أبحاث

نساء الكرازة والتبشير – المرأة في الكتاب المقدس ج14

نساء الكرازة والتبشير - المرأة في الكتاب المقدس ج14

نساء الكرازة والتبشير – المرأة في الكتاب المقدس ج14

 

نساء الكرازة والتبشير - المرأة في الكتاب المقدس ج14
نساء الكرازة والتبشير – المرأة في الكتاب المقدس ج14

 

 

مقـــدمـــة

أولاً: نساء خاطئات أصبحن كارزات ومبشرات:

المجدلية والسامرية:

لا يمكن التحدث عن المرأة في الكتاب المقدس من غير الكلام عن هذه المجموعة من النساء التى كان المجتمع (ومازال) ينظر إليهن في احتقار بالغ, مع أنه يغتفر للرجل هذا النوع من الزلل, ومع أنه لا يمكن أن تنزلق امرأة في هذه الهوة من غير أن يكون معها رجل, وليس هنا مجال البحث عمن هو السبب الأصلى للخطية في كل حادثة, كما أنه لابد أن تقول أنه على الرغم من اشتراك الرجل في الخطية فهذا لا يخفف من وزر المرأة – وإنما نوجه أنظارنا بصفة خاصة إلى معاملة رب المجد لهاته النساء البائسات – وما يترتب على هذه المعاملة من تحول عجيب في شخصيات هاته النساء.

إن السيد المسيح لم يحول المجدلية والسامرية ومن شابهما عن الخطية فحسب بل جعل منهن رسولات كارزات ومبشرات إذ قد اشتراهن بمحبته اللانهائية فكما أختار – رب المجد- فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان كذلك اختار خاطئات هذا العالم أبراراً بنعمته ليجعل منهن صورة ساطعة تستهوى القلوب المضطربة, وتملأها ثقة في مراحمه وتفيض عليها قوة لتحمل رسالته إلى الآخرين, فهل لم يحن الوقت لأن نتأمل هذه الصورة الساطعة وندرك ن السيد المسيح رفع المرأة – حتى الخاطئة إلى مستوى مجد أبناء الله.

أما الخاطئة الثانية فهي السامرية التى لا نعرف اسمها, والتى تحمل رب المجد في سبيل إنقاذها مشقة أن يمضى من اليهودية إلى الجليل ماراً بالسامرة وأن يجلس على بئر يعقوب نحو الساعة السادسة (12 ظهراً ) حتى جاءت السامرية ويقول الكتاب: ” فإذ يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر” إنها المحبة الحقيقية.

ثانياً: غير خاطئة ولكنها وثنية رومانية جازفت بحياتها لتعلن الحق:

زوجة بيلاطس

فالخاطئات تطهرن وحملن رسالة رب المجد إلى أهل مدينتهن أو إلى الأمم, والوثنية التى هي خارج العهود والنبوات, لقد جازفت بحياتها لتعلن الحق الذي أدركته.

ثالثاً: كارزات ومبشرات  لم يكن خاطئات:

1- في العهد القديم:

خــادمــة زوجـــة نعمـان السـريـانى:

التى كرزت وبشرت وهي في الأسر – لقد فاض قلبها بسلام عجيب وحب فائق لأعدائها, إنه أعظم أنواع الحب.

2- في العهد الجديد:

لـيديــــة (بـائعـــة الأرجــوان):

التى قبلت السيد المسيح وذهبت تخبر أهل بيتها وتبشرهم, فقبلوا أهلها السيد المسيح مخلصاً لحياتهم وتعمدوا جميعاً فكان فرح للجميع, وبعد الكرازة والتبشير صارت خادمة للكنيسة وساعدت بولس الرسول بالإضافة إلى كرم الضيافة والسخاء في العطاء, فقد قبلت أن تستضيف بولس ومن معه عندها في البيت.

 

 

 

مريـم المجدلية

الشاهد الكتابى: (مت 27: 56, مر 15: 40, 47, لو 8: 2, يو 19: 25)

إن بين حواء والمجدلية أشياء كثيرة التناظر والتباين مما لا يغيب عن العين الدقيقة الملاحظة, فهذه البنت وتلك أمها, وكلتاهما حملت رسالتها الكبرى في بستان, وكلتاهما بكت فيه, وكلتاهما اتجهت بقلبها وشعورها نحو شخص واحد المخلص يسوع المسيح.

على أن أحدهما حملت رسالة الهلاك للبشر, والثانية رسالة الخلاص.

الأولى بدأت رسالتها باستسلامها للشيطان, والثانية عرفت رسالتها بعد مبارحة الشيطان ؟

والآن نتــأمــــــل المـجــدلية مــــن نــواح ثــلاث:

أولاً: الفتاة التى أخرج منها السيد المسيح سبعة شياطين:

مريم المجدلية فتاة من بلدة مجدل الواقعة غرب بحر الجليل – لم يذكر الكتاب المقدس سجلاً عن نسب المجدلية أو عمرها أو زواجها – إنها فتاة غنية استطاعت أن تمد السيد المسيح مع أخريات بما كان يحتاج إليه من أموال, للخدمة ولعلها كانت تنتمى إلى بيت ذائع الصيت في ذلك الوقت, لأن لوقا عند ذكره إياها وضعها في الطليعة قبل يونا امرأة خوري وكيل هيرودس وسوسنة وسائر النساء الأخريات, وقد يكون هذا دليلاً على تقدمها عليهن في التعبد والخدمة.

كانت مريم أشبه بالمصباح الكامل الجميل المستعد أن يرسل أضواء قوية بعيدة مشرقة ولكن أستار كثيفة من الظلام دثرته وغطته- حتى جاء ذلك اليوم العظيم في حياتها حين مر بها – ولا نعلم أين ومتى – مخلص العالم وصديق البائسين.

لشد ما كنت أتمنى أن ترجع بنا القرون لنراه في رقته وقوته في جوده وقدرته في وجهه المشرق بالدموع والحنان وهو ينحني على آلام التعساء وفي يده الرقيقة المقتدرة وهي تمسك بهم لترفعهم فوق الألم والتعاسة والشقاء.

“مريـم ….” بهذا النداء القوي المقتدر خرجت الشياطين وولت, وعاد للعنينين الزائغتين والعقل المشوش والكيان المضطرب … الصفاء والشعور والدعة, بل عادت لنا مريم التى دعاها البعض حقاً زنبقة الإنجيل.

ثانياً: الفتاة التى كرست حياتها للمسيح:

أبت أن تترك السيد المسيح وسارت معه لتخدمه كأفضل ما تكون الخدمة المسيحية, على هذا الغرار عاشت مريم لمخلصها, فقدمت له كل ما تملك وقلبها, وكرست له مالها ووقتها ومحبتها.

1- مالها:

هي الفتاة التى أشرفت على كل ما يحتاج إليه المسيح من طعام أو شراب ولباس, ولعلها التى نسجت له القميص الذي اقترع عليه يوم الصليب, وهي الفتاة التى كانت تحرص على أن يظل الصندوق عامراً حتى ولو سرق من يهوذا, هو سرق من المال إحدى الوازنات التى تملكها هذه الفتاة, وهي أجادت استعمال المال مع زميلاتها الفتيات.

2- وقتها:

وتكريس لوقت فيما أظن أصعب من تكريس المال

3- محبتها:

إن كان المال في هيكل مريم بمثابة الدار الخارجية, والقدس هو الوقت, فالمحبة هي قدس الأقداس… محبة نادرة وعجيبة.

وفي الجلجثة والبستان بدت هذه المحبة عجباً حين اتشحت بالحزن وكساها ثوب الألم, لقد انتصرت على كل الضعف البشرى وضربت أمثل الآيات في الوفاء والولاء والتكريس, لقد تبعت مريم المجدلية السيد المسيح في المحاكمة,  وعلى الصليب, وفي القبر, إنها قضت الليل كله تجاه القبر حتى ختم في صباح اليوم التالى.

“ضرب الراعى وتبددت الرعية” إلا مريم المجدلية – لم تعرف الخوف ولا كانت نفسها ثمينة عندها عندما كان اليهود يبحثون عن أتباع السيد المسيح.

وفي يوم القيامة كانت أسبق الجميع إليه… بل بين أورشليم والقبر جيئة وذهاباً, لا تعرف استقراراً وبينما يرجع بطرس ويوحنا مندهشين ومتعجبين, لا تترك هي القبر بل تسكب أمامه دموع المحبة الوفية الحزينة.

كما أن رؤياها للملاكين ومن ظنته البستانى وحديثها معهما ومعه يجلان في روعتهما وحقيقتهما عن أسمى خيال طرق فكراً بشرياً, لقد تعلمنا كيف تنتصر المحبة على الخوف والرهبة.

ثالثاً: الفتاة التى كوفئت أجل مكافأة:

لا أظن أن هناك مكافأة أجل من تلك التى جمعها بولس الرسول في عبارته الخالدة وهو يتحدث عن قيامة السيد المسيح “ظهر أولاً لمريم المجدلية” لماذا ؟ لأنها أحوج الكل إليه.

تشتت التلاميذ وتبعثروا وكانوا يحتاجون إليه وإلى تعزيته ولأجل هذا ظهر لبطرس على انفراد وظهر لتلميذي عمواس وظهر للتلاميذ في أول الأسبوع التالى مجتمعين معاً وأغلب الظن أنه ظهر خصيصاً لتوما الذي لم يكن حاضراً الظهور الأول.

فهل ظهر أولاً للمجدلية لأن دموعها كانت أغزر, وحزنها أشد….. ونحن نعلم ما من دموع سكبها إنسان إلا وهزته هزاً… هل استطاع أن يرى أرملة نايين تودع ولدها الوحيد في مثواه دون أن يقف في طريق الموت ليرد الولد إلى أمه الباكية ؟ وهل استطاع أن يرى أخت لعازر تبكى دون أن يشاطرها البكاء ؟ فهل يمكن أن يرى دموع المجدلية دون أن يسرع إليها.

أنا أعلم أنه جاء لكى يمسح دموعها وليرد إليها العزاء, وليبين لها أن يوم نصرته لا يصح أن يكون يوم دموعها ويم القيامة لا يمكن أن يكون يوم البكاء.

هناك من يظن أن السيد المسيح جاء ليكافئ المرأة في شخص مريم المجدلية, ويرفع كرامتها المهانة الضائعة – لقد كفرت المرأة يوم الصليب عما فعلته يوم السقوط, إذ انفردت بالولاء له دون الرجل, ومن ثم كان الرسول  الأول للتاريخ والأجيال ببشارة القيامة امرأة لا رجلا “فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت لرب وأنه قال لها هذا ” أذهبي إلى أخواتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”.

 

المــرأة السامـرية

المرأة التى تقف في كل التاريخ لتحدثنا عن المسيح المحب والمسيح الحكيم.

من هذه المرأة ؟ لا نعرف اسمها, وما بنا من رغبة إلى معرفته … فإن للوحى أدباً رفيعاً رقيقاً عزيزاً جدير بنا أن نتعلمه ونترسمه…. إنه ما من امرأة أخطأت, واقتربت من المسيح إلا وغطى اسمها ودثر ماضيها, قل لى ما اسم المرأة التى جاءت في بيت سمعان الفريسى, ما اسم المرأة التى أمسكها اليهود ليرجموها ؟ ما اسم السامرية ؟

لكنه المخلص دائماً رقيق المشاعر, رفيقاً بالنفس التى تحس ذلة لماضى, أنه يسترها بظل يديه الحلوتين الرفيقتين العطوفتين, على وإنه فاتنا معرفة اسمها, فإننا نعلم أنها من مدينة سوخار ” والكلمة سوخار تعنى السكرى” ولعلها بهذا الاسم تمثل إلى حد بعيد الحياة الخليعة الماجنة التى كانت تحياها هذه المرأة – كما أنها على الأغلب امرأة فقيرة, فالاستقاء من الآبار أمراً لك تكن تلجأ إليه إلا الفقيرات.

كانت مقتدرة القول وقوية المنطق تحسن الحوار والتخلص والمدارة والمواجهة وهذا يبدو جلياً من حديثها مع السيد المسيح.

