عام

تعافيت بك ف11 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف11 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف11 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف11 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف11 – رواية تعافيت بك PDF

 

الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)

“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”

 

كَالشمس والقَمرُ

دائمًا يُقرنان في الحديثِ

كأنَّهما وَجْهان لذاتِ العُملة

إلا أنهُما لا يلتقيان

و هكذا نَحنُ.

_________________

 

 

 

في عيادة الطبيبة النفسية كان “ياسين” ينظر أمامه ولم يتحدث بحرفٍ واحد، نظر”وليد” لها وهو يحرك رأسه بيأسٍ وكأنه فقد الأمل في التو واللحظة، أخرج “ياسين” زفيرًا قويًا ثم قال بإبتسامة رُسمت على وجهه:

“تمام يا دكتورة، أنا مع حضرتك”

 

 

 

تنهد”وليد” بإرتياح، أما الطبيبة فبادلته البسمة ثم قالت:

“تمام يا أستاذ ياسين، الأول بس لازم تعرف إن وجود حضرتك ممكن يكون عامل قوي لتغير حالة خديجة١٨٠ درجة، وبناءً على المعلومات اللي عندي من أستاذ وليد إن خديجة مش بس عندها رُهاب إجتماعي، لأ هي عندها إضطرابات نفسية كتيرة جدًا نشأت نتيجة تراكمات”

 

 

 

أومأ لها موافقًا على حديثها ثم أخرج زفيرًا قويًا وقال:

“ياريت يا دكتور حضرتك تعرفيني إيه أفضل طريقة للتعامل معاها وياريت كمان لو تفاصيل أكتر”

 

 

 

أومأت له بإبتسامة تُناسب ملامح وجهها الهادئة ومتماشية مع عمرها الذي أوشك على الـ”٥٠” ثم قالت:

“كل اللي أعرفه عن خديجة إن هي نشأت نتيجة تربية غلط فيها شوية قسوة ومقترنة دايمًا بالعقاب ودي من أكتر الحاجات اللي بتأثر على الإنسان يا أستاذ ياسين، التربية في مرحلة الطفولة عاملة زي حجر الأساس مينفعش أهملها أو أبنيها بطريقة غلط”

 

 

 

أومأ لها موافقًا ثم نظر لـ”وليد” وتحدث قائلًا:

“وهي القسوة دي كانت من باباها يا وليد؟”

 

 

 

نظر له “وليد” مُتاسفًا ثم قال:

“للأسف عمي سبب قوي من اللي خديجة فيه دلوقتي، وكمان عمتي وبنات أعمامي اللي من سنها، خديجة مش شبههم ويمكن في ملامح الشكل هي عادية بالنسبة لهم، وهما كانوا علطول بيتكلموا قصادها عن حاجة زي دي وإن هي عادية ومعقدة وإن هي مش زي البنات اللي من سنها”

 

 

 

تدخلت الطبيبة وهي تقول:

“للأسف يا أستاذ ياسين ممكن الحاجات دي كلها تبان عادية ومتأثرش على حد، لكن إحنا بشر ومختلفين عن بعض، يعني اللي أنتَ ممكن تشوفه عادي غيرك ممكن يصارع بالشهور علشان يقدر يتجاوزه، واللي ممكن أنتَ تحبه وتتقبله غيرك يرفضه وميقدرش يتحمل وجوده، وللأسف بناءً على علم النفس ودراساته خديجة تابعة للمجموعة”ج” في الاضطرابات النفسية.

 

 

 

نظر لها مُتعجبًا وتبدلت ملامح وجهه ثم قال:

“يعني إيه يا دكتورة مجموعة ج؟”

أجابته قائلة:

“الاضطرابات النفسية يا أستاذ ياسين أنواع في منهم نوع بيبجح في اللي حواليه ويتظاهر بالقوة وهو أضعف مما يكون، وفي نوع إعتمادي وتوكلي ودا بيعتمد على اللي حواليه في كل حاجة عايش دور الضحية، وفي نوع عملي دا بيخرج الطاقة والإضطراب اللي عنده في شغل وحركة وفي النوع اللي خديجة مُصنفة منه وهو النوع الإنطوائي”

 

أومأ لها موافقًا ثم قال:

“يعني كل نوع من الإضطراب دا ليه طريقة يعيش بيها غير التاني، قصد حضرتك إن طريقة العلاج والتعامل بتختلف؟”

 

 

 

حذت حذوه وواقفته في الحديث قائلة:

“بالظبط يا أستاذ ياسين ودا طبعًا على حسب تعامل كل بيئة مع المريض”

 

 

 

رد عليه وهو يقول:

“طب وخديجة هنا وضعها إيه؟”

 

 

 

ردت عليه قائلة:

“للأسف خديجة هنا شخص منعزل وانطوائي، يعني مبتخرجش من البيت لفترات طويلة، معندهاش صحاب خالص ومحدش يعرفها غير أفراد عيلتها ودا في سنها شيء مش طبيعي بالنسبة للمجتمع، غير كدا تعرضها للتعديل على أسلوب حياتها وشكلها مخليها دايمًا حاسة إنها في عالم غريب عنها رافض وجودها”

 

 

 

تحدث بحيرة ظهرت على تعابير وجهه بوضوح:

“أيوا برضه إيه السبب اللي يخليها كدا طول السنين دي؟”

 

 

 

تدخل “وليد” مُردفًا:

“للأسف طريقة التعامل وكثرة العقاب اللي كانت بتتعاقبه وهي صغيرة”

 

 

 

تحدثت الطبيبة قائلة:

“للأسف يا أستاذ ياسين كُتر إنتقاد الطفل وتعديل سلوكه قدام الناس بحجة تهذيبه بيخليه يحس بعدم الشعور بالأمان غير كدا مجرد التهديد بالعقاب أو استخدام العقاب نفسه بيخلي الطفل مش سوي نفسيًا، فبـالتالي بيخرج نوعين نوع عنيف وصعب التعامل معاه ونوع تاني مسالم ومنعزل محتاج يبذل مجهود علشان يقدر يتواصل مع اللي حواليه”

 

 

 

رد عليها “ياسين”:

“طب هي بتكون في الطفولة بس؟”

إجابته قائلة:

“لأ طبعًا والمراهقة كمان ليها تأثير قوي ومن المعلومات اللي عندي إن خديجة بداية إصابتها بالرهاب كان في مرحلة المراهقة وهي تاني أهم مرحلة في حياة الإنسان وكل اللي بيجي بعدها للأسف مبني عليها”

 

 

 

تدخل “وليد” وهو يقول:

“وللأسف برضه في بداية سن مراهقتها إتفاجأت إنها لوحدها، عمي نقلها مدرسة كلها بنات بس في أولى إعدادي وبعدها عن صحابها اللي هي كانت عارفاهم وبالتالي معرفتش تتعامل في المدرسة ولا عرفت تكون أصحاب، ولما طلبت من عمي يرجعها مدرستها القديمة تاني ساعتها ضربها وعاقبها”

 

 

 

نظر له “ياسين” بقوة ثم قال:

“ممكن أعرف العقاب دا كان نوعه إيه بالتحديد؟”

 

 

 

حمحم “وليد” بإحراج وصمت لبرهة من الزمن وهو يفكر هل يخرج ما بجبعته أم يحتفظ ببعض المعلومات، طال صمته ولم يتحدث،

فطرق “ياسين” على سطح المكتب ثم قال:

“رد عليا يا وليد أنا بكلمك، العقاب دا كان نوعه إيه؟”

 

 

 

تحدث “وليد” بقلة حيلة مُردفًا:

“للأسف لما كانت بتغلط أو حد يفتري عليها كان بيدخلها الشقة اللي الدور الأول هي شقة فاضية وكانت دايمًا مقفولة ومضلمة كان بيسيبها اليوم كله ويفتح أخر الليل نلاقيها نايمة على الأرض وبتتكلم كلام مش مفهوم”

 

 

 

إندهش “ياسين” وتعجب مما وقع على مسامعه، هل هناك أباء بتلك القسوة في العالم؟، هل هناك من يستغل قوته ضد طفل صغير لاحول له ولا قوة، هل ما يسمع عنه في التلفاز وفي المجتمع بأكمله حقيقي؟ شرد قليلًا فتحدث وكأنه تذكر شيئًا هامًا:

“لو سمحتِ يا دكتورة هي إيه الأعراض اللي بتظهر على خديجة؟

أجابته قائلة بهدوء:

“للأسف أعراض كتير زي سرعة نبضات القلب، وزي الإرتعاش في الأطراف وبعض أجزاء الجسم، وفي الدوران والشعور بالغثيان وكل ما العدد بيزيد كل ما خوفه بيزيد، بس المشكلة اللي عند خديجة إن الرهاب جالها نتيجة الإضطراب النفسي”

 

تعافيت بك ف11 – رواية تعافيت بك PDF

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !