عام

تعافيت بك ف22 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف22 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف22 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف22 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف22 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء التاني

الفصل الثاني والعشرون ( لحظة ترقب)

 

رقيقةٌ أنتِ تُشبهين كل ما هو جميل …

_______________________

 

 

 

سيظل أكثر الأشياء مهابةً هو الشعور بالتوقف وكأن الزمان والمكان غير ملائمين لكَ، كطيرٍ مُجبر على الطَيرٍ بجناحٍ مكسور، أو كـ يدٌ حُرة أُجبرت على التصفيق، أو كـ نجمٌ شاردٌ في السماء المعتمة…كلها مشاعر أحرقتك ولذاتك أفقدتك…

لكن تذكر دائمًا أنك تملكُ قلبًا عظيمًا مصدر إلهامك…و من يملكُ مثل ذلك القلب…من المؤكد سيصبح عظيمًا.

 

 

 

خرجوا الشباب من غرفة “مشيرة” بعدما تحدثوا مع “وليد”، بينما بقىْ هو بجانبها حتى دلفت أبنتها الغرفة من جديد وهي تقول بفرحةٍ كبرى:

“ماما …أنا كلمت الدكتور وقالي لو عاوزة تخرجي هنخرجك النهاردة بليل”

 

 

 

طالعتها والدتها بدهشةٍ بينما “وليد” سألها بنبرةٍ هادئة:

“إزاي يا جميلة؟ هتروح ازاي بس”

 

 

 

ردت عليه هي بنبرةٍ متحمسة:

“أنا سألته والله يا وليد، وهو قالي إن المهم الرعاية الصحية والنفسية، دا غير إن خالو طه قال إنها مبتحبش المستشفيات”

 

 

 

تدخلت “مشيرة” تقول بنبرةٍ منهكة:

“بصراحة يا وليد أنا مبحبش المستشفيات….بحس نفسي فيها مخنوقة، لو روحت هيبقى أحسن ليا بالله عليك”

 

 

 

قبل أن يرد عليها فُتح الباب بواسطة “عبلة” و خلفها “خديجة”، نظروا لهن بتعجبٍ بينما هو طالعها بشوقٍ فاضح سرعان ظهر في مقلتيه بمجرد مرور طيفها أمام حدقتيه، ولأول مرّة تفعل هي العكس وتتجاهله بدخولها الغرفة ثم توجهت نحو عمتها و”خديجة” تمسك كفها مثل الطفل الصغير، اقتربت منها تقول بنبرةٍ متأثرة:

“عاملة إيه يا عمتو؟ طمنيني عليكِ أنتِ كويسة دلوقتي؟”

 

 

 

أومأت له موافقة ولكن تركيزها كان مع الأخرى التي أطرقت برأسها للأسفل لا تقوى على تلك المواجهة، خصيصًا بعدما تركها “ياسين” تواجه بمفردها، طالعت “جميلة” الوضع حولها فوجد التوتر يسود المكان من خلال النظرات المتبادلة بين الجميع، لذلك تحدثت هي تقول بنبرةٍ متوترة:

“طب واقفين ليه؟ اقعدي يا عبلة اقعدي يا خديجة”

 

 

 

أومأت لها كلتاهما ثم امتثلا لمطلبها، حينذاك رفعت “خديجة” رأسها حينما وكزتها “عبلة” حتى تتحدث، وبمجرد رفعها لرأسها التقت عينيها بعيني عمتها، وكأن الزمن خانها حتى أتى أمامها منظرها وهي تدافع عن ذويها، تابع “وليد” النظرات المتبادلة بينهن لذلك قال بنبرةٍ هادئة:

“تعالوا برة وسيبوهم مع بعض”

 

 

 

أومأت له كلتاهما، بينما الأثنتين كانتا تائهتين بين النظرات المتبادلة، لذلك “وليد” قرر ترك الغرفةِ لهن حتى تتم تلك المواجهة المنتظرة منذُ فترة طويلة، لذلك أخلى الغرفة وتركها لهن والآخرتين خلفه، جلست “عبلة” في الخارج بجانب الغرفة، و”جميلة” بجانبها، بينما هو مقابلًا لها يطالعها وهي تُخفي نظرها عنه، انسحبت “جميلة” من بين بينهما حتى تترك لهما مجالًا حتى يتحدثا سويًا، تابع هو اختفاء “جميلة” ثم حرك رأسه يطالع تلك التي تتجاهله وتتصفح هاتفها، وحينها قال بنبرةٍ جامدة:

“طب سلمي عليا وقوليلي أي حاجة طيب، هو أنا من المعبد اليهودي؟”

 

تجاهلته وكأنه لا يتحدث معها، بينما هو تعجب أكثر حينما رأى زيادة تجاهله له، لذلك اقترب منها يجلس منها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

“مالك يا عبلة أنتِ زعلانة مني ولا إيه؟”

ابتسمت هي بسخريةٍ وهي تحرك رأسها بغير تصديق، فوجدته يمسكها من مرفقها وهو يقول بنبرةٍ مهتزة:

“عبلة !! طب بصيلي طيب وبلاش تخبي عيونك عني…هو بجد أنتِ زعلانة مني؟”

 

 

 

التفتت له تقول منفعلة في وجهه:

 

 

 

“هو بجد أنتَ مش مصدق أني زعلانة منك؟ مش مُدرك إنك وجعتني وشتمتني قصاد الكل؟ مش مستوعب إنك قدام ياسين صرخت في وشي علشان أبعد عنك وكأني جَربة، مش مستوعب إنك قدام الكل وأنا بقولك تعالى ريح وغير هدومك وأرجع تاني صرخت في وشي وقولتلي ملكيش دعوة بيا أمشي من هنا، مش مدرك إنك مزعل طارق وبابا منك علشان بيقولولك كلمها عِدل؟ لو أنتَ مش مدرك أنا مدركة وموجوعة يا وليد، أنا مش معدومة الكرامة علشان أتحمل كل دا منك، لو قلبي اللي حبك هيرخصني هدوس عليه علشان كرامتي”

 

 

 

استمع هو لما تفوهت به بأعين متسعة غير مدرك حقًا لما تفوهت به، هو يعلم أنه انفعل على الجميع عدة مرات، لكن ذلك كله نتج عن حيرته وتخبطه وندمه وآلم روحه، لذلك وجد العبرات تلمع داخل عدستيه وهو يقول بنبرةٍ متألمة:

“والله العظيم دا كان غصب عني، والله اللي كنت فيه كان صعب، إحساس الذنب خنقني وكتفني يا عبلة، علشان خاطري متزوديش وجعي أنتِ كمان”

 

 

 

ردت عليه هي بنفس النبرة المتألمة من بين عبراتها:

“أنا كمان يابن الناس تعبت، وأنتَ اللي بتوجع نفسك بنفسك، أنتَ مشوفتهمش بصولي ازاي وأنتَ مهزقني ومهزق أبويا وأخويا، لولا باباك كان زمان الدنيا كبرت وولعت، فوق يا وليد لنفسك، علشان مش كل مرة الباب هيبقى مفتوح مستنيك تدخله، هيجي يوم ويتقفل بالمفتاح وساعتها الندم مش هينفع”

 

 

 

نظر لها هو بخوفٍ حقيقي وهو يتابعها تنسحب من أمامه بسرعةٍ تتركه حتى توجهت نحو مكان وقوف “جميلة” عند الشرفة الواسعة في نهاية الرواق حينها أرجع رأسه للخلف يتنهد بألمٍ وها هي هزيمةٍ أخرى تضاف لقائمة هزائمه، حتى الحديث لم يقوى عليه، فقط صمت أمام نظراتها المُعاتبة ولومها الملقى من سهامها نحوه.

_______________________

 

 

 

بداخل الغرفة أول من تحدثت كانت “مشيرة” حينما قالت بنبرةٍ مترددة من هيئة الواقفة الجالسة أمامها:

“إزيك يا خديجة؟ أنتِ كويسة؟”

 

 

 

أومأت لها موافقة وهي تفكرك كفيها معًا بتوترٍ كعادتها القديمة، لكنها تحدت نفسها وهي تقول بنبرةٍ خافتة:

“كويسة الحمد لله…أنتِ…أنتِ كويسة؟”

 

 

 

أومأت لها “مشيرة” موافقةٍ بإيماءةٍ بسيطة ثم رفعت كفها الحر تمسح تلك الدمعة العالقة بين أهدابها، وفجأة فوجئت بها تقول بنبرةٍ قوية صارعت حتى تستطتع التحدث بها:

“ليه؟ عملتي كدا ليه وضحيتي بنفسك علشانهم هما الاتنين؟”

 

تعافيت بك ف22 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !