عام

تعافيت بك ف56 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف56 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف56 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف56 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف56 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الثاني

الفصل السادس والخمسون (قنبلة موقوتة)

 

“يا ليتكَ بجواري…يا ليت دارك داري”

_________________________

 

 

 

يدفعني كل الشوق لأيامٍ كنت أظنني بها بلا شعورٍ، كنت أظن نفسي غريبًا عن تلك الدنيا، كنت بسيطًا وهادئًا، الآن غدوت أكثر خوفًا وأكثر تأثرًا، خشيت الخوف يتملكني فيضيع ثباتي مني، وها أصبح أكثر ما خشيته ملموسًا وفي قلبي محسوسًا.

 

 

 

“في بيت آلـ الرشيد”

هدأ توتر “سلمى” قليلًا بعد حديث “عمار” و تعليماته التي ألقاها عليها، ثم عادت لاستذكار دروسها والبدء في عمل الجدول الخاص بمذاكرتها، وفي أثناء ذلك كان “أحمد” يتصفح هاتفه بهدوء وبين الحين والآخر يرفع رأسه يراقب كلتاهما ثم يخفضها من جديد.

 

 

 

كانت “خلود” جالسة وأمامها الكتب الخاصة بها ورغمًا عنها شخص بصرها للجهة الأخرى نحو الأريكة الخالية من وجوده، لمعت العبرات في عينيها وهي تتذكر جلوسهما سويًا عليها ومشاكستهما سويًا، ودون أن تعي لما هو آتٍ، انصاعت لرغبة قدميها حتى تركت موضعها ثم توجهت نحو الأريكة، وحينها زاد وخز الدموع في عينيها بعدما هدأ البيت من مرحه ومشاكسته لهم، مالت بجسدها نحو الكتاب الموضوع على الطاولة الخشبية الصغيرة بجوار تلك الأريكة.

 

 

 

فتحت أول صفحاته وهي تبتسم بشوقٍ حتى وقع بصرها على العبارة التي دونها بخط يده في أول صفحات ذلك الكتاب وهي:

“و ها قد انتهت رحلة جديدة غوصت فيها بداخل طيات هذا الكتاب، وكل ما استنتجته من تلك الرحلة، أنني لو ما كنتُ تألمت….لما كنتُ تعلمتُ، قد ابدو لك من الخارج فارغًا ورأسي من الداخل يعج مثل ضجيج مدينة متكدسة السكان…. أو مثلما التائه في حالة الحرب يسير بحثًا عن الأمان”

 

 

 

تنهدت هي بعمقٍ ثم احكمت حصار جفونها فوق مقلتيها حتى تتحكم في تلك الدموع التي أوشكت بفضح أمرها، حتى هي لم تستطع الذهاب لتوديعه ومباركاته، أغلقت الكتاب مرةً أخرى وهي تفكر به غافلةً عن زوج الأعين التي تراقبها، بينما هي أمسكت الكتاب ثم ارتمت على الأريكة وقررت الغوص في تلك الرحلة التي سبق وغاص هو بها؛ على الرغم من مللها وضجرها من القراءة، إلا أنها قررت الهروب من شوقها له في تلك الصفحات.

 

 

 

ابتسم “أحمد” بتأثرٍ حينما فهم ما تفكر به واتضح عليها أكثر حينما أمسكت الكتاب وقررت الخوض في تلك التجربة، تنهد حينها بقلة حيلة وهو يعلم أن تلك الفترة ستكون أشد صعوبة عليها نظرًا لكثرة تعلقها بـ “وليد”

 

 

 

على الجهة الأخرى وبعد وصولهم للبيت الخاص بهم في محافظة” الأسكندرية” كان يحاول مرارًا الوصول لها ولكن النتيجة كما هي الهاتف مغلق، تنهد بضجرٍ ثم دلف الشرف بعدما فشل في التوصل إليها، حتى أقتربت “عبلة” منه تضع يدها على كتفه وهي تسأله بتعجبٍ:

 

“مالك يا وليد؟! متضايق كدا ليه؟! فيه حاجة مزعلاك؟!”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا ثم أخفضها هاربًا منها، فهو لم يقوى على اخبارها بشوقه لعائلته وخصوصًا “خلود”، المشاعر التي يشعر بها غريبة ويكاد يجزم بأنه أول مرة يشعر بها، على الرغم من انه تركهم قبل سابق لكن تلك المرة شعوره يختلف عما سبق، رفعت وجهه وهي تبتسم له ثم قالت بهدوء:

“وحشوك صح؟! ووحشوني أنا كمان على فكرة، بس ليه شكلك زعلان؟!”

 

 

 

حرك كتفيه وهو يقول:

“خلود !! هتتعب من غيري، يمكن خديجة معاها ياسين وغير كدا هي اتعودت علشان هي متجوزة، إنما خلود مكانش حد قريب منها غيري وتليفونها مقفول، عاوز حتى اتطمن عليها”

 

 

 

قلبت عينيها بتوازي يمينًا ويسارًا وهي تفكر حتى تحدست بنبرةٍ حماسية:

“عرفت !! هنكلم سلمى وأكيد هي معاها، أو ممكن نكلم أحمد”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم أخرج رقم “سلمى” يهاتفها مُسرعًا حتى وصله الرد منها واطمأن عليها ثم أعطى الهاتف لزوجته حتى تهاتف شقيقتها، فتحدثت بفرحةٍ كبرى:

“وحشتيني اوي يا سلمى، أخباركم إيه وليه مجتيش علشان تشوفيني؟! كنت عاوزة اسلم عليكي قبل ما أسافر”

 

 

 

ردت عليها الأخرى بحرجٍ منها:

“حقك عليا يا عبلة، بس الدروس اتراكمت عليا وكان لازم أروح قبل ما الحصص تفوتني، لما تيجي أن شاء الله هكون خدت الأجازة اللي قالوا عليها وهقعد معاكم في البيت”

 

 

 

ردت عليها موافقةً بحماسٍ ثم طلبت منها تعطي الهاتف للأخرى، وبعد مرور ثوانٍ أمسكت “خلود” الهاتف بعدما توجهت لها “سلمى” دون أن تنبت ببنت شفة، أخذت منها الهاتف بتعجبٍ فتفاجأت بـ “عبلة” تمازحها بقولها:

“جرى إيه يا كاريزما هانم؟! مجتيش تباركيلي وقافلة تليفونك وكمان مش عاوزة تكلمينا؟؟ قتلتلك قتيل؟!”

 

 

 

ردت عليها “خلود” بقلة حيلة ممتزجة بالسخرية:

“وحشتيني اوي يا عبلة، مش لاقية حد ارخم عليه، طب تعالي أعصبك وارجعي تاني”

 

 

 

ابتسمت الأخرى على الطرف الآخر ثم تنهدت بعمقٍ تبعته بقوله:

“و أنتِ وحشتيني ووحشني رخامتك عليا، بس وعد هرجعلك ويوم العزومة هجيبك من شعرك”

 

 

 

ابتسمت “خلود” رغمًا عنها فرفعت كفها تمسح على خصلاتها السوداء، فتفاجأت بصوته يسألها بصوتٍ مختنقٍ:

“كدا مش عارف أوصلك؟! وحشتيني يا خوخة”

 

 

 

اجهشت في البكاء عند استماعها لصوته بتلك النبرة التي أظهرت شوقه لها، فتابع هو مُهدئًا لها:

“بــس….بـس علشان خاطري بلاش تعيطي، جرى إيه يا خلود؟! أنتِ طلعتي عندك مشاعر؟!”

 

 

 

ردت عليه هي بصوتٍ مختنقٍ من كثرة البكاء:

“علشان البيت رخم من غيرك وملوش حس، بقى زي القبر، وكلكم مشيتوا منه مرة واحدة، عبلة مش هنا ولا جميلة بعد ما اتعودت عليها، وخديجة وهدير مش موجودين، وسلمى بتذاكر، أنا مكانش ليا غيرك هنا، حتى أنتَ مشيت”

 

تعافيت بك ف56 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !