عام

تعافيت بك ف32 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف32 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف32 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف32 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف32 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الثاني والثلاثون (الصبر على الابتلاء)

 

أكتبي بـ حُبكي عهدًا جديدًا للفؤاد…فـ يكفي ما مَر به من قسوةٍ يكفيه مذاق البعاد.

_________________________

 

 

 

ليتنا سمعنا من قال أن السلام ينبع من كثرة الآلام، وها أنا عدت مُحملًا بالخيبات بعدما حاربت الأيام، تلك المرة لم أخطئ ولم أتمادى ولكنه قدري كالعادة، وقفت الآن ورآسي تمتليءُ بالحكايات حتى أوشك القلب على الممات، الآن كل ما أرجو؛ بنفسي وذاتي أنجو.

 

 

 

وقف “عمار” بخوفٍ يحاول التفكير في حل معضلته وتلك الخُدعة التي وقع بها، فوجد “زيكا” يقترب منه وهو يقول بتشفٍ:

“أنا هريحك وأريح الدنيا كلها، علشان أخواتك ميجروش وراك بعد كدا”

 

 

 

تلبسته الشجاعة والقوة التي تربى عليها لذلك رفع رأسه بشموخٍ وهو يقول:

“اضرب، كفاية إنك جاي تضربني في ضهري ولفيت زي العيال العرر، وكفاية أني هروح وأنا راسي مرفوعة، بس كان نفسي أموت على إيد نضيفة بصراحة”

 

 

 

ابتسم له بشراسةٍ وهو يراه مُكبلًا بين ذراعي رجاله وقبل أن يمد يده بالسكين حتى يطعنه أغلق “عمار” جفنيه بشدة ينطق الشهادة وقلبه يرتجف بقوةٍ وكأنه تأكد من نهاية مصيره، وحينما استسلم لتلك الفكرة لم يشعر بأي شيئٍ بعدها، يريد الموت بشهامةٍ على الرغم من سؤاله لنفسه بأي ذنبٍ تُأخذ روحه؟ هكذا كان يفكر وهو ينتظر ضربة السكين ولكنه تفاجأ حينما سمع صوت السكين على الأرض ففتح عينيه بخوفٍ، حينها وجد “وليد” يكبل “زيكا” وهو يقول بنبرةٍ جامدة:

 

 

 

“حظك يا زيكا إنك وقعت مع واحد مبيثقش في صوابع إيده، عاوزني أثق فيك أنتَ يا شمام !!”

كان يتحدث وهو يشدد مسكته على عنقه حتى اختنق في يده وهو يرفع ذراعه يلوح به، بينما رَجليه قبل أن يتخذ أيًا منهما رد فعل، كان “حسن” خلفهما وفي لمح البصر أمسك رقبة أحدهما ولواها للخلف، ثم هجم على الأخر ضربه على رأسه حتى وقع كليهما وما ساعد “حسن” في التعامل معهما هو ترنح جسدهما نتيجة المخدرات، بينما “عمار” اندفع بِـ غله نحو “زيكا” ثم صفعه على وجهه بعدما أرخى “وليد” قبضته عليه، حينها لم يشعر “عمار” بنفسه إلا وهو ينهال عليه بالضربات نتيجة ما عايشه من قليل، حتى اقترب منه “حسن” بعدما تأكد من خمول الأثنين وعدم قدرتهم على الحِراك، ثم أبعده عن “زيكا” و”وليد” و بعدها أمسك فروة رأسه يشدد مسكته عليها وهو يقول بنبرةٍ جامدة ممتزجة بغلظته:

“بقى أنتَ يا روح أمك عاوز تغفلنا؟! فاكر إننا هنأمن ليك يا تربية الزرايب أنتَ؟ بس ملحوقة”

 

 

 

قال جملته ثم مال بجسده نحو الأرض يحمل قالب طوب من عليها ثم اقترب منه من جديد وهو يقول بنبرةٍ متريثة:

“هسيبلك تذكار حلو مني علشان كل ما تصحى تفتكر وش حسن المهدي”

قال جملته ثم ضربه على رأسه بقالب الطوب حتى نزف بشدةٍ، بينما “وليد” تحدث يقول مُتشفيًا بعدما امسكه من جديد:

“تيجي تصيده يصيدك، عارف يالا، هاين عليا ألِف بيك المنطقة وأفرجهم عليك بعدما أقلعك هدومك دي، بس أنا مش هعمل كدا”

 

كان “زيكا” يلهث بقوةٍ من فرط انفعاله، بين ذراعيه فوجد “حسن” يضيف هامسًا بنبرةٍ متوعدة:

“مش أنا اللي يسيب حقه، عاملناك على إنك راجل بس طلعت متستاهلش، وأخرتها عاوز تغفل أخويا”

في تلك اللحظة اقترب “ديشا” من الرجال وهو يقول بقلقٍ واضح:

“خير يا أستاذ كلمتني ليه؟! وزيكا عامل كدا ليه”

 

 

 

رد عليه “وليد” بنبرةٍ جامدة:

“كلمتك علشان تيجي تلحق صاحبك عِرة الرجالة، اللي كان عاوز يغدر بعمار وكدا لينا حق تاني عندكم”

 

 

 

اقترب “ديشا” من صديقه يمسكه من تلابيبه وهو يقول بصراخٍ في وجهه:

“ليه يا غبي؟! دول دافعوا عن أختي وحماها بسمعته، ومسح صورها مع الزفت، لـــيـــه !!”

 

 

 

رد عليه بـ غلٍ دفين يصرخ في وجهه:

“فوق يا ديشا !! أحنا فضلنا نعمل هيبة لينا وسط الناس وفي الأخر حتة العيل دا خلانا نبوس راسه وعلم علينا والمنطقة كلها ملهاش سيرة غير إن عيل علم على كبارها برجولته”

 

 

 

هزه “زيكا” في يده وهو يقول بوجعٍ:

“علشان دي الحقيقة، سكت في حق سمعته وأختي كانت بتبوظ سمعته، فضل راجل لحد أخر لحظة وشال شيلة مش بتاعته، جزمته هشيلها فوق راسي العمر كله، فوق أنتَ يا زيكا”

 

 

 

تدخل “حسن” يقول بنبرةٍ جامدة:

“تاخد صاحبك وتروح دلوقتي، يمين بالله يا زيكا لو طرقنا اتقابلت تاني لأكون مموتك في إيدي، وأنا هحترم كلام ديشا، وكفاية الرسالة اللي سبتها في وشك”

 

 

 

وقف “عمار” بجانب “حسن” وهو يقول بنبرةٍ متألمة:

“أبوس راسك حِل عني أنتَ وأختك وصحابك وعيلتك كلها، أنا مش بتاع مشاكل ومليش فيها، ابعد عني وأنساني وأنا ربنا يقويني وأنسى اللي عيشته بسببكم دا، والله العظيم مسامح كمان في حقي”

 

 

 

أخفض “ديشا” رأسه بخزيٍ منه وهو يقول بنبرةٍ مهتزة لم يقوى على التحدث أمامه:

“حقك عليا يا أستاذ عمار وكلمة شرف ورجولة مني محدش هيتعرضلك تاني، وألف شكر على رجولتك معايا”

 

 

 

زفر “عمار” بقوةٍ فوجد “ديشا” يكرر الاعتذار ثم أخذ صديقه الذي أخفض رأسه هو الآخر ورجليه بعدما أوقفهم وكلًا منهما يترنح بين يديه ولكن نظرًا لوجود كبيرهم صمتوا احترامًا له، رحل من أمامهم مع الآخرين، بينما “حسن” اقترب من “عمار” يسأله بقلقٍ ولهفةٍ:

“أنتَ كويس؟! حد فيهم عمل فيك حاجة أو جِه جنبك؟”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

“لأ متخافش عليا يا حسن، أنا كويس الحمد لله، بس هو أنتو عرفتوا إنه كان هيعمل كدا إزاي؟”

 

 

 

ابتسم “حسن” وهو يشير برأسه نحو “وليد” ورافق إشارته تلك قوله الساخر بمرحٍ:

“الشكاك إبن عيلة الرشيد اللي مش بيثق في حد خالص، من امبارح واكل دماغي إنه خايف من زيكا لحد ما خوفني أنا كمان واتفقنا نأمنك، بس حضرتك غيرت طريقك ولخفتنا”

 

تعافيت بك ف32 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تقييم المستخدمون: 1.55 ( 1 أصوات)