بالكوكب الدرى الذي يلمع في السماء, أو ذلك النور الباهر الذي ينبلج في قلب الظلام… ومع أننا لا نقرأ عنها أكثر من آيتين جاءتا في كلمة الله, إلا أنهما كافيتان على أن تعطينا من النور ما يمكن أن يلقى وضوحاً على كثير من الحقائق.

أغلب الظن, أنها كانت متوسطة العمر, لأن بولس يشير إليها كأخت, وبذلك يعبر عن مركزها في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية. فقد كانت متبتلة وعضوة روحية في كنيسة المسيح في كنخريا (غل4: 4- 7) على أنه من الواضح أنها كانت امرأة غنية ميسورة الحال على أقل تقدير, إذ أنها ساعدت الآخرين, وساعدت بولس.

ويبدو أن بيتها في كنخريا كان مفتوحاً للمؤمنين الذين يفدون إليه من هنا أو من هناك, وربما عاش بولس في بيتها , عندما كان في كنخريا, ويُظن أنه كان مريضاً هناك, وقد اهتمت به أبلغ اهتمام.

ومن المعتقد أنها كانت امرأة مثقفة حملت معها إلى رومية أعظم رسالة, كتبها بولس الرسول التى دعاها جوديت: “كاتدرائية الإيمان المسيحى” والمنجم الذي ما تزال الكنسية المسيحية تخرج منه طوال القرون الماضية أثمن الكنوز دون أن يفرغ أو ينفذ.

ذهبت فيبى إلى المدينة الخالدة روما وهي لا تعلم, عندما كانت تحمل الرسالة إلى أهلها, والوصية الخاصة بها, أنها كانت تقدم للأجيال أعظم كنز في العقيدة والتعليم المسيحى, وليس للرومانيين فحسب, وكانت تقدم في الوقت عينه النموذج المسيحى الواضح المجيد للأخوة, والخدمة, والتعاون المسيحى بين المؤمنين والبعض مهما اختلفت أوضاعهم وظروفهم.

كان أهم ما في حياة هذه المرأة هو أنها كانت تشرب عميقاً من نهر الشركة العميقة مع الله, وقد ظهر هذا في داخل المدينة والكنيسة التى عاشت فيها.

كانت كنخريا الميناء الشرقى لمدينة كورنثوس, ومن المعلوم أن الموانى عادة من أشر الأماكن وأكثرهم تعرضاً للفساد فإذا أضفنا إلى ذلك أن كورنثوس في حد ذاتها كانت من أشر ما رأى بولس في حياته, ومع ذلك ظهرت هذه المرأة بهية واضحة النور والحياة في قلب الظلمات القاسية المترسبة من الفساد والوثنية معاً.

كانت كنخريا تتعبد لأبولو, وكان في كورنثوس معبد أفروديت آلهة الجمال, وكان به ألف امرأة كرسن أنفسهن للفساد تعبداً…. ومع ذلك فقد لمعت هذه المرأة كما يلمع الشهاب في الليل البهيم, وأضاءت كما يضئ البدر في أحالك الليالي, وقد ظهر هذا في حياتها المسيحية في المدينة, بل تكريسها العظيم للخدمة في كنيسة كنخريا.

 

فيبى والخدمة المسيحية:

  • لم تكن فيبى عضوه عامة في أسرة كنيسة كنخريا بل كانت عضوه أساسية في هذه الكنيسة التى عندما وصل إليها بولس الرسول في رحلته التبشيرية الثالثة كتب منها رسالته إلى أهل رومية.
  • وقد وصفت فيبى “خادمة ” “شماسة” للكنيسة.
  • كتب الرسول بولس رسالته إلى مؤمنى رومية وأوصاهم بالاهتمام بالأخت فيبى قائلاً “أوصى إليكم بأختنا فيبى التى هي خادمة الكنيسة التى كنخريا كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين, وتقوموا بها في أى شئ احتاجته منكم لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولى أنا أيضاً” (رو16: 1).
  • هذه كانت شهادة من بولس لفيبى أنها قديسة بذلت الكثير من الجهد والعرق والمال لراحة الكثيرين – لقد صارت شاهدة أمينة لعناية السيد المسيح ورعايته للمكرسات إذ يشملهم بمواهب روحه القدوس وحراسته وتدبيره.
  • ونستشف من كلماته القليلة عنها أنها عظيمة ولها خدماتها الكثيرة المتعددة ويتضح تدبيرها أمامنا في أربعة مواصفات:

أخت خادمة – مدبرة مقبولة – مدبرة قديسة – مدبرة لكثيرين.

