لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning
لماذا كُتبت معظم مخطوطات العهد الجديد باليونانية؟ Alan Bunning

كُتبت المخطوطات الأصلية للعهد الجديد باللغة اليونانية Koine Greek.
في القرن الأول، كانت اليونانية هي اللغة الشائعة في منطقة شرق البحر المتوسط بسبب فتوحات الإسكندر الأكبر، ثم استمر استخدامها في ظل الإمبراطورية الرومانية. كانت القدرة على التحدث باليونانية مهارة مهمة، لأنها كانت لغة التواصل والتجارة العالمية في ذلك العصر.
ورغم أن اللغة الأساسية للعديد من اليهود الذين كانوا يعيشون في إسرائيل في القرن الأول كانت الآرامية، إلا أنهم كانوا أيضاً على دراية كبيرة باللغة اليونانية. وقد تم توثيق انتشار اللغة اليونانية بين اليهود بشكل جيد من خلال مجموعة واسعة من النقوش والمصادر الأدبية التاريخية.
فعلى سبيل المثال، من بين 1600 نقش جنائزي يهودي في منطقة اليهودية (يهودا) ما بين 300 ق.م. و500 م، حوالي 70٪ منها كانت باليونانية، و12٪ باللاتينية، و18٪ فقط بالآرامية أو العبرية.
المرجع عن النقش
Pieter W. Van Der Horst, “Jewish Funerary Inscriptions – Most Are in Greek,” Biblical Archaeology Review, p. 48, September-October 1992.
من الواضح أن اليهود كانوا يريدون أن يُخلد حدث مهم مثل موتهم بلغة يمكن لأقاربهم قراءتها!
وهناك أيضًا أدلة من الأناجيل تشير إلى أن يسوع تحدث باليونانية، فقد تحدث مباشرة مع المرأة اليونانية السوريّة الفينيقية (مرقس 7: 25–30)، وكذلك مع اليونانيين في العيد (يوحنا 12: 20–28). وتحدث أيضًا مع قائد المئة الروماني (متى 8: 5–13، لوقا 7: 2–10، يوحنا 4: 46–53)، ومع بيلاطس البنطي (يوحنا 18: 33–38؛ قارن مع متى 27: 11، مرقس 15: 2، لوقا 23: 3)، حيث من المفترض أن اللغة الوحيدة المشتركة كانت اليونانية.
وبسبب التأثير الواسع للغة اليونانية، كان من المنطقي أن يُكتب العهد الجديد باللغة التي توفر أكبر منصة لنشر الإنجيل في العالم. وهناك أدلة قاطعة من نصوص العهد الجديد نفسها تثبت أنه كُتب باليونانية وليس بالآرامية أو العبرية، منها:
العبارات الآرامية في العهد الجديد تم ترجمتها صراحةً إلى اليونانية للقارئ (متى 1:23، مرقس 5:41؛ 15:22،34، يوحنا 1:38،41،42؛ 9:7، أعمال 4:36؛ 9:36، العبرانيين 7:2)، وهذا الأمر لم يكن ليحدث لو أن النص كان مكتوباً أصلاً بالآرامية أو العبرية لمخاطبة قراء يتحدثون تلك اللغات.
هناك لعب على الألفاظ في بعض النصوص (مثل يوحنا 21: 15–17 حيث استخدم يسوع كلمتي “أغاباو/فيليو”، ومتى 16:18 “بتروس/بترا”)، وهو ما لا يمكن نقله بنفس المعنى في الآرامية أو العبرية بسبب اختلاف المعاني ودلالات الكلمات في هذه اللغات.
الغالبية العظمى من اقتباسات العهد القديم في العهد الجديد مأخوذة من الترجمة اليونانية السبعينية، وليس من النص الماسوري الآرامي/العبري.
وبناء على ذلك، فإن جميع أقدم المخطوطات التي نمتلكها للعهد الجديد مكتوبة باليونانية، وقد أكد آباء الكنيسة مثل جيروم أن المخطوطات الأصلية كُتبت باليونانية أيضًا.
وقد ادعت بعض المجموعات الهامشية أن العهد الجديد قد يكون قد كُتب أصلاً بالآرامية (كما هو محفوظ في “البيشيتا”) ثم تُرجم لاحقًا إلى اليونانية، واستشهدوا بوجود بعض “العبريات” أو تأثيرات لغوية عبرية تُترجم بشكل ضعيف إلى اليونانية كدليل على ذلك.
لكن هذا لا يُثبت شيئًا، لأن مثل هذه التأثيرات يُتوقع ظهورها من كتاب يتحدثون الآرامية ويكتبون باليونانية.
الاستثناء الوحيد المحتمل انجيل متي ، استنادًا إلى قول يوسابيوس نقلاً عن بابياس الهيرابولي:
“جمع متى الأقوال باللغة العبرية، وكان كل واحد يترجمها كما استطاع.”
وقد كرر هذا الرأي إيريناوس قائلاً:
“كما كتب متى إنجيلاً مكتوباً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يبشران في روما ويؤسسان الكنيسة.”
ترجمة aghroghorios
المرجع
Restoration of the New Testament: The Case for Scientific Textual Criticism Alan Bunning