عام

تعافيت بك ف77 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف77 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف77 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف77 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف77 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الفصل السابع والسبعون (حق الاستغلال)

 

“مثل الشمس والقمر مُتلازمين معًا ولا يقترنا سويًا.

_________________________

 

 

 

كمن وقف أمام أحلامه يريد لمسها بكفيه لتأكده بأنها ملموسة لديه، ليتفاجيء بفرارها من أمامه كما يفر السراب في الضوء، وحينما حاول الركض لها تفاجأ بأطرافه مُكبلة بأصفادٍ من الحديد تحتى مسمى” الوقت”

 

 

 

يكفي للمرء أن يفخر بذاته وأن يضحي حتى بنفسه وأن لا يكون جبانًا، هكذا فكر “عمار” و هو يقف أمام رجال عائلة الرشيد بعدما أدلى بطلبه أمام الجميع بثباتٍ وشموخٍ، فيما أخفضت “خلود” رأسها وضغطت على جفنيها تحاصر مُقلتيها أسفلهما باحكامٍ، أما “طـه” فسأله بنبرةٍ جامدة إلى حدٍ ما:

 

 

 

“طب وهو يابني اللي ييجي يطلب واحدة بييجي كدا؟! فين أهلك وفين الـ…..”

 

 

 

دلف “عامر” ومعه والده في تلك اللحظة وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

“احنا موجودين يا عم طه، احنا مش قلالاة الأصل علشان عمار ييجي من غيرنا، كنا بس بنجيب حاجة ندخل بيها علشان شكلنا ميبقاش زفت”

 

 

 

قالها بمرحٍ حتى يزيل التوتر من تلك الجلسة، فتحدث “محمود” مرحبًا بهم بعدما وقف أمامهم:

 

 

 

“طب اتفضلوا يا جماعة اقعدوا، نورتونا، الكلام ميبقاش على الواقف كدا”

 

 

 

جلسوا وسط الرجال و”عمار” عينيه في الأرض تاركًا الباقي لأخيه ووالده الذي تحدث بنبرةٍ هادئة يقول:

“أولًا أنا أسف على حضورنا فجأة كدا من غير ميعاد، بس أنا اتفاجئت بعمار واللي قالهولي، ثانيًا بقى …أنا عاوز عمار هو اللي يتكلم مش أنا، أنا ربيته يكون راجل ويشيل مسئولية نفسه وأخواته كملوا ونجحوا في دا، عاوزك تسمع عمار يا أستاذ طه”

 

 

 

كانت ملامح “طـه” كما هي جامدة فتحدث “عمار” بثباتٍ:

“أنا مغلطتش والله يا عم طه وربنا يشهد عليا وعلى اللي في قلبي، ووليد وعامر موجودين وشاهدين على كل حاجة، أنا حسيت بمشاعر ناحية آنسة خلود روحت قولت لأخوها وقولت لأهلي، وخدت وعد على نفسي أني أشق طريقي علشان اقدر أجي أطلبها منكم وأنا قد المقام، اللي حصل مني أنا وعامر ووليد كان غلط من البداية، كان المفروض ندخل البيت من بابه، بس دي أنا اللي هتحملها مش هما، أنا بس كنت عاوز اتأكد إن هي قبلاني علشان مبقاش بعشم نفسي على الفاضي”

 

 

 

ظهر اللين على ملامح وجه “طـه” خصيصًا بعد حديثه ذاك، فأضاف “عمار” من جديد:

“أنا جيت علشان أثبت أني قد المسئولية وأني راجل مش عيل، وقدام الكل يشرفني إن الآنسة خلود تكون خطيبتي، ومش دلوقتي، أنا بتكلم على بعدين لما أنا أخلص تعليمي وهي كمان، أنا كل اللي عاوزه يكون في كلمة عهد ما بينا، وأنا قدام الرجالة دي كلها بقول أهو اللي حضرتك تحكم بيه سيف على رقبتي”

 

قبل أن يتحدث “طـه” نظر لـ “وليد” يطلب منه العون ويدله كيف يتصرف فتحدث “وليد” ببراءةٍ تتنافى مع شخصه:

“دي بنتك أنتَ يا عم طه وأنتَ أبوها يعني أنتَ اللي تقرر، وأظن يعني عمار مش غريب عننا، بس برضه الكلمة كلمتك”

 

 

 

رفع “طه” حاجبيه ساخرًا بعد حديثه فيما مال “وليد” على اذن والده “مرتضى” يقول هامسًا بخبثٍ:

“سمعنا كلمتين حلوين من بتوعك يا مرتضى، الحق طه قبل ما يعك الدنيا، يلا مش أنتَ الكبير؟! هتسكت ولا إيه؟!”

 

 

 

ظهر الشر في نظرات “مرتضى” فوقف بجوار أخيه وهو يسأله بثباتٍ وثقةٍ وكأنه ينذره بالقادم إذا رفض:

“ها يا طـه؟! إيه قولك؟! موافق ولا لأ؟! دي بنتك برضه”

 

 

 

تنفس “طـه” بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة بعدما نظر في وجه “عمار” و منه إلى ابنته التي تحتمي بـ “فارس” وهي تحتضنه:

“أنا اللي يهمني إن بنتي تكون مع راجل يصونها ويحميها، وفي نفس الوقت يحافظ عليها وميخليهاش تغلط وتعمل حاجة من ورا أهلها وأنا واثق إن عمار جدع وعارف تربيتي برضه وواثق في بنتي….. أنا موافق بس بشرط”

 

 

 

تفوه “وليد” هامسًا بسخريةٍ:

“يخربيت بهاراتك اللي لازم تتحط في الأخر دي”

 

 

 

بعد كلمته الأخيرة نظر له الجميع بتعجبٍ من تلك الكلمة وخاصةً “عمار”، فأضاف هو بشموخٍ:

“بنتي لسه صغيرة وأنتَ كمان، من هنا لحد ما ربنا يكرمك وتبقى جاهز من كله ملكش دعوة ببنتي، لا من قريب ولا من بعيد، اعتبر إنك لسه مشوفتهاش أصلًا، ولو اتقابلتوا صدفة أعمل نفسك متعرفهاش….أظن دا حقي”

 

 

 

رد عليه “عمار” بثباتٍ:

“و أنا موافق يا عم طـه، أنا لا يمكن أسمح لنفسي أعصي ربنا فيها، وطالما أنا راجل ورايد بالحلال يبقى وعد مني في رقبتي إن حتى نظرة العين مغلطش بيها، ووعد مني أني استنى وأصبر علشان تكون هي نتيجة صبري”

 

 

 

ابتسم له “طارق” وهو يسأله:

“أنتَ بتتكلم في سنين !! هتصبر وتتحمل كل دا؟!”

 

 

 

طالعه بقلة حيلة وهو يقول:

“أنتَ استنيت كام سنة يا طارق؟! مليت في يوم ولا زهقت؟! أكيد كنت واثق في ربنا علشان أنتَ مبتغلطش، وأنا واثق أني مبغلطش وعاوز الرزق بالحلال، وأكيد ربنا مش هيبخل عليا بيه”

 

 

 

ابتسموا له بعد حديثه ذلك، فتحدث “فهمي” بفخرٍ:

“علشان كدا قولت هو اللي يتكلم، لأني واثق في ابني، طبعًا الكلام دا مش وقته بس عمار شقته مع شقق أخواته دافع المقدم ليها وبكمل في الأقساط وإن شاء الله خلال سنة هكون خلصت الأقساط ونبدأ نوضبها، وزي ما عملت شقة اخوه هعمله شقته، دا علشان تكونوا مطمنين، خلود زي بنتي ولا يمكن اقبل بحاجة تزعلها أو حتى تجرحها، كفاية أدبها وأخلاقها، وأنا طمعان في كرمكم عليا إنها تكون بنتي قبل ما تكون مرات ابني، ولو هي مزعلة حد هنا، قولولي وأخدها معايا وأنا مروح أنا بتلكك أصلًا”

 

تعافيت بك ف77 ج2 – رواية تعافيت بك PDF