أبحاث

رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح – توماس رفعت

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح - توماس رفعت

رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح – توماس رفعت

المحتوى

رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح - توماس رفعت
رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح – توماس رفعت

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح – توماس رفعت

تحت إشراف القمص: أليعازر رزق

مدرس مادة العهد القديم بكلية القديس مار مرقس اللاهوتية بالبلينا

اعداد: تومس رفعت اسعد

مقدمة

رئيس الكهنة أو الكاهن الأعظم

كوهين جادول، الكاهن الأعظم، يحتل أقدس منصب في اليهودية. وامتد دوره عبر التاريخ، من هارون في العصور القديمة حتى دمار الهيكل الثاني، وكانت وظيفته هي الإشراف على خدمة الهيكل والعمل كقائد روحي للشعب اليهودي، وكانت أبرز مسؤولياته دخول قدس الأقداس في يوم الكفارة.

من هذا يتضح أن منصب الكهنوت الأعظم لم يكن مجرد منصب فني، بل كان منصبًا ذا قداسة عظيمة، المعيار الأول الذي يجب أن يستوفيه أي رئيس كهنة هو أنه يجب أن يكون من أصل كهنوتي، أي سليل مباشر (يتبع الخط الذكوري) لهارون، شقيق موسى.

وطالما أن رئيس الكهنة الحالي يستوفي هذا المطلب الأساسي، فهو صالح رسميًا، والخدمة التي يقدمها هي مقدسة بنسبة 100٪، بغض النظر عما إذا كان يمتلك أي صفات أخرى. ومع ذلك، عند تعيين رئيس الكهنة، يجب أن يكون الشخص الأكثر تأهيلاً لهذه المناصب المقدسة

كان من المقرر أن ينتقل الكهنوت الأعظم من الأب إلى الابن إلا إذا كان الطفل غير مؤهل للخدمة، وبعد وفاة هارون، تولى المهمة ابنه العازار، ثم تولى فينحاس، ابن العازار، المسؤولية وخدموا أثناء غزو إسرائيل لأرض الموعد.

يقول يوسيفوس في كتابه (الآثار اليهودية) الكتاب 20 الفصل 10 (لذلك يخبرنا التاريخ أن هارون أخي موسى تولى منصب رئيس كهنة الله، وأنه بعد وفاته خلفه أبناؤه على الفور، وقد استمرت الكرامة منهم إلى جميع نسلهم.

و كان يبدا يومه بتقدمه الدقيق اليومية 30 اسارون من الدقيق (وحدة قياس تساوى 10 ونص من الاكواب) في 12 رغيف، كان يحرق سته منهم في الصباح وسته في المساء.

فى شريعة مدن الملجا، كان القاتل سهوا يهرب إلى أحد تلك المدن، ويبقى بها حتى وفاه رئيس الكهنة

ويستمر المشنا: لذلك كانت أمهات رؤساء الكهنة يزودن المنفيين إلى مدن الملجأ بالطعام والملابس حتى لا يصلوا من أجل موت أبنائهم (ماكوت 11أ).

يشرح المشناه أيضًا هنا الفرق بين لباس رئيس الكهنة والكاهن العادي: يخدم رئيس الكهنة طوال العام بثماني ثياب، ويخدم الكاهن العادي بأربعة: يرتدي سترة وسروالًا وتاجًا وحزامًا. ويضيف رئيس الكهنة أربعة ثياب أخرى فوق تلك التي يرتديها الكاهن العادي: صدرة ورداء وجبّة ودرع. عند ارتداء هذه الثياب الثمانية، يمكن استشارة رئيس الكهنة لاتخاذ قرار الأوريم والتمميم. ولا يجوز استشارته في قرار الأوريم والتميم إلا عن الملك، أو عن رئيس البلاط، أو عن من يحتاج إليه المجتمع. لا يتم طرح الاستفسارات الفردية على الأوريم والتميم (مشناه يوما 7:5)

يعلمنا التقليد اليهودي أن كل ثوب كان يكفر عن خطيئة مختلفة: (القميص يكفر عن الدم، كما جاء في إخوة يوسف بعد أن تآمروا على قتله: “وذبحوا تيسا وغمسوا القميص” “في الدم” (تك 37: 31). والسراويل تكفر عن العلاقات الجنسية المحرمة، كما جاء في صناعة ثياب الكهنوت: “وتصنع لهم سراويل من كتان لتستر لحم عورتهم” (خروج 28 :42)، التاج يكفر عن المتكبرين، من أين يشتق هذا؟ يقول الحاخام حنينا: من المنطقي أن يأتي الشيء الذي يوضع على ارتفاع، أي على رأس الكاهن، يكفر عن الخطيئة من قلب مرتفع) (التلمود زفاخيم 88 ب)

وتشرح المشناه كيف يتم سيامه رئيس الكهنة (كيف يبدأ بالثياب؟ يلبس الثياب الثمانية [لرئيس الكهنة] ويخلعها ويفعل ذلك مرة أخرى في الغد لمدة سبعة أيام، كما جاء في [خروج 29: 30]، “والكاهن من بنيه الذي يخدم عوضا عنه يلبسهم سبعة أيام.” كما يلبس ثيابه سبعة أيام متتالية كذلك يدهن بالزيت سبعة أيام متتالية، فإن كان قد أدى الخدمة قبل أن يبدأ بلبس الثوب السبعة أيام كلها، أو قبل أن يُمسح جميع الأيام السبعة، فخدمته مقبولة. وبما أنه قد ابتدأ أو مُسح مرة واحدة، فهو رئيس كهنة في كل الأمور. (مشناه التوراة، كلي هميكدة 4: 13)

وسنتناول في بحثنا رؤساء الكهنة من هارون في عهد موسى إلى قيافا في عهد المسيح، وفي هذه الدراسة سأعتمد على تقسيم رؤساء الكهنة حسب الفترات الزمنية:

1-من الخروج إلى هيكل سليمان.

2- من هيكل سليمان إلى السبي البابلي.

3- اثناء السبي البابلي.

4- بعد السبي البابلي.

5- انتر كاسيردوتيوم.

6- سلاله الحشمونيين (المكابين)

7- رؤساء الكهنة في فتره الهيروديون والرومان.

رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح - توماس رفعت
رؤساء الكهنة من موسى إلى المسيح – توماس رفعت

من الخروج إلى هيكل سليمان

1-هارون اثناء الخروج من ارض مصر.

كان هارون حفيد لاوي (خروج 16-20) وكان يمثل الوظائف الكهنوتية لقبيلته، بينما كان موسى يتلقى تعليمه في البلاط المصري وأثناء نفيه بين المديانيين، بقي هارون وأخته مع أقربائهما في منطقة الحدود الشرقية لمصر.

عندما دعا الرب موسى ليكون النبي الذي سيخرج الشعب من أرض مصر، عين الرب هارون ليتكلم نيابة عنه (فقال الرب لموسى: انظر! قد جعلتك الها على فرعون، وهرون أخوك يكون نبيك) (خر 7: 1)، وكان خادم موسى في المعجزات التي صنعها موسى أمام فرعون (وقال الرب لموسى: «قل لهارون مدّ يدك بعصاك على الأنهار وعلى الترع وعلى البرك وأصعد الضفادع على أرض مصر (خر 8 : 5).

منذ مكوثه في سيناء، حيث أصبح كاهنًا ممسوحًا لإسرائيل، توقف هارون عن أن يكون خادمًا لموسى، وتولى يشوع مكانه.

لقد وقع في خطيئة صنع العجل الذهبي لبني إسرائيل أثناء غياب موسى، لكن اليهود يفسرون ذلك بالقول إن حور الذي عينه موسى مع هرون مسئولين عن الشعب (خروج 24: 14) اعترض على رأي بني إسرائيل في صنع العجل الذهبي، فرجمه بنو إسرائيل فمات، وجاء في التلمود (ماذا رأى هارون؟ يقول الحاخام بنيامين بار يفت أن الحاخام العازر يقول: رأى حور، الذي عينه موسى مع هارون لقيادة الشعب أثناء غياب موسى (انظر خروج 24: 14)، وذبح أمامه لأنه احتج على خطة صنع عجل وقُتل على يد الشعب نتيجة لذلك.) (السنهدرين 7 أ: 3).

في الوقت الذي تم فيه تكريس سبط لاوي للخدمة الكهنوتية، مُسح هارون وكرس للكهنوت، ولبس ثياب وظيفته، وأُرشد إلى واجباته المتعددة (خروج 28 و29). وفي نفس يوم تكريسه اكلت نار الرب ابنيه ناداب وابيهو لأنهما قدما البخور بطريقة غير قانونية (لاويين 10) و قد تحمل هارون هذه الضربة في صمت.

وعند وفاته، يقول التقليد اليهودي، ذهب هارون برفقة موسى أخيه والعازار ابنه، إلى قمة جبل هور، حيث انفتحت الصخرة فجأة أمامه، وظهر أمامه مغارة جميلة مضاءة بمصباح. “اخلع ثيابك الكهنوتية والبسها على ابنك العازار.” قال موسى. “ثم اتبعني.” ففعل هارون كما أمر. ودخلوا المغارة حيث أعد سرير وقفت حوله الملائكة، وتابع موسى قائلاً: “اذهب واضطجع على سريرك يا أخي”.

فأطاع هارون بلا تذمر، ثم خرجت روحه كأنها بقبلة من الله. وأغلق الكهف خلف موسى وهو يغادر. فنزل من الجبل مع العازار وثيابه ممزقة وهو يصرخ: «آه يا ​​هرون أخي، أنت عمود التضرع في إسرائيل». وعندما صرخ بنو إسرائيل في حيرة: “أين هارون؟ ” وشوهدت الملائكة وهم يحملون نعش هارون في الهواء. وسمع صوت يقول: “كانت شريعة الحق في فمه، ولم يوجد إثم في شفتيه. سار معي في البر، وأرجع كثيرين عن الخطية” (ملا 2: 6، 7).

 

2-اليعازر

“يعنى الله ساعد”، الابن الثالث لهارون. وبعد أن مات شقيقاه الأكبر ناداب وأبيهو لتقديمهما نارًا غريبة أمام الرب، أصبح العازار مساعدًا رئيسيًا لأبيه، بلقب “رئيس رؤساء اللاويين” (عد 3: 32).

كانت وظائفه الإشراف على زيت المنارة السبعة الفروع والبخور وكل ما يتعلق بالحرم الداخلي، قبل وفاة هارون بفترة قصيرة، لبس العازار ثياب أبيه الرسمية للدلالة على أنه خليفة هارون، وبعد وفاة هارون، أصبح أليعازر الممثل الثاني لله في إسرائيل مع موسى النبي، (ثم بعد الوبا كلم الرب موسى والعازار بن هرون الكاهن قائلا. 2

خذا عدد كل جماعة بني اسرائيل من ابن عشرين سنة فصاعدا حسب بيوت ابائهم كل خارج للجند في اسرائيل. (عد 26: 1)، (اتى بنو جاد وبنو راوبين وكلموا موسى والعازار الكاهن ورؤساء الجماعة قائلين) (عد32: 1)، (ومات العازار بن هرون فدفنوه في جبعة فينحاس ابنه التي اعطيت له في جبل افرايم)(يش 24: 33)

ويقال إن العازار أضاف إلى سفر يشوع الاصحاح 24 آية من 29 إلى 32، وابنه فينحاس الآية 33. في التلمود بافا باترا 113 أ: 7 (ويقال: “والعازار بن هارون مات فدفنوه في جبعة فينحاس ابنه” (يش 24: 33). من أين كانت فينحاس أرض لم تكن لأبيه ألعازار؟ من هنا نعلم أن ألعازار تزوج امرأة وقد ماتت في حياة مورثيها المحتملين، ومات مورثوها بعد ذلك، ورث عنها ابنها فنحاس، وليس العازار زوجها)

 

3-فينحاس ابن اليعازر

برز فينحاس من خلال قتل زمري بن سالو وكوزبي ابنة صور، أمير مديان، في شطيم، حيث كان الإسرائيليون يعبدون بعل فغور، وبغيرته أوقف أيضًا الوباء الذي انتشر بين بني إسرائيل عقابًا لهم على خطيتهم، وعلى هذا الفعل استحسنه الله وكافأه الوعد الإلهي بأن يبقى الكهنوت في عائلته إلى الأبد، في التلمود سنهدرين 82ب الآية 3 (جاء فينحاس وضربهم على الأرض أمام كلي الوجود وقال أمامه يا سيد الكون “هل يسقط من بني إسرائيل بسبب هؤلاء الخطاة أربعة وعشرون ألفًا؟

كما جاء: “وكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة وعشرون ألفًا” (عدد 25: 9) وهذا هو المعنى. لما هو مكتوب: “ووقف فينحاس وأجرى القضاء وامتنع الوبأ” (مز 106: 30) ويذكر أيضًا أنه يسلم جواب الرب لبني إسرائيل في حربهم مع بنيامين (قض 20: 20. 28)

 

4-ابيشوع

 “أبيشوع” (“الآب هو الغنى”)، ابن فينحاس وابن حفيد هارون، رئيس الكهنة، جد عزرا (عز 7: 5)، موجود أيضًا في نسب هرون ورؤساء الكهنة من بعده (1 أي 6 : 4، 5، 50). 2. حفيد بنيامين (1 أي 8: 4).

 

5- بُقِّي

ابن أبيشوع وأب عُزِّيَ، كاهن، الرابع في نسل هرون (1 أي 6: 5)، جد عزرا (عز 7: 4)، وقد ورد ذكر شخص آخر بنفس الاسم في (عد 34 : 22) ابن يُجْلِي أمير سبط دان الذي مثل قبيلته في تقسيم الأرض.

 

6- عُزِّيَ ابن بُقِّي

الخامس في نسل هرون (1 أي 6: 5)، وهو جد عزرا (عز 7: 4)، ثم صار بنو إيثامار إخو العازار رؤساء كهنة من عالي إلى أبياثار.

 

7- عالى (تعنى العالي أو الجزء العلوي أو الفوق)

شغل عالي منصبين: كان رئيسًا للكهنة في شيلوه حيث كان تابوت العهد، وكان قاضيًا في إسرائيل كما جاء صراحة في (1صم 4: 18). وكان لعالي ابنان حفني وفينحاس. الذي جلب شرهما الحزن والعار له ولعائلته (1صم 4: 12-17)، عاش عالي في فترة حزينة من تاريخ إسرائيل، قبل ذلك بوقت قصير، قامت جيوش الفلسطينيين، التي ربما كانت مدعومة بالتعزيزات، لقد قام شمشون “لينقذ إسرائيل من يد الفلسطينيين” (قض 13: 5)؛ ولكن بعد وفاته تجددت الهجمات واضطر إسرائيل إلى حمل السلاح (1 صم 4: 1).

ومن أجل ضمان معونة الله، أحضر الإسرائيليون التابوت من شيلوه إلى مركز الحرب، حيث حمله ابنا عالي، لكن الله لم يكتب النصر لشعبه، بل كانوا أول من يعاقب بالكارثة، ولذلك هُزم الجيش الإسرائيلي، قُتل ابنا عالي وفُقد التابوت، ولما أخبر الرسول الذي جاء بخبر المعركة عن أسر التابوت، سقط عالي، وهو ابن ثمان وتسعين سنة، من كرسيه ومات (صم4: 10-18).

 

8- أخيطوب

أبو أخيمالك كاهن نوب (1 صم 22: 9-19). اسم أخيطوب يعني بشكل صحيح “الصديق الصالح”، “الأخ الصالح”، وكان أخيطوب ابن فينحاس والأخ الأكبر لإيخابود من بيت عالي، ومن نسل هرون المباشر، (وأخيا بن أخيطوب أخو إيخابود بن فينحاس بن عالي كاهن الرب في شيلوه، لابسًا أفودًا) (صم 14: 30)، وقد ورد ذكره في 2 صم 8: 17، وهو ليس هو والد صادوق كاهن في زمن داود (وصادوق بن أخيطوب وأخيمالك بن أبياثار كانا كاهنين وسرايا كاتبا) (2 صم 8: 17)، لكن أبو صادوق الكاهن هو أخيطوب بن أمريا (1أخبار 6: 7).

 

9-أخيا

(يعني أخ ياه) ابن أخيطوب، ورئيس الكهنة في عهد شاول، ملك إسرائيل الأول، كان يرتدي الأفود في معسكر شاول، أثناء حرب شاول مع الفلسطينيين (1صم 14: 3)، عندما هاجم يوناثان معسكرهم هو فقط وحامل سلاحه.

 

10- أخيمالك

يعني “الأخ يكون ملك” ابن أخيطوب، حفيد فينحاس، وحفيد عالي، كان كاهنًا في نوب أثناء توقف داود عن الهروب من شاول (1 صم 21: 1-9)، وبسبب صداقته لداود قُتل على يد دواغ الأدومي بأمر شاول (1 صم 22: 11-19).

 

11-أبياثار (“أبو الوفرة”)

ابن أخيمالك رئيس كهنة القدس في نوب، لقد هرب وحده من مذبحة عائلته على يد شاول (1 صم 22: 20) ووجد ملجأً عند داود، ومن خلال أفود أبيثار عرف داود مرتين إرادة الرب (1 صم 23: 9، 30: 7) فبعد أن شارك داود في مصاعبه، استفاد أيضًا من رفعة داود إلى الملك، وفي وقت تمرد أبشالوم، ظل أبياثار مخلصًا لراعيه القديم (2 صم 25: 24-36)؛ ولكن فيما بعد، مثل يوآب، تبنى قضية أدونيا بدلاً من قضية سليمان، ولهذا السبب تم نفيه هو وعائلته إلى ممتلكاتهم في عناثوث، وتم نقل حقوقهم وواجباتهم الكهنوتية المتعلقة بالهيكل إلى بيت صادوق المنافس (ملوك الأول 2: 26-33)، كان صادوق من نسل عزي، ولذلك هو ينتمي إلى خط العازار

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح - توماس رفعت
رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح – توماس رفعت

 

من هيكل سليمان إلى السبى البابلي.

12- صادوق

كان كاهنا في عهد داود. هو ابن أخيطوب بن أمريا (1 أخبار 6: 7)، وفي (أخبار 12: 28) ورد ذكره كأحد رجال داود المحاربين (صادوق، شاب ذو بأس، مع عشيرته اثنين وعشرين قائدا) وعلق الرابى راشي على هذه الآية (هذا كرامة عظيمة فأخذوا من أبياثار لقب الكاهن الأعظم وأعطوه لصادوق الكاهن). أثناء تمرد أبشالوم، اكتسب صادوق شهرة أكبر، أراد هو واللاويون أن يرافقوا داود الهارب بتابوت العهد، لكن الملك توسل إليهم أن يبقوا في أورشليم (2صم 15: 24-27)، وأرسل إلى داود ابنه أخيمعص ليخبره بخطة أخيتوفل لأبشالوم. وطلب من داود أن يعبر الأردن لئلا يهاجمهم جيش أبشالوم ويبتلعه هو ومن معه (2صم17: 15-17)

 

13- اخيمعص

يعني أخو الغضب بن صادوق، الذي جاء مع يوناثان بن أبياثار لداود بالأخبار من محلة أبشالوم، وبعد المعركة بين قوات الملك تحت قيادة يوآب وقوات أبشالوم، أسرع لإخبار داود بامر النصر، متفوقًا على الكوشي الذي سبقه بزمن (2 صم 15: 36، 17: 17-20، 18: 19).

 

14- عزريا

 يعني ياه ساعد، وهو نبيل في بلاط سليمان، وبحسب (1 مل 4: 2) فهو ابن صادوق الكاهن، لكن (1 أي 6: 9) يجعله ابن أخيمعص وحفيد صادوق، يعلق القمص تادرس يعقوب ملطي على نص 1 ملوك 4: 2: صادوق هو والد أخيمعص، وأخيمعص هو والد عزريا، وعزريا هنا ينسب إلى جده لشهره صادوق.

وكهنوته الأعظم في عهد الملك أبيا بن رحبعام، وبعد ابيا ملك اسا، وبعد عزريا تولى يوحنان رئاسة الكهنوت.

وبعد ذلك هناك بعض رؤساء الكهنة الذين لم يذكر عنهم شيء في العهد القديم، وهناك من لم يذكر عنهم إلا القليل، وقد ذكرهم يوسيفوس في كتابه (آثار اليهود 10: 151-153 صفحة 243) (أولًا أصبح رئيس كهنة للمعبد الذي بناه سليمان هو صادوق، ومن بعده خلفه ابنه أخيماس في المنصب بعد أخيماس، عزرياس، ثم ابنه يوحنان، ثم إيسوس بن يوحنان، ثم أكسيوراموس، ثم فيدياس، ثم سودايوس بن فيدياس، يويلوس بن سودايوس، ثم يوثاموس بن يويلوس، ثم أوريا بن يوثاموس، نيريا بن أوريا، ثم أودايا بن نيريا. وسلوموس بن أوديا، وألكياس بن سلوموس، ثم آزاروس بن ألكياس، ويوشادياكوس بن آزاروس الذي أسر إلى بابل. وفي كل الأحوال يخلف الابن أباه في الكهنوت.

يوحانان – ابن عزريا كان رئيس الكهنة في عهد الملك آسا.

إيسوس (يشوع أو يسوع) كان معاصر للملك يهوشافاط، ربما هو رئيس الكهنة أمريا الذي ورد ذكره في (2 أي 19: 11)، وبنيت هذا الرأي على بعض حقائق العهد القديم وهي أن يهوشافاط ملك على يهوذا في السنة الرابعة لملك أخآب وملك خمساً وعشرين سنة (1مل 22: 42). ومن المعروف أن أخآب حكم إسرائيل لمدة 22 سنة (1 ملوك 16: 29)

وحارب أخآب ويهوشافاط معًا ضد ارام، وقتل أخآب في تلك الحرب، أي في السنة الثامنة عشرة من حكم يهوشافاط، وبذلك يتبقى 7 سنوات على وفاته، ثم جاء في (2 أخبار الأيام 19) أنه رجع إلى أورشليم وأقام هناك، ثم خرج أيضًا في وسط الشعب وردهم للرب إله آبائهم” في الآية 4، وأقام قضاة على الشعب، وأقام أمريا الكاهن العظيم رئيسا للقضاة، فإذا افترضنا أنه فعل كل هذا في سنة، أي في السنة التاسعة عشرة، فإنه بعد 6 سنوات مات، جاء ابنه يهورام وملك 8 سنوات على يهوذا (2 أي 21: 5)

ثم أخزيا، جاء وملك سنة واحدة (2 أي 22: 2)، ثم ملكت عثليا ست سنين، حتى جاء يهوياداع الكاهن العظيم في السنة السابعة لملكها وقضى عليها، وملك يهوآش بن أخزيا على يهوذا، وبالتالي فإن الفترة من تعيين أمريا كرئيس للقضاة كانت حوالي 22 سنة، وهي فترة ليست بالطويلة، ومن الممكن خلالها أن يموت رئيس كهنة، ويخلفه آخر يبقى طول هذه المدة، حتى لو كانت 22 سنة كلها أو جزء من هذه المده، فمن المحتمل أن أمريا المذكور في أيام يهوشافاط هو إيسوس(يشوع أو يهوشع) الذي ذكره يوسيفوس، ثم مات وجاء يهوياداع من بعده.

بين رئاسة إيسوس للكهنوت ورئاسة أكسيوراموس للكهنوت، تم ذكر يهوياداع، صهر الملك أخزيا، في ملوك الثاني 11: 4-17 ككاهن يقود الانقلاب ضد الملكة الأم عثليا وينصب يهوآش ملك يهوذا ملكًا على يهوذا. وذكر في آثار اليهود (كتاب 9: 7) (وكانت لأخزيا أخت من نفس الأب اسمها يهوشبا، وكانت زوجة ليهوياداع رئيس الكهنة).

قد يكون يوليوس هو عزريا الذي كان في أيام عزيا الملك بن أمصيا، والذي أدان الملك عندما أوقد البخور على المذبح، فأصيب الملك بالبرص (2 أخبار الأيام 26: 14-18)، لأنه أثناء حكم آحاز كان أوريا الكاهن الأعظم في أيامه، وقبل احاز الملك، كان يوثام يحكم، وممكن الممكن ان يكون يوثاموس الذي كان قبل اوريا، رئيس كهنة في أيامه، وقبل حكم يوثام، كان يحكم عزيا اباه، وقبل يوثاموس، كان يوليوس رئيس الكهنة حسب ما ذكره يوسيفوس، وبالتالى يوليوس هو عزريا الذي قيل عنه في(1 اخ 5: 36)، انه هو الذي كهن في البيت الذي بناه سليمان.

تم ذكر أوريا في ملوك الثاني 16: 10-16 باعتباره كاهنًا، قام بأمر من الملك آحاز، باستبدال المذبح في الهيكل بمذبح جديد على الطراز الآشوري. وهو مذكور أيضًا في إشعياء 8: 2.

نجد يوسيفوس يذكر أن رئيس الكهنة بعد أوريا اسمه نيريا، ولا بد أنه عزريا الذي ورد ذكره في 2 أخبار الأيام 31: 10 بصفته “رئيس كهنة بيت صادوق” في عهد الملك حزقيا. وبما أن حزقيا حكم بعد وفاة أبيه آحاز الذي كان أوريا في أيامه، فيجب أن يكون نيريا هو عزريا الكاهن الأعظم المذكور في أخبار الأيام مع حزقيا وابن أوريا.

اوديا هو صادوق الثاني، لأن يوسيفوس ذكر أن ابنه اسمه شلوموس، وفي 1 أخ 6: 12) ((أخيطوب ولد صادوق وصادوق ولد شلوم).

ذكر يوسيفوس أن عزريا الرابع هو والد يهوصادق، ولكن في (1 أخبار الأيام 6: 14) ذكر أن والد يهوصاداق كان اسمه سرايا، ولكن الكاتب ذكر في الكتاب 20 الفصل 10 مقطع231، يذكر يوسيفوس 18 رئيس كهنة بالهيكل الأول، وفي القائمة الحالية يوجد 17 فقط، ويوجد في هامش الصفحه من اسفل انه من المحتمل أن اسم سرايا، تم حذفه عن طريق الخطأ بعد عزريا بسبب التشابه

وفي الكتاب العشرين الفصل 10 مقطع 231 (بعد هؤلاء الكهنة الثلاثة عشر، تولى ثمانية عشر منصب رئيس الكهنة في القدس، واحدا تلو الاخر، من أيام الملك سليمان، إلى أن غزو نبوخذنصر، ملك بابل، على تلك المدينة وأحرق الهيكل، ونقل أمتنا إلى بابل، وسبى يوصادق الكاهن العظيم. وكان عمر هؤلاء رؤساء الكهنة أربع مئة وستة وستين سنة وستة أشهر وعشرة أيام).

فبناءً على العهد القديم ويوسيفوس، هذه ترتيبات رؤساء الكهنة، من صادوق الكاهن الأعظم، هي:

عزريا 14،

يوحانان (يورام) 15،

إيسوس (يهوشع) 16،

يهوياداع 17،

أكسيوراموس (أحيرام) 18،

فيدياس 19، سوديس 20،

عزريا الثاني (يويلوس) 21،

أمريا (يوثام) 22،

أخيطوب الثاني (أوريا) 23،

نيريا 24،

صادوق الثاني (أوديس) 25،

شلوم 26.

 

27- حلقيا

معناه الله يكون نصيب، رئيس الكهنة في عهد يوشيا (الملوك الثاني 22: 4 وما يليها)، وقد ذكره يوسيفوس في كتابه باسم ألقيس، وكلف يوشيا حلقيا بالإشراف على ترميم الهيكل حوالي عام 623 ق.م. وعندما أخذ الأخير الفضة من خزانة الهيكل وجد سفر الشريعة (2 مل 22: 4-8؛ 2 أي 34: 9-14). وأعطى حلقيا السفر لشافان الكاتب. قرأه الأخير أمام الملك، الذي خاف من التحذيرات الإلهية، فأرسل حلقيا مع أربعة مسؤولين كبار آخرين لاستشارة النبية خلدة (2 أي 34: 20 وما يليها)، ووحدوا جهودهم ليحثوها على التشفع عند الله لكي يعفو عن الملك ورعيته.

أخبرتهم أن انتقام السماء سيقع على الجيل الحالي كعقاب على إثم أسلافهم، وخاصة إهمالهم وازدرائهم لشرائع موسى؛ وأنه يجب أن يتفرقوا على وجه الأرض، وينهوا حياتهم في البؤس.

 

28 – عزريا بن حلقيا

الذي كان مرتبطًا بإصلاح يوشيا (1اخ 6: 13 و14)، وكان ابنه سرايا هو الذي قتل على يد نبوخذنصر (عز7: 1).

 

29 – سرايا بن حلقيا

يعني كهنة ياه، آخر رئيس كهنة قبل خراب الهيكل عام 586 ق.م.، رئيس الكهنة في عهد صدقيا، هو وصفنيا الكاهن الثاني، تم إعدامه على يد نبوخذنصر في ربلة (إرميا 52: 24-27). وسرايا هو ابن عزريا (1 أي 6: 14)، وأبو عزرا الكاتب (عز 7: 1).

 

 

أثناء السبي البابلي

30-يهوصاداق بن سريا

اسمه يعني “الرب صادق”. وهو ابن سرايا رئيس الكهنة في زمن السبي البابلي (597-581 ق.م.، 1 أخبار الأيام 6: 14، 15).

تم أسره على يد نبوخذنصر الثاني (حكم حوالي 605-562 قبل الميلاد)، وربما مات في بابل. وهو والد يشوع الذي عاد مع زربابل.

 

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح - توماس رفعت
رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح – توماس رفعت

بعد السبى البابلى

31- يهوشع

ابن يوصاداق ; رئيس الكهنة عندما عاد اليهود تحت قيادة زربابل من السبي البابلي. كان والده قد مات في المنفى، وعند عودته من السبي كان يهوشع أول رئيس كهنة يتولى الخدمة (حج 1: 12، 14؛ 2: 2، 4؛ زكريا 6: 11؛ عزرا 3: 2، 8).

وُلد يهوشع أثناء السبي، عند وصول القافلة إلى أورشليم، شارك بطبيعة الحال في إقامة مذبح المحرقة وفي تأسيس الهيكل (عز 3: 2)، وعارض مع زربابل مكائد السامريين (عز 3: 2). العديد من أقوال حجي موجهة إلى يشوع (حج 1: 1، 2)، وقد ورد اسمه في اثنتين من نبوءات زكريا الرمزية.

 

32- يهوياقيم ابن يهوشع

يعني (الرب يقيم) ابن يهوشع وأبو ألياشيب (نحميا 12: 10)، رئيس كهنة لمدة 20 سنة، كان معاصرا لعزرا، وقد ذكر يوسيفوس في الآثار اليهودية الكتاب 11 ص 878 أن الاثنين كانا قد دعيا رؤساء كهنة في نفس الوقت (عند وفاة داريوس، استولى ابنه زركسيس على المملكة، والذي، كما ورث مملكة أبيه، ورث أيضًا تقواه تجاه الله وتكريمه.

لأنه فعل كل ما يليق بأبيه فيما يتعلق بالأمور الإلهية وكان شديد الود مع اليهود وفي مثل هذا الوقت كان ابن يشوع الذي اسمه يوياقيم رئيس كهنة وكان في بابل رجل بار ومشهود له في الشعب. وكان رئيس الكهنة للشعب واسمه عزرا، وكان ماهرا جدا في شرائع موسى، وكان على معرفة جيدة بالملك زركسيس)، ويذكر في الكتاب 11 الفصل 5 القسم 5 عن عزرا (مات شيخا ودفن بطريقة رائعة في أورشليم. وحدث في نفس الوقت تقريبا أيضا أن يوياقيم الكاهن الأعظم مات وخلف ابنه ألياشيب في منصب الكهنوت الأعظم).

 

33- ألياشيب بن يهوشع

يعني (الذي سيعيده الله)، ابن يوياقيم، ورئيس كهنة لمدة 37 سنة. هو وكهنته بنوا باب الغنم الذي من خلاله كانت الماشية الصغيرة تدخل إلى أورشليم لتقديم الذبيحة (نح 3: 1)، وانتقده نحميا لأنه هيأ غرفة لطوبيا العموني في الهيكل، وفي هذه الغرفة وضعوا التقدمات. والبخور والأواني، لأنه (قبل ذلك كان ألياشيب الكاهن المقام على مخدع بيت الهنا قرابة طوبيا)(نح 13: 4).

 

34- يوياداع بن الياشيب

رئيس الكهنة حوالي عام 450 ق.م. (نح 12: 10-11، 22)، لمدة 23 سنة، وصار أحد أبنائه صهرًا لسنبلط الحوروني، فأخرجه نحميا من الهيكل (نح 13: 28).

 

35-يوحنان بن يوياداع

(يعنى الرب حنون) كان ابن يوياداع خامس رئيس كهنة بعد إعادة بناء الهيكل في أورشليم على يد اليهود العائدين من السبي البابلي. رئيس الكهنة لمدة 39 سنة، من 410-371 قبل الميلاد، ذكر يوسيفوس أنه قتل شقيقه يشوع في الآثار الحادي عشرفصل 7مقطع1، للسبب التالي (كان ليوحنان أخ اسمه يشوع وباجواس (جنرال أرتحشستا)، الذي كان صديقًا له، وعد بالحصول على الكهنوت الأعظم له. وبهذا التأكيد، لذلك، تشاجر يشوع مع يوناثان في الهيكل وأثار غضبه. “لقد قتله شقيقه حتى الآن بسبب غضبه.

 

إن قيام يوناثان بارتكاب مثل هذا العمل غير التقوى ضد أخيه أثناء خدمته ككاهن كان أمرًا فظيعًا بما فيه الكفاية، ولكن الأمر الأكثر فظاعة هو أنه لم يكن بين اليونانيين ولا البرابرة مثل هذه الوحشية والشر”. لقد تم ارتكاب هذا الفعل على الإطلاق. إلا أن الإله لم يكن غير مبال به، ولهذا السبب تم خلق الناس. العبيد وتم تدنيس المعبد من قبل الفرس. والآن، عندما علم باجواس،

قائد أرتحشستا، أن يوناثان، رئيس كهنة اليهود، قد قتل أخاه يشوع في الهيكل، فهجم على اليهود للوقت وبغضب بدأ يقول: “”لقد تجرأت على ارتكاب جريمة قتل في هيكلك”.” فلما أراد أن يدخل الهيكل طلبوا أن يمنعوه، فقال لهم: «أفلست أطهر من الذي قتل؟ » في المعبد؟ ” ولما قال هذا الكلام دخل إلى الهيكل، مستخدمًا أن باغوا جعل اليهود يتألمون سبع سنوات لموت يشوع.)

 

36- يدوع بن يوحانان

 

رئيس الكهنة لمدة 51 سنة، ذكر يوسيفوس في الكتاب 11، الفصل الثامن، أن يدوع كان له أخ، تزوج من امرأة تدعى نيكاسو ابنة حاكم السامرة، وأراد أن يكون شريكًا له في رئاسته للكهنوت، وربما كانت هذه بداية ظهور المنصب المسمى ساجان (الكاهن الثاني لليهود، الذي كان يعمل نائباً لرئيس الكهنة، وكثيراً ما كان يتولى عنه الخدمة المقدسة للهيكل. وكان يُدعى أحياناً رئيس الكهنة، كان متطابقًا مع رئيس الهيكل، لكن اليهود رفضوا ذلك، فخيروه بين طلاق زوجته أو التنازل عن الكهنوت،

وانضم يدوع إلى اليهود ضد أخيه، وطرده من المذبح، ذهب أخوه الذي يدعى منسى إلى حميه سنبلط وأخبره أنه يحب ابنته لكنه لا يريد أن يحرم من الكرامة الكهنوتية، فوعده حموه أنه إذا لم يطلق ابنته سيقيمه واليًا خلفًا له، ويبني له هيكلًا في جرزيم في رأس جبال السامرة، يصير كاهنا هناك، وأقام منسى معه، ووعده سنبلط بأن يطلب من داريوس الفارسي أن يمنح منسى لقب رئيس كهنة.

 

في هذا الوقت تقريبًا، سمع داريوس كيف عبر الإسكندر مضيق الدردنيل؛ وكان قد ضرب مساعديه في معركة جرانيكوم؛ وكان يتقدم أبعد. عندها جمع جيشًا من الخيول والمشاة، وقرر أنه سيلتقي بالمقدونيين، قبل أن يهاجموا ويغزو كل آسيا، وعندها كان سنبلط سعيدًا بنزول داريوس؛ وأخبر منسى أنه سوف يفي بوعوده له فجأة: وذلك عندما يعود داريوس في أقرب وقت، بعد أن يهزم أعداءه. لأنه ليس هو وحده، بل جميع الذين كانوا في آسيا أيضًا، كانوا مقتنعين بأن المقدونيين لن يخوضوا معركة مع الفرس. بسبب كثرتهم، لكن الحدث أثبت عكس ما توقعوا، لأن الملك انضم إلى القتال مع المقدونيين، وتعرض للهزيمة وخسر جزءًا كبيرًا من جيشه.

وسبوا أيضا أمه وامرأته وأولاده، فهرب إلى فارس، فجاء الإسكندر إلى سوريا وأخذ دمشق، ولما استولى على صيدون، حاصر صور، عندها أرسل رسالة إلى رئيس كهنة اليهود، “ليرسل إليه بعض المساعدين؛ وإمداد جيشه بالمؤن، وما أرسله سابقًا من هدايا إلى داريوس يرسله إليه الآن؛ وان يختار صداقة المقدونيين، وألا سيندم أبدًا على فعلته هذه.» لكن رئيس الكهنة أجاب الرسل أنه “أقسم لداريوس أن لا يحمل عليه سلاحًا، وقال إنه لا يتعدى عليهم ما دام داريوس في أرض الأحياء”.

عند سماع هذا الجواب، كان الإسكندر غاضبًا جدًا: وعلى الرغم من أنه صمم على عدم مغادرة صور، التي كانت على وشك الاستيلاء عليها؛ ومع ذلك، بمجرد أن أخذها، هدد بأنه سيقوم بحملة ضد رئيس الكهنة اليهودي، ومن خلاله يعلم جميع الرجال الذين يجب أن يلتزموا بأقسامهم. فلما استولى على صور، بآلام شديدة أثناء الحصار، وحسم أمرها، جاء إلى مدينة غزة وحاصر المدينة ووالي الحامية: اسمه كان بابي ماسيس، ولكن سنبلط يعتقد أنه حصل الآن على فرصة مناسبة للقيام بمحاولته.

فتخلى عن داريوس. وأخذ معه سبعة آلاف من رعاياه وجاء إلى الإسكندر. ولما وجده قد بدأ حصار صور قال له أنه أسلم له هؤلاء الرجال الذين خرجوا من الأماكن الخاضعة لسلطته. وقبله بكل سرور لخضوعه له بدلاً من داريوس. فلما استقبله الإسكندر بلطف، تشجع سنبلط وتحدث معه عن أمره الحالي. فقال له: «كان له صهر منسى، وهو أخو يدوع رئيس الكهنة. وأن هناك العديد من أمته معه الآن، الذين كانوا يرغبون في بناء هيكل في الأماكن الخاضعة له: أنه سيكون من مصلحة الملك أن تنقسم قوة اليهود إلى قسمين؛ لكي لا تكون الأمة ذات عقل واحد ومتحدة، وتكون عاجزه عن محاولة للابتكار، لان ذلك مزعجًا للملوك؛ كما حدث سابقًا لملوك أشور».

وعندها أعطى الإسكندر سنبلط الإذن للقيام بذلك. الذي اجتهد كثيرا وبنى الهيكل وجعل منسى كاهنا، وحسب أن يكون لأولاد بناته هذه الكرامة أجرا عظيما. ولكن عندما انتهت الأشهر السبعة من حصار صور، والشهرين من حصار غزة، مات سنبلط. والآن، عندما استولى الإسكندر على غزة، بادر إلى الصعود إلى أورشليم. ولما سمع يدوع رئيس الكهنة، اضطرب وارتعد. لأنه لا يعرف كيف يجب أن يلتقي بالمقدونيين: لأن الملك كان مستاءً من عصيانه السابق.

لذلك أمر أن يتضرع الشعب ويشتركوا معه في تقديم الذبيحة لله الذي سأله أن يحفظ تلك الأمة وينقذهم من الأخطار القادمة عليهم. ولذلك أنذره الله في الحلم، الذي جاءه بعد أن قدم الذبيحة، قائلاً: «ينبغي أن يتشدد ويزين المدينة ويفتح الأبواب. وأن يظهر الباقون بثياب بيضاء. ولكن أن يقابل هو والكهنة الملك بالعادات المناسبة لرتبتهم؛ دون الخوف من أي عواقب سيئة؛ الذي ستمنعها ​​عناية الله.” فلما قام من نومه فرح جداً. وأعلن لجميع التحذيرات التي تلقاها من الله. وفقا للحلم تصرف بشكل كامل؛ وانتظر هكذا مجيء الملك، ولما عرف أنه ليس ببعيد عن المدينة، خرج في موكب مع الكهنة وجمهور المواطنين.

وكان الموكب مهيبًا، وطريقته تختلف عن طرق الأمم الأخرى. ووصل إلى موضع يقال له صفا، إذ رأى الإسكندر الجمع من بعيد بثياب بيض، والكهنة قائمون لابسين بوصًا، ورئيس الكهنة بملابس الأرجوان والقرمز. مع تاجه على رأسه، معه صفيحة ذهبية نقش عليها اسم الله، ذهب له الاسكندر وسجد له؛ وأحاطوا به، فاندهش ملوك سوريا والباقون مما فعله الإسكندر؛ وافترضوا أنه مضطرب في عقله. ومع ذلك، تقدم إليه بارمينيو وحده وسأله: “كيف حدث أنه بينما كان الجميع يعبدونه، كان عليه أن يعبد رئيس كهنة اليهود؟ ”

فأجاب: “أنا لم أسجد له، بل لله الذي أكرمه بكهنوته الأعظم، وعندما صعد إلى الهيكل، قدم ذبيحة لله حسب أمر رئيس الكهنة، وعاملهما بشكل رائع”. رئيس الكهنة والكهنة. ولما عُرض عليه سفر دانيال، الذي أعلن فيه دانيال أن واحدًا من اليونانيين يجب أن يهدم مملكة الفرس، ظن أنه هو نفسه هو الشخص المقصود. وإذ كان حينئذ مسرورا، خرج الإسكندر من أورشليم وذهب إلى السامرة.

 

37- أونيا الأول

ابن يدوع، رئيس كهنة لمدة 40 سنة، وقد ورد في سفر المكابيين الأول 12: 8 أن آريوس والي إسبرطة أرسل إليه رسالة لإقامة علاقات ودية بينه وبين اليهود، فاتفقا على أن يكونا أصدقاء مع بعض، ويقول القمص أنطونيوس فكري إنها كانت معاهدة من أجل التجارة وليس من أجل الدعم العسكري، وقد أخطأ يوسيفوس وذكر أن الملك آريوس أرسل تلك الرسالة إلى أونيا الثالث في الكتاب 12 القسم 10(ثم توفى عمه اونيا، الذي ترك الكهنوت الأعظم لابنه سمعان. وعندما مات أيضًا، أصبح ابنه أونيا ^ خلفًا له في المنصب، وكان له أن أرسل الملك اللكيديموني أريوس سفارة مع خطاب.)

ويؤكد ذلك أيضًا تفسير الأب أنطونيوس فكري في 1 مك 12: 10 (وكان هناك اعتقاد بأن اليهود والإسبرطيين هم أقرباء من نسل إبراهيم. وقد لجأ كثير من اليهود إلى إسبرطة أيام حرق نبوخذنصر، وكان لديهم عادات مماثلة في التطهير واحترام التقاليد، وهذا ما دفع ياسون رئيس الكهنة المنبوذ إلى اللجوء إلى إسبرطة خوفًا من اليهود الذين كانوا يطاردونه (2 مك 5: 9) في الآية (7). ونرى أن أول معاهدة بين الطرفين كانت بين آريوس الأول ملك إسبرطة، وأونيا الأول رئيس كهنة اليهود، منذ قرنين من الزمن.) ولكن الذي ذكره يوسيفوس هو اونيا الثالث، لانه بعد أونيا الثاني جاء ابنه سمعان الثاني، ومن بعده أونيا الثالث.

 

38- سمعان الأول بن أونيا

رئاسة كهنوته (310-291 أو 300-270 ق.م.) مذكور في الاثار اليهودية ليوسيفوس الكتاب11، الفصل 2 (ولما مات أونيا الكاهن الأعظم، صار ابنه سمعان خليفة له. ودعي سمعان العادل)، ذكر في مشنا يوما 69 أ (ولما طلع الفجر قال الإسكندر للسامريين: من هؤلاء الناس القادمون للقائنا؟ قالوا له هؤلاء هم اليهود الذين تمردوا عليك. ولما وصل أنتيباتريس أشرقت الشمس والتقى الفريقان. ولما رأى الإسكندر سمعان هاتصادق أي العادل نزل من مركبته وسجد له. فقال له حراسه: هل ينبغي لملك مهم مثلك أن يسجد لهذا اليهودي؟

قال لهم: أفعل ذلك لأن صورة هذا الرجل “وجهه منتصر أمامي في ساحات قتالي، أي عندما أقاتل أرى صورته وتكون أمامي كعلامة النصر، ولذلك أعلم أن له قدسية عليا. وقال لممثلي الشعب اليهودي: لماذا فعلتم ذلك؟ تعال فقالوا له: هل من الممكن أن الهيكل، البيت الذي نصلي فيه من أجلك ومن أجل عدم تدمير مملكتك، يحاول الأمم أن يخدعوك لهدمه، فنصمت ولا نخبرك؟ فقال لهم: من هؤلاء الذين يريدون أن يهلكوها؟ فقال له اليهود: هؤلاء هم السامريون الواقفون أمامك. فقال لهم: إذا كان الأمر كذلك، فقد أسلموا إلى أيديكم لتتعاملوا معهم كما يحلو لكم)، وهذا مشابه لما ذكره يوسيفوس عن يدوع بن يوحانان.

 

39- العازار بن أونيا

وكان العازار رئيس كهنة من 260 إلى 245 قبل الميلاد، وكان شقيق سمعان الأول، وكان ذلك في أيام الملك بطليموس فيلادلفوس.

 وسأذكر ما جاء في آثار اليهود المجلد 12 الفصل 2 باختصار شديد: كان أمين مكتبة الملك يدعى ديمتريوس، الذي كان مهتمًا بجمع الكتب ذات القيمة للملك، فعرض على الملك أن يضيف نسخة من كتاب اليهود إلى المكتبة، فقال للملك: إن هذا التشريع مملوء حكمة خفية، ولا عيب فيه مطلقًا: لأنه شريعة الله، فأرسل الملك إلى أليعازر يطلب منه أن يرسل له نسخة من الكتاب اليهودي. فأرسل إليه 72 من شيوخ اليهود، فترجموا كتاب اليهود من العبرية إلى اليونانية.

 

40- منسى بن يدوع

أخو أونيا الأول وعم سمعان الأول والعازار، كان رئيس كهنة لمدة خمس سنوات. تولى مهامه خلال الفترة بين ابن أخيه العازار وحفيد أخيه هونيا الثاني. ويختلط أحيانًا مع عمه منسى، الذي كان شقيق يدوع وزوج ابنة سنبلط نيكاسو، والذي أصبح أول كاهن للمعبد السامري على جبل جرزيم، ويؤكد يوسيفوس ذلك في آثار اليهود الكتاب 12 الفصل 4 (لأنه بعد موت العازار تولى عمه منسى الكهنوت، وبعد أن أنهت حياته نال أونيا تلك الكرامة).

 

41- أونيا الثاني ابن سمعان الأول

ذكره يوسيفوس في آثار اليهود الكتاب 12 فصل 4 (كان أونيا هذا صغير النفس محبا للمال كثيرا، ولذلك لم يدفع ضريبة عشرين وزنة من الفضة التي دفعها آباؤه لهؤلاء الملوك من أموالهم) وأثار غضب الملك بطليموس يورجيتيس والد فيلوباتر، فأرسل يورجيتيس سفيرًا إلى أورشليم، واشتكى على أن أونيا لا يدفع ضرائبه، وهدد بأنه إذا لم يستلمها فسوف يستولي على أرضهم، وأرسلوا جنودًا ليسكنوا فيها، فلما سمع اليهود كلمة الملك هذه، ارتبكوا: ولكن كان أونيا طمعًا دنيئًا، حتى أنه لم يخجله شيء من هذا القبيل، إلا في هذه المرحلة يوسف الابن الذكي. لطوبيا وأمه أخت أونيا، نجح في تهدئة الملك بطليموس الثالث.

 

42- سمعان الثاني بن أونيا الثاني

أعاد بناء أسوار أورشليم التي هدمها بطليموس سوتر، وأصلح ما لحق بالهيكل من ضرر، فرفع أساسات فناءها ووسع البئر فيها حتى صار كالبركة، وهكذا فهو سمعان المذكور في سفر يشوع بن سيراخ(50 : 1-3) (سِمْعَانُ بْنُ أُونِيَّا الْكَاهِنُ الأَعْظَمُ رَمَّ الْبَيْتَ فِي حَيَاتِهِ، وَوَثَّقَ الْهَيْكَلَ فِي أَيَّامِهِ، وَأَسَّسَ سَمْكًا مُضَاعَفًا، تَحْصِينًا شَامِخًا حَوْلَ الْهَيْكَلِ، فِي أَيَّامِهِ اسْتُنْبِطَتْ آبَارُ الْمِيَاهِ، وَكَالْبَحْرِ تَنَاهَتْ فِي الْفَيَضَانِ، هُوَ الَّذِي اهْتَمَّ بِشَعْبِهِ لِئَلاَّ يَهْلِكَ، وَحَصَّنَ الْمَدِينَةَ لِئَلاَّ تُفْتَحَ.)

ولكن هناك اراء قالت انه سمعان الأول ابن اونيا الأول، منها القمص تادرس يعقوب ملطى (سمعان البار الذي ذكره يوسيفوس المؤرخ اليهودي، هو بالتأكيد سمعان الأول حيث يقول عنه إنه سمي بالبار نظرًا لورعه وتقواه، هذا ويرجح أن (سمعان البار) المذكور في المشناة، هو سمعان الأول، حيث ورد عنه أنه أحد أعضاء المجمع الكبير، وفي التلمود يظهر باعتباره البطل الذي تدور حوله القصص والأساطير الكثيرة.

وفي الترجمة السريانية المسماه (البشيطة) أي البسيطة، ترد العبارة التالية (ليثبت “السلام” مع سمعان البار 50: 23) كما وردت الآية في بعض المخطوطات الأخرى “سمعان الحكيم”.

ولكن القمص انطونيوس فكري يقول(هنا يكتب عن سمعان بن أونيا الكاهن الأعظم الذي عاصره، ولكنه كان قد مات وقت كتابة هذا الكلام (آية 3). وواضح أنه أحبه محبة خاصة إذ أفرد له إصحاحًا بكامله. فهو قد رآه رؤية العين ورأَى أعماله وقداسته وخدماته لشعبه. وسمعان هو سمعان الثاني ابن أونيا الثاني (220-195ق.م). وقد امتدح المؤرخين سمعان هذا كثيرًا لحكمته وإصلاحاته فهو رمم الهيكل. ورمم سور المدينة)

تقول الموسوعة اليهودية عن ابن سيراخ (يتم الاعتماد على حجة أخرى بشكل شائع. في الفصل الأول. يمدح بن سيراخ رئيس كهنة اسمه سمعان بن اونيا، ويبدو أن هذا المديح هو تعبير عن الإعجاب الذي أثاره الفعل الفعلي. “ولكن كان هناك عدد من رؤساء الكهنة يُسمون سمعان بن أونيا، أحدهم مارس مهامه من 300 إلى 287، وآخر من 226 إلى 199. ويمكن لسمعان بن اونيا المذكور هنا أن يكون فقط ثاني الاسم، وبما أن المقطع يبدو أنه قد كتب بعد وفاة رئيس الكهنة (ل 1-3)، فإن تاريخ تأليفه يتزامن تقريبًا مع الفترة المذكورة أعلاه (190-170). هي في الواقع مجموعة من الأقوال المأثورة المكتوبة في أوقات مختلفة – وهي حقيقة تفسر أيضًا تكرارها وتناقضاتها المتكررة.)

 

43- أونيا الثالث ابن سمعان الثاني

ابن سيمون الثاني. يوصف بأنه رجل تقي، على عكس الهيلينيين، حارب من أجل اليهودية، في (2مك 3: 4) تحمل سلوقس فيلوباتور جميع النفقات المرتبطة بالهيكل وكان صديقًا لليهود. لكن أحد موظفي الهيكل الخائن، سمعان البنياميني، أغرى الملك على القيام بنهب خزانة الهيكل، فأرسل الملك هليودورس لإنجاز هذه المهمة. لم تنجح المحاولة، واغتيل سلوقس وصار إبيفانوس خلفا له (175 قبل الميلاد).

 ثم عرض ياسون، شقيق أونيا، على الملك الجديد اموال أكثر، فحصل على الكهنوت الذي احتفظ به حتى حل محله بالمثل منلاوس، شقيق سمعان البنيامينى (2 مك 4: 23). أرسل ياسون أخاه منلاوس معه المال للملك. فانتهز منلاوس الفرصة وعرض على الملك أن يعطيه ثلاثمائة وزنة من الفضة، بالإضافة إلى ما أعطاه ياسون إذا جعله رئيسًا للكهنة. فطرد ياسون، وحدث له ما فعل بأخيه اونيا، وصار منلاوس رئيسا للكهنة. ولكنه لم يفي بوعده للملك، فاستدعاه الملك فعين أخاه ليسيماكس خلفًا له في الكهنوت الأعظم. ثم قامت ثورة في طرسوس، فذهب الملك أنطيوخس لإخمادها، وعين مكانه أندرونكس أحد كبار الرجال.

فأخذ منلاوس أوانيه الذهبية من الهيكل وسلمها لأندرونكس، ثم أقنع منلاوس أندرونكس سرًا بقتل أونيا. فذهب أندرونكس إلى أونيا وخدعه بتحية ودية ووعود بالسلامة. على الرغم من أن أونيا كان متشككًا، إلا أن أندرونكس استدرجه أخيرًا بعيدًا عن أمان المعبد وقتله على الفور بدم بارد.

 

44- أونيا الرابع

ابن أونيا الثالث، والوريث الشرعي لرؤساء الكهنة الشرعيين، كان لديه سبب للأمل في أن انتصار الحزب الوطني بقيادة يهوذا المكابي سيضعه في منصب آبائه؛ لكنه أصيب بخيبة أمل في توقعاته بانتخاب الكيموس.

ذهب إلى مصر لطلب المساعدة ضد طغيان السلوقيين في بلاط البطالمة، أعدائهم السياسيين. حوالي 154، بإذن من بطليموس السادس (فيلوميتور) بنى في ليونتوبوليس معبدًا، صغير نسبيًا، على طراز هيكل أورشليم، وسمي باسم مؤسسه، وقد ورد ذكره في آثار اليهود كتاب 20، الفصل 10 (ثم إن أنطيوخس المذكور وليسياس قائد جيشه، حرموا أونيا، المسمى أيضًا مينيلاوس، من الكهنوت الأعظم وقتلوه في بيرية

وطردوا الابن [أونيا الثالث] ووضعوا ياكيموس في مكان رئيس الكهنة، وهو من نسل هرون، ولكن ليس من عشيرة أونيا، ولهذا السبب جاء أونيا، وهو ابن أخ أونيا الذي مات، وكان يحمل نفس الاسم مع أبيه، إلى مصر، ودخل في صداقة مع بطليموس فيلوميتور وكليوباترا زوجته، وأقنعهما بأن يجعلاه رئيس كهنة لذلك المعبد الذي بناه لله في ولاية هليوبوليس، وذلك تقليدًا للمعبد الذي في أورشليم).

لا شك أن أونيا توقع أنه بعد تدنيس الهيكل في أورشليم على يد السوريين، سيصبح المعبد المصري هو المعبد الشرعي الوحيد. ولكن لسوء الحظ فإن يهود مصر لم يعطوا الهيكل المقام في مصر نفس مكانة الهيكل في أورشليم، ولم يصبح رئيس كهنة في هيكل أورشليم حتى وفاته.

 

45- ياسون بن سمعان الثاني

شقيق أونيا الثالث ورئيس الكهنة لمدة ثلاث سنوات عندما تولى أنطيوخس الرابع إبيفانيس العرش السلوقي، نجح ياسون الهيليني والطموح في رشوة الحاكم الجديد للكهنوت الأعظم، وبدأ في تحويل القدس إلى مدينة يونانية بها صالة للألعاب الرياضية. تم عزل ياسون بدوره من قبل منلاوس، شقيق سمعان البنياميني المذكور أعلاه، الذي عرض رشوة أكبر للمنصب.

بحسب سفر المكابيين الثاني، “لم يدرك ياسون أن النجاح ضد شعبه هو أسوأ أنواع الفشل. حتى أنه اعتبر نجاحه انتصارًا على الأعداء، وليس هزيمة لشعبه. حاول ياسون السيطرة مرة أخرى على القدس دون جدوى، وبعد إثارة مذبحة ضد سكانها اضطر إلى الفرار إلى عمون، حيث تم سجنه لفترة وجيزة من قبل الحاكم العربي الحارث الأول ملك النبطية، ثم تجول من بلد إلى آخر، ومات هاربًا. في أرض أجنبية. (2 مك 5: 10)

وقد ذكر يوسيفوس في كتابه آثار اليهود الكتاب 12 الفصل 5 أن اسمه يشوع ثم أصبح ياسون (وفي هذا الوقت تقريبًا عند وفاة أونيا الكاهن الأعظم، أعطوا الكهنوت الأعظم ليشوع أخيه: لأن الابن الذي تركه أونيا [أو أونيا الرابع] لم يكن بعد سوى طفل رضيع…. هذا يشوع غير اسمه إلى ياسون).

 

46- منيلاوس

رئيس الكهنة من 171 إلى حوالي 165 قبل الميلاد؛ خليفة ياسون شقيق أونيا الثالث. وتنقسم المصادر إلى أصله. وبحسب سفر المكابيين الثاني (4: 23)، فإنه ينتمي إلى سبط بنيامين، وهو أخو سمعان البنياميني الذي أخبر الملك سلوقس بوجود كنز في الهيكل.

بحسب يوسيفوس (اثاراليهود الكتاب السابع فصل 5)، كان مينيلاوس شقيق أونيا الثالث. وياسون وكان اسمه في البدء أونيا (وأما هذا يسوع أخو أونيا فقد جرده الملك من الكهنوت الأعظم فغضب عليه وأعطاه لأخيه الأصغر الذي اسمه كان أونيا أيضا. لأنه كان لسمعان هؤلاء الأبناء الثلاثة، الذين جاء لكل واحد منهم رئيس الكهنة، كما سبق وأخبرنا القارئ. هذا يسوع غير اسمه إلى ياسون، وأما أونيا فدعي منلاوس)، هذا خطأ لأن منلاوس هو من سبط بنيامين وليس من سبط لاوي.

على الرغم من أن ياسون قد قدم خلال السنوات الثلاث من حبريته العديد من الأدلة على ارتباطه بالحزب الهلنستي، من خلال بناء صالة للألعاب الرياضية في القدس وإدخال العديد من العادات اليونانية – إلا أن الهيلينيين المتحمسين من طابع توبياد خططوا للإطاحة به، حيث اشتبهوا في أنه متحيز لليهودية التقليدية، وعلى رأسهم وقف مينيلاوس، الذي كان يتظاهر بأقصى درجات الاحتقار لدين آبائه، وكان على استعداد لارتكاب أي جريمة من أجل إرضاء طموحه، وبعد إرساله إلى أنطيوخس لدفع الجزية السنوية، انتهز الفرصة للمزايدة على ياسون وتأمين لنفسه منصب رئيس الكهنة.

أرسل أنطيوخس ضابطًا يُدعى سوستراتس مع فرقة من الجنود القبرصيين لإخضاع أي مقاومة قد يحاولها أتباع رئيس الكهنة المخلوع ياسون ولتحصيل المبلغ الذي وعد به مينيلاوس في نفس الوقت، وبقية الأحداث حتى وقد ذكر قتل أونيا الثالث في جزء أونيا الثالث.

وفي هذه الأثناء لم يتخلى ياسون عن ادعاءاته برتبة الكهنوت الأعلى، وبينما كان أنطيوخس (170) يشن حربًا على مصر، نجح في جعل نفسه سيدًا على أورشليم، وفي إجبار مينيلاوس على اللجوء إلى القلعة. اعتبر أنطيوخس هذا الإجراء بمثابة إهانة لجلالته، وبعد أن أجبره الرومان على مغادرة مصر، سار نحو القدس، وذبح سكانها، ونهب الهيكل؛ ويقال في هذا أنه ساعده مينيلاوس.

بحسب المكابيين الثاني، كان مينيلاوس هو الذي أقنع أنطيوخس بإضفاء الصبغة الهيلينية على العبادة اليهودية، وبالتالي أدى إلى انتفاضة اليهود تحت قيادة المكابيين. خلال السنوات الأولى من استعادة العبادة اليهودية، ظل مينيلاوس رئيسًا للكهنة (ولو اسميًا فقط). ويقال أنه تم إعدامه على يد أنطيوخس الخامس (أوباتور) عندما قدم الأخير تنازلات محددة لليهود، والسبب هو أن مينيلاوس، بمشورته الشريرة، كان مسؤولاً بشكل غير مباشر عن التمرد اليهودي، في كتاب اثاراليهودية، الكتاب 20، الفصل 10 (وحينئذ حرم أنطيوخس المذكور وليسياس قائد جيشه أونيا المسمى أيضا منلاوس من الكهنوت الأعظم وقتلاه في بيرية).

 

الهيلينية:

اسم يهودي، وهو تعبير عن تأثير الثقافة اليونانية على الديانة اليهودية، فعندما غزا الإسكندر الأكبر العالم القديم، لم يكن احتلالاً عسكرياً فحسب، بل قام بنشر لغته وثقافته اليونانية في جميع أنحاء العالم التي غزاها، وحاول كبار الكهنة مثل ياسون ومنيلاوس على صبغ الديانة اليهودية بالثقافة اليونانية.

 

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح - توماس رفعت
رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح – توماس رفعت

 

47- يهوذا المكابى

ابن الكاهن متثيا، وبعد وفاة أبيه قاد حرب ضد السريان، عندما دخل الحرب لا بد أنه كان في مقتبل رجولته، في البداية لم يخوض معارك ضارية، بل قام بهجمات ليلية غير متوقعة على القرى والمدن الصغيرة الواقعة على حافة الصحراء، من أجل طرد السوريين، وتدمير مذابح الوثنيين، ومعاقبة الخونة اليهود (1 مك 3: 8).

وكان أنطيوخس في ذلك الوقت محصورًا بين أمرين، أحدهما ألا يغامر بجيش قوي في اليهودية لقربه من مصر، والثاني حربه مع البارثيين، بسبب تمرد حدث هناك، ومن هنا عهد إلى “أبلونيوس” الذي حاربه يهوذا وقضى عليه وأخذ السيف الذي قاتل به كل الأيام (1 مك 3: 12)، ثم عهد بالجيش إلى ليسياس لكي يحارب اليهود، وكان من قادة ليسياس نكانور وجرجياس وبطليموس بن دوريمان، لكن يهوذا المكابي استطاع أن يحقق انتصارات كثيرة من خلال الهجمات الليلية، التي حقق من خلالها الكثير من الغنائم والمكاسب

وكان الطريق أمام المكابيين للاستيلاء على القدس عبر “عمواس”. ففعلوا ذلك، وتراجع منلاوس (رئيس الكهنة الموالي للسلوقيين) أمامه. فدخلوا أورشليم واستولوا على كل شيء ما عدا حصن عكرا (1مك 3: 10، 18)، ثم هدم الأتقياء هياكل الأصنام وختنوا الأطفال عنوة وأعادوا للهيكل سلطان الناموس (1 مك 2: 43-48) وبعد ذلك طهّروا الهيكل من المذابح الوثنية وآثارها، وهو ما سمي “عيد التجديد” وأصبح أحد الأعياد القومية عند اليهود، ووكان يطلق عليه أيضًا “حانوكا” أو “الأضواء”.

ويحتفلون به لمدة ثمانية أيام تبدأ في 25 ديسمبر من كل عام. وبذلك أنهوا ثلاث سنوات من تدنيس الهيكل. يشير إلى ذلك دانيال النبي، معتبرًا أن هذه كانت بداية توقف الذبيحة الدائمة وترميم الهيكل، وهي “1290 يومًا” ثلاث سنوات ونصف، ثم استئناف الذبيحة بعد 45 يومًا “أى” شهرًا ونصف» (دانيال 12: 12)، هذا مذكور في آثار اليهود، الكتاب 12، الفصل 5 ((ولما كان قواد جيوش أنطيوخس يتعرضون للضرب المتكرر، جمع يهوذا الشعب وقال لهم: «بعد هذه الانتصارات الكثيرة التي أعطاهم إياها الله، ينبغي عليهم أن يصعدوا إلى أورشليم ويطهروا الهيكل، ويطهروا الهيكل»).

“ولكن لما جاء هو وكل الجمهور إلى أورشليم، وجد الهيكل مهجورًا، وأبوابه محترقة، ونباتًا ينمو في الهيكل من تلقاء أنفسهم بسبب تركه”. وأخذ يندب هو ومن معه واضطربوا عند منظر الهيكل فاختار بعض جنوده وأمرهم بمحاربة الحراس الذين في القلعة حتى ينتقم.

“طهروا الهيكل. فلما طهره بعناية وأتى بآنية جديدة، المنارة والمائدة والمذبح المصنوعة من ذهب، علق المذبح” وستائر على الأبواب، وأضاف إليها أبوابا، وأنزل المذبح وبنى حجارة جديدة جمعها، لا من تلك المنحوتة بأدوات الحديد. وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو، الذي يسميه المكدونيون أبليوس، أوقدوا السرج التي على المنارة. وأصعدوا البخور على المذبح [البخور] ووضعوا الأرغفة على المائدة [خبز الوجوه] وأصعدوا محرقات على المذبح الجديد [للمحرقة.] وسقط هكذا تم عمل هذه الأمور على في نفس اليوم الذي سقطت فيه عبادتهم الإلهية، وتحولت إلى استخدام دنيوي وشائع، بعد ثلاث سنوات.

فحدث أن خراب الهيكل على يد أنطيوخس، ودام ذلك ثلاث سنوات، لأن هذا الخراب حدث للهيكل في السنة المئة والخامسة والأربعين. في اليوم الخامس والعشرين من شهر أبليوس؛ وفي الأولمبياد الثالث والخمسين بعد المائة. وفي الاولمبياد المئة والرابع والخمسين. وحدث هذا الخراب حسب نبوة دانيال التي قيلت قبل ذلك باربع مئة وثماني سنين. لأنه أعلن أن المقدونيين سيبطلون تلك العبادة،)، إلا أن ليسياس استطاع أن ينتصر على اليهود ويحاصرهم، لكن أخبار التمرد في أنطاكية جعلته يفضل عقد معاهدة سلام مع اليهود، يلغي بموجبها كل الشرائع المخالفة للشريعة والطقوس. وتقرر أيضًا عزل مينيلاوس من رئاسة الكهنوت وتعيين ألكيمس (ألياقيم) مكانه، كما وعد بالعفو عن يهوذا ورجاله، وخرج ليسياس من أورشليم.

متوجهاً إلى سوريا وأسوار القدس سويت بالأرض. وفي نفس العام توفي أنطيوخس في بلاد فارس وهو يسعى لجمع الأموال وخزائن البلاد لسداد الدين الضخم الذي تركه والده أنطيوخس الثالث. ثم ملك مكانه أنطيوخس الخامس (164-162 ق. م)، وكانت أيامه هادئة.

أما ألكيمس رئيس الكهنة فقبض على كثيرين من الحسيدين وقتلهم، ثم اندلعت الحرب الأهلية بين اليهود الهيلينيين وأولئك المتدينين. خاف الكيمس وهرب إلى سوريا للحصول على مساعدة عسكرية. وعندما عاد لمحاربة اليهود، هاجم الجيش السورى أولاً بقيادة نكانور. وانهزم الجيش وقتل نكانور على يد يهوذا. المكابي وجماعته (1 مك 7: 39).

فأرسل ديمتريوس الملك الذي خلف أنطيوكس الخامس بكيديس وألكيمس إلى أورشليم، فنزلا إلى بئروت في عشرين ألف راجل وألف فارس. وكان مع يهوذا ثلاثة آلاف رجل. وخافوا من جيش العدو الكبير، فانسحب منهم كثيرون، ولم يبق مع يهوذا إلا ثمانمائة. إلا أن يهوذا التحم مع السلوقيين في المعركة، ورغم أنه انتصر على الجيش السوري في معركة بيروت، إلا أنه قُتل في تلك المعركة، وبموته انتهت المرحلة الأولى من صراع المكابين، وقد حاول يهوذا خلال حياته عقد معاهدة سلام مع الرومان، لكنه لم يستفد منها. شيء منذ وفاته قبل عودة رسله.

هل كان يهوذا المكابي كاهن أعظم (أي رئيس كهنة)؟

ذكرت الموسوعة اليهودية عدة آراء منها أن يهوذا المكابي كان رئيسًا للكهنة بعد وفاة الكيمس (آثار اليهود كتاب 12 الفصل 10)، لكن يهوذا المكابي مات في رئاسة الكيمس، وذكرت رأي يوسيفوس في (آثار اليهود، الكتاب 20، الفصل 10، أنه مرت سبع سنوات على وفاة الكيمس لم يعين فيها رئيس كهنة، وهذان الرأيان يتعارضان، ولكن ذكر رأي ثالث، وهو أن يهوذا المكابي أصبح رئيس كهنة بعد تجديد الهيكل (165-162)، أي لمدة ثلاث سنوات قبل تعيين الكيمس، أي أنه أزاح مينيلاوس وأخذ مكانه، ولكن ذكر أيضًا عن مينيلاوس أنه كان رئيس كهنته من 171 ق.م إلى 161 ق.م،

أي أنه لم يعتبر يهوذا المكابي رئيسًا للكهنة، لكن من المحتمل أنه بعد تجديد الهيكل منع يهوذا المكابي مينيلاوس من ممارسة مهامه، وأصبح مينيلاوس رئيسًا للكهنة مجرد لقب، لأنه تم تعيينه من قبل السلوقيين، لكنه في الواقع لم يمارس مهامه. بل قام يهوذا بهذه الواجبات.

 

48- الكيمس 162 – 159 ق.م

زعيم الهيلينيين المناهضين للقومية في القدس، تحت قيادة ديمتريوس الأول سوتر من سوريا؛ ولد حوالي عام 200 قبل الميلاد؛ توفي في القدس 160 قبل الميلاد، وكان من عائلة كهنوتية (1 مك 7: 14)، ونتيجة للحركة الوطنية تحت حكم الحشمونيين، والنجاحات العسكرية ليهوذا المكابي (164-163)، فقد الحزب نفوذه وتم طرده جزئيًا من اورشليم.

 مباشرة بعد اعتلاء ديمتريوس العرش، قدم ألكيمس نفسه على أنه مؤيد لسلطة سوريا المعرضة للخطر في يهودا، وطلب معاقبة يهوذا المكابي، عهد ديمتريوس إلى بكيديس، والي كولي سوريا، بهذه المهمة، وأرسله لينصب ألكيموس في منصب رئيس الكهنة، وهو موضوع طموحه، وفي اليهودية، وبسبب رتبته الكهنوتية، حصل ألكيموس على ثقة الكتبة والأتقياء (الأسيديين)، الذين اعترضوا على الصراع على مبادئ عامة، ولذلك طلبوا منه إحلال السلام، مع أنه وعدهم بالسلام، فقتل ستين من رجالهم وقتلهم، فثار عليه يهوذا المكابي، ولما رأى أن قوة يهوذا المكابي تتزايد هرب إلى سوريا وطلب المساعدة، فأرسلوا معه نكانور لمحاربة يهوذا المكابي، وانتصر يهوذا في النهاية. ثم أرسل بكيديس الملك الذي حارب يهوذا، ومات يهوذا في تلك المعركة.

أمر ألكيمس بهدم جدار الفناء الداخلي للمعبد، ولكن بمجرد بدء العمل أصيب بسكتة دماغية أصابته بالشلل وسرعان ما مات في عذاب شديد وهذا مذكور في آثار اليهود، الكتاب 20، الفصل 10 (ولكن الآن بصفته رئيس الكهنة ألكيموس، كان عازمًا على هدم جدار الهيكل الذي كان موجودًا هناك منذ زمن طويل، والذي بناه الأنبياء القديسون، فضربه الله فجأة وسقط أرضًا، وهذه الضربة جعلته يسقط على الأرض عاجزًا عن الكلام؛ وعذب أياما كثيرة ومات بعد أن كان رئيسا للكهنة أربع سنوات.)

 

انتر كاسيردوتيوم 159 قبل الميلاد – 152 قبل الميلاد

كلمة لاتينية تعني بين الكهنوت، هذه الفترة بين وفاة الكيموس وتعيين يوناثان المكابي قدّرها يوسيفوس بـ 7 سنوات في آثار اليهود، الكتاب 20، الفصل 10 (ولم يكن أحد خلفه: بل وبقيت المدينة سبع سنوات بدون رئيس كهنة، ولكن بعد ذلك قامت أجيال أبناء أسامونيوس، الذين كانت لهم حكومة الأمة، عندما هزموا المقدونيين في الحرب، بتعيين يوناثان ليكون رئيس كهنتهم). وذكر في آثار اليهود الكتاب 12 الفصل 10 (لما كان رئيسا للكهنة أربع سنوات. ولما مات، أعطى الشعب يهوذا الكهنوت الأعظم)، وهذا افتراض غير صحيح لأن يهوذا المكابي مات في الأيام كهنوت الكيمس.

هناك رأي غريب يقول أنه في تلك الفترة كان رئيس الكهنة يُدعى معلّم البر، والعجيب أن معلّم البر كان يُذكر في مخطوطات البحر الميت ويُدعى الكاهن، ودائماً في العهد القديم عندما تُستخدم أداة التعريف مع كلمة كاهن، فهي تشير إلى رئيس الكهنة في 4Q171

(في تفسيره هذا يتعلق بالكاهن معلم البر الذي اختاره الله ليقف أمامه، لأنه أقامه ليبني لنفسه جماعة) وقد ورد ذكره في وثيقة دمشق وهي إحدى مخطوطات البحر الميت ايضا

(وفي عصر الغضب، بعد أن أسلمهم ليد نبوخذنصر ملك بابل بثلاث مئة وتسعين سنة، افتقدهم، وأنبت من إسرائيل أصل نبات وهرون ليرث أرضه ويزدهر في أرضه. وخيرات أرضه. فشعروا بإثمهم وأدركوا أنهم مذنبون، لكنهم ظلوا لمدة عشرين سنة مثل عمي يتلمسون الطريق.

فلاحظ الله أعمالهم، أنهم طلبوه بكل القلب، فأقام لهم معلمًا للبر، ليهديهم طريق قلبه)، ومن المعروف أن سبي نبوخذنصر تم عام 586 ق.م، وإذا طرحنا 390 سنة ثم الـ 20 سنة التي ذكرت في الوثيقة أنهم كانوا كالعميان نجد أن التاريخ أصبح 176 ق.م، والفترة غير المعروفة كان بين 159 قبل الميلاد و152 قبل الميلاد، وهو ليس ببعيد عن 176 قبل الميلاد. ومن الممكن أن يكون هذا الشخص قد ظهر في البداية كمعلم ثم أصبح بعد ذلك رئيس كهنة. وهذا رأي شخصي بناءً على ما جاء في وثيقة دمشق: الرب بعد 390 سنة ثم 20 سنة عين لهم معلماً للبر ولم يذكر كاهناً. وربما أصبح كاهناً فيما بعد. وبشكل عام، هذه كلها افتراضات، ولا تزال تلك الفترة مجهولة.

 

سلالة الحشمونيين

عائلة كهنوتية مشهورة من مودين في اليهودية، وهم من نسل يهوياريب (1 مك 2: 1)، وكان يهوياريب رئيسًا لإحدى فرق الكهنة، وفي أيام داود انقسم الكهنة إلى أربع وعشرين فرقة، المجموعة الأولى كانت يهوياريب، وهذا هو جد الحشمونيين، أو المكابيين، قاد الحشمونيون التمرد ضد المملكة السلوقية، وكان سبب التمرد هو أنه عندما حاول أنطيوخس الرابع (إبيفانوس) فرض الهيلينية على المجتمع اليهودي الأرثوذكسي، واجه ثورة، رفض الكاهن المسن مثتيا وأبناؤه تقديم الذبائح على المذابح الوثنية، وانخرطوا في حرب عصابات مع الحكام السلوقيين من أجل الحصول على استقلال الأمة اليهودية، وقد جمع الحشمونيون بين السلطة المدنية والدينية، إذ كانوا رؤساء كهنة وملوكًا على يهوذا، كل شخص شغل منصب الكهنوت الأعظم كان ملكًا على يهوذا.

 

49- يوناثان المكابيين (153-143 ق.م)

(معناه الرب أعطى) ابن متثيا؛ زعيم اليهود في حروب المكابيين من 161 إلى 143 ق.م. ويُدعى أيضًا “أفوس” “الدبلوماسي” في إشارة إلى سمة بارزة فيه؛ (1 مك 2: 5) وكان يوناثان قد شارك مع أخيه يهوذا في المعارك ضد الأراميين الذين كانوا تحت قيادة بكيديس والي البلاد.

وبعد عامين من وفاة يهوذا، استعاد المتمردون قوتهم، فطلب اليهود الهيلنيون المساعدة من بكيديس، فأتى ودخل في حروب مع يوناثان، لكنه في النهاية عقد صلحًا مع يوناثان وأخيه سمعان، وهذا واستمرت خمس سنوات، خسر خلالها اليهود الهيلنيين قوتهم (1 مك 9: 23-31، 57-73).

كان يوناثان يميل إلى الدبلوماسية أكثر من السلاح، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً، لأنه عندما اندلعت الحرب بين ديمتريوس، حاكم سوريا، وألكسندر بالاس المطالب بعرش سوريا، وقف جوناثان إلى جانب الإسكندر، خاصة أن ديمتريوس حاول عدة مرات سابقة تدمير قوات جوناثان، وعقد الأخير اتفاقيات مع إسبرطة وروما، وقبل نهاية الحرب، أصبح يوناثان رئيسًا للكهنة وحاكمًا على اليهودية (1 مك 10: 1-50)،

عندما حاول ديمتريوس الثاني ابن ديمتريوس الأول استعادة عرش سوريا بعد أبيه الذي قُتل في معركته مع إسكندر بالاس، فهزمه يوناثان، فكافأ الإسكندر بالاس بإضافة أراضٍ جديدة له (1 مك 10: 88، 89)، وعندما مات الإسكندر وانتقل عرش سوريا إلى ديمتريوس، ظن اليهود اليونانيون أنهم قد وجدوا فرصتهم، فأرسلوا ديمتريوس ليخلصهم من حكم يوناثان، لكن الملك صالحه وأعطاه ثلاث مدن جديدة.

ثم سرح ديمتريوس جيشه، كل واحد إلى مكانه، فانقلب عليه الجيش والشعب. لان رواتب الجيش كانت تعيش منها عائلات الجنود، لكنه أصبح مشغولاً بحياة الترفيه وأراد المال بدلاً من إنفاقه على جيشه، ولم يترك ديمتريوس إلا المرتزقة من كريت، فحدث ثوره على ديمتريوس، لكن يوناثان دعم ديمتريوس وقتل مع جنوده 100 ألف متمرد (وهؤلاء كانوا أناسًا عاديين لم يتدربوا على الحرب)، لكن ديمتريوس عاد وانقلب عليه (1 مك 11: 38-53).

ثم جاء تريفون الذي كان من عبيد ديمتريوس الثاني، ولما ثارت عليه الجيوش ذهب وأتى بالشاب أنطيوخس ابن ألكسندر بالاس وملكه على كرسي ديمتريوس. فأرسل أنطيوخس إلى يوناثان يعده أنه يبقيه في منصب الكهنوت الأعظم، ويوكله على أربع مدن جديدة (1 مك 11: 57)، إن تحالف معه فتحالف معه، وحارب ديمتريوس، ولما أراد تريفون أن يقتل أنطيوخس ليستولي على عرشه، خاف من حليفه يوناثان، فذهب لمحاربته وخاف من انتصارات يوناثان وأخيه سمعان. خدع تريفون يوناثان البطل العظيم وأسره ثم قتله سنة 143 ق.م ((اعتمدت هنا على الكتاب المقدس وتفسير الأب أنطونيوس فكري وكتاب مقدمة أسفار المكابيين للأنبا مكاريوس الأسقف العام).

 

50- سمعان المكابي (142-134 ق.م)

الأمير الحشمونائيم ورئيس الكهنة؛ توفي عام 135 قبل الميلاد؛ الابن الثاني لمتثيا. (في 1 مك 2: 3) يُدعى طسي. وأثنى عليه والده عند وفاته ووصفه بأنه رجل ناصح، وحث إخوته الأربعة على الالتفات إلى نصيحته، برر سمعان تقدير أبيه له، وأثبت أنه حكيم وحذر بشكل موحد، حتى خلال حياة إخوته يهوذا ويوناثان، لعب سمعان دورًا بارزًا في حرب التحرير التي شُنت ضد السوريين، فقد ساعد اليهود المضطهدين في الجليل؛ انتقم بالاشتراك مع يوناثان لموت أخيه يوحنا. وحارب بكيديس بنجاح (1 مك 5: 17، 23؛ 9: 37-42، 65-68).

صد تقدم الخائن تريفون الذي كان يحاول دخول البلاد والاستيلاء على عرش سوريا، وبما أن تريفون لم يستطع أن يحصل على أي شيء بالقوة، فقد طلب بمكر فدية عن يوناثان وتسليم أبناء يوناثان كرهائن، ومع أن سمعان كان يعلم تمامًا أن تريفون سيخدعه، إلا أنه استجاب لكلا الطلبين، حتى يرى الشعب أنه فعل كل ما في وسعه من أجل أخيه، ومع ذلك، اغتيل جوناثان غدرًا، ولم تتم إعادة الرهائن، وهكذا أصبح سمعان القائد الوحيد للشعب، لقد دفن رفات جوناثان بشرف في مودين، حيث أقام بعد ذلك نصبًا تذكاريًا له.

ولما كان سمعان معارضًا لتريفون، فقد كان لديه كل الأسباب للانحياز إلى ديمتريوس الثاني، الذي أرسل إليه وفدًا يطلب إعفاء البلاد من الضرائب، وحقيقة أن طلبه قد تمت الموافقة عليه يعني الاعتراف بالاستقلال السياسي ليهوذا. “وهكذا انتزع نير الوثنيين من إسرائيل في السنة المئة والسبعين” من العصر السلوقي (143-142 ق.م)(1 مك 13: 41، 42)، وكتبوا على وثائقهم وعقودهم: “السنة الأولى” لسمعان رئيس الكهنة العظيم وقائد اليهود ومحافظهم.

كان سمعان لا يزال يواجه مهمة تأمين منصبه في البلاد، لذلك حاصر مدينة جازر القديمة والقوية واستولى عليها، وبعد ذلك طرد السكان الوثنيين، وأزال الأصنام من المنازل، وطهر المدينة، و”أقام هناك رجالًا يحفظون الناموس” (1مك13 43-48)، ثم هاجم آخر حصن للآراميين في اليهودية، عكرا أورشليم، الذي استولى عليه في اليوم 23 من الشهر الثاني سنة 142 ق.م، ودخله اليهود وهم يرددون تسابيح الشكر على الصوت. ذات قيثارات وحاملة سعف النخل (1 مك 13: 49-52)، تم فرض عقوبة مستحقة على الهيلينيين، سواء في العاصمة أو في جميع أنحاء البلاد.

وفي أيامه حاول أنطيوخس السابع (خليفة ديمتريوس الثاني) سلب اليهود البلاد التي استولوا عليها خارج حدودهم، لكن جيشًا يهوديًا بقيادة ابني سمعان هزمه، فهدأت الأمور واستقرت الأمور. وانتهت حياة سمعان عندما قتله زوج ابنته هو واثنين من أولاده طالبًا أن يأخذ مكانه، بينما استطاع ابنه يوحنا أن يهرب ليعود ويأخذ مكانه في الولاية والكهنوت تحت اسم “يوحنا هرقانس”.

إن التقدير الكبير الذي كان يحظى به سمعان من قبل القوى الأجنبية دفع الشعب إلى إظهار تقديرهم له، وفي 18 إيلول 141 ق.م، اجتمع مجلس الكهنة والشعب ورؤساء الشعب وشيوخ الأرض وقرر أن يكون سمعان هو رئيس الكهنة، ورئيس طائفة اليهود، “إلى الأبد إلى أن يقوم نبي أمين” (1مك 14: 41)، ربما قصدوا بهذه العبارة الإشارة إلى أن الوقت سيأتي عندما يظهر روح النبوة مرة أخرى في إسرائيل، مما يمكنهم من تعلم مشيئة الله؛ أو ربما قصدوا التعبير عن اقتناعهم بأن النبي إيليا سيعلن عن المسيح الذي ينتمي إلى بيت داود(هذا التفسير موجود في الموسوعة اليهودية).

 

51- يوحنا هيركانيوس الأول (134 – 104 ق.م)

الكاهن الاكبر؛ أمير عائلة الحشمونائيم؛ ولد حوالي 175؛ توفي سنة 104، وكان حاكماً حكيماً عادلاً ومحارباً ماهراً.

 أُطلق على يوحنا لقب “هيركانيوس”، وهذا اللقب لم يذكر في الكتاب المقدس، لكن يوسيفوس ذكره كتاب الآثار 13، الفصل 11 مقطع 1، يوسيفوس لم يذكر سبب هذا الاسم، لكن الموسوعة اليهودية تقول (وقد تميز في شبابه كجنرال في الحرب ضد الجنرال السوري سنديباوس الذي هزمه، وقد أطلق على يوحنا لقب “هيركانوس” بسبب هذا النصر).

عملة نحاسية من هيركانوس. الوجه: —”يوحنا رئيس الكهنة و”مجلس شيوخ” اليهود”.

وكان الخطر الأكبر هدد هركانيوس عندما زحف الملك السوري أنطيوخس سيدتس على أورشليم بجيش كبير وحاصرها، وانتهى الحصار بمعاهدة سلام، وهي دفع جزية لبعض المدن التي كانت سورية في الأصل ثم أصبحت تحت حكم المملكة اليهودية، مثل يافا. وكانت الجزية كبيرة، 500 وزنة من الفضة، وكان عليه أن يدفع 300 دفعة واحدة، حتى قيل إنه دفعها من الكنز الموجود في قبر الملك داود.

ولكي يتخلص يوحنا من سيطرة الحكومة السلوقية ويوسع مملكته، لجأ إلى عقد اتفاقية مع روما عام 130 قبل الميلاد.

ثم استولى على مدن الشام مثل بيريا (حلب)، ثم قلعة مادبا على نهر الأردن، ثم بلدة سمايا (سميجة) على بحر الجليل، ثم احتل شكيم التابعة للسامرة، هدم الهيكل الذي بني على جبل جرزيم، ثم أخضع بني آدوم تحت سلطانه وأرشدهم، بالقوة والإكراه على اعتناق اليهودية والخضوع للختان.

 هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها تحول قسري في التاريخ اليهودي. وفي هذا سمح هركانيوس لغيرته على اليهود أن تدفعه إلى اتخاذ خطوة ألحقت به الأذى فيما بعد؛ لأن الأدوميين كانوا ينتمون إلى عشيرة الهيرودسيين الذين كانوا سيهلكون الحشمونيين.

أعاد هيركانيوس تحصين أسوار القدس، وضمن استقلال يهودا، ورفعها إلى مستوى الدول المجاورة. خلال فترة حكمه، أصبحت الطوائف الدينية المختلفة في البلاد – الفريسيون والصدوقيون والأسينيون – راسخة. بقي هركانيوس، الذي كان تلميذًا للفريسيين، لفترة طويلة مخلصًا مخلصًا للفريسيين، على الرغم من أنه كان له أصدقاء أيضًا من الصدوقيين. أظهرت العديد من مراسيمه الدينية تعاطفه مع الفريسيين.

ثم حدث خلاف بينه وبين الفريسيين، فانضم هركانيوس إلى الصدوقيين دون أن يضطهد الفريسيين، كما يؤكد البعض. لقد علق القواعد الفريسية، وجعل قوانين الصدوقيين هي المعيار لتفسير الشريعة.

كتب يوسيفوس أن هركانيوس “مُنح ثلاث مواهب إلهية – القوة الزمنية، وكرامة رئيس الكهنة، وموهبة النبوة، وتوفي بعد حكم دام ثلاثين عامًا. وأنهى موته قوة المملكة اليهودية الشابة.

 

52-أرستوبولوس الأول (يُدعى يهوذا بالعبرية) (104-103 ق.م)

(يعنى مستشار جيد) ملك يهودا، الابن الأكبر ليوحنا هيركانوس؛ ولد حوالي عام 140 قبل الميلاد؛ توفي سنة 104. خلف أباه في رئاسة الكهنة، وقد ورد ذكره في آثار اليهود الكتاب 13 الفصل 11 (ولما مات أبوهم هركانيوس، أراد الابن الأكبر أرستوبولس أن يحول الحكومة إلى مملكة؛ ولأنه عزم على ذلك؛ وضع أولًا إكليلًا على رأسه، بعد أربعمائة وواحد وثمانين سنة وثلاثة أشهر، بعد أن تحرر الشعب من العبودية البابلية، وعادوا إلى وطنهم مرة أخرى.) بينما كانت والدته، بإرادة أبيه، تحكم كملكة، مباشرة بعد وفاة والده، ألقى أريستوبولوس والدته في السجن، حيث ماتت جوعا؛ ولتأمين نفسه من أي خطر آخر من عائلته قام بسجن اثنين من إخوته وقتل الثالث. ويقال إنه وثق بالأخير في البداية، لكنه سرعان ما انقلب عليه.

ثم تستمر الموسوعة اليهودية وتقول (لم يكتف أرستوبولس بمجرد لقب الملك، بل سعى في فترة حكمه الوجيزة إلى إثبات أهليته لمنصبه، فشن حربًا على إيطورية، وأخضع قسمًا كبيرًا من الشعب وسعى إلى تحويلهم إلى اليهودية، وأجبرهم على الختان. وهذه الحقيقة، التي استمدها يوسيفوس من تيموجينس، وهو كاتب وثني، لا تقبل أي شك، على الرغم من أنه من غير المعروف بالضبط ما هي أراضي الإيطوريين التي غزاها أريستوبولوس لليهودية).

ويقول الأسقف مقاريوس الأسقف العام في كتابه مقدمة في أسفار المكابين (وفي سنة حكمه حقق بعض التوسعات، وقام بتحويل الجليليين بالقوة إلى اليهودية، مما يوضح أن إيطورية هي مدينة من الجليل)، ولكن إيطورية هذه في الواقع مدينة في الجليل، وكان فيلبس، أخو هيرودس، في أيام الرب يسوع المسيح رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس (لوقا 3: 1).

وقيل إن يهوذا أصيب بالندم الشديد على وفاة أخيه وأمه على يديه حتى مات حزنًا. كان متزوجًا من (سالومي ألكسندرا)، التي تزوجت لاحقًا من شقيقه الأصغر ياناي ألكسندر.

 

53-الإسكندر جانيوس (103-76 ق.م)

ملك يهودا. ولد حوالي 126 ق.م.؛ توفي 76 قبل الميلاد، وهو الابن الثالث ليوحنا هركانيوس من زوجته الثانية، وتولى العرش سنة 102 ق.م، لقد عومل دائمًا معاملة سيئة بأمر من والده، مما أدى إلى تعزيز هيبة الوريث الواضح، أريستوبولوس الأول.

وعندما أصبح أريستوبولوس ملكًا، رأى أنه من الضروري لسلامته أن يسجن أخيه غير الشقيق؛ وكانت ملكته سالومي هي أول من أطلق سراحه، توفي أريستوبولوس بعد حكم دام عامًا واحدًا، وكان للإسكندر، باعتباره الأخ الأكبر على قيد الحياة، الحق ليس فقط في العرش ولكن أيضًا في سالومي، أرملة أخيه المتوفى، الذي مات بدون أطفال؛ وعلى الرغم من أنها كانت أكبر منه بثلاثة عشر عامًا، فقد تزوجها. وبما أن كرامة رئيس الكهنة، وفقًا للمفاهيم الفريسية، لم تكن وراثية، فلا يمكن لابن رئيس الكهنة المتوفى أن يطالب بحق الخلافة.

وهناك رأي آخر يقول أن سالومي لم تكن أرملة أرستوبولس، لأن حاخامات اليهود منعوا رئيس الكهنة من الزواج بزوجة أخيه المتوفى، معتمدين على تفسيرهم للنص الوارد في لاويين 21: 6 (مُقَدَّسِينَ يَكُونُونَ لإِلهِهِمْ)، إلى جانب التلمود (يوفاموت 20 ب) يعتبر تحريم زواج الكاهن الاعظم من زواج أخيه باعتباره وصفة لاحقة للحاخامات، باعتباره “وقائيًا” ربما لم يتم النظر فيه نظريًا في زمن الإسكندر، لكن من المؤكد أن الصدوقيون، الملتزمون بالمفهوم الحرفي للقانون (لاويين 21: 13)، اعتبروا زواج السلفة غير قابل للتطبيق في حالة رئيس الكهنة؛ لذا فإن أول عمل علني لهذا الملك الجديد – زواج أرملة أخيه – كان ذا نزعة مناهضة للصدوقيين، ولكن في بداية حكمه لم يكن لدى الإسكندر الوقت الكافي ليشغل نفسه بأمور ذات أهمية سياسية داخلية.

هذا شرح الموسوعة اليهوديه ولكنى ساضيف رأى خاص وهو ان رئيس الكهنة لا يقدر ان يتزوج ارمله في العموم، وليست ارمله اخيه المتوفى فقط، بل عليه ان يتزوج عذراء، و لم يذكر في اي موضع انه ممكن ان ياخذ ارمله اخيه، مما يدل انه يجب ان يتزوج من عذراء فقط، وهذا مذكور في لاويين 21: 13- 14 (أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً.) تتابع الموسوعة اليهوديه وتقول :كان الهدف الرئيسي للإسكندر هو جعل يهوذا عظيمة وقوية، و لهذا كرس حياته وكانت حملته الأولى على مدينة بطليموس (عكا)

فأعد بطليموس لاثوروس حاكم قبرص جيشًا لمحاربته.في أعمال يوسيفوس (من كتاب بشان الحرب 1 الفصل 4، مقطع 2) (وحدث أن معركة وقعت بينه وبين بطليموس الذي يقال له لاثيروس، الذي استولى على مدينة أسوشيس، وقد قتل بالفعل عددًا كبيرًا من أعدائه، ولكن النصر كان لصالح بطليموس، ولكن بطليموس هذا تم مطاردته بواسطه امه كليوباترا وانسحب إلى مصر، حاصر الإسكندر جدارا واستولى عليها؛ كما فعل أيضًا في أماثوس، التي كانت أقوى القلاع التي كانت حول الأردن، وكانت فيها أثمن ممتلكات ثيودوروس بن زينون.

فتقدم ثيودوروس نحوه وأخذ ما كان له وأمتعة الملك وقتل عشرة آلاف من اليهود، لكن الإسكندر استعاد هذه الضربة، ووجه قوته نحو الأجزاء البحرية، واستولى على رافيا وغزة وأنثيدون أيضًا، والتي أطلق عليها الملك هيرودس فيما بعد اسم أغريبياس).

ساذكر باختصار بعض الاحداث في اثار اليهود ليويسفوس كتاب 13 فصل 13، والموسوعه اليهوديه ((ولما هو واقف عند المذبح ليقدم ذبيحته، ثار عليه الفريسيون ورجموا الملك بالأترج (ثمرة تشبه الليمون الكبير، ولحمها أقل حموضة وقشرتها سميكة طيبة الرائحة)، ولعنوه، قائلاً: “يا ابن الأسير”، لأن من عادة عيد المظال أن يُعطى لكل فرد من الشعب سعفة وأترج واحدة، فغضب عليهم وقتل ستة آلاف نفس، لكن ولم ينته الأمر هنا، فعندما عاد من حملة فاشلة ضد عوبيداس ملك العرب، وجد شعبه، بتحريض من الفريسيين، مسلحين ومصطفين ضده، ولمدة ست سنوات بعد ذلك سادت حالة حرب فعلية بين الشعب والقوات الملكية، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 50 ألف يهودي.)).

عندما أدرك الإسكندر أخيرًا عجزه، سعى إلى السلام مع الفريسيين، ولكنه تم الرد عليه بإجابة واحده وهى أن الشرط الأول والوحيد للسلام الدائم هو موته، فأرسلوا إلى الحاكم السلوقي ديمتريوس الثالث وطلبوا منه القتال ضد ملكهم، وبدا لهم أن حكم الأجنبي، مع حرية ممارسة شعائرهم الدينية، أقل شرًا من الاستقلال في ظل حاكم صدوقي، إلا أنه ثبت أن الشعور القومي أقوى من الشعور الديني عند الفريسيين، أو على الأقل ومن ذوي الميول الفريسية، إذ حدثت حرب بين الإسكندر وديمتريوس قرب شكيم، فترك الفريسيون ديمتريوس وانحازوا إلى الإسكندر، فرحل ديمتريوس، وبدلا من أن يعقد الإسكندر معهم معاهدات، أمر سلام بتسمير 800 منهم وأولادهم وقتلت النساء أمام أعينهم، وهرب الباقون إلى مصر وسوريا.

انتهت حياته بسبب السكر الذي أدمن عليه، مما أدى إلى إصابته بحمى مستمرة، مما أضعف قواه وجعل السنوات الثلاث الأخيرة من حياته مليئة بالمعاناة، ومع ذلك، فقد واصل مغامراته الحربية حتى حصار مدينة رجبة المحصنة، واستسلم لمرضه عن عمر يناهز الحادية والخمسين، في عام 78 قبل الميلاد،

وكانت زوجته سالومي حاضرة عند وفاته، وبموجب وصيته الأخيرة ووصيته السياسية – كما روى يوسيفوس والحاخامات – عهد إليها بزمام الحكم، وأعطاها على فراش الموت التعليمات التالية فيما يتعلق بموقفها تجاه الأطراف المتنازعة في الأمة: “الخوف لا من الفريسيين ولا من غير الفريسيين [أي الصدوقيين]، بل احترزى من الموتى [المنافقين] الذين يعملون عمل زمري (عد 25: 14) وينتظرون مكافأة فينحاس” (عد 25: 10-13)، تم إحضار جسد الإسكندر إلى اورشليم، وبفضل شهامة الفريسيين، الذين لم يكن لديهم أي ضغينة ضد طاغية ميت، تم دفنه بكل علامات الاحترام.

 

54- يوحنا هيركانيوس الثاني

ابن ألكسندر جانيوس، ورئيس كهنة لمدة 33 سنة، 76-66 ق.م.، ثم أخذ مكانه أريستوبولوس الثاني من 66 ق.م إلى 63 ق.م، عاد إلى منصبه من 63 قبل الميلاد إلى 40 قبل الميلاد، وهو الابن الأكبر لألكسندر جانيوس وألكسندرا، وقد عينته والدته، التي عينته في منصب رئيس الكهنة، وخلفا لها على العرش. ولم يكد يحكم ثلاثة أشهر حتى قام أخوه الأصغر أرستوبولس بالتمرد؛ عندها تقدم هيركانيوس ضده على رأس مرتزقته وأتباعه الصدوقيين. بالقرب من أريحا التقى الإخوة في المعركة؛ ذهب العديد من جنود هيركانيوس إلى أرسطوبولوس، وبذلك أعطوا الأخير النصر. لجأ هيركانيوس إلى قلعة اورشليم؛ لكن استيلاء أرسطوبولوس على الهيكل أجبر هيركانيوس على الاستسلام.

ثم تم عقد صلح، يقضي بموجبه بأن يتخلى هركانيوس عن العرش ومنصب رئيس الكهنة، وذكر التلمود أنه خلال فترة الصراع بين هركانيوس الكاهن الأعظم وأرستوبولوس، كان اليهود سواء أنصار هركانيوس أو كان أرسطوبولوس حريصًين على تقديم التضحيات اليومية والتزام بها تحت أي ظرف من الظروف (يعلم المشنا أنه لا يجوز للمرء تربية الخنازير في أي مكان.

وقد علم الحكماء في باريتا خلفية هذه الهالاخا: عندما كان أعضاء بيت الملكية الحشمونائية في كان هركانيوس، أحد أطراف هذه الحرب، داخل القدس المحاصرة، بينما كان أخوه أرستوبولس، المنافس الآخر على العرش، خارجها، وكان أهل الداخل ينزلون كل يوم أموالهم في صندوق من جدران الهيكل، لشراء الأغنام للتضحية، وأولئك الذين على الجانب الآخر سيأخذون المال ويرسلون إليهم الأغنام فوق الحائط لتقديم القرابين اليومية) (بافا كاما 82ب.16)

وكان لهيركانيوس صديق يُدعى أنتيباتر، جعله الإسكندر زعيمًا على جميع الإدوميين، ويذكر يوسيفوس في آثار اليهود الكتاب 14 الفصل 1 أنه والد هيرودس الكبير الذي في ايامه ولد المسيح، وبسبب خوفه من المسيح قتل أطفال بيت لحم، كان الشاب أنتيباتر خائفا من قوة أرسطوبولوس، وكان يخشى أن يصيبه مكروه؛ بسبب كراهيته له، ولأنه سيكون من الأسهل الوصول إلى هدفه وطموحه، وهو السيطرة على يهودا، في ظل حكومة هيركانيوس الضعيف منه في ظل أرسطوبولوس المولع بالحرب والنشاط، بدأ في إقناع هيركانيوس بأن أرسطوبولوس كان يخطط لموته، وأقنعه أخيرًا باللجوء إلى أرتياس، ملك الأنباط، فتولى أرتياس قضية هيركانيوس.

وبسبب رشوة من أنتيباتر، الذي وعد أيضًا بإعادة المدن العربية التي استولى عليها الحشمونيون، تبنى بسهولة قضية هيركانيوس وتقدم نحو القدس بجيش قوامه خمسون ألفًا، وبينما كانت هذه الحرب الأهلية مستمرة، قام الجنرال الروماني ذهب سكوروس إلى سوريا ليستولي، باسم بومبي، على مملكة السلوقيين، فأرسل كلا الأخوين يطلبان دعمه، وانحاز في البداية إلى أريستوبولوس لأنه عرض عليه عرضًا أفضل من هيركانيوس، لكن عندما وعندما وصل إلى سوريا، رأى أنه من الأفضل إعادة هيركانيوس إلى منصب الكهنوت الأعظم لنفس السبب الذي كان لدى أنتيباتر، وهو أنه يستطيع إخضاع يهودا لسلطته بسبب ضعف هيركانيوس، وعندما علم أرستوبولوس بذلك، تحصن في قلعة الإسكندرية. لكنه سرعان ما أدرك عدم جدوى المقاومة، واستسلم عند

أول استدعاء من الرومان، وتعهد بتسليم اورشليم لهم، لكن الوطنيين لم يكونوا مستعدين لفتح أبوابهم أمام الرومان.

لكن في النهاية، سيطر الرومان على المدينة عام 63 قبل الميلاد، وقتل بومبي العديد من اليهود. ويذكر يوسيفوس عددهم في آثار اليهود الكتاب 14، الفصل 4، بأنهم اثني عشر ألفًا، تم نفي أريستوبولوس إلى روما، وأُعيد هيركانيوس إلى منصب رئيس الكهنة، وهكذا، بين ضعف هيركانيوس وطموح أرستوبولوس، فقدت يهودا استقلالها. يذكر يوسيفوس في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل الخامس، أن هركانيوس عاد رئيسًا للكهنة، لكنه فقد سلطته كملك (أحضر هركانيوس إلى أورشليم، وعهد إليه برعاية الهيكل، وعندما اسس خمسة مجامع، قسم الأمة إلى نفس العدد من المجامع، فكانت هذه المجامع تحكم الشعب: الأول في أورشليم، والثاني في جدرة، والثالث في أماثوس، والرابع في أريحا، والخامس في صفوريس الجليل. وهكذا تحرر اليهود الآن من السلطة الملكية، وحكمتهم طبقة أرستقراطية.)

بعد ان هزم قيصر بومبي ثم مات بومبي، عين قيصر أنتيباتر حاكمًا على يهودا، وهيركانيوس رئيسًا للكهنة، وقد ذكر ذلك في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 8، القسم 5، ثم بعد ذلك قامت حرب بين قيصر والإسكندرية، فساعده هيركانيوس بإرسال 1500 جندي له،

وأصدر قيصر مرسومًا قال فيه: (لهذه الأسباب أريد أن يكون هركانيوس بن الإسكندر وأبناؤه حكام عرقيين لليهود، وأن تكون لهم رئاسة كهنة اليهود إلى الأبد)، وقد ورد ذلك في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 10، القسم 2، أي أنه أصبح بذلك حاكماً على اليهود مرة أخرى، ومعنى حاكم عرقي حاكم يحكم شعباً من نفس الجنسية، ولكنها تعني حاكماً وليس ملكاً، لكن مارك أنطونيو جرده فيما بعد من سلطته السياسية وسلمه إلى هيرودس بن أنتيباتر (هيرودس الكبير)، وجعله رئيس ربع.

ويذكر يوسيفوس في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 13، أن أنتيجونيس تحالف مع البارثيين، فأسروا هركانيوس وقطعوا أذنيه، وهكذا، تأكد أنتيجونيس من أن هركانيوس لم يصل أبدًا إلى منصبه كرئيس للكهنوت، لأنه أصبح الآن مصابًا بإعاقة.

تم نقله إلى بابل، وعاش لمدة أربع سنوات، حتى سن 36، وسط اليهود البابليين، الذين قدموا له كل علامة احترام. في تلك السنة، دعاه هيرودس، الذي كان يخشى أن يحث هركانيوس البارثيين على مساعدته في استعادة العرش، إلى العودة إلى أورشليم. وعبثًا حذره اليهود البابليون، واستقبله هيرودس بكل احترام، وخصص له أول منصب. مكان على طاولته ورئاسة مجلس الدولة. لكنه لم ينتظر سوى الفرصة للتخلص منه. في عام 30، اتهم بالتآمر مع ملك الجزيرة العربية، وأدين هيركانيوس وأعدم.

 

55- أرستوبولوس الثاني

ملك يهوذا، ولد حوالي 100 قبل الميلاد؛ توفي 49 قبل الميلاد، كان الابن الأصغر لألكسندر جانيوس، الذي ورث ميوله السياسية والدينية، بينما يبدو أن أخوه الأكبر، هيركانيوس الثاني، كان يميل إلى جانب والدته، على الرغم من أنه لم يكن لديه حق المطالبة بالعرش، إلا أنه كان لديه مخططات من اجله، حتى أثناء حياة والدته، وسعت الملكة إلى توجيه حماسته العسكرية إلى خارج اليهودية، وأرسلته (70-69) ضد بطليموس ميناي؛

ولكن عندما فشلت المهمة، استأنف أرستوبولوس مؤامراته السياسية، غادر اورشليم سراً وتوجه إلى أصدقائه الذين كانوا يسيطرون على أكبر عدد من الأماكن المحصنة، بهدف شن حرب ضد والدته المسنة، لكن الملكة ماتت في اللحظة الحرجة، وعلى الفور وجه سلاحه ضد أخيه هيركانيوس، الوريث الشرعي للعرش، وأسفرت الحرب عن انتصار أرسطوبولوس، تخلى هركانيوس عن اللقب الملكي لصالح أخيه، مقابل أن يسمح له أرستوبولوس بالاستخدام غير المحدود لمصادر دخله.

هذا السلام الذي تم الحصول عليه بسهولة لم يدوم طويلاً، حيث سيطر أنتيباتر على هيركانيوس لحث أريتاس، ملك الجزيرة العربية، على شن حرب ضد أرسطوبولوس، نتيجة لانتصار الحارث (ارتياس)، بالإضافة إلى تخلي الفريسيين أقوى حزب في القدس عن أرسطوبولوس الذين ذهبوا إلى هيركانوس، اضطر أرسطوبولوس إلى الانسحاب إلى جبل الهيكل، ولم يسفر عن نتيجة حاسمة. لذلك تم استدعاء طرف ثالث – روما – لكشف الوضع المعقد، ولم تكن آثار هذه الشفاعة ضارة بالإخوة فحسب، بل أدت في النهاية إلى تدمير الدولة اليهودية.

في ذلك الوقت، كان بومبي قد أخضع بالفعل كل آسيا تقريبًا، وأرسل مندوبه، سكوروس، إلى سوريا، للاستيلاء على تراث السلوقيين، انتظر سفراء كلا الطرفين اليهوديين سكوروس طالبين مساعدته، هدية من أربعمائة وزنة (ثلاثمائة، بحسب البعض) من أريستوبولوس قلبت الميزان لصالحه، وتم إخطار الحارث بالتخلي عن حصار جبل الهيكل، فانتصر أرسطوبولوس، واحتفظ هيركانوس بجزء ضئيل من قوته.

وكان الأخ المنتصر يشعر بالرضا حتى بالانتقام من أريتاس؛ وبينما كان الأخير ينسحب بقواته من القدس، تبعه أريستوبولوس وألحق به خسائر فادحة. لكن الروح التي استحضرها لم يكن من السهل وضعها، وسرعان ما أصبح تأييد الرومان، الذي كان ينظر إليهم بثقة كبيرة، عاملاً في السياسة اليهودية كان له تأثير ضار على نفسه، عندما ظهر بومبي في سوريا، اتخذت الأمور منحى مختلفًا تمامًا عن توقعات أرسطوبولوس.

أما الكرمة الذهبية، التي تقدر قيمتها بخمسمائة وزنة، والتي قدمها أرسطوبولوس إلى بومبي، والتي أثارت إعجاب الرومان حتى في الأجيال اللاحقة، فلم يكن لها أي تأثير عليه؛ وعندما ظهر أمامه في عام 63 الإخوة الذين ما زالوا معاديين، وكذلك مندوبي حزب الشعب، الذين رغبوا في الإلغاء الكامل للسلالة الحشمونائية، رفض إعطاء أي قرار فوري، لقد فكر في ذلك الوقت في التدمير التام لاستقلال اليهود، أدرك أرسطوبولوس أهداف القائد الروماني، ولكن على الرغم من عجزه عن تقديم مقاومة فعالة، إلا أن كبريائه لم يسمح له بالاستسلام دون إظهار المعارضة واتجه إلى قلعة ألكسندريون.

تبعه بومبي وطالب باستسلام جميع الحصون. استسلم أريستوبولوس، لكنه توجه على الفور إلى القدس لإعداد نفسه للمقاومة هناك. ولكن عندما رأى أن بومبي يضغط عليه، خذلته شجاعته، وجاء إلى معسكر الجنرال، ووعده بالذهب وتسليم اورشليم إذا توقفت الأعمال العدائية.

لكن الوعود وحدها لم تكن ذات جدوى مع بومبي، واحتجز أريستوبولوس في المعسكر وأرسل قائده غابينيوس للاستيلاء على المدينة، رفض المحاربون في اورشليم الاستسلام، ووقع أرسطوبولوس أسيرًا على يد بومبي، الذي شرع في محاصرة المدينة، أدى الاستيلاء على القدس وجبل الهيكل، الذي أعقب ذلك، إلى إنهاء استقلال يهودا وكذلك عهد أرستوبولوس، في الانتصار الذي احتفل به بومبي في روما، أُجبر الأمير اليهودي رئيس الكهنة اليهودي على السير أمام عربة الفاتح، ورأى الفريسيون في هذا الظرف عقاباً عادلاً لميول أرستوبولوس للصدوقيين، لكن مصيرًا أقسى حتى من السبي كان ينتظر هذا السليل من الحشمونائيين.

وفي سنة 56 نجح في الهروب من السجن في روما، وتوجه إلى اليهودية وأثار ثورة، ثم قام الرومان بالقبض عليه ونقلوه مرة أخرى إلى روما. في عام 49، أطلق قيصر سراحه وأرسله على رأس فيلقين ضد بومبي في سوريا، ولكن في طريقه إلى هناك تسمم على يد أصدقاء الأخير، وذكر ذلك جوزيفوس في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 7 (ولكن بعد مرور بعض الوقت، عندما استولى قيصر على روما،

وبعد هروب بومبي ومجلس الشيوخ إلى ما وراء البحر الأيوني، حرر أرستوبولوس من قيوده، وقرر إرساله إلى سوريا، وسلم إليه فيلقين، حتى يتمكن من ذلك). “وضع الأمور في نصابها الصحيح، باعتباره رجلًا قويًا في تلك البلاد. لكن أرسطوبولس لم يستمتع بما كان يأمله من السلطة التي منحها له قيصر؛ لأن حزب بومبي منعه، ودمروه بالسم).

 

 

56- أنتيغونوس ابن أرستوبولوس الثاني 40-37 ق.م

آخر ملوك يهودا الحشمونائيم؛ توفي 37 قبل الميلاد. كان الابن الثاني لأرسطوبولوس الثاني، وقد تم نقله مع والده أسيرًا إلى روما على يد بومبي في عام 63 قبل الميلاد، هرب كلاهما في عام 57، وعادا إلى فلسطين، عرف ان عمه هيركانوس الثاني دمية متكاسلة في يد أنتيباتر الأدومي، وبعد وفاة والده وأخيه الإسكندر من أجل خدمة قيصر، ذهب إلى قيصر في عام 47 لتأكيد حقوقه، ومع أن والده أريستوبولوس الثاني وأخيه الأكبر الإسكندر قد ماتا في سبيل قيصر، إلا أن قيصر رفض ادعاء أنتيجونوس، وهذا مذكور في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 8، مقطع 4.

محاولته الأولى، عام 42، للاستيلاء على حكومة فلسطين بالقوة بمساعدة صهره بطليموس ميني، باءت بالفشل على يد هيرودس، لكنه نجح في غضون عامين في تحقيق هدفه، لأن الوضع في يهودا، وكذلك الظروف العامة السائدة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، كان ملائمًا للغاية، لقد أيقظت الضرائب المفرطة التي تم انتزاعها من الناس لدفع ثمن إسراف أنطونيو وكليوباترا كراهية عميقة ضد روما لدرجة أن أنتيجونوس لم يكن عليه إلا أن يظهر نفسه للشعب ليكسب ولائهم بعيدًا عن هيرودس وغيره من مخلوقات السلطة الرومانية، لقد اكتسب أيضًا التزام الطبقة الأرستقراطية في اورشليم، مثل “بني بابا”،

وربما أكد لنفسه أيضًا التعاون الودي من قادة الفريسيين، علاوة على ذلك، غزا البارثيون سوريا في عام 40، وفضلوا كثيرًا أن يروا حاكمًا مناهضًا للرومان على عرش فلسطين، أنتيجونوس الذي كان عبقريًا بما يكفي للاستفادة من هذه الفرصة الممتازة، وعدهم بمبالغ كبيرة من الذهب، ووفقًا للتقارير الشائعة، بالإضافة إلى خمسمائة جارية، بحيث وضعوا على الفور فرقة من خمسمائة محارب تحت تصرفه، هذا مذكور في آثار اليهود، الكتاب 14، الفصل 13، القسم 3.

سيطر البارثيون على اورشليم، ومقاومة هيركانيوس لم تجدي نفعًا، ثم تم أسره وقطع أذنيه، حتى لا يتمكن بعد ذلك من المطالبة بمنصب الكهنوت الأعظم، وأُرسل أسيرًا إلى بابل، في عام 40، تم إعلان أنتيغونوس رسميًا ملكًا ورئيسًا للكهنة من قبل الفرثيين، لكن فترة حكمه التي دامت ثلاث سنوات كانت بمثابة صراع مستمر.

نجح خصمه هيرودس في إعلان نفسه ملكًا على يهودا من قبل روما، مرت السنة الأولى بهدوء كاف؛ لأن فنتيديوس، مندوب أنطونيو، وملازمه سيلو، ظلا على الحياد بسبب الرشاوى وامتنعا عن القيام بواجبهما في إنفاذ حقوق هيرودس. ولكن عند عودة الأخير في عام 39 من روما، فتح حملة سريعة ضد أنتيجونوس، وغزا يافا، واحتل مسعدة، حيث كانت عائلته، ثم فرض حصارًا على اورشليم، لكنه اضطر إلى التخلي عنها بحلول الشتاء، لأن سيلو رفض المزيد من التعاون، وصرف قواته إلى أماكنهم الشتوية؛

مما لا شك فيه أن أنتيجونوس قد عوضه كثيرًا عن هذا الفعل الذي جاء في الوقت المناسب، في ربيع عام 38، انتزع هيرودس مقاطعة الجليل من سيطرة أنتيجونوس، وهو انتصار ذو ميزة مؤقتة فقط، لأنه عندما ذهب هيرودس بعد فترة وجيزة إلى ساموساتا لتقديم احترامه لأنطوني، ثار الجليليون ضد يوسف شقيق هيرودس وممثله، وقتلوه.، وطرد جيشه. هيرودس، الذي لم يسمع بهذا إلا عند عودته إلى فلسطين، كان حريصًا على الانتقام لأخيه، لم يجرؤ على مهاجمة جيش أنتيجونوس بالقرب من أريحا، لأنه لم يكن لديه القوة اللازمة بعد، ولكن عندما قسم أنتيجونوس قواته بحماقة، سقط هيرودس على بابوس، جنرال أنتيجونوس، وهزمه تمامًا، حتى سقطت كل فلسطين حتى اورشليم في يديه.

عندما بدا الحصار مره اخرى، كان اتباع انتوجونيس ملئين بالكراهيه نحو الرومان، واعتبروا الصراع صراع دينيا، ودافعوا دفاع شجاع، استمر لمدة ثلاثة، وربما خمسة، أشهر، ضد هجمات العدو وآلام المجاعة، والتي كانت شديدة للغاية في العادة، تصرف أنتيجونوس بأقصى قدر من الرجولة أثناء الحصار، ولكن بعد الهجوم الأخير، عندما لم يعد هناك أمل، سقط وهو يتوسل عند قدمي الجنرال الروماني سوسيوس، الذي سخر بوحشية من حزنه.    بناءً على اقتراح هيرودس، الذي كان يخشى السماح بنقل أنتيغونوس إلى روما في قطار مارك أنطونيوس المنتصر، خشية أن ينجح في الدفاع عن حقوقه، تم نقل هذا الملك الأخير من عائلة الحشمونائيم إلى أنطاكية، ومات هناك، بقطع الرأس، وهذه هي نهاية حكم الحشمونين.

 

رؤساء الكهنة في فتره الهيروديون والرومان

57-أنانيلوس (حنمئيل المصري) 37-36 ق.م ثم 36-30 ق.م

الكاهن الاكبر؛ في القرن الأول قبل الميلاد، بعد توليه حكومة فلسطين، أحاط هيرودس نفسه بمخلوقات خاصة به؛ واختار من بين هؤلاء حنمئيل واحداً لملء منصب رئيس الكهنة الذي أصبح شاغراً بسبب وفاة أنتيجونوس المخزي (37 قبل الميلاد). حنميل (أنانيلوس) كان مصريًا بحسب المشناة 3: 5 (وإذا لم يجدوا بقية رماد السبع [البقرات الحمراء] رشوا برماد الستة والخمس والأربع والثلاثة. “، من اثنين أو واحد. ومن أعد هؤلاء؟ أعد موسى الأول، وأعد عزرا الثاني، وخمسة أعدوا من زمن عزرا، كلام الحاخام مئير. لكن الحكماء يقولون: سبعة من زمن عزرا. ”

“ومن أعدهما؟ أعد كل من شمعون البار ويوحنان الكاهن الأعظم اثنين، وأعد كل من أليهوعيناي بن هكوف وحنمئيل المصري وإسماعيل بن بيابي واحدًا)، بابليًا بحسب يوسيفوس (اثار2، فقرة 4) (أرسل في طلب كاهن مغمور من بابل، اسمه أنانيلوس، ومنحه الكهنوت الأعظم، رغم أنه من أصل كهنوتي، إلا أنه لم يكن من عائلة رؤساء الكهنة)، لكن فترة ولاية حنميل كانت قصيرة المدة، وأجبرت الحكمة هيرودس على عزله وملء مكانه بأرسطوبولس الحشمونائيم (35 ق.م).

لكن الحشمونائيم الشاب كان يحظى بشعبية كبيرة لدى الحزب الوطني، وعلى الرغم من أنه كان شقيقًا لمريم الأولى، زوجة هيرودس المحبوبة، إلا أنه أُغرق غدرًا بتحريض من هيرودس (35 قبل الميلاد)، وأُعيد حنمئيل إلى المنصب الرفيع، يُنسب إلى حنميل الفضل في إعداد واحدة من إجمالي “السبع بقرات الحمراء” التي تم تقديمها في كل القرون منذ عودة عزرا إلى التشتت النهائي لليهود.

 

58- أرستوبولس الثالث (36 ق.م)

آخر سليل من البيت الملكي الحشمونائيم؛ شقيق مريم الأولى، زوجة هيرودس، حفيد أرستوبولوس الثاني، وأمه ألكسندرا بنت هركانيوس الثاني، لقد كان محبوبًا عند الشعب بسبب أصله النبيل وحضوره الجميل، وبذلك أصبح موضع خوف هيرودس الذي سعى في البداية إلى تجاهله تمامًا بحرمانه من الكهنوت الأعظم.

لكن والدته ألكسندرا، بشفاعة كليوباترا وأنطونيو، أرغمت هيرودس على عزل أنانيلوس من منصب رئيس الكهنة وتعيين أرستوبولوس بدلاً منه، وقد ذكر ذلك يوسيفوس في آثار اليهود الكتاب 15، الفصل 2، مقطع 5، فعزل هيرودس صديقه أنانيلوس، واستبدله بأرسطوبولوس، لكن هيرودس أراد أن يؤمن نفسه من خطر أرسطوبولوس، حيث كان يخشى أن يأخذ أرستوبولوس المملكة منه، فأسس هيرودس نظامًا للتجسس عليه وعلى أمه، ذكر يوسيفوس في آثار اليهود الكتاب 15، الفصل 3 أن هذه المراقبة كانت مرهقة للغاية لدرجة أنهم سعوا للحصول على حريتهم باللجوء إلى كليوباترا، عندها نصحتها كليوباترا بأخذ ابنها معها،

والذهاب إليها على الفور إلى مصر، وأسعدتها هذه النصيحة؛ وكان لديها هذه الحيلة للهروب، لقد صنعت نعشين، كما لو كانا سيحملان جثتين؛ ووضعت نفسها في أحدهما وابنها في الآخر، وأمرت أولئك الذين علموا بنيتها من خدمها أن يحملوهما بعيدًا في الليل، وكان طريقهم الآن من هناك إلى جانب البحر؛ وكانت هناك سفينة جاهزة لتحملهم إلى مصر.

وصدف أن وقع إيسوب، أحد خدمها، على سابيون، إحدى صديقاتها. وتكلم معه في هذا الأمر: كأنه كان قد علم به من قبل. عندما علم سبيون بهذا (الذي كان في السابق عدوًا لهيرودس، ويُعتبر أحد الذين نصبوا له الفخاخ وأعطى السم لأنتيباتر [لوالده])؛ توقع أن هذا الاكتشاف سيغير كراهية هيرودس إلى لطف، لذلك أخبر الملك بحيلة ألكسندرا الخاصة، ومن ثم سمح لها بالمضي قدمًا في تنفيذ خطتها، وأدركها في الحقيقة.

وتظاهر هيرودس بالعفو عنهم، لكنه كان ينوي في قلبه التخلص من أرستوبولس مع اقتراب عيد المظال، ومضت تلك الأيام، وكان هناك هو وبقية الشعب في فرح عظيم، ولكن الحسد الذي نشأ فيه في ذلك الوقت جعله يسرع إلى ما كان عليه أن يفعله، وأثاره عليه، لأنه عندما صعد هذا الشاب أرستوبولوس، الذي كان في السنة السابعة عشرة من عمره، إلى المذبح حسب الشريعة ليقدم الذبائح، بزينة كهنوته الأعظم؛ عندما أدى المهام المقدسة، كان يبدو جميلا جدا؛ وكان أطول من الرجال في ذلك السن؛ وظهر في وجهه قدر كبير من تلك العائلة المتميزة التي نشأ منها، وظهر بين الناس حماسة ومودة دافئة تجاهه،

وكانت ذكرى تصرفات جده أرستوبولوس واضحة جدًا في أذهان الجمهور، حيث سيطرت عليهم عواطفهم لدرجة أنهم لم يستطيعوا الامتناع عن إظهار ميولهم تجاهه، وفي الحال فرحوا وتهللوا وتكلموا بالتمنيات الطيبة والهتافات المبهجة التي وجهوها إليه: حتى أصبحت إرادة الجمهور واضحة جدًا؛ أعلنوا بتهور عن سعادتهم التي تلقوها من عائلته، والتي كانوا يتمنون لو كانت في ظل الحكم الملكي الحشموني. عند هذه النقطة، قرر هيرودس أن يحقق ما قصده تجاه الشاب. ولما انتهى العيد أقام وليمة في أريحا مع ألكسندرا. واستضافهم هناك. وكان آنذاك لطيفًا جدًا مع الشاب، فبينما نزل الشاب إلى إحدى البرك المجاورة للمنزل ليستحم فيها، أمر هيرودس رجاله بإغراقه فيها، ففعلوا ذلك، ومات أرستوبولس، وكان عمره 18 سنة، وأعاد هيرودس رئيس الكهنوت إلى صديقه أنانيلوس.

 

59 – يشوع بن فابوس 30 – 23 ق

رئيس الكهنة لمدة سبع سنوات، تم تعيينه وعزله من قبل هيرودس الكبير، الذي استبدله بحماه الجديد سمعان بن بوثوس، عندما أراد الزواج من مريم الجميلة الثانية (لأن هيرودس أعدم مريم الأولى أخت أرستوبولوس).

 

البويثوسيون

طائفة يهودية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصدوقيين، إن لم تكن بتطورهم، يتم سرد أصل هذا الانقسام على النحو التالي من قبل المدراش: علم أنتيجونوس سوكو المثل القائل: “لا تكونوا مثل الخدم الذين يخدمون أسيادهم من أجل الأجر، بل كونوا مثل أولئك الذين يخدمون دون التفكير في تلقي الأجر”.

“كرر تلميذاه، صادوق وبوثوس، هذه المقولة لتلاميذهما، ومع مرور الوقت، كان المفهوم أنهم يعبرون بذلك عن الاعتقاد بأنه لا يوجد عالم مستقبلي ولا قيامة للأموات؛ وكانت النتيجة أن هؤلاء التلاميذ ل صادوق وبوثوس تخلوا عن التوراة وأسسوا طائفة الصدوقيين والبوثوسيين، كانوا يعيشون في روعة فاخرة. استخدموا أواني الفضة والذهب طوال حياتهم، ليس لأنهم كانوا متكبرين، ولكن (كما زعموا) الفريسيين عاشوا حياة صعبة على الأرض ومع ذلك لن يكون لهم أي شيء في العالم الآتي، وفقًا لإحدى الروايات، كان صادوق وبوثوس هما أنفسهما مؤسسي الطوائف.

يذكر المشنا، وكذلك الباريتا، أن البويثوسيين والصدوقيين يعارضون الفريسيين في القول بأن الحزمة المستحقة في عيد الفصح لا ينبغي تقديمها في اليوم الثاني من العيد، أي 16 أبيب، ولكن في اليوم التالي لليوم الفعلي سبت الفصح، أسبوع العيد، أي الأحد. ولذلك فإن عيد العنصرة الذي يأتي بعد سبعة أسابيع ويوم واحد، يجب أن يُحتفل به دائمًا في يوم الأحد، وكما نعلم أن الرب يسوع قام من بين الأموات يوم الأحد، يوم عيد الباكورة، على رأي البويثوسيين. والصدوقيون، ونزل الروح القدس على تلاميذه في يوم العنصرة.

 

60 – سمعان بن بوثيوس 23 – 5 ق م

كان رئيس كهنة يهودي (حوالي 23 – 4 قبل الميلاد) في القرن الأول قبل الميلاد ووالد زوجة هيرودس الكبير.

جاء في يوسيفوس، اثار اليهود 19، الفصل 4، القسم 2 (ولما انتهى أغريباس من جميع واجبات العبادة الإلهية، عزل ثاوفيلس بن حنانوس من الكهنوت الأعظم، ووهب تلك الكرامة لسمعان بن بوثوس، واسمه أيضًا كانثيراس: الذي تزوج ابنته الملك هيرودس)، خلعه هيريودس عندما طلق ابنته مريم الثانيه، التي اتُهمت بالتورط في مؤامرة ضد حياة هيرودس، وعين مكانه ماتياس بن ثيوفيلوس، جوزيفوس، “اثار اليهود الكتاب 17، الفصل 4، مقطع2)

(وكانت أيضًا ابنة رئيس الكهنة، وهي زوجة الملك، متهمة بأنها كانت تعلم بكل هذا، وعزمت على إخفاء ذلك، ولهذا السبب طلقها هيرودس، ومحا ابنها من وصيته التي كان فيها ذكر أنه سيملك بعده، وأخذ الكهنوت الأعظم من حميه سمعان بن بوثيوس، وعين متياس بن ثاوفيلس المولود بأورشليم كاهنا اعظم في غرفته).

 

61 – متياس بن ثاوفيلس 5 – 4 ق.م

(يعنى عطية من الله) خليفة سمعان بن بوثوس، وعلى عكس رؤساء الكهنة الآخرين الذين عينهم هيرودس، والذين كانوا أجانب، كان من مولودا في اورشليم (يوسيفوس “اثار” الكتاب 17، الفصل 4، مقطع 2)، وسأذكر أيضًا عن سمعان بن بوثوس

(عشية يوم الكفارة – وهو الوقت الأكثر أهمية بالنسبة للكاهن في السنة – أصبح نجسا طقوسيا، وبالتالي لم يتمكن من أداء واجبات منصبه، التي كان يقوم بها بدلا من ذلك قريبه يوسف بن علم)، وذكر عنه في(اثار اليهود الكتاب 17، الفصل 6 القسم 4) (وحدث أنه في أيام متياس الكهنوتي الأعظم، كان هناك شخص آخر أقيم كهنوتًا عظيمًا ليوم واحد، وهو اليوم نفسه الذي كان اليهود يصومون فيه. المناسبة كان هذا: أن متياس الكاهن الأعظم، في الليلة التي سبقت ذلك اليوم، عند الاحتفال بالصوم، بدا في المنام وكأنه يتحدث مع امرأته، ولأنه لم يستطع أن يتولى مهامه لهذا السبب، يوسف، “وكان ابن إيليموس قريبه يساعده في تلك المهمة المقدسة.

لكن هيرودس حرم متياس هذا من الكهنوت الأعظم وأحرق متياس الآخر الذي أثار الفتنة ورفاقه حيا. وفي تلك الليلة بالذات حدث خسوف القمر)، على الرغم من حذف اسم متياس بن ثيوفيلوس، ومع ذلك، لم يكن عزله بسبب هذا السبب، بل لأنه كان من المفترض أن يكون متورطًا في التمرد عندما تم إنزال النسر الذهبي من بوابة الهيكل، ولم تستمر فترة ولايته سوى سنة أو سنتين. (5-4 ق.م).

 

62- يوعازر بن بوثيوس

ابن سمعان بوثيوس، صهر ماتياس بن ثيوفيلوس، ورئيس الكهنة لمدة أربع سنوات تقريبًا، وكانت أخته مريم الثانية، زوجة هيرودس الكبير السابقة، تم تعيينه من قبل هيرودس الكبير قبل وقت قصير من وفاة الأخير، مذكور في الآثار اليهودية، الكتاب 17، الفصل 6 مقطع 4

(أما هيرودس فقد تعامل بلطف مع الآخرين، لكنه حرم متياس من الكهنوت الأعظم، وكان ذلك جزئيًا سببًا لهذا العمل؛ وجعل يوعازر، أخو زوجة متياس، رئيس كهنة بدلاً منه)، وعزله أرخيلاوس ابن هيرودس بتهمة الفتنة وحل محله (مؤقتًا) أخوه العازار، وبالتالي فهو رئيس الكهنة المعاصر لميلاد الرب يسوع المسيح، لان هيرودس الكبير قد عينه قبل موته بوقت قصير، والرب يسوع ولد قبل موت هيرودس بوقت قصير ايضا، حيث ان الرب قد ولد في السنه 4 ق م، وهيرودس كما تقول الموسوعة اليهودية مات في سنه 4 ق م ايضا، فبذلك يكون يوعازر بنسبه كبيره المعاصر للمسيح.

 

63 – العازار بن بوثوس 4 – 3 ق

مذكور في الآثار اليهودية الكتاب 17 الفصل 13 مقطع 1 (لما دخل أرخيلاوس في سلطته العرقية وجاء إلى اليهودية اتهم يوعازار بن بوثيوس بمساعدة مثيري الفتنة ونزع منه الكهنوت الأعظم وجعل العازار ملكه، وأعاد بناء القصر الملكي الذي كان في أريحا بشكل رائع، وحول نصف المياه التي كانت تسقى بها قرية نيرا، وسحب تلك المياه إلى السهل ليسقي تلك النخيل.

وغرس الأشجار هناك وبنى قرية ووضع عليها اسمه وسماها أرخيلايس وتعدى شريعة آبائنا وتزوج جلافيرا ابنة أرخلاوس التي كانت زوجة أخوه الإسكندر: التي أنجب منها الإسكندر ثلاثة أولاد: بينما كان مكروهًا عند اليهود أن يتزوجوا بامرأة الأخ، ولم يمكث هذا العازار طويلًا في الكهنوت الأعظم، إذ وُضِع يشوع بن سي في غرفته وهو لا يزال على قيد الحياة)، ثم عاد إلى منصب الكهنوت الأعظم بعدما مات يشوع بن سي، ثم خلفه حنان بن شيث وهكذا انتهت مدة الكهنوت البويثوسي.

 

64-يشوع بن سي

تم تعيينه من قبل أرخيلاوس، وربما تم عزله بعد وفاة الأخير في عام 6 م، عندما أعيد اليعازر بن بوثوس إلى منصبه بناءً على طلب الجمهور، وخلفه أنس بن سيث.

 

65- حنان بن شيث 6- 15 م

رئيس كهنة يهودي، وقد تم تعيينه في المنصب من قبل كيرينوس والي سوريا خلفًا ليوعازر. وعندما كان في السابعة والثلاثين من عمره، وبعد أن شغل منصبه من الأعوام 6 إلى 15، تم عزله من قبل فاليريوس جراتوس، والي يهودا. كان حنان رب الأسرة التي أنتجت خمسة رؤساء كهنة خلال الفترة الهيرودية. وهؤلاء هم العازار ويوناثان وثاوفيلس وعنان ومتياس. وكانت ابنته متزوجة من يوسف رئيس الكهنة، الذي تولى هذا المنصب، تحت لقب قيافا، حوالي عشر سنوات (27-37).

حنان هو رئيس الكهنة الذي يظهر في العهد الجديد وهو يشغل هذا المنصب مع قيافا، صهره (لوقا 3: 2). في الواقع، يدعوه أحد المقاطع بوضوح رئيس الكهنة (أعمال الرسل 4: 6)، في حين أن قيافا هو مجرد عضو في العائلة الهرمية. لقد تم تسليم يسوع في يدي حنان لجلسته الأولى، قبل إرساله إلى قيافا (يوحنا 18: 13)، على الرغم من أنه في مقطع آخر (يوحنا 11: 49، 51) تم تلقيب قيافا رئيسًا للكهنة في ذلك العام.

من الواضح من هذه الاستشهادات أنه على الرغم من أن قيافا كان رئيس الكهنة المعين بشكل صحيح، إلا أن حنان، كونه حموه وشاغلًا للمنصب سابقًا، مارس بلا شك قدرًا كبيرًا من السلطة المرتبطة بهذا المنصب.

في الواقع، فإن استخدام المفرد في المقطع الموجود في لوقا يفسره الدكتور بلامر على أنه يدل على هذا الظرف: ὲπὶ ἀρχιερέως ‘Αννα και καιάψα — “تحت رئيس الكهنة حنان قيافا، ” وهو ما يعني “أنهما بينهما أداء الواجبات، أو أن كل واحد منهم في امور مختلفة كان يعتبر رئيس الكهنة، حنان بحكم القانون [أعمال الرسل4: 6] وقيافا بحكم الأمر الواقع” (يوحنا11: 49).

اقتراح بلامر ايضا بأنه ربما تم تشجيع حنان، “بقدر ما كان القيام بذلك آمنًا، على تجاهل التعيينات الرومانية والاستمرار في منصبه خلال رئاسة الكهنوت لخلفائه”، يجب الإشارة إليه، لا سيما في ضوء حقيقة أن التعيينات الحكومية في المناصب الدينية كانت دائمًا مرفوضة من قبل اليهود، بعد عزل قيافا، تولى أربعة أبناء آخرين لحنان منصب الكهنوت الأعلى، ويقال إن آخرهم، وهو حنان آخر، قام بقتل يعقوب، المعروف باسم “أخ يسوع”، والأسقف الأول لأورشليم. يُشار إلى عائلة عنان، في التلمود (بيس 57 أ) على أنها ذات نفوذ، لكنها تستخدمه ضد مصالح الشعب ((ويل لي من رؤساء كهنة بيت حنين، ويل لي من وساوسهم ومن إشاعاتهم التي ينشرونها).

 

66 – إسماعيل بن فابوس 15 – 16

معروف أيضا باسم إسماعيل ابن فيابى، تم تعيينه وعزله من قبل الحاكم الروماني فاليريوس جراتوس، الذي حل محله العازار بن حنان، الذي كان قد عزل والده سابقًا.

يقول يوسيفوس عن فاليريوس جراتوس في (اثار اليهود، كتاب 18، الفصل 2، مقطع 4) (هذا الرجل حرم حنانوس من الكهنوت الأعظم، وعين إسماعيل بن فابي رئيسًا للكهنة).

يُنسب إليه الفضل في إعداد واحدة من إجمالي “البقرات الحمراء” السبع التي تم تقديمها في كل القرون من عودة عزرا إلى التشتت النهائي لليهود في المشناة 3: 5 (ولكن الحكماء يقولون: سبع من وقت عزرا ومن أعدهما: شمعون الصديق ويوحنان الكاهن العظيم أعدا اثنين لكل منهما، وأعد أليهوعيناي بن هكوف وحنمئيل المصري وإسماعيل بن فيابي واحدا لكل منهما.).

يصف التلمود أن خدمه كانوا لا يلينون في انتزاع المستحقات الكهنوتية وسيستخدمون القوة للقيام بذلك (ويل لي من أجل عبيد رؤساء الكهنة من بيت إسماعيل بن فياكي، ويل لي من قبضاتهم) (بيساكيم 57 أ: 8).

 

67 – العازار بن حنان 16 – 17م

ابن حنانيا رئيس الكهنة. على الرغم من أنه كان ينتمي إلى عائلة سعت إلى الحفاظ على علاقات ودية مع الرومان، إلا أنه حث زملائه الكهنة على التوقف عن تقديم التضحيات اليومية للإمبراطور، ورفض الهدايا المقدمة من الوثنيين.

مذكور في كتاب يوسيفوس آثار اليهود – الكتاب 18، الفصل 2، 2 ((وحرمه أيضًا في زمن قليل، وعين العازار رئيس للكهنة، ابن حنان الذي كان رئيس كهنة، وهو المنصب الذي شغله لمدة عام، وحرمه جراتوس منه، وأعطى الكهنوت الأعظم لسمعان، ابن كاميثوس. ولما امتلك هذه الكرامة لمدة لا تزيد عن سنة، عين يوسف قيافا خلفا له، عندما فعل جراتوس هذه الأشياء، عاد إلى روما؛ بعد أن أقام في اليهودية إحدى عشرة سنة، ولما جاء بيلاطس البنطي خلفا له)

وذكر في كتاب (بشأن الحرب) ليوسيفوس الفصل 17، مقطع 2

(وفي هذا الوقت، قام بعض أولئك الذين أثاروا الناس بشكل أساسي للذهاب إلى الحرب، بالهجوم على قلعة معينة تسمى مسعدة. فأخذوها غدرًا، وقتلوا من كان هناك من الروم، وأقاموا عليها آخرين من جماعتهم. وفي نفس الوقت ألعازار بن حنانيا رئيس الكهنة، وهو شاب جريء جدًا، وكان في ذلك الوقت حاكم الهيكل، أقنع القائمين على الخدمة الإلهية ألا يقبلوا عطية أو ذبيحة لأي أجنبي. وكانت هذه هي البداية الحقيقية لحربنا مع الرومان؛ لأنهم رفضوا ذبيحة قيصر لهذا السبب. وعندما طلب منهم كثير من رؤساء الكهنة وكبار الرجال ألا يغفلوا الذبيحة التي كان من المعتاد بالنسبة لهم تقديمها لأمرائهم، لم ينتصروا. وهؤلاء اعتمدوا كثيراً على كثرة عددهم، إذ ساعدهم أكثر المبتدعين؛ ولكنهم كانوا يتجهون بشكل رئيسي إلى العازار رئيس الهيكل.)

استولى المتمردون بقيادة العازار على المدينة السفلى والهيكل، وقاتلوا لمدة سبعة أيام مع حزب السلام. هاجم السيكاريون بقيادة منحيم حزب السلام، فقتلوا حنانيا وأخيه حزقيا. وأدى ذلك إلى صراع بين حزبي منحيم والعازار، هُزم فيه الأول وطُرد من القدس.

كما هاجم العازار الحامية الرومانية التي اعتزلت إلى الأبراج المحصنة – هيبيكوس، وفاسلوس، ومريمنى استسلم الرومان وسلموا أسلحتهم بشرط التراجع الحر، لكنهم تعرضوا للذبح على يد المتمردين.

 

68-إسماعيل بن كمحيط

رئيس الكهنة من 17 إلى 18 م، ربما يكون متطابقًا مع سمعان بن كاميثوس، ومن المعروف أنه كانت لديه يد كبيرة جدًا لدرجة أنها يمكن أن تحتوي على أربعة اكواب من الدقيق

(بما أن الجمارا ذكر الحاخام يشمائيل بن كمحيط، فقد ناقشه أكثر. قالوا عن الحاخام يشمائيل بن كمحيط أن يديه كانتا كبيرتين لدرجة أنه كان يغرف أربعة كاف، والتي كان يمسكها بحفنتيه) يوما 47 ا، ثم يستمر (الجمارا يواصل مناقشة الحاخام يشمائيل بن كمحيط. قالوا عن الحاخام يشمائيل بن كمحيط: ذات مرة كان يتحدث إلى عربي معين في السوق يوم الغفران، ورشت قطرة من اللعاب من فم العربي على ملابس الحاخام يشمائيل، الذي كان رئيس الكهنة في ذلك الوقت، وهذا البصاق جعله نجسًا حسب الشريعة الحاخامية، مثل طقوس الزاف، مما منعه من الخدمة في الهيكل.

ودخل شقيقه يشيفاف وخدم كرئيس كهنة في ذلك اليوم بدلاً منه، وبالتالي رأت أمهم اثنين من أبنائها يخدمون في يوم واحد كرئيس كهنة، وقالوا كذلك عن الحاخام يشمايل بن كمحيط: ذات مرة خرج وتحدث إلى ضابط معين [الهيمنة] في السوق وتناثرت قطرة من اللعاب من فم الضابط على ملابس الحاخام يشمائيل، فدخل أخوه يوسف وعمل رئيس كهنة بدلاً منه. ومرة أخرى، رأت أمهم اثنين من أبنائها يخدمون كرئيس كهنة في يوم واحد، وقام الحكماء بالتدريس في باريتا: كان لكم حيط سبعة أبناء، وجميعهم خدموا في منصب الكهنة الأعظم، ككهنة كبار أو كرئيس كهنة بديلا عنه.

 

 69-قيافا أو يوسف

صهر حنان رئيس الكهنة أو حنان المذكور في يوحنا 18: 13؛ شغل هذا المنصب بنفسه من خلال تعيين فاليريوس جراتوس، حوالي 18-36 عامًا، وبالتالي لفترة أطول من العديد من أسلافه وخلفائه، تكمن أهمية قيافا التاريخية في حقيقة أن ذكر صراحةً متى 26: 3، 57، ويوحنا 11: 49، 18: 13، 24:28، فيما يتعلق بصلب يسوع، ولكن ليس بواسطة مرقس ولوقا. ومع ذلك، بعد إلقاء القبض عليه، لم يُؤخذ يسوع إلى قيافا بل إلى حنان (يوحنا18: 13 وما يليه)، الذي استجوبه على انفراد فقط. تمت المحاكمة الفعلية في اليوم التالي، عشية عيد الفصح، أمام أعضاء السنهدريم الثلاثة والعشرين الذين كان يرأسهم قيافا (مت 26: 57).

ويقال إن قيافا قال في تلك المناسبة إنه خير أن يموت رجل واحد عن الشعب (يوحنا 28: 14)، هذه الآية موجودة في بيريشيت رباح 94: 9 (إنه سيُقتل وأنتم ستُقتلون، سلموه لهم ولا تقتلوا أجمعين) إن حقيقة أن يسوع لم يُؤخذ إلى قيافا بل إلى حنان تم تفسيرها على أساس أن قصر الأخير كان أقرب إلى مكان الاعتقال من قصر الأول.

من خلال أسفار ثيودوسيوس أرشيدياكونوس، 530، من المعروف أنه كان هناك 100 خطوة بين بيت قيافا وقاعة القضاء، وبعد عزل البنطي، عزل قيافا من قبل الوالي الجديد، فيتليوس، وخلفه يوناثان، الذي كان ابن حنان، ذكر ذلك في (يوسيفوس اثار اليهود 18: 4) (ولكن فيتليوس جعل تلك الثياب في أيدينا كما في أيام آبائنا، وأمر رئيس الشرط أن لا يتعب نفسه. ليسأل أين وُضعت أو متى ستُستخدم، وقد فعل ذلك من باب الإحسان ليلزم الأمة به، كما حرم يوسف، الذي يُدعى أيضًا قيافا، من منصب رئيس الكهنة. وعين يوناتان بن حنانوس رئيس الكهنة السابق خلفا له).

وهو رئيس الكهنة الذي شق ثيابه عندما أعلن له المسيح عن لاهوته اثناء محاكمته بقوله («أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ) (مت26:64)، مخالفا الوصية الموجودة في سفر اللاويين والتي تقول (لاَ يَكْشِفُ رَأْسَهُ، وَلاَ يَشُقُّ ثِيَابَهُ) (لا 21: 10)، وبشقه ثيابه انتهى الكهنوت من نسل هارون من سبط لاوي.

 

 

 

صلوا من أجلي – توماس رفعت

 

رؤساء كهنة اليهود من عصر موسى إلى عصر المسيح – توماس رفعت

تقييم المستخدمون: 4.4 ( 2 أصوات)