1- أخت خادمة:

  • لما كانت فيبى شماسة فكان عليها تعليم نساء الكنيسة التعاليم المسيحية والروحية ورعاية العائلات المحتاجة – ومساعدة الكاهن في عماد النساء في الأمور واللحظات التى يجب أن يتنحى حتى لا يبصر جسد امرأة عارية, ففيبى كانت أولى الشماسات اللواتى عينتهن الكنيسة في العصر الرسولى الأول, وقدمت للكنيسة خدمات كثيرة روحية ومادية بنشاط وهمة وكانت مخلصة في خدمتها للمسيح والكنيسة.

2- مقبولة في الرب

  • هنا تأكيد على حقيقة هامة في الخدمة وهي أن كرامة الخادم وهي أم أن كرامة الخادم أو المدبر ليست في شخصيته الذاتية بل من خلال الرب وعمله وخدمته الأمينة, نحن لا نقبل بعضنا البعض ذاتياً بل من خلال الرب الذي يخلع علينا كرامته ومجده الإلهيين.

3- كما يحق للقديسين

  • امتداداً لكرامة الخادم الحقيقي والمدبر الأصيل توصى الكنيسة – ممثلة في شخص بولس الرسول – بإكرامها كما يحق كقول الرب نفسه” أكرم الذين يكرموننى” (1صم2: 30).

4- مدبرة ومعاونة لكثيرين

  • مجرد إشارة خاطفة عن هذه الخادمة الصامتة نستنتج أن حقول خدمتها وجهادها وتعبها كثيرة وممتدة.

من هنا نعلم أهمية خدمة الفتيات والشابات والسيدات والمكرسات في الكنيسة, إذ يمكنهم مساعدة الفقراء وتعليم الأطفال وزيارة المرضى وترجمة الكتب الروحية للغات الأخرى وخدمة المستشفيات والمدارس والأديرة.

وكما أعطى الرب الرجل وزنات ومواهب كذلك أعطى المرأة مواهب “ولا المرأة من دون الرجل في الرب” ولكن المرأة لا تتسلط على الرجل إذ قيل “رأس المرأة فهو الرجل”.

والمرأة أيضاً لا تكون كاهنة فالكهنوت للرجل فقط ولكنها تتمتع بثمار الكهنوت التى يتمتع بها الكل.

فيبى خادمة خدمت جيلها بأمانة معطية مثالاً لكل الشابات ليخدمن الرب بمواهبهن الروحية.

 

 

أكيلا وبريسكلا

سلم على فرسكا وأكيلا

(2تى4: 19)

فرسكا ومعنى اسمها (المسنة) وهي نفسها بريسكلا اسم لاتينى يعنى (عجوز) وزوجها أكيلا (نسر) هذه العائلة المكونة من زوج وزوجة فقط كانت تعمل في صناعة الخيام (أع18: 3) كانا قد هاجرا من بنتس إلى رومة إلا أن كلوديوس قيصر أصدر أمراً بطرد اليهود من رومة فجاءوا إلى كورنثوس واستقبلوا بولس كضيف وكعامل معهما في نفس المهنة, الذي بشرهم بالإيمان بالرب يسوع, وعندما يذكر الرسول بولس سلامه إليهما في الرسائل يذكر الزوجة أولاً ثم اسم الزوج, وهذا له مدلول روحى, فيبدو أن بريسكلا أكثر إيماناً وتضوجاً من زوجه, فهي مثل زوجة منوح (قضاة 22: 13, 23) التى كانت تفهم معاملات الله أكثر من زوجها وكالمرأة الشونمية (2ملوك4: 8) التى كانت لها أشواق لكلمة الله أكثر من زوجها فكان بيتها محطة راحة لرجل الله.

أكيلا وبريسكلا وتصحيح المفاهيم الناقصة (أع18: 23- 26)

فبريسكلا ساهمت مع زوجها في شرح حقائق كتابية بأكثر تدقيق لأبلوس الذي كان يعرف معمودية يوحنا فقط “وابتدأ هذا (أبلوس) يجاهر في المجمع. فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق” (أع18: 26) وهذا دليل أنهما كانا يقضيان وقت طويل في دراسة كلمة الرب وما أجمل أن نكون نحن أيضاً متمثلين بهما ومدققين في دراستنا وفي تعليمنا لكلمة الله, فما أجمل المؤمن الذي يشرح طريق الرب بأكثر تدقيق.

بريسكلا امرأة مجتهدة فاضلة كانت تساعد زوجها في صناعة الخيام وهي مهنة للرجال أكثر من كونها للنساء, إذ أن بولس كان يعمل فيها, والدخل الذي يأتيهم من هذه المهنة يستخدم لأجل خدمة إضافة الغرباء (عبرانيين13: 2) فاستضافوا بولس وأبولس, إن محبتهم الشديدة للرب جعلت الرب يتمم وعده لمحبيه ” أجاب يسوع وقال له: أن أحبنى أحد يحفظ كلامى ويحبه أبى وإليه نأتى وعنده نصنع منزلاً”(يو14: 23) فقد جاء الرب وصنع عندهم منزلاً !!! فكما سمع الناس قديماً أن الرب يسوع في بيت (مر2: 1) حتى اجتمع كثيرون حتى لو يعد يسع ولا ما حول الباب, وهكذا أصبح بيت أكيلا وبريسكلا مكان لإذاعة الإنجيل فعندما يسمع الناس أن الرب يسوع في بيت أحد المؤمنين (أى أن ألئك المؤمنين متمثلين بالرب فالنتيجة هي تجمع الناس تجتمع في بيتهم ويجب أن نتذكر أن المسألة ليست سهلة وخاصة أن تلك الأيام هي أيام اضطهاد الكنيسة والدخول لذلك البيت وبذلك أصبحت الكنيسة عدا التعب المستمر في البيت لأجل راحة القديسين.

أكيلا وبريسكلا في نطاق المشيئة الإلهية

بولس الرسول الذي أيده الله بمواهب معجزية كمواهب الشفاء, لم يتدخل في موضوع شفائهم أو إعطائهم وعد بالأنجاب كما فعل أليشع مع الشونمية, فبولس هو الرجل الروحى الحساس الذي يتبع خطى سيده, فربنا يسوع شفي حماة بطرس لكنه لم يشفي بطرس أو زوجته أو يعطيهما وعد بالإنجاب كل ذلك لأجل أمور سامية تفوق تصورتهم. ولكن أكيلا وبريسكلا فهموا مشيئة الله وعلموا أن هناك خطة إلهية رائعة في حياتهما وأعمال صالحة سبق الله فأعدها لكى يسلكوا بها, ولهذا يقول بولس “العاملون معى في المسيح يسوع” (رومية 16: 3) ورغم أنهما لم يكن لديهم أولاد لكن نسلهم الروحى أصبح كرمل البحر فأينما ذهبوا كانوا نواة لكنائس في آسيا وأوربا أنها صورة رائعة لعمل الإرساليات وتأسيس الكنائس لذلك ليس غريباً أن يقول الرسول بولس “تشكرهم جميع كنائس الأمم” كما إن عدم وجود أطفال لديهم مكنهم من حرية التنقل لأجل الخدمة فبعد أن آمنوا على يد بولس في كورنثوس جاءوا مع بولس إلى أفسس ثم رجعوا بعد فترة إلى رومية وبعدها رجعوا إلى أفسس حقاً ” يالعمق غنى الله وحمته وعلمه ما ابعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء لأن من عرف فكر الرب؟ أو من صـار له مشيـراً ؟ ” (رو11:33- 34).

أكيلا وبريسكلا وإنقاذ بولس

“سلموا على بريسكلا و أكيلا العاملين معى في المسيح يسوع اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتى اللذين لست أنا وحدى أشكرهما بل أيضاً جميع كنائس الأمم” (رو3: 4, 16) كان وعد الله لبولس في كورنثوس لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأنى أنا معك ولا يقع أحد بكل ليؤذيك. وقد استخدم الله أكيلا وزوجته في تحقيق وعده لبولس وبعملهما هذا أطاعا الوصية “أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل ولا تمتنع” (أم24: 11) فالمحبة المضحية وشجاعة الإيمان التى لهما خاطراً بحياتهما وأنقذا حياة الرسول بولس من موت محقق, ربما يكون ذلك بعد محاكمة بولس أمام غاليون (أع18: 12- 17) حيث نجى أكيلا وزوجته بولس من أيدى اليهود الذين كانوا يريدون أن يضربوه كما ضربوا سوستانيس.

 

عمل الجسور وليس إقامة السدود

كان أكيلا وبريسكلا من خلفية يهودية وعندما آمنوا لم يخدموا أنسابهم

حسب الجسد بل خدموا الشعوب الوثنية على أن ذلك لم يكن عائق أو حاجز يمنعهم من التعامل مع الأمم لقد أصبحوا جسور في توصيل الإنجيل للأمم وما أجمل المؤمن الذي يكون جسراً لتوصيل رسالة الإنجيل للشعوب الذين حوله.

الجذور في العمق والارتفاع باستقامة

فرسكا المسنة ينطبق عليها قول الكتاب “الصديق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو… أيضاً يثمرون في الشيبة يكونون دساماً وخضـرا” (مز92: 12, 14) فما أجمل المؤمن الذي يستمر نامياً يضرب جذور إيمانه بعمق ومرتفعاً باستقامة في الأجواء السماوية مثمراً رغم الظروف الصعبة المحيطة به.

التحليق في السماويات

أكيلا (النسر) “وأما منتظرو الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون” (إش40: 31)

“الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النشر شبابك” (مزر103: 5).

حقاً ما أجمل المؤمن الذي يحلق عالياً في الأجواء السماوية طالباً ما فوق حيث المسيح جالساً عن يمين الله ناظراً لربنا يسوع السماوى, فيبقى رغم تقدم سنه في شباب روحى دائم ويصغر العالم المنظور بعينيه.

أبفيــة

(فليمـــون 2)

معنى الاسم:

أبفية اسم فريجى يحمل معنى “العزيزة” أو “المثمرة” أو المخصبة”.

أبفية امرأة مسيحية في كنيسة كولوسى. كلوسى مدينة في مقاطعة فريجية وتقع الأن في الأراضى التركية.

كانت أبفية من أسرة فليمون ويعتقد البعض أنها إما زوجة فليمون نفسه أو أم أخت أرخيس الذي كان مرتبطاً بالعائلة.

وعلى أى الأحوال فأبفية لها صلة وثيقة بأسرة فليمون وألا لما ذكر أسمها مع أفراد الكنيسة التى في بيته.

عاشت أبفية اسما على مسمى فكانت محبوبة وخادمة وغصناً مثمراً في كرمة كنيسة كولوسى.

ويذكر التاريخ الكنسي أن فليمون وأبفية وأرخيس وأنسيمس نالوا الاستشهاد سويا بيد نيرون الإمبراطور الروماني المضطهد للمسيحية.

لقد حمل أنسيمس رسالة بولس الرسول إلى فليمون كما ذكر الكتاب المقدس.

                                  خُلــــوى      الشاهد الكتابى (1كو: 10, 11)

معنى الاسم:    خُلوى اسم يونانى معناه “النبتة الأولى من العشب الأخضر”

لم يذكر الكتاب المقدس شيئاً عن هذه السيدة التى من كورنثوس صاحبة المقام الكبير وواحدة من المسؤلين في الأسرة المسيحية. كانت هذه السيدة معروفة في كنيسة كورنثوس باسمها الشخصى الذي يعنى النبتة الأولى من العشب الأخضر.

لقد أثمرت فيها النعمة الإلهية التى نالتها بحلول الروح القدس عليها فاهتمت بالكنيسة ككل وليس بالفرد فقط وأبلغت بولس الرسول بمشاكل الخدمة.  إن كنيسة كورنثوس جلبت على بولس الرسول أحزاناً كثيرة وآلاماً لانغماس شعبها في الملذات والشهوات العالمية, فكان شعبها غنياً لكثرة العائد من تحصيل الرسوم على البضائع والسفن العابرة بمضيق كورنثوس والتى تبحر من آسيا إلى أوربا وبالعكس.

عرف بولس هذه المشاكل عندما كان في زيارة لأسرة هذه السيدة كما سمع عن أخبار الإنقسام والشقاق بين قادتها عالج هذا الأمر في أول رسالة لهم.

انتظروا الجزء إلحادي عشر من المرأة في الكتاب المقدس

 

مع البنات في الكتاب المقدس

 

المرأة وخدمة الكنيسة – المرأة في الكتاب المقدس ج10

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !