عام

تعافيت بك ف60 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف60 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف60 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف60 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف60 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الثاني

الفصل الستون (تمزق الروح)

 

“فكيف لـ مُـري أن يُطيب؟!

و أنا من تركني الحبيب…”

_________________________

 

 

 

“أشعر وكأن روحي فارقت جسدي وفلت بعيدًا عني، سرتُ خاويًا مثل ورقةً ممزقة تملؤها الثقوب وأنا هنا عانيت من ويلاتي وعلى أمري مغلوب، فلا يسعني الكون ولا أنا بـ محبوب، وراح قلبي يتساءل هل أنا مليءٌ بالعيوب، أم أنَّ وجعي في لوحي مكتوب؟!

 

 

 

نزلت دون أن تعي عواقب ما هي مُقدمةً عليه، ولكن جرح كرامتها جعلها تود الهرب بعيدًا وهي تكاد تُجزم بأنه جرحها ذلك لن يداويه ألف طبيب، سارت دون وجهةً مُحددة ودموعها تنهمر على خديها كمثل الشلالات وهي تسير متسرعة الخُطى تأخذ الخطوة في اثنين حتى أنها لا ترى أمامها شيئًا.

 

 

 

فقط خيالات متحركة من كثرة تشوش رأسها من شدة دموعها التي غطت على رؤيتها المُجردة للأشياء، حتى توقفت عن السير وكأن قدماها لن تُكمل تلك المهمة وأعلنت التوقف، وقفت تلهث بقوةٍ والحديث يتردد على مسامعها وكأنها تقوله لها من جديد، رفعت كفيها تُغلق أذنيها حتى تصمها عن تلك الكلمات المؤذية وحينما زاد ارتفاع الكلمات ارتمت على ركبتيها وهي تصرخ بوجعٍ والدموع تمتزج بشهقاتها ونحيبها الذي أخذ يزداد.

 

 

 

و فجأة تحققت أكبر مخاوفها ومرت قطة سوداء بجوارها وهي تموء بصوتٍ عالٍ فركضت “هدير” مُسرعةً دون أن تقصد وجهة معينة، وفي تلك اللحظة ودت لو هاتفته حتى تطمئن بسماع صوته، لكن حتى هاتفها فقد طاقته ونفذت بطاريته في ثوانٍ فتأكدت أن تلك الليلة لن تمر مرور الكرام عليها.

_________________________

 

 

 

وقف “ياسين” مشدوهًا من حديث رئيسه بعدما ترك الفراش، فأكد عليه المتحدث قوله:

“ياريت الرد يوصلنا يا أستاذ ياسين، حضرتك ناوي تسافر تباشر إدارة المشروع ولا لأ؟؟ لو حضرتك موافق ياريت تجهز علشان الاتوبيس هيتحرك الفجر”

 

 

 

شد على فروة رأسه ثم حرك رأسه للجهة الأخرى ينظر لها فوجدها تحرك رأسها موافقةً بقلة حيلة وعبراتها تنساب على وجنتيها، حرك رأسه باستفسارٍ وكسا الاستنكار ملامح وجهه، فهزت رأسها موافقةً له مرةً أخرى، حينها تحدث هو بتيه يجاوب على حديث الأخر:

 

 

 

“تـم….تمام يا فندم، حاضر هجهز نفسي واتحرك إن شاء الله”

 

 

 

رد عليه الأخر بارتياحٍ:

“تمام يا ياسين، وأنا هبعتلك حالًا تفاصيل المكان ورقم الباص اللي هتتحرك بيه”

 

 

 

أغلق المكالمة معه ثم اقترب منها يجلس بجوارها وهو يسألها بتوجسٍ وحذرٍ:

“خديجة !! أنتِ موافقة أني أسافر؟! أنا كدا همشي النهاردة وأسيبك؟! فاهمة أنتِ وافقتي على إيه؟؟”

 

 

 

رفعت كفها تمسح دموعها بعنفٍ ثم حركت رأسها موافقةً وتحدثت بصوتٍ مختنقٍ:

“حرام عليا أكون أنانية علشان نفسي وبس، روح يا ياسين وخلي بالك من نفسك، شوف شغلك وأهتم بمستقبلك، حرام تضيع كل حاجة من إيدك علشاني”

 

خطفها بين ذراعيه في عناقٍ قويٍ وهو يتشبث بها ويشدد مسكته لها، وكعادتها كلما تذكرت أنها ستحرم من هذا العناق بكت وهي تتمسك به.

_________________________

 

 

 

كان “خالد” واقفًا في المطبخ بجوار زوجته و”يونس” على كتفيه يهز قدميه بمرحٍ وهو يضرب والده في منكبيه، والأخر يقوم بتقطيع الخضروات لعمل” السَلطة” و زوجته تقوم بطهي الطعام أمام البوتجاز، وفجأة ضرب “يونس” والده حتى يشاكسه، فتحدث “خالد” مُحذرًا له:

“هرميك من على كتفي يا حيوان !! لم نفسك يا يونس”

 

 

 

ضحك الأخر ثم أخفض نفسه يقبل خَد والده بمرحٍ ثم قام بعضه وهو يضحك بقوةٍ فتأوه “خالد” ثم تحدث بنبرةٍ جامدة:

“هو أنا مخلف كلب !! اقسم بالله هرميك على البوتجاز، أنا مجنون”

 

 

 

تحدثت “ريهام” بيأسٍ منهما:

“هو انتو ضراير !! فيه إيه منك ليه؟؟ بطلوا فضايح بقى”

 

 

 

تحدث “خالد” بسخريةٍ:

“الحيوان اللي قاعد فوق كتافي دا عمال يضرب كل شوية وأنا ساكتله، كفاية سايبه قاعد على كتافي ومحسسني أني شمبانزي وابنه في الجبلاية”

 

 

 

ضحكت “ريهام” بقوةٍ وهي تتخيل هيئتهما بتلك الطريقة، فسألها هو بغموضٍ غلف نبرته:

“بتضحكي علي إيه يا سكر؟! شكلك هتطردي أنتِ والقرد اللي على كتافي دا”

 

 

 

ردت عليه هي بنبرةٍ جاهدت حتى تتفوه بها بسبب كثرة ضحكاتها:

“بتخيل شكلكم أنتم الاتنين وأنتم في المطبخ كدا مقفول عليكم زي القفص وأنا برميلكم موز وسوداني”

 

 

 

تحدث هو بغير تصديق وحنقٍ من حديثها وضحكاتها:

“طب أرمي عليها يمين الطلاق دي ولا أعمل فيها إيه؟! اضحكي ياختي، اضحكي، إن شاء الله هجيلك في القفص اللي جنبنا”

 

 

 

ضحكت مرةً أخرى ثم التفتت حتى تباشر طهي الطعام، بينما هو رفع ثمرة الخضار في يده وهو يقول بسخرية لابنه:

“كُل يا يونس، معلش بقى مفيش موز، الجنينة لسه محنتش علينا”

 

 

 

ضحكت هي بسخريةٍ وهو يطعم ابنه الخضروات والأخر يأكلها بمرحٍ حتى صدح صوت هاتف “خالد”، فمسح يده في المناديل الورقية الموجودة أمامه ثم أخرج الهاتف من جيب بنطاله، وحينها وجد رقم “ياسين”، رد عليه بمرحٍ:

“يا مساء العسل يا غالي، خير”

 

 

 

تنهد “ياسين” بعمقٍ ثم تحدث بنبرةٍ مهتزة وكأنه مجبورًا على ذلك الحديث:

“خير…. المهم يا خالد أنا مسافر الفجر، عاوزكم معايا وأبويا وأمي جايين في السكة”

 

 

 

سأله “خالد” بذهولٍ واستنكارٍ:

“الفجر !! إزاي دا ياخويا؟! مش قالولك رد علينا؟! هو هبل؟!”

 

 

 

رد عليه بنفاذ صبرٍ:

“يا خالد هعمل إيه يعني؟! الاتوبيس هيتحرك الفجر وأنا لازم أكون مستني هناك، هتيجي معايا؟!”

 

تعافيت بك ف60 ج2 – رواية تعافيت بك PDF