أبحاث

البنات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج12

البنات في الكتاب المقدس ج2 - المرأة في الكتاب المقدس ج12

البنات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج12

 

البنات في الكتاب المقدس ج2 - المرأة في الكتاب المقدس ج12
البنات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج12

 

الجزء الثاني من البنات في الكتاب المقدس

بنــات شلـــوم

الشاهد الكتابي: ( نح 3: 12 )

من الواضح أن شلوم،  رئيس نصف الدائرة الثانية حول أورشليم، لم يكن له أبناء لمساعدته في إصلاح أسوار المدينة،  ولكن كان له بنات.

 ونحن لا نعرف عددهن ولكن نحميا النبي ينبئنا بأنهن اشتركن في ترميم الهيكل بعد العودة من السبي،  وليس من شك في شرف نسبهن ولا في أنهن كن ذوات ثروة كما نتبين ذلك من كلام نحميا ومع ذلك فقد ساهمن هؤلاء البنات اللواتي لم ترد أسماؤهن في البناء كالعمال،  ولم يساهمن بمالهن فحسب بل بعملهن أيضاً،  فكن بذلك قدوة مُثلى لجميع العاملين رجالاً ونساء،  قدوة في العمل وقدوة في الغيرة على هيكل الله،  فوقفن جنباً إلى جنب مع الكهنة والأمراء ومهرة الصناع الذين امتلأت قلوبهم بمحبة الله والجهاد في سبيل تمجيده بتجديد هيكله.

ولذلك فقد كن الرائدات للنساء الصالحات اللاتي جاهدن مع بولس في خدمة الإنجيل ( في 4: 3 ).

 

 

 

 

 

 

ابنة برزلاي

    الشاهد الكتابي: ( نح 13: 63،  64 )

الابنة التي احتفظت باسم أبيها حتى بعد زواجها،  بل أن زوجها تسمى باسم أبيها،  هي ابنة برزلاي الذي لا يصفه الكتاب المقدس إلا بكلمة ( الجلعادي )،  أم زوج ابنة برزلاي فكان كاهناً،  ورغم كرامته الكهنوتية تنازل عن اسمه الأصلي وتسمى باسم والد زوجته ( عز 2: 61 ).

ومع أن هذه حادثة فريدة في بابها إلا أنها جديرة بالتأمل،  لأن ابنة برزلاي قد عاشت في القرن الرابع قبل الميلادي في عهد الملك كورش الذي سمح لليهود المسبيين في بابل بالعودة لبناء الهيكل في أورشليم.

ومثل هذه الحادثة تبين المكانة التي كانت تتمتع بها ابنة برزلاي مما جعلت زوجها يتسمى باسمها ومما جعلت المجتمع اليهودي إذ ذاك يرضى عن هذا التغيير لكاهن ممن يخدمون الهيكل.

بنــات أيــوب الثلاثــة

يميمة،  قصيعة،  قرن هفوك

الشاهد الكتابي: ( أي 42: 14 )

معنى الأسماء

يميمة: اسم سامي معناه يمامه،  وهو اسم ابنة أيوب الكبرى،  واليمامة طير معروف وهو من الطيور القواقع،  ينبئ مجيئه بحلول فصل الربيع ( نش 2: 12 ). وتأتي بعض أنواع اليمام على البلاد المقدسة في أول نيسان واليمامة كالحمامة رمز للوداعة ( مز 74: 19 ).

قصيعة: اسم سامي معناه سنا وهو نبات كالحناء… وهو اسم ابنة ايوب الثانية.

 

قرن هفوك: اسم عبري معناه قرن الكحل وهو اسم ابنة أيوب الثالثة

رزق أيوب ببناته الثلاثة بعدما أرجع الرب لأيوب صحته ومجده،  وشفاه من بلاه،  وخلصه من محنته،  كما أعطاه الله سبعة أبناء ولدهم بعد شفائه،  وهؤلاء الأبناء العشرة غير أولئك الذين هبت عليهم الريح الشديدة وصدمت زوايا البيت الأربع وسقط عليهم ( أي 1: 18،  19 ).

أعطى الله أيوب ضعفاً مما كان له من الأملاك والغنم والبقر والأتن أما الأبناء فأعطاه نفس العدد الذي كان له قبل الكارثة،  فالذين ماتوا قبلاً في العاصفة أرواحهم حية في السماء.

لقد بارك الله لأيوب في النسل كما باركه في الأملاك والمواشي وذكر الكتاب أنه لم يوجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض،  وأعطاهن أيوب ميراثاً بين اخوتهن ( أي 42: 15 ).

لم يذكر الكتاب المقدس أسماء الأبناء واكتفي بأسماء البنات،  مدح يعقوب الرسول أيوب وقال ” لقد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب،  لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف ( يع 5: 11 ).

 

 

إحــدى بنــات أورشليــم

شولميـــث

الشاهد الكتابي: ( نش 6: 13 )

” ارجعي – ارجعي – يا شولميث

هي إحدى بنات أورشليم لا نعرف اسمها ولكننا نطلق عليها تجاوزاً شولميث،  لأنه هو الاسم الذي أطلقه عليها سليمان الحكيم الملك على عروسه

وشولميث تعبير عن أورشليم أو الكنيسة عروس المسيح،  وهي مؤنث كلمة ( شالم ) أو سالم أي التي لها السلام،  والنفس كعروس ليسوع لها سلام عميق.

حمل الرب صليبه ومر في دروب أورشليم متجهاً من دار الولاية إلى الجلجثة وهنا خرجت بنات أورشليم يبكين فقال الرب لهن ” يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن… لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس ” ( لو 23: 28 ).

رأت إحدى بنات أورشليم – وقد سميناها شولميث،  منظر مسيحنا الحبيب تحت ثقل الصليب والعرق يملأ وجهه،  والدموع تنساب مرقرقة على خديه اللتين كخميلة الطيب والبصاق على جنيته وهو الذي تفل على الأرض وأبرأ عيني المولود أعمى.

رأت شولميث الرومان في قسوتهم يركلون حبيبها وهو الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته،  رأته شولميث وسمعته يقول: ” يا بنات أورشليم…. “.

أنار الروح القدس قلبها،  فاض الحب النقي في داخلها،  بكت كثيراً وتذكرت قول أرميا ” يا عابري الطريق…

لم تخش قوة الرومان ولا هزء الكهنة ولا قساوة الشعب،  تقدمت بمنديلها ومسحت وجه حبيبها الدامي وهنا نالت المكافأة إذ انطبع على منديلها ” وجه حبيبنا يسوع  “.

شولميث تركت لنا مثالاً صالحاً،  فإن أردت أن أرى وجه حبيبي يسوع على أن أمسح دموع المتألمين.

كل منديل تضعه على وجه مريض،  هناك تنطبع صورة حبيبي يسوع طبيب المرضى.

كل كأس ماء بارد تقدمه لعطشان،  هناك تنطبع صورة مروي العطشان.

كل كلمة تعزية تقدمها لحزين،  هناك تنطبع صورة الله الكلمة.

شولميث لم تجر وراء وجه شاب جميل تضيع وقتها وراء الحب الشهواني،  بل سارعت وراء الأبرع جمالاً من يني البشر فنالت النصيب الذي لم ينزع منها.

بنــات صهيــون

الشاهد الكتابي: ( أش 3: 16: 26 )

يصف أشعياء النبي في هذا الإصحاح المحزن خراب أورشليم،  بطغيانها،  والفوضى السائدة فيها،  والظلم الواقع على الفقراء،  والعيش المُترف من جانب قلة من الناس.

في هذا الجزء يتحول النبي من الرؤساء الذين جعلوا الشعب يخطئ،  إلى زوجاتهم،  وأخواتهم وسراريهم اللواتي أظهرن أنهن صورة ممسوخة لبنات سارة التقية ورفقة. ويكون من الطريف أن نعرف إلى أي مدى نظرة أشعياء التقية في إدانته للإسراف الشديد لبنات صهيون. ودقة التفاصيل

 

المقدمة عن الملابس والحلي يدل على أن زوجة أشعياء،  قد أخبرته عن كل ما يمكن أن يوجد في حجرة واحدة من الأثرياء ممن يتبعن أحدث الأزياء السائدة في أورشليم. جميعها،  21 وسيلة من وسائل التجميل،  وأغلبها من بلاد أجنبية،  قد ذكرت.

إن سقوط بنات صهيون اللواتي وضعن الأزياء و ” الموضات ” قبل الإيمان متنبأ عنهن من قبل النبي.

إن النساء المسيحيات يبتهجن كثيراً بما قاله بطرس عن الزينة الخارجية والزينة الداخلية ( 1 بط 3: 1 – 7 ) , إن الذكور والنساء على حد سواء،  في حاجة لامتلاك زينة الروح الوديع الهادئ. 

 

بنــــات صدقيـــا

الشاهد الكتابي: ( إر 41: 10 )

يا لهول الحرب،  كم نحطم وتدمر الحياة الهادئة لعدد كبير من الناس في جحيم من النهب والقتل،  لقد ذبح أبناء الملك صدقيا أمام عينيه،  ثم قلعت عيناه،  ثم أخذ مقيداً بسلاسل إلى بابل،  وحرق قصره الملكي بالنار،  ثم عانت بنات صدقيا من أهوال الحرب.

ولحسن حظهم،  تم إنقاذ حياتهن ولكنهن أخذن سبايا في حماية جدليا. ولا شك أن هؤلاء الأميرات الباقيات على قيد الحياة من حريم صدقيا كن ضمن النساء اللاتي تم تحريرهن بعد موت جدليا ( 41: 16 ).

 

 

 

ابنـــة يايـــــرس

الصبيــة التـي أقامهـا يســوع مـن الأمـــوات

الشواهد الكتابية: ( مت 9: 18 – 25،  مر 5: 21 – 43،  لو 8: 41 – 56 )

إن المعجزة التي نقرأها الآن هي ” معجزة داخل معجزة ” لأن يسوع كان ” في الطريق ” أثناء سيره في شارع مزدحم بالمدينة،  إلى بيت يايرس ليشفي ابنته الصغيرة،  كان شفاء المرأة نازفة الدم،  قصة مطوّبة داخل قصة،  وهي تظهر بوضوح خدمة يسوع السريعة الحركة والمجهدة بينما كان في الجليل،  والحادثة الجانبية للمرأة المريضة وارتباكها المفاجئ وهي تلمس يسوع تعد مقاطعة لخط سيره استجابة لدعوة يايرس،  لقد حول يسوع المقاطعة لشيء جيد.

ابنة يايرس فتاة بلا اسم تماما كوالدتها التي كانت تشارك يايرس قلقه العميق علي ابنتهما،  فقد ذكرت دون اسم،  لقد أراد يسوع أن يخلف وراءه في مدينته التي أحبها حياة تتغنى بفضله وهو ذاهب في طريق الألم،  عن طريق عمل من أعمال الرحمة،  فقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تعرفه.

فربما يكون بذلك العمل قد أنقذ أماً مسيحية في المستقبل،  ونحن نميل للاعتقاد بأنه عنما قامت الفتاة اليهودية من الموت وكبرت كانت تعد من بين القديسات اللواتي أحببن الفادي وعبدنه.

مركــــز والدهـــــا:

كان يايرس ” رئيساً للمجمع “،  لم يكن قادراً بالرغم من الثراء والجاه والنفوذ الشخصي،  وكل امتيازات مركزه وممتلكاته،  لم يكن قادراً أن يفعل شيئاً للتخفيف من آلام ابنته… فجاء للسيد المسيح.

 

صلاتــــــــه:

بعد أن سجد يايرس عند قدمي يسوع،  قدم التماسه ” ابنتي الصغيرة على آخر نسمة ” فالألم،  وهو تراث مشترك،  جذبه إلى رجل الأوجاع،  الذي عرف الحزن البشري،  فوجد الراحة عند قائد أعظم.

إيمــــان يايـــرس:

وهو في طريقه لطلب مساعدة يسوع وصله ما يفيد أن ابنته المريضة قد ماتت،  لم يفقد الرجل إيمانه،  لذلك كان وعد يسوع له ” لا تخف،  آمن فقط ” يا لها من عصا سحرية يستند عيها كل من كان في وادي ظل الموت. وتم تتويج إيمان القائد عندما قامت ابنته من الموت.

لا بد أن الحمد والسجود والشكر ملأ قلب يايرس عندما شهد قوة المسيح ” القيامة والحياة “.

وهكذا المرأة النازفة الدم التي أعجزها المرض لمدة 12 سنة قد زال عنها المرض في لحظة،  وجذور الحياة التي انطفأت في فتاة تبلغ 12 عاماً من العمر،  قد أضاءت مرة أخرى،  لتتقد امتناناً وعرفاناً بالجميل،  لقد عاشا كلاهما ليمجد الرب واهب الحياة.

لا بد أن يايرس وزوجته وابنته التي استعادت حياتها قد أصبحوا ممتنين ليسوع في إيمان وطيد،  وكم قدموا من المواساة لقلبه عندما تخلى عنه الأصدقاء الذين أساءوا فهم رسالته ” ولم يعودوا يمشون معه “.          

 

 

بنـــات أورشليـــم

الشاهد الكتابي: ( لو 23: 28 )

بعد أن أصدر بيلاطس حكم الموت على يسوع،  الذي كان يعرف أنه برئ من التهمة الملفقة لرؤساء اليهود،  فأُخذ ليموت على الصليب الذي أجبر على حمله وتبعه جمهور كثير،  كان من بين الجمهور ” بنات أورشليم اللاتي كن يلطمن أيضاً وينُحن عليه ” من كان هؤلاء النساء الذي كان بكاؤهن عالياً ومريراً وهن ينظرن إلى ذاك الذي كان محتقراً ومرفوضاً من الناس.

ولكن على الرغم من ارتياح يسوع لعطف هؤلاء النسوة عليه،  إلا أنه قال لهن ” لا تبكين عليّ فبالنسبة للذين هم من خارج،  كان يسوع في محنة قاسية لأنهم رأوه مقتاداً إلى الجلجثة ليموت كمجرم على صليب خشبي،  ولكنه أرادهن أن ينظرن إليه بعين الايمان كمن يذهب إلى حفل تتويجه.

لا بد أن هؤلاء النسوة قد ذهلن عندما قال لهن في طريقه ليصلب ” لا تبكين “. إن بعض الناس هناك لم يبكوا عليه أبداً،  وعندما يمرون أمام الصليب فإنهم لا يقدرون آلامه لأجلهم.

قبل يسوع دموع النساء الحزانى ولكنه كان يعني بقوله ” لا تبكين ” أن تلك الدموع سوف تجف سريعاً لأن جبينه المتوج بالشوك سرعان ما يكلل بالمجد،  فيجب لذلك عليهن أن يوفرن على أنفسهن وعلى أولادهن تلك الدموع ليذرفنها عندما تحيق أيام الدينونة السوداء بمدينتهن التي رفضته.

ففي حكم تيطس 70 م،  تذكرت النسوة قوله عن تطويب العواقر والبطون التي لم تلد عندما رأين الرضع يذبحن،  ولذا فإن يسوع حث أولئك النساء ألا يبكين عليه بل يبكين على الخطية التي أودت به إلى الصليب،  وعلى الكارثة القومية المقبلة بسبب الخطية.

فإذ هو حي إلى الأبد،  ورئيس ملوك الأرض،  فإنه لا يحتاج لدموعنا،  ولكن خطيتنا الكبرى ضده،  سواء كانت شخصية أو قومية،  يجب أن ينتج عنها ندم النفس العميق. 

بنـــات فيلبـــس

الشاهد الكتابي: ( أع 21: 8،  9 )

كان فيلبس المبشر واحداً من سبعة رسل قد أفرزوا لممارسة خدمة معينة في الكنيسة ( أع 6: 3 )،  وعلى الرغم من أن الله وهبه أربع بنات سيرتهن حسنة،  لم يرد ذكر لأسمائهن مع اسم أمهن،  إلا أنه لم يرد ذكر لأي ابن من أبناء فيلبس،  وعدم ورود أي إشارة لزوجة فيلبس قد يعني أنه كان أرملاً،  وأن بناته الأربع كن يعتنين به وبالبيت.

ويمكننا أن نقول بما يشبه اليقين أن زوجته كانت زوجة متعبدة وأماً فاضلة،  وأن تأثيرها كان بالغاً على حياة بناتها الأربع اللواتي أصبحن رباعية متميزة من نساء الكتاب المقدس،  وكانت حياتهن بارزة وسط جيران من الوثنيين.

الأربعة عذارى لكن بلا أسماء:

كم يكون شيقاً لو عرفنا أسمائهن ن كما عرفنا أسماء بنات أيوب،  ولكن كان من الممكن أن نعتقد بعد وجودهن في تاريخ الكتاب المقدس،  لولا العدد الوحيد الذي يخبرنا أنهن عشن بالفعل وشغلن مكاناً هاماً في الشركة المسيحية في الكنيسة الأولى،  ونحن نعتبر أن الصمت عن ذكر أسمائهن،  واحد من أنواع الصمت الحكيم في الكتاب المقدس،  إن أسمائهن محفورة في سجل المفديين في السماء. ” ليس كل زهرة تتفتح على الأرض،  وليس كل نجم يتحرك في السماء له اسم في لغات البشر،  وبرغم ذلك تبتسم الزهرة ويسطع النجم “،  وبنات فيلبس الأربع اللواتي بلا أسماء يمثلن أعداداً لا حصر لها من المؤمنات اللواتي يخدمن جيلاً لا يعرفهن.

كــــن عــــــــــــذارى:

إننا نعتقد أن هؤلاء البنات الأربع باعتبارهن تعدين مرحلة الشباب،  نساء تقيات ويمارسن المواهب الروحية النادرة،  وقد اخترن حياة التبتل التي تعد مفضلة للنساء المدعوات أو المؤهلات بنوع خاص ليصبحن نبيات كمريم في القديم.

تنبـــــأن:

تنبأ يوئيل عن مواهب روحية فائقة توهب لكلا من الجنسين،  وللأبناء والبنات على حد سواء،  وفي يوم الخمسين،  قال بطرس ملهماً بهذه النبوة: ” يتنبأ بنوكم وبناتكم “،  ربما كان فيلبس وبناته الأربع حاضرين في ذلك اليوم التاريخي،  وشاركوا في هذا الانسكاب المعجزي للروح القدس.

وأصبحوا بفضل تلك المسحة الإلهية مسيحيين ناصحين للآخرين،  لا بد أن هؤلاء الخادمات للمسيح اللواتي حفظن سجل عذراويتهن ناصعاً قد تباركن واستخدمن في الإعلان عن رسالة الله المعطاة لهن. غير معطيات نبوات عن المستقبل فقط،  بل أيضاً مفضلات كلمة الحق لاستنارة وتهذيب الذين سمعوهن

 وبسبب تعليم بولس الرسول الخاص بصمت النساء كواعظات في الكنائس ( 1 كو 13: 34،  1 تي 2: 12 )،  فمن الجائز أن بنات فيلبس قصرن خدمتهن على جنسهن فقط. وعندما كن يصحبن والدهن في رحلاته التبشيرية،  كانت الفرصة تتاح لهم بالوعظ للنساء،  سواء كان ذلك بين اليهود أو الأمم،  والمساعدة في تعميد السيدات المتجددات.

ولا بد أن تكريسهن الكامل للرب قد أسر قلب والدهن،  الذي اتبعن إيمانه،  ولن تستطيع الكنيسة أن تقدر خدمة هؤلاء النساء المكرسات المجهولات الاسم حق قدرها. 

 

رودا

الشاهد الكتابي: ( أع 12: 1 – 19 )

معنــى الاســم:

رودا اسم يوناني معناه ” شجرة الورد ” كانت أمة في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرفس ( أع 12: 13 ). ولما كان برنابا أخو مريم قبرصي الجنس فعلى ما يُظن أن عائلة مرقس الرسول وبرنابا أحضروا هذه العبدة معهم وأعطوها اسماً يونانياً.

إن كان اسمها يعني وردة ولكن أهل البيت اتهموها بالهذيان في الحدث التي كانت رودا بطلته. الكتاب المقدس لم يذكر أصلها ونسبها بل ذكر عملها أنها خادمة.

وفي منتصف الليل قرع باب دهليز بيت مريم أم يوحنا حيث كان المسيحيون يصلّون من أجل سلامته وكانت رودا تشاركهم الصلاة راكعة على ركبتيها،  ولما سمعت القرع على الباب ذهبت لكي تفتحه.

 

حوادث هذه القصة تتلخص في ثلاث نقاط:

أ – قــرع بطــرس البــاب. 

ب – صدمــة رودا.

ج – تحــدي المصلّـين وازدرائهم بكلام رودا.

 

أ – قرع بطرس الباب:

كان يوجنا الملقب بطرس أحد السبعين رسولاً،  وكانت أمه تمتلك بيتاً فخماً وخصصته لراحة السيد المسيح وخدمته،  صنع فيه السيد المسيح العشاء الأخير،  وحل فيه الروح القدس على التلاميذ،  وبعد ذلك خصصه لخدمة الرسل والمؤمنين.