قوية الاعتداد لشعبها وجنسها وتفهم دقة العلاقات بين اليهود والسامريين وموطن الخلاف بينهم ومن حوارها مع السيد المسيح نفهم أنها سامرية أصيلة تشربت روح قومها في معاملتهم لليهود ” كيف تطلب منى لتشرب وأنت رجل يهودي وأنا امرأة سامرية” ” أو لعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا” , ” أباؤنا ….. ” هذه العبارة لم تشتم من ورائها حدة التعصب الدينى الذي عرف عند السامريين.

غير أن ما يدهشنا في هذه المرأة إطلاعها الدينى الواسع الذي جعلها تسأل المسيح عن مكان العبادة الحقيقية.

هكذا عاشت السامرية حياتها الأولى.

كيف عالجها  السيد المسيح:

أولاً: عالجها بمحبته:

وهل نقرأ قصتها دون أن نحس حرارة محبته وقوتها – كان اليهودي يحتقر المرأة ويمقتها إلى حد بعيد وكان عاراً عليه أن يحييها في شارع أو مكان عام….. ولذا ندهش لتعجب التلاميذ حين رأوا المسيح يكلم هذه المرأة ولكن السيد المسيح تعمد اختيار طريقه في قلب السامرية ليسمو بالشعور الإنسانى.

لقد أثار منظرها شفقته وعطفه …. امرأة فقيرة عطشى جاءت إلى البئر لتستقى ولكنها في الواقع كانت أكثر عطشاً لما هو أوفر رياً من مياه بئر يعقوب, ” الذي يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”.

ثانياً: عالجها بحكمته:

والآن سنقف قليلاً من حكمته في الحديث معها إنه هو العارف بماضيها لم يشر إشارة واحدة في استهلال حديثه معها ما يشتم منه إدراكه لهذا الضعف بل أكتسب سمعها وشعورها, قد أثار المسيح في السامرية أموراً ثلاثة:

1- أثار ذاتيتها وكيانها

حين طلب منها أن تعطيه ليشرب كأنما يقول لها أنه هو متعب محتاج وعطشان يلتمس معونتها إذا تكرمت بهذه المعونة وبذلك رفع شخصيتها التى وطأتها الأقدام وأعان نفسها الذليلة.

2- أثار دهشتها وتعجبها:

 دهشت أن المحتاج يستطيع أن يعطى فإن هي قدمت إليه ماء يروي إلى ساعات فإنه يستطيع أن يقدم لها ماء من يشرب منه لن يعطش إلى الأبد.

وإعجابها حين رأته ينفذ بعينيه القوتين الحادتين إلى ما وراء الستار فيكشف لها ماضيها وحاضرها.

3- أثار ضعفها وحاجتها:

عندما حاولت أن تتهرب بالقول ” أرى أنك نبى…. آباؤنا سجدوا…. ” لقد كان المسيح كريماً إذ سار معها في هروبها فلم يقف طويلاً أمام ذلتها وخطيتها بعد أن أحست بها لكن نقلها دون أن تدرى من خطئها إلى الله بالقول” لأن الرب طالب مثل هؤلاء الساجدين”.

وأمام الله حاولت لآخر مرة أن تتراجع بتأجيلها كل شئ حتى يأتى المسيا, على أنه أوصد أمامها سبيل الهرب بقوله ” أن الذي أكلمك هو”.

ليتنا نتعلم من الحكمة العجيبة حتى ينطبق علينا القول ” لأن رابح النفوس حكيم”.

مـا هي مظـاهر تـوبتـها:

1- الاعتراف:

أما الاعتراف فقد برز في قولها ” قال لى كل ما فعلت” أنها لا تخشى أن تتحدث بماضيها وهذا هو الأمر الأول الحقيقي لكل توبة بل البرهان الأكيد على صدقها: “إليك وحدك أخطأت” هذه هي صيحة الندم التى قالها داود لحناً في المزمور الحادى والخمسين.

“أخطأت إلى السماء وقدامك” هذا صوت الابن الضال بعد أن رجع إلى نفسه.

“صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا ” هذا هو قول الرسول الذي بلغ أعلى مراتب القداسة بين البشر”.

2- أما الجانب الثانى في توبتها فهو الشهادة:

لقد تركت جرتها وذهبت لتنادي بالمسيح.

ليس هناك شخص رأى المسيح, وارتوى من المسيح دون أن يرى هذا الامتياز ديناً وضرورة وأمراً يلزمه أن يسعى وراء الآخرين ليبشرهم بالمسيح.

وعند البئر التى وهبها أبينا يعقوب ليوسف أبنه… تذكرت السامرية كيف هرب هذا الشاب من امرأة فوطيفار تاركاً ثوبه في يدها من أجل مخافة الرب…. هكذا تخليت السامرية وابتغت الحق….. وكما وهب يعقوب ابنه يوسف 3 هبات هكذا وهبها السيد المسيح ما هو أعظم:

لقد وهب أبو الأباء يوسف القميص الملون الذي حسده أخوته عليه وغمسوه في دم الجدي وباعوه بينما وهبها الرب يسوع ثوب بره المغموس في دمه الكريم.

لقد أعطاه السهم فوق أخوته وسار يوسف أبا لسبطين منسى وأفرايم أما السيد المسيح فقد أعطى السامرية لا سهما فانياً بل سيف الروح الذي يقطع كل قوة العدو عنها.

أما الهبة الثالثة فهي الضيعة التى بجوار البئر ولكن الرب يسوع لم يهبها ضيعة أرضية بل فردوس ميراث أبدي لا يفنى.

كانت مدينة سوخار المدينة السكرى المترنحة بضعفها وشرها وإثمها ونقصها وقصورها, فمر المسيح فأنهضها, وأفاقها, للحياة الحرة السامية المجيدة وفي طليعة من نهضوا وقاموا وأفاقوا هذه المرأة التى تقف دائماً في كل التاريخ لتحدثنا عن المسيح المحب والمسيح الكريم.

 

مقارنـة بين السامـرة وصـليب السيد المسيح

 

كان لابـد أن يجتاز يسوع السامرة

أعطنــى لأشــــرب

تعب من السفــر من أجل خلاص البشرية

التلاميذ تركوا السيد المسيح ليبتاعوا طعاماً

اللقاء بين يسوع والسامرية كان الساعة السادسة.

تكلم يسوع مع السامرية 7 كلمات

تقابل يسوع مع السامرية ليخلصها

يجتـاز الجلجثة

طــلب أن يشرب

تعب من الآلام من أجل العالم

تــركوه وحده

ساعــة الصلــب

تكلم يسوع 7 كلمات على الصليب

تقابل مع اللص اليمين والبشرية كلها ليخلصها

زوجـة بيلاطـس البنطى

الشـاهد الكتــابى: (مت27: 19)

المرأة وموقفها العظيم من السيد المسيح

ما نعرفه عنها لا يتعدى بضعة سطور كتبها التقليد وآية واحدة في إنجيل متى “فإذ كان جالساً على كرسى الولاية (بيلاطس) أرسلت إليه امرأته قائلة: ” إياك وذاك البار لأنى تألمت اليوم كثيراً في حـلم مـن أجـله” (مت 27: 19).

غير أن هذه الآية وتلك السطور ترسم لنا في وضوح وجلاء ملامح وجه رائع جميل يقولون أن اسمها كلوديا بروكولا, رومانية الجنس – ولنا أن نثق أنها كزوجة لوال كبير كانت امرأة تنتمى إلى الطبقة الأرستقراطية العالية, كما لابد أنها على حظ وفير من المعرفة والعلم والذي يبدو لنا من تتبع قصتها, أنها كانت رفيعة النفس سامية الخلق وهذا يظهر من اصطحابها لزوجها وتغربها معه الأمر الذي لم يكن يجيزه القانون الرومانى- ولعلها جاهدت كثيراً حتى أعفيت من تطبيق هذا القانون عليها.

كما يظن أنها كانت ذات طبيعة رقيقة شاعرية حساسة, وحلمها ينبئ إلى حد كبير عن ذلك لأن الأحلام كما يقول علماء النفس ما هي إلا انعكاس طبائعنا وعقولنا وغرائزنا ولأن كان هذا الحلم وحياً إلهياً خالصاً – جعلها تقف لمناصرة الحق وتأييده مهما كانت الظروف, ومن أجل هذا وقفت هذه المرأة إلى جانب السيد المسيح في وقت عز فيه الوقوف على كثيرين.

ما هي مواقفها العظيمة:

1- هي الزوجة المحذرة لزوجها:

لعلها أقوى الأصوات التى رنت في قلب بيلاطس كان صوت زوجته, إن صوتها الرقيق العطوف الذي شاءت عناية الله أن يرن في جوانب نفسه الموحشة القلقة عساه أن يدفع عنه ما يوشك أن يفعل والمصير الذي يخشى أن يتجه إليه.

نحن لا نعلم ماذا رأت المرأة في حلمها: إنها رأت كما يظن البعض مأساة الصليب قبل أن تتم بصورتها المفزعة الرهيبة فلم تتحمل المنظر.

2- الزوجة الواقفة إلى جانب المسيح:

بكلماتها العظيمة الخالدة ” إياك وذاك البار” وإذا كنا لا نمل أبداً أن نجد في شهادة اللص التائب أروع الشهادات وأعظمها وأنبلها ! وسوف نتحدث بكل تقدير وتوقير وإعجاب عن قائد المائة الذي أخذ بجلال موت المسيح فهتف قائلاً حقاً كان هذا الإنسان باراً. كل من قدم خدمة للسيد المسيح يوم الصليب سنذكرها بكل شكر وعرفان ولكننا لن ننسى أن نذكر قبلها شهادة “زوجة بيلاطس” ذلك لأنها أسبق الكل في الوقوف إلى جانب المسيح وأجراً الشهود وأشجعهم.

3- الزوجة التابعة للمسيح:

في رواية التقليد قصة شائقة عن هذه المرأة وجدت سندها عند كثير من الآباء الأولين, أنها حين جاءت مع زوجها إلى بلاد اليهودية فتنت بديانة اليهود وأحست بقوتها وجمالها سموها على الديانات الوثنية فآمنت بها وتهودت كما أنها تابعت بشغف حياة السيد المسيح وتعاليمه ومعجزاته, لقد روعها حقاً أن يتردى زوجها في الجريمة البشعة, جريمة تسليمه للصلب. وقد قيل أنها آمنت بقيامته كما تابعت تعاليم تلاميذه مدة الستة الأعوام التى قضتها في اليهودية مع زوجها بعد صلب مخلصنا.

أما هذا الزوج فقد كانت حياته الأخيرة سلسلة من التعب والشقاء والآلام انتهت بانتحاره تحت تأثير اليأس والندم ولذعة الضمير.

أما زوجته فقد انضمت في روما إلى كنيسة المسيح وأصبحت واحدة من القديسين.

ما كنت يا كلوديا تودين أبداً ن ترقى إلى السماء بمفردك كنت تودين  أن تصحبى زوجك معك, على أنك وإن كنت قد فشلت معه فلن ينسى الله والعالم دموعك النبيلة, سيذكر التاريخ لك أنك نجحت نجاحاً كبيراً, نجحت مع نفسك ونجحت مع السيد المسيح – ونجحت معنا نحن الذين ما نزال إلى اليوم نقرأ قصتك بكل شغف وتقدير.

 

الأسيــرة الصغيــرة

الشاهد الكتابى: (2 مل 5: 2-5)

فتاة إسرائيلية

” فقالت لمولاتها ياليت سيدي أمام النبي… فأنه كان يشفيه من برصه” (2مل 5: 3)

خرج الآراميون ليغزوا إسرائيل, فسبوا فتاة صغيرة كانت خادمة بين يدي امرأة نعمان السريانى وكان أبرص.

الأسر حرم الفتاة من أبويها وشعبها لكن لم يحرمها من الإيمان سند الحياة, الذي أخرج من مأساتها خبرة روحية عظيمة, ففاض قلبها بسلام عجيب وحب فائق لأعدائها وقالت لسيدتها يا ليت سيدي أمام النبى الذي في السامرة فإنه كان يشفيه…..”

محبتها قوية لسيدتها وسيدها نعمان رغم أن جيشه سفك دماء شعبها, فمن أعظم أنواع الحب الغفران للأعداء.

ومعرفتها للأمور الروحية لم تكن قليلة فهي عرفت خطورة ونجاسة مرض البرص, وعرفت أن أليشع النبى يعيش في السامرة.

وإيمانها عظيم إذ وثقت من إبراء النبى لسيدها وماذا كان يحدث لها لو لم يتم الشفاء, وكان إيمانها أعظم من ملك إسرائيل الذي مزق ثيابه متشككاً لما أتى إليه نعمان.

وقواها عظيمة فهي لم تطلب نفعاً لنفسها من شفاء نعمان, على عكس جيحزى الذي جرى وراء منفعته الشخصية, فطلب أموال وثياب نعمان فأصابه البرص.

هي تمثل كثرين بعيدين عن الكراسى العالية في مجتمع الحياة لهم إيمان أعظم وحب أقوى وعفة أنقى من الجالسين على هذه الكراسى.

 

ليـديه بيـاعـة الأرجـوان

 

الشاهد الكتابى: (أع 16: 14)

ليديا من مدينة ثياتيرا في ليديا, وهذه البلد مشهورة بصناعة الصباغة, وكانت ليديا تقيم في فليبى بسبب تجارتها في الأرجوان والأقمشة المصنوعة لذا كانت ليديا غنية وذات نفوذ واسعة, وكانت ليديا تعبـد الله (اع 16: 14), وعندما وصل بولس الرسول إلى فليبي كان أول تبشير له مع النساء وكان من بينهن ليديا التى قبلت الرب يسوع مخلـص لحياتهـا (أع 16: 14), وقد كانت ليديا هي أول من قبل رسالة بولس في مقدونيا وأوروبا كلها, استضافت بولس ورفاقه عندها (أع 16: 15).

نشأة ليديا:

ولدت في ثياتيرا وهذه المدينة من مدن ليديا وهي منطقة تقع على ساحل أسيا وعاصمتها ساردس, ومن هنا نجد أن ليديا من أصل شرقي ولكنها هاجرت إلى أوروبا لفيلبى وهي مدينة في مقدونية ( شمال اليونان اليوم )، وقد أسس فيها بولس كنيسة خلاف هذه الزيارة التى آمنت فيها ليديا وكان ذلك سنة 50 – 51 ميلادية.

 

صفات ليديا:

  • جريئة وقوية: فهي لم تخشى أن تهاجر إلى بلد أخرى غير بلدها بل لم تخشى أن تهاجر إلى قارة مختلفة عن قارتها تختلف فيها العادات والتقاليد عن العادات والتقاليد التى تربت عليها، كما أنها لم تخشى أن تعمل في مهنة التجارة التى تحتاج لقوة وجراءة في التعامل مع الآخرين وأخذ القرارات المناسبة في صفقات العمل.
  • بارعة الإقناع: ونرى ذلك عندما أقنعت بولس أن يدخل بيتها لكى تستضيفه ( أع 16: 15 ) ” إن كنتم قد حكمتم إنى مؤمنة”.
  • قوية الشخصية: استطاعت أن تجعل أهل بيتها يؤمنوا ويعتمدوا معها.
  • كريمة محبة للعطاء: اهتمت جداً أن تقوم بواجب الضيافة مع بولس ورفاقه وأصرت على ذلك.

فتح الله قلبها (أع 16: 14 ): استخدم لوقا ( كاتب أعمال الرسل ) كلمة “فتح” توضيحاً لقبول ليديا رسالة بولس، وكلمة “فتح” تعنى ( حل أو سرح أو فصل ) وهي توضح ماذا حل بليديا فكانت الحقائق عندها مختلطة وغير مرتبة وجاء بولس ليفصل بين الحق والباطل، بين النور والظلمة، أوضح بولس لليديا الطريق الفاصل بين الله والشيطان، فأنفتح قلبها أى فصل بين الصح والخطأ فصل بين الطريق الصحيح والطريق الخطأ، استطاعت أن تميز الأمور وأختارت الله وآمنت واعتمدت.

ثمار إيمان ليديا:

  • أهل بيتها في أع 16: 14 يوضح الكتاب أنه عندما بشر بولس مجموعة النساء كانت من بينهم ليديا ولم يذكر أهلها، ولكن عندما تعمدت ليديا عمدها بولس هي وأهل بيتها (أع 16: 15) وهذا يدل أن ليديا عندما قبلت المسيح ذهبت وخبرت أهل بيتها وبشرتهم فقبلوا أهلها المسيح مخلص لحياتهم وتعمدوا جميعاً وكان فرح للجميع.
  • الخدمــة: أصبح بيتها مكان لاجتماع الأخوة للصلاة والعبادة ويوضح ذلك عندما خرج بولس وسيلا من السجن أتجهوا مباشرة لبيت ليديا حيث كان الأخوة مجتمعين هناك. ( أع 16: 40 ).

الدروس التى نتعلمها من ليديا:

  • الكرازة والتبشير: لقد أوصانا السيد المسيح بذلك قبل صعوده وقال لهم: ( ” اذهبوا إلى العالم أجمع، وبشروا الخليقـة كلـها بالإنجيل”. ) ( مر 16: 15 )، وهذا ما فعلته ليديا بعد قبولها للمسيح ذهبت وبشرت أهل بيتها بالإنجيل، والطريق الصحيح…. ونحن هل نقدم هذه الرسالة لمن حولنا من أهل وأصدقاء وجيران وأقارب ؟ إن هؤلاء الأشخاص سيحاسبنا الله عليهم بعد ذلك لأننا كنا نراهم وهم يغرقون ولم نقدم لهم طوق النجاة كما فعلت ليديا بأهل بيتها.
  • الخدمــة: ليديا بمجرد قبولها للسيد المسيح مخلصاً لحياتها بدأت في الخدمة وساعدت بولس بعمل اجتماع للصلاة عندها في البيت، فلا يكفي أن نقبل المسيح في حياتنا ولكن لا بد لثمار هذا القبول أن تظهر وذلك من خلال الخدمة في الكنيسة، فمجال الخدمة مفتوح دائماً ولا يجب أن نهمل الخدمة بحجة إننا لا نملك موهبة نخدم من خلالها الله. فالله أعطى لكل منا موهبة بها يستطيع أن نخدمه، وعلينا أن نكتشفها ونستغلها في خدمة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

وكما قال الكتاب في ( 1بط 4: 10 ) وعلى كل واحد منكم أن يخدم الآخرين بالموهبة التى أعطاها الله إياها، باعتباركم وكلاء صالحين مؤتمنين على أنواع متعددة من المواهب التى يمنحها الله بالنعمة”.

  • كرم الضيافة والسخاء في العطاء: ليديا كانت كريمة تقدم بسخاء، فقد طلبت أن تستضيف بولس ومن معه عندها في البيت، وعطائها هذا ليس بغرض الظهور أو التعالى فهي لم تحسب هذا العطاء تفضلاً منها على خدام الله ولكن بالنسبة لها امتياز لها بأن تخدم خدام الله، ليتنا نكون مثلها في هذا العطاء الذي يقدم بكل تواضع لنمو الخدمة، فلنعطى بسخاء في كنائسنا وللمحتاجين ولا نبخل على الرب، فأموالنا هي من عنده، فمنه نأخذ وإليه نرد له جزء من ماله وبهذا الجزء الذي نعطيه يبارك الرب ما عندنا، وكما يقول الكتاب في 2 كو 9: 7-15 ” فليتبرع كل واحد منكم بما نوى في قلبه، لا بأسف ولا عن اضطرار، لأن الله يحب المعطى المتهلل…… وزع بسخاء أعطى الفقراء، بره يدوم إلى الأبد…… فشكراً لله على عطيته المجانية التى تفوق الوصف”.

انتظروا الجزء الخامس عشر من المرأة في الكتاب المقدس

 

 

المرأة والخدمة

 

نساء الكرازة والتبشير – المرأة في الكتاب المقدس ج14