وعندما مد هيرودس الملك يده ليسيء إلى أناس من الكنيسة،  اجتمع المؤمنين في أورشليم في هذا البيت ليس لسماع العظات ودراسة الكلمة فقط بل للصلاة من أجل المعذبين بيد هيرودس الملك المضطهد لقادة الكنيسة.

قتل هيرودس يعقوب أخا الرب بالسيف وتم فيه ما ارتضاه سابقاً وتنبأ عنه السيد المسيح بأنه سيشرب كأس الاستشهاد،  وإذ رأى هيرودس أن ذلك يرضي اليهود عاد فقبض على بطرس ووضعه في السجن،  وعرف بعض رجال الكنيسة أن هيرودس ينوي قتل بطرس بعد الفصح،  وماذا يحدث لو ضُرب الراعي فستتبدد خراف الرعية،  لذلك صلّا الكنيسة بلجاجة إلى الله من أجله ليل نهار،  سمع الرب صراخ شعبه فأرسل الرب ملاكه إلى بطرس في السجن فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً: ” قم عاجلاً “،  سقطت السلسلتان من يديه،  وقال له الملاك تمنطق وألبس نعليك ففعل هكذا، فقال له ألبس رداءك واتبعني،  فخرج يتبعه،  وكان لا يعلم أن الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي بل ظن أنه ينظر رؤيا،  فلما أتيا إلى الباب الحديد الذي يؤدي إلى المدينة أنفتح لهما من ذاته،  فخرج بطرس وأتى إلى بيت مريم أم مرقس لأنه كان يعلم أن المؤمنين مجتمعون للصلاة في ذلك البيت.

 

قرع بطرس الرسول الباب ولكن رودا فزعت من الفرح ولم تفتح الباب،  أعاد بطرس قرع الباب بشدة حتى انفتح،  باب السجن انفتح بسهولة بيد الملاك أما باب البيت فانفتح بأيدي غير مؤمنة بقوة الله القادر على كل شيء.

ب – صدمــة رودا:

لم يقرع بطرس الباب ولكنه كان يتكلم،  لأننا نقرأ أن رودا عرفت صوت بطرس هذه الصوت المحبوب الذي تعودت أن تسمعه يُعلم،  ويُهيئ الطريق لمعرفة المسيح المعرفة الحقيقية،  ويُفسر أسرار المسيحية المقدسة،  لقد صعق صوت بطرس رودا وأذهلها فارتبكت في الإجابة على سؤال المصلّين: ” من يقرع الباب في منتصف الليل ؟ ”  لذلك فشلت في فنح مصراع الباب وإدخال بطرس  ومن فرحتها ركضت إلى الداخل وأخبرت أن بطرس واقف على الباب.

أوضح لوقا الطبيب مشاعر رودا وكفنان ورسام كشف خفايا التصرف الشاذ لرودا عندما فاجأتها الأخبار الطيبة بخروج بطرس من السجن سالماً،  لقد نسيت نفسها وواجبها وركضت إلى الداخل وأخبرت المصلّين أن بطرس واقف قدام الباب،  بقلبها الطفولي عبرّت عن فرحتها وقالت: ” بطرس خرج من السجن،  بطرس يقرع على الباب “.

ج – تحــدي المصلّــين وازدرائهــم بــرودا:

اتهم المصلون رودا الفرحانة بأنها تهذي،  اتهموها بالجنون والخبل،  أما رودا فلإيمانها بقوة الله أصرت على كلامها. إن اتهام رودا بأنها تهذي لم يمنعها من التأكيد أن بطرس حرج من السجن ويقرع الباب.

 

إن اندهاشهم عند رؤية بطرس يؤكد عدم إيمانهم باستجابة الله السريعة للصلاة. كانوا يصلون طول الليل من أجل بطرس،  فلما وقف بطرس على الباب لم يؤمنوا بنجاته لذلك قال السيد: ” كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه ” ( مت 21: 22 ).

 

 (( الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى )) 

( عب 11: 1 )

 

انتظروا الجزء الثالث عشر من المرأة في الكتاب المقدس

 

 

البنات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج12

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !